مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس من رواية السعي من أجل البطولة وهي الكتاب الأول من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة.
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية.
رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس - الفصل الخامس
رواية السعي من أجل البطولة |
رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس (الكتاب الأول في "سلسلة طوق الساحر")
الفصل الخامس
" سيدي الملك, هل بإمكاني البدء," صاح أوين."يمكنك ذلك, ولكن باختصار, وقتي ضيق اليوم."
"ابنتك ستتلقى الكثير من الهدايا اليوم, والتي كما نأمل ستملئ كل خزائنها.
الآلاف من الناس يدفعون الجزية, ويقدمون الهدايا لك شخصياً. وامتلاء
المواخير والحانات لدينا, سيساعد على امتلاء الخزائن أيضاً. حتى الآن فإن
التحضير لاحتفالات اليوم سيستنزف أيضاً جزءاً كبيراً من الخزينة الملكية.
أوصي بزيادة الضرائب على الشعب و على النبلاء. ضريبةٌ لمرةٍ واحدة, لتخفيف
ضغوط هذا الحدث الكبير." قال أوين.
لاحظ ماكجيل القلق على وجه أمين خزنته, وغرق عقله بالتفكير باستنزاف
الخزينة. لن يرفع الضرائب مرة أخرى.
"من الأفضل أن يكون لدينا خزنة للفقراء والرعايا المخلصين" أجاب ماكجيل. "
ثرواتنا تأتي من سعادة رعايانا, لا يجوز فرض المزيد من الضرائب." قال الملك.
"لكن سيدي, إن لم نفعل ذلك..." قال أوين.
"لقد أخذت قراري. ماذا أيضاً؟" أجاب الملك بحدّة.
أسند أوين ظهره إلى الوراء, محبطاً.
" سيدي الملك," قال بروم بصوته العميق. " الجزء الأكبر من قواتنا يتمركز في
البلاط وفقاً لأوامرك لحدث هذا اليوم, سوف نظهر قوة مثيرة للإعجاب. ولكن
امتدادنا ضعيف. إذا حصل هجوم آخر في مكان آخر من المملكة, سنكون في
موقف ضعف."
أومأ ماكجيل, وغرق في التفكير.
"أعدائنا لن يقوموا بمهاجمتنا, بينما نحن نقوم بإطعامهم." قال الملك.
ضحك الرجال.
"وما الأخبار من المرتفعات؟"
"لم يكن هناك بلاغ عن أي نشاط هناك منذ أسابيع. يبدو أن قواتهم تستعد لحفل الزفاف. ربما هم مستعدون للسلام."
لم يكن ماكجيل واثقاً من ذلك.
"هذا يعني إما أنهم يرتبون للزفاف, أو أنهم ينتظرون لمهاجمتنا في وقت آخر.
وهذا ما تعتقده, أيها الرجل العجوز؟" سأل ماكجيل, وقد التفت إلى أبرثول.
خرج صوت أبرثول خشناً :" سيدي الملك, والدك ووالد والدك من قبله لم يثق أبداً بالماكلاود. إذا كانوا غطّوا في النوم, لا يعني هذا أنهم لن يستيقظوا."
أومأ ماكجيل تقديراً لحكمته.
"وماذا عن الفيلق؟" سأل متحولاً إلى كولك.
" اليوم رحبنا بالمجندين الجدد," أجاب كولك مع إيماءة سريعة.
"وهل ولدي بينهم؟" سأل ماكجيل.
"كان يقف بفخر معهم كلهم, إنه فتى رائع." أجاب كولك.
أومأ ماكجيل, ثم تحول إلى براديه.
"وما الوضع من وراء كانيون؟" سأل الملك.
"سيدي الملك, شهدت دورياتنا المزيد من المحاولات لتجاوز كانيون في الأسابيع الأخيرة, قد تكون علاماتٍ أنّ الهمجيين يستعدون للهجوم."
انتشر الهمس بين الرجال بشكل متكتم. شعر ماكجيل بجوفه يضيق حين فكر بذلك. كان درع الطاقة لا يقهر, وبالرغم من ذلك, هذا لا يبشر بالخير.
"وماذا لو حصل هجومٌ واسع النطاق؟" سأل الملك.
"طالما بقيت الدرع نشطة, ليس لدينا ما نخاف منه. لم ينجح الهمجيون باختراق كانيون منذ قرون. ليس هناك سبب للتفكير بخلاف ذلك." أجاب براديه.
كان ماكجيل غير متأكد. كان الهجوم من الخارج قد تأخر كثيراً و لا يمكنه توقعه, ولكنه تساءل متي يمكن أن يحدث.
"سيدي" قال فيرث بصوته الحاد," أجد نفسي مضطراً لأن أضيف أن بلاطنا
يمتلئ اليوم بكبار الشخصيات من مملكة ماكلاود. سيكون من الإهانة لك ألّا
تستقبلهم بترحاب, كانوا خصومك أو لم يكونوا. كنت لأنصح بأن تكون ساعات
بعد ظهر اليوم لتحيتهم جميعاً. لقد جلبوا حاشية كبيرة, والعديد من الهدايا,
وأيضاً العديد من الجواسيس."
"من قال أن الجواسيس غير موجودة هنا بالفعل؟" رد ماكجيل, وهو ينظر بعناية في فيرث كما فعل, وتساءل, كما يفعل دائماً, إذا كان هو نفسه واحداً منهم.
فتح فيرث فمه للرد, ولكن ماكجيل تنهد وعقد كفيه, وقد اكتفى من كل ذلك. "إذا كان هذا هو كل شيء, سأترككم الآن, للانضمام إلى زفاف ابنتي."
"سيدي الملك" قال كلفن, " هناك أمرٌ واحدٌ آخر. التقليد, في يوم زفاف ابنتك الكبيرة أنّ كل ماكجيل يعيّن خليفته. الناس يتوقعون منك أن تفعل الشيء نفسه, لقد كانوا يتكلمون عن هذا. سيكون من المستحسن ألّا تخذلهم. وخاصة بأنّ سيف القدر لا يزال ثابتاً في مكانه."
"هل تريدني أن أعين وريثي بينما أنا ما أزال على عرشي؟" سأل ماكجيل.
"سيدي, لم أكن أعني أي إساءة" تلعثم كلفن, وهو ينظر بقلق.
" أنا أعرف التقاليد, وبالفعل, سأعطي اسماً اليوم." قال الملك.
" هل تخبرنا من هو؟" سأل فيرث.
حدّق ماكجيل فيه, بانزعاج. كان فيرث ثرثاراً, وهو لا يثق بهذا الرجل.
"سوف تعلم بالخبر عندما يحين الوقت المناسب."
وقف ماكجيل, و وقف الآخرون أيضاً. انحنوا, التفتوا وسارعوا بالخروج من الغرفة.
بقي ماكجيل واقفاً هناك يفكر لفترة لا يعرف كم استمرت. في أيام مثل هذه تمنى لو لم يكن ملكاً.
*
نزل ماكجيل عن عرشه, وصوت حذاءه يتردد في السكون, و هو يعبر القاعة. فتح باب البلوط القديم بنفسه, ساحباً المقبض الحديديّ, ثمّ دخل غرفة جانبية.
كان يستمتع بالسلام والعزلة في هذه الغرفة المريحة, كما كان يفعل دائماً. كان بالكاد يستطيع أن يسير بين جدرانها عشرين خطوة, بسقف مرتفع مقوس. كانت الغرفة بأكملها من الحجر, مع نافذة مستديرة صغيرة من الزجاج الملون على جدار واحد. يخترقها ضوء أصفر وأحمر, و يضيء شيئاً واحداً في هذه الغرفة الخالية, إنّه سيف القدر.
كان قابعاً هناك في وسط الغرفة, مستلقياً بشكل أفقي على النتوءات الحديدية, كامرأة فاتنة. كما كان يفعل منذ كان صبياً, مشى ماكجيل قريباً منه, وأحاطه, متفحصاً. سيف القدر, سيف الأسطورة, مصدر الجبروت وقوة مملكته بأكملها, من جيل إلى جيل. أيّاً كان سيقوى على رفعه سيكون المختار. واحدٌ قدّر له أن يحكم المملكة مدى الحياة, ويحررها من جميع التهديدات, داخل الطوق وخارجها. كان أسطورة جميلة كَبُر معها, وبمجرد أن تم تعيينه ملكاً, حاول ماكجيل رفع ذلك بنفسه, حيث أنه يسمح للملوك فقط بالمحاولة. الملوك الذين كانوا قبله جميعهم قد فشلوا في ذلك. وكان على يقين بأنه سيكون مختلفاً, وعلى يقين أنه سيكون المختار.
لكنه كان مخطئاً, كما كان جميع ملوك ماكجيل قبله. وفشله قد أعاب منصبه منذ ذلك الحين.
بينما كان يحدق فيه الآن, تفحص نصله الطويل, الذي صنع من معدن غامض لم يستطع أحد فك رموزه في أي وقت مضى. كان منشأ السيف أكثر غموضاً حتى, يحكى أنه ارتفع من الأرض في خضم زلزال.
بالنظر إليه, يشعر مرة أخرى بلسعة الفشل. هو يمكن أن يكون ملكاً جيداً, لكنه لم يكن المختار. شعبه عرف هذا, وأعداءه عرفوا أيضا. من الممكن أن يكون ملكاً جيداً, ولكنه مهما فعل لن يكون المختار.
لو كان هو, يعتقد أن الاضطرابات ستكون أقل بين حاشيته, والمؤامرات ستكون أقل. ثقة شعبه به ستكون أكبر وأعدائه لن يفكروا حتى في الهجوم, كان جزءٌ منه يتمنى لو أن السيف يختفي فقط, وتختفي الأسطورة معه. لكنه كان يعلم أن ذلك لن يحصل. كانت لعنة وقوة الأسطورة أقوى حتى من جيش بأكمله.
بينما كان يحدق فيه للمرة الألف, لم يتمكن ماكجيل أن يكون المختار ولكنه تساءل مرة أخرى من سيكون. مَن سيكون المختار من سلالته؟ كما فكر من قبل بمهمته في تسمية وريث, تساءل إذا كان أيٌّ منهم سيكون قادراً على رفع السيف.
"وزن نصله ثقيل جداً," جاءه صوت.
أدار ماكجيل رأسه, تفاجأ بوجود شخص معه في الغرفة الصغيرة.
هناك واقفاً عند مدخل الغرفة, كان أرجون. لقد تعرف ماكجيل على الصوت قبل أن يراه وكان غاضباً لعدم ظهوره قبل ذلك و لكنه راضٍ لوجوده الآن هنا.
"لقد تأخرت," قال ماكجيل.
"إدراكك للزمن لا يطبق علي," قال أرجون.
التفت ماكجيل إلى السيف.
"هل فكرت يوماً أنني سأكون قادراً على رفعه؟" سأله بتأمل." ذلك اليوم الذي أصبحت فيه ملكاً؟"
"لا," أجاب أرجون بشكل قاطع.
التفت أرجون إليه وحدّق في وجهه.
"كنت تعرف أنني لن أكون قادراً على ذلك. رأيت هذا, أليس كذلك؟"
"نعم," قال أرجون.
فكر ماكجيل ملياً بذلك.
"أنت تخيفني عندما تجيب مباشرةً, هذا ليس من عادتك."
بقي أرجون صامتاً, وأخيراً أدرك ماكجيل أنه لن يقول المزيد.
"سأسمي خليفتي اليوم," قال ماكجيل. "إنه شعور مخيّب, تسمية وريث في هذا اليوم, هذا يتنزع بهجة الملك من زفاف ابنته."
"ربما هذا هو المقصود, لهذه السعادة أن تخف."
"لكن لدي سنوات كثيرة سأمضيها في الحكم," قال ماكجيل مناشداً.
"ربما ليست كثيرة كما تظن," أجاب أرجون.
ضاقت عينا ماكجيل, وتساءل, هل كانت هذه رسالة؟
ولكن أرجون لم يضف أي شيء آخر.
"ستة أولاد, من منهم يجب أن أختار؟" سأل ماكجيل.
"لماذا تسألني؟ لقد اخترت بالفعل."
نظر ماكجيل في وجهه. " أنت تعرف الكثير. نعم, لقد اخترت بالفعل. ولكن ما زلت أريد أن أعرف رأيك."
"أعتقد أنك قمت باختيار حكيم" قال أرغون" ولكن تذكر, لا يمكن لملك أن يحكم من تحت القبر. بغض النظر عن الشخص الذي تفكر باختياره, القدر له طريقه في الاختيار."
"هل سأعيش, أرجون؟" سأل ماكجيل بجدية. هذا السؤال الذي كان يريد معرفة إجابته منذ استيقظ في الليلة الماضية من كابوس مروع.
"حلمت البارحة بغراب" أضاف ماكجيل. "جاء وسرق التاج الملكي. ثم جاء آخر وحملني بعيداً. وعندما حدث ذلك رأيت مملكتي منتشرة تحتي, وقد تحولت إلى اللون الأسود حين ذهبت. تحولت جرداء, إلى أرضٍ قاحلة."
نظر إلى أرجون, بعينين دامعيتين.
"هل كان حلماً؟ أم شيئاً أكثر من ذلك؟"
"الأحلام دائما شيء أكثر من ذلك, أليس كذلك؟" سأل أرجون.
شعر ماكجيل بأنه يختنق.
"أين هو الخطر؟ أخبرني عن هذا فقط."
اقترب أرجون وحدق في عينيه بحدة, شعر ماكجيل كأن يحدق في عالم آخر.
مال أرجون إلى الأمام, هامساً:
"هو دائما أقرب مما تتخيل."
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس من رواية السعي من أجل البطولة | مورغان رايس
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا