مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة زيزي محمد علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد.
رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد (الفصل السابع)
اقرأ أيضا: رواية معشوق الروح بقلم آيه محمد
رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد |
رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد | الفصل السابع
أطلقت مديحة الزغاريد، بينما نظر حسني بتحذير لسميحة، انتبهت لنفسها واطلقت هي ايضا الزغاريد مصاحبة لدموع الحزن، نهضت مديحة من جلستها واقتربت نحو سلمى، ثم عانقتها وقالت بفرح مصطنع :
_ مبروك يا حبيبتي، يازين ما اخترت والله جمال وادب .
نظرت لها سلمى نظرة خاوية، ثم نقلت بصرها لزكريا المبتسم لها، القت نظرة غاضبة عليه، وزادها نفور اتجاه، بينما شعر زكريا بالسعادة والفرح واردف في سره :
_ عندك حق يا ما، جميلة اوي وحلوة، ازاي عدت من تحت ايدي، وكمان صغيرة في السن، مخسرتش كتير يا واد يا زكريا .
*********************************
في منزل رامي المالكي .
كانت صفاء تدور في غرفتها بعصبية تفكر في أمر ما، شعرت هي بمشاعر ابنها اتجاه شهد، هي اكثر شخص تعرفه، وتعرف ماذا يفكر، رامي لم يذق طعم الحب قبل ذلك، تزوج اميرة بناءا على رغبتها من كثرة اصرارها على زواجه، اختار اميرة لادبها و كانت يتيمة الابوين وزميلته في العمل، تزوجها ولم يحبها، ولكن مع ظهور شهد اصبح الوضع خطر، وقفت هي وشردت بتفكيرها قليلا ثم قررت ان تتحدث مع ابنها اولا، خرجت الى الخارج، بحثت بعينيها على شهد لم تجدها، ذهبت بإتجاه غرفة رامي وجدتها تجلس على طرف الفراش وهو نائما يتحدثون بهدوء اقتربت بخفة حتى سمعت :
شهد بحزن : الف سلامة عليك يا رامي، معلش، مكنتش اعرف والله ان معدتك حساسة .
ضحك رامي بخفة : وانتي مالك يابنتي محسساني انك السبب .
ارتبكت شهد قليلا ثم حاولت الثبات وقالت : اقصد اكيد انا اتغابيت وحطيت سمنة كتير في الاكل، علشان كدا بطنك وجعتك .
قال رامي بهدوء : عادي يا شهد، متخديش في بالك المهم انها عدت .
صمتت شهد قليلا ثم رفعت بصرها، وسألته بفضول : الا قولي يا رامي، انت حق هاتعمل مشروع وكدا، اصل خالتي حكتلي وانا الصراحة مفهمتش حاجة .
أومأ رامي براسه وقال : اه مشروع على قدي كدا، مصنع ملابس بس يعني اطفال وحريمي ورجالي كله مش مقتصر على حاجة اللي هايبقى ماشي في السوق هاعمله.
جلست شهد باريحية اكثر واردفت : ما شاء الله ومعاك بقى شركا ولا لوحدك .
هتف رامي موضحا : لا بصي في فالدولة جهاز اسمه جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، يعني لو حد عنده فكرة مشروع وعاوز يعمله بس امكنياته مش قد كدا، بيعمل دراسة جدوى للمشروع وبيقدمها وهما بيدروسها ولو لاقوها بتعود بنفعة بينفذوها، انا عملت كدا والحمد لله وافقو، جابولي بقية المكن اللي انا عاوزها، لان انا كنت اشتريت شوية مكن ووقفت لقلة الفلوس، فا كنت قاعد قدام التلفزيون في مرة لقيتهم موجودين على برنامج وبيحكو عنه قولت ليه لا ماقدم واشوف يا صابت يا خابت، والحمد لله ربنا وقف جنبي، وزي ما قولتلك جابو بقيه المكن وصرفو الشيك تاني وهاجيب الخامات وخلاص هابدا اشتغل، ادعيلي بس اعرف اسوق المنتج بتاعي واقف كدا على رجلي وانجح .
نظرت له شهد بانبهار وقالت : ما شاء الله عليك يا رامي، بجد انت مثال للشباب الكويسة اللي بتحاول تسعى وتشتغل، انا بجد فخورة بيك، بس معلش انت يا رامي مش شغال محاسب في الشركة، ليه يعني تتعب نفسك في مشروع .
ابتسم رامي لكلماتها البسيطة المشجعة وقال : تسلمي ياشهد، بس ياستي اما بالنسبة ليه فكرت في مشروع تاني هاقولك، متطلبات الحياة بقت صعبة اوي يا شهد وانا كمان مدخل حمزة مدرسة خاصة، وكمان فلوس دروسه وحاجات كتير اوي، غير بقا ظروف البيت، انا ايه اللي يخليني اكتفي بمرتبي، ما ممكن اكبر نفسي، وابقى حر نفسي .
شعرت شهد بالاحراج فهي بمثابة عبئ جديد على حياته : طيب بقولك بما ان انت بتفتح مصنع وفيه ملابس، فانا كنت متعلمة الخياطة وشاطرة موت، انا هانزل اشتغل معاك، ومش عاوزة مرتب انا عاوزة اشتغل وبس .
رفع رامي حاجبيه باعتراض وقال : هو انا كنت قصرت في حاجة، شغل ايه اللي انتي عاوزة تشتغليه، لا طبعا كلامك مرفوض يا شهد .
لوت شهد شفتيها بحنق وقالت : يا رامي انا كدا ولا كدا كنت هانزل واشتغل، انا مبحبش قعدة البيت، يا تشغلني عندك، يا تسيبني انزل ادور على شغل، وعلى فكرة عمر ماشغل الواحدة ما كان اهانة ليا، بالعكس انا كنت قريت في كتاب اللي قدرت افهمه يعني انه بيعمل مكانة كدا وحاجة كبيرة ليها .
اعتدل هو في نومته وجلس واردف بعصبية : هششششش بلاش كلام اهبل، مكانة ايه وبتاع ايه، انتي تقعدي هنا مفيش حركة ولا نزول ودا اخر كلام، ودلوقتي يالا اعمليلي ينسون بطني وجعتني تاني .
شهد بنفاذ صبر : بص يا رام....
قطع كلامها دخول صفاء، نظرت لها شهد وابتسمت : اهي خالتي حبيبتي اللي نصفاني هاتحكم ما بينا .
قالت صفاء بهدوء : لو سمحتي يا شوشو، اعملي لرامي ينسون وانا شاي وبعدين تعالي حكميني زي ما انتي عاوزة .
أومأت لها شهد وتحركت خارج الغرفة، بينما جلست صفاء بالقرب من رامي وتحدثت بصوت خافت :
_ انا عاوزك في موضوع مهم، واسمع الكلمتين الاول، وبعدها قول رأيك وبلاش صوت عالي علشان مش عاوزة شهد تسمع .
نظر لها رامي باهتمام واردف : قولي يا ماما .
تحدثت صفاء بجدية : بص يا بني، انا مش عارفة اللي هاقوله صح ولا غلط، بس انا حاسة من جوايا ان هو دا الصح، انا مش هاعرف اسيبك انت وشهد واسافر لاختك السعودية الا وانتو متجوزين، لان يابني مينفعش تقعدو لوحدكو الشيطان شاطر، وكمان الناس تقول ايه، ودي سمعة بنت، وكمان انت عصبي وبتتخانق معاها على اي حاجة وهي كرامتها ناقحة عليها وكل ما تزعقلها تقول اسيب البيت وامشي، وانا اليوم اللي امها طردتها فيه، اعتبرتها بنتي، ولايمكن اسيبها ابدا مهما حصل .
حاول رامي التحكم في اعصابه وقال : تقصدي بايه الشيطان شاطر لان دي النقطة اللي لازم ارد عليكي فيها لان كل اللي قولتيه بالنسبالي تفاهات، علشان يا ماما انا لا يهمني ناس ولا حد يقدر يتكلم عليها بنص كلمة، ولا هي تقدر تسيب البيت وتمشي وانا وعدتك بكدا حتى لو اتخانقت معاها صبح وليل .
زمت صفاء شفتيها بضيق وقالت : الشيطان شاطر يا رامي، بصتك لشهد مش مريحاني، واوعى تكدب عليا، انا امك و فاهمك كويس اوي .
قالي رامي بضيق : بصي يا ماما، شهد بالنسبالي اختي وبس، انا لايمكن اتجوز بعد اميرة، لا يمكن احب بعد اميرة، انا قفلت قلبي وخلاص، لكن شهد استحالة يا امي تكون مراتي .
رفعت صفاء حاجبيها باعتراض : دا اخر كلام عندك .
ابتسم رامي ابتسامة مزيفة وقال : اه طبعا اخر كلام، انا وشهد استحالة، في فروق كتير ما بينا اصلا، هي عاوزة حد شبهها علشان يقدر يعيش معاها، وانا عمري ما اتجوز حد غير اميرة .
وقفت شهد على باب الغرفة واستمعت لحديث رامي، سالت الدموع من عينيها، ذهبت لغرفتها واغلقت باب الغرفة وبكت على حالها .
****************************
في منزل حسني .
جلست سلمى تنظر بعداء شديد لزكريا، بينما ابتسم زكريا كالابله، زفرت هي بضيق شديد، فحمحم قائلا :
_ ايه يا ست البنات، شكلك مضايقة من خطوبتنا .
نظرت له باندهاش عقب جملته واردفت : طب كويس انك فاهم اني مضايقة، مكمل انت ليه بقى، انت ترضى على نفسك تتجوز واحدة مش عاوزك .
ابتسم زكريا ابتسامة مصطنعة عكس البركان الذي بداخله وقال : مش عاوزني ليه يا سلمى .
قالت سلمى ببرود : علشان انت مالكش امان بتغدر، غدرت بصاحبتي وهي اكيد ملهاش ذنب في اللي حصلها، انت عارف وانا عارفة كويس مين هي ليلى وشهد، فضحتها في الحارة ومهنش عليك انها كانت في يوم خطبتك، اقولك بقى انا بكرهك يا زكريا لانك السبب في بعد اختي عني .
انتفض هو من جلسته واردف بلغظة وقال : انا اللي ماليش امان، ولا هي السافلة اللي غدرت بيا وسمحت لواحد يلمسها، انتي بتكرهيني، انا بقى هاقولك الكبيرة، انا اللي هاكون السبب في موتك يا سلمى هاكسر قلبها بيكي، لما تعرف ان اتجوزتك، وهانتقم منك علشان انتي بتحبيها، صدقيني يا سلمى انتي هاتموتي علي ايدي وايد امي، استعدي بقى لجحيم زكريا اللي بتكرهيه .
ذهب صوب باب الغرفة وفتحه بعنف وصاح بأعلي صوته :
يا ماا تعالي هنا .
خرجت مديحة مهرولة : في ايه يا زكريا .
قال زكريت في اقتضاب : مفيش يالا .
لوت مديحة شفتيها في تهكم وامالت على حسني الواقف بجانبها : خلي بنتك تفك بوزها يا حسني، انا ابني مش اي حد، هي بنتك كانت تطوله، دا اخر تحذير ليها .
القت مديحة نظرة غاضبة على سلمى، ثم خرجت من البيت، فور خروجها اندفع حسني بإتجاه سلمى وجذب شعرها في يديه وصاح بصوته الجهور وقال :
_ ايه يابنت ال****، عملتي ايه في الراجل، دا انا هاموتك الليله دي .
صرخت سميحة واردفت بعصبية :. سيبها يا حسني هاتموت في ايدك .
دفعها حسني على الارض وتحدث بغلظة : بصي يابت انا بقولك اهو انتي تتظبطي مع زكريا، هو انتي كنتي طايلة تتجوزي واحد زيه، دا انتي معيوبة وعندك السكر، والعرسان بتطفش لما بتعرف انك عيانة، انا عاوز اخلص من همك وقرفك، ولو فكرتي بس انك تهربي والله لاجيبك ووقتها هاقتلك، فهميها يا ولية انا معنديش عزيز ولا غالي .
ترقرقت الدموع في عيني سلمى عقب حديث والدها، بينما ربتت والدتها على كتفها واردفت :
_ قومي معايا يا سلمى، قومي يا ضنايا اوديكي اوضتك .
************************************
في منزل رامي المالكي .
طرقت صفاء باب غرفة شهد بهدوء، ثم دلفت وجدتها تجلس وتنظر لهاتفها بحزن، اقتربت منها وشاهدت اسم اختها سميحة علي شاشة الهاتف، تملكها الغضب، جذبت الهاتف من يد شهد بعصبية وضغطت علي الزر وقالت :
_ الو .
هتفت سميحة بتساؤل : صفاء .
قالت صفاء باندفاع : اه صفاء اختك اللي نسيتها وبقيتي سنين مبتكلميهاش علشان جوزك المحترم، عاوزة ايه يا سميحة بتتصلي على شهد ليه، سيبها في حالها، انتي مش رمتيها، جاية دلوقتي تسألي فيها، ودا كله علشان خاطر مين المحروس حسني، رميتي بنتك ومسألتيش وصلت هنا ولا لأ، زي ما عملتي زمان وقطعتيني سنين علشان حسني الزفت حالف عليكي بالطلاق، تقاطعي اختك يا سميحة، بقولك ايه اللي ما تعزش عليها بنتها واختها تبقى واحدة مش همها الا مصلحتها وبس، من النهاردة انسي ان ليكي بنت، انسي ان ليكي اخت، بنتك بقت بنتي وانا المسؤولة عنها، ويالا من غير سلام .
اغلقت صفاء المكالمة دون سماع رد سميحة، القت الهاتف ثم جلست بجانب شهد واخذتها في احضانها ظلت تمسد على راسها بهدوء، بينما الاخرى بكت بكاء مرير .
*********************************
في منزل حسني.
نظرت سميحة للهاتف بصمت، ثم رفعت بصرها لابنتها واجهشت بالبكاء، هتفت سلمى قائلة :
_ في ايه ياماما، هو مين كان بيكلمك، خالتو صفاء.
هزت سميحة راسها دون كلام، بينما هتفت سلمى بهدوء : طب قولي هي قالتلك ايه .
قالت سميحة بصوت مبحوح : اقول ايه يا سلمى، اقول ان اختي سمعتني كلام يدبحني، طب اعمل ايه محدش حاسس بيا، ابوكي وماسك عليا شيكات لو خالفت كلامه هايكلم حج متولي يحبسني بيهم و ..
قاطعتها سلمى : ماما هو بابا مكنش سدهم .
اردفت سميحة بغيظ : سدهم الظالم بس ماسكني بيهم، علشان الحج متولي صاحب عمره خلاه يحتفظ بالشيكات وكل ما اجاي اخالفه يجي ويهددني بيهم، انا خلاص تعبت .
زمت سلمى شفتيها في ضيق وقالت :معلش يا ماما اهدي، طيب هو انتي مبتكلميش ليه خالتو صفاء .
ضحكت بسخرية وقالت : ابوكي بردو السبب، بعد موت مصطفى ابو شهد، ابوكي ضحك عليا واتجوزني، صفاء وجوزها مش عاجبهم حسني وكانو شايفينه طماع، وهو حس بكدا، علاقتنا انا وصفاء مكنتش مستقرة اوي، بس جه طلب مني استلف من صفاء ١٠٠٠٠ جنيه علشان محل الجزارة وقتها عليه ديون، رفضت راح ضربني علقة، اضطريت و كلمتها واتوقعت ترفض بس هي كدا صفاء طيبة وافقت، بعد ما اخدتهم بشهر حلف عليا بالطلاق منا مكلماها واقطع علاقتي بيها، انا يابنتي كنت هاعمل ايه بشهد وبيكي، كنت هاروح فين، قطعت معاها وانتو كبرتو و عيالها كبرو ومحدش يعرف عن التاني حاجة، بس هي الصراحة، بعتتلي رامي ابنها مرة سأل عليا، ولما ابوكي منه لله عرف، ضربني وهددني بيكي انه هاياخدك مني، فبعتلها رسالة مع واحدة جارتي متكلمنيش تاني ولا تبعتلي ابنها تاني .
نظرت سلمى لسميحة بغضب : ايه دا يا ماما، ايه ضعف الشخصية دا، انتي ازاي كدا، مضيتي شيكات على نفسك لواحد المفروض انه صاحب بابا، وكمان بابا سدهم وسايبة بابا عادي يزل ويهين فيكي، كمان اختك اللي مدياكي فلوس وانتي بتتهربي منها، انتي ازاي كدا .
انتفضت سميحة بغضب وقالت : دا جزاتي يا سلمى، يعني انا في الاخر استاهل كدا، انا كنت بخبي عنكو ليه، علشان متشلوش همي، بقى انا دلوقتي غلطانة .
هتفت سلمى بضيق : ايوة غلطانة، انتي ضعفك دا ودانا في ستين داهية شهد اهي مشيت وبعدت عننا، وانا هايجوزني لزكريا هو وامه يموتوني .
هتفت سميحة بنبرة مهزوزة : خلاص يابنتي انا هاروحله واقوله انك مش هاتتجوزي زكريا، وانا السجن مصيري .
اغلقت سلمى عينيها بتعب وقالت : خلاص يا ماما انتي عارفة كويس اوي اني مش هارضى تتسجني بسببي و كمان ايه يعني هي جوازة ولا اكتر، متتكلميش مع بابا تاني في حاجة وخليني اخلص.
أومأت سميحة ثم خرجت و ذهبت لغرفتها، دلفت واغلقت الباب جيدا ثم اخرجت من دولابها صندوق صغير فتحته واخرجت منه بعض الصور القديمة، امسكت صورة ثم قالت بصوت مبحوح :
_ غلطت اكبر غلطة في حياتي يا ابو شهد، غلطت بعد ما اتجوزت بعدك، اتهنت، بقيت ابيع بناتي علشان خوفي من ان ادخل السجن، انا خايفة اوي يا مصطفى من اللحظة دي، عشت طول عمري معززة مكرمة، وفي لحظة حياتي اتقلبت جحيم بقيت انام احلم بكابوس دخولي السجن، انا عارفة ان انا انانية لما فكرت ابيع شهد وارميها واهو ببيع سلمى كمان، انا تعبانة اوي يا مصطفى، ومبقتش لاقية حل، حسني بينتقم منك فيا، مش ناسي اللي زمان عملته فيه، بينتقم وانا كنت غبية وصدقته، كلام صفاء اختي طلع صح، انا بتعذب يا مصطفى، حاسة ان نهايتي على يد حسني .
سمعت سميحة صوت حسني الغليظ خارجا، وضعت الصور في الصندوق واغلقته جيدا ثم وضعته في الدولاب، ازالت دموعها تنهدت بقوة وقالت : يارب كون معايا، انا ضعيفة اوي .
*******************************
في منزل كريم .
ضحكت ليلى بصوت خافت ثم قالت : ياااه ياعمي دا اخت حضرتك صعبة اوي .
تنهد جمال ثم قال : يوووه صعبة بس، طب انتي مش ملاحظة اسم كريم وكريمة .
عقدت ليلى حاجبيها وقالت : فعلا لاحظت بس قولت عادي يعني .
هز راسه بنفي ثم قال : لا عادي ايه، انا هاحكيلك ياستي، ناني مراتي عرفت انها حامل فرحنا اوي، جت كريمة قالت لو بنت هاتتسمى علي اسمي، انا رفضت لان كنت ناوي اسميها على اسم ناني، وطبعا كريمة كانت حاسة بكدا فكانت بتغير فأصرت بقى وعلشان ناني طيبة قالت خلاص لو جت بنت نسميها كريمة، جه بقى ولد أصرت تسميه كريم، هي كانت بتعاند طبعا علشان متديش فرصة لناني تسمي ابنها .
ابتسمت هي بتهكم وقالت : مرات حضرتك كانت غلبانة اوي .
هتف جمال موضحا : كانت طيبة يا ليلى، كانت بتحب في تعيش جو فيه سلام نفسي ،مبتحبش تعيش في ضغوطات نفسية ، كانت بتحب تريح كريمة علشان تشتري دماغها .
نظرت ليلى لغرفة كريم المغلقة ثم قالت : هو كريم من وقت ما جينا قافل على نفسه مبيتكلمش ليه .
قال جمال : المفروض انك تكوني انتي الي عارفة، وبدام حسيتي انه مضايق، يبقى المفروض عليكي تروحيله وتسأليه وتحاولي تخففي عنه .
نظرت هي بتوتر لباب الغرفة، ظلت حائرة ما بين ان تذهب وتسأله عن سبب ضيقه، او تتجاهله حتى لا تعطيه أمل في علاقتهم .
*****************************
في منزل شهد .
هتفت شهد بعتاب : حتى يا خالتي لو كان هو وافق انا مكنتش هاوافق، انا مستغرباكي الصراحة ازاي تفكري كدا .
قالت صفاء بتساؤل : وايه بقى اللي انتي مستغرباه يا شهد .
قالت شهد بضيق : انك تفكري كدا، يا خالتي انا اول ما دخلت البيت دا وانا اعتبرت رامي اخويا الكبير، وعمري ما حسيت منه انه بيعاملني معاملة غير اخ لاخته .
ثم تابعت بانكسار : وبعدين ياخالتي في فرق بيني وبين رامي، انا شهد اللي مكملتش تعليميها ودا رامي ما شاء الله محاسب قد الدنيا، في فرق يا خالتي .
قالت صفاء بقلة صبر : بلاش تفكيرك العقيم دا ياشهد، هو اه يانعم التعليم حلو، بس انتي ما شاء الله عليكي بتعرفي تقري وتكتبي، وكمان عندك دراية بحاجات كتيرة اوي في الحياة مش جاهلة يعني، وبعدين يا ستي خلاص انا غلطت لما فكرت كدا انا اسفه ليكو، ممكن بقى تفكي بوزك دا، خلاص انتي و رامي اخوات.
ابتسمت شهد ثم جذبت يد صفاء وقبلتها : بجد انتي احن قلب يا خالتي، ربنا يخليكي ليا، انا عارفة انتي فكرتي كدا ليه، فاكرني يعني لما رامي يزعقلي هاسبله البيت، لا طبعا انا مش هاعمل كدا انا على قلبكو .
قهقهت صفاء عقب جملة شهد وقالت : يالهوي عليكي بتعيطي وتضحكيني في نفس الوقت، يارب تقعدي على قلبي على طول .
قالت شهد بفخر : اي خدمة .
وضعت صفاء كلتا يديها على وجه شهد واردفت : اوعي يا شهد تسيبي البيت دا وانا مسافرة، دا بيتك مش بيت رامي، اوعي يابت، يعلم ربنا اليوم اللي انتي جتيلي فيه وانا اعتبرتك بنتي اللي خلفتها، عاوزة اجاي الاقيكي وبعدين يا شوشو انا عاوزكي تخلي بالك من رامي وحمزة حطيهم في عنيكي .
قبلت يد خالتها وقالت : متخافيش انتي سايبة وراكي اسد، بس وحياتي يا خالتي قولي لرامي انزل معاه المصنع انا بكره القعدة في البيت وكمان اشغل وقتي اللي هو في فالشغل وحمزة في مدرسته .
قالت صفاء بنبرة هادئة : حاضر يا شهد، هاخليه يشغلك معاه، بس خليكي هادية وبلاش مشاكل، رامي خلقه ضيق .
هتفت شهد بحماس : انا مفيش اهدى مني، هاشتغل وماليش دعوة بحد .
********************************
في منزل كريم .
وقفت ليلى امام غرفة كريم حائرة، واخيرا حسمت قرارها وقررت الدخول، طرقت الباب ثم دخلت وجدته يجلس على الاريكة ينظر في هاتفه، اقتربت وجلست على طرف الاريكة واردفت بصوت هادئ :
_ مالك يا كريم، من وقت ما جينا وانت قاعد في الاوضة .
رفع بصره وقال متصنعا اللامبالاة : مفيش .
صمتت ليلى، ترقرقت الدموع في عينيها، ثم قالت بصوت حزين : هو انا عملت حاجة غلط عند عمتك، قولي لو في حاجة غلط عملتها .
رفع كريم بصره واندهش من دموعها ، ترك الهاتف من يديه، ثم اقترب منها وقال بصوت حنون : بتعيطي ليه يا ليلى، قولت ايه يخليكي تعيطي، انا مش زعلان منك ولا عملتي حاجة غلط عند عمتي .
هتفت ليلى بعصىبيه : امال افسر بايه اللي انت عامله من وقت ما جينا، مبوز في وشي، وقاعد لوحدك، انت بتحسسني انك مغصوب عليا، انا مبقتش فاهمة حاجة .
هتف كريم موضحا : لا يا ليلى، انت اللي محسساني انك مغصوبة عليا، علشان كدا بحاول ابعد علشان مضايقكش .
قالت ليلى بحنق : لا يا كريم قول الحقيقة، انت قبل ما تنزل كنت كويس، روحنا عند عمتك قلبت، في ايه .
ابتسم على مجادلتها معه ثم قال : انا زعلت علشان عمتي وكلامها، عمرها مهتتغير، مش عارف بابا عنده اصرار كبير يقحمها في حياتنا .
ابتسمت ليلى من بين دموعها وقالت : يقحمها!!!!، ايه الكلام دا.
شعر هو بالسعادة لابتسامتها، اقترب بخفة، ثم جذب يديها برقة وقال : تعرفي ايه اكتر تلات حاجات حلوة النهاردة حصلت .
بلعت ريقها بتوتر ثم قالت بتلعثم : ايه هما .
اقترب اكثر ونظر مباشرة لعينيها ذو اللون العسلي الصافي وقال بهمس : اول حاجة انك قولتي كريم مش دكتور كريم .
ثم تابع بهمس مع اقترابه اكثر : تاني حاجه انك حسيتي بيا وانا مخنوق، وابتسامتك طلعت تاني ونورت الدنيا .
ثم اقترب اكثر فلم يعد يفصل بينهم انش واحد، قال وهو ينظر لفمها المكتنز : تالت حاجة اني هاعمل كدا ويومي هايتقفل باحلى حاجة حصلتلي .
جذب كريم راسها نحوه وامال على شفتيها ينهل منهما ما يريد .
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع من رواية شهد الحياة بقلم زيزي محمد
تابع جميع فصول الرواية من هنا: جميع فصول رواية شهد الحياة
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية ستعشقني رغم انفك بقلم منة القاضي
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا