-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس - الفصل الأول

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26  وموعدنا اليوم مع الفصل الأول من رواية مسيرة الملوك وهي الكتاب الثاني من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة, تابع الجزء الأول: رواية السعي من أجل البطولة
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية.

رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس - الفصل الأول

رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس
رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس

رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس (الكتاب الثاني في "سلسلة طوق الساحر") 

الفصل الأول

دخل الملك ماكجيل إلى غرفته وهو يتعثر بسبب إسرافه في الشرب, كانت الغرفة تدور به ورأسه يكاد ينفجر من الاحتفالات في هذه الليلة. كانت امرأة لا يعرف اسمها متعلقةٌ بجانبه وتلف إحدى ذراعيها حول خصره, تقوده نحو سريره مع قهقهةٍ عالية ومع قميصها الذي نُزع نصفه. ثمّ قام الخادمان بإغلاق الباب خلفهما و اختفى الصوت تدريجياً.
لم يكن الملك ماكجيل يعرف أين كانت زوجته الملكة, وفي الواقع لم يكن يهتم في هذه الليلة. لقد أصبحا نادراً ما يتشاركان السرير معاً, وغالباً ما كانت تنعزل إلى غرفتها الخاصة, خصوصاً في ليالي الاحتفالات, عندما تبقى الولائم لوقت طويل جداً. لقد كانت تعرف هذه الأمور التي يغرق فيها زوجها, ولكن يبدو أنها لا تهتم أبداً لذلك. رغم كل شيء, كان الملك وكانت ملوك ماكجيل تحكم بالحق.
ولكن بينما كان ماكجيل ينطلق إلى السرير بدأت الغرفة تدور به بشدة, وفجأة تجاهل المرأة التي كانت أمامه. ولم يعد في مزاج لذلك.
"اتركيني!" أمرها ماكجيل وهو يدفعها عنه بعيداً.
وقفت المرأة هناك مصابةً بالذهول ومتألمة من ذلك, ثمّ فُتح الباب وعادت إلى الحضور. قام أحدهم بشدها بذراعه وسحبها إليه. لقد كانت تعارض ذلك ولكن صرخاتها اختفت بينما كان الباب يُغلق خلفها.
جلس ماكجيل على حافة السرير واضعاً رأسه بين يديه, محاولاً أن يوقف هذا الصداع. كان من الغير المعتاد أن يحصل له صداع في هذا الوقت المبكر, قبل أن يأخذ الشراب مفعوله بشكل كامل, و لكن هذه الليلة كانت مختلفة. لقد تغيّر كل ذلك بسرعة. لقد كانت الوليمة تسير على ما يرام, لقد تمّ تجهيزها مع اختيارات جيدة من اللحوم والنبيذ القوي, عندما قام ذلك الفتى تور, بالظهور فجأة و تدمير كلّ شيء. قام بالتدخل أولاً مع حلمه السخيف, ثمّ كان لديه الجرأة لضرب الكأس من يد الملك.
ثمّ ظهر ذلك الكلب ولعق الشراب من الأرض, وسقط بعدها ميّتاً أمام الجميع. لقد اهتزّ ماكجيل منذ ذلك الحين. لقد حاول شخصٌ ما تسميمه, إدراك هذه الحقيقة جاء كضربة المطرقة. لقد حاول أحدهم اغتياله, بالكاد يمكنه تصديق الأمر. لقد تسلل شخصٌ ما وتجاوز حراسه, واستطاع تجاوز متذوقي الطعام والنبيذ. لقد كان على بعد لحظات من أن يكون ميتاً, لقد هزّه ذلك بقوة.
لقد أشار إليهم بأن يأخذوا تور إلى الزنزانة, وتساءل مرةً إذا كان ذلك صحيحاً. فمن ناحية, لا يمكن للصبي أن يعرف أنّ تلك الكأس مسمومة لو يمكن هو من قام بذلك أو بطريقةٍ ما متواطئاً في تلك الجريمة. ومن ناحيةٍ أخرى, هو يعرف أنّ لدى تور قدراتٍ عميقةٍ وغامضة, غامضةٍ جداً, و ربما كان يقول الحقيقة. ربما كان قد رأى ذلك في منامه. ربما كان تور في الواقع قد أنقذ حياته, و ربما كان ماكجيل قد أرسل إلى الزنزانة شخصاً مخلصاً حقاً.
انفجر رأس ماكجيل من التفكير, وهو جالسٌ هناك يفرك جبينه محاولاً استيعاب ذلك كله. و لكنه كان في حالة سكر أكثر من اللازم في تلك الليلة, كان عقله مشوشاً جداً, الأفكار تتدافع في عقله ولا يستطيع الوصول إلى أيّ شيء. كان الجو حاراً جداً هناك, في ليلةٍ صيفيةٍ خانقة, وجسده محموم بسبب الغرق لعدة ساعات في الطعام والشراب, كان يشعر بجسده وهو يتعرق.
نهض ماكجيل و رمى عباءته بعيداً عن جسده, ثمّ قميصه الخارجي, وتعرّى من كل شيء ما عدا القميص الداخلي. مسح العرق من على جبينه, ثمّ من على لحيته. انحنى قليلاً و خلع حذائه الضخم , وأخذ يضافر أصابعه مع بعضها حالما وصل الهواء إليها. جلس هناك وهو يتنفس بصعوبة, محاولاً استعادة توازنه. كان بطنه منتفخاً, و مرهقاً جداً. دفع نفسه بقدميه للأعلى واستلقى على السرير, مريحاً رأسه على الوسادة. تنهد ماكجيل و نظر إلى الأعلى, إلى السقف, و أراد أن تتوقف الغرفة عن الدوران.
من يريد قتلي؟ تساءل مرةً أخرى. لقد أحبّ تور مثل ابنه, وأحسّ في داخله بأنّه لا يمكن أن يكون هو من قام بذلك. تساءل عمّن يمكن أن يكون, ماذا يمكن أن تكون الدوافع؟ و الأهم من ذلك, هل سيحاولون مرةً أخرى. هل كان آمناً؟ وهل كانت رُؤى أرجون صحيحة؟
شعر ماكجيل بثقلٍ في عينيه, وأحسّ بأن جواب ذلك خارج قدرات عقله الآن. لو كان عقله أكثر تركيزاً, ربما كان استطاع فهم ذلك كله. ولكن عليه أن ينتظر حتى طلوع الشمس كي يستدعي مستشاريه, و يبدأ بالتحقيق. كان السؤال الذي يدور في عقله ليس من أراد قتله, ولكن من الذي لا يريد موته. إنّ بلاطه مليءٌ بالناس التي تتوق إلى الوصول إلى العرش. قادة الجند الطموحين, أعضاء المجلس الدهاة و اللوردات المتعطشين للسلطة و الجواسيس, الخصوم القدامى و القتَلى من ماكلاود, و ربما حتى ساكنوا البراري. ربما أقرب من ذلك بكثير.
رفرفت عيون ماكجيل وهو يغطّ في نومٍ عميق. و لكن شيئاً ما استرعى انتباهه و أبقى عينيه مفتوحتان. لقد أحسّ ببعض الحركة و نظر إلى الأمام فلم يجد مرافقيه هناك. ألقى نظرة سريعة في المكان وهو مشوش. لم يتركه مرافقيه وحيداً من قبل أبداً, وفي الواقع لا يتذكر آخر مرةٍ بقي فيها وحيداً في هذه الغرفة. ولا يتذكر أنه أمرهم بالمغادرة. و الأغرب من ذلك, أن بابه كان مفتوحاً على مصراعيه.
وفي نفس اللحظة سمع ماكجيل صوتاً من الجانب الآخر من الغرفة, التفت و نظر إلى هناك. كان هناك ظلٌّ يمتد على الجدار بسبب المشاعل, ظل رجلٍ طويل القامة و نحيل, يرتدي عباءةً سوداء مع غطاءٍ منسدلٍ على وجهه. طَرَف ماكجيل عدة مرات محاولاً معرفة ما يراه أمامه. في البداية كان واثقاً أنها مجرد ظلال, و أن وميض المشاعل تتلاعب في عينيه.
ولكن بعد لحظات اقترب ذلك الشيء عدة خطوات باتجاهه وأخذ يقترب من السرير بسرعة. حاول ماكجيل التركيز في ذلك الضوء الخافت, لمعرفة من الذي كان هناك. بدأ بالجلوس بشكلٍ غريزي, و أخذ يمدّ يديه إلى خصره محاولاً سحب سيفه أو على الأقل خنجره. و لكنه كان عار من ملابسه ولم تكن معه أيّة أسلحة. جلس هناك على سريره منزوع السلاح.
أصبح ذلك الشكل يتحرك بسرعةٍ كبيرة الآن, كالثعبان في الليل. أصبح قريباً جداً وبينما كان ماكجيل يجلس, أخذ نظرة على وجهه. كانت الغرفة لا تزال تدور به, و السكر يمنعه من التركيز بشكل كبير, و لكن للحظة استطاع تمييز تقاسيم وجه ابنه.
غاريث؟
امتلأ قلب ماكجيل بالذعر بشكل مفاجئ, و تساءل عمّا يمكن أن يكون ما يفعله هنا, بشكل سريّ وفي هذه الساعة المتأخرة من الليل.

"بُني؟" صاح ماكجيل.
رأى ماكجيل نية القتل في عينيه, وكان هذا كلّ شيءٍ يحتاج إلى رؤيته. حاول القفز خارج سريره.
و لكن الشبح تحرك بسرعةٍ كبيرة جداً. و انطلق باتجاه ماكجيل و قبل أن يتمكن من رفع يده للدفاع عن نفسه, كان هناك شيءٌ لامعٌ في يده, و بسرعةٍ كبيرة جداً, كان هناك نصلٌ يشقّ الهواء و ينغرس في قلبه.
صرخ ماكجيل, صرخةً عميقةً من الألم, و فوجئ بهذا الصوت الذي صرخ به. كانت صرخة معركة, صوتاً سمعه مراتٍ كثيرةٍ جداً. كانت هذه صرخة محارب مصاب بجروح خطيرة.
شعر ماكجيل بذلك المعدن البارد يخترق أضلاعه, ويندفع خلال عضلاته مختلطاً مع دمه, ثمّ اندفع أعمق وأعمق, كان الألم أكثر شدةً مما كان يتصور في أي وقتٍ مضى, و هو يشعر بأنه لن يتوقف عن الانغراس أبداً. خلال هذه اللحظات الشديدة, شعر بالحر و أحس بالدم المالح في فمه, وشعر بنَفسه يصبح أكثر صعوبة. و بصعوبة كبيرة أجبر نفسه على النظر إلى الأعلى, على الوجه الذي كان خلف ذلك الغطاء. تفاجئ ماكجيل, لقد كان مخطئاً. لم يكن ذلك وجه ابنه. لقد كان شخصاً آخر. شخصٌ ما استطاع أن يتعرّف عليه. و لكنه لا يستطيع تذكر من هو, كان شخصاً مقرباً منه. شخصٌ ما بدا و كأنه ابنه.
كاد دماغه أن يتمزق وهو يحاول معرفة اسم صاحب هذا الوجه.
بينما أصبح ذلك الشخص فوقه, تمكّن ماكجيل وبطريقةٍ ما من رفع يده ودفع الرجل بها من كتفه, في محاولة لإيقافه. بدأ يشعر بموجةٍ من قوة المحاربين القدامى ترتفع في داخله, أحسّ بقوة أسلافه, أحسّ بشيءٍ عميق في داخله جعل منه ملكاً وحمله على عدم الاستسلام. بدفعةٍ واحدةٍ هائلة, استطاع أن يبعد ذلك القاتل بكل قوته.
كان الرجل ضعيفاً جداً, أنحل مما كان يعتقد ماكجيل, ورجع إلى الخلف متعثراً مع صرخة انطلقت عبر الغرفة. تمكن ماكجيل من الوقوف وبقوةٍ كبيرة, وصلت يداه إلى الأسفل وقام بسحب السكين من صدره. رماها عبر الغرفة وأصدرت رنةً عند وقوعها على الأرض الحجرية, ثمّ انزلقت عبر الغرفة واصطدمت بالحائط البعيد.
الرجل الذي سقط قناعه فوق كتفيه, وقف على قدميه وهو يتعثر و يحدّق بعنينه الواسعتين مع بعض الخوف, حين بدأ ماكجيل بالاقتراب منه وإلقاء ثقله عليه. ولكن الرجل التفت بسرعة وركض عبر الغرفة. ثمّ توقف فقط للحظة تمكّن فيها من استرداد خنجره قبل أن يتمكن من الهرب.
حاول ماكجيل مطاردته ولكن الرجل كان سريعاً جداً, فجأةً شعر ماكجيل ببعض الألم يزداد داخله ويخترق صدره. شعر بنفسه يزداد ضعفاً.
وقف ماكجيل هناك وحيداً في الغرفة, و نظر إلى الأسفل إلى الدم الذي ينهمر من صدره, إلى داخل راحة يده المفتوحة. ثمّ انهار على ركبتيه.
شعر بجسده يزداد برودة, وانحنى إلى الأمام محاولاً استدعاء أحدٍ ما.
"أيها الحراس," جاءت صرخته بصوتٍ خافت.
أخذ نفساً عميقاً وبصعوبةٍ شديدة, تمكّن من استجماع قوته, ليطلق صرخةً واحدة ملكيّة.
"أيها الحراس!" صرخ عالياً.
سمع بعض دعسات الأقدام من الرواق البعيد, وهي تقترب ببطء. سمع الباب البعيد يُفتح واستشعر بتلك الدعسات تصبح قريبةً منه. ولكن الغرفة بدأت تدور به مرةً أخرى, هذه المرة ليس بسبب الشرب.
كان آخر شيءٍ رآه هو تلك الأرض الحجرية الباردة, وهي ترتفع كي تواجه وجهه.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأول من رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة