مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس من رواية مصير التنانين وهي الكتاب الثالث من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة,
تابع الجزء الأول من هنا: رواية السعي من أجل البطولة.
تابع الجزء الأول من هنا: رواية السعي من أجل البطولة.
تابع الجزء الثاني من هنا: رواية مسيرة الملوك.
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية المترجمة.
رواية مصير التنانين | مورغان رايس - الفصل السادس
رواية مصير التنانين | مورغان رايس (الكتاب الثالث في "سلسلة طوق الساحر")
الفصل السادس
منذ رآها للمرة الأولى, لم يستطع ايريك التفكير بشيءٍ سواها. من كانت هذه الفتاة, تساءل, لقد بدت من عائلة نبيلة, ولكنها تعمل في بلاط الدوق كخادمة ؟ لماذا هربت منه على عجل ؟ لماذا كان ذلك, خلال سنوات حياته كلها, ومع كل النساء النبيلات اللاتي التقاهن, كانت هي الوحيدة التي أسرت قلبه ؟
لقد كان في قصر الملك طوال حياته, وهو ابن الملك نفسه, كان يمكن له أن يكشف النبلاء الآخرين في لحظة, وقد شعر منذ اللحظة الأولى أنها كانت أكثر بكثير من المكان الذي هي فيه. كان يحترق من الفضول لمعرفتها, ومن أين كانت, وما الذي تفعله هنا. كان يحتاج إلى فرصةٍ ليركز عينيه عليها, ليرى إذا ما كانت كما تخيل و إذا كان لا يزال يشعر بالطريقة نفسها تجاهها.
"لقد قال لي الخدم أنها تعيش على مشارف المدينة," أوضح الدوق, ويتحدث وهم يتابعون السير. كما ذهبوا, كان الناس يفتحون أبوابهم على جانبي الشوارع وينظرون. مندهشين من وجود الدوق والحاشية المرافقة له في الشوارع العامة.
"على ما يبدو, هي خادمة في إحدى الخانات عندنا. لا أحد يعرف أصلها. من أين جاءت. كل ما نعرفه أنها وصلت إلينا في يوم ما, وأصبحت خادمة بالسخرة. على ما يبدو أن ماضيها, لغز."
ساروا جميعهم إلى شارع جانبي آخر, حيث أصبحت الحصا تحت أقدامهم أكثر اعوجاجاً, والمساكن صغيرة ومتهالكة وأقرب إلى بعضها البعض.
تنحنح الدوق.
" لقد أخذتها كخادمة في البلاط في مناسبات خاصة. إنها هادئة, ومنطوية على نفسها لا أحد يعرف عنها الكثير يا إيريك," قال الدوق, ملتفتاً أخيراً إلى إيريك, ووضعاً يده على معصمه," هل أنت متأكدٌ بشأن هذا الموضوع؟ هذه المرأة, أيّاً كانت هي, فهي فتاة أخرى من العامة. يمكنك اختيار أي امرأة من المملكة."
نظر ايريك إليه.
"يجب أن أرى هذه الفتاة مرة أخرى, لا يهمني من هي."
هز الدوق رأسه باستنكار, وواصلوا جميعهم السير, يتجاوزون الطريق بعد الآخر, عبر أزقة ملتوية وضيقة. كلما كانوا يتابعون السير, كانت أحياء سافاريا تزداد قذارة, وتمتلئ الشوارع بالسكارى, والدجاج والكلاب يجولون حولهم. مروا بالحانة بعد الأخرى, وصرخات الرجال تسمع من الخارج. تعثر عدة سكارى أمامهم, وعندما حلّ الليل, بدأت الشوارع تنار بواسطة المشاعل.
"افتحوا طريقاً للدوق!" صاح مرافقه, وهرع إلى الأمام, دافعاً السكارى بعيداً عن الطريق. في كل شارع كان هناك أناس بغيضون يشاهدون بدهشة, مرور الدوق وإيريك بجانبه.
أخيراً وصلوا إلى نزلٍ متواضع صغير, مبنيٍّ من الجص, مع سقف حجري. بدا الأمر كما لو أنها تحتوي خمسين نزيل, مع عدد قليل من الغرف داخله. كان الباب الأمامي ملتوٍ, وقد كُسرت إحدى النوافذ, ومصباح المدخل قد علق باعوجاج, وشعلته تخفق باستمرار, بضوئها الخفيف جداً. تسربت صيحات السكارى من النوافذ, بينما كانوا يقفون جميعهم أمام الباب.
كيف يمكن لفتاةٍ جميلةٍ أن تعمل في مكان مثل هذا؟ تساءل إيريك برعب, حين سمع صراخ وصيحت الاستهجان من الداخل.
لقد كُسر قلبه حين فكر بذلك, وتخيل الإهانة التي تعاني منها في هذا المكان. هذا ليس عدلاً, فكر إيريك. كان يشعر أنه عازم على إنقاذها.
"لماذا أتيت إلى أسوأ مكانٍ لتختار عروسك منه ؟" سأل الدوق موجها سؤاله إلى ايريك.
التفت براندت نحوه أيضاً.
"هذه آخر فرصة يا صديقي," قال براندت. "هناك قلعة ممتلئة بالنساء النبيلات تنتظر عودتك إلى هناك."
لكن ايريك هز رأسه, رافضاً.
"افتح الباب," أمر إيريك.
هرع رجال الدوق إلى الأمام وقاموا بخلع الباب, انتشرت رائحة البيرة من الداخل, بشكل منفّرٍ للغاية.
في الداخل, كان الرجال السكارى منحنين فوق العارضة, يجلسون على طاولات خشبية, ويهتفون بصوت عالٍ جداً, يضحكون, ويلقون السباب ويتصارعون مع بعضهم البعض. كانوا من طبقة الخدم, كان يمكن لإيريك معرفة ذلك بنظرة واحدة, ببطونٍ كبيرة جداً وخدين غير حليقين, وملابس غير مغسولة. لم يكن أحدهم محارباً.
تقدم ايريك عدة خطوات, يبحث عنها في المكان. لم يكن يتصور أن تعمل امرأة مثلها في مثل هذا المكان. وتساءل عما إذا كانوا قد جاؤوا إلى نزل خاطئ.
"عفوا يا سيدي, أنا أبحث عن امرأة," قال ايريك لرجل يقف بجانبه, طويل القامة, واسع الكتفين, مع بطنٍ كبيرة, غير حليق.
"أنت كذلك إذاً؟" صاح الرجل ساخراً. "حسناً, لقد أتيت إلى المكان الخطأ! هذا ليس بيت دعارة. هناك واحد في هذا الشارع- وسمعت أن النساء هناك جيدات وممتلئات!"
بدأ الرجل يضحك بصوت عالٍ جداً, في وجه ايريك , بينما انضم إليه العديد من رفاقه.
"ليس مطلبي بيت دعارة," أجاب ايريك, غير مسرور, "ولكن أبحث عن امرأة محددةٍ, تعمل هنا."
"لا بد أنك تعني خادمة النزل," قال شخصٌ آخر, كان رجلاً ضخماً آخر في حالة سكر. "إنها على الأرجح في الخلف في مكان ما, تنظف الأرض. هذا سيءٌ جداً- كنت أتمنى لو كانت هنا, في حضني!"
ضحك الرجال جميعهم بصوت عالٍ, وقد احمر وجه إيريك من التفكير بذلك. كان يشعر بالخجل لأجلها. بأن تكون مجبرة على خدمة كل هذه الأنواع, كانت إهانة كبيرة له.
"ومن أنت ؟" جاء صوت آخر.
تقدم رجل إلى الأمام, أضخم من الآخرين, ذو لحيةٍ وعيونٍ داكنة, فك واسع, متهجم الوجه ويرافقه عدد من الرجال القذرين. كان يملك عضلاتٍ أكثر من الدهون, اقترب من ايريك مهدداً, كان من الواضح أنه ريفيّ.
"هل تحاول سرقة خادمتي ؟" سأله بغضب. "اخرج من هنا اذن!"
تقدم إلى الأمام محاولاً الوصول إلى إيريك.
لكن ايريك, محصّنٌ بسنواتٍ من التدريب, أعظم فارس في المملكة, كانت ردة فعله أقوى من أن يتخيله هذا الرجل.
باللحظة التي لمس فيها إيريك بيديه, اندفع ايريك, ولوى معصمه بقوة, نظر إلى الرجال حوله بسرعة البرق, ثم أمسكه من الخلف من قميصه, ودفعه عبر الغرفة.
حلق الرجل الكبير ككرة مركولةٍ بقوة, وأخذ معه عدة رجال, وسقطوا جميعهم على الأرض في مكان صغير كأنهم قوارير بولينج.
ساد الصمت الغرفة بأكملها, بينما توقف كل الرجال يشاهدون ما حدث.
"قتال! قتال!" هتف الرجال.
وقف صاحب النزل متعثراً, وهو في حالة ذهول واندفع نحو ايريك مع صيحة.
هذه المرة ايريك لم ينتظر, تقدم إلى الأمام لمواجهة مهاجمه, رفع ذراعه, وضربه بكوعه مباشرة على وجهه, وكسر أنفه.
تعثر صاحب النزل إلى الخلف, ثم انهار وسقط على الأرض على مؤخرته.
تقدم ايريك إلى الأمام, التقطه, على الرغم من حجمه, ورفعه عالياً فوق رأسه. تقدم عدة خطوات إلى الأمام ورمى الرجل, طار الرجل في الهواء, وأخذ نصف الغرفة معه.
وقف الرجال مندهشين وقد توقف هتافهم, وبدأوا يدركون أن هناك شخص مميزاً بينهم. اندفع الساقي, رغم ذلك, إلى الأمام فجأة, يمسك بزجاجة فارغة, وقد رفعها فوق رأسه, ووجهها نحو ايريك.
رأى ايريك أنه قادم وكان قد وضع يده على سيفه مسبقاً, ولكن قبل أن يستطيع ايريك اخراجه, تقدم صديقه براندت إلى الأمام, إلى جانبه, وأخرج خنجره من حزامه, ووجهه نحو حلق الساقي.
ركض الساقي نحوه مباشرة ثم توقف متجمداً, والنصل على وشك أن يثقب جلده. كان واقفاُ هناك, وعيونه قد جحظت من الخوف, يتعرق, وقد تجمدت يده في الهواء ممسكة بالزجاجة. ساد الصمت في الغرفة حتى أنك تستطيع سماع رنين الإبرة فيها.
"اترك هذا," أمره براندت.
فعل الساقي ذلك, وتحطمت الرجاجة على الأرض.
استل إيريك سيفه مع رنين معدني مدوي وسار نحو صاحب الحانة, الذي كان يأنّ وهو ممددٌ على الأرض, وجه سيفه نحو حنجرته.
"سأقول هذا مرة واحدة فقط," قال ايريك. "امسح هذه الغرفة من كل هذا الدماء, الآن. سأطلب مقابلة السيدة. وحدها."
"الدوق!" صاح شخص ما.
التفت كل من في الغرفة وتعرفوا أخيراً على الدوق, كان واقفاً هناك, عند المدخل, يحيط به رجاله. هرع الجميع إلى خلع قبعاتهم وأحنوا رؤوسهم إجلالاً.
"إذا لم تكن الغرفة فارغة بالوقت الذي سأنهي فيه كلامي," أعلن الدوق, "سيسجن كل منكم في آن واحد."
اندلع الجنون في أرجاء الغرفة و قد هرع الرجال إلى إخلاءها, يسارعون أمام الدوق للخروج من الباب الأمامي, وقد تركوا زجاجات الجعة التي لم يكملوها.
"واخرج أنت أيضاً," قال براندت للساقي, وقد أبعد خنجره, ثم أمسكه من شعره ودفع به خارج الباب.
الغرفة التي كانت صاخبة جداً قبل لحظات, أصبحت الآن فارغة, صامتة, باستثناء ايريك, برانت, ديوك, واثنا عشر من رجاله المقربون, أغلقوا الباب خلفهم مع صوت مدوي.
التفت ايريك إلى صاحب الحانة, وقد جلس على الأرض, وهو لا يزال مذهولاً, وقد مسح الدم عن أنفه. أمسك به إيريك من قميصه, رفعه بكلتا يديه, وأجلسه على أحد المقاعد الفارغة.
"لقد دمرت عملي هذه الليلة." قال صاحب الحانة وهو ينتحب. "سوف تدفع ثمن ذلك."
تقدم الدوق إلى الأمام ورفع يده مهدداً.
"يمكنني أن أقتلك لمحاولتك لمس هذا الرجل," وبخه الدوق. "هل تعرف من هو هذا؟ هذا إيريك, أفضل فارس في المملكة, بطل فرقة الفضة. لو أنه اختار, كان بإمكانه قتلك بنفسه, الآن."
نظر صاحب الحانة إلى إيريك, وللمرة الأولى, بدا خوفٌ حقيقي على وجهه. لقد ارتعد في مقعده.
"لم يكن لدي فكرة, أنت لم تعرف عن نفسك."
"أين هي؟" سأل إيريك, وقد نفد صبره.
"إنها في الخلف, تنظف المطبخ. ما الذي تريده منها؟ هل سرقت شيئاً ما منك؟ إنها مجرد خادمة أخرى."
أخرج إيريك خنجره ووجهه نحو حنجرة الرجل.
"لن تدعوها بالخادمة مرة أخرى," حذر ايريك," ويمكنك أن تكون على يقين بأنني سوف أقتلك. هل تفهم؟" قال إيريك بشدة بينما كان نصل الخنجر على حلق الرجل.
غمرت الدموع عيون الرجل, بينما أومأ ببطء.
"أحضرها إلى هنا, بسرعة," قال إيريك, وانتزعه من الأرض ليقف على قدميه, ثم دفعه عبر الغرفة نحو الباب الخلفي.
حين خرج صاحب الحانة, سُمع صوت رنين الأواني من وراء الباب, وصراخ بعيد, ثم بعد لحظات, فتح الباب, وخرج العديد من النساء يرتدين الخرق, الأرواب والأغطية, وقد غطت دهون المطبخ ملابسهن. كانت هناك ثلاث نساء أكبر سنا من البقية, في الستينات, وتساءل ايريك للحظة إذا عرف صاحب الحانة عن من كان يتحدث.
بعد ذلك, خرجت الفتاة, وتوقف قلب ايريك في صدره.
كان بالكاد يستطيع التنفس, لقد كانت هي.
كانت تلبس مئزرا, مغطى ببقع الشحوم, وقد أبقت رأسها منخفض, خجلةً من النظر. كان شعرها مربوطاً, ومغطى بقماش, وقد غطا خديها الأوساخ, انكسر قلب ايريك لرؤيتها هكذا. كانت بشرتها شابةً للغاية, ورائعةً جداً. كانت خدودها عاليةً ومنحوتة, و عظام فكيها بارزةٌ قليلاً, وأنفها صغير يغطيه النمش, وشفاهها ممتلئة. كان لديها جبهة عريضة ملكية, وقد نزل شعرها الأشقر الجميل من تحت غطاء رأسها.
اختلست نظرة عليه, لمجرد لحظة, كان لها عينان لوزيتان بلون أخضر, يتغير لونهما تحت الضوء, ويتحولان إلى الأزرق الكريستالي ثم يعودان للونهما مرة أخرى, لقد سلبا عقله بجمالهما. لقد تفاجأ حين أدرك أنه كان مفتوناً أكثر بها مما كان عليه حين رآها للمرة الأولى.
جاء من وراءها صاحب الحانة, مقطباً, وما يزال يسمح الدم عن أنفه. تقدمت الفتاة قليلاً نحو ايريك, وقد أحاط بها النسوة الأكبر سناً, انحنت حين اقتربت منه. ارتفع ايريك, واقفاً أمامها, كما فعل العديد من حاشية الدوق.
""سيدي," قالت, بصوتها الناعم, الجميل, الذي ملء قلب ايريك. "من فضلك, هل يمكن أن تقول لي ماذا الذي أخطأت به تجاهك. أنا لا أعرف ماذا فعلت, ولكن أنا آسفة لأيّ شيءٍ قمت به ولأنني تسببت بمجيء الدوق إلى هنا."
ابتسم ايريك. كلماتها, لغتها, صوتها. كل ذلك جعله يشعر بأنه لا يريد أن تتوقف عن الكلام.
اقترب ايريك ومسك ذقنها بلطف, رفعه حتى التقت أعينهما. تسارعت دقات قلبه وهو ينظر في عينيها. كان وكأنه يتخبط في بحر من اللون الأزرق.
"سيدتي, أنتِ لم تفعلي شيئاً مسيئاً. أنا لا أعتقد أنك قادرة على أن تسيئي لأحدٍ على الإطلاق. لقد جئت إلى هنا ليس بدافع الغضب, ولكن بدافع الحب. منذ رأيتك, لم أعد قادراً على التفكير في أي شيء آخر."
بدا الارتباك على الفتاة, أخفضت رأسها, ورمشت بعيونها عدة مرات. كانت تلوي يدها وتنظر بتوتر. كان من الواضح أنها غير معتادة على هذا.
"من فضلك سيدتي, أن تقولي لي. ما اسمك؟"
"أليستر," أجابت, بتواضع.
"أليستر," كرر ايريك, كان أجمل اسم سمعه في حياته.
"لكن أنا لا أعرف إذا كان ينبغي أن تعرف هذا," أضافت بهدوء, وهي ما تزال تنظر إلى الأرض. "أنت سيد, وأنا مجرد خادمة."
"وهي خادمتي, على وجه الدقة." قال صاحب الحانة, وهو يتقدم إلى الأمام بقذارة. "إنها ملزمة بالعمل عندي. لقد وقعت اتفاق, منذ سنوات. لقد وعدت بسبع سنين. وفي المقابل, أعطيها الطعام والمسكن. لقد مضت ثلاث سنوات. لذلك كما ترى, فهذا كله مضيعة للوقت. هي ملكي. وأنا مالكها. لن تأخذها بعيداً. هي ملكي. هل تفهم؟"
شعر ايريك بكراهية تجاه هذا الرجل, لم يشعر بها من قبل. كان جزءٌ من عقله يخبره بأن يرفع سيفه ويطعنه في قلبه وينتهي من أمره. ولكن مهما كان هذا الرجل يستحق ذلك, لا يريد أن يخرق قانون الملك. في النهاية, أفعاله كلها تنعكس على الملك.
"قانون الملك هو قانون الملك," قال ايريك للرجال, بحزم. "أنا لا أنوي خرقه. والقانون يقول, أن البطولات تبدأ غداً. ويحق لي كأيّ رجل, اختيار عروستي. وليكون الجميع على علمٍ أنني هنا والآن اخترت أليستير."
التفت الجميع إلى بعضهم البعض, مصدومين.
"هذا إذا," أضاف ايريك, "إذا وافقَت."
نظر ايريك إلى أليستير, وقلبه يقصف, بينما كانت ما يزال رأسها منخفض. كان يرى أن وجهها قد احمر.
"هل توافقين, سيدتي؟" سأل.
"سيدي," قالت بهدوء. "أنت لا تعرف شيئاً عني, من أنا, من أين أنا, لماذا أنا هنا. أخشى أنني لا أستطيع إخبارك بهذه الأمور."
حدّق ايريك, في حيرة.
"لماذا لا يمكنك إخباري؟"
"لم يسبق لي أن أخبرت أحد منذ وصولي, لقد كان نذراً."
"ولكن لماذا؟" ألح, مستغربا للغاية.
لكن أليستير أبقت عيونها منخفضة وصامتة.
"هذا صحيح," تدخلت واحدة من النسوة. "هذه الفتاة لم تخبرنا من هي, أو لماذا هي هنا. لقد رفضت ذلك, لقد حاولنا لسنوات."
وقع ايريك في حيرة كبيرة ولكن هذا كان جزءاً من غموضها.
"إذا لا ينبغي أن أعرف من أنت, إذا لا يجب علي ذلك," قال ايريك. "فأنا أحترم نذرك. ولكن ذلك لن يغير حبي لك. سيدتي, كائناً من كنت, إذا فزت بهذه البطولات, سأختار فتاة تكون عروسة لي. وهذه الفتاة هي أنت, من نساء العالم أجمع. أطلب منك مرة أخرى, هل توافقين؟"
أبقت أليستير عيناها ثابتتين على الأرض, وبينما كان ايريك يشاهدها, رأى الدموع تنهمر على خديها.
فجأة, التفت وهربت من الغرفة, وأغلقت الباب خلفها.
وقف ايريك هناك, مع الآخرين, مذهولاً. لا يعرف كيف يفسر ردها.
"أنت ترى إذاً, إنك تضيع وقتك, ووقتي." قال صاحب الحانة. "لقد قالت لا. اخرج من هنا إذاً."
عبس ايريك في وجهه.
"ولكنها لم تقل لا," قال براندت. " لم تجب فقط."
"يحقّ لها أن تأخذ وقتاً للتفكير," قال ايريك, مدافعاً عنها. "بعد كل شيء, هناك الكثير لتفكر به, إنها لا تعرفني, أيضاً."
وقف ايريك هنا, يفكر بما يجب القيام به.
"سأبقى هنا الليلة," أعلن ايريك أخيراً. "يجب عليك أن تعطيني غرفة هنا, تحت غرفتها. في الصباح, قبل بدء البطولات, سأسألها مرة أخرى. إذا وافقت, وإذا فزت, يجب أن تكون عروسي. إذا حصل هذا, سأدفع ثمن خروجها من خدمتك, ويجب حينها أن تغادر المكان هذا معي."
كان من الواضح أن صاحب الحانة لا يريد بقاء ايريك تحت سقفه, لكنه لم يتجرأ على قول شيء. لذلك التفت وخرج من الغرفة, وأغلق الباب وراءه.
"هل أنت متأكد أنك ترغب في البقاء هنا؟" سأله الدوق. "عد معنا إلى القلعة."
أومأ إيريك برأسه بالنفي.
"لم أكن متأكداً من أيّ شيء في حياتي مثل هذا اليوم."
###############################
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس من رواية مصير التنانين لـ مورغان رايس
تابع من هنا: جميع فصول رواية مصير التنانين
تابع من هنا: جميع فصول رواية مصير التنانين
تابع أيضاً: جميع حلقات رواية ماوراء الغيوم (روايات سعودية)
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية الشرف بقلم قسمة الشبيني
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا