مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس والعشرون من رواية السعي من أجل البطولة وهي الكتاب الأول من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة.
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية.
رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس - الفصل الخامس والعشرون
رواية السعي من أجل البطولة |
رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس (الكتاب الأول في "سلسلة طوق الساحر")
الفصل الخامس والعشرون
نظرت في كلّا الاتجاهين وكأنها تتأكد أنّ لا أحداً يراقبهما. ثمّ مدّت يدها وأمسكت بيد تور وسحبته قليلاً كي يمشيا إلى داخل الغابة."دعنا نذهب قبل أن يرانا أحد," همست له.
كان تور مبتهجاً بذلك الشعور الذي أحسه عند لمس يدها, بينما كانت تتجه للدروب الموجودة داخل الغابة. توجها بسرعةٍ بين الأشجار, كان المسار يلتف ويدور حول أشجار الصنوبر الضخمة. لقد أفلتت يدها من يده, ولكنه لم ينسَ ذلك الشعور قط.
بدأ يشعر بمزيدٍ من الثقة في أنها تحبه فعلاً ومن الواضح أنها كانت حذرةً ولا تريد أن يتم رؤيتهما معاً أبداً, ربما بسبب والدتها. من الواضح أنها كانت تأخذ هذا الأمر على محمل الجد وأن هناك شيئاً خطراً سيحدث إذا تمّت رؤيتهما معاً.
ومرةً أخرى فكرّ تور بأنها لا تريد أن يتم رؤيتهما من قبل ألتون أو أيٍّ من الأولاد الآخرين الذين تعرفهم. ربما كان ألتون على حق, من الممكن أن تكون تخجل من أن يراها أحدٌ وهي مع تور.
شعر تور بكلّ هذه المشاعر المختلطة كالدوامة في داخله.
"هل أكل القط لسانك؟" سألته أخيراً كاسرةً حاجز الصمت.
شعر تور بالحيرة من أمره, إنّه لا يريد أن يخاطر بأن يخسر أي شيء بسبب إخبارها عن الأشياء التي تدور في ذهنه, وفي نفس الوقت كان يشعر بأنّه بحاجةٍ لإفراغ كلّ تلك المخاوف التي في داخله. أراد أن يعرف مشاعرها اتجاهه بالتحديد, لم يعد يستطيع تحمل ذلك أكثر.
"عندما تركت المرة الماضية, قام ألتون بمواجهتي وقطع طريقي."
فجأةً اكفهرّ وجه جوين و انخفضت معنوياتها العالية, شعر تور بالذنب على الفور بأنه سبب لها ذلك. إنّه يعتز بروحها العالية وسعادتها معه وتمنى أن يتمكن من إعادتها كما كانت. أراد أن يتوقف عن ذلك ولكن كان قد فات الأوان, لم يكن هناك عودةٌ إلى الوراء عند هذه اللحظة.
"وما الذي قاله لك؟" سألته بصوتٍ منخفض.
"لقد أخبرني بأن أبقى بعيداً عنك, وأنك لا تكترثين لأمري. أخبرني بأنني مجرد تسليةٍ فقط بالنسبة لك وأنك ستملين منيّ خلال يومٍ أو يومين. وقال لي أنّه تم ترتيب زواجكما مسبقاً, وأنكما ستكونان معاً."
حاولت جويندولين تفريغ غضبها بضحكةٍ ساخرة.
"وما الذي فعله أيضاً؟" قالت بسخرية. "هذا الصبي هو الأكثر غطرسةً في المملكة, إنه مجرد نكرةٌ لا يطاق." أضافت بغضب. "لقد كان شوكةٍ في طريقي منذ الصغر. لأنّنا فقط أبناء عمومة وهو يعتقد نفسه أنّه من العائلة الملكية. لم أرى أي شخصٍ من قبل استطاع تحمّل هذا الصبي. ومما زاد الأمر سوءً أنّ أحدهم أدخل في رأسه أنّ قدرنا أن نكون معاً. كما لو أنني سأفعل فقط ما يمليه عليّ والديّ, هذا مستحيل وبالتأكيد لن أكون معه أبداً. لا يمكنني حتى أن أقف أمامه."
شعر بالارتياح من كلماتها, شعر كما لو أنّ مئات الأوزان انزاحت عن كاهله. شعر بنفسه كالعصفور الذي يغني على رؤوس الأشجار. كان ذلك بالضبط ما يحتاج إلى سماعه, والآن أصبح يشعر بالأسف بسبب تعكير مزاجها أكثر من أيّ شيءٍ آخر. ولكنّه ما زال غير راضٍ بالكامل, لاحظ أنها لم تقل أيّ شيءٍ حول إذا ما كانت تحبه حقاً أم لا.
"أنا أعلم أنك قلقّ لذلك," قالت وهي تسرق لمحةٌ إلى وجهه, ثمّ أعادت نظرها إلى الأمام. "أنا بالكاد أعرفك, ومن الصعب أن أحدد مشاعري الآن. ولكن عليّ أن أخبرك أنّي لا اعتقد أنني سأقوم بقضاء الوقت معك إذا كنت أكرهك. وبالطبع فمن حقيّ أن أغير رأيي كما أريد, ويمكنني أن أكون متقلبة المزاج, ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بالحب."
كان ذلك كلّ ما يحتاجه تور. كان يحترم جديّتها كثيراً وأُعجب أكثر بطريقة انتقائها للكلمة "الحب", شعر بأنّه استعاد طاقته وحيويته بعد ذلك.
"وبالمناسبة, أودّ أن أطلب منك شياً," قالت له. "في الواقع أعتقد أنّه لديّ الكثير لأخسره بالنسبة للذي يمكن أن تخسره أنت, برغم كلّ شيء, أنا من عائلة ملكية وأنت من عامة الشعب, و أيضاً أنا أكبر منك سناً. ألا تعتقد أنّني أنا من يجب أن يكون أكثر تحفظاً على علاقتنا؟ هناك بعض الكلام يصل إليّ في البلاط الملكي بشأنك, أنك تريد العلو الاجتماعي وأنك فقط تريد استغلالي للوصل إلى المراتب العليا, ولمصلحتك مع الملك. هل عليّ أن أحذر من هذه الأمور؟"
شعر تور بالفزع من كلامها.
"لا يا سيدتي, هذه الأمور لا تدخل في عقلي أبداً. أنا هنا معك فقط لأنّني لا أستطيع التفكير بأن أكون في أي مكانٍ آخر, لأنني فقط أريد أن أكون بجانبك. لأنني عندما لا أكون معك, لا أستطيع التفكير بشيءٍ آخر سواك."
ظهرت ابتسامةٌ صغيرةٌ على زاوية فمها واستطاع تور أن يلاحظ بداية عودتها إلى روحها المشرقة.
"أنت جديدٌ هنا, أنت جديدٌ على البلاط الملكي وعلى الحياة الملكية. أنت تحتاج إلى بعض الوقت كيف تفهم كيف تجري الأمور هنا, في هذا المكان لا أحد يهتم بما يقوله الآخرون, الجميع لديه أعماله التي يهتم بها. الجميع يطمح للقوة أيّ المراتب والثروة والغنى والألقاب. لا يمكن لأحدٍ أبداً أن يُؤخذ من مظهره الخارجي, الجميع لديه جواسيسه وجماعاته وأعماله التي يخطط لها, على سبيل المثال عندما أخبرك ألتون بأنّ زواجنا قدّ تمّ الترتيب له, ما كان يفعله بالضبط هو محاولة معرفة ما مدى قربنا أنا وأنت. لقد قام بتهديدك ومن الممكن أن يقوم بإبلاغ الأخبار إلى شخصٍ ما. بالنسبة له الزواج لا يعني الحب, الزواج يعني الاتحاد, عملية لتحقيق المصالح بشكل محض, من أجل المراتب. في البلاط الملكي لا يوجد شيءٌ كما يبدو عليه."
فجأةً انطلق كروهن أمامهم, متجهاً إلى دربٍ داخل الغابة يؤدي إلى فسحةٍ كبيرةٍ خاليةٍ من الأشجار.
نظرت جوين إلى تور وضحكت, ثمّ اقتربت منه وأمسكت بيده وركضا معاً.
"هيا بنا!" صاحت بحماس.
ركض كلاهما ودخلا الفسحة الكبيرة وهما يضحكان. كان تور مندهشاً بالمشهد الذي أمامه: كان هناك مرج غابةٍ جميل مليءٌ بالزهور البرية من كلّ لون والتي كان طول بعضها بطول يصل حتّى ركبهم. كانت الطيور و الفراشات من كلّ حجمٍ و لون ترقص وتطير في الهواء, كان المرج الذي أمامهم يضجّ بالحياة مع أصوات العصافير الرائعة. كانت أشعة الشمس تنحدر على المرج بتألق, كانت تضفي بعض السريّة على المكان وكأنه مكانٌ مخبئٌ هنا داخل هذه الغابة والأشجار الطويلة داكنة اللون.
"هل لعبت لعبة الجلاد الأعمى من قبل؟" سألته وهي تضحك.
أومأ تور برأسه بالنفي وقبل أن يتمكن من قول شيء, أخذت منديلاً من على رقبتها و اقتربت منه, لفتّه على عينيه وربطته من الخلف. لم يعد يمكنه أن يرى شيئاً. كان يسمع صوت ضحكتها بجانب أذنه.
"أنت هو الآن!" قالت جوين.
ثمّ سمعها وهي تركض بعيداً عنه.
ابتسم تور.
"والآن ما الذي عليّ أن أفعله؟" صاح تور.
"قم بإيجادي," أجابته وهي تصيح عالياً.
كان صوتها بعيداً بالفعل.
بدأ تور بالركض خلفها وهو معصوب العينين, محاولاً تتبعها أينما ذهبت. كان يحاول الانصات إلى صوت حفيف قدميها محاولاً التوجه باتجاهها. كان ذلك صعباً جداً, كان يركض وهو يمد يديه إلى الأمام معتقداً دائماً أنّه من الممكن أن يصطدم بشجرة ما, رغم معرفته بأنّ المرج الذي أمامهم كان خالياً. وخلال دقائق أصبح مضطرباً وأحس بنفسه يركض في حلقةٍ مفرغة.
ولكنّه استمر في الإنصات, مستمعاً إلى صوت قهقهتها من بعيد ويحاول أن يركض دائماً باتجاهها. أحس في بعض الأحيان أنّه يقترب منها ثمّ يبتعد مرةً أخرى. لقد بدأ يشعر بالدوار بعد ذلك.
سمع كروهن وهو يركض بجانبها وهو يصيح, و بدلاً من ذلك أصبح يستمع إلى كروهن وهو يتبع أصوات أقدامه. وبينما كان يفعل ذلك على صوت ضحكات جوين, وأدرك تور حينها بأنّ كروهن يقوده إليها. تفاجأ تور جداً من مدى ذكاء كروهن ومشاركته في هذه اللعبة.
وحالاً تمكّن تور من سماع صوت أقدامها على بعد عدة خطواتٍ منه, وبدأ بمطاردتها وهي تحاول أن تتعرج في مسارها بكل الاتجاهات داخل المرج. تمكّن أخيراً من الوصول إليها وصرخت فرحةً بعد أن أمسك بزاوية ملابسها. بينما كان تور يشدّها من ملابسها تعثّرت وسقط كلاهما داخل الحقل الناعم. ولكن تور تدارك الموقف في اللحظة الأخيرة مخففاً سقوطها على الأرض بحيث استطاع أن يسقط هو أولاً وسقطت هي فوقه.
بينما وقع تور على الأرض وجوين فوقه, صرخت ببهجةٍ كبيرة. و واصلت ضحكاتها وهي تسحب المنديل من على وجهه.
كاد قلب تور أن ينفجر من شدّة الخفقان عندما رأى وجهها على بعد عدة بوصات فقط من وجهه. وشعر بثقل جسمها على جسمه, بفستانها الصيفيّ الرقيق, لقد كان يشعر بكل تفاصيل جسمها وهي مرتمية عليه. كان وزن جسمها يضغطها عليه بشكلٍ كامل ولم تكن تقوم بأيّة حركةٍ لتقاوم ذلك. كانت تحدّق في عينيه بأنفاسها الرقيقة, لم تنظر إلى أيّ شيءٍ آخر, وتور أيضاً لم يفعل ذلك. كان قلب تور يخفق بشدّة, كان يجد صعوبةٍ في التركيز بأيّ شيءٍ آخر سوى عينيها.
فجأةً انحنت قليلاً وزرعت شفتيها داخل شفتيه. كانت أكثر رقّةً من أيّ شيءٍ آخر يمكن تخيّله, وعندما التقت شفتاه بشفتيها, أحسّ لأول مرةٍ في حياته بأنّه على قيد الحياة.
أغلق تور عينيه, ثمّ أغلقت جوين عينيها, و لم يقوما بأيّة حركة, التقت شفاههم دون أن يعرفا إلى متى سيستمر ذلك, أراد أن يتوقف الزمن في هذه اللحظة.
وبعد ذلك, سحبت شفتيها قليلاً, و هي لا تزال تبتسم. فتحت عينيها ببطء بينما كانت لا تزال تستلقي هناك, على جسده.
بقيت مستلقيةً هناك لفترةٍ طويلة, وهما يحدّقان بعيون بعضهما.
"من أين أتيت؟" سألته بصوتٍ ناعم وهي تبتسم.
ابتسم تور ولم يعرف كيفية الإجابة.
"أنا مجرد صبيّ عادي," قال تور.
هزّت رأسها نافيةً ذلك وابتسمت.
"لا أنت لست كذلك, يمكنني أن اشعر بذلك. أظّن أنك أكثر من ذلك, أكثر من ذلك بكثير."
اقتربت منه مرةً أخرى وقبّلته مرةً أخرى, والتقت شفتيها بشفتيه, ولكن هذه المرة لفترة أطول من التي كانت قبلها بكثير. رفع تور يده بهدوء و أدخلها خلال شعرها, و فعلت هي أيضاً ذلك خلال شعره. لم يكن يستطيع أن يتوقف عن تحريك يده خلال شعرها أو يوقف هذه القبلة.
تساءل تور كيف يمكن أن ينتهي ذلك, هل من الممكن أن يكونوا معاً في المستقبل بالفعل, مع كلّ تلك القوى التي تقف بينهما؟ هل من الممكن أن يصبحا زوجين حقاً؟
أمل تور أن يحصل ذلك, أكثر من أيّ شيءٍ آخر في حياته, تمنى أن يستطيعا ذلك. أراد أن يبقى معها الآن إلى الأبد, بل حتى أكثر من رغبته في البقاء في الفيلق.
بينما كان تور يفكر بهذه الأفكار, جاء صوت حفيفٍ مفاجئٍ من خلال العشب, التفت اثناهما باتجاه الصوت بدهشةٍ كبيرة. قفز كروهن من خلال العشب عدة خطوات ثمّ جاء صوت خفيفٍ مرةً أخرى. صاح كورهن ثمّ زمجر قليلاً, ثمّ جاء صوت هسهسةٍ من بين الأعشاب, وأخيراً بعدها بقليل ذهب ذاك الصوت.
قامت جوين بسرعةٍ من فوق تور ووقف كلٌّ منها بسرعةٍ وهما ينظران حولهما. قفز تور إلى أمام جوين محاولاً حمايتها من أيّ شيء, وهما يتساءلان ما الذي يمكن أن يكون. لم يرى تور أيّ أحدٍ حولهما, ولكن هناك بين الحشائش الطويلة يجب أن يكون شخصٌ ما أو شيءٌ ما.
ركض كروهن إلى أمامهم وفي فمه الصغير بين أسنانه الحادة الطويلة, كانت يتدلى ثعبانٌ أبيضٌ ضخم مرتخي. كان طوله لا يقل عن عشرة أقدام, وكان جلده رائعاً و ناصع البياض, وكان ثخنه كفروع الشجر الكبيرة.
وخلال لحظات أدرك تور ما الذي حصل: قام كروهن بحمايتهما من هجوم هذه الأفعى القاتلة, امتلأ قلبه بالامتنان لهذا الشبل الرائع.
شهقت جوين عالياً.
"إنها أفعى الزيزفون, من اكثر الزواحف فتكاً في المملكة بأكملها," قال جوين.
كان يحدق بها برهبةٍ كبيرة.
"اعتقدت أنّ هذا الثعبان غير موجودٍ في الحقيقة, كنت أعتقد أنّه مجرّد أسطورة."
"إنّه نادرٌ جداً, أنا لم أرى سوى واحدٍ في حياتي كلّها, في اليوم الذي قتل فيه والد والدي. إنها نذير شؤم."
التفت ونظرت إلى تور مكملةّ كلامها.
"هذا يعني أنّ هناك موتاً قادماً, موت شخصٍ قريبٍ جداً."
شعر تور بقشعريرةٍ تسري في عاموده الفقري. وهبّ نسيمٌ باردٌ مفاجئٌ على المرج الذي كانوا فيه في هذا اليوم الصيفي, وعرف تور, بيقينٍ مطلق أنها كانت على حق.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا