مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث من رواية السعي من أجل البطولة وهي الكتاب الأول من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة.
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية.
رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس - الفصل الثالث
رواية السعي من أجل البطولة |
رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس (الكتاب الأول في "سلسلة طوق الساحر")
الفصل الثالث
كان هناك يقفأمامه, بالكاد ثلاثين خطوة, كان سايبولد. حيوانٌ ضخمٌ ذو عضلات, يقف على أربعة قوائم و حجمه يقارب حجم الحصان, كان الحيوان الأكثر رعباً في الغابة المظلمة, و ربما حتى في المملكة كلها. لم يرى تور واحداً من قبل, ولكنه سمع عنه الأساطير. أنه يشبه الأسد, ولكنه كان أكبر وأضخم, جلده قرمزي داكن وعيناه صفراوتان.
تقول الأسطورة أنه اكتسب اللون القرمزي من دماء الأطفال الأبرياء.
لقد سمع تور القليل من الروايات عن هذا الوحش طيلة حياته, وكان يعتقد حتى أنه مشكوكٌ فيها. ربما لأنه لم ينجو أحد في أي وقت مضى من مواجهته. يعتبر البعض أن سايبولد هو إله الغابة, و أنه نذير. نذير ماذا؟ لم يكن لدى تور أي فكرة.
عاد إلى الوراء خطوة بحذر.
سايبولد, بفكه الضخم النصف مفتوح, وأنيابه التي يقطر منها اللعاب, يحدق بعينيه الصفراوتين. كانت نجعة تور المفقودة في فمه, تصرخ, معلقة رأس على عقب, ونصف جسمها مثقوب بأنيابه. كانت على وشك على تموت. بدا سايبولد أنه يستمتع في قتلها, يأخذ وقته, وبدا أن تعذيبها يفرحه.
لم يستطع تور الصمود أمام الصرخات. النعجة تتلوى, بلا حول ولا قوة, شعر أنه المسؤول عنها.
كان الحافز الأول لتور هو الالتفاف والهروب, ولكن كان يعلم أنه سيكون بلا جدوى. هذا الوحش يمكن أن يتغلب على أي شيء. ربما سيدفعه هروبه للحاق به, وهو لا يمكن أن يترك نعجته أن تموت هكذا.
لقد كان واقفا دون حراكٍ من الخوف, عرف أنه سيضر إلى فعل شيء ما.
ردود فعله استغرقت بعض الوقت, تسللت أصابعه ببطء إلى حقيبته. أخرج الحجر, ووضعها في مقلاعه, ويده ترتجف. قام بالاستعداد و أخذ خطوة إلى الأمام, ثمّ قذف.
طار الحجر خلال الهواء وأصاب هدفه, رميةٌ مثالية. أصابت النعجة في مقلة عينها, واندفعت من خلال دماغها.
ترنحت النعجة, ثم ماتت. لقد أنهى تور معاناتها.
حملق السايبولد, كان غاضباً لأن تور قد قتل ألعوبته. فتح فكه الضخم ببطء ورمى النعجة. التي ارتطمت على أرض الغابة.
ثم وضع عيناه على تور, وأخرج من داخله صوتاً مختنقاً يملأه الشر. وهو يتسلل نحوه ببطء, قصف قلب تور. وضع حجراً آخراً في مقلاعه, تراجع إلى الخلف, واستعد للإطلاق مرة أخرى.
اندفع سايبولد في العدو, يتحرك أسرع من أي شيء قد رآه تور في حياته. أخذ تور خطوة إلى الأمام وقذف الحجارة, وهو يصلي بأن تصيب, وهو يعلم أنه لن يملك وقتاً ليضع حجر آخر وصولها.
أصاب الحجر عين الوحش اليمنى, مصطدمة بها, رمية من شأنها أن تودي بأيّ حيوان جاثياً على ركبتيه.
ولكن هذا لم يكن حيواناً فقط, كان وحشاً لا يمكن إيقافه. لقد صرخ من الألم, ولكنه لم يقم بإبطائه حتى. حتى من دون عين واحدة و حتى مع الحجر المستقر في دماغه, واصل ملاحقة تور من دون وعي. لم يكن هناك شيءٌ يستطيع يفعله تور.
بعد دقيقة, الوحش كان فوقه, جرحه بمخلبه الضخم وضربه بعنف على كتفه.
صرخ تور عالياً. شعر بثلاثة سكاكين تقطع جسده, وتدفق الدم الساخن على الفور منها.
قام الوحش بتثبيته على الأرض, بقوائمه الأربعة. كان وزنه هائلاً, وكأن فيلاً يقف على صدره. شعر تور بقفصه الصدري يُسحق.
أبعد الوحش رأسه إلى الخلف, فتح فكيه واسعاً وكشف عن أنيابه, وبدأ يخفض رأسه نحو حنجرة تور.
عندما فعل, أمسك تور بعنقه, كان مثل الإمساك بعضلات صلبة و بالكاد يستطيع تور مواصلة الإمساك بها. بدأت يداه بالارتخاء بينما كانت الأنياب تبتعد. كان يشعر بكل أنفاسه الساخنة على وجهه و بلعابه يقطر إلى أسفل عنقه. همهمة خرجت من أعماق صدر الحيوان, حرقت آذان تور. علم أنه سيموت.
أغمض تور عيناه.
أرجوك يا إلهي, أعطني القوة. دعني أحارب هذا المخلوق. من فضلك, أتوسل إليك, سأفعل أي شيء تريده. سأكون مديون لك طوال حياتي.
ثم حدث شيءٌ ما, شعر تور بحرارة هائلة تسري خلال جسده. تجري خلال عروقه, وكأن طاقةً تجري من خلاله. فتح عيناه, رأى شيئاً أدهشه, انبثق من كتفيه ضوء أصفر, وكأنه دفعةٌ باتجاه الوحش, و بشكلٍ مثيرٍ للدهشة, كان قادراً على مجاراة قوته.
تابع تور الدفع بقوة حتى دفع الوحش بالفعل إلى الوراء, لقد نمت قوته وشعر بتسديدة صاروخية من الطاقة فوراً بعدها, حلق الوحش في الهواء إلى الخلف, أرسله تور عشرة أقدام بعيداً عنه, ثم سقط على ضهره.
جلس تور, لم يفهم ما الذي قد حدث.
استعاد الوحش قوته, وقف على قدميه. ثم في حالة غضب عارم, شحذ قوته مرة أخرى, ولكن هذه المرة شعر تور بشيء مختلف. تضاعفت الطاقة في جسده, شعر أنه أقوى من أي وقت مضى.
بينما قفز الوحش في الهواء, جثم تور منخفضاً, انتزع طاقته من داخله و ألقاها بيديه دافعاً الوحش بعيداً وتاركاً القوة تتحكم به.
طار الوحش خلال الغابة و اصطدم بشجرة, ثمّ انهار على الأرض.
حدق تور, اندهش, هل قام للتو بطرح الوحش؟
تراجع الوحش مرتين, ثم نظر إلى تور, وقف وشحذ قوته من جديد.
هذه المرة, عند انقضاض الوحش, أمسكه تور من حنجرته و وقع كلاهما على الأرض, كان الوحش فوق تور.
تدحرج تور وأخذ مكان الوحش, خنقه بكلتا يديه, ظل الوحش يحاول رفع رأسه وغرس أنيابه في وجهه حتى اللحظات الأخيرة.
لقد مات أخيراً. شعر تور بقوة جديدة, لقد أمسكه بيديه ولم يدعه يفلت منه. لقد ترك تلك الطاقة تسير من خلال يديه, وسرعان ما شعر بنفسه أقوى من الوحش. كان يخنق سايبولد حتى قتله. و أخيراً, أصبح الوحش بلا قوة. لم يتركه تور دقيقة واحدة.
وقف تور ببطء, يلهث ويحدق إلى الأسفل, اتسعت عيناه, وهو يمسك بيده المصابة. ماذا حصل للتو؟ هل هو, تور نفسه. لقد قتل سايبولد ببساطة؟
لقد شعر أنها كانت علامة, في هذا اليوم دوناً عن كل الأيام. شعر أن شيئاً بالغ الأهمية قد حصل. لقد قتل للتو الوحش الأكثر شهرة ورعباً لمملكته و بيديه فقط, دون سلاح. هذا لا يبدو حقيقاً, لا أحد سيصدقه.
كان يشعر بأن الدنيا تدور من حوله وهو يتساءل عن القوة التي تملكته. ما الذي يعنيه هذا؟ من كان هو حقاً؟ الأشخاص الوحيدون الذين عرفوا بهذه القوة هم الكهنة. ولكن والده ووالدته لم يكونوا كهنة, لذلك فهو لا يمكن أن يكون.
أو يمكن أن يكون؟
استشعر بأحد وراءه. تراءى لتور بأن أرجون واقفاً هناك, يحدق في الحيوان.
"كيف جئت إلى هنا؟" سأل تور, مندهشاً.
تجاهله أرجون.
"هل كنت شاهداً على ما حصل؟" سأل تور, لا يزال غير مصدق" أنا لا أعرف كيف فعلت ذلك."
"لكنك تعرف," أجاب أرجون. "في داخلك, كنت تعلم. أنت مختلف عن الآخرين."
"لقد كان... مثل موجة من القوةٍ," قال تور. "قوة لم أعلم أني أملكها."
"حقل الطاقة," قال أرجون. "يوماً ما ستأتي لتتعلم عنها بشكل جيد, ربما تتعلم كيف تسيطر عليها."
أمسك تور بكتفه, الألم كان مبرحاً. نظر إلى الأسفل ورأى يده مغطاة بالدماء. إنه يشعر بدوار, قلقاً ماذا سيحدث لو أنه لم يحصل على المساعدة. أخذ أرجون ثلاث خطوات إلى الأمام و مد يده, أمسك بيد تور السليمة و ضغط بها على الجرح. انحنى إلى الخلف, وأغمض عيناه.
شعر تور بإحساس دافئ يملئ ذراعه. في غضون ثواني, الدم اللزج على ذراعه أصبح جافاً, وشعر بألمه قد بدأ بالتلاشي.
نظر إلى الأسفل, ولم يستطيع فهم ما حدث, إنه شفي, كل ما تبقى ثلاثة ندوب حيث غرست المخالب, لكنها كانت معافاة وتبدو كأنها منذ زمن مضى. لم يعد هناك المزيد من الدماء.
نظر تور إلى أرجون بدهشة.
"كيف فعلت هذا؟" سأل تور.
ابتسم أرجون.
"لم أفعل, أنت فعلت, لقد قمت بتوجيه قوتك فقط."
"ولكن ليس لدي القدرة على الشفاء," أجاب تور في حيرة.
"ليس لديك؟" ردّ أرجون.
"أنا لا أفهم هذا. لا شيء من هذا له معنى." قال تور, والصبر ينفذ منه. "من فضلك, قل لي."
نظر أرجون بعيداً.
"بعض الأشياء يجب أن تتعلمها مع مرور الوقت. "
فكر تور بشيء ما.
"هل هذا يعني أنني أستطيع الانضمام إلى فيلق الملك؟" سأل, بحماس." من المؤكد أنني إذا كنت أستطيع قتل سايبولد, يمكنني أن أتدبر أمري مع الفتيان الآخرين."
"بالتأكيد تستطيع," أجاب أرجون.
"ولكنهم اختاروا إخوتي, لم يختاروني."
"إخوتك لا يستطيعون قتل هذا الوحش."
حدق تور مرة أخرى, مفكراً.
"ولكنهم رفضوني مسبقاً, كيف يمكنني الانضمام إليهم."
"منذ متى يحتاج المحارب إلى دعوة," رد أرجون.
كلماته رسخت في أعماق تور, شعر تور بجسده يغلي.
"هل تقول بأنني يجب أن أظهر هكذا؟ من دون دعوة؟"
ابتسم أرجون.
"أنت تصنع مصير,. ليس أحدٌ آخر."
في رفة عين من تور, خلال لحظة, كان أرجون قد ذهب مرة أخرى.
بحث تور في كل الاتجاهات, ولكن لم يكن له أي أثر.
"إلى هنا!" سمع صوتاً يتردد.
التفت تور ورأى صخرة ضخمة أمامه. لقد شعر أن الصوت يأتي من أعلاها, تسلق الصخرة الكبيرة على الفور.
وصل إلى قمتها, وكان في حيرة لأنه لم يرى أي علامة على وجود أرجون.
من هذه النقطة العالية, ومع ذلك, كان قادراً على رؤية أعلى أشجار الغابة المظلمة. لقد رأى نهاية هذه الغابة, ورأى الشمس الثانية تستقر في لون أخضر داكن, وأبعد من هذا, الطريق الذي يؤدي إلى بلاط الملك.
"إن هذا الطريق لك," سمع صوتاً يتردد." إذا كنت تجرؤ."
تمعن تور في الأرجاء ولكنه لم يرى شيئاً. لقد كان مجرد صوت, يتردد. لكنه عرف أن أرجون كان هنا, في مكان ما, يحفزه. كان يشعر تور في داخله, أنه كان على حق.
دون أن يتردد لحظة أخرى, سارع تور إلى أسفل الصخرة, وانطلق عبر الغابة إلى الطريق البعيدة. يركض ذاهباً نحو مصيره.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث من رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا