مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الخيالية و روايات مترجمة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث والعشرون من رواية مصير التنانين وهي الكتاب الثالث من "سلسلة طوق الساحر" للكاتب مورغان رايس وهي السلسلة التي تمتلك كل المقومات لتحقيق النجاح.
سنغوص سويا داخل سلسلة طوق الساحر وعبر أجزائها المتتالية في عالم من المؤامرات و المؤامرات المضادة و الغموض و الفرسان الشجعان و العلاقات المزدهرة التي تملئ القلوب المكسورة, الخداع و الخيانة,
تابع الجزء الأول من هنا: رواية السعي من أجل البطولة.
تابع الجزء الأول من هنا: رواية السعي من أجل البطولة.
تابع الجزء الثاني من هنا: رواية مسيرة الملوك.
سوف تقدم لك الترفيه لكثيرٍ من الوقت, وستتناسب مع جميع الأعمار. لذلك نوصي بوضعها في المكتبة الدائمة لجميع قرّاء القصص الخيالية المترجمة.
رواية مصير التنانين | مورغان رايس - الفصل الثالث والعشرون
رواية مصير التنانين | مورغان رايس (الكتاب الثالث في "سلسلة طوق الساحر")
الفصل الثالث والعشرون
كان المئات من أتباع أندرونيكوس المقربين منتشرين في جميع أنحاء القاعة, كان الجميع قد وصل من كل ركنٍ من أركان الإمبراطورية من أجل الإشادة بملكهم العظيم, مرتدين جميع الألوان الموجودة. كان الجميع هنا يتمتع بالرقص والشراب والسكر في هذه القاعة الكبيرة, منذ عدة ليالي. كان هناك مجموعةٌ كبيرة من كبار الشخصيات الموجودة في الإمبراطورية, والذين حضروا للإشادة بالإمبراطور والإثناء عليه. لو لم يفعلوا ذلك, فإنّ جيوش الإمبراطور سوف تسحقهم خلال وقتٍ قصير. وكانت هذه المباريات, في وسط احتفالات هذه الليلة, تكملةً لطيفةً ليومٍ طويلٍ من الشرب والولائم.
كانت المباراة الأولى في هذه الليلة الأكثر إثارة على الدوام, لم يكن هناك استثناءٌ لهذه القاعدة. كان الجنود قد عثروا على حيوان سبوكوبول ضخم, له ثلاثة قرون, وفكٌ ضخم, وله ثمانية أنيابٍ طويلةٍ في فمه, وفي مواجهته كان هناك ليفارا, وهو حيوانٌ يشبه الأسد, مخلوقٌ ضخم مع أربع مجموعاتٍ من الأجنحة. في الحلبة, سبوكولول انقضّ على حيوان الليفارا, وقابله الليافارا بنفس الشيء, وبدا أنّ المباراة ستكون حماسية.
التقى المخلوقان الغاضبان, في وسط الحلبة, يزمجران بشدة وكلٌّ منهما يغرس أنيابه بالآخر. سقطا على الأرض وتدحرجا, امتلأت الغرفة بأصواتهما الغاضبة. وخلال لحظات, انتشر اللعاب والدم في جميع أنحاء الغرفة. ابتسم أندرونيكوس ابتسامةً عريضة وشعر بالإثارة, حين انقذف بعض من ذلك الخليط من المخلوقين وأصاب وجهه. ومن إثارته لما حصل, مدّ إحدى يديه ولفها حول واحدةٍ من الفيتات الشبه عاريات, وسحبها إلى حضنه. وقبل أن تعرف ما الذي يحصل, كشّر عن أنيابه الضخمة وغرسها في حلقها.
صرخت الفتاة عالياً بينما كان يشرب من دمائها, ويشعر بالسائل الساخن يجري على رقبتها, أمسكها أندرونيكوس بشدّة حتى توقفت أخيراً عن التلوي. وأخيراً, ارتخت الفتاة في حضنه, ميتة. مسح فمه بالجزء الخلفي من يده, ثمّ تركها تتمدّد في أحضانه. لم يكن هناك شيء يجعله يستمتع أكثر من الإمساك بجثة طازجة بين يديه. في الواقع كان ذلك يجعل تلك الليلة ليلةً عظيمة.
رنّ العواء المؤلم داخل القاعة, بينما قفز الحشد على قدميه لرؤية أحد المخلوقين قد قضى على الآخر. وقف أندرونيكوس بنفسه, ونظر نحو الحلبة ليرى أنّ سبوكوبول قد تغلّب على ليفارا وثقب صدره بقرنه الثالث الطويل. وقف سبوكوبول فوقه وزمجر عالياً, معلناً فوزه.
هلل الحشد بأكملهم بينما فُتحت البوابة وتمّ التحضير للجولة التالية.
ولكن عندما فتحت بوابة الحلبة, حصل شيءٌ ما أغضب سبوكوبول, فقد انطلق بسرعة من البوابة واتجه نحو الجماهير. لم يستطع الرجل الذي كان عند البوابة أنّ يبتعد عن طريقه بسرعة, فقام الحيوان بغرس قرونه الطويلة داخل معدته, ثمّ رفعه عالياً فوق رأسه وعلّقه على قفص الحلبة. وبدلاً أن يسرع الجميع لنجدته, صرخت الجماهير عالياً بفرح, بينما كان ذلك الخادم معلقاً هناك يتعذب بشدة. لم يأت أيّ شخصٍ لمساعدته بل على العكس كان الجميع مستمتعاً بما يحصل.
هرع ثلاثة خدمٍ آخرين نحوه, ممسكين برماحهم الطويلة ومحاولين محاصرة الحيوان كي يستطيعوا إنقاذ زميلهم. هجم الوحش نحوهم, ثمّ عض رماحهم بفكه الكبير وكسرها. حتى تقدم أخيراً خادمٌ آخر, ممسكاً بفأس ضخم جداً, ثمّ بضربة واحدةٍ سريعة, قطع رأسه. سقط المخلوق على الأرض جثةً هامدة, وتدفقت الدماء في كل مكان, بينما هتف الحضور بإثارةٍ كبيرة.
هرع المزيد من الخدم لتنظيف الفوضى الدموية التي حصلت, بينما فتح باب الجانب الآخر من الحلبة, وتمّ إدخال حيوانين آخرين من أجل الجولة القادمة. كان كلاهما متطابقين هذه المرة, كانا يشبهان وحيد القرن, ولكن بثلاثة أضعاف حجمه تقريباً. تمّ اقتياد أحدهما إلى جانب الحلبة المقابل للباب, وهما يزمجران و يشخران عالياً, كان أربعةً من الخدم بالكاد قادرين على التحكم بكلٍّ منهما بواسطة السلاسل الكبيرة.
حالما تمّ سحب الجثث من الساحة وإغلاق أبواب الحلبة, انطلقت صافرة البداية وتمّ إطلاح سراح الحيوانين من السلاسل التي كانت تقيدهم. ودون أيّ تردد, انقضّ الحيوانين على بعضهما, وضربا رأسيهما ببعض وهما يلتقيان وسط الحلبة. كان جلدهما قاسٍ كالحديد, فقد هزّ ذلك الاصطدام القاعة بأكملها.
هتفت الجماهير بفرح.
جلس أندرونيكوس ببطء وأرجع ظهره إلى الخلف, وهو لا يزال ممسكاً بالفتاة في حضنه, لأنها كانت تعطيه إثارةً كبيرةً للمباريات. كان الأمور تسير أفضل مما كان يتوقعه, ولم تكن معنوياته مرتفعة ومثارةً بهذا القدر منذ زمنٍ طويل.
"مولاي, اغفر لي," جاء صوت.
التفت أندرونيكوس لرؤيةٍ واحدٍ من رسله واقفاً بجانبه, وهو يهمس في أذنه.
"اغفر لي يا مولاي, لأنني قاطعتك, ولكنني أحمل أخباراً مهمة."
"تحدث إذاً," أجابه أندرونيكوس وهو لا يزال ينظر إلى الأمام نحو الحلبة, متجاهلاً الرجل الذي بجانبه. كان أندرونيكوس يشعر بأنّ كل شيءٍ يمكن أن يزعج مزاجه. ولا يريد أن تذهب نشوته في هذه الليلة الرائعة.
"لدينا أخبارٌ بأنّ جيش ماكلاود قد بدأ بغزو النصف الآخر من الطوق الآن, وجواسيسنا تقول بأنه من الممكن أن يجتاح مملكة ماكجيل خلال أيام, مما يعني أنه من الممكن أن يسيطر على الطوق بأكمله.
"أومأ أندرونيكوس برأسه ببطء, آخذاً تلك المعلومات ومحاولاً عدم إظهار غضبه الشديد. اقترب إلى الأمام ثمّ امسك الرسول بكلتا يديه, أمسكه ووقف على قدميه, ثمّ قذفه عبر الغرفة بقوةٍ تفوق الطاقة البشرية. أما الرسول, الرجل ضعيف البنية من أراضي هينتر البعيدة, طار عبر الهواء, بينما شاهده الحشد بذهولٍ وصمت, ثمّ تجاوز سياج الحلبة وسقط داخلها مع الحيوانين البريين.
التفت الحيوانين بدهشة ونظرا باتجاه الرسول, متوقفين عن التصادم معاً. ركضا سويّةً باتجاهه, في حين التفت الرسول وبدأ بالركض وهو يصرخ, محاولاً الفرار, ولكن لم يكن هناك أيّ مكانٍ يمكنه الفرار إليه. تسلق قفص الحلبة العالي محاولاً الخروج, ولكن أحد الحيوانان غرس قرنه الضخم في ظهره, معلقاً إيّاه على القفص.
صرخ الرسول عالياً والدم يتدفق من فمه, وارتخت يداه عن القفص الذي كان ممسكاً به, ثمّ مات.
وقف الحشد على أقدامهم وهللوا بفرح.
فكّر أندرونيكوس بهذا الخبر الذي سمعه, في الواقع لقد جعله ذلك في مزاجٍ سيءٍ جداً. يبدو أنّ ملك ماكلاود يتحداه, لم يقبل عرضه, ولم ينفذ رغبته بالسماح له بعبور وادي كانيون, كي يهاجما مملكة ماكجيل معاً. يبدو أن ملك ماكلاود يصعب فرض السلطة عليه أكثر مما كان أندرونيكوس يتوقع. لقد كان ذلك بعيد المنال بالنسبة لأندرونيكوس, وكان أندرونيكوس يكره الأشياء التي لا يمكنه السيطرة عليها.
في الواقع كان يتوقع مجيء لحظةٍ من هذا القبيل. لقد كان الطوق كشوكةٍ في خاصرته, كانت الأرض الحرة الوحيدة المتبقية خارج الإمبراطورية والمستقلة عنها. كان هذا الحال منذ وجود أسلافه ولكنه عزم على تغيير ذلك الآن. لقد غزا واحتل كل ركنٍ من أركان الإمبراطورية, ولكن نصره لا يمكن أن يكون كاملاً دون غزو الطوق, لأن ذلك يجعل الأرض بكاملها خاضعةً لسلطته.
كان أندرونيكوس قد جهّز خطة احتياطية في عقله من أجل أخبارٍ كهذه, وقد حان الوقت لتجهيز هذه الخطة.
وقف أندرونيكوس فجأةً, وجثى الحضور بأكملهم على ركبتيهم وانحنوا له وهو يفعل ذلك, ثمّ رمى تلك الفتاة الصغيرة جثة هامدة بين قدميه, والتي أصبحت باردةً الآن. سار عبر القاعة بينما كان المئات من أتباعه جاثين على الأرض, ثمّ تبعته حاشيته من المستشارين المخلصين. كانت حاشيته معتادةً على أن تتبعه أينما ذهب, كانوا يتبعونه دائماً بطاعة مالم يخبرهم بخلاف ذلك.
غادر أندرونيكوس الغرفة, وتبعه مستشاروه بقربٍ أكثر وهو يدخل أروقة قصره.
سار داخل أروقة قلعته وهو يستشيط غضباً, ثمّ اتجه نحو الطرقات المؤدية إلى غرف التعذيب. كانت الممرات تشكل دوائر واسعة, والمشاعل تصطف على الجدران بانتظام, حتى وصل في النهاية إلى بابٍ معدني مربع الشكل, وتجحظ منه الكثير من المسامير الحديدية. سارع ثلاثةٌ من الخدم إلى فتح ذلك الباب, ثم ركعوا على الأرض مباشرةً وهو يحنون رؤوسهم.
سار أندرونيكوس نحو الداخل, تتبعه حاشيته.
داخل الغرفة وقف سجينان كانا هناك, كانا من مملكة ماكلاود, وكان رجال الإمبراطورية قد أسروهم قبل عدة سنوات داخل واحدةٍ من سفن المملكة. تفحّص أندرونيكوس الرجلين الذين كانا مقيدين بالسلاسل ومعلقين على الحائط, ورأى أنهما قد أصبحا جاهزين. لقد احتفظ بهؤلاء الرجلين على هذه الحال لعدة سنوات, كان يجوعهم ويعذبهم مرةً واحدةً كل يوم. كان يجهزهم تماماً, من أجل لحظة كهذه. للحظة التي سيتحداه فيها ماكلاود. والآن حان الوقت لاستخدامهم, لاستخراج المعلومات التي قد يحتاجها والتي قد تكون لا تقدر بثمن. كان هدفه من كل ما فعله هو هذه اللحظة, وكان بحاجةٍ للحصول على ما يريده على الفور.
تقدم أندرونيكوس عدة خطواتٍ إلى الأمام, ثمّ انتزع كلّاباً طويلاً وحاداً من الجدار, اقترب من أحد الرجلين ووضع الكلّاب تحت ذقنه. بدء برفع الكلّاب إلى الأعلى من تحت ذقنه, حتى بدأت تخترق جلده.
ملئت عيون الرجل بالدموع وبدأ يصرخ من شدة ألمه.
"ما الذي تريدونه؟" صرخ الرجل.
ابتسم أندرونيكوس في وجهه.
"كانيون," قال ذلك ببطء. "لديك فرصةٌ واحدةً لتجيبني. كيف يمكننا اختراقه. ما هو السر في ذلك؟ وما هو درع الطاقة؟ ومن الذي يتحكم به؟"رمش الرجل بعينيه عدة مرات وبدأ بالتعرق.
"أنا لا أعرف شيئاً," أجابه. "أقسم بأنني-"لم يكن مزاج أندرونيكوس جيداً لسماع الكثير: رفع الكلّاب بيده نحو الأعلى وصرخ الرجل عالياً, بينما قطع الكلّاب حلقه ثمّ رأسه. وخلال لحظات تدحرج رأسه على الأرض بعد أن قام بقطعه.التفت أندرونيكوس ونظر إلى السجين الآخر, الذي كان مقيداً بالسلاسل على الجدار المقابل, الرجل الآخر من ماكلاود. رمش الرجل بعينيه عدة مرات وحدّق به. وبدأ يئن ويهتز كلما اقترب أندرونيكوس منه, والذي لا زال يحمل الكلّاب بيده.
"أرجوك! لا تقتلني," توسّل الرجل. "أرجوك, أتوسل إليك, لا تقتلني!"اقترب منه أندرونيكوس, ووضع الكلّاب على حنجرته وبدأ بغرسه.
"أنت تعرف السؤال." قال أندرونيكوس. "قم بالإجابة إذا أردت, وإذا لم يكن كذلك, فستلحق بصديقك. لديك ثلاث ثوانٍ فقط. واحد, اثنان –"بدأ برفع الكلّاب.
"حسناً!" صرخ الرجل. "حسناً, سأتكلم! سأخبرك بكل شيء!"حدّق به أندرونيكوس, محاولاً معرفة ما إذا كان يكذب. لقد كان خبيراً في ذلك, بعد أن قتل الكثير من الرجال طوال حياته. عندما حدّق ببؤبؤي عينيه, استطاع معرفة أنه يقول الحقيقة.
ابتسم ببطء, واسترخى. وأخيراً, سوف يصبح الطوق له.
**********
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والعشرون من رواية مصير التنانين لـ مورغان رايس
تابع من هنا: جميع فصول رواية مصير التنانين
تابع من هنا: جميع فصول رواية مصير التنانين
تابع أيضاً: جميع حلقات رواية ماوراء الغيوم (روايات سعودية)
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من الروايات الأخري
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية الشرف بقلم قسمة الشبيني
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا