مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث عشر من رواية السعي من أجل البطولة وهي الكتاب الأول من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة.
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية.
رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس - الفصل الثالث عشر
رواية السعي من أجل البطولة |
رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس (الكتاب الأول في "سلسلة طوق الساحر")
الفصل الثالث عشر
فتح تور عينيه ببطء, مشوشاً, ويتساءل أين هو. كان يرقد على الأرض, على كومة من القش وجانب وجهه مغروس فيها, تتدلى ذراعيه فوق رأسه. رفع رأسه, مسح لعابه الذي قد سال من فمه, وشعر بالفور بالألم في رأسه. كان أسوأ صداع في حياته. إنه يتذكر الليلة السابقة, وليمة الملك و الشرب و أول تذوق له للجعة. كانت الغرفة تدور فيه و حنجرته جافة, وفي تلك اللحظة وعد نفسه أنه لن يشرب مرة أخرى.نظر تور حوله, في محاولة لمعرفة اتجاهات هذه الثكنة الكهفية. كان في كل مكان أجساد ملقاة على أكوام من القش, والغرفة يملأها الشخير, التفت إلى الجهة الأخرى ورأى ريس, على بعد أمتار قليلة, ملقاً أيضاً. ثم أدرك تور أنه كان في الثكنات, ثكنة الفيلق. كل من حوله كانوا فتياناً من عمره, حوالي خمسين فتى.
تذكر تور أن ريس قد دلّه على الطريق, في ساعة متأخرة من الصباح, و تذكر سقوطه على كومة من القش. أضاءت أشعة الصباح الباكر الغرفة من النوافذ المفتوحة, وسرعان ما أدرك تور أنه الوحيد الذي كان مستيقظاً. نظر إلى الأسفل ورأى أنه قد نام بثيابه, ومرر يده خلال شعره الدهني. وفكر أنه سيفعل أي شيء للحصول على فرصة للاستحمام, على الرغم أنه لا يملك فكرة عن المكان, وسيفعل أي شيء للحصول على القليل من الماء. ثم سمع صوت قرقرة معدته, إنه يريد طعاماً أيضاً.
كان كل شيء جديد بالنسبة له. هو بالكاد يعرف أين مكانه, وأين من الممكن أن تأخذه الحياة بعد ذلك, وتساءل ما هي اجراءات فيلق الملك, لكنه كان سعيداً. لقد كانت ليلة مبهرة, واحدة من أروع الأيام في حياته. وقد أصبح ريس صديقاً حميماً له, وقد لاحظ جويندولين وهي تتمعن في وجهة مرة أو مرتين. لقد حاول التحدث معها, ولكنه في كل مرة كان يقترب, تخونه شجاعته, شعر بالأسف حين فكر بذلك. لقد كان هناك العديد من الناس حولهم. لو كان من الممكن أن يكونا وحدهما, ربما سيكون لديه الشجاعة ليفعل ذلك. ولكن هل يمكن أن يكون هناك مرة قادمة؟
وحين كان تور ما يزال يفكر في ذلك, أتى ضجيج مفاجئ على أبواب الثكنات الخشبية, وبعد لحظة, فتحت الأبواب بقوة, ودخل الضوء منها.
"على أقدامكم, أيها المرافقون!" جاءت صرخة.
مجموعةٌ من عشرة أفراد من فرقة الفضة الملكية, بدروع من الطراز الأول, يقرعون الجدران الخشبية بقضبان حديدية. كان ضجيجهم يصم الآذان, و كل الفتيان الآخرين قفزوا على أقدامهم.
كان قائد المجموعة جندي شرس المظهر لاحظه تور في الساحة في اليوم السابق, كان ممتلئ الجسم و أصلعاً مع ندبة على أنفه, وقد قال له ريس أن اسمه كولك.
بدا أنه مقطب الحاجبين في وجه تور ثم رفع إصبعه وأشار له في وجهه.
"أنت هناك, أيها الفتى!" صرخ. "قلت على قدميك!"
كان تور مرتبكاً, إنه واقف بالفعل.
"ولكن يا سيدي أنا أقف على قدمي بالفعل, " أجاب تور.
تقدم إلى الأمام اتجاه تور و صفعه على وجهه.
اشتعل قلب تور بالسخط بينما كانت كل العيون عليه.
"لا تقم بالرد على سيدك مرة أخرى!" وبخه كولك.
قبل أن يستطيع تور الرد, تحرك الرجل وتجول عبر الغرفة, يشد الفتيان بعنف للوقوف على أقدامهم, و يركل من كان بطيئاُ على أضلاعه.
"لا تقلق," جاء صوت مطمئن.
التفت ورأى ريس واقفاً هناك.
"هذا ليس لك فقط, إنها طريقتهم فقط. طريقتهم في تحطيمنا باستمرار."
"لكنه لم يفعل ذلك لك," قال تور.
"بالطبع, إنهم لن يلمسوني, بسبب والدي. لكنهم لن يكونوا مهذبين بشكل كاملٍ أيضاً. إنهم يريدون أن نكون في هذا الشكل, هذا كل شيء. إنهم يعتقدون أنهم بذلك يجعلوننا أشداء, لا تعر اهتماماً كبيراً لهم."
سار كل الفتيان خارج ثكناتهم وخرج تور و ريس معهم. حين تقدموا إلى الخارج, دخلت أشعة الشمس الساطعة في عيون تور وحدق بعينين نصف مغمضتين ورفع يده ليحجبها. فجأة, شعر بالغثيان, التفت وانحنى ثم تقيأ.
كان يسمع صهصلة من كل الفتيان حوله. دفعه أحد الحرس, و تعثر تور إلى الأمام نحو خط الفتيان الآخرين, ومسح فمه.
لم يشعر تور بمثل هذه الفظاعة.
ابتسم ريس بجانبه.
"ليلة قاسية, أليس كذلك؟" سأل تور, مبتسماً ابتسامة عريضة, وضربه بمرفقه في ضلوعه. "قلت لك أن تتوقف بعد القدح الثاني."
شعر تور بالانزعاج حين اخترق الضوء عينيه, لم يشعر بحرارتها القوية مثل اليوم. كان يوماً حاراً بالفعل, وكان يشعر بقطرات من العرق تحت حزام حقيبته الجلدية.
حاول تور أن يتذكر تحذير ريس بالليلة السابقة, و لكن لو حاول أن يتذكر مدى الحياة لن يستطيع ذلك.
"أنا لا أتذكر أي نصيحة من هذا القبيل," رد تور.
ابتسم ريس ابتسامة عريضة. "هذا لأنك لم تستمع بالضبط," ضحك ريس. "ومحاولاتك الخرقاء تلك للتحدث إلى أختي," أضاف ريس. "لقد كانت مثيرة للشفقة بشكل لا يصدق, أعتقد أنني لم أرى في حياتي صبياً يخاف من فتاة بهذا الشكل."
احمر وجه تور وهو يحاول التذكر, ولكنه لم يستطع. كل شيء كان ضبابياً بالنسبة له.
"أنا لم أقصد أي إساءة," قال تور. "مع أختك."
"لا يمكنك الإساءة لي. إذا أرادتك أختي, سأكون سعيداً بذلك."
سارا بسرعة أكبر, حين صعدت المجموعة نحو تلة. وكان يبدو أن الشمس تزداد قوة مع كل خطوة.
"لكن لا بد لي من تحذيركم, كل من في المملكة يسعى وراءها. الفرصة لها باختيارك, دعني أقول أنها تتحكم بهم."
كان تور يشعر بالاطمئنان كما كانوا يسرعون عبر التلال الخضراء في بلاط الملك. كان يشعر بالقبول لدى ريس. كان ذلك مدهشاً, لكنه شعر بأن ريس كان أخاً أكثر من إخوته الحقيقين. بينما كان يسير, لاحظ إخوته الثلاثة يسيرون بالقرب منه. واحد منهم التفت وعبس في وجهه, ثم نبّه شقيقه الآخر, الذي ألقى نظرة إلى الوراء مع ابتسامة سخرية. لقد هزوا رؤوسهم متوعدين بالعقاب. لم يتفوهوا بأي كلمة تدل على ذلك, ولكن لم يكن تور يتوقع أيّ شيء آخر منهم.
"اصطفوا في خط, أيها الفيلق! الآن!"
نظر تور ورأى العديد من حشود الفضة حوله, ودفعوا خمسين منهم في طابور مزدوج. جاء رجل وضرب صبياً أمام تور بقضيب خيزران كبير, كان يضربه بقوة على ظهره, بكى الصبي من شدة الألم وسقط تماماً في الطابور. وسرعان ما اصطفوا بشكل منتظم وساروا بثبات عبر بلاط الملك.
"عندما تسير نحو معركة, تسير في خطا واحدة!" صاح كولك, وهو يمشي يميناً ويسرة على الجانبين. "هذه ليست ساحة أمك, أنت تسير نحو حرب!"
سار تور بجانب ريس, يتعرق تحت الشمس, ويتساءل إلى أين يتم اقتياده. لا يزال يشعر بالغثيان من الجعة, وتساءل متى سيكون بإمكانه تناول وجبة الإفطار, ومتى سيحصل على شيء يشربه. ومرة أخرى, لعن نفسه لشربه في الليلة السابقة.
بعد الذهاب صعوداً وهبوطاً عبر التلال, وبالمرور خلال بوابة مقوسة حجرية, وصلوا أخيراً إلى الحقول المحيطة. مروا خلال بوابة مقوسة أخرى, ودخلوا إلى ما يشبه المدرج نوعاً ما, ملعب تدريب الفيلق.
أمامهم جميع أنواع أهداف رمي الرماح و إطلاق السهام و إلقاء الحجارة, فضلاً عن أكوام القش للتدريب على السيوف. تسارعت دقات قلب تور حين شاهد ذلك, أراد أن يذهب هناك لاستخدام الأسلحة والتدريب.
ولكن بينما كان تور يشق طريقه نحو منطقة التدريب, فجأة دُفع بمرفق في أضلاعه من الخلف, هو و مجموعة صغيرة من ستة أولاد, معظمهم بعمر تور, سيقوا بعيداً عن الخط الرئيسي. وجد تور نفسه يبتعد عن ريس, مقتاداً إلى جانب آخر من الميدان.
"هل تفكر أنك ذاهب للتدريب؟" سأل كولك ساخراً حين ابتعدوا عن الآخرين, بعيداً عن التدريب. "تدريب اليوم على الخيول."
نظر تور و رأى إلى أين كانوا ذاهبين, إلى جانب آخر من الميدان, حيث يوجد العديد من الخيول. نظر كولك إليه ورسم على وجهه ابتسامة الشر.
"بينما يتدرب الآخرون على القاء الرماح والسيوف, سترعى الخيول وتنظف مخلفاتها. يجب على الجميع أن يبدأ من مكان ما, مرحبا بك بالفيلق."
سقط قلب تور, لم يتصور الأمور بهذا الشكل على الإطلاق.
"هل تعتقد أنك مميز أيها الصبي؟" سأل كولك, ومشى بجانبه, مقترباً من وجهه. وشعر تور أنه يحاول أن يحطم معنوياته.
" لأنك أعجبت الملك وابنه فقط, لا يعني لي هذا شيئاً. أنت تحت إمرتي الآن. هل تفهم؟ أنا لا يهمني أي الحيل التي مارستها على ميدان المبارزة. أنت مجرد فتى صغير مثل البقية, هل تفهمني؟"
ارتعد تور, إنه سيكون تدريباً طويلاً وشاقاً.
وما جعل الأمور أكثر سوءاً, حين ابتعد كولك لتعذيب شخص آخر, التفت صبي أمام تور, فتى ممتلئ الجسم بأنف مسطح, ونظر بسخرية في وجهه.
" أنت لا تنتمي إلى هنا, لقد غششت للوصول إلى هنا. أنت لم تكن مختاراً, أنت لست واحداً منا. لا أحد منا يحبك."
التفت الصبي بجانبه وسخر في وجهه أيضاً.
"سنقوم بكل ما في وسعنا لنخرجك من هنا," قال الصبي. "الدخول إلى هنا سهل أمام البقاء."
أصابت الرعشة جسد تور من كراهيتهم. لم يستطيع تور أن يصدق أنهم كانوا بالفعل أعدائه, ولم يفهم ما الذي فعله ليستحق هذا. كل ما كان يرغب به هو الانضمام إلى الفيلق.
"يجب أن تنتبه إلى نفسك," جاء صوت.
نظر تور ورأى فتى طويل القامة, نحيفاً وأحمر الشعر و النمش يملأ وجهه ذو عيون خضراء صغيرة. "أنتما الاثنان عالقان معنا هنا," أضاف. "أنت لست مميزاً أيضاً, اذهب وضايق شخصاً آخر."
"أنت اهتم بعملك, لاكي," صاح أحد الفتيان, "أو سنسعى ورائك أيضاً."
"جرب ذلك," قال الفتى الأحمر باندفاع.
"أنت تتحدث حين أسمح لك بذلك," صاح كولك في واحد من الأولاد, وصفعه بقوة على مؤخرة رأسه. ومن حسن الحظ أن الولدان الذين كانوا أمام تور ساروا بعيداً.
لم يكن تور يعرف ماذا يقول, لقد شعر بأنه ممتن إلى الفتى الأحمر.
"شكراً لك," قال تور.
التفت الفتى وابتسم في وجهه.
"اسمي أوكونور. كنت صافحتك, ولكن سيقومون بصفعي إن فعلت. لذلك خذ هذا بمثابة المصافحة."
ابتسم ابتسامة واسعة, وأحبه تور على الفور.
"لا تهتم لهم," أضاف الفتى. "إنهم خائفون فقط, مثل كل البقية. لا أحد منا يعرف تماما لماذا تم اختيارنا."
وسرعان ما وصلت مجموعته إلى نهاية الميدان, وعدّ تور ستة خيول كانت تثب هناك.
"أمسكوا بالألجمة!" أمر كولك. "امسكوهم بثبات وسيروا بهم حول الميدان حتى وقت استراحتهم, افعلوا ذلك الآن!"
تقدم تور ليأخذ لجام واحد من الخيول, وكما كان يفعل ذلك, عاد الحصان إلى الخلف وقفز, راكلاً تور تقريباً. اندهش تور وتعثر, وضحك الآخرين في وجهه. صفعه كولك بقوة على رأسه من الخلف, وشعر بالرغبة في الانتقام.
"أنت فرد في الفيلق الآن, لا يمكنك التراجع أبداً. من أي أحد, لا رجل و لا حيوان. الآن خذ ذلك اللجام!"
حاول تور أن يهدئ نفسه, تقدم إلى الأمام, وأمسك بلجام الحصان الذي كان يثب. تمكن تور من الصمود بينما كان يجذب الحصان و يسحبه, وبدأ بقيادته حول الملعب الترابي الواسع, وهو يمشي مع الآخرين.
كان حصانه يسحب اللجام بقوة و يقاوم, ولكن تور قاوم أيضاً غير مستسلم بسهولة.
"إن الأمور تتحسن, أنا أشعر بذلك."
التفت تور لرؤية أوكونور يمشي بجانبه, وهو يبتسم. "إنهم يريدون تحطيمنا, هل تعلم؟"
فجأة توقف حصان تور. ومهما كان تور يسحبه بقوة, إنه لن يتزحزح أبداً. ثم شم تور رائحة فظيعة, كان هناك الكثير من الفضلات القادمة من الحصان التي لم يتصورها أبداً. لا يبدو أنها ستنتهي.
شعر تور بمجرفة صغيرة توضع في كفه, نظر ورأى كولك بجانبه, يبتسم.
"نظف هذا الآن!" صاح كولك.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث عشر من رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا