مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن عشر من رواية مسيرة الملوك وهي الكتاب الثاني من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة, تابع الجزء الأول: رواية السعي من أجل البطولة.
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية.
رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس - الفصل الثامن عشر
رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس |
رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس (الكتاب الثاني في "سلسلة طوق الساحر")
الفصل الثامن عشر
وقف غاريث هناك في غرفة الحكم, ينظر من خلال النافذة المفتوحة على مملكة أبيه, كما كان والده يحب أن يفعل. كان والده معتاداً على التنزه خارجاً, عبر شرفات القلعة, ولكن غاريث يشعر بعدم الرغبة لفعل ذلك. كان سعيداً للغاية, هنا, في الداخل, على حافة النافذة, يشبك يديه وراء ظهره, ويطل على شعبه من هنا.شعبه, لقد أصبحوا شعبه الآن.
كان واقفاً هناك, ثابتاً في مكانه, ويضع التاج على رأسه, كما كان منذ الحفل. إنه لن يخلعه. ارتدى أيضاً عباءه والده السوداء والبيضاء, رغم حرارة الصيف, ويمسك بيده صولجان والده الذهبي الطويل. كان يبدأ بالشعور بأنه ملك حقيقي, وكان يحب هذا الشعور. انحنى له جميع رعاياه بينما كان يسير. له, ليس لأبيه. جعله ذلك يشعر باندفاع طاقةٍ كبيرةٍ كما لم يشعر من قبل. تحولت كل الأنظار إليه, في كل ساعات اليوم.
لقد فعلها حقاً. لقد خطط لقتل والده, وللتستر على الجريمة, وللقضاء على كل العقبات التي تقف بينه وبين الحكم. وقد سقطوا جميعهم عن طريقه. والآن بعد أن توج , لم يكن هناك من عودة إلى الوراء. الآن لم يكن هناك شيء يمكنهم القيام به لتغييره.
الآن بعد أن أصبح غاريث الملك, لم يكن يعرف ما الذي يجب القيام به. كان يحلم بهذه اللحظة طوال حياته. الآن بعد تحقيق حلمه, لم يكن يعرف ما هو القادم. كان أول انطباع له كملك أنه كان وحيداً. كان قد وقف هناك, وحيداً في هذه الغرفة لساعات, يشاهد البلاط. ومجلسه ينتظره في الغرف السفلية لعقد اجتماع. كان قد قرر أن يجعلهم ينتظرون. في الواقع, كان يستمتع بتركهم ينتظرونه, ويمكن أن يجعل أي شخص ينتظر إذا أراد ذلك, وللوقت الذي يريد.
بينما كان واقفاً هناك, يراقب شعبه, كان يفكر كيف يمكنه ترسيخ وتأمين سلطته. في البداية, سيجسن كندريك, ثم يعدمه. كان كندريك يشكل له الكثير من المخاطر, الولد البكر, والمحبوب الأكثر عند عائلته. في تلك اللحظة ابتسم حين فكر في أن الحراس في طريقهم الآن لاعتقاله.
ثم سيقتل تور, فهو يشكل تهديداً له أيضاً, فقد كان قريباً من أبيه. من يعلم ماذا أخبره والده حين كان على فراش الموت ؟ ربما كان قد تعرف على فيرث. لقد فكر جاريث داخل نفسه بعدة اقتراحات لخطط اغتياله. و قد دفع بالفعل بفرد من الفيلق للقيام بالخدعة. في الوقت الذي سيصلون فيه إلى جزيرة الضباب, سينصب كميناً لتور وينهيه. كان متأكداً من أن تور لن يعود مرة أخرى.
حين يبعد كندريك وتور عن طريقه, سيلتفت إلى جويندولين. إنها أيضاً تشكل تهديداً له. في النهاية كانت رغبة والده الأخيرة أن تكون جويندولين في الحكم. طالما كانت على قيد الحياة فإن إمكانية تمردها محتملة.
أخيراً, في النهاية, كانت المسألة الوحيدة التي تلوح في ذهنه أكثر, سيف القدر. هل سيحاول رفعه؟ إذا ستطاع, فإن ذلك سيمنحه شيئاً لم يحصل عليه أي حاكم من ماكجيل. سيكون من شأنه ن يجعل جميع الناس يحبونه, في جميع الأوقات. فإن ذلك يعني أنه المختار الوحيد, الوحيد الذي قدر له أن يحكم. إن استطاع تحقيق ذلك, سيكون قد ضمن العرش إلى الأبد. كان غاريث يحلم طوال حياته باللحظة التي سيحمل فيها السيف, منذ كان صبياً. وهناك جزء منه كان يشعر بأنه سيفعل ذلك.
الجزء الآخر منه لم يكن على يقين من ذلك.
فُتح باب غرفته فجأة, التفت غاريث, متسائلاً عمّن يمكن أن يكون هذا الوقح الذي دخل على الملك هكذا. شعر بالخجل والإحباط عندما رأى أنه كان فيرث, يدخل متبختراً بين الحراس, وذلك جعل غاريث يشعر بالارتباك. كان فيرث قد أصبح وقحاً جداً منذ توّج غاريث, كان يتصرف كما لو أنه يحكم المملكة معه. استاء غاريث من دخوله بهذه الطريقة, وتساءل عما إذا كان قد أخطأ في رفعه وتعيينه كمستشاره. ولكن في الوقت نفسه, كان عليه أن يعترف بأنه كان سعيداً لرؤيته. كان جزءٌ منه قد تعب من الخلوة. وكان من الصعب أن يعرف من أصدقاءه في هذه الفترة, الآن بعد أن أصبح ملكاً. بدا وكأنه انعزل عن الجميع في حياته.
أومأ غاريث إلى الحراس, الذي أغلقوا الباب وراء فيرث. عبر فيرث الغرفة, واحتضن غاريث. انحنى وحاول تقبيله, ولكن غاريث ابتعد.
لك يكن غاريث في مزاج جيد له, لقد قطع عليه تفكيره.
بدا حزن فيرث في البداية , ولكن بعد ذلك ابتسم.
"ملكي," قال, ممداً كلمته. "ألا تحب أن تُنادى هكذا ؟ إنه يليق بك كثيراً!" صفق فيرث بيديه بفرح. "هل تصدق ذلك؟ أنت الملك. الآلاف من المسائل في انتظارك, لا يوجد شيء لا نستطيع فعله!"
"نحن ؟" سأل غاريث بتجهّم.
تردد فيرث.
"أعني....أنت يا سيدي. هل يمكنك أن تتخيل ؟أي شيء تريده, الآن الجميع ينتظر قرارك."
"قرار؟"
"عن السيف," قال فيرث. "إن كل المملكة تتهامس فيما بينها, هذا هو كل ما يتحدثون عنه. هل ستحاول رفعه ؟"
تفحصه غاريث. كان فيرث أكثر إدراكاً مما كان يعتقد. ربما كان من الجيد أنه اختار كمستشاره.
"ماذا تقترح أن أفعل ؟"
"عليك أن تفعل ذلك! إذا لم تقم بذلك, سوف يُنظر إليك على أنك أضعف من أن تحاول ذلك. سوف يفترضون أنك لا تستحق أن تكون الملك. لأنه, في نظرهم, إذا كنت تشعر حقاً بأنك قادر على ذلك, فإنك بالتأكيد ستحاول رفعه."
فكر غاريث في ذلك. كان هناك بعض الحقيقة في كلامه, ربما كان على حق.
"إلى جانب ذلك," قال فيرث, وهو يبتسم, قادماً إلى جانبه, أمسك بذراعه ومشى معه نحو النافذة." "أنت خلقت لتكون ملكاً, أنت هو المختار."
التفت غاريث ونظر إليه, يشعر بأنه كبر في السن.
"لا, أنا لست كذلك," قال, بصدق. "لقد استوليت على العرش, لم يعطى لي."
"هل هذا يعني أنك لا تستحقه," قال فيرث. "نحن نعطى في هذه الحياة ما يجب أن يكون لنا فقط. بالنسبة للبعض, مصيرهم يسلم إليهم, والبعض الآخر يحتاج لأن يأخذ مصيره بنفسه. هذا ما يجعلك أعظم يا سيدي, وليس أقل. فكر في ذلك," قال فيرث, "أن الماكجيل الوحيد الذي أخذ العرش بنفسه, لم يسلم إليه بسهولة. أيعقل أن هذا لا يعني لك شيئاً ؟ إنه يعني لي. بالنسبة لي, هذا يعني أنك وحدك الوحيد من ماكجيل الذي من المفترض أن يرفع السيف, أن يحكم إلى الأبد. وإذا قمت بهذا, تصور فقط, جميع الشعوب من جميع أماكن الطوق ومن خارجها ستنحني لك, إلى الأبد. ستوحد الطوق, و لا أحد سيشك بشرعيتك حينها."
التفت فيرث ونظر إليه, وعيناه مشرقتان بالإثارة والترقب.
"عليك أن تحاول!"
انسحب غاريث بعيداً عن فيرث, عبر الغرفة. كان يفكر في ذلك, يريد أن يأخذ كل شيء. كان في كلام فيرث شيء من المنطق. ربما كان مقدراً أن يكون ملكاً, ربما كان قد استخف بنفسه. ربما كان يقسو على نفسه كثيراً. في لنهاية, كان مقدراً لوالده أن يموت, الفارق الوحيد أنه قتل. ربما حدث كل هذا بهذه الطريقة من أجل أن يكون غاريث حاكماً أفضل. نعم, ربما قتل والده كان من أجل مصلحة المملكة.
سمع غاريث صياحاً, التفت و نظر إلى البلاط الملكي ورأى موكباً يمر احتفالاً بالملك الجديد, ورايات ترتفع. رأى جنوداً يسيرون في تشكيل مرتب. كان ذلك جميلاً, يوم صيفي رائع. بينما كان ينظر إلى الأسفل, لم يكن متأكداً من شعوره بأن كل هذا كان مقدراً. ولكن كما قال فيرث, إذا لم يكن مقدراً له أن يكون ملكاً, لن يكون ملكاً. ولن يكون واقفاً هنا الآن.
لقد كان يعرف أن هذا القرار هو أهم قرار في حكمه, وكان يجب أن يأخذه الآن. تمنى لو أن أرجون كان هنا, ليقدم له المشورة, لكنه أحس أيضاً أن أرجون يكرهه, وحتى لو قدم له نصيحة, تساءل إذا كانت هذه المشورة صحيحة. تنهد غاريث ثم ابتعد في النهاية عن النافذة, إن الوقت قد حان لاتخاذ القرار المصيري لأول لحكمه.
"استدعي الحراس," أمر فيرث, ومشى نحو الباب. "أعدوا غرفة القدر."
توقف والتفت نحو فيرث, الذي وقف هناك, يحدق بحماس.
"أنا ذاهب لرفع سيف القدر."
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن عشر من رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا