مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع عشر من رواية مسيرة الملوك وهي الكتاب الثاني من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة, تابع الجزء الأول: رواية السعي من أجل البطولة.
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية.
رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس - الفصل السابع عشر
رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس |
رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس (الكتاب الثاني في "سلسلة طوق الساحر")
الفصل السابع عشر
جلس إيريك على طاولة الشرف في قاعة المأدبة الكبيرة, المليئة بمئات من ضيوف الدوق. لم يكن يتوقع أن وصوله إلى هنا سيتسبب بكل هذه الضجة, وكان مربكاً بكل هذا الاهتمام. كان يعرف أنه شخص مهم في المملكة, خصوصاً بسبب علاقته مع الملك, ولكنه لم يكن يتوقع أن تمد السجادة الحمراء من أجله فقط. كان يومهم الثاني من الولائم احتفالاً بقدوم إيريك واستعداداً للبطولة القادمة. كان إيريك متخماً بالطعام الجيد والنبيذ. إذا لم يبدأ في المبارزة قريباً, فربما لن تكون مهاراته كالسابق.بينما اتكأ إيريك مرة أخرى على الوسائد و نظر حوله, لاحظ وجود فرسان من جميع أنحاء الطوق, وقد ارتدى جميعهم ملابس مختلفة الألوان, يتحدثون لهجات مختلفة, وسلوكياتهم مختلفة أيضاً. كان جميعهم يشبه المحاربين الأقوياء, وفي حين كان الدوق واثقاُ من فوز إيريك على كل منهم, لم يأخذ إيريك هذا بأنه أمر مفروغ منه. كان ذلك جزءاً من تدريبه. بينما كان الخدم يعيد تعبئة كأسه بالنبيذ, ارتشف منها رشفة فقط. لقد كانت البطولة غداّ وأراد أن يظهر بشكل جيد. في النهاية إنه يؤمن أن تصرفاته وأداءه تنعكس على صورة الملك. وقد كان هذا أمر يأخذه على محمل الجد.
أما عثوره على عروسه فقد كان مسألة مختلفة تماماً, ابتسم مع نفسه حين فكر بذلك. على مدى اليومين الماضيين, شعر بأنه لم يبقى هناك من امرأة رائعة في هذا المملكة لم تحاول التعرف عليه. في الواقع, بينما كان ينظر حوله رأى العشرات من النساء الجميلات يجلسن في جميع الأنحاء, لم يكن متأكداً ولكنه لاحظ أن معظمهن يرقن له ويرمقنه بنظراتهن. بدا أيضاً أنه محط غيرة الرجال الآخرين في الغرفة, والذين تنافسوا على اهتمام الفتيات. لكن إيريك لم يشعر بالغيرة أو المنافسة. كان قد التقى بكل هؤلاء الفتيات وقد أعجب بكل منهن, كل منهن كانت أجمل وأحسن خلقاً من الأخرى. إنه له الشرف بأنه التقى كل منهن, ولكنه كان قد أخذ قراراً منذ زمن بأنه سيختار عروسه بناء على فطرة قلبه. ولسبب يجهله, لم يشعر هذا الشعور لدى لقاءه بأيّ منهن. لم يقصد بأن يكون من الصعب إرضاءه. كان متأكداً أن بعض هؤلاء النساء ستكون رائعة لشخص ما. لكنه شعر فقط بأن إحداهن لم تكن له.
"إيريك من مقاطعة الجزيرة الجنوبية من الطوق, اسمح لي أن أقدم لك ديسبار, من المقاطعة الثانية من الأراضي المنخفضة, قال الدوق لإيريك, بينما كان يلتفت للقاء عذراء أخرى. كان موكب فتيات يبدو أنه لن ينتهي أبداً. هذه الفتاة كانت جميلة أيضاً, ترتدي الحرير الأبيض من الرأس إلى أخمص القدمين. انحنت قليلاً لتحيته, ثمّ مدت يدها مع ابتسامة لطيفة.
"إنه لمن دواعي سروري يا سيدي."
"الشرف لي يا سيدتي" قال إيريك, بعيداً عن المجاملة ومقبلاً يدها.
"ديسبار من السهول الزمردية, من عائلة نبيلة من الشرق. والدتها هي ابنة عم الملكة الثالثة. إنها من دم نبيل, ستشكلان ثنائياً رائعا," قال الدوق.
أومأ إيريك بلطف, غير راغبٍ بأن يسيء لها أو للدوق.
"بوسعي القول أنها من سلالة نبيلة," قال إيريك مع انحناءةٍ صغيرة. "إنه لشرف عظيم أن ألتقي بك."
قبل يدها مرة أخرى وجلس. لقد بدت بأنها شعر بخيبة أمل, كما لو أنها كانت تريد التحدث معه أكثر من ذلك, كما بدا الدوق كذلك أيضاً.
لكن إيريك لم يشعر بما كان من المفترض أن يشعر به حين التقى بهذه المرأة. وكان يريد الاقتراب من إيجاد عروسه مع نفس انضباطه في المعركة مع التركيز في التفكير والشدة.
امتد الاحتفال إلى منتصف الليل, وكان إيريك سعيداً أنه على الأقل برفقة صديق قديم, براندت, الذي يجلس على يمينه. كانا يتقاسمان قصص المعارك حتى منتصف الليل, و بينما كانت النيران تُطفأ والناس تخرج من القاعة, كانا مستمران في سرد تلك القصص.
"هل تذكر التل ؟" سأل براندت. "عندما كان أربعتنا فقط في دورية ؟" ضد سرية ماكلاود بأكملها ؟"
أومأ إيريك. "أتذكرها جيداً."
"أقسم لو لم أكن معك, لكنت قتلت."
هز إيريك رأسه, "كنت محظوظاً."
"أنت لست محظوظاً أبداً," قال براندت. "أنت أعظم فارس في المملكة."
"هذا صحيح," قال الدوق, جالساً على الجانب الآخر. سأخاف على أي فارس يحارب ضدك غداً."
"لست متأكداً من ذلك," قال إيريك, بتواضع. "يبدو أن لديك مجموعة واسعة من المحاربين هنا."
"هذا صحيح, إنهم كذلك," قال الدوق. "لقد أتونا من كل أنحاء الطوق, يبدو أن كل الرجال تريد الشيء نفسه في هذا العالم, امرأة رائعة. الله وحده يعلم السبب, بمجرد أن نحصل على واحدة, لا يمكننا الانتظار للتخلص منهاَ!"
ضحك جميع الرجال.
"غدا سيكون حافلاً بالتأكيد," أضاف الدوق. "لكن ليس لدي شك في قدراتك."
"المشكلة الوحيدة هي," شارك براندت, "أن الفائز يختار عروساً. وبمعرفتي بك. ربما لن تختار أي واحدة, وتسيء إلى كل امرأة هنا!"
هز إيريك رأسه.
"أنا لا أقصد أي اساءة," أجاب إيريك مدافعاً. "أنا أعتقد...أعتقد أنني لم أجدها حتى الآن, هذا كل شيء."
"هل تقول لي أنه لا يوجد امرأة واحدة هنا تناسبك؟" سأل الدوق, متفاجئاً. "لقد قابلت خيرة نساء المملكة هنا. إن أي رجل سيموت لمقابلة بعضهن ,وغداً, ربما سيموت بعضهم حقاً."
"لا أعني أي إهانة يا سيدي," قال إيريك. "أنا لا أعتبر نفسي أفضل من أيّ منهن. على العكس من ذلك, بالتأكيد أنهن أجدر مني. الأمر فقط أنني أشعر بأنني سوف أعرفها حين أراها, لا أريد أن أكون متسرعاً."
"متسرعاً!" صاح براندت. "لقد أصبح عمرك خمسة وعشرين عاماً! فكم من الوقت تريد أكثر!"
ضحك الجميع.
"قم بالاختيار فقط," أضاف براندت,"اختر عروساً وانضم إلى البقية البائسة مننا. في النهاية, البؤس يحب المشاركة! ويجب على مملكتنا أن تتكاثر!"
ضحكت المجموعة مرة أخرى, وبينما نظر إيريك بعيداً, محرجا بعض الشيء من هذه الأحاديث, تجمدت عيناه. لقد رأى فتاة تعبر عبر الغرفة, فتاة من الخدم, ربما بعمر الثامنة عشر, طويلة بشعر أشقر وعيون خضراء لوزية كبيرة. تلبس زي خادمة بسيطة, كانت ثيابها أقرب للخرق, بينما كانت تذهب نحو الطاولات, الواحدة تلو الأخرى, تملء الأوعية بالنبيذ. أبقت رأسها منخفضاً, ولا تسمح بالتقاء عيونها مع أحد الجالسين, كانت أكثر فتاة متواضعة رآها إيريك في حياته. كانت تجتمع مع غيرها من الفتيات الخادمات, لقد كن يعملن بجد. لا أحد يوليهن الاهتمام. كانوا من طبقة الخدم, وهنا في المملكة كانت الفوارق الطبقية تؤخذ على محمل الجد, كان الخدم يُعاملون كما لو أنهم غير موجودين. كانت ملابسها متسخة, وبدا شعرها كما لو أنه لم يغسل منذ أيام. كانت تنظر بكآبة.
وبعد أن رآها إيريك, شعر كما لو أن صاعقة ضربته. شعر إيريك بشيء فيها كان خاصاً. كان لديها فخر, وحتى طابع ملكي. شيء أقلّه أنها كانت مختلفة عن الآخرين.
حين اقتربت أكثر, تملء كل كأس, ألقى نظرة فاحصة على وجهها حين التفتت, حينها توقفت أنفاسه. لم يشعر بهذه الطريقة من قبل, ليس حين لقاء أي شخص ولا حتى الملوك. كان ذلك الشعور الذي كان ينتظره طوال حياته.
كانت الفتاة رائعة, كان بالكاد يستطيع الكلام. يجب عليه أن يعرف من هي.
"من هي تلك المرأة؟" سأل إيريك الدوق , مشيراً برأسه.
التفت الدوق وعدة أشخاص لمتابعة بصره بحماس.
"من تقصد ؟ إزميرالدا؟ ذات الثوب الأزرق؟"
"لا" قال إيريك, مشيراً "هذه."
تابع جميعهم اشارته في صمت وارتباك.
"هل تقصد الخادمة؟" سأل الدوق.
أومأ إيريك.
تجاهل الدوق.
"من يدري؟ مجرد خادمة؟" قال باستخفاف. "لماذا تسأل؟ هل تعرفها؟"
"لا," أجاب إيريك. "لكن أود ذلك."
اقتربت الفتاة أكثر, ووصلت إلى مجموعتهم, انحنت لملء كأس إيريك, كان مفتوناً لدرجة أنه نسي رفعه.
أخيراً, نظرت إليه. وبينما فعلت ذلك, عن قرب جداً, بينما كانت عيونهم تلتقي, شعر أنه غاب عن الوعي.
"سيدي؟" سألت, وهي تحدق فيه. تجمدت عيناها وهي تنظر في عينيه, وبدت وكأنها تتسع أيضاً. هي الأخرى بدت مأسورة فيه, لقد كان ذلك وكأنهم التقوا مرة أخرى.
"سيدي؟" كررت, بعد عدة ثوان. "هل يمكنني ملء قدحك؟"
كان إيريك يحدق في وجهها, متناسياً سلوكياته, مصعوقاً جداً لدرجة أنه لم يستطع الكلام. بعد عدة ثوان من تحديقها فيه, أخيراً, تحركت. استدارت و التفت إليه عدة مرات بينما كانت تذهب ,تنظر إلى وجهه.
ثم أخيراً, وضعت الإبريق, التفت ثم ركضت خارج القاعة.
وقف إيريك يراقبها.
"يجب أن أعرفها," قال إيريك للدوق.
"تعرفها؟" سأل الدوق مصدوماً.
"لكنها خادمة, لماذا تريد التعرف عليها؟" سأل براندت.
وقف إيريك, مصعوقاً, وهو يعرف لأول مرة ما يريده بالضبط.
"إنها الفتاة التي أريد, هي التي سأقاتل من أجلها."
"هي!؟" سأل براندت مذهولاً, يقف إلى جنبه.
وقف الدوق أيضاً.
"يمكنك اختيار أي امرأة في المملكة, على كلا جانبي الطوق. يمكنك أن تختار أميرة, ابنة لورد, امرأة بمهر كبير بوسع هذه المملكة. ورغم كل ذلك, تريد أن تختارها؟ فتاة خادمة؟"
ولكن كلامه لم يزعج إيريك. لقد كان يشاهدها, مفتوناً, حين هربت من القاعة إلى غرفة جانبية.
"أين هي ذاهبة؟" سأل بسرعة. "يجب أن أعرف."
"إيريك, هل أنت متأكد من هذا؟" سأل براندت.
"أنت ترتكب خطأ جسيماً," أضاف الدوق. "هل تصد كل النساء هنا, كل نساء الطبقة الملكية."
التفت إليه إيريك بجدية.
"أنا لا أسعى لرفض أي أحد," أجاب. "ولكن هذه المرأة التي أريد وأنا سأتزوج بها, هل ستساعدني في إيجادها؟"
أومأ الدوق لأصحابه, الذين لاذوا بالفرار من هذه المهمة.
رفع يده وربت على كتف إيريك, مع ابتسامة من قلبه.
"صحيح ما يقولونه عنك, يا صديقي. أنت لا تهتم إلى ما يراه الآخرون, وأظن أن هذا أكثر ما أحبه فيك."
تنهد الدوق.
"سوف نجد هذه الخادمة من أجلك, وسوف نقوم بالمباراة!"
ارتفع هتاف حول إيريك, وربت الآخرون على ظهره. لكن انتباهه لم يكن مع شيء من هذا. كان في عقله شيء واحد فقط, تلك الفتاة. لقد شعر بدون أدنى شك أنه وجد حب حياته.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع عشر من رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا