مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث من رواية مسيرة الملوك وهي الكتاب الثاني من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة, تابع الجزء الأول: رواية السعي من أجل البطولة.
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية.
رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس - الفصل الثالث
رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس |
رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس (الكتاب الثاني في "سلسلة طوق الساحر")
الفصل الثالث
ركض تور تحت ظلمة الليل, في الشوارع المليئة بالفوضى داخل البلاط الملكي, مندهشاً من هذه الضجة حوله. كانت الشوارع مزدحمة و الناس تسرع في الشوارع بحشود هائجة. العديد من المشاعل المحمولة تضيء ظلام الليل, وتلقي الظلال على الوجوه المذهولة, بينما كانت الأجراس تُقرع باستمرار. كانت دقاتها تتكرر ببطء, وتأتي مرةً كل دقيقة, وعرف تور ماذا يعني ذلك: إنه الموت. أجراس الموت. وهناك شخصٌ واحد في المملكة ستقرع الأجراس عند موته: إنه الملك.خفق قلب تور بشدة وهو يتساءل داخل نفسه, بينما كان ذلك الخنجر من الحلم يلمع أمام عينيه. هل كان ذلك صحيحاً؟
كان عليه أن يتأكد من ذلك بشكل يقيني. اقترب من أحد المارة وأمسك بيده, كان صبياً يركض في الاتجاه المعاكس.
"إلى أين أنت ذاهب؟" سأله تور. "لماذا كل هذه الضجة؟"
"ألم تسمع؟" حملق الصبي في وجهه وهو في حالة هيجان. "إن ملكنا يحتضر! لقد طُعن! الحشود تجتمع عند بوابة الملك, محاولةً الحصول على آخر الأخبار. إذا كان ذلك صحيحاً, فهو أمر فظيع بالنسبة لنا جميعاً. هل يمكنك أن تتخيل ذلك؟ أرضٌ بلا ملك؟"
بعد ذلك, أبعد يد تور عنه والتفت, ثمّ ركض مرة أخرى داخل ظلام الليل.
وقف تور هناك, قلبه يقصف داخل أضلاعه, لا يريد أن يصدق حقيقة ما يجري حوله. أحلامه وهواجسه, لقد كانت أكثر من مجرد أوهام . لقد رأى المستقبل, مرتين ولقد أخافه ذلك. لقد كانت قواه أقوى مما كان يعرفه, يبدو أن قواه تزداد يوماً بعد يوم. إلى ماذا سيؤدي كل ذلك؟
وقف تور هناك محاولاً معرفة المكان الذي سيذهب إليه الآن. لقد هرب, ولكن لم يعد لديه أي فكرةٍ الآن إلى أين سيتجه. بالتأكيد خلال دقائق سيكون الحراس وربما جميع من في البلاط الملكي, يبحثون عنه. مجرد حقيقة هربه ستجعله مذنباً أكثر. ولكن من ناحية أخرى, حقيقة أن ماكجيل قد طُعن أثناء وجود تور داخل السجن, ألن تكون كافيةٍ للدفاع عنه؟ أم سيجعله ذلك يبدو كجزءٍ من المؤامرة؟
لا يوجد لتور أيّ فرصةٍ الآن. ومن الواضح أن جميع من في المملكة لا يملك مزاجاً لسماع الأفكار بشكل عقلاني, لقد بدا جميع من حوله خارجاً من أجل الدم. وربما سيكون هو كبش الفداء. إنه يحتاج إلى العثور على مأوى, إلى مكان يستطيع الذهاب إليه كي يتجاوز هذه العاصفة ويقوم بتبرئة اسمه. إن المكان الأكثر أماناً سيكون بعيداً عن هنا. يجب عليه الفرار, واللجوء إلى قريته أو حتى أبعد من ذلك, إلى أبعد مسافةٍ من هنا يمكنه الوصول إليها.
ولكن تور لم يرد أن يأخذ الطريق الأكثر أماناً. لم يكن تور من هذا النوع, كان يريد البقاء هنا وتبرئة اسمه, أراد المحافظة على مكانه في الفيلق. إنه ليس جبانا ولن يهرب من ذلك. إنه يريد رؤية الملك ماكجيل قبل وفاته, إذا كان لا يزال على قيد الحياة. كان يحتاج إلى رؤيته, و يشعر بالذنب لأنه لم يكن قادراً على إيقاف عملية اغتيال الملك تلك. لماذا كن محكوماً عليه رؤية موت الملك, إذا لم يكن قادراً على فعل أيّ شيءٍ حيال ذلك؟ ولماذا رأى الملك يتمّ تسميمه عندما كان سيتم طعنه في الحقيقة؟
بينما وقف تور هناك, يناقش تلك الأمور في عقله, خطر في باله ريس. كان ريس الشخص الوحيد الذي يمكنه الوثوق به كي لا يكتشف الحراس مكانه, أو حتى من الممكن أن يوفر له ملاذاً آمناً. أحسّ بأن ريس سيصدقه. كان يعرف بأن حب تور لوالده كان حقيقياً, وإذا هناك فرصة لأي شخص كي يقوم بتبرئة اسم تور, فسيكون ريس. كان عليه أن يجده.
أخذ تور طريقه راكضاً من خلال الأزقة الخلفية, يلف ويدور من خلال الحشود, بينما كان يبتعد عن بوابة الملك باتجاه القلعة. كان يعرف أن غرفة ريس في الجناح الشرقي, على مقربةٍ من جدار المدينة الخارجي, وكان يأمل فقط بأن يكون ريس داخل غرفته. إذا كان هناك, من الممكن أن يستطيع يلفت انتباهه لوجوده, ومن الممكن أن يساعده على إيجاد طريقٍ إلى داخل القلعة. كان يشعر تور بالخوف من بقائه هنا في الشوارع, فمن الممكن أن يتم قريباً التعرف عليه. وإذا تعرفت عليه هذه الحشود فسيقومون بتمزيقه إرباً.
وبينما وصل تور إلى نهاية هذه الشوارع, وجد نفسه قد وصل أخيراً إلى الجدران الحجرية الخارجية. لقد أصبح قريباً جداً, كان يركض بالقرب من الجدران, على مقربةٍ كبيرة من عيون الجنود الساهرة الذين وقفوا كل بضعة أقدام.
وحالما اقترب تور من نافذة ريس, انحنى إلى الأسفل والتقط حجرة صغيرة. ولحسن الحظ فقط نسي الجنود تجريده من سلاح واحد, مقلاعه القديم. استخرج المقلاع من وسطه ووضع الحجر داخلها, ثمّ قام بإلقائه.
وبرمية لا يمكن أن تخطئ, طار الحجر من فوق جدار القلعة ثمّ وصل بشكل دقيق إلى النافذة المفتوحة من غرفة ريس. سمع تور صوت ارتطام الحجر بالجدار الداخلي لغرفة ريس, ثم انتظر قليلاً, و اختبئ خلف الجدار المنخفض كي لا يتم كشفه من قبل حراس الملك المنتشرين على طول الجدار, والذين التفتوا باتجاه الصوت.
ولكن لم يحدث شيء خلال اللحظات التالية, امتلأ قلب تور بالخوف, تساءل عمّا إذا لم يكن ريس في غرفته بعد كل ذلك. إذا لم يكن في غرفته فسيكون على تور أن يفرّ من هذا المكان, لم يكن هناك أيّ وسيلةٍ أخرى بالنسبة له كي يحصل على ملاذٍ آمن. حبس تور أنفاسه لعدة دقائق بينما كان قلبه يخفق بشدة, انتظر قليلاً وهو يراقب نافذة ريس إذا كان ستفتح.
بعدما كان على وشك الانصراف بعد أن أحسّ بأن دهراً قد مر. رأى تور شخصاً ما يخرج رأسه من النافذة, يضع كفيّه على راحة النافذة ويميل رأسه للخارج وهو ينظر بحيرةٍ تعلو وجهه.
وقف تور واندفع عدة خطواتٍ إلى الخلف بعيداً عن الجدار, ثمّ لوّح بإحدى ذراعيه عالياً.
نظر ريس إلى الأسفل ولاحظ تور, لقد بدت ملامح السرور على وجهه عندما تعرّف على تور, كان ذلك واضحاً حتى في ضوء المشعل من هنا, وشعر تور بالارتياح لرؤية تلك التعابير على وجهه. أخبر ذلك تور بكلّ ما يريد معرفته: لن يقوم ريس بردّه الآن.
أشار له ريس بأن ينتظر, أسرع تور باتجاه الجدار وجلس على ركبتيه خافضاً نفسه بشكل كامل بينما كان الحراس ينظرون حولهم.
انتظر تور لمدةٍ لا يعرف كم طالت, وكان مستعداً للفرار في أيّة لحظة من الحراس, حتى ظهر ريس أخيراً, وهو يتسلل من خلال بابٍ في الجدار الخارجي, كان يتنفس بصعوبة وينظر في كلا الاتجاهين, حتى استطاع أن يجد تور.
أسرع ريس باتجاهه وقام بعناقه. شعر تور بسعادةٍ غامرة. سمع تور صوتاً من الأسفل ونظر فرأى كروهن جالساً داخل قميص ريس. قفز كروهن إلى الأسفل عندما انحنى ريس, و ركض نحو تور.
إنه كروهن شبل النمر الأبيض الذي قام تور بإنقاذه في أحد الأيام, قفز إلى أحضان تور وعانقه, وهو يأنّ ويلعق وجه تور.
ابتسم ريس.
"عندما أخذوك حاول أن يتبعك, وقمت بأخذه كي أتأكد أنه سيكون بأمان."
قام تور بشبك يده في يد ريس مقدراً فعلته هذه, ثم ضحك بينما بقي كروهن يلعق وجهه.
"لقد افتقدتك أيها الفتى," ضحك تور, وقام بتقبيل ريس. " ابقى هادئاً الآن كي لا يسمعنا الحراس."
سكت كروهن كما لو أنه يفهم حديثهما.
"كيف هربت؟" سأل ريس باستغراب.
لم يكن يعرف تور ما الذي يقوله بالتحديد. لا يزال يشعر بعدم الارتياح عند التحدث عن قدراته, التي لا يفهمها. لا يريد أن يعتقد الآخرون بأنّه شيء غير طبيعي.
"أعتقد أنني كنت محظوظاً," لقد سنحت لي فرصة وقمت باستغلالها." أجاب تور.
"أنا مندهشٌ كيف لم يقم هؤلاء الحشود بتمزيقك إلى أجزاء," قال ريس.
" إن الدنيا مظلمة, لا أعتقد أن أحداً سيستطيع التعرف عليّ, حتى الآن على ما أعتقد." أجاب تور.
"هل تعرف أنّ كل جنديٍّ في المملكة يبحث عنك؟ وهل تعرف أنّ والدي قد طُعن؟"
طأطأ تور رأسه, وقال بجديّة. "هل هو بخير الآن.
بدت تعابير الحزن على وجه ريس. وأجاب بتجهم, "لا, إنه يحتضر."
شعر تور بالانهيار, كما لو أنه كان والده.
"أنت تعرف أنني لم أرتكب ذنباً , أليس كذلك؟" سأل تور. لم يكن يهتم لما يفكر به أيّ شخص آخر, ولكنه أراد أن يثبت لأفضل صديق لديه وللملك ماكجيل بأنّه بريء.
"بالتأكيد, وإلا لما وجدتني واقفاً هنا الآن." قال ريس.
شعر تور بموجةٍ من الارتياح, بينما وضع ريس يده على كتفه بامتنان.
"ولكن بقية المملكة لن تكون آمنةً بالنسبة لك," أضاف ريس. "المكان الأكثر أماناً بالنسبة لك سيكون بعيداً عن هنا. سوف أعطيك أسرع حصانٍ عندي, مع بعض المؤن, وسأرسلك بعيداً. يجب أن تختفي حتى يمرّ كل شيء, حتى يجدوا القاتل الحقيقي. لا أحد يفكر بشكل واضح الآن."
أومأ تور برأسه بالنفي.
"لا أستطيع المغادرة," قال تور. "سوف يجعلني ذلك أبدو مذنباً. أحتاج إلى إخبار الآخرين بأنني لم أفعل ذلك. لا أستطيع أن أهرب من مشكلتي. يجب أن أقوم بتبرئة اسمي."
هزّ ريس رأسه.
"إذا بقيت هنا, فسوف يجدونك. وسيأخذونك إلى السجن مرة أخرى, وسيقومون بإعدامك بعدها, إذا لم تقتل على يد هذه الحشود."
"هذه فرصتي ويجب أن استغلها," قال تور.
حدّق ريس في وجهه طويلاً, ثمّ تغيرت نظرته من قلقٍ إلى إعجاب. وأخيراً أومأ برأسه ببطء.
"أنت تبعث على الفخر وغبي, غبي جداً, هذا هو السبب بأنني أحبك."
ابتسم ريس, وأيضاً ابتسم تور بالمقابل.
"يجب أن أرى والدك," قال تور. "أحتاج إلى فرصةٍ كي أشرح له وجهاً لوجه, بأنني لم أكن أنا, وأنني لست على علاقة بكل ذلك. وإذا قرر إصدار الحكم علي, فليكن ذلك, ولكنني بحاجة إلى فرصة واحدة. أريده أن يعرف, هذا كل ما أطلبه منك."
حدّق به ريس بجديّة, يتذكر صداقتهما. وبعد بعض الوقت الذي مضى كدهر. أومأ برأسه.
"يمكنني أن أؤمن لك ذلك, أعرف طريق العودة, إنه يؤدي إلى حجرته. إنه خطر وبمجرد أن تصل إلى هناك ستكون وحيداً, لا يوجد طريقٌ للخروج. ولن يكون هناك أيّ شيء يمكنني تقديمه لك. ومن الممكن أن يعني ذلك موتك. هل أنت متأكد أنك تريد الحصول على هذه الفرصة؟"
أومأ تور برأس بجديةٍ كبيرة.
"إذاً هذا جيد جداً," قال ريس, ثمّ اقترب ورمى عباءة إلى تور.
أمسك بها تور ونظر إلى الأسفل باستغراب. ثمّ أدرك أن ريس كان يخطط لذلك منذ البداية.
ابتسم ريس بينما كان تور ينظر إليه.
"كنت أعلم أنك ستكون غبياً بما فيه الكفاية كي تصرّ على البقاء. لن أتوقع أيّ شيءٍ آخر من صديقي المفضل."
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث من رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية أميرة القصر بقلم مايسة ريان
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا