مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة زيزي محمد علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد.
رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد (الفصل الرابع)
اقرأ أيضا: رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد |
رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد | الفصل الرابع
انتبهت على صوت حمزة : بابا الحق شهد عورت نفسها بالسكينة وفي دم بينزل منها .
هتفت سريعا : لا يا حمزة انا كويسة .
اندفع رامي لداخل المطبخ بقلق : سكينة ايه اللي عورتي نفسك بيها، اوعي كدا ايدك .
سحبت شهد يديها بسرعة : مفيش حاجة في ايدي، دي تعويرة بسيطة .
جذب رامي يديها بغضب وادارها حيث الجرح وطلب من والدته علبة الاسعافات، قام بتنظيف اصبعها، تسربت الدماء الى وجه شهد من فرط الاحراج، انهى رامي عمله وقام بغسل يديه واردف بحدة : مبتعرفيش تدخلي مطبخ قولي، محدش غصبك تدخلي .
سرعان ما غضبت شهد من هجومه : لا بعرف ادخل المطبخ، وشاطرة كمان.
نظر لها بتهكم وقال : امال حضرتك عورتي نفسك ازاي يا شاطرة .
تقلصت ملامح شهد بغضب واردفت : انت بتكلمني كدا ليه، ماتهدى على نفسك شوية .
كان على وشك الرد ولكن فاجأه امتنع عن الرد وامر حمزة بالخروج من المطبخ والذهاب الى غرفته، وقفت صفاء على اتم الاستعداد لتدخل في الوقت الحاسم، انتظر رامي ثواني حتي خرج حمزة، ثم اندفع بغضب نحو شهد واردف بغيظ: بقولك ايه انا هنا ليا احترامي، اياكي ثم اياكي تفكري تقلي مني، هاديلك فوق دماغك، مش على اخر الزمن، هاتيجي انتي وتهزقيني قدام ابني واسكتلك مثلا .
اقتربت شهد وقالت بتحدي : طيب كويس انك عارف اني هزقتك .
اصطبغ وجه رامي باللون الاحمر واتسعت عينيه من وقاحتها : انتي واحدة..... .
قاطع حديثه صوت صفاء الحازم : كفاية يا رامي، كفاية انتو الاتنين، ايه داخلين حرب، اعتذري يا شهد لرامي، مش رامي دا في مقام اخوكي الكبير بردو
قالت حديثها الاخير بغمزة خفيفه من عينيها، انتبهت لها شهد على الفور حاولت كتم ضحكتها...
نظرت له مردفه بحزن مصطنع : صح انا اسفة يا رامي يا اخويا .
*****************************
_ ما شاء الله جميلة زي ما وصفك ليا كريم بالظبط .
تسربت الدماء الى وجه ليلى واخفضت بصرها على استيحاء، لا تعرف شعورها بالاحراج من حديث والد كريم السيد " جمال"، ام محرجة من نظرات كريم لها، ساد الصمت في الغرفة، نظر جمال لكريم نظرة ماذا بها، حرك كريم شفتيه دون اصدار صوت ( مكسوفة ) .
هتف جمال وقال : بقولكو قومو نامو، انا اخدت دوا واتعيشت وخلاص هنام .
هتفت ليلى بتعجب : بس لسى بدري.
ابتسم جمال بلطف : لا انا راجل كبير ودقة قديمة وبنام بدري .
نهض كريم من جلسته وذهب باتجاه ليلى وقام بمحاوطتها بيديه : طيب يا بابا تصبح على خير .
اخذها كريم وخرج من الغرفة، وفور خروجهما ابتعدت ليلى بسرعة، نظر لها بضيق واردف : لدرجادي مش طايقة لمستي يا ليلى .
تحدثت ليلى بصوت منخفض للغاية : وانت لدرجادي مش حاسس انا حاسة بايه، انت دكتور، ومش دكتور عادي، دكتور نسا وتوليد، يعني انت عارف احساسي كويس، ولو مكنتش عارفه، احب اعرفهولك يا دكتور كريم، انا بقيت كارهة اي راجل، واي نظرة من راجل واي لمسة، او حتى اي همسة، سواء بقى الراجل دا انت او غيرك، كلكو واحد .
نظر لها بغضب ، ثم تجاهلها ودلف غرفته، حدقت هي في اثره وغمغمت : يوووه شكلي عكيتها ولا ايه، بس انا صح لازم يعرف حدوده كويس .
*******************************
في منزل رامي المالكي .
قهقهت صفاء بصوت عالي : يالهوي عليكي يا شهد، والله دمك خفيف .
اتسعت ابتسامة شهد واردفت : ماهي تستاهل ياخالتي، جاية تتنصح عليا، قمت مديها ام حسين الهبلة دي، فاكرة هاتضحك عليا، دا ولاهي ولا عشرة زيها .
ربتت صفاء علي يد شهد : بتفكريني بابوكي، كان يحب الحق زيك .
تلاشت ابتسامتها، ثم ترقرقت الدموع في عينيها وقالت : حتى عم احمد كان طيب وغلبان اوي يا خالتي، موته كسر حاجة جوايا، كان بيسمعني لما جوز امي يجي عليا، كان بيقويني، يعز عليا انه مات وفاكر اني فضحت بنته، انا مش كدا يا خالتي، انا لا يمكن اخون حد اكلت معاه في نفس الطبق .
صمتت صفاء عقب حديث شهد، ازالت شهد دموعها بطرف كم ثيابها ورفعت صينية الشاي واردفت بهدوء : ننسى بقى الزعل، من وقت ما جيت وانا منكدة عليكو، هاروح اطلع الشاي لرامي .
قالت صفاء : طيب روحي اوضته، وانا هاكلم ميمي بنتي على النت .
وقفت شهد على عتبة باب غرفة رامي، وتنفست بهدوء وقالت لنفسها : عامليه حلو يا شوشو، دا مهما كان اكبر منك وعيب، اي نعم هو رخم، ودمه تقيل بس هاعمل ايه، وعلى رأي المثل، ايه اللي رمك علي المر اللي امر منه .
طرقت الباب بهدوء، سمعت صوت رامي يأمرها بالدخول، دلفت بهدوء رأته يتحدث في الهاتف، اشار هو الى المنضدة، لكي تضع الشاي عليها، ذهبت ثم وضعتها ولكنها لم ترى تلك الاقلام الموضوعة بعشوائية على المنضدة، تحركت الصينية ثم وقع الشاي على الاوراق، انتبه رامي الى صوت كسر كوب الشاي، استدار بسرعة، جحظت عيناه، القى الهاتف من يده، ابتلعت شهد ريقها بخوف، وارتدت الى الخلف .
*****************************
في منزل كريم
بدل كريم ثيابه... بثياب مريحة، ثم وضع الغطاء على الاريكة، وخرج من الغرفة، في نفس وقت خروجه، خرجت ليلى من المرحاض، لاحظت الغطاء الموضوع على الاريكة، ذهبت باتجهاها وجلست عليها حتى دلف كريم مرة اخرى بصحن من السندوتشات ووضعه امامها وقال :
_ كلي، انتي تقريبا طول اليوم مأكلتيش حاجة .
نظرت للاكل، ثم رفعت بصرها لكريم واردفت بصوت هادئ : هو انت زعلان مني يا دكتور، انا حقيقي مقصدتش الكلام دا، بس، بس انا..... .
اقترب كريم اكثر من ليلى وابتسم : انا حاسس بيكي وبأحساسك، ليلى انا معاكي لغاية اخر نفس فيا، هاخليكي تحبيني، زي ما انا بحبك.
دق قلبها بعنف وتوترت وقالت : طب ممكن انام.
همس كريم وقال : طيب كلي الاول، وبعدين روحي نامي على السرير، انا هنام على الكنبة .
هرب الكلام من على شفتيها وابتعدت ببصرها عنه، انفاسه الساخنة لفحت وجهها، ادت الى توترها، سحقا للايام، سحقا للظروف، من هي ليلى، مجرد فتاة، تعمل كممرضة في المشفى، فتاه فقدت اعز ما تملك في ثواني، ومن امامها اوسم رجل، واحن رجل، ولكن تلك الحادثة تركت اثر في نفسها، تركت الضعف، وعدم الامان، والخوف، خسرت نفسها، خسرت ابيها، خسرت بيتها، خسرت كل شئ ذاك هو شعورها، شعور صعب التغلب عليه .
******************************
_ ما خلاص بقى، مكنش شوية ورق وقع عليه شاي .
تقلصت ملامحه بغضب عقب جملتها : تعرفي انا نفسي اعمل فيكي ايه، نفسي اموتك، انتي ضيعتيني .
رفعت حاجبيها ببرود وقالت : تموتيني علشان شوية ورق .
فتح رامي باب الغرفة، ثم صاح بصوت عالي : ماماااا.
دلفت صفاء على اثر صوته : في ايه يا رامي .
اشار لها رامي بغضب على الورق وقال : شوفتي ست الحسن والجمال هببت ايه، كبت الشاي على الورق بتاع المشروع .
زمت صفاء شفتيها بضيق : معلش يا رامي، اكيد غصب عنها .
زفر رامي بضيق واردف : بصي خليها ملهاش دعوة بيا ولا تكلمني ولا كاننا شايفين بعض من الاساس .
رمقته باندهاش عقب جملته : يالهوي دا العقل زينة والله، مكلمكش علشان شوية ورق ممكن يتكتب تاني .
ضحك رامي بسخرية : ماهو انا اقولك ايه وانتي واحدة جاهلة مش فاهمة، دا ورق مشروعي اللي عندي اهم من واحدة زيك .
رمقته بغضب، ثم تركت الغرفة دون كلمة واحدة .
رفع رامي حاجبيه ببرود و قال : مالها دي، اتقمصت مرة واحدة ليه ؟.
هتفت صفاء بعتاب : ينفع يا رامي تقولها جاهلة، دي كلمة تقولها .
اتسعت عيني رامي باندهاش : هو انتي ايه يا ماما، يعني كبت الشاي على الورق اللي بقالي شهور بعمل فيه وانتي تقوليلي، بتقولها كدا ليه .
جلست صفاء بهدوء : اقعد يا رامي، عاوزة اتكلم معاك .
جلس رامي امامها وقال : خير .
قالت صفاء بحذر من ردة فعله : ميمي اختك كلمتني، والدكتورة حددت معاد ولادتها كمان شهر، ويعني قالتلي طه جوزها هايحجزلي علشان اسافرلها.
عقد رامي حاجبيه واردف : تسافريلها ليه ؟.
تنهدت صفاء وقالت : علشان يابني اكون معاها وقت الولادة وكمان بعد الولادة وارعى بناتها، انت عارف كويس ظروف طه الايام دي والشركة بتنزلهم على غلطة، وهو محتاج يركز علشان يثبت نفسه كويس، ولو نزلها محتاج فلوس كتير اوي ليها ولبناتها .
قال رامي بضيق : طيب وانا يا ماما ومشروعي وحمزة محتاج اللي يراعيه، هاتسيبنا ازاي .
ردت صفاء سريعا : ماهي شهد اهي ما شاء الله عليها هاتاخد بالها منكو .
هتف رامي بذهول : انتي عاوزة تسيبنا مع شهد دي لوحدنا، لا يا امي مينفعش وبعدين تاخد ايه، دي بقالها يوم واحد، وعمالة تعمل في كوارث في البيت .
اردفت صفاء بعتاب : اخص عليك يا رامي امال نرميها في الشارع ، وهي ملهاش مكان، وبعدين يابني دي ظروف غصب عني، اول بس ما ميمي تشم نفسها وتشد حيلها هاتلاقيني جاية، بص يا رامي انا هاسافر السعودية لاختك، بس هاحملك امانة في رقبتك ليوم الدين وهي شهد، امها سمعت كلام جوزها حسني الكلب وطردوها من بيت ابوها، هي اه هبلة وتبان شعنونة بس من جواها غلبانة وضعيفة، وبعدين يا رامي احنا واجبنا نحافظ على لحمنا ودمنا، عاملها زي ميمي اختك .
كان على وشك الرد لولا طرق الباب ودخول شهد وفي يديها حقيبتها نظرت له بضيق، ثم حولت بصرها لخالتها واردفت : خالتي انا هامشي بقى، شكرا على حسن ضيافتكو ليا .
هتف رامي سريعا : تمشي تروحي فين ؟.
تجاهلته شهد ووجهت حديثها لصفاء وقالت : بلاد الله واسعة يا خالتي، هادور على مكان اقعد فيه ومتهنش فيه .
انتفض رامي من جلسته وهتف بحدة : بقولك يا شهد بصيلي وانا بكلمك، انا موتي وسمي اللي يتجاهلني .
نظرت له بتحدي واردفت : كان في حد عزيز على قلبي علمني حكمة، قالي اللي يهينك يا شهد مترديش عليه الاهانة، اتجاهليه ودا اقوى رد له .
اقترب رامي واردف بتحدي مماثل : طب كويس انك عارفة اني هنتك .
هتفت شهد سريعا بذهول : انت بتردهالي !.
غمز لها رامي بخفة وابتسم : روحي ارجعي على اوضتك وبطلي جنان، تروحي فين ياعسل، بصي من اليوم اللي دبت رجلك فيه في البيت دا، مش هاتطلعي الا على بيت جوزك .
ابتسمت صفاء بلطف : خلاص بقى يا شوشو، وبعدين مين هاياخد باله من رامي و حمزة وانا مسافرة .
هتف شهد سريعا بفضول : ليه هو انتي هاتروحي فين يا خالتي ؟.
دفعهم رامي خارج الغرفة وقال : لا اتكلمو برا براحتكو، انا ورايا شغل كتير ولازم اخلصه.
******************************
تقلبت ليلى في الفراش يمينا ويسارا، عينيها لم تذق طعم النوم لمدة يومين، حتى النوم يجافيها، تنهدت بصعوبة، نظرت لكريم وجدته مستغرقا في نومه، قامت بهدوء من الفراش وخرجت بهدوء من الغرفة، نظرت في ارجاء المنزل الضخم، ابتسمت بسخريه، سألت نفسها هل هذا تعويض عن ما حدث لها، ام انها سوف تعيش خسارة ثانية، سمعت صوت يتحدث بهدوء، تحركت نحو مصدر الصوت، اكتشفت انه خارج من غرفة والد كريم السيد " جمال "، طرقت الباب بهدوء ودلفت، وجدته ينظر لصورة في يديه والدموع تسيل من عينيه، شعرت ليلى بالاحراج لدخولها فهتفت : اسفة يا عمو، بس سمعت صوتك، كنت بحسب محتاج حاجة .
اشار لها ان تاتي دون ان يزيل دموعه، تقدمت نحوه ووقفت على مقربة منه، اشار لها مرة ثانيه ان تجلس بجانبه، شعرت بالتوتر ثم جلست، رفعت بصرها نحو تلك الصورة التي في يديه، وجدت امراءة غاية الجمال، ممكسة بطفل صغير يضحك بسعادة، انتبهت على صوته قائلا : دي ام كريم، ناني، ودا كريم وهو صغير .
نظرت له ليلى باستغراب واردفت : اسمها ناني كدا علي طول .
ابتسم جمال بحب : اه كان اسمها الحقيقي، كانت تحب اسمها اوي، لدرجة هنا في سلاسل باسمها باشكال دهب وفضة، وصتني اشيلهم لبنت كريم، ووصتني كريم لما يتجوز ويخلف بنت، اخليه يسميها ناني، ويديها السلاسل دي ليها .
حركت ليلى اصابعها على وجه ناني والدة كريم واردفت : شكلها كانت طيبة .
هز جمال رأسه مؤكدا : طيبة اوي، طب اقولك كانت اختي كريمة تدايقها بالكلام وكانت تضحك في وشها ولا تزعل ولا تشتكيلي، تعرفي ماتت وكريم عمرة ١٠ سنين، عاش عمره من غير ام، دايما يشوفها في الصور، تعرفي وهو صغير كان بيجي ياخد صورها ويقعد في اوضته يتكلم معاها، بس لما كبر، بطل يعمل كدا، معرفش نسيها ولا زهق .
ترقرقت الدموع في عينيها : مفيش حد بينسى ابوه وامه، بس تلاقيه مشغول بالحياة، بس هاتلاقيها جواه، محفورة جوا قلبه .
هتف جمال بأسف : انا أسف يا بنتي، نسيت اعزيكي، البقاء لله .
اندفعت ليلى نحو حضن جمال وبكت واردفت بصوت متقتطع : انا، تعبانة اوي، ابويا ، مات، سندي، مات .
ربت جمال على رأسها وحدثها : اهدي يا بنتي، دا قضاء ربنا، احنا مش في ايدينا حاجة، مسيرنا هنموت ونشوف كل اللي بنحبهم، وبعدين ربنا بيقطع من هنا وبيوصل من هنا، ربنا اخد منك ابوكي، وعوضك بكريم، كريم ابني حنين اوي وبيحبك اوي يا ليلى، كان بيجي يحكلي عنك وعن جمالك و ادبك، بس دايما كان حزين علشان خطوبتك الاولى، بعدها جه وقالي ان خطيبك فسخ خطوبته معاكي.
تلعثمت ليلى وقالت : اه، ماهو بعد موت بابا، محدش من اهله جه عزاني ودايما امه بتعاملني وحش اوي، وهو مكنش مهتم لموت والدي وكدا، وبعدين كريم لقيته بيقولي يتجوزني الصراحة استغربته اوي، لانه والدي كان لسه متوفي .
هتف جمال موضحا: ماهو حكالي عنك، وانا قولتله لو بتحبها اتجوزها متسبهاش لوحدها يا كريم، هاتها هنا وهي هاتحبك واحدة واحدة .
اردفت ليلى كاذبة : اه ماهو طردوني من الشقة وانا وافقت لان كنت عارفة ان كريم بيحبني .
وضع جمال كفيه على وجنيتها : مالك يابنتي وشك بقى كله احمر ليه .
اردفت ليلى بتوتر : مش عارفة، انا هاقوم اغسل وشي وانام.
ابتسم لها جمال : طيب تصبحي على خير .
هتفت ليلى وهي تغلق باب الغرفة : وانت من اهله .
وقفت خارج الغرفة تنظم انفاسها المضطربة اثر كذبها المتواصل على والد كريم، هتفت لنفسها : بدأتي تكذبي يا ليلى وكل دا خوف من فضحيتك .
*******************************
حاول رامي النوم ولكنه لم يستطيع، فتح نور الاباجورة الموضوعة بجانبه، وجلس نصف جلسة، وتنهد بضيق ثم هتف : اطلعي من دماغي بقى يا شهد، ياريتك ما جيتي ولا شوفتك تاني .
( فلاش باااااااك )..
اوقف رامي سيارته جنبا وترجل منها وتحدث في الهاتف : خلاص يا ماما فهمت، لو جوزها شوفته مكلموش، يالا اقفلي بقى علشان انا داخل على العمارة.
اغلق رامي مع والدته، ثم دخل العمارة وصعد اول الدرج، ونظر في هاتفه، وجد كثير من الاتصالات، وكانت من زوجته اميرة، ثم شعر رامي باصطدام جسد صغير به، رفع بصره وجدها فتاة، سبحان من صورها، ملامحها رقيقة، انفها صغير، فمها مكتنز، وخصلاتها السوداء المتمردة من حجابها، خمرية البشرة، انتبه اخيرا على صوتها .
_ انت يا اخينا هاتقعد كتير تتأمل فيا .
حمحم بحرج وقال : احم، معلش، اعذريني كنت باصص في التليفون .
_ لأ عادي، بس ابقى ركز بعد كدا .
ولمرة اخرى شرد رامي في ملامحها حتي انتبه لصوت ضحكتها مع فتاة اخرى .
_ دايما كدا يا شهد متأخرة .
ضحكت شهد : اه التأخير مرض فيا .
حدق في اثرها وغمغم : شهد .
رفع ابصاره للطابق العلوي، ثم صعد الدرج المتبقي و طرق الباب، مرت ثواني، وكانت سميحة تفتح الباب، دلف رامي وبعد السلامات والمحادثات البسيطة والسؤال عن حالها، والاطمئنان عليها، تفاجئ بنفسه يسألها : هي مين شهد يا طنط .
ضحكت سميحة : يووه، انت شوفتها .
ضيق رامي عينيه بتركيز وقال : اه تحت، كانت بتضحك ونازلة من هنا .
هتفت سميحة موضحة : اه اصلها رايحة المكتبه لعم احمد ، بتشتغل شغلانة خفيفة كدا علشان متحتكش بحسني جوزي، اصلها ولا بطيقه وهو ولا بيطقها .
ثم تابعت : هي كلمتك على السلم .
هز رامي رأسه بنفي واردف بحرج : اصل خبطت فيا على السلم وبعدها جت صاحبتها وضحكت معاها ومشيت .
ابتسمت سميحة : اه ملحقتش يعني تتعرف عليها، شهد دي شعلة نشاط وحركة، متعرفش تقعد هادية كدا ومطيعة، علي طول بتناغشك، هي من صغرها كدا،
ثم استطردت بحزن : انت عارف ابوها كان دايما يقولي شهد دي المفروض كنت اسميها في شهادة الميلاد
شهد الحياة .
باااااااااااك
عاد رامي من ذكرياته، ثم ابعد الغطاء وقام، ذهب نحو مكتبه وفتح درجه، ثم اخرج مجموعة اوراق، مكتوب بها بالخط العربي بحث كثيرا حتي رأها، اخيرا، الورقة التي كان قد كتب فيها اسمها، نظر لها وابتسم واردف بحب : شهد الحياة، واي حياة، الورقة دي كتبتها يوم ما روحت وشوفتك وكان وقتها من ٨ سنين، عمرك ما روحتي من بالي ولا ملامحك فارقتني ولا اسمك فارقني .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع من رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد
تابع جميع فصول الرواية من هنا: جميع فصول رواية شهد الحياة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية ستعشقني رغم انفك بقلم منة القاضي
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا