مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الشيقة والممتعة مع رواية رومانسية إجتماعية جديدة للكاتبة المتألقة سمر محمدعلي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الأول من رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد.
رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد - الفصل الأول
رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد - الفصل الأول
حيث الأماكن المكتظة بعدد مهول من البشر الباحثين عن الرزق والباعة المتجولون والأسواق الشعبية والمباني المتهالكة المتلاصقة بشكل عشوائى فنجد انه من الصعب أن تنفصل
صعدت فتاة أحد هذه البنايات تحمل في يدها عدة أكياس بلستيكتة تحتوي علي أنواع عديدة من بواقي الخضراوات التي يحتفظ بها التاجر لتشتريها بسعر مناسب لظروفهم المادية
وقفت أمام أحد المنازل وأخرجت مفتاح من الحافظة اليدوية
فتحت باب منزلها بهدوء وحرص شديد حتي لا يتهالك بين يديها مرة آخري وتعاني من محاولات تلصيمة دلفت منزلها لتجد والدتها تفترش الأريكة آمرأة
في العقد السادس علامات القحط متقسمة بوضوح علي خلجات وجهها المجعدة والشقاء يبدو رفيق دربها ترتدي جلباب مرقع ذات نسيج خفيف لا يناسب برودة الشتاء القارسة مستنده علي عكاز تبرع به أمام المسجد لها
ابتسمت لابنتها بضعف وهي تقول : أخيراً رجعتي يا وسام هاتيلي الدوا لحسن مش قادرة أتنفس
تركت وسام ما بيدها وهرعت إلي الغرفة تبحث عن علبة الدواء والتي ثمنها يعادل الراتب التقاعدي لوالدها
وجدتها أسفل الوسادة لكن يا لحظها
ما بداخل العلبة أوشك علي النفاذ ونهاية الشهر يتبقي عليها اثني عشر يوماً إلتقطتها وعادت إلي والدتها تعطيها حبة الدواء مربته علي ظهرها بحنان : بالشفا يا أمه
ابتسمت عزيزة بوهن وهي تقول : أه الحمد لله
قاطع حديثهم طرقات الباب السريعة ومن الأسلوب علمت من الطارق قررت تجاهله بالبداية لكنه مُصر علي تكسير الباب فوق رؤوسهم .. استطاعت اللحاق بالباب المسكين فتحته لتجد اللزج البدين السمج كما تلقبه شقيقتها سلمي أمامها رمقته بنظرات حادة مستهجنة وقالت بضيق : خير
أبتسم صلاح مالك البيت بسماجة وهو يفترسها بنظراته الوقحة وقال : وكل خير يا ست البنات الأجار بتاع الشهر
تمتمت وسام بعدة كلمات لم يفهمها البدين قبل أن تقول بضيق ونفاذ صبر : هو أنا مش لسه دفعاه من ٤ تيام
حك البدين لحيته وهو يتساءل : بجد
أغلقت الباب بوجهه وهي تقول بنبرة حادة تليق بأمثالة : بجد ابقي اسأل المحروسة مراتك
استدارت إلي والدتها المغيبة بفعل قرص الدواء والذي يتحوي علي نسبة ضئيلة من المخدر .. تحولت نظرات عيناها الباردة واضحت حزينه مشفقة ... تعلم أن المرض ينتهك جسدها لكن ما باليد حيلة تنهدت بوجع واتجهت إلي غرفتها بخطوات هادئة دلفتها وجلست علي الفراش المقابل للمرآه تنظر لأنعكاس صورتها بشرود ملامحها بسيطة وهادئة فتاة في منتصف العقد الثاني تملك بشره قمحاوية وعيون بندقية وشعر أسود كثيف به بعض الخصلات البنية
سبق لها زواج في عمر الثامنة عشر ويالها من تجربة مأساوية لا تريد تذكرها
وللقب مطلقة نصيب يشبه نصيب الأسد
ابتلعت ريقها بوجع وهي تتذكر آخر العروض زواج بالسر لمدة أسبوعان لأن راتبه لا يسمح بأكثر من هذا والمقابل دفع إيجار البيت لعام ومن صاحب العرض جارها ونيس من ظنته مالك القلب لكنه راغب بأمتلاك الجسد وكلاهما في عرف الرجال واحد
: أوووف
تأخرت كثيراً عملها بدأ من نصف ساعة والطريق يلزمة ساعة علي الأقل ولا يمكنها ترك والدتها وحيدة وسلمي أين هي حتي الآن
استمعت إلي صوت شقيقتها
فتنهدت براحة الآن فقط يمكنها المغادرة بسلام
تحركت للخارج لتجد سلمي أمامها وكالعادة الدموع تترقرق بمقليتيها ،، مشاكلها لا نهاية لها
سواء مع زوجها أو حماتها
أوقفت شكواها بتحركها إلي الخارج فعقلها لا يتسع للمزيد علبة الدواء بمفردها تكفي بتعكر صفو يومها
ما أن هبطت حتي وجدت طليقها وليد أمامها جالس علي المقهي بيده أرجيلة مؤكد أنها غير نظيفة بالمرة
ابتلعت ريقها بتوتر تخاف منه ومن تصرفاته الهمجية ... ارتفعت يدها بتلقائه إلي رقبتها
تتحسس آثار ماض عنيف عاصرته
حياتها معه كانت عبارة متكونه من ثلاث كلمات الطاعة ثم الطاعة ثم الطاعة
والويل ثم الويل لتمرد تقمصته يوماً
تحركت بخوات سريعة تشبه الركض .. تريد الخروج من مكان معبأ برائحته الكريهة .. ولمساته الحقيرة التي تلازم هواجس أحلامها بعنف
لا تعرف كيف وصلت مقر الشركة سيراً
ربما مقوله
(الخوف يجعل الحمار أسرع من الحصان )
تمكنت منها فهرعت بأقصي قوتها .. علها تهرب منه ومن ماضية
دلفت مقر الشركة بعدما استمعت إلي كلمات الحارس الحانقة لتصطدم بعدي والذي عاجلها بسخرية : لسه بدي يا مدام وسام
تحمحمت وسام بحرج وقالت بعجز : ماحضرتك عارف ظروفي
: طيب طيب خلاص روحي شوفي شغلك
أومأت وسام رأسها باذعان وقالت : أوامرك يا بيه
...............................
في قصر فارس الاسيوطي ...
استيقط حمزه بعد سويعات من النوم المتواصل علي رنين هاتفه تثاءب بضيق وهو يتناوله ليجد أن صاحب الاتصال صديقه هشام
ضغط علي زر الإيقاف وأغلق الهاتف .. رأسه ليس بها فراغ لتحذيرات رفيقة الممله
حاول العودة إلي سلطان النوم مجددا ًلكن جميع محاولته باتت بالفشل .. ألقي الوسادة علي الأرض باهمال واعتدل في فراشه يفرق ظهره بتعب نظر إلي ساعة يده الملقاة بجانبه فوجدها العاشرة انتفض من جلسته كمن لدغة العقرب
موعد العمل كيف تلاها عنه ،، سيستمع إلي عدد لا نهائي من الجمل الحانقة عن كونة رجل لا يطقن شئ سوي مرافقة النساء
سواء من أبيه أو أخيه فكلاهما يتدخلان بحياته بطريقة وقحة لا تعجبه
دلف المرحاض سريعاً يغتسل .. بعد وقت قصير كان بالخارج ،، يرتدي بنطال من الرمادي الداكن وقميص أبيض يلتصق بصدره العضلي باغراء
وبالطبع لن يغفل عن فتح أول ثلاثة أزرار
وهبط إلي الأسفل ليجد والدته جالسة أمام شاشة التلفاز الضخمة سمية سيدة المجتمع الراقي وصاحبه الطبقة المخمليه أغلب وقتها أما في أحد النوادي الشهيرة أو أحد الجمعيات الخيرية التي تدافع عن حقوق الإنسان بوجه عام والاعتناء بالبشرية والمزيد من الطرق السحرية لنضارتها بوجه خاص أقترب منها مبتسماً وقال بلوعة : وحشتيني
التوي ثغر أمه بتهكم ابنها بارع في الكلام لكنها تعرفه خير المعرفة نظرت له بسخرية وقالت بضيق : علي ماما برضه
حك حمزه جبهته بحرج وقال : ياه علي طول فهماني كده
هز سمية كتفيها بلامبالاة فتحرك حمزه للخارج وقد أدرك أن برنامجها المفضل حان عرضه
وسميه تكون شبه مغيبة أمام هذا البرنامج الذي يهتم برشاقة المرأة وجعلها كالعود الفرنسي
استقل سيارته الرياضية والتي قاربت صالحيتها علي الإنتهاء ،، فالسيارات لديه كالجوارب
أو للآدق كالنساء الذي يتنقل بين اجسادهن
يزداد النفور بزيادة العمر والعلاقة بيه النساء والسيارات طردية
أعدل المرآه الأمامية ونظر لنفسه ملياً قبل أن يقول بغرور صنع لآجله : مافيش زيك ياحمزه
مال بجسده قليلاً ليتمكن من التقاط مفكرة عزيزة عليه ،، فتحها وأخذ يتصفح عدة جداول مرتبة بعناية ،، لترتسم ابتسامة عابثة علي ثغره فمن صاحبه الليلة شاهندا
وشاهندا تختلف عن الآخرون تعرف عليها في أحد سهراته المشبوهة كما يريد first use
فتاه لعوب أيقونة من الأنوثة والأغراء طريقها سهل مُمتنع .. شاهندا تدرك قيمتها الفعلية تتمتع بنظرات الرجال المفترسة لجسدها تعلم جيداً رغبته الجامحه بها زير النساء وصاحب العدد ألا نهائي من العلاقات يرغبها إذا فعليها اللعب بطريقتها (شوق ولا تدوق)
لكن هذه السياسة لا تليق بحمزه الاسيوطي
القليل من الامبالاة والنفور لتأتي هي بعرض سخي ،، ليلة واحده مقابل خمسون ألف ،، ويكفي أنه أول المستخدمين
آدار محرك سيارته وانطلق بسرعة عالية
يسابق الزمان ليس لأنه تأخر عن العمل والتي بدأ من ثلاثة ساعات تقريباً بل للتمتع بشفتي ماهي المطليتان بالأحمر القاني
وصدقاً هذا هو الدافع الأول للعمل
......................................
ربته حانية علي يدها افاقتها من شرودها ألتفتت إلي عزيزة متسائلة : مالك يا ماما
هز عزيزة رأسها نافيا وقالت بحزن : مش أنا أنتِ اللي مالك يا سلمي
تنهدت بسلمي بحسرة فماذا تقول أن زوجها المحترم هددها بالطلاق ولتذهب بابنائها الثلاث لمن يتحملها غيرة ،، وأن معاشرتها أضحت حمل ثقيل علي كاهلة ،، وأنه راغب بالزواج من آخري تعيد ترميم ما افستدته بداخله بل وأتي بها حتي تري غريمتها ،، وتتمعن بمستقبلها المجهول لم تشعر بالدموع والتي انسابت بغزارة علي وجنتها ،، وشهقات كتمتها بصدر عزيزة الذي تلقاها بوجع ،، تعرف ما يجش بصدر صغيرتها لكنها عاجرة هل ستطلب منها البقاء ببيت أبيها وهي بالأساس مهددة بالطرد
مسدت عزيزة علي شعر ابنتها القصير وقالت بتردد : ماترجعيش ياسلمي بيت ابوكي مفتوحلك
ابتسمت سلمي بعجز وهي تبتعد عن عزيزة وقد لامست التردد بطلبها
لو امكنها لبقيت هنا وللابد لكن الوضع لم يزداد سوي سواء وسيتضاعف الحمل علي كاهل وسام رؤوف وبرغم ما به من عيوب لكنه يكفي طلبات المنزل بأكملها وهذا الخيط الأخير بعلاقتهم
: مشكلة رؤوف معايا أنا يامه والحق هو مش مخلي العيال محتاجين حاجة بس ادعيلي أدعي ربنا يحنن قلبه عليا
..................................
ولم يكن الشموخ أحد عاداته
دلف مقر الشركة بهدوء متقن ليتمعن بالنظرات التي تأكله
لقد انقلبت الأدوار تماماً الآن تنظر بعين المرأة تجد الرغبة ترقص بعيناها ،، فلم يحتاج الأمر لثوان
التوي ثغرة بابتسامة جانبية واثقة وهو يلج مكتبة ليجد ماهي برفقة عبير
بداخله كاد أن ينفجر ضاحكاً لكنه تماسك باعجوبة عبير وماهي وقد تذوق نكهتهم لكن بالسرية التامة ،، هما أصدقاء لكن ماذا لو علمت عبير بأن الرجل المتيم بها علي علاقة برفيقتها والعكس صحيح
حياهم بصمت ودلف مكتبة وخلف الباب وقف متلصص يرغب بمعرفة أيا ًمنهم ستسبق الأخري
باللحظة الأولي التي ولج بها فكر كلاهما بطريقة لبقه وحجه جديدة لا تثير الشكوك لكن عدي القادم ناحيتهم أضاع عليهم الفرصة
: بتعملي إيه هنا يا انسه عبير
تنحنحت عبير بتوتر عدي الوجه المعاكس لحمزه هو لا يتهاون بالعقاب
: كنت بسأل ميار علي حاجة بس
: وسألتي اتفضلي علي مكتبك وأنتِ يا انسه ميار شوفي شغلك
غادرت عبير سريعاً وميار عادت لعملها بسرعة تشبه سرعة البرق أما حمزه فقد تغيرت معالم وجهه للضيق
توقع عبير أو ميار لكن المطاف أنتهي عند عدي
أبتسم بسخرية وهي يتطلع إلي اخيه الأكبر التي دلف للتو
وضع يداه بجيب سرواله وقال : صباح الخير عدي باشا
احتقن وجه عدي هو يهتف بضيق : لسه جاي يا بيه
اومأ حمزه برأسه وهو يخبره بحالميه : ديه كانت ليلة ولا ألف ليلة وليلة ما تيجي تجرب غير المود بدل ما انت روتيني ممل
رمقه عدي بنظرات ساخطة وهو يقول : لا حد الله أنا راجل متجوز وعندي بنتين ومش عايز أغضب ربنا
التوي ثغر حمزه بتهكم وهو يقول : اللهم قوي إيمانك يا شيخنا
: يابنتي اتقي الله ابوك لو عرف اللي بتعمله ممكن يموت فيها
: عدي باشا أنا واحد مش فاضي لعتاب اتفضل علي شغلك بس خليهم يبعتولي واحد قهوة وقول للبهيم اللي عمله أني بحبها مظبوط
: وسام هي اللي عملتها
وللأسماء المؤنثة إثارة .. من وسام لأول مره يستمع هذا الأسم .. كيف غفل عن وجه جديد بالشركة ونكهة جديدة ربما يختلف مذاقها بفمه
رفع رأسه إلي عدي المستغرب صمته وقال بعبث : طيب ياعدي ابعتلي وسام قبل القهوة
زفر عدي بيأس واستدار مغادر فلا فائدة مع أحمق مثله
الحديث معه يشبه الحديث مع ذوي الاحتاجات الخاصة بل هو الأكثر إعاقة
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الأول من رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض الشهوات
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض الشهوات
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا