مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العشرون من رواية مصير التنانين وهي الكتاب الثالث من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة,
تابع الجزء الأول من هنا: رواية السعي من أجل البطولة.
تابع الجزء الأول من هنا: رواية السعي من أجل البطولة.
تابع الجزء الثاني من هنا: رواية مسيرة الملوك.
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية المترجمة.
رواية مصير التنانين | مورغان رايس - الفصل العشرون
رواية مصير التنانين | مورغان رايس (الكتاب الثالث في "سلسلة طوق الساحر")
الفصل العشرون
لم يستطع تور أن يتذكر كيف قام بالإبحار, وكيف حصل على هذه السفينة, ولكنه كان يعلم بأنها الرحلة التي يجب عليه القيام بها. وبطريقةٍ ما كان يرى هذا المكان في أحلامه دائماً, في مكانٍ ما داخل عقله الباطن. كان لديه شعورٌ يقينيّ بأن أمه تعيش هنا.لم يفكر تور بوالدته بشكلٍ حقيقيٍّ من قبل. تمّ إخباره دائماً بأنّ والدته توفيت أثناء ولادته, وكان دائماً يشعر بالذنب حيال ذلك. ولكن الآن, وهو يقترب من هذه الجزيرة, أحس بوجودها هنا, بأنها كانت بانتظاره على الدوام.وفجأة جاءت موجةٌ ضخمةٌ جداً, رفعت السفينة عالياً في الهواء, شعر تور بنفسه يرتفع أعلى وأعلى في المحيط. ازدادت سرعة الموجة كثيراً كموجة تسونامي كبيرة, وأخذت تدفعه نحو الجزيرة, أسرع وأسرع.وبينما أخذ يقترب من الجزيرة, رأى شخصاً وحيداً يقف على قمة المنحدر. كانت امرأة, تلبس رداءً أزرقاً فضفاض, كانت تميل رأسها إلى الأسفل وتمد يديها على جانبيها بكفيها المفتوحين. أشرق ضوءٌ قويٌّ جداً من حولها, لقد كان يشع من كفيّها, وأطلق أشعة قوية تشبه البرق. كانت أضواءً مشعّةً جداً, لدرجة أن تور لم يستطيع أن ينظر إليها من دون أن يغطي عينيه بيده.
لم يكن يستطيع رؤية وجهها أبداً.أحسّ بأنها كانت هي, أكثر من أيّ شيءٍ آخر, أراد أن يرى وجهه, لمعرفة إذا ما كانت تشبهه.
"أمي!" صاح تور عالياً.
"ابني," جاء صوتٌ ليّنٌ من مكان ما.
كان صوتاً رحيماً جداً, أكثر صوت مطمئنٍ سمعه تور طوال حياته كلها. كان يتوق إلى سماعه مرةً أخرى.وفجأةً انهارت تلك الموجة, وأخذت السفينة تهبط إلى الأسفل أكثر فأكثر, ثمّ هبطت بسرعة كبيرة وارتطمت بالصخور بقوة.استيقظ تور فجأة, وجلس على الفور وهو يتنفس بصعوبة.كان الفجر قد بدأ يبزغ في الأفق البعيد, نظر حوله ورأى أعضاء الفيلق متناثرين في كل مكان وغارقين في نومٍ عميق.
أدرك تور أنه كان يرى حلماً, لقد بدا ذلك الحلم واقعياً جداً.وبينما كان يفكر تور في الأمر, تذكر أنّ هذا هو اليوم المنتظر. اليوم الأخير من رحلة المئة يوم. اليوم الذي يخاف منه الجميع.لقد أحسّ تور بأنه كَبُر مئة عام منذ أن وصلوا إلى هنا قبل مئة يوم. لم يصدق أنّه استطاع تجاوزها, لقد كان هذا يومه الأخير. لقد كانت فترةً صعبةً جداً, كل يوم كان أصعب من الذي قبله, وكل تدريبٍ كان أقسى, الأمر الذي جعله هو وأصدقائه أقوى وأشد.
أصبحت الأيام أطول وأطول, كما أنه تعلم استخدام جميع الأسلحة المعروفة, وحتى بعض الأسلحة الغير معروفة, لقد تدربوا في جميع الأماكن التي يمكن تخليها, من المستنقعات إلى الأنهار الجليدية, كانوا يصرخون منذ الصباح الباكر حتى آخر الليل. كان قد أُعيد أكثر من شخصٍ من إخوته, أُعيدوا إلى الوطن وحدهم على متن قاربٍ صغير. كان قد جُرح الكثير من الفتية. كما قُتل اثنين منهم عن طريق الخطأ, كانا قد انزلقا من قمة المنحدر في أحد الأيام العاصفة. لقد مروا بجميع التجارب والمحن التي يمكن مواجهتها, قاتلوا الكثير من الوحوش, واستطاعوا النجاة من جميع الأحوال الجوية. كانت هذه الجزيرة لا ترحم أحداً, وينقلب الطقس فيها من الحر إلى البرد دون أيّ إنذار, وعلى ما يبدو أنه لا يوجد فيها سوى فصلين فقط.
جلس تور هناك, وكروهن مستلقٍ بجانبه, بينما كان يفكر في هذا اليوم الأخير. أراد أن يستلقي مرةً أخرى ويعود إلى النوم, ولكنه يعرف أنه لا يستطيع ذلك. هذه المئة اليوم قد حولته إلى شخصٍ آخر, وكان مستعداً لمواجهة أي شيءٍ يمكن له أن يلقاه.
جلس تور ينتظر في ضوء الصباح الباكر. قريباً سوف ينهض الجميع ويستعدون, من أجل الشروع في المهمة النهائية. ولكن حتى يفعلوا ذلك, يمكنه الجلوس هناك كونه أول من استيقظ من بين الجميع, والاستمتاع بالصمت السائد في المكان, ومشاهدة إشراقة الشمس للمرة الأخيرة على هذا المكان.
وقف تور مع الآخرين, على الشاطئ الصخري الضيق. وضع يديه على خصره وأخذ ينظر إلى البحر المليء بالعواصف, وهو يحس بقشعريرة الهواء البارد في هذا الفصل الجديد. لقد تعلم أن يكون معتاداً على الأحوال الجوية السيئة فهو لم يعد يرتجف عند حدوث عاصفة باردة أمامه. حدّق تور بالبحر الكبير أمامه, بعيونه الرمادية اللامعة, وشعر بأنه أصبح قويّاً وصلباً, لقد شعر بأنه أصبح رجلاً.وقف إخوته بقربه, وكروهن بجانبه, بالقرب من أسطول القوارب الخشبية الصغيرة التي كانت تستعد للإبحار من أجل الاختبار النهائي لرحلة المئة يوم. انتظروا جميعاً بقلق, وكولك يسير بينهم بخطىً ثابتة. كان ينظر باستياءٍ وبتوتر كما هو دائماً.
"أنتم يا من استطعتم أن تتجاوزا الصعاب وتصلوا إلى هذا اليوم, ربما تريدون أن تهنؤوا أنفسكم من أجل ذلك. ولكن انتظروا, بقي لديكم يومٌ واحدٌ أخير, وهذا اليوم هو الذي سيحدد الرجال الحقيقيين منكم. إذا استطعتم البقاء على قيد الحياة, سوف تعودون كأعضاء حقيقيين في الفيلق. كل التجارب والتدريبات التي تعرضتم لها, كانت جميعها استعداداً لما أنتم على وشك القيام به اليوم."توقف كولك والتفت, وأشار بيده نحو الأفق."تلك الجزيرة التي تلوح في الأفق," قال كولك. "يعيش عليها تنينٌ وحيد, منبوذٌ من أرض التنانين. لقد عشنا هنا خلال المئة يومٍ الماضية وكنا محظوظين لأنه لم يقم بأيّ هجومٍ علينا. يبذل المحاربون الأشداء قصارى جهدهم لتجنب هذا المكان. ولكننا اليوم سوف نذهب بأنفسنا لزيارة هذه الجزيرة."يقوم هذا التنين بحراسة كنزٍ كبير, صولجانٌ ذهبيٌّ قديم. يُحكى أنه يخبأه في عرينه العميق. يجب عليكم أن تجدوا الوادي الذي يسكن فيه التنين, وتنزلوا إليه, ثمّ تعثروا على الصولجان وتحضروه معكم."
علت بعض الدمدمات العصبية من مجموعة الفتية وهم يحدقون ببعضهم البعض, والخوف يملأ عيونهم. خفق قلب تور بشدة وهو يفكر بذلك وينظر إلى البحر, وإلى تلك الجزيرة البعيدة, المغطاة بالضباب الكثيف. استطاع تور أن يشعر بالطاقة الموجودة فيها حتى من مكانه هنا. استطاع تور خلال المئة يومٍ الأخيرة أن يطور مهاراته بشكل كبير, وأصبح قادراً الآن على أن يكون أكثر حساسيةً للاستشعار بالطاقة, حتى من المسافات البعيدة. استطاع أن يحسّ بأن مخلوقاً ضخماً يعيش هناك, مخلوقاً قديماً وبدائياً, لقد كانوا في طريقهم إلى خطرٍ كبير.
"اركبوا بالقوارب وتحركوا!" أمرهم كولك بصوته القوي.
ركضوا جميعاً نحو القوارب الصغيرة, التي كانت تهتز بقوةٍ على الشاطئ, وتتكدس بجانب بعضها البعض, حمل كل قارب حوالي عشرة فتية. ركب تور مع ريس وأوكونور وإيلدين والتوأم, كلّ منهم جلس على المقاعد في القارب وأمسك بالمجاذيف.وقبل أن ينطلقوا, رأى تور ويليام لا يزال واقفاً على الشاطئ, والخوف في عينيه. في الواقع كان تور متفاجأً من وصول ويليام إلى هذه المرحلة, كان يتوقع منه أن ينسحب في كل تجربة يخوضونها. ولكن الآن, هذا الاختبار الأخير ويجب عليه أن يتجاوزه.
"قلت لكم أن تركبوا القوارب!" صاح كولك, وهو يسرع باتجاهه, كان الصبي الأخير المتبقي على الشاطئ.حدق به ويليام بعينيه الواسعتين."أنا آسفٌ يا سيدي, ولكن لا يمكنني القيام بذلك," قال ويليام بخنوع.
جلس تور هناك ينظر إليهم, وقاربهم يهتزّ بعنف. كان حزيناً جدا لأجل ويليام, لم يكن يريده أن يرحل الآن, بعد كل تلك الأمور التي استطاع تجاوزها.
"لا أريد أن أخبركم في كل مرة," صاح كولك.
"إذا لم تركب القارب الآن, فستكون خارج الفيلق. كل ما قمت به سيكون من أجل لا شيء, سيذهب كل شيء وإلى الأبد."
"أنا آسف," قال ويليام. "أتمنى لو أنني أستطيع فعل ذلك. هذا الشيء لا يمكنني القيام به."
"وأنا أيضاً لا أستطيع فعل ذلك," جاء صوت آخر من بعيد.
نظر تور نحو الصوت, ورأى فتىً آخر أكبر منهم, يقفز من أحد القوارب الأخرى, ويقف على الشاطئ.وقف كلاهما هناك على الرمال, مطأطئين رؤوسهم بخجل.أمسك كولك بكلٍّ منهما, ودفعهما إلى الأمام بعيداً عن الأولاد الآخرين. شعور تور بشعورٍ رهيب من أجلهما. كان يعلم أنهما سيوضعان على قوارب صغيرة وسيتم إعادتهما إلى المملكة, وهذا سيكون وصمة عار عليهما طوال حياتهما.وقبل أن يتمكن تور من التفكير بذلك بعمق, اقترب قادة الفيلق من كل قارب, وأعطوه دفعةً قوية, مرسلين القوارب إلى داخل البحر. شعر تور بالقارب يتحرك تحتهم, ثمّ خلال لحظات تناول المجذاف, كالآخرين.كانت أمواج البحر تصبح أقوى كلما تقدموا أكثر, وسرعان ما أصبحوا بعيدين عن الشاطئ, عالقين في الأمواج القوية, ويتقدمون نحو جزيرة التنين.وبينما كانوا يقتربون منها, حاول تور أن يرى الجزيرة بوضوحٍ أكبر, ولكنها كانت مغطاةً بالضباب الكثيف على جميع شواطئها.
"سمعت أن التنين الذي يعيش هناك يأكل رجلاً كل يوم على الفطور," قال أوكونور.
"كنت متأكداً أنهم سيجهزون لنا شيئاً كهذا من أجل اليوم الأخير," قال إيلدين.
"فقط عندما اعتقدنا أننا سننتهي من كل هذا."نظر ريس إلى الأفق, ثمّ قال.
"لقد سمعت قصصاً عن هذا المكان من إخوتي, عن قوة التنين التي لا يمكن تخيلها. لا توجد وسيلةً لمواجهته وجهاً لوجه, حتى لو اجتمعنا كلّنا معاً. يجب علينا فقط أن نتعامل مع الأمر بحذر وألّا نيقظه. الجزيرة كبيرةً بما فيه الكفاية, ومن الممكن أن يكون نائماً. كل ما علينا القيام به اليوم, هو البقاء على قيد الحياة."
"وما هي فرصنا في البقاء على قيد الحياة؟" سأل أوكونور.تجاهله ريس.
"سمعت أنّ بعض الفتية لم ينجوا خلال السنوات الماضية," أضاف إيلدين.
"ولكن الكثير منهم استطاع فعل ذلك."ازداد قلق تور بينما كانت الأمواج الكبيرة تسحبهم وتقترب بهم إلى الشاطئ. أصبح التجديف اسهل, وسرعان ما أصبح باستطاعتهم رؤية الخطوط العريضة المميزة للشواطئ. كانت الشواطئ تتكون من الكثير من الصخور الحمراء ذات الأشكال والأحجام التي لا يكمن حصرها, كانت متوهجةً ومشرقة, كما لو أنها كانت داخل النيران. كانت تثير ضوء قوياً, كشاطئ الياقوت. لم يرى تور أيّ شيءٍ يشبه ذلك من قبل.
"أوريسيست," قال كونفال, وهو ينظر إلى تلك الصخور. "تقول الأسطورة أنك إذا أعطيت واحدةً منها إلى الشخص الذي تحبه, فإنها ستنقذ حياته."خلال دقائق وصلت القوارب إلى الشاطئ, قفز تور إلى خارج القارب مع كروهن, كما فعل الجميع. ثمّ قاموا بسحب القوارب حتى وصلت إلى جانب الصخور. كانت أقدامهم تسحق كل شيءٍ يدوسون عليه. نظر الفتية إلى الأسفل وأخذوا يلتقطون بعضاً من الصخور الحمراء المتوهجة.فعل تور الشيء نفسه. أمسك بصخرةٍ صغيرةٍ منها ورفعها إلى الضوء, ثمّ تأملها. لقد كانت تشع مثل جوهرة نادرةٍ تحت ضوء الصباح.
أغلق كفه على ذلك الحجر وأغمض عينيه, أحس بقشعريرة تسري في جسده وهو يركز بقوة. لقد استطاع أن يشعر بقوة هذه الصخرة وهي تسري داخل جسده. لقد كان كونفال محقاً, إنها أحجار سحرية.رأى تور الأولاد الآخرين يضعون الكثير من هذه الصخور في حقائبهم, كتذكارات. أخذ تور حجراً واحداً وقام بدسّه عميقاً في جيبه. لقد كان حجر واحد كافياً بالنسبة له. لم يرد تور هذا الحجر لنفسه, كان يريده من أجل إعطاءه لشخصٍ واحد فقط: جويندولين.
بدأ الجميع بالصعود على الضفة المنحدرة, وهي المدخل الوحيد المؤدي إلى المنحدرات الحادة. كان الضباب يهب عليهم بقوة, وكان من الصعب أن يرى بعيداً, ولكن تور تمكّن من أن يجد مساراً ضيقاً, يشبه الممرات العادية تقريباً مغطاً بالطحالب, ويؤدي إلى الجانب الآخر من الهاوية.أخذوا جميعاً ذلك الطريق برتل واحد, كان تور ينزلق قليلاً بسبب موجات المحيط التي تنثر رذاذها على كل شيء, وتجعل الطريق زلقاً. حاول أن يحافظ على توازنه بينما هبت عليهم عاصفةٌ قويةٌ من الرياح .وأخيراً, استطاعوا الوصول إلى القمة. وقف تور على تلك الهضبة المعشبة مع الآخرين في ذروة جزيرة التنين, ونظروا إلى المكان حولهم. كانت الطحالب الخضراء الداكنة تغطي الجزيرة على امتداد ما استطاعوا رؤيته, والضباب كان يغطي أغلب المكان. كان مكاناً مظلماً ومخيفاً. وبينما كانوا كذلك سمع تور فجأةً زئيراً عميقاً.
بدا ذلك وكأن الأرض نفسها تنفجر تحتهم, ومن مسافة غير بعيدةٍ عنهم, ارتفعت ألسنة اللهب والدخان في الضباب واختفت. خيمت رائحة غريبةٌ في المكان, كرمادٍ مختلطٍ مع كبريت. لقد انتشرت في كل مكان هنا, بينا أخذ كروهن يأنّ بشدة.صُعِق الجميع من الذي حدث, التفت الفتية ونظروا إلى بعضهم البعض, كان الخوف ظاهراً حتى في عيون أشجعهم . لقد استطاعوا أن يتجاوزوا الكثير من الصعاب معاً, ولكن لم يكن أيّ شيءٍ يشبه هذا. لم تعد القضية تدريباً الآن, إنها مسألة حياة أو موت بشكل حقيقي.انطلقوا جمعياً كرجل واحد عبر أراضي الجزيرة الجرداء, يمشون على الطحالب الزلقة, وكلّهم على يمسكون بسيوفهم وعلى أهبّة الاستعداد لأيّ شيءٍ يمكن أن يحدث.
بعد أن مشوا لوقتٍ قصير أحسّوه سنواتٍ طويلة, والضباب يحيطهم من كل جانب, جاء صوت ضجيج من بعيد, ثم اقتربوا واقتربوا حتى أصبح صوتاً عظيماً. وأخيراً, أحسوا بهواءٍ أكثر برداً ورطوبة, لقد وصلوا إلى حافة الشلال.
نظر تور إلى الأسفل. لقد بدا وكأنه يسقط إلى اللانهاية.قاموا بالالتفاف حول الشلال, وتوجهوا عبر التضاريس المتعرجة, بينما كان رذاذ المياه يصيبهم من حولهم. ساروا وساروا عبر الضباب الذي أصبح سميكاً جداً, لقد كانوا بالكاد يمكنهم رؤية بعضهم البعض. كان زئير التنين يصلهم كل عدة دقائق, وبدا أنه يصبح أقوى كلما تقدموا. التفت تور لرؤية المكان الذي جاؤوا منه ولكن الضباب أصبح كثيفاً الآن, ولا يمكنه ان يرى شيئاً من خلاله. تساءل تور كيف سيتمكنون من اكتشاف طريق عودتهم.بينما كانوا يسيرون, وتور بجانب ريس, فجأةً فقد ريس توازنه وبدأ بالسقوط. استخدم تور فوراً ردة فعله السريعة التي اكتشفها حديثاً من أجل الوصول إلى ريس والإمساك به, خلال وقتٍ قصيرٍ جداً. أمسكه بقوة من قميصه الخلفي, ورفعه إلى جانبه. وعندما تقدم خطوة إلى الأمام ونظر, أدرك أنه أنقذ حياة ريس للتو: أمامهم بقليل كانت الأرض مفتوحةٍ كشيءٍ يشبه الوادي الضخم جداً, وادي عميق نحو مئة قدم إلى الأسفل.
التفت ريس ونظر إلى تور نظرة امتنان لأنه أنقذ حياته.
"أنا مدين لك," قال ريس.
هزّ تور رأسه بالنفي, "لا, أنت لست كذلك."تجمع باقي الفتية حولهم,
ينظرون إلى الأسفل نحو الوادي العميق, الذي يغرق مئات الأقدم نحو الأسفل.
"ما هذا؟" سأل إيلدين.
"يبدو وكأنه وادي," "قال كونفال.
"لا, إنه ليس وادي," أجابهم ريس.
"إذاً ما هو؟" سأل كونفين.
"إنه أثر قدم," قال ريس.
"أثر قدم؟" سأل كونفين.
"انظر إلى حوافه, كم هي حادة. وانظر إلى الشكل, حول الحواف. هذا ليس وادي, هذا أثر قدم التنين."
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل العشرون من رواية مصير التنانين لـ مورغان رايس
تابع من هنا: جميع فصول رواية مصير التنانين
تابع من هنا: جميع فصول رواية مصير التنانين
تابع أيضاً: جميع حلقات رواية ماوراء الغيوم (روايات سعودية)
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية الشرف بقلم قسمة الشبيني
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا