مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع روايات حب جديدة للكاتبة مايسة ريان علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان.
رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان (الفصل الخامس والعشرون)
اقرأ أيضا: رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان |
رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان | الفصل الخامس والعشرون
وكما لو كانت تودع الحياة , زارت كل مكان أحبته منذ صغرها بما فيهم حديقة الحيوان , محل أيس كريم أعتاد عمها أصطحابها اليه , ومدينة الملاهى ومدرستها القديمه .. أصدقاء ومعارف لم تلتقى بهم منذ سنوات خلت , وزرفت الدموع على قبر عمها , الأب الوحيد الذى عرفته , ثم حجزت تذكرة الطيران وقبل ليلة سفرها بيوم ذهبت الى النادى تقضى يوما أخيرا بصحبة أصدقاءها .
ريهام : جينا أنتى فيكى حاجه ؟
أبتسمت لها بغموض
جينا : لا أبدا .. أنا كويسه .
تبادلت ريهام ونرمين النظرات القلقه ولم يعلقا .. منذ فترة وهى تبدو مختلفه تائه وحزينه وقد أعتادا على مرحها وجنونها ولكن الكآبه والحزن شخصيتان جديدتان عليها وحاولتا تفسير الأمر بأن ربما علاقتها مع خطيبها تمر بمشاكل لا تريد مناقشتها معهما برغم أن خطبتها فى حد ذاتها كانت غريبه .
تقدم أمير من طاولتهم وقال وهو يجلس
أمير : خلى بالك يا جينا .. قريبك ده هيودى نفسه فى داهيه .
عقدت جينا حاجبيها بقلق
جينا : قريبى مين ؟
أمير : حسام .. مش أسمه حسام برضو ؟
جينا : ماله حسام ؟
أمير : ملموم اليومين دول على شله ضايعه من النادى .. شفته من شويه راكب معاهم العربيه ودول مابيروحوش غير مكان واحد بس .. للشد وضرب الحقن .
أعتدلت جينا بحده
جينا : حسام ؟ .. أنت متأكد من اللى أنت بتقوله .. دا ولد مؤدب جدا وتقريبا مابيغلطش .
أمير : أنا قولتلك اللى شفته وأعرفه .
حاولت جينا الأتصال به ولكنه رفض المكالمه .
ريهام : خلاص قولى لمامته والا لباباه .
جينا : أنا مش عارفه أقولهم أيه أفرضى طلعنا غلطانين .
نرمين : ولو كلام أمير صحيح ؟
جينا : تبقى مصيبه .. أنتو ماتعرفوش عمتى ممكن يجرالها أيه .. دى روحها فى ولادها.
فكرت قليلا ثم سألت أمير
جينا : أنت تعرف المكان اللى همه رايحين فيه .
أمير : أعرفه .. روحته مرة مع واحد صاحبى .
صاحت به ريهام غاضبه
ريهام : أنت بتقول أيه ؟
قال بسرعه يدافع عن نفسه
أمير : ومشيت على طول لما شفت بيحصل فيه أيه .
وقفت جينا وطلبت رقم يوسف , هو الوحيد القادرة على التدخل دون معرفة عمتها وزوجها .
وجدت هاتفه مغلق عبست تفكر فجربت رقم شريف .. وهو أيضا مغلق , قد يكونا فى أجتماع فأتصلت بالمكتب فردت عليها ندى وأخبرتها أن يوسف وشريف فى موقع البناء والشبكه هناك سيئه فلم يعد أمامها حل غير الذهاب اليه بنفسها .
قال أمير
أمير : أنتى أتجننتى ؟
جينا : هتيجو معايا والا أروح لوحدى ؟
نرمين : لا ياختى أنا أخاف .
جينا : وتخافى من أيه ؟.. أمير بيقول أنه مجرد نايت كلوب .. هندخل نجيبه ونمشى على طول.
نظر الثلاثه الى بعضهم البعض بقلق فوقفت جينا
جينا : خلاص خليكو هروح لوحدى .
******
عاد أمير الى السيارة وقال لجينا التى كانت تجلس فى المقعد الخلفى بجوار نرمين
أمير : البيه مش عايز يطلع وبيقولك روحى أنتى وهوه هيبقى يحصلك .
شعرت جينا بالغضب فهى لن تتركه فى هذا الجحيم وتذهب , أنه فتى طيب وساذج نظرا للحمايه الزائده التى فرضتها عليه أمه وسيصبح فريسه سهله لأصدقاء السؤ وتجار الموت , فتحت باب السيارة ونزلت تتبعها نرمين وريهام مجبرتين حتى لا تدخل بمفردها .
******
من أول وهله لم ترى الا الضباب الكثيف وصوت موسيقى الميتل التى تصم الآذان بضجيجها , سار الأربعه متشابكى الأيدى بين الأجساد الراقصه والتى تفوح منها رائحة العرق والسجائر وروائح أخرى غريبه وبعد أن أخذت عيونهم على الأضاءة بدأت الوجوة تأخذ اشكالا , وجدوا شبابا بشعور طويله وفتيات بشعور قصيرة , وأحيانا لا تستطيع التفرقه جيدا بين الشاب والفتاة
ورأوا الوشوم بكل أنواعها وأحجامها , الكل يهز رأسه والكل يضحك ويقفز
مالت نرمين بجسد مرتعش على جينا وقالت بصوت متقطع
نرمين : عبدة .. شي..طان .
لكزتها جينا
جينا : أخرسى أيه اللى بتقوليه ده .
قال امير بصوت عالى
أمير : قريبك قاعد من ناحية البار هناك .
نظرت الى المكان الذى أشار اليه أمير ورأت حسام يجلس على أريكه بين مجموعه من الشباب وبيده سيجارة .
أعطت حقيبتها الى ريهام
جينا : أستنونى هنا وراجعلكو .
أمسكت نرمين بذراعها مذعورة
نرمين : لا يا جينا أوعى تروحى ليقدموكى قربان .
سحبت ريهام نرمين ناحيتها
ريهام : قربان أيه يا مجنونه أقفى هنا... مادى أخرت أفلام الرعب اللى أنتى مدمنه عليها.
تركتهم جينا وتوجهت الى حسام وعندما رآها أمامه هب واقفا ملقيا السيجارة من يده وسألها غاضبا
حسام : جينا أنتى أيه اللى دخلك هنا ؟
قالت بصرامة
جينا : يالا يا حسام نمشى .
قال وقد أحمر وجهه
حسام : أنا مش همشى دلوقتى أنا قاعد شويه مع أصحابى .
ردت بعناد وهى تنظر بقرف الى من يدعوهم بأصدقاءة
جينا : وأنا مش همشى من هنا من غيرك .
رد بوقاحه ليست من شيمه
حسام : أنتى آخر واحده تدى نصايح على فكرة .
ردت بحده
جينا : وانت مهما قلت مش هسيبك وأمشى .
عرف أنها لن تتحرك من دونه فقال متذمرا بعصبيه
حسام : خلاص أتفضلى وأنا هحصلك على بره
جينا : فى خلال دقيقه لو ما خرجتش هدخلك تانى .
أستدارت جينا لتنصرف وما كادت تسير بضعة خطوات حتى تعالى صوت صراخ من مكان ما قريب وبدأت الأجساد تتدافع بقوة تجاهها فسقطت على الأرض , حاولت الوقوف أوالتشبث بشئ ما أو أحد ما وفى كل مرة تعود للسقوط مرة أخرى لتدوس عليها الاقدام رفعت ذراعيها لتحمى وجهها وتحاول الأبتعاد عن الأرجل المتنافسه على سحقها , أنتشر الألم فى جميع أنحاء جسدها ومن بين أصوات الصراخ والتكسير والعويل سمعت أسمها يتردد فى المكان , أستطاعت بما تبقى لديها من قوة وتعلقا بالحياة أن تزحف على الأرض وتتمسك بأحد الأعمده وحاولت الوقوف لعل أحد أصدقاءها يراها ويأتى لنجدتها وما كادت تنجح فى الوقوف حتى أصطدم شئ حاد برأسها وبعدها أصبح لا شئ .
صرخت ريهام ونرمين بأسمها أكثر من مرة , لقد رأوها وهى تسقط وبعدها أختفت عن أعيونهم , ثم لمحوها وهى تقف بجوار العمود فى منتصف القاعه عندما أنتقل شابين متصارعين الى المكان الذى وقفت تحتمى به وتفادى أحدهم ضربة من قضيب حديدى ليسقط بكل قوته على رأس جينا فسقطت مرة أخرى على الأرض , أندفع أمير بين المتصارعين حتى وصل اليها وكانت نرمين وريهام فى أثره وأستطاعوا سحبها الى ما وراء البار وصرخت ريهام ونرمين وأنخرطتا فى البكاء وهما يرون الدماء تغطى وجهها وجزء كبير من شعرها , أحتضنتها ريهام على صدرها وراحت نرمين تندب وتخبط على فخذيها
نرمين : ماتت .. ماتت خلاص .
فحص أمير نبضها بسرعه ووجهه شاحب كالأموات
أمير : لسه عايشه .. بس دى لازم نخرجها من هنا حالا .
كان الخروج بها من الباب شبه مستحيل لقد أصبح الكل يتشاجرمع الكل وخرجت الأسلحه البيضاء والعصى وتطايرت زجاجات البيرة والخمور من فوق روؤسهم وفى كل مكان , وحاولت ريهام منع نزيف الدماء من رأسها بأحدى المناشف التى وجدتها تحت البار .
*****
قال شريف ليوسف وهو ينظر الى هاتفه
شريف : جينا أتصلت على تليفونى مرتين .
كانا فى السيارة فى طريقهما عائدين الى القاهرة من موقع البناء .
شعر يوسف بالقلق فجأة يسيطر عليه وتناول هاتفه ونظر الى الرسائل الواردة ووجد لديه أربعة رسائل منها فى ساعه واحده وقال بقلق
يوسف : وأنا كمان حاولت تكلمنى أربع مرات .
اتصل بها على الفور , رن الهاتف لفترة طويله وأخيرا ردت ولكن الصوت لم يكن لها وتجمدت الدماء فى عروقه وهو يسمع صوت ريهام المنتحب وهى تخبره بكلمات متقطعه وسط ضوضاء شديده عما حدث لجينا .
طارت بهما السيارة والمسافه التى تأخذها السيارة فى نصف ساعه أختصرها يوسف الى ربع ساعه .
******
وصلا الى المكان الذى أعطته ريهام عنوانه ووجدا سيارات الشرطه وسيارات الاسعاف هناك ولكن لا أحد يتحرك , كل فى مكانه ينتظرون أن تنتهى المعركه فى الداخل حتى يستطيعوا التدخل لم يفكر يوسف وشريف لثانيه واحده وقررا أقتحام المكان فوجدا أمين شرطه يعترض طريقهما فأزاحاه جانبا وعبرا الباب ووقفا ينظران الى الدمار الذى ساد المكان وقد كان جحيما على الأرض
يوسف : ريهام بتقول أنهم مستخبيين ورا البار.
قال شريف مذهولا
شريف : وهوه فين البار ده المكان كله مدمر .
حمل كل منهما مقعدا وراحا يشقان طريقهما الى الداخل .
******
حمل يوسف جسدها الساكن بين ذراعيه , لم تترك له الدماء لمحه واحده من ملامحها يستطيع رؤيتها فضمها الى صدره ملتاعا يمسك الرعب بتلابيب قلبه , شق لهم شريف وأمير الطريق ليخرجوا وفى الخارج أستقبلهم المسعفون وكانت دماءها قد تركت أثارها على ملابسهم حتى ظنوا أنهم جميعا مصابون .
وركب يوسف معها سيارة الأسعاف وقد تبين له من وجوه المسعفين أن وضعها سئ .. سئ للغايه .
******
فى المشفى خرج اليهم طبيب الطوارئ ليقول ما جعل البرد يسيطر على أوصاله .
أدخلوها على الفور الى حجرة العمليات والفحص الأولى يشير الى وجود تهشم فى الجمجمه ونزيف داخلى وقد فقدت الكثير من الدماء كما أن لديها كسور فى الأضلع وفى أماكن أخرى متفرقه بالجسم وقد تضرر الطحال ومن المرجح أن يتم أستئصاله وما لم يقله صراحة أن حياتها فى خطر والموت أقرب اليها من الحياه .
ما مر بعد ذلك كان كابوسا رهيبا , ساعات وساعات قضتها داخل غرفة العمليات أجرت خلالها عمليتان وخرج بعدها أحد الأطباء ليخبرهم بسيطرتهم على النزيف الداخلى ونقلوا لها لترات من الدماء ولكن حالتها ليست مستقرة بعد ومازالت فى غيبوبه وأدخلوها الى حجرة العنايه المركزة , وبقى يوسف جالسا أمام حجرة العنايه رافضا الذهاب الى أى مكان .. لم يرى من جاء ومن ذهب ولم يكن يسمع كلمه مما كانت تقال له فروحه تقبع هناك داخل هذه الحجرة وقد يفقدها فى أى وقت .
******
فى مساء اليوم التالى حضرت ليليان مع زوجها وما كادت ترى أبنتها فى تلك الحاله حتى سقطت منهارة وأضطروا الى أعطاءها حقنه مهدئه وتم حجزها فى نفس المشفى
وبعد أن أستيقظت صممت على الذهاب لرؤية أبنتها وحاول خالد منعها من التحرك ولكنها دفعته عنها , وهى فى طريقها الى الباب ترنحت وكادت أن تقع فأمسك بها وضمها اليه فبكت منتحبه
ليليان : أنا السبب .. أنا اللى سيبتها .. كنت فاكره أنى بعمل كده لمصلحتها .. صدقنى يا خالد .
خالد : مصدقك حبيبتى .. أنتى بس أهدى وان شاءالله هتكون بخير وتقوم بالسلامه .
رفعت وجهها المنهار اليه وقالت
ليليان : شفتها ؟ .. شفت الخراطيم اللى خارجه من بؤها.. وجسمها كله متكسر أزاى ... وشعرها .. حلقوا شعرها .. بنتى بتموت.
ضمها اليه بقوة وأنسابت دموعه ومد يده ورن الجرس فدخلت الممرضه وعندما رأت حالتها أسرعت تستدعى الطبيب الذى أمر بأعطاءها جرعه أخرى من المهدئ .
******
حملت عايده صينية الشاى وكانت تهم بالخروج عندما أستوقفتها كريمان
كريمان : أوعى ماما تتصل وتقوليلها أى حاجه عن جينا .
دمعت عينا عايده وقالت بصوت باكى
عايده : لأ طبعا مش هقولها حاجه .. أطمنى .
وخرجت عايده فسألت عمر
كريمان : وأنت يا عمر قلت لخالى أيه لما كلمته ؟
عمر : طلبت منه يمسك فيها تقعد معاه لأى سبب .. المهم يقنعها تفضل عنده فترة لحد مانطمن على حالة جينا .
سألت ليلى
ليلى : وهيه وضعها أيه دلوقتى يا كريمان ؟
هزت كريمان كتفيها بأسف
كريمان : زى ما هيه لسه فى غيبوبه .. والخوف الأكبر لو أستمرت الغيبوبه فترة طويله .. يعنى غيبوبه لا يعلم مداها الا الله .
فردت ليلى تهز رأسها بأسف
ليلى : دى أخرة الأستهتار .
كريمان : عندك حق .
شعر عمر بالأستياء والغضب من حديثهما الخالى من المشاعر وكأنهما يتحدثان عن فتاة غريبه , شعر بالدموع تخنقه حزينا على تلك الشابه الجميله المفعمه بالحياة التى كبرت وشبت أمام عينيه والتى ترقد الأن فى المشفى ملتفه بالضمادات وهى بين الحياة والموت .
لم يتحمل حسام الذى كان يجلس متكورا على الأريكه تلك الطريقه التى يتحدثان بها عنها وهى التى دفعت حياتها فى سبيل أنقاذه من مصير مظلم دفعه اليه كبت كان يعانى منه لسنوات .. أنها ضحيته الملقاه الأن فى المشفى بين الحياة والموت , لم يجرؤ على زيارتها حتى لا يرى جريمته بعينيه , يكفى ما يسمعه من وصف لحالتها ولشكلها , لقد جبن من قول الحقيقه عن السبب الذى جعلها تذهب الى هذا المكان ولكنه الأن لم يعد يستطيع أن يصمت ويترك أمه تتحدث عنها بهذا الشكل , وقف حسام وقد أحمر وجهه غضبا
حسام : مش حرام عليكوا تشمتوا فى واحده هيه دلوقتى بين أيدين ربنا ؟
صاحت به كريمان بحده
كريمان : أيه يا ولد نشمت دى ؟
سالت دموع حسام وجسده ينتفض بأنفعال
حسام : آه بتشمتوا .. جينا اللى جرالها ده بسببى أنا .. جينا لما عرفت أنى رايح أسهر هناك راحت ورايا وبعتتلى أخو ريهام عشان يخرجنى ولما رفضت دخلت بنفسها .. وهددتنى لو ماخرجتش معاها مش هتخرج هيه كمان .. وقبل ما نخرج حصلت الخناقه وزى أى جبان هربت وسيبتها .. ماحاولتش حتى أمد أيدى وأسحبها معايا .. قلت يالا نفسى .. مش ده اللى أنتى علمتهولى ياماما .. أنى أشوف مصلحتى وأى حد تانى يتفلق .. أنا عملت كده .. هربت بحياتى وسيبت جينا يداس عليها بالجذم .. هيه حاولت تنقذنى وأنا قتلتها بجبنى .. أيه رأيك فى أبنك بقى دلوقتى ومين الأحسن فينا أنا والا هيه ؟
منعت ليلى نفسها بقوة من أن تتعاطف معها .. يجب أن تظل كراهيتها لها فى قلبها متقده .. لم تكن بالقسوة التى تجعلها تتمنى لها الموت ولكنها لا تريدها أيضا أن تتحول الى ملاك فى نظر البعض .
شعر عمر بمزيج من المرارة والأسى وهو ينظر بأتهام الى وجه كريمان المذهول , كل أم يجب أن تحب أبناءها ولكن ليس الى حد الجنون بهم , تتمنى لهم الخير ولكن لا تتمنى زواله عن غيرهم , تخاف عليهم وتحوطهم بحبها وحمايتها ولكن لا تضعهم فى قفص وتقف حارسا عليهم , حسام الأن يتآكله الشعور بالذنب وكم يكون هذا الأحساس مدمرا ومعذبا لصاحبه ويحتاج الى من يحتويه ويخفف عنه وقد يكون أعترافه بذنبه أفضل من حبسه بداخله حتى لا يقضى عليه .
صدمه وذهول ثم خيبة أمل .. أبنها الذى تعبت فى تربيته وثقل أخلاقه وشيمه .. من سهرت الليالى تخطط لمستقبله .. يفعل هذا ؟..يصاحب رفاق سؤ ؟... يذهب الى أماكن اللهو والفجور ؟.. ينزلق بقدميه الى هوة المخدرات والأدمان ؟.. ينسف أحلامها وآمالها؟ .. هبت كريمان على قدميها وأندفعت تجاه حسام بغضب ونزل كفها بقوة على وجهه تصفعه
كريمان : يا كلب .. أزاى تتجرأ تروح مكان موبؤ زى ده ؟ .. مفيش خروج من البيت بعد كده غير على كليتك وبس .. فاهم ؟
******
تقدمت ريهام من يوسف وجلست فى المقعد المجاور له صامته فقد تعلمت خلال زياراتها السابقه أن لا جدوى من فتح أى حديث معه ولكن حقيقة ما حدث تلك الليله المشؤومه مازال سرا بين الأصدقاء الأربعه لم تعلم به عائلة جينا وكانت ريهام تظن أن من الظلم جعلهم يسيؤن الظن بها وهى بريئه , فقالت بلا مقدمات
ريهام : أستاذ يوسف .. أقسملك بالله أن أحنا ماكناش رايحين المكان ده عشان ..
قاطعها بهدؤ
يوسف : عارف كل حاجه يا ريهام .. حسام قال على اللى حصل .
قالت ريهام بسخريه مريرة
ريهام : صحيح ؟ .. على الأقل عمل حاجه كويسه .
ثم مدت يدها اليه بحقيبة جينا وتابعت
ريهام : دى شنطة جينا اللى كانت معاها يوم الحادثه ..
أخذها منها ووضعها على ركبتيه والأسى فى عينيه
ريهام : ماكنتش أعرف أن جينا مسافرة تانى يوم غير لما شفت الباسبور والتذكرة فى الشنطه .
ألتفت اليها يوسف بحده
يوسف : مسافرة ؟
فتح يوسف الحقيبه وأخرج جواز سفرها البريطانى ووجد بداخله تذكرة ذهاب بتاريخ اليوم التالى للحادث الذى وقع لها كانت تنوى الهرب دون أعلام أحد حتى هو , آلمه ما أكتشفه الأن وصعبت عليه نفسه كانت ستهجره وتسافر ويحرم من وجودها بجانبه والأن يقف الموت على بابها يهدد بأخذها منه الى الأبد , أعاد الجواز الى الحقيبه وخنقته العبرات .
******
بعد ذهاب ريهام حضر شريف وسارة ووجدا يوسف أسوأ حالا مما كان فى الأيام الماضيه ورفض التحدث اليهما وكأنه لم يكن يسمع ما يقولانه له .
أنهى شريف أتصاله الهاتفى وعاد الى حجرة الأنتظار الملحقه بغرفة العنايه التى وضعت بها جينا وجلس على المقعد المجاور لسارة فسألته
سارة : ماما كانت عايزة منك أيه ؟
شريف : طلبت منى أحاول أقنع يوسف أنه يروح البيت ياكل ويرتاح على الأقل ليله واحده .
سارة : يوسف صعبان عليا .. عشر تيام دلوقتى وهوه مابيتحركش من جنبها .
ثم نظرت اليه كان يقف خلف الزجاج ينظر اليها كحاله دائما ولا يجلس الا عندما تؤلمه قدماه أو ليخرج عندما تدخل ليليان لرؤية جينا فهى ترفض رؤيته أو رؤية أحد من عائلة زوجها الراحل.. وكان أحيانا يدخل ويجلس بجوار فراشها عندما يسمح له طبيبها بذلك يقرأ لها القرآن أو يتأملها ساهما .
******
كان عبدالرحمن يقوم بزيارة جينا كل يوم تقريبا وفى أحدى المرات سمح له الطبيب بالدخول لرؤيتها ولم يعارض يوسف رغم كراهيته الواضحه له , وكانت المرة الأولى التى يراها من هذا القرب , فلم يتمالك نفسه وبكى .. لم يستطع أن يرى علاقه بين تلك الفتاة الراقدة أمامه الأن لا حول لها ولا قوة وجسدها ملفوف بالضماضات ومتصل بالأجهزة التى تمدها بالحياة وبين الفتاة التى كانت تسعى للشجار معه قبل حتى أن تراه .. لقد تغيرت حياته على يديها .. كانت كالبرق بظهورها الصاعق فى حياته خطفته وأخرجته من دائرة الجديه والوقار والوحده التى كان يضع نفسه بداخلها وأدخلته الى عالمها الذى لا يخضع لقوانين العالم الطبيعى الممل وايقاعات الحياة الرتيبه.. وضعت له الملح فى العسل ودفعته ليحترق بلهيب الهوى وأجلسته على ضفاف الجنه بجوار حبيبته , أنها كالجنيه الشقيه الطيبه التى خلد أسمها فى كتب الأساطير .. تحتاج الأن الى من يساعدها ويمد يده لها وينتشلها من هوتها العميقه , ولا يقدر على القدرة الا الله سبحانه وتعالى فدعى لها بالشفاء فهى تستحق أن يدعو لها كل شخص يعرفها .
******
طلبت أيمان من سارة أن تأخذها معها لزيارة جينا ولترى يوسف الذى أشتاقت اليه كثيرا ولكنها ندمت بعدها ندما مريرا .. صعقتها رؤيته بتلك الحاله , وجه شاحب وعينان غائرتان ولحيه لم تحلق لعدة أيام وملابسه مجعده وبدا مهزوما مكسورا , لا يوجد لديها شك الأن فى حبه لها , وطغت مشاعر الغيرة على مشاعر الشفقه بداخلها وانصرفت دون أن تقول له كلمه وكيف لها أن تقول شيئا وهو حتى لم ينظر اليها ؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
تابع جميع فصول الرواية من هنا: جميع فصول رواية أميرة القصر
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية ستعشقني رغم انفك بقلم منة القاضي
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا