مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادي عشر من رواية مصير التنانين وهي الكتاب الثالث من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة,
تابع الجزء الأول من هنا: رواية السعي من أجل البطولة.
تابع الجزء الأول من هنا: رواية السعي من أجل البطولة.
تابع الجزء الثاني من هنا: رواية مسيرة الملوك.
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية المترجمة.
رواية مصير التنانين | مورغان رايس - الفصل الحادي عشر
رواية مصير التنانين | مورغان رايس (الكتاب الثالث في "سلسلة طوق الساحر")
الفصل الحادي عشر
فتح تور عينيه فجأة ونظر إلى أعلى، مشوشاً, في محاولة لمعرفة مكان وجوده. وقف عدد من قادة الفيلق فوق رؤوسهم, وجميع الفتيان الآخرين متناثرين على الأرض, يغطّون في نوم عميق. كان القادة يحثون الفتية بأقدامهم, واضعين أيديهم على أوراكهم, شعر تور بحذاءٍ في جانبه, و نظر إلى أعلى ليرى كولك يحثه على الاستيقاظ. قفز كروهن للدفاع عن تور, وانتقل كولك للصبي الذي يليه, صارخاً, أخذ فأسه وألقاها على الدرع فوق رأس أوكونور تماماً, كان صوتاً مدوياً, وقفز أوكونور على قدميه, وقد فتح عيناه على مصراعيهما.
وقف تور أيضاً, يفرك رأسه, في محاولة لاستيعاب كل شيء. كانوا جميعهم في كهف. كانوا اثنا عشر فرداً من الفيلق, كل في نفس عمره. كان رأسه يؤلمه بشدة, واستطاع أن يرى بزوغ الفجر من الضوء الخفيف الذي دخل المغارة. حاول أن يتذكر.
كان كل شيء مشوشاً. تذكر الليلة السابقة, تسلق المنحدر, والوصول إلى الجزيرة, والاستلقاء هناك. في النهاية, كان الفتية الآخرون قد وصلوا, أيضاً, وأحاط بهم كل من قادة الفيلق, الذي أخبروهم أن يرتاحوا في الليل ليستعدوا في الصباح. لقد انقسموا إلى مجموعات صغيرة بحسب أعمارهم, وكان تور قد ذهب مع ريس, أوكونور, إيلدين والتوأم, وفتية آخرين لم يكن يعرفهم. توجهوا نحو كهوف صغيرة في سفح الجبال الصخرية للجزيرة المهجورة. كان الليل قد خيّم بسرعة, والضباب الكثيف استقر في المكان, لذلك لم يكن تور يستطيع أن يرى ما يوجد هناك.
بالكاد وصلوا إلى الكهف الرطب, واستقروا في الظلام. شخصً ما أشعل النار, وتذكر تور أنه استلقى بجانبها ونام بسرعة.
والشيء الذي يعرفه بعد ذلك, أنه قد أُيقظ.
كانت معدة تور تهدر في ضوء الصباح من الجوع, لكنه لم يتجرأ على قول شيء. لقد نام بملابسه وحذاءه, كما فعل الآخرين, من حسن الحظ أن النار قد جففت ثيابهم قليلاً.
حثّ القادة الصبي الواحد تلو الآخر للخروج من الكهف, وشعر تور بأنه يدفع من الخلف للخروج وتعثّر حين دخل ضوء الصباح القوي في عينيه. كان الضباب الأحمر لا يزال مخيّماً على أنحاء الجزيرة, وكأنه كان يرتفع من الجزيرة نفسها, ولكن على الأقل كان تور يستطيع رؤية الجزيرة في ضوء الصباح أكثر بكثير من قبل. كانت الجزيرة أكثر غرابة حتى مما يتذكر, المناظر الطبيعية الموحشة من الصخور والحجارة, والجبال الصغيرة والفوهات الكبيرة. امتد الأفق إلى مالا نهاية, ولم يكن هناك أشجار في أي مكان. كان تور يستطيع سماع ارتطام الأمواج, المنتشر في كل مكان, وعرف أن المحيط يمتد أدناه, في مكان ما على حافة المنحدرات التي رسمتها الجزيرة في كل اتجاه. كان ذلك تذكير مشؤوم بأنه إذا اقترب أحد من الحافة كثيراً, ربما سيتسبب بوفاته.
لم يستطع تور تخيل كيف سيتدربون هنا. لقد كانت هذه الجزيرة فارغةً جداً, ويبدو أنه لا يوجد هناك أرض للتدريب, ولا حتى أسلحة أو دروع, ولا خيول.
خرج إخوته في السلاح من الكهف ووقفوا معه في ضوء الصباح, كل منهم خائف, يحدق بالمكان, ويرفع يديه ليمنع أشعة الشمس. سار كولك أمامهم, ويبدو غاضباً أكثر من أي مرة مضت.
"لا تفخروا بأنفسكم لأنكم وصلتم إلى هنا," قال كولك. " إذا كنتم تعتقدون أنفسكم أنكم فعلتم شيئا خاصاً, حسناً, أنتم لم تفعلوا شيئاً حتى الآن."
سار كولك جيئةً وذهاباً.
"وجودكم في هذه الجزيرة هو امتياز," تابع. "البقاء هنا ليس حقاً لكم. وليس هدية. ستبقون هنا إذا ,وفقط إذا, كنتم تستحقون ذلك, في كل لحظة من كل يوم. وهذا يبدأ مع الحصول على إذن بالبقاء هنا أولاً. قبل أن يبدأ تدريبك, يجب أن تفوز بإذن من السكان المحليين."
"السكان المحليون؟" سأل أوكونور.
"يسكن هذه الجزيرة قبيلةٌ محاربةٌ قديمة, الكافوس. لقد عاشوا وتدربوا هناك منذ ألف سنة. كل محارب يأتي إلى هنا يجب أن يحصل على إذن منهم. إذا لم تقم بذلك, ستتم إعادتك إلى الطوق. تم تقسيم أفراد الفيلق إلى مجموعات, وسوف يكون كل منكم, بحاجة للحصول على إذن. كلٌّ على حدة. لا يمكنك الاعتماد على الفيلق كله الآن, يجب أن تعتمد على أعضاء مجموعتك فقط."
*
نظر تور إلى مجموعته التي تتألف من ثمانية فتيانٍ, وتساءل.
"ولكن أين هم؟" سأل إيلدين, وهو يفرك عينيه بسبب أشعة شمس الصباح. "الكافوس؟"
"لن يكون العثور عليهم سهلاً," قال كولك. "إنهم لا يريدون أن تجدوهم, إنهم لا يحبون ذلك. وبالنسبة للكثير من المجندين, لن تسير الأمور على ما يرام. هم شعبٌ محارب. سوف يتحدونكم, هذه هي الطريقة التي ستختبرون فيها رجولتكم."
"ولكن كيف يمكننا العثور عليهم؟" أصر كونفين.
عبس كولك.
"هذه الجزيرة كبيرةٌ ولا ترحم, قد لا تجدهم أبداً. يمكن أن تموت من الجوع وأنت تحاول الوصول إليهم. قد تضيع, ولا تستطيع العودة أبداً."
وضع كولك يديه على وركيه وابتسم.
"مرحباً بكم في المئة يوم."
التفت تور و ونظر إلى مجموعته, كان هناك ثمانيةٌ منهم, يقفون هناك, في وسط اللا مكان, ينظرون إلى بعضهم البعض, وهم في حالة ذهول وارتباك. مُستَنفدين. كان أوكونور, إيلدين, التوأم, واثنين آخرين. تعرف على أحدهم, الصبي الجبان, الذي أنقذه تور. وكان هناك واحد آخر, لم يتعرف عليه تور. كان يبدو أنه بعمرهم وقد وقف بعيداً عن البقية, كان شعره داكناً, و ينظر بعيداً بعينيه, مع تجهّمٍ دائمٍ على وجهه. كان هناك شيء فيه لم يعجب تور, شيءٌ بدا ظالماً, شيء ما شرير.
"إذن , ماذا الآن؟" سأل أوكونور.
تذمر الآخرون, و نظروا بعيداً.
"أين هم الكافوس ؟" سأل إيلدين.
هز ريس كتفيه.
"ليس لدي أي فكرة."
"حسناً, لا يمكننا الذهاب إلى الجنوب من المحيط," قال ريس. "لذلك سنتوجه شمالاً, شرقاً, أو غرباً. الأراضي القاحلة التي تحدث عنها كولك تبدو أنها في الشمال," قال, وهو يحدق في الأفق.
"هذه الجزيرة تبدو بأكملها كأرض قاحلة," قال إيلدين.
"أنا أقول بأن نتجه شمالاً, ونرى ماذا سيحدث," قال ريس.
بدا أن الآخرين جميعهم متفقين, انطلق الجميع, وبدأوا مسيرتهم الطويلة. كروهن, يأن, ويسير بجانب تور.
"أنا ويليام," قال الصبي, والتفت تور لرؤية الصبي الذي أنقذه من الغرق, الذي كان خائفاً من تدريب الدرع. كان يسير بجوار تور وينظر إليه بامتنان. "لم يكن لدي فرصة لأشكرك على إنقاذ حياتي, في البحر."
"أنا تور," أجاب, "وليس هناك ما تشكرني عليه."
أحبه تور, كان صبياً رقيقاً مع عيون عسلية كبيرة وشعٍر طويل بعض الشيء, يسقط على عينيه. كان هناك شيء في سلوكه أقلق تور, لقد بدا ضعيفاً. لم يكن يبدو قوياً كالآخرين, بدا وكأنه على حافة الانهيار. أحس تور أن مكانه لم يكن هنا.
سار تور بصمت مع السبعة الآخرين عبر الجزيرة لساعات, كان الصوت الوحيد هو صوت أحذيتهم وهي تسحق الصخور والتراب, كان كل منهم ضائعاً في عالمه الخاص. كان الجو بارداً بشكل غير معتاد لصباح صيفي, حتى مع ارتفاع الشمس الأولى, والضباب الذي ما زال منتشراً, حتى كواحلهم. اجتاح نسيم بارد المكان وبدا أنه لن يتوقف. مشى ثمانيتهم في صمت, جنباً إلى جنب, يسيرون بلا هدف, فقط أراضٍ قاحلة لا تنتهي. كان تور عطشاً, عصبياً, يتساءل إذا كانوا سيجدون ما يبحثون عنه, وغير متأكد أنه يريد ذلك. كان الوجود بين العشرات من أفراد الفيلق يبعث على الاطمئنان أكثر بكثير من وجود ثمانية منهم فقط, كان يشعر أنه الآن عرضة للهجوم أكثر من ذي قبل.
سمع تور صياح حيوان بعيد, لا يشبه صوت حيوان سمعه من قبل. كان يبدو وكأنه نسر ودب معاً. التفت الآخرون و نظروا, أيضاً, وشاهد تور خوفاً حقيقياً في عيون ويليام. نظر تور حوله, في محاولة لتحديد مصدر الصوت, ولكن كان ذلك مستحيلاً. لم يكن هناك شيء, فقط قفار, غارق في الضباب.
نظر الآخرون من الحافة ماعدا الصبي الأخير, ذو الشعر الداكن, واسمه كما يتذكر تور, كان ماليك. كان لا يزال عابساً, وبدا منشغلاً, في عالمه الخاص. بدأ تور في تذكر شيء عنه. لقد تذكر الشائعات التي سمعها عنه, كان هذا الصبي الذي انضم إلى الفيلق عن طريق قتل رجل. إذا كانت الشائعات صحيحة, فقد سمع أنهم جاءوا إلى بلدته لاختيار أفراد للفيلق, ولكنهم لم يختاروه, فاندفع إلى الأمام وقتل رجلاً بضعف حجمه. حينها أعجبوا بذلك, وغيّروا رأيهم, وقبلوا به فرداً في الفيلق. على ما يبدو أنه في كل مجموعة مختارة للفيلق, كما أخبره ريس, يرغبون بأن يأخذوا شخص واحداً مدرباً, قاتلاً لا يرحم. وفي هذه السنة, كان هذا الشخص ماليك.
نظر تور بعيداً, وركز مرة أخرى على المشهد حوله, على المحيط حوله, في محاولة للبقاء يقظاً. نظر تور, وانتبه إلى وجود لون مختلف في السماء, أخضر ممزوج بالبرتقالي, كان غريباً, وقد لاحظ أن الضباب ازداد سماكة, وانتشرت رائحة مختلفة في الهواء, باردة ونقية. كان كل شيء في هذا المكان مختلفاً. كانت هناك قوة يحملها داخله تخبره شيئاً عن هذا المكان, أنه كان مختلفاً, بدائياً, كان يمكنه الشعور بوجود التنين, بقوة أنفاسه.
في الواقع, بينما كانوا يسيرون, لم يكن متأكداً ولكنه كان يشعر كما لو كان داخل مخبأ التنين, يمشي على الضباب الذي تشكل من أنفاسه. كان يشعر وكأن المكان سحري. كان يشبه شعوره حين عبر وادي كانيون, ولكن هنا كان هناك شيء أقوى. كان تور متأكداً من أن المخلوقات الأخرى تعيش هنا أيضاً, لم يكن هناك شيء يبدو أنه يرحب بوجودهم.
"وماذا لو, وجدنا الكافوس, وأجابوا بالرفض؟" تساءل أوكونور بصوت عالٍ, نفس السؤال الذي كان في أذهان الجميع.
"ماذا لو أنهم لم يعطونا الإذن؟" تابع أوكونور. "ثم ماذا؟"
"سنجعلهم يعطوننا الإذن," أجاب إيلدين. "إذا لم يمنحونا إياه, سنقاتل من أجله. هل تعتقد أن أعداءنا في المعركة سيمنحوننا الإذن بغزو مدنهم؟ لهذا السبب نحن هنا, أليس كذلك؟ أليس هذا هو كل شيء؟"
هز ريس كتفيه.
"أنا لا أعرف الغاية من كل هذا," قال. "كل ما أعرفه هو القصص التي سمعتها من أخي الأكبر, كندريك, عن المرة الأولى التي جاء بها إلى هنا, أن صديقاه المقربان ماتا هنا."
شعر تور بقشعريرة حين سمع كلماته. التفت ونظر إلى ريس, كان يبدو أنه جادٌ في كلامه. بدا أن الآخرون أصبحوا أكثر قلقاً من قبل.
""كيف؟" سأل أوكونور.
"لم يخبرني بذلك," أجاب ريس.
"لكن هل تعتقد حقاً أنهم سيسمحون بموت أعضاء من الفيلق هنا؟" سأل كونفال.
"ما الهدف من هذا؟ قتل مجندين من الفيلق؟" أضاف كونفال.
تجاهل ريس, وغرق في الصمت بينما واصل الجميع السير.
"قلت ذلك بنفسك," قال ماليك فجأة. "المجندين."
التفت الجميع نحوه متفاجئين. كان صوته كئيبا وخبيثاً, لقد فاجئ تور, حيث أنه لم يسمعه من قبل. لم يتبادل ماليك النظرات معهم, استمر في التحديق إلى الأمام مباشرة, ويده دائما على مقبض خنجره, ويلعب به كما لو كان أفضل أصدقاءه. كان مقبضاً أسود وفضي يومض في الضوء.
"مجندين," قال. "نحن جميعاً مجندون, لا أحد منا عضو في الفيلق. ليس هناك أحد منا عضو حقيقي حتى يصبح في سن العشرين, ست سنوات متبقية. إنهم يحاولون تصفية النخبة منا. إنهم يريدون أقوى الفرسان في العالم. إذا لم نستطع النجاح بهذا, فإنهم يريدوننا قتلى. إنهم لا يهتمون. لماذا يجب عليهم ذلك ؟ هناك الآلاف من أمثالنا في كل قرية من الطوق."
كان تور يفكر في كلامه بينما غرق الجميع في الصمت واستمروا في السير. لقد اتجهوا أعمق وأعمق في هذا المكان البري, وتساءل تور عن أعضاء الفيلق الآخرين, كل المجموعات الأخرى, أين يكونون الآن, وما هي العقبات التي تواجههم. وشعر بالسرور لأنه في صحبة هؤلاء الأولاد.
بينما مرت ساعات أخرى, حيث بلغت الشمس الأولى ذروتها في السماء, بدأ تور يفقد تركيزه, كان على وشك الانهيار, وفجأة, سمعوا هسهسة بصوت عال وضجيج احتدم بالقرب منهم. ابتعد عن الطريق في الوقت المناسب تماماً, بجانبه, برزت الأرض فجأة. كان يشاهد التربة تتحول إلى اللون البرتقالي, ثم إلى اللون الأحمر المشرق, ثم صوت هسهسة ثم انفجار.
انفجرت الحمم البركانية, عالياً في الهواء, مثيرة الدخان, ومرسلة نيراناً صغيرة في كل اتجاه. أشعلت شعلة صغيرة من اللهب كم تور, وبدأ بضربها بعنف حين بدأت بحرقه. لحسن الحظ, تمكن من اخماده, على الرغم من أنها استمرت فترة كافية للسعه, زمجر كروهن , واستعد لمهاجمة الحمم البركانية.
ركض تور والأولاد الآخرين بعيداً عن انفجار الحمم البركانية, و من حسن الطن أنهم فعلوا ذلك, لأن الأرض من حولهم بدأت بالذوبان.
"ما هذا المكان؟" سأل ويليام, والخوف في صوته.
"دعونا نواصل التحرك," قال ريس.
التفتوا جميعاً واستمروا باتجاه الشمال, سارعوا بعيداً عن الحمم البركانية, ولكن بينما كانوا يبتعدون, فجأة انفجرت حممٌ بركانيةٌ أخرى من الأرض, دون سابق إنذار, على بعد بضع أمتار من السابقة.
صرخ وليام وقفز, تجاوز اللهيب في الوقت المناسب.
سارع الجميع للابتعاد عن هذه أيضاً, ولكن بعد ذلك فجأة, في كل مكان حولهم, انفجرت ينابيع من الحمم. بدأت صوت الهسهسة والفرقعة في كل مكان, واشتعلت الأرض وكأنها حقل ألغام. حتى مع الرعب الذي كان يشعر بتور, لاحظ ذلك أنها خلقت عرضا جميلا من الأضواء.
وقف الجميع متجمدين في مكانهم, خائفين من اتخاذ خطوة في أي اتجاه. كانت الحمم البركانية في كل عشرين قدم من المكان وكان من الصعب التنقل بينهما.
"كيف يفترض بنا الاستمرار عبر هذا؟" سأل ويليام.
"على الأقل إنها انفجرت بالفعل," قال إيلدين. "الآن كل ما علينا فعله هو المشي بينهما."
"ولكن ماذا لو انفجرت الأخريات أيضاً ؟" سأل ويليام.
من الواضح, أنه لم يكن لديهم خيار آخر.
واصل الجميع السير إلى الأمام, في حقل الحمم ,وهم ينتقلون بدقة بين ينابيع الحمم البركانية. لحسن الحظ، لم ينفجر شيء آخر وهم يسيرون, ولكن تور كان على أهبة الاستعداد طوال الوقت.
حين بدا أن حقل الحمم البركانية يصل إلى نهايته, فجأة, انفجر أحد الحمم البركانية, وقد أخذت كل منهم على حين غرة. لقد انفجرت بالقرب من أوكونور تماماً, قريبةٌ جدًا بحيث لم يستطع الخروج عن الطريق في الوقت المناسب. ملأت صرخاته الجو, وبينما كان يفعل, انتشرت رائحة اللحم المحترق. احترقت عضلة يد أوكونور اليسرى بشدة بكتلة من الحمم, صرخ أوكونور بينما كانت ألسنة اللهب تتصاعد من سترته. كان ماليك يقف بجانبه تماماً, حيث كان بإمكانه المساعدة في إخماده بسهولة, لكنه لم يفعل.
قفز تور وريس على أوكونور, وضربا على يديه وقدميه, لإخماد النار. صرخ أوكونور, ورأى تور أن الحرق كان سيئاً للغاية ويبدو مؤلماً بشكل لا يصدق.
سحب ريس وتور أوكونور على قدميه, ومزّق تور قطعة من قماش سترته ليلفها حول ذراع أوكونور.
"لماذا لم تساعده؟" صاح ريس في ماليك. "كنت واقفاً بجانبه تماماً, كان يمكنك إخماد النار."
كان تور يفكر في نفس الشيء.
تجاهل ماليك, غير مكترث, وقد ابتسم في الواقع في وجوههم.
"لماذا يجب أن أفعل ذلك؟" سأل. "لماذا يجب أن أهتم إذا احترق؟"
حدق به تور, غير مصدق ما يقوله.
"هل تقول أنك غير مهتم بحماية إخوانك؟" سأل إيلدين.
ابتسم ماليك, وشعر تور بالشر في عينيه.
"بالطبع لا. في الواقع, يمكنني أن أقتل كل واحد منكم إذا كان هذا يعود بالنفع عليّ."
لم تختفي ابتسامته أبداً, وكان تور يرى مدى الجدية في كلامه. مجرد النظر في عينيه, ورؤية عمق شره, تسبب بقشعريرة سرت في جسده.
حدق الآخرون فيه, مندهشين.
"يجب علينا جميعاً أن نقتلك الآن," أجاب إيلدين.
"إذا قم بذلك," قال ماليك. "أعطني سبباً لقتلك."
تقدم إيلدين خطوة تجاهه, سحب سيفه, ولكن فجأة, وقف التوأم بينهما.
"لا تضيع وقتك," نصح كونفين إيلدين. "إنه لا يستحق ذلك."
توقف إيلدين, مقطباً, ثم التفت في النهاية وابتعد.
كان كروهن بجانب تور, وكان من الواضح أنه لم يحب ماليك أيضاً. كان يزمجر بهدوء تجاهه, وفرو ظهره يقف كلما نظر إليه.
"دعونا نخرج من هذا المكان," قال ريس. "هل يمكنك المشي ؟" سأل أوكونور, الذي وقف بينهم, يتنفس بصعوبة ويمسك ذراعه.
أومأ أوكونور.
"إنه يؤلم كالجحيم, ولكنني سأكون بخير."
تابع الفريق السير, وبدا الجميع وكأنهم على حافة الانهيار, يبحثون بعيونهم عن مزيد من الحمم البركانية. أخيراً, بعد ساعة, كان تور واثقاً أنهم تجاوزوها, بدأ يقلل من تركيزه.
وهم يتابعون السير, حيث أصبحت الشمس في كبد السماء, بدأ تور يتساءل إلى متى سيستمر هذا, وعمّا إذا كانوا سيجدون الكافوس. أو أنهم ربما أصبحوا ضائعين الآن؟
"كيف لنا نعرف أننا نسير حتى في الاتجاه الصحيح ؟" نادى ويليان المجموعة, مردداً ما كان يدور في أذهان الجميع.
لم يقابله غير الصمت, وصفير الريح. كان هذا الرد كافٍ, لم يكن أحد يعرف.
ساعة بعد ساعة, بينما كانوا يسيرون, والأوساخ والحجارة تُطحن تحت أقدامهم. كان تور يزداد تعباً وجوعاً, وفوق كل ذلك عطشاً. كان الصباح البارد قد تحول إلى يوم حار, والرياح تجلب الغبار والهواء الساخن فقط. كان يمسح شفتيه, وأدرك أنه سيفعل أي شيء للحصول على قطرة ماء.
نظر تور وبدأ يرمش بعينيه حين اعتقد أنه لمح شيئا يركض على مسافة منه. لقد بدا لأنه أنه شيءٌ يشبه النعامة, على الرغم من أنها ظهرت واختفت بسرعة, لم يكن متأكداً. هل يمكن أن يكون؟ حيوان في هذا المكان, في وسط العدم؟
حدق بعينيه النصف مغمضتين إلى النور, كان ضباب الصباح قد تلاشى تقريباً, واعتقد أنه رأى سحابة صغيرة من الغبار.
"هل رأيت ذلك؟" سأل تور.
"ماذا؟" قال ريس
"رأيت," قال كونفين. "بدا وكأنه نوع من الحيوانات."
تساءل تور. بينما استمر جميعهم في السير, فجأة, انطلق حيوان بسرعة أمامهم. سحب الجميع سيفه, ولكن الحيوان يتحرك بسرعة كبيرة جداً, وانحرف بعيداً في الثانية الأخيرة.
"ما هذا بحق الجحيم؟" سأل كونفال.
لقد رآه تور هذه المرة بالتأكيد, كان جسمه أصفر وأسود, له بطن مستديرة, طويل, نحيف الساقين, لا يقل عن عشرة أقدام, مع, أجنحة سميكة قصيرة, ورأس ضخم. كان يشبه النحلة ولكن على ركيزتان طويلتان.
فجأة, ظهر واحد آخر مندفعا من العدم, متجهاً نحوهم. كان يصرخ حيث يتجه, يرفرف أجنحته مع ضجيج صاخب, ويبدو أنه يندفع باتجاه تور. سحب تور سيفه, مبتعداً عن الطريق في الثانية الأخيرة. حرك تور سيفه باتجاهه, ولكن الوحش كان سريعاً, حيث أنه لم يقترب منه حتى. زمجر كروهن بغضب شديد ثم انقض عليه, ولكنه لم يصبه أيضاً. لم يعرف تور كيف يمكن أن يتحرك شيء كبير هكذا بهذه السرعة. ترك الوحش كدمة على ذراعه.
بدا على وجه الآخرين الحيرة, ولكن ريس أومأ بعلمه.
"الشوكران," قال ريس, بهدوء. "إنه غير مؤذٍ, إلا إذا قمت باستفزازه."
"غير مؤذٍ؟" قال أوكونور. "هذا لا يبدو غير مؤذٍ."
"استفزازهم كيف؟" قال إيلدين. "هل تقصد, مثل الذهاب إلى أراضيها؟ لأن هذا هو بالضبط ما نفعله الآن."
تفحص تور الأفق حيث كان هناك المئات من الشوكران, ينطلقون في كل اتجاه, يرفرفون بأجنحتهم مع صوت أزيز, يصنعون ضجيجاً كبيراً مثل عش دبابير. كانت تسير يمنة ويسرة, وقد توقف الأولاد الثمانية في مساراتها. وقفوا هناك, متجمدين, لا يعرفون ما يجب القيام به. كان من الواضح أنهم إذا استمروا في المضي قدماً, سيتعرضون لهجوم.
"تراجعوا ببطء," قال ريس. "لا تبعدوا أعينكم عنهم, وإلا سيأخذون هذا على أنه علامة على ضعفكم."
تراجع كل منهم بحذر, خطوة واحدة في وقت واحد, وبعد عدة دقائق. تجاوزوا مسافة كافية ليكونوا بأمان بعيداً عن الطريق.
"لا يمكننا أن نستمر في هذا الاتجاه," قال كونفال.
"لنأخذ هذا الطريق," قال كونفين.
انعطفوا إلى اليمين, وأخذوا درباً ضيقاً بين جبلين. بمجرد خروجهم من نطاق الشوكران, بدأوا في الهرولة, في محاولة للابتعاد أكبر قدر ممكن عن المخلوقات.
"هل تعتقد أنهم سيلحقون بنا؟" سأل أوكونور.
"آمل أن لا يفعلوا," قال وليام.
استمروا في الهرولة لما يقارب الساعة, حتى خرجوا أخيراً من الجانب الآخر من الجبال, ووجدوا أنفسهم في منطقة جديدة.
عاد الجميع إلى السير, يتنفسون بصعوبة, والعرق يغطي تور. لقد أصبحوا في فترة ما بعد الظهر, وكان يمكن لتور أن يفعل أي شيء ليشرب. نظر حوله ورأى أن الآخرين قد استنفدوا أيضاً.
"هذا غباء," قال ويليام أخيراً. "كيف سنعثر عليهم؟ من الممكن أننا نسير في الاتجاه الخاطئ؟"
"يجب علينا فقط أن نتابع السير," قال ريس.
"السير إلى أين؟" سأل إيلدين, محبطاً.
"ربما هذا هو التدريب فقط," قال أوكونور. "أن نقتل جميعاً, ربما لا وجود للكافوس أصلاً. ربما الأمر برمته اختبار, ليروا كم يمكن لنا أن نذهب قبل أن ندرك الأمر ونعود. ربما هم ينتظرون عودتنا إلى المكان الذي بدأنا منه."
"هذا أمر سخيف," قال إيلدين. "هذه مهمتنا, لن نتراجع أبداً."
توقف ويليام, وتوقف الجميع ونظروا إليه.
"أعتقد أننا يجب أن نعود," قال.
"إذا لم تتابع السير," قال ماليك, "سأقوم ب.."
قبل أن يتمكن من إنها كلماته, فجأة سمعوا صوت خطوات على الأرض الصحراوية.
انتبه تور في الوقت المناسب ورأى عشراتٍ من أشرس المحاربين, يتجهون نحوه. كانوا يرتدون الأسود جميعهم, أيديهم وأرجلهم مفتوحة في الهواء, مع قبعاتٍ حمراء كبيرة على رؤوسهم. كانوا طوال القامة بأكتاف واسعة وعضلات منتفخة, يحملون السيوف والأدرع وجميع أنواع الأسلحة الفتاكة. أطلقوا صرخة معركة شرسة.
"أعتقد أننا وجدناهم," قال ماليك.
الكافوس, لقد أتوا من العدم, ولم يبد عليهم أنهم مسرورون.
التفت تور والآخرون, و واجهوهم, ولكن لم يكن لديهم وقت كافٍ لفعل شيء. لم يسحب أي منهم سيفه, كان الجميع غير واثقٍ إذا كان يجب استفزازهم أو محاولة تحقيق السلام معهم.
"لقد أتينا لنأخذ الإذن بالبقاء هنا!" صاح ريس, بينما كانوا متجهين نحوهم, محاولا تهدئتهم.
"مستحيل!" صرخ زعيمهم.
كان تور والآخرون يريدون سحب سيوفهم, ولكن الآن, فات الأوان.
انقض الكافوس عليهم. كانوا يتحركون بسرعة لم يستطع تور تخيلها, ورأى تور إخوته يرفعون سيوفهم ودروعهم. علت رنة المعادن حين صدوا ضرباتهم.
رفع تور سيفه لصد ضربة قبل أن تصل إلى كتفه. كانت الضربة قوية جداً وشرسة, تعثر تور عدة خطوات إلى الوراء. وبينما كان ينظر إلى الأعلى, وجه محارب الكافوس سيفه مرة أخرى, ولكن تور صد هذه أيضاً. ولكن بعد ذلك, تقدم رجل ضخم من الكافوس, بلحية بريّة طويلة, انحنى وركل تور بقوة في صدره. أرسلته الضربة عدة أقدام إلى الخلف.
زمجر كروهن بغضب شديد وانقض على المحارب, واستطاع إبقاءه بعيداً ومنعه عن مهاجمة تور بينما كان على الأرض.
كان التوأم ملقيان على الأرض أيضاً, مع ويليام, ريس وأوكونور. إيلدين, مع قوته الهائلة, كان قادراً على تسديد الضربة بعد الأخرى, ولكنه تعرض للضرب من الظهر. لم يستطع تور أن يفهم قوة الكافوس الهائلة, ولماذا كانوا عدائيّين إلى هذه الدرجة. كان يعتقد أنهم سيمنحونهم الإذن ببساطة. ولكنه فهم الآن أنهم بحاجة للقتال من أجل ذلك.
تدحرج تور للابتعاد عن الطريق بينما اتجه سيف إلى وجهه. غرس نصل السيف في التراب, واستغل تور الفرصة للتأرجح حوله واستخدم درعه لضربه في ضلوعه. لهث الرجل وانهار على ركبتيه. قفز تور على قدميه وركله.
لكن تور هوجم من جانب آخر, ودفع إلى الأرض. سقط بقوة, ووجهه في التراب. حاول الالتفاف, ولكن رجل الكافوس ثبته على الأرض بقدمه, رجل أكبر منه بثلاث مرات. اقترب الرجل لخدش وجه تور, وحاول تور إبعاده عنه. لكن الرجل كان قوياً جداً. استمر تور بالالتفاف للابتعاد, وفي الثانية الأخيرة, حلقت أصابع الرجل وغرست في التراب.
حاول تور إبعاد الرجل عنه, ولكنه كان قوياً جداً. تدحرج عدة مرات, وبقي الرجل فوقه, مثبتاً تور على الأرض. مد الرجل يده ورأى تور أنه يحمل خنجر مقوس وكان يوجهه نحو وجهه. لم يكن هناك ما يفعله حيال ذلك. أعد نفسه للألم فقط.
ظهر كروهن, يزمجر, وعض الرجل من جانب رأسه. صرخ وابتعد عن تور. ثم ظهر إيلدين, وركل الرجل بقوة في صدغه. قفز تور على قدميه, إلى جانب إيلدين, وهو يشعر بالامتنان لكروهن وإيلدين أكثر من أي وقت مضى.
"أنا مدين لك بواحدة," قال.
هجم المزيد من المحاربين, ورفع كلاهما سيفه وصدوا الضربات. تصدى تور, ذهاباً وإياباً, وعلا صوت رنين السوف, ولكنه كان بالكاد متماسكاً ضد هؤلاء الرجال. لقد كانوا أقوياء وسريعين جداً. لم يتمكنا من منعهم لفترة أطول.
تور, يائساً, بدأ يشعر بقوة, بالطاقة داخله. شعر بارتفاع حرارته, من ساقيه وذراعيه وكتفيه, وعبر كفيه. فجأة دُفع السيف من يده وسقط, وجد تور نفسه أعزلاً. اقترب رجل من الكافوس, وبدأ بأرجحه سيفه, وبينما كان يفعل, شعر تور بقوة حارقة في كفيه. كان عليه أن يثق بغريزته. غرس قدميه في الأرض, بسط كفه نحو الرجل, وأخرج طاقته.
حين فعل, طارت كرة ذهبية من الطاقة من يديه وضربت الكافوس في صدره. أرسلته الضربة إلى الخلف, عشرين قدماً, وهو يصرخ, وسقط على ظهره. كان ملقاً هناك, فاقداً للوعي.
يجب أن يكون الآخرين قد لاحظوا ذلك, لأنهم جميعهم التفتوا و نظروا إلى تور,
مذهولين. بسط تور كفيه, يرمي الرجل بعد الآخر. كانت الكرة الذهبية تطير, وتضرب كل كافوس, وترسله ليسقط على ظهره. ضرب أولاً الرجل الذي هاجم ريس, ثم إيلدين, ثم أوكونور, ثم الآخرين. لقد أنقذ كلّ إخوته, متجنباً كل ضربة يتلاقها من مهاجم.
كان هناك رجل كافوس, أضخم من غيره, مع درع مختلف اللون, بدا وكأنه زعيمهم. اندفع نحو تور, التفت تور وأطلق كرة الطاقة في وجهه.
لكن تور صدم لرؤية الرجل يبعدها قبل أن تصل إليه بواسطة درعه.
تقدم الرجل ثلاث خطوات نحو تور, أمسك به من قميصه, ورفعه عالياً في الهواء, عدة أقدام, حتى التقت عيونهما معاً. حمله هكذا, يحدق به, مقطباً.
شعر تور بطاقة هائلة تتدفق من خلال الرجل, وأدرك, أنه أياً كان هذا الرجل, فهو عاجز في قبضته. إذا أراد الرجل أن يقتله, لن يكون بوسع تور أن يفعل شيء.
بينما كان يحمله في الهواء, وبعد عدة ثواني, ببطء تغيرت ملامح وجهه, وتحولت إلى ابتسامة.
"لقد أحببتك," هدر الرجل, بصوت عميق وقديم. "أتمنى أن تبقى هنا."
انحنى, وألقى تور في الهواء, سقط في التراب بقوة, وتدحرج عدة مرات.
كان يرقد هناك, يتنفس بصعوبة, وينظر إلى المحارب.
ضحك الرجل, ثم أدار ظهره, وبدأ يسير بعيداً.
"أهلاً بكم في جزيرة الضباب," قال الرجل.
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادي عشر من رواية مصير التنانين لـ مورغان رايس
تابع من هنا: جميع فصول رواية مصير التنانين
تابع من هنا: جميع فصول رواية مصير التنانين
تابع أيضاً: جميع حلقات رواية ماوراء الغيوم (روايات سعودية)
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية الشرف بقلم قسمة الشبيني
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا