-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس - الفصل الثامن

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26  وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن من رواية مسيرة الملوك وهي الكتاب الثاني من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة, تابع الجزء الأول: رواية السعي من أجل البطولة
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية.

رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس - الفصل الثامن

رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس
رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس

رواية مسيرة الملوك | مورغان رايس (الكتاب الثاني في "سلسلة طوق الساحر") 

الفصل الثامن

مشى غاريث مع اخوته, كندريك وغودفري وريس وأخته جوين, في قاعة القلعة الضخمة المليئة بمئاتٍ من رجال الملك. كانت مجموعة منهم تتصدر بقية الفرسان الذين جاؤوا من شتى بقاع الطوق لتقديم التعازي.
"لقد أحببنا والدك, سيدي," قال أحد الفرسان لغاريث كان رجلاً قويّ البنية ولم يلتق به من قبل.
"لقد كان ملكاً عظيماً."
لم يكن غاريث يعرف هؤلاء الرجال من قبل, ولم يكن مهتماً بمعرفتهم. لم يكن يريد تعاطفهم, ولم يرد أن يشعر بذلك معهم. لقد أصبح لديه الوقت الآن للتفكير بكل شيء, كان سعيداً أن والده قد مات. لم يكن والده يكنّ أي مشاعر حبٍ اتجاهه. أنه يشعر الآن بشعورٍ كبيرٍ من الارتياح, وحتى بالنصر, لأن خطة الاغتيال قد نجحت. على الرغم من أنه لم يقتل الملك فعلاً, وعلى الرغم من أن والده لم يمت بالطريقة التي كان يخطط لها, ولكنه على الأقل كان قد وضع خطة وبدأ بتنفيذها. من دونه, لم يكن أيّ شيءٍ من هذا ليحدث.
نظر غاريث في هؤلاء الفرسان المحيطين به, في هذا الحشد الفوضوي والكبير جداً, لقد صدم من إدراك أنه كان مسؤولاً عن ذلك كله. لقد غير بمفرده حياة كلّ هؤلاء الرجال, سواءً كانوا يعرفون ذلك أم لا.
أُدخلت مجموعة الأخوة بين الحشد من قبل بعض الخدم, بينما كانوا يتوجهون إلى القاعة البعيدة, حيث كان مجلس الملك ينتظر أن يلتقي بهم. شعر غاريث بقلبه يخفق بشدة, وتساءل عما يٌخبأ لهم. بالطبع كان على المجلس أن يسمي خليفةً للملك, لا يمكنهم أن يغادروا البلاط الملكي دون أن يفعلوا ذلك, كان ذلك كالسفينة التي لا تملك دفة توجيه. تمنى غاريث أن يكون هو, وتساءل عما إذا كان من الممكن أن يسموا شخصاً آخر؟
ربما سيستندون إلى اجتماعهم مع أبيهم كي يعينوا أخته بدلاً منه. نظر إلى أخوته المحيطين به, بدت وجوههم صامته وقاتمة. تساءل عما إذا كانوا يقاتلون من أجل الوصول إلى العرش. ربما كانوا جميعاً يكرهونه, وعلى الرغم من كل شيء, فإن والده قال بشكل واضح أنه يريد لجوين أن تكون خلفاً له. كانت هذه إحدى لحظات حياته التي يحتاج أن يقاتل فيها بشدة, إذا خرج من هذا الاجتماع منتصراً, فسيخرج ملكاً.
ولكنه تساءل أيضاً مع شعورٍ بالخوف, إذا كان يسير إلى حتفه. فربما كانوا قاموا باستدعائهم للاجتماع كي يوجهوا تهمة القتل إليه أمام الجميع, كي يقدموا الأدلة على أنه قام بقتل والده. ربما كانوا يقومون باستدراجه كي يفضحوه أمام الجميع. تراوحت عواطفه بين التفاؤل والقلق, بينما كان يتعجب من النتائج المصيرية التي ستكون لهذا الاجتماع.
وأخيراً, أنهوا طريقهم بين الحشد, الذي كان ينتظر بفارغ الصبر لسماع الأحكام التي سيصدرها المجلس, دخلوا عبر الباب المقوّس الكبير, وأُغلقت الأبواب خلفهم من قبل أربعة حراس.
كانت أمامهم طاولة المجلس الكبيرة النصف دائرية, التي يجلس خلفها مستشارو الملك, في نفس المكان الذي يجلسون فيه منذ مئات السنين. كان من الغريب أن يمشي هنا دون أن يرى والده يجلس على عرشه. العرش الذهبي الضخم كان فارغاً, للمرة الأولى في حياتهم. جلس أعضاء المجلس مقابل العرش, وكأنهم بانتظار حاكمٍ ينزل من السماء ليقودهم.
مشى الأخوة جميعاً إلى وسط القاعة, بين نصفي الطاولة النصف دائرية, ثمّ التفتوا ووجدوا أنفسهم أمام أعضاء المجلس الاثني عشر. كانوا جميعاً يحدقون بهم بوجوههم القاتمة, لم يستطع غاريث أن يفهم شيئاً من وجوههم ولكنه تساءل إذا كانت هذه محكمة للتحقيق في قتل الملك. كانت والدته تجلس معهم على كرسيها المخصص بجانب العرش ويحيط بها خدمها. كان يشاهد وجهها الخالي من التعابير, لقد بدت وكأنها جامدةٌ وفي حالة صدمة.
في وسط الطاولة كان يجلس أبيرتول, أقدم أعضاء المجلس ,الباحث والمؤرخ, ومعلم الملوك لثلاثة أجيال, مع التجاعيد التاريخية المحفورة على وجهه, مرتدياً عباءته الأرجوانية الأنيقة التي كان يرتديها ربما من قبل أن يولد والده. كان الأكبر والأكثر حكمة, لذلك كان أعضاء المجلس الآخرين يوكلون إليه مهمة القيام بالإجراءات. كان يحيط به كلٌّ من بروم و كولك و أوين, أمين الخزنة, و بارداي, مستشار الملك للشؤون الخارجية, و إيارنان, المسؤول عن الضرائب, و دوايني, المستشار الملكي لأمور الشعب. وكلفن, ممثل النبلاء. لقد كانت مجموعةً هائلةً من الرجال, نظر غاريث إلى كلٍ منهم محاولاً معرفة ما إذا كانوا سيقومون باتهامه. لا يبدو أن أحداً منهم ينظر إليه بشكلٍ مباشر.
مسح أبيرتول رقبته وهو ينظر إلى الأسفل باتجاه لفافة ورق كانت أمامه, ثمّ رفع رأسه ونظر إلى الأعلى باتجاه الأخوة بصمت.
"يود مجلسنا أن يبلغكم أخلص التعازي بشأن وفاة والدكم. لقد كان رجلاً عظيماً وملكاً عظيماً. سوف نفتقد وجوده كثيراً في هذه القاعة وفي هذه المملكة. أعتقد أنه من الإنصاف أن نقول أن المملكة لن تكون أبداً هي نفسها بعد غيابه. لقد عرفته منذ نعومة أظفاره وكنت مستشاراً لوالده من قبله. لقد كان صديقاً عزيزاً بالنسبة لي. سوف نبذل كل ما في وسعنا من أجل العثور على قاتله."
نظر إليهم أبيرتول ببطء, واحداً تلو الآخر. حاول غاريث ألّا يصاب بالارتباك أثناء نظر ذلك الرجل إليه.
"لقد عرفت أغلبكم منذ ولادتكم, وأنا على يقين بأن والدكم فخورٌ بكم جداً. بقدر ما علينا أن نعطي الوقت الكافي من أجل الحداد على ملكنا, هناك مسائل ملحة متعلقة بحكم هذه المملكة من الواجب معالجتها. هذا هو السبب في أننا قمنا باستدعائكم إلى هنا.
الأمر الأشد إلحاحاً بالنسبة لنا هو التحقيق في اغتيال والدكم. سنقوم بجمع لجنةٍ للتحقيق في سبب وطريقة الوفاة, وسنقدم القاتل إلى العدالة. وحتى نقوم بذلك, أعتقد أنه علينا القول أنه لن يجلس أحدٌ من أفراد هذه المملكة مرتاح البال, بما في ذلك أنا."
لقد كاد غاريث أن يكون متأكداً من أنه رأى عينيه تحدق في وجهه, تساءل إذا كان يعطيه رسالةً ما. نظر غاريث بعيداً محاولاً عدم السماح لعقله بالتفكير في ذلك. حاول غاريث التفكير بسرعة للتوصل إلى خطةٍ من أجل تحويل الانتباه بعيداً عنه. كان بحاجةٍ إلى تحويل أصابع الاتهام إلى شخصٍ ما, عليه القيام بذلك بسرعة.
"في هذه الأثناء, نحن نجلس في مملكةٍ من دون ملك. إنها إمبراطورية لا تهدأ, ولن نكون آمنين إذا بقينا على هذا الحال. طوال فترة افتقارنا إلى ملك يحمي المملكة, طوال ما سيتآمر الآخرون من أجل الاستيلاء على السلطة, للإطاحة بالديوان الملكي. ولست بحاجةٍ إلى إخباركم بأن هناك العديد من الرجال الذي يطمحون إلى الوصول إلى العرش."
تنهد قليلاً.
"قانون الطوق ينقل الملكية إلى ابن الملك البكر. وفي حالتنا, يؤلمني القول أن ابن الملك الأكبر, كندريك, غير شرعي."
حنى كندريك رأسه.
"لا مشكلة, سيدي."
"وهذا سيعني," توقف وتنحنح قليلاً. "أن منصب الملك سينتقل إلى غاريث."
شعر غاريث برعشة من كلماته, كان يشعر بطاقةٍ لا يمكن وصفها تجري داخل جسده.
"ولكن مولاي, ماذا بشأن أختنا, جويندولين؟؟" قال كندريك.
"جويندولين؟" سأل أبيرتول, كانت المفاجأة واضحةً في صوته.
"قبل وفاة والدنا," تابع كندريك. "أخبرنا بأنّ وصيته أن تخلفه جويندولين في الحكم."
احمرّ وجه غاريث كثيراً. والتفت المجلس كلّه يحدّق بجويندولين, التي كانت تنظر إلى الأرض, مذهولةً, أو ربما محرجة. افترض غاريث أنها كانت تحاول إظهار التواضع, ربما كانت تريد أن تجلس على العرش أكثر مما كان يريد.

"هل هذا صحيح يا جويندولين؟" سأل أبيرتول.
"أنها يا سيدي," أجبت بهدوء, وهي لا تزال تنظر إلى الأسفل. "إنها رغبة والدي. لقد جعلني أعده بأنني سأقبل ذلك, وتعهدت له بذلك. كنت أتمنى ألّا يحصل ذلك, لا يمكنني التفكير في ذلك يا سيدي."
سادت لحظات اضطراب بين أعضاء المجلس, نظر بعضهم إلى بعض. لقد كان من الواضح أنّ ذلك أتاهم على حين غرّة.
"لم تحكم مملكتنا امرأة من قبل أبداً," قال بروم باضطراب.
"ناهيك عن أنها فتاةٌ صغيرة," أضاف كولك.
"إذا قمنا بتسليم العرش إلى فتاة," قال كلفن. "فمن المؤكد أنّ النبلاء سيثورون علينا, وسيتنافسون من أجل الوصول إلى السلطة. وهذا يضعنا في موقف ضعف."
"ناهيك عن أن الماكلاود من الممكن أن يهاجمونا," أضاف بارداي. "سوف يقومون باختبار قوتنا."
رفع أبيرتول يده ببطء, وصمت الجميع. كان يجلس هناك, وينظر إلى الأسفل باتجاه الطاولة, كانت راحته ممتدةً عليها, بدت كأنها شجرةً قديمة متجذرةٌ في المكان.
"إذا كان الملك قد وصّى بذلك أم لا, فهذه ليست قضيتنا, القانون هو الحكم في ذلك. ومن ناحية قانون المملكة, خيار ملكنا الغريب بشأن وريثه لم يتم التصديق عليه. ومن دون التصديق عليه فلا يعتبر ذلك قانونياً."
"ولكنه كان سيتم التصديق عليه في جلسة المجلس المقبلة!" قال كندريك.
"ربما," رد أبيرتول. "ولكن لسوء حظه, لم يحن موعد ذلك الاجتماع قبل وفاته. وبالتالي, لا يوجد لدينا أي وصية مكتوبة, وبالتالي فلا يوجد تصديقٌ قانونيٌّ على ذلك."
"ولكن لدينا شهود!" صاح كندريك بحماس.
"هذا صحيح," صاح ريس. "لقد كنت هناك."
"وأنا كذلك كنت هناك!" قال غودفري.
انعقد لسان غاريث, بينما كان الآخرون ينظرون إليه. كان يحترق غضباً في داخله. شعر كما لو أنّ أحلامه في أن يكون ملكاً كانت تنهار أمام عينيه. إنه يحتقر إخوته أكثر من أي وقتٍ مضى, لقد بدا كما لو أنّ الجميع يتآمرون عليه.
"أخشى أن الشهود وحدهم غير كافيين عندما يتعلق الأمر بمسألةٍ مهمة كمنصب الملك," قال أبيرتول. "يجب أن يتم التصديق على الأمر بقرارٍ رسمي من قِبل المجلس. وبدون ذلك, فلا يمكن أن يصبح ذلك قانونياً. مما يعني أن القانون يجب أن يطبّق كما هي العادة دائماً, على مدى قرون من ملوك ماكجيل: الابن البكر, الأكبر سناً يجب أن يرث العرش. أنا آسف جويندولين."
"الوالدة!" صاح كندريك وهو يتلفت باتجاه الملكة. "أنت تعرفين وصية الملك, افعلي شيئاً! أخبريهم بذلك!"
ولكن المكلة جلست هناك وهو تضع يديها داخل حجرها وتحدق في جدران القاعة. كانت في حالة شلل, كانت حالتها غامضة.
بعد عدة لحظاتٍ من الصمت, التفت كندريك إلى المجلس أخيراً.
"ولكن هذا غير صحيح," صاح كندريك. "سواءً تمّت المصادقة على الأمر أم لا, كانت تلك إرادة الملك. جميعكم كنتم تحت إمرته, ويجب عليكم أن تحترموا رغباته. لا يمكن لغاريث أن يحكم, يجب أن تتولى جويندولين السلطة."
"أخي العزيز, سيكون ذلك جيداً," قال جوين بهدوء لكندريك, وهي تضع يدها على معصمه.
"ومن أنت حتى تقول أنني لا يجب أن أحكم؟" نطق غاريث أخيراً, غير قادرٍ على البقاء صامتاً أكثر من ذلك. "رغم كل شيء, أنا الابن الأكبر الشرعي للملك, ليس مثلك." قال ذلك بغضبٍ إلى كندريك.
كاد وجه غاريث يحترق من الغضب, وأعرب عن أسفه على الفور. كان يعلم أن عليه أن يبقى فمه مغلقاً, كان عليه أن يصمت ويترك الأمور تأخذ مجراها كي يبدو الأمر وكأن وراثة العرش سقطت عليه, من دون رغبةٍ منه بذلك. ولكنه لم يعد قادراً على تمالك نفسه أكثر. لقد استطاع أن يخبرهم من نظراته إلى عيني كندريك أنّ ذلك الكلام كان يزعجه جداً. كان مسروراً لأنه فعل ذلك.
"هذا يكفي," قال أبيرتول. "القانون هو القانون, أنا آسف. غاريث, نجل الملك ماكجيل الأكبر: أعلن بموجب قانون الطوق التاريخي, أنك ستكون ماكجيل الثامن, ملك المملكة الغربية من الطوق. يرجى من جميع الموجودين الاستماع, هل تمّ ذلك؟"
"نعم!" رد الجميع بصوتٍ واحد.
قام أحد الخدم بضرب العصا المعدنية على أرض الغرفة بقوة, وانتشر صوت الحديد خلال الغرفة.
ارتعش جسم غاريث بأكمله مع تلك الكلمات. كان يشعر بنفسه ينتقل من دنيا إلى أخرى مع تلك الضربة.
ومع هذا الصوت, أصبح غاريث هو الملك.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن من رواية مسيرة الملوك لـ مورغان رايس
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة