مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع روايات حب جديدة للكاتبة مايسة ريان علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان.
رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان (الفصل الحادي والثلاثون)
اقرأ أيضا: رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان |
رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان | الفصل الحادي والثلاثون
وقفت ليلى وراء نافذة الشرفه تنظر الى الليل بالخارج .. أصبحت الساعه الواحده بعد منتصف الليل ولم يعد بعد .. أنها قلقة عليه .. فبعد ذلك الأجتماع الكارثى وفضح جينا لأمرها أمام الجميع خرج يوسف وحده وأغلق هاتفه حتى شريف فشل فى معرفة مكانه .. لقد صدم وله كل الحق فى أن يغضب .. طوال سنوات وهى تخشى مجئ ذلك اليوم وكرهت جينا أكثر مما كانت تكرهها لأنها كانت السبب فيما حدث
دخلت سيارة يوسف من البوابه فتنفست الصعداء ثم عاد القلق من المواجهه ينتابها .
وقفت فى باب حجرة الجلوس تنتظره وعندما دخل وأغلق الباب نادت عليه
ليلى : يوسف .
تسمر فى مكانه للحظات ولكنه لم يلتفت اليها وقد قست ملامحه ثم أستأنف سيره الى الدرج فخرجت ليلى الى البهو ونادت عليه بأصرار
ليلى : يوسف .. أستنى أنا بكلمك .
وقف وقدمه على أولى درجات السلم ورأت يده تتقلص على الدرابزين
ليلى : أرجوك يا يوسف أنت لازم تسمعنى قبل ما تحكم عليا.
أستدار اليها بوجه عاصف من الغضب والمرارة
يوسف : أنتى اللى حكمتى على نفسك وعلينا بالعار .
قالت بحده
ليلى : عار ؟.. أنا أتجوزت ما زانتيش .
يوسف : فى حالتك الأتنين مايفرقوش عن بعض .. أتجوزتى فى السر ..
تقدم منها خطوتين وسألها ساخرا
يوسف : ياترى الناس اللى كانت بتشوفك داخله وخارجه من عنده يعرفوا أنك مراته ؟
طعنتها أهانته لها بقوة وقالت بصوت مخنوق
ليلى : أنا أمك لو كنت ناسى .. وماسمحلكش تكلمنى بالطريقه دى .
يوسف : لكن تسمحى لنفسك تهينينى وتستغفلينى السنين دى كلها وتفضحينى قدام الناس.
صفعته بقوة على وجهه وقالت بغضب
ليلى : أخرس .. لكن هيه السبب .. الشيطانه اللى رجعت تكمل اللى بدأته أمها وتدمر اللى فاضل منا .. لكنى مش هسمح لها تخرب البيت ده .
أحتقن وجه يوسف
يوسف : البيت ده مكتوبله يتخرب من زمان .
قالت بأصرار غاضب
ليلى : مش هسيبها تخربه .
قال بشراسه
يوسف : لأ هتسيبيه ... ده ما بقاش بيتك .. بيتك هوه بيت جوزك مش كده ..
ودى آخر ليله هتباتى فيها هنا .. من بكره تخدى كل اللى ليكى وتسيبى القصر .
صعد الدرج بخطوات عنيفه ووقفت ليلى وسط البهو مذهوله ومصدومه .. لقد طردها .
******
جعلت سيارة الأجرة تنزلها عند البوابه وسارت فى الطريق الداخلى للقصر تستنشق هواء الصباح الباكر .
عادت الى قصرها , وبرغم الذكرى المؤلمه لخروجها منه الا أنها كانت تشتاق للعوده اليه
, هذا القصر ملكا لعائلتها منذ ثلاثة أجيال متعاقبه ويطلقون عليه قصرا لشبهه بالقصور الملكيه فقد كان جدها مهندسا وعاشق للفنون المعماريه الكلاسيكيه , وسيصبح الأن ملكها وحدها وملكا لأبنها من بعدها .
******
وضعت حنان أخر حقائب ليلى بجوار الباب حتى يأتى السائق ويأخذهم.
وقفت ليلى أسفل السلم والبؤس قد حفر علاماته على وجهها
جينا : خلاص ماشيه ؟.. هتوحشينا .
أستدارت ليلى بحده الى باب حجرة الجلوس حيث تقف جينا وشحب وجهها بغضب
ليلى : أنتى هنا من أمتى ؟
كانت تبتسم بهدؤ مثير
جينا : من بدرى .. ما حبتش المنظر ده يفوتنى .
قالت بحقد
ليلى : يا كلبه يا حقيرة.
جينا : مابلاش غلط .. دانا معنديش أكتر منه .. تحبى أسمعك .
لوت ليلى شفتيها بأحتقار ثم رفعت رأسها بكبرياء وسارت الى الباب وتقدمت جينا الى الأمام ونادتها
جينا : ممكن سؤال قبل ماتمشى .
ألتفتت اليها ليلى وسألتها جينا متجهمه
جينا : أنتى طول عمرك بتكرهينى أوى كده ليه ؟
سألتها ليلى ساخرة
ليلى : وأحبك ليه ؟
جينا : يمكن مايكونش فى سبب للحب .. بس أكيد فى سبب للكره .
لوت ليلى شفتيها بمرارة وقالت
ليلى : أبقى أسألى أمك .. هتعرف تجاوبك أحسن منى .
فتحت ليلى الباب ودخل ضؤ الشمس قويا بهر عينا جينا وخرجت ليلى كشبح أسود أبتلعته أشعة الشمس بداخلها وبددت ظلامه بنورها .
أستدارت جينا ورأتها تقف أسفل السلم بوجه غاضب وعينان مريرتان
أجفلتها رؤيتها لأيمان وبحيرة تساءلت أين رأت تلك النظرة وهذه الوقفه من قبل ؟ وتذكرت حلمها .. عروس يوسف فى الحلم .. ليلى .
أيمان : أنتى أيه اللى رجعك هنا ؟
مرت جينا بجوارها وهى تصعد الدرج وهمست بجوار أذنها
جينا : هنا بيتى .. أنا أميرة القصر ده
أنتفض جسد أيمان وضحكت جينا وتابعت صعودها لأعلى ونشوة الأنتقام تدغدغ حواسها .
******
تمسكت ليلى بباب السيارة المفتوح تقاوم دموعها .. تدور بعيناها فيما حولها .. سبعه وثلاثون عاما قضتها فى هذا البيت.. بحثت فى ذاكرتها .. تحاول أن تتذكر كم تحمل معها من ذكريات سعيده مقارنة بذكريات التعاسه والألم ؟
أندفع جسد أيمان خارجا من الباب الأمامى تجرى تجاهها
أيمان : عمتو ماتسيبنيش لوحدى خدينى من هنا .. دى رجعت تانى .
حضنتها ليلى
ليلى : متبقيش عبيطه .. دى فرصتك الأخيرة .. جينا ماتقدرش تفضل هنا .. نسيتى أنها متجوزة وجوزها مش هيسمح أنها تعيش فى بيت راجل كانت متجوزاه .. خليكى جنب يوسف هوه محتاجلك دلوقتى أكتر من الأول وفى الأخر مش هيلاقى غيرك يلجأله.
نظرت ايمان الى عمتها ببؤس وتعب .. أنها نفس الكلمات لا تغيير فيها .. أبقى بجوارة .. لا تستسلمى .. سيلجأ اليك فى النهايه .
ظلت واقفه فى مكانها تراقب سيارة ليلى تخرج من البوابه التى عادت لتغلق ببطئ خلفها .. أنها فرصتها للفرار .. للعوده الى الحياة .. للهرب من هذا القصر الملعون بلعنة صاحبته .. طريق النجاه أمامها وأى أنسان لديه ذرة من العقل والأدراك السليم كان ليختار الخروج من البوابه قبل أن تغلق فى وجهه ولكن قلبها داخل القصر كيف يمكن أن تتركه من خلفها وتذهب ؟
******
كل شئ كما هو .. لا شئ تغير .
تفحصت جينا خزانة ملابسها .. أدراج طاولة زينتها , ثم نامت فوق فراشها الذى أشتاقت اليه , أستدارت ودفنت وجهها فى وسادتها المفضله و.. أشتمت رائحته وأبتسمت ... هل تتخيل ؟.. سحبت نفسا آخر يحمل عطره فأزدادت سرعة نبضات قلبها ورفعت رأسها ووجدت خصلات من شعره على وسادتها .
******
كانا يتناولان طعام العشاء عندما سألها شريف
شريف : أتصلتى بمامتك يا سارة ؟
تركت سارة الشوكه من يدها ونظرت اليه متجهمه
سارة : لأ .. ثم أنا هتصل بيها أقول لها أيه ؟.. أنا مش عارفه هبص فى وشها تانى أزاى ؟
تلقفت بأناملها دمعه طرفت من عينيها
شريف : دى بردو أمك .. كفايه قسوة يوسف عليها لما طردها من البيت .
أطرقت سارة برأسها
سارة : مش عارفه .. أظن أنى محتاجه لوقت قبل ما أقدر أواجهها .
شريف : براحتك .
ترددت سارة قبل أن تسأله
سارة : أنت شفتها ؟
شريف : أتقابلنا النهارده فى الشهر العقارى عشان نسجل عقود بيع نصيبها فى القصر لجينا .
سألته وهى تبتلع ريقها
سارة : وكانت عامله أيه ؟
شريف : شكلها كان تعبان ... وكان معاها جوزها .
قست ملامح سارة عند ذكره لزوجها وتابع شريف وهو ينظر اليها بتمعن
شريف : على فكرة جوزها راجل محترم جدا .
سارة : مفيش راجل محترم يقبل يتجوز واحده فى السر لمدة سبع سنين .
كانت تتحدث بمرارة وتابعت
سارة : أكيد زيه زى أبو سما , حقير وواطى وتلاقيه كان بيبتز فلوسها طول الوقت .
شريف : ده مش صحيح .. أنا عملت تحريات عنه طلبها منى يوسف .. الراجل من عيله كبيرة وقبطان سابق وحالته الماديه من قبل جوازه من والدتك ميسورة .
قالت بأنفعال
سارة : طب ليه قبل على نفسه وعليها كده .
شريف : يمكن يكون حبها وكان عايز يرضيها .
لم ترغب فى مواصلة الحديث فى هذا الأمر .. الصورة التى رسمتها طوال عمرها عن أمها التى لا تخطئ أبدا تشوشت فى نظرها الأن وأختلطت ألوانها وكما قالت ستحتاج الى المزيد من الوقت لتعتاد الوضع الجديد
سارة : أخبار يوسف أيه ؟.. أتصلت بيه وماردش عليا .
لقد أنتقلت جينا الى القصر فى اليوم الذى تركته فيه ليلى منذ ثلاثة أيام وذهبت سارة لزيارتهم بالأمس وندمت بعد ذلك على ذهابها , كانت جينا تتصرف وكأنها لم تترك البيت يوما وأخذت سما الى الحديقه تلعب معها ولكنها لم تتبادل مع سارة سوى بضعة كلمات قليله وأصبحت عمتها كريمان كئيبه منذ رحيل زوجها وحسام غائب عن البيت طوال الوقت وما صدمها أكثر هو أيمان وتصرفاتها .. أزدادت عصبيتها وكانت تصب جام غضبها على الخدم حتى أنها صرخت فى وجه سما عندما أسقطت المزهريه عن الطاوله وهى تلعب وعندما جاء يوسف مع شريف فى موعد العشاء ألتصقت به بطريقه بائسه سببت الحرج للجميع والضيق الشديد ليوسف .
شريف : يوسف ده لو كان جبل كان أتهد من زمان .. خصوصا بسبب اللى بيحصل معاه اليومين دول .
سارة : هيه جينا قاعده لحد أمتى ؟
شريف : فى شوية معاملات بنكيه .. لسه ماخلصتش .
كان شريف مستغربا من سماح صهيب لجينا بالبقاء فى بيت واحد مع زوجها السابق دون أن يبدى أعتراضا
سارة : شريف أنت بجد هتقبل تاخد منصب يوسف فى الشركه .. هتسيب جينا تضربه بيك .
تراجع شريف فى مقعده ونظر الى القلق على وجهها وقال بهدؤ
شريف : جينا كانت تقدر تأذى يوسف بأكتر من كده بكتير .. مش تنقذ الشركه من الأفلاس وتسدد ديونها وتكتفى بس بأنها تنحيه عن رئاسة الشركه .
سارة : وشراها لنصيبه فى القصر وفضح ماما قدامه .
شريف : شرى القصر وفضحها لأمك أنتقام من أمك مش من يوسف .. جينا لسه بتحبه يا سارة وماتقدرش تأذيه بدليل أن يوسف لسه فى منصبه لحد دلوقتى.
تنهدت سارة .. ليت ما يقوله صحيحا .
******
تأكدت من أن زواجهما زواج مع ايقاف التنفيذ .. لاحظت منذ البدايه أن كلا منهما ينام فى حجرة منفصله وقامت بزيارة سريه الى غرفة يوسف وأطمأنت أن لا أثر لأيمان فيها
وأكدت لها حنان كل شكوكها وتعاظمت حيرتها وبقى السؤال على حاله لماذا تركها اذن ؟.. فهو لم يكن يوما ضعيفا أمام أمه كما كان يحاول أن يقنعها وبالتأكيد ليس حبا فى أيمان فهو حتى لا يهتم بها ولا يشاركها غرفتها ويتأخر فى المجئ الى البيت كل ليله ماعدا الليله التى جاءت سارة فيها لزيارتهم .. وشعرت يومها بالشفقه على أيمان من محاولاتها أيهام الجميع وجينا بالتحديد أن علاقتهما طبيعيه .. لقد فكرت جينا عند مجيئها أن تستفزها وتلعب على مشاعر يوسف لأغاظتها ولكن معرفتها بحقيقة العلاقه بينهما أوقفت فكرتها الشيطانيه وأرجعتها الى صوابها وفى النهايه وجدت أن كل خططها الأنتقاميه التى جاءت بها لم تنفذ منها شيئا
حسام : سرحانه فى أيه ؟
كانت جالسه على الشرفه والشمس تميل الى الغروب , أبتسمت له , أنها تحب حسام كشقيقها الصغير
جينا : أول مرة من ساعة ما جيت أشوفك فى البيت بدرى .. أيه اللى جرالك وأزاى عمتو سامحالك تتأخر بره ؟
جلس على المقعد المجاور لها وقال هازئا
حسام : لا ما خلاص الثورة قامت ... وقررت أنى ماسمحش لحد يتحكم فيا ويكبت حريتى أبدا .
سألته جينا بأهتمام
جينا : وده من أمتى ؟
رد ضاحكا
حسام : مانا قولتلك .. من ساعة الثورة ما قامت .. يعنى ينفع البلد كلها تثور على الظلم والأستبداد وأنا لأ ؟
سألته بدهشه
جينا : حسام أنت كنت بتنزل المظاهرات ؟
قال بفخر
حسام : أنا أسمى مكتوب فى كل المستشفيات الميدانيه اللى أتعملت واللى لسه هتتعمل .
قالت بقلق
جينا : لكن ده فى ناس بتموت يا حسام مش خايف على نفسك ؟
هز كتفه بأستهتار
حسام : كلنا هنموت .. يبقى نموت صح بدل ما نفضل عايشين غلط .
تعاظم عجبها .. لقد تغير الشاب الخاضع الخنوع وحل محله شاب ثائر لا يهاب الموت يتمرد على القيد الذى غلت به سنينه .. يصرخ فى وجه السلطه والمجتمع ويرفع لهما راية العصيان .
خرجت حنان الى الشرفه تحمل صينية الشاى , وضعت الصينيه على المنضده وأستدارت لتنصرف فأستوقفها حسام مازحا
حسام : أستنى يا رفيقه حنان .
أستدارت اليه حنان تعبس فى وجهه بشده فضحكت جينا
جينا : رفيقه حنان ؟.. أنت بقيت شيوعى .
قال حسام ضاحكا
حسام : لأ مش أنا .. دى حنان بعد الثورة كان عندها أمل فى التأميم وتقسيم الثروة بين طبقات الشعب .. وبدأت تنمر على الحاجات اللى هتخدها من البيت .
قالت حنان بضيق
حنان : ما خلاص بقى يا دكتور حسام أنت هتمسكهالى زله طول العمر ؟
ضحك حسام وسألتها جينا مبتسمه
جينا : ويا ترى كنتى منمره على أيه يا ست حنان ؟.. حوض زرع وشجرتين ؟
أطرقت حنان بأرتباك وقد أحمر وجهها فقال حسام
حسام : كانت بتخطط تستولى على اللى فى الدولاب بتاعك .
سألتها جينا بدهشه
جينا : أنتى نفسك تلبسى فستان من فساتينى .
ردت حنان بصراحه
حنان : لا ألبسهم أيه .. دانا كنت هأجرهم .
أنفجر حسام ضاحكا فسألتها جينا بذهول
جينا : تأجريهم ؟
ردت حنان بحماس
حنان : أصل أنا عندى واحده صاحبتى بتشتغل فى محل بيأجروا فساتين السواريه .. الواحد فى اليوم بيتأجر بخمسين وبميت جنيه فكنت هأجر المحل اللى على أول شارعنا وأعرض فيهم فساتينك .
أستمر حسام بالضحك وحملقت جينا فى وجه حنان مصدومه
جينا : فساتينى أنا السنييه اللى ممضيه بأسم أشهر مصممين وبيوت الأزياء فى العالم تتأجر فى محل على أول شارعكوا بخمسين وبميت جنيه .. أنتى عارفه ليليان كان يجرالها أيه .. أو كانت جت عملت فيكى أيه ؟
لوحت حنان بيدها
حنان : ويعنى هيه كانت فساتين بتمشى لوحدها والا بتتكلم ؟
ضحكت جينا وبعد ذهاب حنان قال لها حسام
حسام : يا ريتك كنتى فى مصر فى الأيام الأولى للثورة .. كانت أحلى أيام .
جينا : أنا ماليش فى السياسه ولا بفهم فيها .
قال لها حسام بأعجاب
حسام : مع أنك مثال حقيقى للأنسان الثورى .. طول عمرك ثوريه متمرده .
ضحكت لطريقة كلامه التى لم تعتاد عليها وتابع
حسام : بابا نزل التحرير وشريف وسارة كمان .
سألته متفاجئه
جينا : بجد ؟.. طب وعمتو .
حسام : ماما كانت مشغوله فى المستشفى .. بس كنا بنبعتلها زباين بيرجعوا يشتكوا من سؤ الخدمه .. وما كنتش برضى أقول أن أمى مديرة المستشفى .. لكانوا أعتبرونى من الأعداء .
جينا : ويوسف وطنط ليلى ؟
حسام : طنط ليلى كانت شايفه أن اللى بيحصل هيخرب البلد .. ويوسف ماكنش عايش فى دنيتنا .. كان مقضيها فى حلقات الذكر.
سألته بتعجب
جينا : كان بيعمل أيه ؟
حسام : كان متدروش على رأى طنط ليلى .
لم تفهم ما يعنى
جينا : مش فاهمه .. يعنى أيه كان متدروش ؟
عضعض شفته السفلى يفكر قبل أن يقول
حسام : كان بيروح حلقات الذكر زى اللى بتبقى فى الموالد دى عارفاها .
جينا : عارفاها .. لكن يوسف كان بيعمل أيه هناك ؟
زفر حسام
حسام : طبعا مافيش حد كان هيقولك .. بس أنا هقولك .
وحكى لها كل ما حدث مع يوسف بعد سفرها وأستمعت له بذهول وقلب يتألم لألمه
حسام : ومارجعش تانى لحالته الطبيعيه غير بعد ما خرج من المستشفى .
سألت بجزع وقد أصفر وجهها
جينا : مستشفى ؟.... مستشفى ليه ؟
قال دون تردد
حسام : لما عرف بخبر جوازك من صهيب .. جت له ذبحه ودخل العنايه .
أنسابت الدموع من عينيها غزيرة فلقد كادت أن تقتله بكذبتها .
قال حسام بجديه
حسام : اللى أعرفه يا جينا ومتأكد منه أنه بيحبك .. ليه بقى سابك وأتجوز أيمان ؟.. مش عارف .
قالت بحزن شديد
جينا : ولا أنا عارفه .
أراد حسام لو يستطيع مساعدتها فما حدث معها وأنها كانت على وشك الموت بسببه والأحساس بالذنب الذى لازمه يعذبه كان نقطة التحول فى حياتة ويدرك أن كل ما يحدث حوله خطأ وخطأ كبير
******
كانت الساعه الثالثه صباحا عندما عاد الى البيت , كل يوم يمر منذ مجيئها يزيد من تأخره عن اليوم الذى قبله فأنتظرته , لن تتركه هذه الليله حتى تعرف منه الحقيقه فما كان بينهما أكبر وأقوى من أن ينهار بتلك السهوله .
منعته قبل أن يغلق باب حجرته خلفه وكمن قرصه عقرب أنتفض وتراجع الى الخلف بحده , دخلت وأغلقت الباب فسألها بصوت أبح
يوسف : أنتى بتعملى أيه هنا ؟
ردت بهدؤ
جينا : فضلت مستنياك طول الليل ؟
تمالك نفسه وسيطر على ذعره وقال بجفاء
يوسف : ومستنيانى ليه ؟
جينا : عشان نتكلم .
يوسف : وأنتى شايفه أن ده مكان والا وقت مناسب للكلام ؟.. خليكى للصبح ونشوف أنتى عايزة أيه.
قالت ساخره
جينا : صبح أيه ؟.. أنت بتصحى مع العصافير وتطير .. أنت بتنام أمتى أصلا ؟
أغلقت الباب واستدارت اليه فقال منفعلا
يوسف : جينا من فضلك أتفضلى على أوضتك .. مايصحش تكونى هنا .
أنها أكيده من أنه متأثر بها فهى تستطيع أن ترى رعشة يديه ونظراته التى تتوسل اليها كى ترحمه , فقالت بخبث وهى تتقدم منه
جينا : خايف مراتك تشوفنى هنا .
أبتلع ريقه وتراجع الى الخلف
يوسف : ده طبيعى .. ومن الطبيعى كمان أن جوزك يغضب لو شافك هنا .
قالت بلامبالاه
جينا : بس أنا جوزى مش هنا .. فمين هيقوله .
أصبح ظهره للخزانه فتملكه الغضب والأشمئزاز من ضعفه الذى يزداد يوما بعد يوم منذ مجيئها , فأمسك كتفيها يهزها بغضب
يوسف : أنتى عايزة أيه ؟
أشتعلت عيناها بغضب مماثل
جينا : عايزة أعرف سيبتنى ليه .. عملت فيا وفى نفسك كده ليه .. أيمان مابتحبهاش ومش مراتك بجد وأمك ماتهمكش ... يبقى أيه السبب .. ليه الموت أهون عليك من أنك تبقى معايا .
اذن لقد عرفت بأنه دخل الى المشفى بسببها , تركها وكأن لمستها كانت تحرقه وسار الى النافذه
يوسف : ده قرار مش هرجع فيه يا جينا أنا وأنتى كان صعب أننا نفضل مع بعض .. وأنتى خلاص أتجوزتى وأنا كمان أتجوزت .
جينا : بس أنا ..
قاطعها وهو يستدير اليها بحده والعذاب على وجهه
يوسف : أعملى اللى أنتى عايزاه مش هقف فى وشك .. عايزة تبيعى الشركه وتدمريها معنديش مانع .. القصر وبقى ملكك أهدميه وهاتيه على الأرض لو تحبى .. ولو كنت أقدر أسحب روحى من جسمى بأيدى وكان ده هيرضيكى كنت عملتها .
أقتربت منه تتوسل اليه بصوت متهدج والدموع تسيل على وجنتيها
جينا : أنا عايزاك أنت يا يوسف .
ثم ألقت بنفسها على صدره تبكى بحرقه فثبت ذراعيه بجانبه يرفض أن يلمسها وسألها بحنان
يوسف : بتحبينى يا جينا ؟
ردت من بين شهقاتها
جينا : أكتر من روحى والله .
يوسف : لو بتحبينى زى ما بتقولى .. أعملى فيا معروف وأبعدى عنى .. أرجعى مطرح ما جيتى .
أبتعدت عنه مجفله تهز رأسها غير مصدقه
جينا : لو بحبك أبعد عنك ؟
رأت الرجاء المعذب على وجهه فجففت دموعها وقالت وقد تملكها هدؤ عجيب
جينا : حاضر يا يوسف .. هاعمل كل اللى يرضيك .. هبعد عنك وأرجع مطرح ماجيت .. بس ياريت ده يريحك فعلا .
مد يده ومسح على خدها برقه
يوسف : أبقى خلى بالك من نفسك .
أبتسمت له بحزن ومراره
جينا : متقلقش عليا .. أنا عندى اللى لازم أعيش عشانه.
******
لم تستطع النوم , حملت كل ذكرياتها فى حقيبه وخرجت بسيارتها مع أول شعاع لضؤ الشمس , لن تكون سببا فى شقاءه بعد اليوم .. ليس أستسلاما ولا يئسا منها ولكنها تريد أن تريحه من العذاب الذى يسببه قربها منه فهى لن تكون أبدا سببا فى ألمه فهو يحبها وما يمنعه عنها شيئا أقوى منه ... ستفتقده وستظل تتساءل طوال عمرها عن السبب الذى جعله يبتعد عنها ولكن ان كان سلامه فى أختفاءها من حياته فهذا ما ستعطيه أياه , ستعطيه السلام كما أعطته حبها وسلمته حياتها دون قيد أو شرط , , أبتسمت من بين دموعها فكما أخبرته .. لديها شئ يجب أن تعيش من أجله , أبنه .. جزء غالى منه ومنها ستعطيه كل الحب الذى أملت أن تمنحه لوالده ورفضه .
*****
لاحظ الأرهاق والتعب على وجهه وهو جالس خلف مكتبه فهل يشفق عليه أم يصفعه ليجعله يفيق ؟
رمى شريف بملف أمام يوسف على المكتب فسأله
يوسف : أيه ده ؟
شريف : أفتحه وأنت تعرف .
فتح يوسف الملف , كانت عبارة عن مجموعة عقود موثقه فى الشهر العقارى , تنازلت جينا له عن أسهمها فى الشركه ومخالصه نهائيه بالمبلغ الذى دفعته للبنوك كما كتبت له ثلاثة أرباع القصر والربع الآخر بأسم سارة .
أشار شريف الى الأوراق التى بيده وقال
شريف : اتصلت بيا الصبح وطلبت منى نتقابل فى الشهر العقارى وهناك أتفاجئت بقرارها .
أغلق يوسف الملف ودفعه بعيدا بأهمال وأغمض عينيه بأرهاق وأسند رأسه على ظهر مقعده فصاح به شريف
شريف : مش هتقول حاجه ؟
رد يوسف بتعب
يوسف : ماعنديش حاجه أقولها .
لوح شريف بيده فى عصبيه
شريف : أنا عندى ... جينا سافرت .. وصلتها بنفسى للمطار .. والله حرام عليك اللى بتعمله فيها .
كان شريف حانقا عليه , يريد أن يهزه هزا , لقد تقطع قلبه وهى تودعه فى المطار وتوصيه على يوسف وسارة حتى أنه بكى وهو يراها تتجاوز مدخل الجوازات محنية الرأس تماما كما رأها فى يوم زفاف يوسف .
******
دعاه يوسف الى العشاء فى مطعم قريب من الشركه
يوسف : مش ناوى ترجع البيت ؟
أبتسم عمر فقد كان يعرف سبب عزومة يوسف له
عمر : ده قرار كان لازم أخده من زمان يا يوسف .. لكن للأسف أتأخرت فيه أوى .
يوسف : عمتى قالتلى أنك سيبت البيت لأنك خفت لجينا تطلب منكوا تسيبوه .
هز عمر رأسه نفيا
عمر : فى كل الأحوال كنت هامشى .. وزى ما قلتلك ده قرار كان لازم أخده من زمان .
أطرق يوسف رأسه
يوسف : أنا مقدر قرارك .. لكن لازم تعرف أن أنت مرحب بيك دايما بينا.
عمر : شكرا يا يوسف .
ثم صمت للحظات قال بعدها
عمر : أنت عارف يا يوسف أن عمرى ما أتدخلت فى أمور ماتخصنيش .. لكن ..
تنحنح بحرج ثم استطرد
عمر : كنت أنا وأحمد من أعز الأصحاب حتى من قبل ما أتجوز عمتك كريمان .. وبعتبر نفسى فى مقام والدك ان سمحتلى طبعا.
أبتسم يوسف
يوسف : طبعا يا عمى .. ربنا يعلم غلاوتك عندى قد أيه .
أحمر وجه عمر وقال
عمر : شكرا يا يوسف .. أنا أكتر واحد عارف أن أبوك الله يرحمه لما مات سابلك مشاكل كتير فى الشركه وفى البيت لكن أنت كنت قدها ومخذلتش حد .
أبتسم يوسف بسخريه مريرة , لقد ترك أبوة له أكثر من هذا بكثير وتابع عمر
عمر : أنا عايزك تسامح أمك يا يوسف .. هيه أكيد غلطت .. لكن زى مانت عارف حياتها مع أبوك ماكانتش مريحه .. أقصد .. أحمد كان ناشف معاها وهوه بنفسه كان عنده أحساس بالذنب من ناحيتها .. جدك جوزهاله وهوه لسه طالب فى الجامعه فتقريبا كان بيلومها على أنها السبب فى أنه ما عش حياته .. يمكن بعد وفاة أكرم أتغير وبدأ يرفع اللوم عنها لكن الضرر كان خلاص حصل .. وعشان كده حلف أنه ما يعملش معاك اللى عمله أبوه معاه ويسيبك تختار عروستك بنفسك وفى الوقت اللى يناسبك رغم أن كانت أمنية حياته أنك تتجوز جينا .
توقف قلبه للحظه ثم عاد ليطن بجنون بين ضلوعه وسأله بعدم تصديق
يوسف : بابا قالك كده بنفسه .. أن أمنية حياته أنى أتجوز جينا
استغرب عمر رد فعل يوسف وقال بعتب
عمر : أنت تعرف عنى أنى راجل كداب يا يوسف .
سحب نفسا متهدجا وهو يجلس يتململ فى جلسته وسأله متوسلا
يوسف : العفو يا عمى ما أقصدش .. بس بالله عليك قول قالهالك أزاى ؟
زاد أستغراب عمر وقال
عمر : أنا فاكر الليله دى كويس لأنه كان اليوم اللى قالى فيه أنه ناوى يتنازل عن نصيبه ونصيب كريمان فى ورث أكرم لجينا .. فقولتله أن كده جينا هيكون نصيبها اكبر من أبنك وأن جينا هيجى عليها يوم وتتجوز من واحد غريب والشركه كده هتخرج بره العيله .. ساعتها قالى يمكن يكون ده سبب يخلى يوسف يفكر فيها ويتجوزها وساعتها هكون أطمنت عليه وعليها وعلى الشركه .. وبعدها قال أنه بيتمنى أكتر أنك تتجوزها عشان بتحبها وتعيش الحياه اللى ماقدرش هوه يعيشها .
مال يوسف على المائده بوجه شاحب وسأله
يوسف : بتقول أنك كنت قريب من بابا .. تعرف أيه عن علاقته بليليان ؟
عقد عمر حاجبيه ومازال حائرا من ردة فعله
عمر : قبل موت أكرم كانت العلاقه عاديه .. كويسه يعنى .. جواز أكرم منها أستمر شهور قليله وبعدها أتوفى الله يرحمه .. بعدها علاقتها بأبوك أتغيرت .. ليليان كانت تقريبا بتلوم أبوك على موت أكرم وعلى ..
توقف عمر عن الكلام فحثه يوسف
يوسف : وعلى أيه ؟.. وشكوك ماما فى أن كان بين ليليان وبابا علاقه .. تعرف عن ده حاجه .
أطرق عمر برأسه لقد دخل بقدميه ومن الصعب أن ينسحب وهو يرى يوسف متلهفا ليسمع الأجابه
عمر : أبوك كان راجل محترم ويعرف ربنا .. ليليان كانت مرات أخوة ومستحيل يبصلها زى ما تخيلت والدتك .. مستحيل أحمد يخون أخوه ولو كان على موته .
وهذا ما قالته له جدته من قبل ولكن هناك شئ مفقود يحاول عمر التملص منه فقال
يوسف : ماما لقت جواب من ليليان فى مكتب بابا بتقوله فيه أنها حامل منه وبتهدده أنها هتقول لعمى أكرم على حقيقه العلاقه اللى بينهم وبعدها بابا سافر على لندن وبعدها بيوم عمى أكرم مات .
قال عمر بذهول
عمر : ليلى قرت الجواب وأفتكرت أنه من ليليان ؟
تجمدت الدماء فى عروقه وسأله
يوسف : أمال كان من مين ؟ الجواب مبعوت من لندن وممضى باسم ليليان رفعت .
قال عمر مذهولا وقد بدأت تتضح له الكثير من الأشياء
عمر : لكن مش هيه صاحبة الجواب .. دى أختها ليندا .
بدأ عمر يفهم سبب تخلى يوسف عن جينا , وسبب كره ليلى الشديد لها ولأمها ومحاولاتها الدائمه لأبعادها عن البيت وتفريقها عنه ووجد نفسه مضطرا لأن يفشى سر صديقه الذى أئتمنه عليه .
********
غبى .. غبى .. غبى .. شك فى والده وكرهه وهو كان مثاله الأعلى وقدوته , لماذا لم يذهب الى ليليان ويواجهها منذ البدايه بدلا من تصديق قطعة ورق والعيش فى عذاب يحرقه من الداخل حتى ظن أن موته أصبح وشيكا .. تخلى عن حبيبته .. عرضها للألم والأذلال وأبعدها عنه ودفع بها بين ذراعى رجل آخر .. لقد خسر كل شئ بغباءه وتسرعه .
وصل الى البيت وصعد الى حجرته وأخرج حقيبة سفر صغيرة وضع بها القليل من الملابس عندما دخلت أيمان عليه وسألته ونظراتها تنتقل بينه وبين حقيبة سفره على الفراش
أيمان : أنت مسافر يا يوسف ؟
تنهد وألتفت اليها , لقد دمرها هى الأخرى وذنبها أيضا أنها أحبته
أقترب منها ومسح على وجنتها
يوسف : أنا آسف يا أيمان .. آسف على كل حاجه .. أنا مسافر لفترة ومعرفش هرجع أمتى .. بلاش تستنينى .. أبعدى وعيشى حياتك .. أنتى لسه صغيرة وتستحقى واحد يحبك ويقدر قيمتك .
قبل رأسها ثم أغلق حقيبته وحملها وخرج ووقفت ايمان تشيعه بنظراتها ودموعها تنساب غزيرة على وجهها .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادي والثلاثون من رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
تابع جميع فصول الرواية من هنا: جميع فصول رواية أميرة القصر
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية ستعشقني رغم انفك بقلم منة القاضي
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا