مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص المثيرة مع رواية اجتماعية رومانسية جديدة للكاتبة قسمة الشبيني علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الرابع من رواية الشرف (الجزء الثاني) بقلم قسمة الشبينى.
رواية الشرف (الجزء الثاني) بقلم قسمة الشبينى (الفصل الرابع)
تابع من هنا: رواية الشرف (الجزء الأول) بقلم قسمة الشبيني
رواية الشرف (الجزء الثاني) بقلم قسمة الشبينى | الفصل الرابع
يرفع عينيه للسماء ويدعو الله أن ينزع حبها من قلبه ، هو لم يختر أن يحبها ، بل إن حبها ظل ينمو بقلبه مع نمو قلبه نفسه كأنه ولد بقلبه يوم ميلادها ليترعرع معها يوم بيوم ، لا حيلة له أمامه سوى الاستسلام له ، كان يتمنى أن يحصل على قلبها كما قدم لها حبه طول العمر لكنها اختارت رجلا غيره . لم تر حبه لها . لم تشعر بشوقه لها .
لم يعد أمامه سوى أن ينزع حبها من قلبه رغما عنه، فقد أصبحت زوجة لرجل اخر وحبه لها الأن أصبح مخزيا ، وهى تحبه زوجها بجنون .لذا كتب عليه العذاب بحبها للأبد.
*****************
كانت بدر غافية تعانى نفس الكابوس الذى يراودها أغلب لياليها .بل إنها تحياه أغلب لياليها كما عاشته قبلا .فهذا الكابوس ليس سوى ذكرى من طفولتها المشوهة .
هى لم تحظ بطفولة كما الصغيرات ، ولا تعلم لأى بلد تنتمى !!! ولا أين اهلها ؟ وهل تخلو عنها ؟ ام فقدوها ؟
هى لا تملك اية معلومات عن ماضيها ، فقط صور مشوشة لبعض الأشخاص ليست واثقة من صلتهم بها ، ثم فجأة الذكريات الأليمة ، بداية من وجودها على سطح مركب مع العديد من الفتيات بعضهن يماثلنها عمرا وهناك من هن أصغر وأكبر . جميعهن يحملن نفس النظرة المرتعبة ونفس المصير المجهول.
ثم وجودها بمدينة الموصل هى وبعض الفتيات ذوات الجمال الأخاذ أما بقية الفتيات فلم تلتق بهن مرة أخرى .
ثم ذلك اليوم ، ذلك الكابوس حيث أحسنوا إطعامها وتنظيفها وإلباسها وتزينها أيضا . كانت سعيدة بذلك الفستان الجديد الذى انتقته لها أم ريان ؛ تلك المرأة التى علمتها اللغة العربية وحفظتها بعضا من القرآن وها هي تتم عامها الحادي عشر لتتحول حياتها إلى كابوس لا يمكنها الاستيقاظ منه .
ذلك اليوم وقفت هى والفتيات جميعهن لا تقل أعمارهن عن العام العاشر ولا تزيد عن الرابع عشر ، وبعد فترة دخل مجموعة من الفتيان أعمارهم ما بين الرابع عشر والسادس عشر .
وقف الفتيان يتأملون الفتيات لدقائق قبل أن يمسك كل منهم بفتاة يقتادها كالبهيمة إلى مخدعه ، لترتفع الصرخات هنا وهناك .
أسمه مقداد ؛ ذلك الفتى الذى أمسك بها يجرها خلفه حتى ألقى بها فوق فراشه ، لم تكن تفهم ما يحدث سوى أنه يتفنن فى تعذيبها .
إنتهى منها بعد أن أختفت صراخاتها بل أختفى صوتها نفسه تمزق مع ذلك الفستان الذى سعدت به ، نهض ذلك المقداد عن الفراش ليتجه نحو خزانة ملابسه مخرجا منها ما أرعد فصائلها .
فتحت عينيها بذعر ، فهذا أصبح رد فعلها الوحيد تجاه تلك الكوابيس فقط تستيقظ منتفضة القلب دون حراك لتحملق فى مكان لا يراه سواها .
هدأت أنفاسها بعد لحظات لتنظر حولها ، هى مستلقية تحت قدمى مظهر بينما الأخير يغط فى نوم عميق ، نهضت متحاملة على ألامها ترتدى ملابسها لتخفى تلك الأثار التى تذكرها بليلتها المؤلمة لتغادر فقد أقترب الفجر وعليها العودة لمخدع النساء .
*****************
لم تتمكن جهود الشباب من إثناء مهران عن ملازمة باب أخيه بل و رفض الطعام أيضا .
صحب ضاحى ريتاچ كما وعدها إلى المشفى فى المساء كما رافقتها غالية فمن غير اللائق ذهابها مفردة مع ضاحى لكن غالية عادت برفقة ريان بينما رفضت ريتاچ العودة ، ولمن تعود وأسرتها كاملة فى المشفى .
أخيرا ومع أقتراب الفجر رأف أحد الأطباء بحال مهران فأقترب منه وقد عزم على إنهاء عذابه أو هكذا انتوى .
كان واقفا بنفس الوجوم أمام الغرفة يتطلع لجسد أخيه المسجى أمامه عبر الزجاج حين وضع أحدهم كفه على كتفه ، إلتفت ليجد طبيبا يبتسم له : چرى إيه يا واد عمى ؟ شد حيلك امال ؟
اومأ برأسه ليردف الطبيب : هدخلك تطمن عليه
إلتفت له بلهفة : صوح يا دكتور ؟؟
ربت على كتفه وهو يدفعه للأمام ، دخل مهران الغرفة ليستمع إلى كلمات طايع التى كان يتمنى منذ ساعات أن يستمع إليها وهو يرى حركة شفتيه الواهنة عبر الزجاج، لكن إستماعه لم يزده إلا فزعا .
كان طايع تحت تأثير غيبوبته متعلق جسده بالأجهزة والأنابيب ، تتحرك شفتيه ليعترف قلبه بما رفض الاعتراف به فى وعيه .
ينادى عليها ، يخبرها بحبه ، شوقه ، جنونه ، لكنها لم تستمع
اتسعت عينا مهران حين استمع إلى أخيه ، ألهذه الدرجة تعذب بحبها !!!! ألهذه الدرجة أخيه متيم بها !!!
لكن مهلا !! تتسارع دقات قلبه ويسيطر عليه القلق ، ماذا إن استمع غيره لهذه الكلمات ؟ ستكون نهاية أخيه لا محالة .
إلتفت إلى الطبيب الذى كان يبتسم ويتساءل : بينادى مرته ؟
هز رأسه نفيا بإضطراب ليتسرب قلقه للطبيب وتتشابه تعبيرات وجهيهما بينما يقول مهران : بالله عليك يا دكتور ماتدخل حد اهنه جبل ما يوعى .
يهز الطبيب رأسه بتفهم : معلوم يا واد عمى ماتخافش محدش هيشوفه ابدا غير لما يفوج بالسلامة .
يتنهد مهران براحة : كتر خيرك يا واد عمى .
غادرا الغرفة وقد عزم كليهما على التأكد من عدم دخول أى فرد من أفراد العائلة لرؤية طايع .فهمهماته بإسمها يجب أن تظل ساكنة بين أضلعه وهو الأن غير واعى لما يقول لذا سيحرص أخيه على الاعتناء به ، كما أن الطبيب سيساعده فهو يعلم جيدا كيف سيكون الحال إذا سمع أحدهم رجلا يترنم بإسم فتاة بمثل هذه اللوعة .
****************
باتت ليلتها بغرفة والدها المصاب لتحكم عليه أن يبيت ليلته ببابها ، وكيف يتمكن من المغادرة وهى ليست بمأمن ، وكيف تكون بمأمن قبل أن يغلق عليها بابه .
بلى ستظل بغير مأمن حتى يغلق عليها بابه ، لن يتنازل عن حقه فيها ، فهى من أرغمت قلبه على الانصياع لأمر عينيها فباتت حق له سيحارب للحصول عليه .
تنهد لينفث لوعة قلبه : الصبر يا ضاحى مش وجته اللى بتفكر فيه ديه ، تطمنوا الاول على عمى وواد عمى وبعدين يبجى لنا حديت تانى .
ربت على صدره مهدئا لعنفوان قلبه : خلاص يا بت عمى اسمك انكتب على أسمى .
********************
استيقظ تاج لصلاة الفجر ليجد غالية نائمة فأقترب ينبهها للصلاة فقد أنهى تهجده وهى لم تستيقظ بعد .
هزها برفق : غالية . غالية قومى يا قلبى علشان تصلى
تهمهم غالية ولا تستجيب فقد بلغ التعب منها مبلغه واستسلمت لسلطان النوم فيعود ويهزها برفق : يا حبيبتى اصحى مش هتلحقى تصلى تهجد
تتقلب غالية بالفراش لتوليه ظهرها ليبتسم بحنان : عارف والله انك تعبانة بس الصلاة هتريحك اكتر من النوم .
ابتعد عن الفراش خطوات ليصل لكوب الماء فوق الطاولة التى تتوسط الغرفة حمله واقترب منها ليضع بضع قطرات بكفه ويغلقه عليها فهى شديدة البرودة ، فتح كفه بعد لحظات وقد تسرب دفء كفه للماء فأصبح بحرارة جيدة ليقترب من وجه غالية وينثره عليها برفق .
رمشت بعينيها لتستيقظ وتنظر له مقطبة جبينها فيضحك بخفوت : والله صحيت كذا مرة مفيش فايدة .
تعتدل جالسة وهى تتأوه بخفوت ليجلس قربها : مالك يا غالية ؟
تحاول أن تبتسم ففيض حنانه لا ينقطع : أنا كويسة يا تاج ماتقلقش المشوار بس وتعب امبارح .
يقرب رأسها من شفتيه مقبلا جبينها: ألف سلامة حبيبتى . انا هروح أصلى وأما أرجع ادلك لك جسمك لحد ما تنامى .
ابتسمت براحة فليس عليها أن تتحمل الألم . ولما تتحمله وحياتها يظلل عليها حب رجل مثل تاج !!!
غادر تاج لتنهض بتكاسل متوجهة للمرحاض
****************
الليلة من المرات القليلة التى استيقظ فيها محمد لصلاة الفجر لكن ريان ما كان ليتركه نائما . أيقظه مرة بعد مرة ولما يأس منه فعل نفس ما فعله تاج لكن بطريقة مختلفة .
فهو منذ استيقظ للتهجد يحاول إيقاظ محمد بينما الأخير يأبى إلا النوم ليحمل ريان كوب الماء ويحفظ نصفه بفمه ليقترب من محمد نافثا إياه بوجهه
إنتفض محمد جالسا ليجد ريان أمامه يضحك لينهض ملاحقا إياه : انت يا زفت حد يصحى حد كدة ؟
يركض ريان بتمهل ليمسك به محمد ويجذبه من مقدمة ملابسه فيقول برجاء : كدة يا بن عمتى !! بتضربنى !!! أهون عليك !!!
ليرخى محمد قبضته فورا فهو حقا يحب ريان كأخيه الأصغر لكنه لم يتركه بل ضرب مؤخرة رأسه برفق : ابقى استعمل عقلك بدل ما أضربك بجد .
يهندم ريان ملابسه بينما يعود محمد للفراش فيسرع متمسكا بذراعه : انت صحيت خلاص بالله عليك ما تفوت الفجر .
رق قلبه فورا لرجاء ريان فهذا الصغير على حق ومحمد يلجأ للعند دائما لكنه يحب أن يعترف بالحقيقة بينه وبين نفسه ، تنهد مستسلما ليدفعه عنه متظاهرا بالغضب : ماشى يا خويا علشان خاطر ربنا بس .
وعاد أدراجه إلى المرحاض ليتوضأ ويهبطا سويا حيث إلتقيا تاج وهيبة وراجى ليتساءل ريان فورا : عمى صالح فين ؟
يبتسم هيبة وهو يحيط رقبة ريان بذراعه نظرا لفرق الطول بينهما : عمك صالح سبجنا لأچل يفتح المسچد
يقسم محمد أنه لم ير هذا العدد من المصلين فجرا سابقا ، وكأن رجال البلدة جميعا بالمسجد ، وكم شرح هذا صدره دون أن يدرى سبب إنشراحه .
*****************
سفيان هو أحد رجال مظهر واكثرهم قربا منه فالأخير له العديد من المساعدين لكنه يتعامل مع كل منهم حسب عقليته الخاصة وسفيان هذا من أكثر المؤمنين بالجهاد . وكم سأله الشهادة لكن مظهر لم يستغن عن خدماته بعد ليرسل به للموت .
يؤمن سفيان بكل افكار جماعته ابتداءا من تكفير الحاكم ووجوب محاربته إلى تكفير رجال الشرطة والجيش ووجوب محاربة السلطات لعدم تطبيقها الشريعة الإسلامية . لذا كان سفيان فردا ذو بصمة في الأعمال التفجيرية التى تمت فى أكثر من دولة عربية رغم عدم إنتماءه لأى منها فهو روسى الأصل لذا يتمتع بأعصاب باردة وقلب متحجر .
عمره الأن جاوز الثلاثون لكنه منضم للجماعة منذ نعومة أظافره لتتكسر أظافر طفولته اللينة على رقاب الصغار الذين كلف بقتلهم وتنبت له مخالب من حديد تفتك بمن يقترب من جماعته وإيمانه العميق .
كان سفيان متوجها لغرفة مظهر لإيقاظه لصلاة الفجر حين لمح بدر تغادر ليقطب جبينه بغضب فكيف تتواجد بغرفة سيده مظهر وقد استشهد زوجها بنفس اليوم ؟
دخل لغرفة مظهر التى تنم حالتها عما حدث بها ليقترب من الفراش يهزه برفق : سيدى . صلاة الفجر .
فتح مظهر عينيه ليتثاءب بكسل : طيب يا سفيان هتسبح واحصلك .
لكن سفيان لم يتحرك من مكانه ليفهم مظهر أنه سينتقد إختلاءه ب بدر ، يعتدل جالسا وهو ينظر له بحدة لكن نظراته لم تردع سفيان ليتساءل : أعلم أن بدر سبيتك لكن كيف تختلى بها بنفس اليوم الذى استشهد فيه زوجها ؟
ينهض مظهر جامعا ملابسه : وفيها ايه ؟ انت جولت اهو سبيتى وحجى .
سفيان : لكن كتاب ديوان البحوث والافتاء ذكر تنظيف رحمها قبل مواقعتها .
يلتفت له مظهر : أديك جلتها بنفسك . ديه فى حالة إنها ممكن تبجى حبلة وانى منبه عليها زين مفيش خلفة واصل يبجى ليه استنى على حجى .
ليجيب سفيان بصلابة : لا أظن أن هذا جائز
يتطاير الشرر من عينى مظهر : انت هتراچعنى ولا ايه ؟ أنى الأمير مظهر واكتر واحد اهنه فاهم احكام الشرع احسن منك ومن غيرك .
يجذبه من مقدمة ملابسه ليخضع سفيان فوراً رغم الفارق الجسدى بينهما إلا أن سفيان لا ولن يجرؤ على مراجعة مظهر بينما الاخير يصيح : إلزم حدودك يا سفيان بدل ما أجيم عليك حد الردة .
يطأطأ سفيان رأسه مذعنا ليدفعه مظهر للخلف ويتجه للمرحاض بينما يهز سفيان رأسه متمتما : أعتذر سيدى
*****************
عاد تاج وصالح للمنزل فورا بينما فضل الشباب التجول بالحقول لاستنشاق هواء الصباح المنعش رافقهم رفيع بجولتهم الصباحية وقد أسعد هذا محمد كثيرا فقربه من رفيع يعنى قربه من رحمة ورحمة هى من دق لها قلبه .
ورغم عدم ثقته من نتيجة هذا القرب إلا أنه سيبذل جهده ، هو حتى لم يعرف اسمها بعد لكن أسره صفاء عينيها الذى لم تتعمد سبره به بل وقع هو أسيره دون وعى .
ورد ل ريان إتصال من عمته ماسة مما أقلقه بشدة واستأذن ليجيب الهاتف بعيدا عن الجميع ليأتيه صوت عمته القلق : فى إيه يا ريان ؟ قافل موبايلك ليه ؟
ريان : عمتى ماتقلقيش يا حبيبتى كان فاصل شحن بس على ما لقيت شاحن
تنهدت براحة : يعنى انتو كويسين وخالك وابن خالك بخير ؟
ريان : الحمدلله يا عمتى دعواتك .
ماسة : طيب طمنى على محمد ، مش عاوزاه يغيب عن عينك .
تعجب ريان : ماتخافيش يا عمتى هو معايا اهو صلينا الفجر وبنتمشى فى الغيط .
ماسة بتعجب اكبر : هو مين ده ؟!! محمد ابنى صاحى دلوقتي؟؟
يضحك ريان : ايوة يا عمتى صاحى وزى الفل ماتقلقيش .
ماسة : ربنا يطمن قلبك يا حبيبى . سلم لى على بابا وماما .
وانهى المكالمة ليعود لرفقة رفاقه وجميعهم يخطط لقضاء اليوم بين المشفى وجنازة المفقودين وما يمكنهم أن يقدموه من مساعدة .
ليجد محمد نفسه رغما عنه منغمسا معهم براحة وإرادة قوية لتقديم المساعدة قد يكون تأثر بالجو المحيط به ، هو لا يعلم ما يحدث فقط يريد أن يقدم كل ما لديه.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع من رواية الشرف (الجزء الثاني) بقلم قسمة الشبينى
تابع من هنا: جميع فصول (الجزء الثاني) من رواية الشرف
تابع أيضا من هنا: رواية الشرف (الجزء الأول) بقلم قسمة الشبيني
تابع من هنا: جميع فصول (الجزء الثاني) من رواية الشرف
تابع أيضا من هنا: رواية الشرف (الجزء الأول) بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا