مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع روايات حب جديدة للكاتبة مايسة ريان علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان.
رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان (الفصل التاسع والعشرون)
اقرأ أيضا: رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان |
رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان | الفصل التاسع والعشرون
خالد : جمدى أعصابك ... بنتك محتاجالك دلوقتى أكتر من الأول .. وما راح تفديها بشي لو تعبتى .
هزت رأسها
ليليان : عندك حق .. بنتى محتاجالى .
ثم قالت باكيه
ليليان : هيه لسه فى الشهر السابع وضعيفه .. الولاده هتكون صعبه .
خالد : أدعيلها تقوم بالسلامه .
ليليان : يا رب .
مر وقت ظنت ليليان أن ليس له نهايه وخرج الطبيب أخيرا من غرفة العمليات فأسرعت ليليان وخالد اليه وبسؤاله عن حالة جينا والطفل أجاب
الطبيب : الأم والطفل كلاهما بخير .. واجهتنا بعض الصعاب وعانت الأم من نزيف حاد أستطعنا السيطرة عليه وستبقى فى غرفة العنايه الفائقه يوم أو يومين على الأكثر لضبط ضغط الدم والتأكد من عدم حدوث أى مضاعفات .
ليليان : والطفل ماذا عنه ؟
أبتسم الطبيب
الطبيب : كنا نشك فى أنه سوف ينجو أو سيولد بصحه ضعيفه .. ولكنه أثبت أنه مقاتل حقيقى وصحته أفضل كثيرا من صحة أمه وملأ الغرفه بصراخه .. سيدخل الى حجرة العنايه الخاصه بالأطفال حديثى الولاده لأسبوعين على الأقل وهذا أمر طبيعى لظروف ولادته.
******
ضحكت ليليان وبكت وهى تنظر الى حفيدها من وراء الزجاج , كانت قد أطمئنت على جينا أولا وقد أفاقت من التخدير وأول ما سألت سألت عن أبنها وطمئنتها بأنه بخير فطلبت أن تراه ولكن الطبيب أخبرها أنه الأن فى الحضانه وعندما تستطيع الوقوف على قدميها سوف تذهب لتراه بنفسها .
أتصل خالد بصهيب فى الأمارات وأخبره أن جينا وضعت طفلها وهما بخير ثم عاد الى ليليان التى لم تشأ أن تتحرك من أمام الطفل الصغير جدا , أحاط كتفها بذراعه ينظر الى الصغير مبتسما , كان يتمنى لو رزق منها بأولاد ولكن المشكله كانت عنده هو , فمن زواجه الأول أستطاع بعد رحله من العلاج أنجاب أبنه الوحيد صهيب وبعد موت زوجته وعزوفه عن الزواج من بعدها أهمل علاجه وعندما قابل ليليان ووقع فى حبها أراد أن ينجب منها المزيد من الأولاد ولكن فرصته فى العلاج أصبحت مستحيله وهو يتمنى الأن أن يتزوج صهيب ويأتى له بالكثير من الأحفاد .
******
فى اليوم التالى غابت أيمان عن مائدة الأفطار على غير عادتها , وعبرت كريمان عن دهشتها بخبث
كريمان : هيه كانت نموسيتها كحلى والا أيه ؟
رمق عمر زوجته بنظرة حاده وتأففت ليلى بضيق ونظرت الى يوسف من طرف عينيها , كان يتناول طعامه بهدؤ غير مبالى بالحديث الدائر بجواره
ليلى : ياريت ترجع البيت بدرى انهارده .. محتاجه أتكلم معاك فى موضوع مهم .
يوسف : مش عارف ظروفى أيه .
ضغطت على أسنانها غيظا من طريقته البارده فى الحديث معها وقالت بعصبيه
ليلى : أيه خلاص هتدرويش .. هتلبس الجلبيه وتقعد فى حلقات الذكر كل ليله زى المجاذيب .
لم يرد ولم ينظر اليها ووقف عن مقعده وقال لعمر
يوسف : مش يلا بينا أتأخرنا .
وقف عمر وقد أرتاح لأن يوسف قرر المغادرة فأعصابه لم تعد تحتمل التراشق بالعبارات المهينه من هنا وهناك ونظر الى كريمان
عمر : الجو قلق انهارده ... ما ينفعش تأجزى
كريمان : مستحيل .. وزارة الصحه أعلنت حالة الأستنفار القصوى بدايه من النهارده.
سأل يوسف
يوسف : أيه السبب ؟
قالت ليلى ساخرة
ليلى : آه مانت مش فى الدنيا .
قال حسام بحماس
حسام : فى مظاهرات طالعه النهارده فى عيد الشرطه ضد الممارسات القمعيه .
عمر : بيقولوا أنها هتكون مظاهرات كبيرة .
قالت ليلى
ليلى : ولا هتبقى كبيرة ولا حاجه .
كريمان : التعليمات اللى وصلت لنا بتقول غير كده .. الوزير نفسه كان قلقان .
عمر : خايفين اللى حصل فى تونس يسمع هنا .
هتف حسام
حسام : أن شاءالله هيحصل .
أستدار عمر وكريمان اليه بحده وقالت كريمان
كريمان : أياك تتحرك من البيت .. فاهم .
عمر : ماتقلقنيش عليك .
زفر حسام بضيق
حسام : حاضر .
******
بعد أنصراف يوسف وزوج عمته قلقت ليلى على أيمان فقد كان عليها أن تطلعها على نتيجة ما أتفقا عليه بالأمس ولكن غيابها ولامبالاة يوسف هذا الصباح لم يطمئناها . وجدتها فى حجرتها وجهها مرهق وأثار البكاء ظاهرة عليه وعرفت منها ما حدث
ليلى : معلش يا حبيبتى .. أحنا أتفقنا أن يوسف بيمر بفترة صعبه فى حياته .. اللى حصل معاه مش شويه .. لو بتحبيه أستحمليه .. أكيد مش هيفضل كده طول عمره .
قالت أيمان بمرارة تردد كلمات جينا اليها
أيمان : أنا حاسه أن هيخلص عمرى قبل ما ييجى اليوم ده .
زفرت ليلى بأسى .
وتوالت الايام وصارت شهورا وصدق حدث أيمان وقول جينا فقد ظل يوسف على حاله .. لا يراها ولا يسمعها , أنقلبت البلاد وتشتت العباد وأصبحت السياسه الشغل الشاغل للقاصى والدانى والعالم والجاهل وهو لا يبالى , مرت أعماله بنكسات ونكبات متتاليه فيتعامل معها ببرود لا متناهى , لم يعد للحياه معنى لديه , يعيش لمجرد العيش , يأكل ويشرب وينام ويصلى .. متبلد الأحساس لا حزن ولا غضب .. لم يعد يكترس لأحد أو لشئ.
******
أتم اليوم شهره السادس , حملته جينا بين ذراعيها وهى تمطر وجهه بالقبلات فيضحك
, أنها تدين له بحياتها لقد كادت أن تفقد عقلها لولاه .. هو من أنقذها من الجنون , فقد عانت من أنهيار تام بعد تخلى يوسف عنها بتلك الطريقه القاسيه .. لا تأكل ولا تنام وعندما أنهار جسدها فى أخر الأمر ودخلت الى المستشفى أكتشفوا بعد أجراء التحاليل أنها حامل فى ثمان أسابيع ذهلت للخبر وكان طوق النجاة الذى تعلقت به بكل قوتها ليخرجها من تعاستها , قاومت من أجله المرض والأكتئاب وعادت تلملم شتاتها بقدر ما أستطاعت , لم يكن الأمر سهلا ولكن من أجله حاربت لتعطيه الحياة ويعطيها هو الأمل فيها وبعد ولادته جعله شبهه بوالده تعشقه أكثر .
دخلت ليليان الى حجرة الجلوس تحمل بيدها زجاجة الحليب .
ليليان : يلا هاتى أكرم عشان أاكله .
قالت جينا ضاحكه
جينا : هوه أبنى والا أبنك ؟
دفع الصغير بنفسه تجاه ليليان فحملته وقالت تغيظ جينا
ليليان : أسأليه ؟
قالت جينا ضاحكه
جينا : ده بس عشان معاكى الأكل بتاعه .
ضحكت ليليان وهى تجلس على الأريكه وتفتح الرضاعه التى سحبها الصغير بلهفه الى فمه المفتوح فضحكت جينا
جينا : شفتى بقى .
أبتسمت له ليليان بحب
ليليان : مهما قولتى .. أنا واثقه أنه بيحبنى .
أبتسمت جينا .. لا يمكن لأحد أن يصدق أن ليليان جدة
جينا : وأنتى بقى هتسيبى شغلك وتقعديلوه .
ليليان : أنا بصمم فى البيت وايزابيل مسؤؤله عن الأدارة .. وخالد مبسوط بقعدتى فى البيت .
رن جرس هاتف جينا وردت
جينا : هالو صهيب .
جاء صوته غاضبا من الطرف الأخر
صهيب : أيه اللى هببتيه ده .
زفرت بضيق وقالت دون مواربه
جينا : تقصد المقاله .
صهيب : يعنى أنتى فعلا اللى ورا الخبر .
جينا : آه أنا .
قال بغيظ وقد أنقلبت لهجته الى اللهجه الخليجى
صهيب : وأيش تقصدين من وراه ؟
جينا : بحصن نفسى .
صهيب : يا الله .. وأنا ما فكرتى فينى .
جينا : وأيه اللى هيضرك من وراه .. اللى يسألك أبقى كدبه .
صهيب : نجلا غضبانه .
ضحكت جينا
جينا : آه .. قول كده بقى ... يا عم طيب خاطرها بكلمتين .. قولها كلام جرايد وماتفلقنيش بقى .. وأياك تكدب الخبر فى نفس المجله .
أستسلم صهيب وأنهى المكالمه , سألتها ليليان
ليليان : أيه اللى حصل .. ماله صهيب .
سربت جينا الى أحدى المجلات البريطانيه الشهيرة خبر زواجها من صهيب ومعه صور لهما معا على متن يختهم فى الخليج وهى تعلم جيدا أن هدير تعشق هذه المجله لما تحويه من أخبار الفنانين وفضائح المشاهير أكثر من أهتمامها بالسياسه وأخبار المظاهرات وبالطبع سوف تنقل الخبر الى أمها التى سوف تسارع بنشرة فى العائله وهذا ما تريده .
سألتها ليليان بعد أن أطلعتها عما فعلت
ليليان : وأنتى عملتى كده ليه .. هتستفيدى أيه من أنهم يعرفوا أنك أتجوزتى صهيب .. بتنتقمى من يوسف .. والا عشان لما يعرفوا عن أكرم تقولى أنه أبن صهيب ؟
قالت بحده
جينا : مستحيل أخلى يوسف يعرف حاجه عن أكرم .. ده أبنى أنا لوحدى .. ثانيا أنا عملت كده عشان لما أظهر فى حياتهم تانى مايفتكروش أنى لسه ضعيفه .
صرخت ليليان فيها بغضب
ليليان : تظهرى فى حياتهم تانى ؟.. أيه الجنان اللى بتقوليه ده .
بكى الصغير مفزوعا من صراخ ليليان فأخذته جينا تهدهده على كتفيها
جينا : وأنتى فاكره أيه ؟.. هسيبهم يعدوا باللى عملوه فيا بسهوله .. يعيشوا مبسوطين بعد ما حطمونى ... مستحيل .
*****
أشترت كريمان المجله التى أخبرتها عنها هدير والتى تحتوى على خبر زواج جينا وصهيب وصورهما معا على يخت زوج أمها .
أنساها هذا الخبر المشاكل التى قابلتها اليوم فى العمل , الوضع الأمنى مازال سيئا وكل يوم تقريبا يتعرض الأطباء والعاملين فى المشفى الى الأعتداء فكلما قامت مظاهرات وحدثت مصادمات تأتى الأسعاف محمله بالمصابين يتبعهم زويهم وتحدث المشاحنات حتى بدأ الأطباء يدخلون فى أعتصامات يطالبون فيها بتوفير الحمايه لهم أولا والا لن يعملوا فى ظل هذه الفوضى فلا شئ يحميهم من البلطجيه ورقم الشرطه أصبح خارج الخدمه.
******
جلست أيمان بجوار ليلى فى حجرة الجلوس ولأول مرة تلاحظ سارة الشبه الكبير بينهما .. شبه لا دخل له بالملامح ولكن بالظروف , فأيمان تتحول مع مرور الأيام الى ليلى أخرى .. زوجه أهملها زوجها .. طعنها فى أنوثتها وهمش وجودها فى حياته وقتل بهذا روحها .. فرفعت رأسها بكبرياء وغرور لتدارى به ذلها , وحيرها سؤال .. ما الذى يصبرها على كل هذا وما الذى صبر أمها من قبلها؟
سألتها أيمان بأبتسامه لم تصل الى عينيها
أيمان : أنتى بقيتى حامل فى الشهر الكام يا سارة .
شعرت سارة بأن أيمان تكن بداخلها مشاعر غيرة
سارة : أنا تميت السادس من يومين .
أيمان : وعرفتى نوع البيبى ؟
سارة : لأ لسه .
سألت ليلى أبنتها
ليلى : ومفيش أخبار عن هدير اذا كان فى حمل والا لأ ؟
سارة : هدير وعبدالرحمن مأجلين الخلفه شويه .. عبدالرحمن بيحضر الدكتوراه ومش عايز يشغل دماغه بالأولاد دلوقتى .
علقت أيمان ساخرة
أيمان : ربنا يوفقهم .. لو كان أتجوز جينا .. ماكنش عرف ياخد حاجه خالص .
تضايقت سارة لدسها أسم جينا فى الموضوع وتضايقت لأنها لم تعتاد أن ترى أيمان لئيمه هكذا .
******
عمر : البنوك وافقت على تأجيل سداد أقساط القروض .
مشاكل العمل بعد الثورة أجبرته على العوده , كل شئ ينهار ومشروع حسن كامل توقف بعد تجميد أرصدته وهروبه خارج البلاد وهناك قروض وفوائد للبنوك أقترب موعد سداد أقساطها , هذا غير الشريك الألمانى الذى سوف يضطر لطلب الشرط الجزائى ان لم يتم تنفيذ التعاقد المبرم بينهما .
شريف : والشركه الألمانيه ردها كان أيه ؟
يوسف : وافقوا على تمديد المهله لكن مش كتير .. همه عارفين الوضع عندنا بقى عامل أزاى وشبه متأكدين أننا مش هنقدر نكمل الديل .. وفى الأخر هيطالبوا بالشرط الجزائى.
شريف : أحنا كده نبقى محتاجين شريك أو ممول .
قال يوسف وهو يفرك وجهه من الأرهاق
يوسف : قرض جديد ؟.. صعب .
وقف عمر
عمر : كفايه كده كلام فى الشغل .. محتاجين نروح ناكل ونرتاح .
وافق يوسف ووقف يرتدى سترته وسأل شريف
يوسف : جاى معانا طبعا .. مراتك هناك .
أبتسم شريف
شريف : وأنا أقدر أقول لأ .. ليلى هانم أتصلت بيا بنفسها تعزمنى على العشا .
عمر : دا أيه الرضى ده كله .
قال يوسف ساخرا
يوسف : لاجل الورد ينسقى العليق .
عنفه شريف مازحا
شريف : عيب لما تقول على أختك عليق .
******
أنتهزت كريمان فرصة أنشغال يوسف وعمر وشريف فى المكتبة وأخرجت المجله التى بها خبر زواج جينا وصورها .
شعرت ليلى بالأرتياح لهذا الخبر وأستقبلته أيمان بفرح شديد وشماته , لقد نسيته وتزوجت من غيره وهى لاتعلم بالحقيقة التى يعلمها هو ورغم ذلك مازال باقى على حبه مخلصا لها .. يحج كل ليله الى حجرتها وتبقى هى وحيده فى غرفتها , حتى تحولت غيرتها الى كره ونقمه عليهما معا .. لقد أذلها وقهرها من أجل أمرأة لا تجوز له ولا يعنى لها شيئا .
سمعت سارة باب المكتبة يفتح
سارة : خبى المجله دى يا عمتو ماتخليش يوسف يشوفها .
ندمت على ما قالته على الفور فقد شعرت بأيمان تتصلب وعرفت أنها جرحتها وضغطت بقسوة على جرحها فأحمر وجه سارة حرجا وأنقذها دخول شريف يتبعه عمر ويوسف
شريف : مش يلا يا سارة .. شوفى سما فين عشان نروج .
ليلى : خاليكو بايتين هنا النهارده الجو بره مش أمان والوقت متأخر .
وقبل أن يرد شريف هبت أيمان من مكانها وخطفت المجله من يد كريمان ومدت يدها بها الى يوسف تقول بسخريه
أيمان : قريت الخبر ده يا يوسف .
عبس يوسف
يوسف : خبر أيه ؟
هبت سارة بحده
سارة : يوسف مابيهتمش بالأخبار دى .
وتقدمت لتأخذ المجله من يدها فأبعدتها عنها
قالت ليلى بتوتر
ليلى : كفايه لعب عيال أنتى وهيه .
سأل يوسف بقلق
يوسف : خبر أيه ده ؟
تقلصت معدته , هل حدث لها مكروه ؟ أخذ المجله من يد أيمان وكانت مفتوحه على أحدى الصفحات .
نظرت سارة بغضب الى أيمان وكتمت ليلى أنفاسها وهى تراقب وجه يوسف يشحب
وظنت أنه يترنح .
أعاد المجله الى أيمان التى قالت بمرارة
أيمان : يا ريت الخبر ده يفوقك .
أستدار يوسف دون رد وسار ببطئ الى المكتبة ودخل وأغلق الباب خلفه .
أخذ شريف المجله وقرأها بدوره
قالت سارة بغضب لأيمان
سارة : مبسوطه كده .. أستفدتى أيه من اللى عملتيه .
أرتعشت شفتا أيمان وردت بغضب مماثل
أيمان : ببرد شويه من النار اللى جوايا واللى محدش فيكوا حاسس بيها غيرى .. كلكوا مش هاممكوا غير يوسف وأحساسه .. وأنا .. بقيت الشريرة اللى فرقت حبيبين عن بعض .. حتى عمتى اللى المفروض عارفه اللى محدش فيكوا يعرفه بتيجى عليا عشانه.
صاحت بها ليلى محذرة بحده
ليلى : أيمان .
قاطعهم صوت أتى من المكتبة لشئ يسقط بقوة فأسرعوا الى هناك .
******
فتح شريف باب المكتبة والجميع من خلفه ووجدوا يوسف ممددا على الأرض لا يتحرك , صرخت ليلى وسارة وركعتا بجوارة تلحق بهما كريمان التى فحصته بسرعه ثم نظرت الى عمر بقلق شديد
كريمان : لازم يتنقل ع المستشفى بسرعه .
******
وقفت أيمان بعيدا عن الجميع تهرب من نظرات اللوم والأتهام فى عيونهم يتآكلها الشعور بالذنب والخوف عليه .
خرجت كريمان من حجرة الفحص متجهمه فتجمعوا حولها
كريمان : ذبحه صدريه .
دفنت أيمان وجهها بالحائط وشهقت ليلى بالبكاء فساعدها شريف وعمر على الجلوس وعاد شريف الى سارة التى راحت تبكى بحرقه
كريمان : أطمنوا ياجماعه .. يوسف حالته مستقره والذبحه فى أولها .. وماتنسوش أنه لسه شاب وجسمه قوى وهيقدر يعدى التعب ده بسرعه وأن شاء الله مايسبش أثر على صحته فى المستقبل .
سألتها ليلى باكيه
ليلى : أقدر أشوفه يا كريمان ؟
كريمان : مش هينفع دلوقتى .. هينقلوة على العنايه .. وأنا متأكده أنه مش هيقعد فيها أكتر من أربعه وعشرين ساعه .
طلب شريف من سارة أن تبيت الليله فى القصر لأنه سيبقى مع يوسف فقالت ليلى محتجه
ليلى : أنا اللى هفضل مع أبنى .
كريمان : زيارته دلوقتى ممنوعه يا ليلى .. ومش معقول هتفضلى قاعده على الكرسى لحد الصبح .
سارة : عمتو عندها حق يا ماما .. وشريف هيفضل معاه .. ولو حصل حاجه هيتصل بينا.
أستسلمت ليلى لمشيئتهم وأنصرفت معهم .
******
بقى شريف وقد سمح له الطبيب أن يدخل ويطمئن عليه ووجده نائما , ربت على يده والأسى على وجهه وتمتم وهو يعلم أنه لا يسمعه
شريف : مادمت بتحبها لدرجة الموت .. كنت سيبتها ليه بس؟
******
خرج يوسف من أزمته الصحيه بسرعه لم يتوقعها حتى الأطباء وكان مصرا على الخروج من المستشفى فى اليوم التالى ولكن طبيبه المعالج حذره من الأستهتار بهكذا مرض فوافق على مضض أن يبقى ليومين آخرين مع وعد منه للطبيب بالبقاء فى المنزل حتى يأذن له بأستئناف عمله , بقى شريف بصحبته بعد أن رفض بشده أن تقوم أمه أو أيمان بالبقاء معه .
ويوم خروجه من المشفى كان جالسا يرتدى حذائه وشريف ينظر اليه متعجبا من النشاط والهدؤ الظاهرين عليه , فقد كان يتوقع أن يرى مأساة وأيام من العذاب والأكتئاب بعد صدمته التى كادت أن تودى بحياته ولم يستطع أن يخفى ما يجول بذهنه
شريف : يوسف .. أنت حاسس أنك كويس فعلا والا بتمثل ؟
وقف يوسف ينظر الى صديقه للحظات ثم قال بجديه
يوسف : أنا كنت مسموم يا شريف .. بقالى سنه وبنصل سكين حامى بحفر فى قلبى وف روحى وف عقلى عشان أخرج السم ده من جوايا وأمنع عن نفسى أذاه .. ودى كانت آخر جرعه جوايه منه وخرجت .. صحيح روحى كانت هتخرج معاها .. بس الحمدلله على كل شئ .
أقترب منه شريف وعانقه بقوة والغصه فى حلقه
شريف : حمدالله على السلامه .
تأثر يوسف من تعاطف شريف معه , كان يعتز كثيرا بصداقته , لقد وقف بجوارة وسانده وخفف عنه وأهمل عمله وتفرغ للشركه ليسد الفراغ الذى تركه دون أن يصر على معرفة ما يخبئه عنه وهو يقدر له ذلك ويدين له بالكثير .
******
حملت اليه أيمان صينية الطعام فى حجرته
يوسف : شكرا .. مكنش فى داعى تتعبى نفسك .. كان ممكن حد تانى يجيبها .
فكرت أيمان بأسى .. أى أحد الا هى بالطبع لقد حاولت أن تقوم بدور الزوجه التى تراعى زوجها فى مرضه تكفيرا عن ذنبها وأملا فى أن يفسح لها مكانا فى حياته وفى قلبه , ولكنه دائما ما يرفض مسعاها الدؤوب بأدب شديد يزيد من تعاستها ... لماذا لا يطلقها ولماذا لا تطلب هى منه الطلاق؟... فليس لديه أى نيه كما هو واضح فى أن تكون لهما معا حياة زوجيه طبيعيه , فهل ينتظر حتى تطلب الأنفصال بنفسها حفاظا على ماء وجهها أم أنه يرى وجودها على ذمته كعدمه ؟
أيمان : أنا أسفه يا يوسف على التصرف اللى حصل منى والكلام اللى أنا قلته .. كانت حاجه خارجه عن ارادتى .
كانت تتحدث وهى مطرقة الرأس
يوسف : اللى حصل حصل أنا نسيته خلاص .
كان يريد أن ينهى الحديث عند هذا الحد ولكنها تابعت
أيمان : أنا بحبك يا يوسف ودى حاجه أنت عارفها كويس .. ووقوفى جنبك فى أزمتك ما كنش أستغلال للموقف .. أنا كنت فعلا عايزة أساعدك بدون أى مقابل .. لكن غصب عنى حبى ليك خلانى أطمع أكون أكتر من مجرد زوجه على الورق وقدام الناس وبس .
طفرت الدموع من عينيها ورق قلبه لها , أنه أكثر من يستطيع الشعور بألمها ولكن ليس بيده حيله , ربت على يدها
يوسف : أنا آسف يا أيمان .. مكنتش أحب أن أنا وأنتى نتحط فى موقف زى ده أبدا .. أنا كمان غصب عنى .. عمرى ما حبيت غيرها ولا فكرت فى زوجه غيرها .
قاطعته
أيمان : لكنها ..
قاطعها وعلى وجهه الألم
يوسف : مفيش داعى تفكرينى بحاجه مستحيل هنساها .. أنا مقدر التضحيه اللى عملتيها عشانى والتمن اللى بتطلبيه مقدرش عليه لأنى ببساطه هكون بستغلك وأنتى تستهلى تكونى مع أنسان يحبك بجد .
أبتلعت ريقها بصعوبه
أيمان : تقصد أيه ؟
أغلق عينيه وأسند رأسه الى الوسادة
يوسف : مش هجبرك على حاجه .. اللى هتطلبيه هنفذه .
أنه يعطيها خيار واحد لتختاره , وقفت ببطئ
أيمان : هبقى أبعت حنان تاخد الصنيه بعد ماتخلص .
وهربت قبل أن يسألها ردها
******
شريف : جينا لغت التوكيل اللى كانت عاملاهولك ومنعتك من التصرف فى كل حساباتها البنكيه .
تلقى يوسف الخبر بهدؤ شديد أدهش شريف وهو الذى كان مترددا فى أذاعة الخبر اليه وتكديرة وهو لم يتعافى بعد من أزمته الصحيه
يوسف : كنت متوقع ده من زمان .. وكنت مستغرب لأنها أتأخرت .
جلس شريف فى المقعد المواجه لمكتب يوسف
شريف : طب وبعدين ؟
يوسف : بعدين ده هيه اللى هتقوله بنفسها .
حملق شريف فى وجهه
شريف : قصدك أنها هترجع مصر ؟
يوسف : يمكن .. أو هتبعت اللى ينوب عنها .
وتراجع فى مقعده الى الخلف , أنه يعرفها جيدا وسينتظر ليرى ما تخبئه له , لقد أستطاعت بطريقه أو بأخرى أن تقف على قدميها ولن يهدأ لها بال حتى تعرف كل شئ أو تحرق كل شئ , ولكنه سيقبل بالحريق ولن يقبل بأن تعرف الحقيقه , لن يسمح لها أن تعيش ما يعيشه .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والعشرون من رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
تابع جميع فصول الرواية من هنا: جميع فصول رواية أميرة القصر
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية ستعشقني رغم انفك بقلم منة القاضي
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا