مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العاشر من رواية السعي من أجل البطولة وهي الكتاب الأول من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة.
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية.
رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس - الفصل العاشر
رواية السعي من أجل البطولة |
رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس (الكتاب الأول في "سلسلة طوق الساحر")
الفصل العاشر
بذل تور قصارى جهده لمجاراة مرافق إيريك, وهو يسرع في اللحاق به كلما كان يشق طريقه بين الجماهير. كان يتحرك كالمكوك منذ انطلق من الساحة, كان بالكاد يستطيع رؤية ما يحدث حوله. وهو ما يزال يرتجف في داخله, لا يكاد يصدق أنه تم قبوله في الفيلق, وقد تم تعيينه مرافقاً ثانياً لإيريك."لقد قلت لك أيها الصبي, أسرع!" قال فايثغولد.
استاء تور من مناداته "صبي," خاصة من مرافق بالكاد يكبره ببضع سنوات. اندفع فايثغولد في الخروج من الحشد, وكأنه يحاول أن يضيع تور.
"هل هو مزدحم هكذا دائماً؟" صاح تور, في محاولة للحاق به.
"بالطبع لا!" رد فايثغولد. " اليوم ليس فقط أول أيام الصيف, أطول يوم في السنة ولكنه أيضاً اليوم الذي اختاره الملك لزفاف ابنته, و اليوم الوحيد الذي فتحنا فيه بواباتنا للماكلاود. لم يسبق لحشد مثل هذا أن تجمع هنا من قبل, إنه أمر غير مسبوق. لم أكن أتوقع هذا! أخشى أننا سنصل متأخرين!" قال وهو يندفع بين الحشد.
"إلى أين نحن ذاهبون؟" سأل تور.
"نحن في طريقنا للقيام بما يقوم به المرافق الجيد, مساعدة فارسنا في التجهز!"
"التجهز لماذا؟" سأل تور, وهو يلهث. لقد كان يشعر بحرارة أكثر في كل لحظة, ويمسح العرق عن جبينه.
"المبارزة الملكية!"
وصلوا نهاية الحشد أخيراً وتوقفوا عند حرس الملك, الذي تعرف على فايثغولد وأومئ للآخرين بالسماح لهم بالمرور.
انزلقا تحت الحبل وتقدما نحو أرض خالية من الجماهير. لم يكن تور يصدق ذلك, هناك عن قرب كانت ميادين المبارزة. وراء الحبال وقفت حشود المتفرجين, ووقفت أحصنة المبارزة في الاتجاهين صعوداً ونزولاً في الممرات الترابية, كان ذلك أضخم ما شاهده تور في حياته, وقد امتطاها الفرسان بكل أنواع الدروع. فرسان من فرقة الفضة ومن جميع أنحاء المملكتين, من كل مقاطعة, بعضهم في دروع سوداء والبعض الآخر باللون الأبيض, يرتدون الخوذ و الأسلحة من كل شكل وحجم. بدا الأمر أن العالم كله قد نزل إلى ميادين المبارزة هذه.
كان تجري هناك بعض المسابقات, فرسان من أماكن لم يتعرف عليها تور ينافسون بعضهم البعض, رنين الرماح والدروع, يليها دائماً هتاف قصير من الحشد. عن قرب, لم يستطع تور تصديق قوة و سرعة الخيول وصوت الأسلحة الذي ملأ الأرجاء, كان ذلك فنّاً قاتلاً.
"هذا لا يبدو تسلية!" قال تور لفايثغولد وهو يتبعه على طول محيط الميادين.
" هذا لأنه ليس كذلك," صاح فايثغولد, خلال صوت رنين. "إنه أمر جديّ, متنكرٌ بمظهر لعبة. يموت الناس هنا كل يوم, إنها معركة. محظوظ من يرسل بعيداً وهو سالم, إنه فرق بسيط بين الحياة والموت."
نظر تور إلى فارسين كل منهما يستعد للهجوم على الآخر واصطدما بأقصى سرعة. كان حادث تحطم فظيع من معدن على معدن, ثم طار أحدهم وسقط على ظهره, مجرد أمتار عن تور.
شهق الحشد. لم يتحرك الفارس, ورأى تور قطعة من رمح خشبية مغروسة في أضلاعه, ثاقبةً درعه. صرخ من الألم, وانسكب الدم من فمه. ركض عدة مرافقين ليسحبوه خارج الميدان. استعرض الفارس الفائز ببطء, ورفع رمحه للحشود التي هتفت عالياً.
كان تور مندهشاً, لم يكن يتصور أن تكون هذه الرياضة قاتلة.
"عملك هو ما فعله أولئك الفتية الآن," قال فايثغولد. "أنت الآن مرافق, بتعبير آخر مرافق ثاني."
توقف واقترب من تور حتى كان يمكن لتور أن يشم رائحة فمه الكريهة.
"لا تنسى ذلك. أنا أنفذ أوامر إيريك, وأنت تنفذ أوامري. عملك هو مساعدتي, هل تفهم ذلك؟"
أومأ تور مرة أخرى, محاولاً أن يستوعب كل هذا. كان قد تصور كل الذي حدث بطريقة مختلفة في رأسه, ومازال لا يعرف بالضبط ما كان في انتظاره. كان يمكنه رؤية أن فايثغولد يشعر بالتهديد بسبب وجوده, و شعر أنه صنع عدو آخر.
"ليس في نيتي أن أتدخل في كونك مرافق إيريك," قال تور.
ضحك فايثغولد ضحكة قصيرة ساخرة.
"لا يمكن أن تتداخل في عملي أيها الصبي. فقط ابقى بعيداً عن طريقي وافعل ما أقوله لك."
مع قوله, تحول فايثغولد وسارع إلى أسفل سلسلة من المسارات الملتوية وراء الحبال. تبعه تور بأسرع ما يمكن, وسرعان ما وجد نفسه في متاهة من الاسطبلات. كان يسير أسفل ممر ضيق, وأحصنة المبارزة تتهادى من حوله, والمرافقون يقومون برعايتهم بقلق. التف فايثغولد و توقف أخيراً أمام حصانٍ ضخمٍ رائع. كان على تور التقاط أنفاسه, إنه لا يصدق أن جمال وحجم كهذا كان حقيقي. ورغم أنه كان موجود وراء السياج, بدا مستعداً للمعركة.
"واركفين," قال فايثغولد. "حصان إيريك. أو أحد أحصنته, الحصان الذي يفضله للمبارزة. ليس من السهل ترويض الحيوان. لكن إيريك تمكن من ذلك, افتح البوابة." أمر فايثغولد.
نظر تور إليه في حيرة, ثم نظر إلى الخلف على البوابة, في محاولة لاكتشاف ذلك. تقدم إلى الأمام, وسحب قفل البوابة, ولم يحدث شيء. سحب بقوة أكبر حتى تزحزحت, وتأرجح بلطف ليفتح البوابة الخشبية.
حين فعل ذلك وفي ثانية واحدة, صهل واركفين عالياً ثمّ انحنى إلى الخلف. ركل الخشب و كشط طرف إصبع تور, انتزع تور يده وهو يتألم.
ضحك فايثغولد.
"لهذا جعلتك تفتحه, افتحه بسرعة أكبر المرة القادمة أيها الفتى. واركفين لا ينتظر أحداً و خاصة أنت."
كان تور غاضباً, لقد أثار فايثغولد غضبه بالفعل, ولم يكن يعرف كيف سيكون قادراً على التعامل معه.
فتح البوابات الخشبية بسرعة, وهذه المرة ابتعد عن الطريق الذي كان الحصان يضرب حوافره عليه
"هل يجب أن أسمح له بالخروج؟" سأل تور خائفاً, في الواقع لم يكن يريد أن يمسك بلجام واركفين وهو يدوس ويتمايل.
"بالطبع لا" قال فايثغولد. "هذه مهمتي, مهمتك هي أن تطعمه حين أقول لك, و تجرف نفاياته."
أمسك فايثغولد بلجام واركفين و بدأ بقيادته إلى أسفل الاسطبلات. ارتجف تور, وهو يشاهد. لم تكن هذه هي البداية التي كانت تدور في ذهنه. لقد كان يعلم أنه يجب أن يبدأ من مكان ما, ولكن هذه كانت إهانة. لقد كان يتصور الحرب والمجد والمعركة والتدريب مع فتيان بنفس عمره. لم ير نفسه أبداً كخادم تحت الطلب. و كان قد بدأ يتساءل عما إذا كان اتخذ القرار الصحيح.
وأخيراً غادرا الاسطبلات المظلمة وخرجا تحت أشعة شمس هذا اليوم, وعادا إلى ميادين المبارزة. حدق تور بعينين نصف مغمضتين بسبب الضوء, و كان للحظات منسجماً مع هتاف آلاف الناس لمبارزة الفرسان وهم يصطدمون. لم يسمع في حياته مثل هذا الرنين, وقد كانت الأرض ترتعد من تحرك الخيول الضخمة.
كان يوجد العشرات من الفرسان والمرافقين في كل مكان من حوله, يستعدون. المرافقون يصقلون دروع فرسانهم و الأسلحة, ويفحصون السروج والأحزمة و الأسلحة المزدوجة, بينما يمتطي الفرسان جيادهم و ينتظرون أسمائهم حتى استدعاؤها.
"إيلمالكين!" نادى المنادي.
فارس من مقاطعة لم يتعرف عليها تور, ندّ ضخم بدرع حمراء, اندفع خارج البوابة. قفز تور للابتعاد عن الطريق في اللحظة المناسبة. اندفع الفارس أسفل الميدان الضيق, ووجه رمحه إلى درع منافسه. كانت تصدر صوت الرنين, ضرب الفارس الآخر برمحه, وسقط إيلمالكين إلى الخلف وهبط على ظهره. ثم هلل الحشد.
استجمع إيلمالكين قواه على الفور, وقفز على قدميه, وقام بالدوران حتى وصل إلى يد مرافقه, الذي وقف إلى جانب تور.
"صولجاني!" صاح الفارس.
قفز المرافق الذي يقف بجانب تور, وانتزع صولجاناً من حامل الأسلحة وركض به باتجاه وسط الميدان. ركض نحو إيلمالكين, ولكن الفارس الآخر التف مرة أخرى ووجه رمحه. وقبل أن يصل المرافق ويضع الصولجان في يد سيده, اندفع الفارس نحوهم. لم يصل المرافق إلى إيلمالكين في الوقت المناسب. الفارس الآخر وجه رمحه نحو الأسفل, و حين فعل ذلك مسح برمحه رأس المرافق. ترنح المرافق وسقط على وجهه في التراب.
لم يتحرك المرافق, وكان تور يستطيع من مكانه رؤية الدم ينزف من رأسه ويلطخ التراب.
ارتعد تور.
"إنه ليس مشهداً جميلاً, أليس كذلك؟"
التفت تور لرؤية فايثغولد يقف بجانبه, يحدق إلى الخلف.
"تماسك أيها الصبي, هذه معركة. ونحن في وسطها."
ساد الصمت بين الحشد فجأة عندما فُتح الممر الرئيسي للمبارزة. كان تور يشعر بالترقب في أعين الجماهير عندما توقفت جميع المبارزات الأخرى ترقباً لهذا الفارس. من أحد الجوانب ظهر كندريك, يمتطي حصانه ورمحه في يده.
من الجانب الآخر, مقابله سار فارس في درع مميزة لماكلاود.
"الماكجيل ضد الماكلاود, " همس فايثغولد. " لقد كنا في حالة حرب لمدة ألف سنة, وأنا أشك كثيراً بأن هذه المبارزة ستحسم ذلك."
أنزل كل من الفارسين مقدم الخوذة على وجهه, نُفخ بوق مع هتاف الجماهير, وكل منهما استعد لمواجهة الآخر. استغرب تور من مقدار سرعتهم التي جعلت اصطدامهم بهذا الشكل ومع هذا الرنين. وضع تور يديه على أذنيه, وشهق الحشد حين انخفض كل من المقاتلين عن خيولهم.
قفز كلاهما على قدميه وألقيا خوذتهما, حينها ركض مرافقاهما نحوهما, وأعطوهما سيفان قصيران. كلا الفارسين تبارزا بكل ما لديهم من قوة. شاهد تور كندريك وهو يلوح بسيفه ويضرب بضراوة, لقد كان مسحوراً به, كان ذلك شيئاً من الجمال. ولكن فارس ماكلاود كان محارباً جسوراً أيضاً. انطلقا ذهاباً وإياباً واستنفذ كل منهما الآخر دون أن يسقط أحدهما على الأرض.
أخيرا التقت سيوفهما في اشتباك واحد خطير, و أوقع كل منهما سيف الآخر من يده. ركض مرافقهما و الصولجانات في أيديهم, وحين وصل كندريك لصولجانه, ركض مرافق فارس الماكلاود نحوه وضربه من الخلف بسلاحه, ضربه وأسقطه على الأرض, ساد الرعب بين الجماهير.
استعاد فارس ماكلاود سيفه, وتقدم إلى الأمام, موجهاً سيفه نحو حنجرة كندريك, ومثبتاً إياه على الأرض. وقد ترك كندريك بدون خيار.
"أنا أستسلم!" صاح كندريك.
كان هتافات المنتصرين من الماكلاود تقابلها صيحات الغضب من الماكجيل.
"هذا خداع!" صاح صوت من الماكجيل.
"إنه غش!, إنه خداع!" ترددت أصوات صرخات غاضبة.
كان غضب الحشود يزداد أكثر فأكثر, وسرعان ما بدأت موجة من الاحتجاجات تشتت الصرخات الغاضبة, وكلا الجانبين الماكجيل و الماكلاود بدآ بالاقتراب من بعضهما سيراً على الأقدام.
"هذا ليس جيداً," قال فايثغولد لتور, بينما وقفا جانباً, يشاهدان.
بعد لحظات اندلع الحشد و بدأ تسديد اللكمات, لقد أصبحت مشاجرة كاملة. كانت فوضى عارمة. كان الرجال ينقضّون على بعضهم البعض, ويجرون بعضهم على الأرض. تزايد الحشد وكانت المشاجرة ستتحول إلى حرب شاملة.
نفخ بوق وسار الحراس من كلا الجانبين, وتمكنوا من تفريق الحشد. نفخ بوق آخر بصوت أعلى وساد صمت حين نهض الملك ماكجيل عن عرشه.
"لن تكون هناك مناوشات اليوم!" دوى صوته الملكي. "ليس في احتفال اليوم! ولا في بلاط مملكتي!"
ببطء هدأ الحشد.
"إذا كانت هناك منافسة تتمنونها بين مملكتينا, ستكون من قبل مقاتل واحد, بطل واحد, من كل جانب."
نظر ماكجيل إلى ملك ماكلاود الذي جلس على الجانب الآخر, جالساً بين حاشيته.
"هل توافق؟" صاح ماكجيل.
وقف ماكلاود بشكل رسمي.
"أوافق!" ردد ماكلاود.
هلل الحشد من كلا الجانبين.
"اختر أفضل رجل لديك!" صاح ماكجيل.
"رجلي موجود!" قال ماكلاود.
ظهر من جانب ماكلاود فارس ضخم, لم يسبق لتور أن رأى رجل بهذا الحجم, ممتطياً حصانه, كان يبدو كالصخرة, بكل جسده, مع لحية طويلة ووجه متجهم.
شعر تور بحركة من جانبه, تقدم إيريك ومشى إلى الأمام. ارتعد تور. إنه بالكاد يصدق أن هذا يحدث في مكان ما حوله, لقد شعر بالفخر وهو بجانب إيريك.
ولكن القلق تغلب عليه وأدرك أن مهمته قد حانت. رغم كل شيء, كان مرافقاً و فارسه على وشك أن يبدأ القتال.
"ماذا يجب أن نفعل؟" سأل تور فايثغولد باندفاع.
"توقف جانباً وافعل كما أقول لك," أجاب فايثغولد.
سار إيريك قدماً نحو ممر المبارزة, وقف الفارسان هناك, يواجه كل منهما الآخر, ويضرب جوادهما الأرض بقوائمهم. خفق قلب تور في صدره بينما كان ينتظر ويراقب.
وكأنه كان دهر, استعد كلاهما.
لم يكن يصدق تور جمال وروعة واركفين, كان مثل مشاهدة قفز الأسماك من البحر. كان الفارس الآخر ضخم أيضاً, ولكن إيريك كان رشيقاً وأنيقاً. اندفع عبر الهواء وأخفض رأسه, ورفع درعه الفضية, كانت من أكثر الدروع المصقولة التي قد رآها تور في حياته.
عندما التقى الرجلان, وجه إيريك رمحه إلى هدف مثالي وانحنى إلى الجانب. لقد تمكن من ضرب الفارس في وسط درعه وتفادي ضربته في وقت واحد.
تراجع الرجل الضخم إلى الوراء, وسقط على الأرض, كان مثل سقوط صخرة ضخمة.
هلل الحشد بينما كان إيريك يلتف عائداً مرة أخرى, رفع مقدم خوذته ووجه رأس رمحه نحو حلق الرجل.
"لقد هزمت!" صاح إيريك.
بصق الفارس.
"أبداً!"
مد الفارس يده إلى حقيبة مخفية على خصره, أخرج حفنة من التراب, وقبل أن يتحرك إيريك, رمى بها في وجهه.
ذُهل إيريك, دخل التراب في عينيه, أسقط رمحه ووقع على الأرض.
حين سقوط إيريك بدأ جمهور ماكجيل يصدر صيحات الاستهجان ويصرخ في غضب. كان إيريك يفرك عيناه بينما لم يضع الفارس أي لحظة, سارع نحوه وضربه بركبته بين ضلوعه.
تلوى إيريك من الألم, وأمسك الفارس صخرة ضخمة, ورفعها عالياً وهو يستعد لإسقاطها على جمجمة إيريك.
"لا!" صرخ تور, وهو يخطو إلى الأمام, غير قادر على السيطرة على نفسه.
شاهد تور برعب بينما كان الفارس يوجه الصخرة. في الثانية الأخيرة, بطريقة ما تدحرج إيريك مبتعداً عن الصخرة. استقر الحجر عميقاً في الأرض, حيث كان ينبغي أن تكون جمجمة إيريك.
استغرب تور من براعة إيريك, كان قد نهض على قدميه مرة أخرى لمواجهة هذا المقاتل القذر.
"سيوف قصيرة!" صرخ الملك.
فجأة وبعجلة حدق فايثغولد في تور وقد اتسعت عيناه.
"أعطني السيوف!" صاح فايثغولد.
ارتعد قلب تور في حالة من الذعر. التفت حوله, يبحث بيأس بين أسلحة إيريك على الحامل.
كانت هناك مجموعة مذهلة من الأسلحة. وأخيراً وجد السيف, أمسك به, ورماه نحو كف فايثغولد.
"صبي غبي! هذا سيف متوسط!" صاح فايثغولد.
تجمد تور في أرضه, كان يشعر بأن المملكة كلها تحدق في وجهه, وبدأ يشعر بالدوار وقلق شديد تحول إلى حالة ذعر, عندما لم يعرف أي سيف يختار. كان بالكاد يستطيع التركيز.
تقدم فايثغولد إلى الأمام, دافعاً تور بعيداً, وأمسك السيف القصير بنفسه. ثم ركض للوصول إلى ممر المبارزة.
شاهد تور فايثغولد وهو يذهب, وقد كان يشعر بأنه عديم الفائدة, كان شعوراً رهيباً. كان يحاول أن يتخيل لو أنه ذهب بنفسه إلى هناك, أمام كل هؤلاء الناس.
وصل مرافق الفارس الآخر إليه أولاً, وكان على إيريك الابتعاد عن الطريق بينما كان الفارس يلوح سيفه نحوه, و بالكاد استطاع النجاة. أخيراً وصل فايثغولد إلى إيريك و وضع السيف القصير في يده. حين فعل ذلك, وجه الفارس سيفه نحو إيريك, ولكن إيريك كان ذكياً جداً. انتظر حتى آخر لحظة, ثم قفز للابتعاد عن الطريق.
بالرغم من ذلك, استمر الفارس في هجومه, راكضاً نحو فايثغولد, الذي أوقفه سوء حظه في المكان الذي كان فيه إيريك. استشاط الفارس غضباً لتفويته إيريك, أمسك فايثغولد من شعره بكلتا يديه, ونطحه في وجهه بقوة كبيرة.
كان هناك صوت تكسير عظام, بينما تدفق الدم من أنف فايثغولد وانهار على الأرض يتلوّى.
وقف تور هناك فاتحاً فمه من الصدمة, ولم يتمكن من تصديق ذلك. كما كانت الجموع التي أطلقت صيحات الاستهجان والغضب.
لوح إيريك سيفه, ولكنه لم يصب الفارس, وكان كل منهما يواجه الآخر مرة أخرى.
أدرك تور فجأة أنه أصبح المرافق الوحيد لإيريك الآن. ماذا كان من المفترض أن يفعل؟ لم يكن مستعداً لذلك. وكانت المملكة كلها تشاهد.
هجم كل من الفرسان على الآخر بشراسة, يتبادلون الضربات. كان من الواضح أن فارس ماكلاود أقوى بكثير من إيريك, ولكن إيريك كان أفضل قتالاً و أسرع و أكثر مرونة. كان يهجم وينخفض ويتصدى, غير قادرٍ على فعل شيء.
أخيراً وقف الملك ماكجيل.
"الرماح الطويلة!" نادى ماكجيل. ارتعد قلب تور, كان يعرف أن هذا يعني بأن مهمته قد حانت.
نظر إلى حامل الأسلحة, وأخذ السلاح الذي بدا له بأنه الأنسب. وبينما كان ينتزع الجلد عن الرمح صلى بأن يكون قد اختار بشكل صحيح.
اندفع نحو الممر وكان يشعر بآلاف العيون عليه. ركض وركض بكل ما بوسعه, وقد أراد بأن يصل إلى إيريك بأسرع وقت ممكن, وأخيراً وضع الرمح في يد إيريك. كان فخوراً بأنه وصل أولاً.
أخذ إيريك الرمح واستعد لمواجهة الفارس مرة أخرى, ليكون محارباً شريفاً كما كان دائماً. انتظر إيريك تسلح الفارس الآخر قبل أن يشن هجومه. سارع تور بعيداً, للخروج من الطريق, غير راغب في تكرار خطأ فايثغولد. ثم سحب جسد فايثغولد المرتخي بعيداً عن الخطر.
بينما كان تور يشاهد, شعر أن هناك شيئاً ما كان خاطئاً. أمسك خصم إيريك برمحه, رفعه بشكل مستقيم, ثم بدأ بإسقاطه بحركة غريبة. بينما كان يفعل ذلك, فجأة, شعر تور أنه يفكر بطريقة لم يسبق له أن فكر بها من قبل. كان حدسه يخبره أن شيئا ما كان خاطئاً. كانت عيناه تركزان على رأس رمح فارس ماكلاود, وبينما كان ينظر عن قرب, لاحظ أنها كانت مفكوكة. كان الفارس على وشك أن يستخدم رأس رمحه ويرميه كالسكين.
و حين أسقط الفارس رمحه, انفصل رأس الرمح واندفع عبر الهواء, متوجهاً نحو قلب إيريك. في ثوان سيكون إيريك في عداد القتلى, لم يكن هناك طريقة لينجو بها في الوقت المناسب. من النظر إلى نصله المسننة, بدت أنها خارقة للدروع.
في تلك اللحظة شعر تور بأنه جسده يشتعل. كان الإحساس نفسه الذي اختبره في الغابة المظلمة عندما قاتل سايبولد. كان قادراً على رؤية طرف النصل في حركة بطيئة, وكان قادرا على الشعور بالطاقة والحرارة ترتفع في داخله.
تقدم إلى الأمام وشعر بأنه أقوى من رأس الرمح. في ذهنه, أراد أن تتوقف. وطلب أن تتوقف, لم يكن يريد أن يرى إيريك يتأذى, وخصوصاً بهذه الطريقة.
"لا!" صرخ تور.
أخذ خطوة أخرى وبسط كفيه, مستهدفاً رأس الرمح.
لقد توقفت وعلقت هناك في الهواء, قبل أن تصل إلى قلب إيريك تماماً.
بعد ذلك سقطت على الأرض.
التفت كلا الفارسين إلى تور, كما فعل الملكان أيضاً, و آلاف المتفرجين. شعر بأن العالم كله يحدق به, و أدرك أن الجميع قد شاهد ما فعله. إنهم جميعاً يعرفون أنه كان غير طبيعي, و أنه لديه نوعاً من القوة التي أنقذت إيريك وغيرت مصير المملكة.
وقف تور متجمداً في مكانه, يتساءل ما الذي حدث للتو.
إنه الآن كان متأكداً أنه ليس مثل هؤلاء الناس, كان مختلفاً.
ولكن من كان؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العاشر من رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا