مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع عشر من رواية مسيرة الملوك وهي الكتاب الثاني من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة, تابع الجزء الأول: رواية السعي من أجل البطولة.
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية.
رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس - الفصل الرابع عشر
رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس |
رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس (الكتاب الثاني في "سلسلة طوق الساحر")
الفصل الرابع عشر
كان ستيفن منكمشاً تحت سوط سيده, انحنى واستعد للضربة مرة أخرى. كان يغطي الجزء الخلفي من رأسه بيديه, في محاولة لتفادي أسوأ الضربات."أمرتك بإزالة الغرفة حين امتلأت! انظر الآن إلى الفوضى التي تسببت بها!" صرخ سيده.
كان ستيفن يكره الصراخ. لقد ولد مشوهاً, كان ظهره ملتوياً بحدبة دائمة, وقد بدا أكبر من عمره بكثير, كان يصرخ في وجهه منذ كان طفلاً. لم يتكيف أبداً مع إخوته أو أصدقاءه أو مع أي شخص. وقد كان والديه يتظاهران بأنه غير موجود, وعندما بلغ من العمر ما يكفي, وجدوا سبباً لإخراجه من المنزل. لقد كان يسبب لهم الإحراج دائما.
منذ ذلك الحين, عاش ستيفن حياة صعبة موحشة, لقد تُرك ليعيل نفسه. بعد سنوات من العمل في وظائف غريبة ومن التسول في الشوارع عندما يكون في حاجة, وجد أخيراً وظيفةً داخل قلعة الملك, يكدح مع الخدم الآخرين في غرفة حاويات الحجرات. كانت مهمته لسنوات, بالانتظار حتى امتلاء حاوية الحجرة الحديدية الضخمة بمياه القاذورات والمياه الوسخة من الطوابق العليا, ثم نقلها حين تفيض بمساعدة خادمٍ آخر. كانوا ينقلوها من الباب الخلفي للقلعة, عبر الحقول إلى حافة النهر ويلقوها هناك.
كانت هذه وظيفته لسنين تعلم خلالها أن يقوم بها بشكل جيد, وبما أن وضعه كان مدمراً قبل وصوله, فإنه سحب هذا الوعاء لم يؤثر فيه بعد كل ذلك. بالطبع كانت رائحة النفايات لا تطاق, ولكن رغم ذلك ومع مرور الوقت , تعلم كيف يستطيع منع نفسه عن شمها. لقد علّم عقله أن يذهب إلى أماكن أخرى, أن يفر عبر خياله, يتخيل عوالم بديلة ويقنع نفسه بأنه في أيّ مكان ولكن ليس هنا. كانت هدية ستيفن الوحيدة في الحياة هي خياله العظيم, ولم يكن يستغرق الكثير من الوقت لإرساله إلى عالم آخر. كانت له هدية أخرى رائعة وهي قوة ملاحظته. كان الجميع يقلل من شأنه, ولكنه كان يسمع ويرى كل شيء, ويمتص كل شيء مثل الإسفنج. كان أكثر حساسية وإدراك من كثيرٍ من الناس.
وهذا هو السبب في أنه في ذلك اليوم حين انزلق الخنجر في المزلق الحجري, في حاوية الحجرات, كان ستيفن الوحيد الذي انتبه لذلك. لقد سمع اختلافاً في صوت الانزلاق في البداية, ثم سقط شيءٌ ما في الماء بدا غير بشري, كان معدناً. لقد سمع رنة صغيرة حين استقر في الأسفل وحينها عرف على الفور حصول شيءٍ ما غير اعتيادي, كان شيئا مختلفاً. شخص ما رمى شيئا أسفل المزلق, شيء لم يكن من المفترض أن يُرمى. سواء كان وقوعه حادثة أو على الأرجح أنه كان عن قصد .
انتظر ستيفن لحظة كان الآخرون لا ينظرون واقترب من الوعاء خلسة, حبس نفسه, طوى كماً واحداً, أوصله إلى كتفه. أنزل يده إلى الداخل على الرغم من كل تلك القاذورات وفتّش عنه حتى وجده. لقد كان على حق, كان هناك شيءٌ ما, كان طويلاً ومعدنياً. أمسك به وجذبه. لقد شعر حتى قبل أن يصل إلى السطح, أنه خنجر. انتزعه بسرعة, ونظر حوله ليتأكد أن أحداً لم يراه, ثم وضعه في قطعة قماش وخبئه بداخل طوبة مفكوكة داخل الحائط.
الآن بعد أن هدأت الأمور, نظر حوله ليتأكد مرة أخرى أنه لا يوجد أحد يشاهده, وعندما تأكد أن المكان فارغ, سارع إلى الطوبة, حركها ثم أخرج السلاح من القماشة وفحصه. كان خنجر يختلف عن الخناجر التي رآها في حياته, وبالتأكيد لم يكن ملكاً لأحد من الطبقة الدنيا. كان عليه طابع الأرستقراطية, كان قطعة فنية. قيمة جداً ومكلفة. حين حمله بالقرب من المشاعل, وأداره في كل اتجاه, لاحظ بقع عليه, بقع لم يستطع إزالتها. وأدرك وهو مصدوم أنها كانت بقع دم. لقد تذكر حين انزلق النصل إلى الأسفل وأدرك أن ذلك حصل في نفس ليلة اغتيال الملك. ارتجفت يداه لأنه عرف أنه يحمل سلاح الجريمة.
"كم أنت غبي؟" صرخ سيده وهو يجلده مرة أخرى.
انحنى ستيفن ولف الخنجر بسرعة الخنجر, وأبقى ظهره لسيده وهو يصلي على أمل أنه لم يشاهده. كان ستيفن قد ترك الحجرة أثناء فحص الخنجر, وكانت قد فاضت. لم يتوقع أن سيده قريبٌ جداً.
تلقى ستيفن الضرب كما كان يفعل كل يوم, سواء كان قد عمل جيداً أم لم يعمل. كان مطبقاً فكه بشدة, على أمل أن ينتهي هذا قريباً.
"إذا فاضت الحاوية مرة أخرى سأطردك من هنا! لا, سأفعل ما هو أسوء من ذلك, سأكبلك بالسلاسل وأزج بك في الزنزانة. أيها المسخ الأحدب الغبي! أنا لا أعرف لماذا أتحمل غباءك!"
كان سيده رجل سميناً بعينين كسولتين وبُثورٍ تملأ وجهه, اقترب منه وضربه مراراً وتكراراً. في العادة, تنتهي الضربات. لكن الليلة على ما يبدو أنه في مزاج مقاتل خاص حيث أن الضربات كانت تزداد سوءاً فقط. ولا تبدو أن لها نهاية.
أخيراً, اشتعل شيء داخل ستيفن, لم يكن باستطاعته التحمل أكثر من ذلك.
دون تفكير, مدّ يده إلى الخنجر وأمسك به من مقبضه جيداً, تفحص المكان حوله ثم استدار بسرعة وأدخله في صدر سيده.
أخيراً, توقفت الضربات.
الآن أخرج ستيفن كل الغضب الذي كان يكبته بعناد, شعر أن قهر كل تلك السنوات خرج الآن.
كان وجه ستيفن يفيض غضباً. أمسك بسيده من حلقه, وضغط بيد واحدة, وباليد الأخرى دفع الخنجر ببطء ليدخل إلى مكان أعمق حتى وصول إلى قلبه. انسكب الدم الساخن على طول يده ومعصمه.
صدم ستيفن بالطريقة التي استجمع فيها شجاعته للقيام بذلك, واستمتع بكل ثانية من ذلك. كان يتعرض لسوء المعاملة من هذا الرجل على مدى سنوات. هذا المخلوق الرهيب, الذي كان يضربه وكأنه ألعوبة بيده. الآن, أخيراً انتقم لكل ذلك. بعد كل تلك السنوات, بعد كل تلك الإساءات.
"هذا ما حصلت عليه مقابل ضربي" قال ستيفن. "هل كنت تعتقد أنك الوحيد صاحب القوة هنا؟ كيف تشعر بقوتك الآن؟"
هسهس سيده وهو يلهث, وانهار أخيراً على الأرض, ميتاً.
نظر ستيفن في وجهه, ملقاً هناك, اثناهما فقط في هذا الوقت المتأخر من الليل, والخنجر بارز من قلبه. نظر ستيفن في كل الاتجاهات, مطمئنا بأن الغرفة فارغة, ثم انتزع الخنجر وأعاده إلى خرقته مرة أخرى, وخبأه في نفس المكان ووراء الطوبة. كان هناك شيءٌ ما حول هذا الخنجر, طاقة شريرة دفعته لاستخدامه.
حين وقف ستيفن هناك, يتفحص جثة سيده, فجأة امتلكه الذعر. ما الذي فعله؟ لم يفعل شيئاً من هذا القبيل طوال حياته. لم يكن يعرف ما الذي تغلب عليه في تلك اللحظة.
انحنى ورفع جثة سيده على كتفه, ثم انحنى إلى الأمام و أسقطه في حاوية الحجرة. سقطت الجثة و تدفقت المياه القذرة على جانبيها. لحسن الحظ أن الوعاء كان عميقاً, فالجثة غرقت تحت الحافة.
عند فترة العمل التالية, كان هناك صديقه الذي يحمل الوعاء معه, رجل سكير لدرجة أنه لا يملك أدنى فكرة عمّا كان في الوعاء, رجل يبعد وجهه عن الوعاء دائماً ويحبس أنفاسه عن رائحته الكريهة. لم يكن ليدرك حتى أن الوعاء كان أثقل من المعتاد حين حملاه اثناهما وألقياه في النهر. ولم يكن ليشعر بتلك الكتلة في الليل. تحرك الجسد بعيداً, وانخفض مع التيار.
تأمل ستيفن نزول الجثة نحو الأسفل أكثر وأكثر, إلى الجحيم.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع عشر من رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا