مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثاني من رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم.
رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثاني
اقرأ أيضا: رواية فارس عشقي بقلم سحر فرج
رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثاني
سميرة بتوجس :-
ايوة يا أمل ،، معاكي ،،
ها روحتي للدكتورة وكشفتي ؟
أجابت أمل بدموع وحسرة :- ايوة ،،روحت وكشفت واتأكدت كمان ،، خوفي طلع في محله يا سميرة
صاحت سميرة عبر الهاتف بسخط :-
يا واقعة سودة ومهببة ،، حرام عليكي اللي عملتيه في نفسك ده يا أمل ،، ذنبه إيه ابوكي تعملي فيه كدا !!
ردت أمل ببكاء وعصبية :-
هو أنا متصلة بيكي عشان تقوليلي كدا !!
انا مش ناقصة كلامك يا سميرة ،،
زفرت سميرة بحنق وأجابت :-
طب وهتعملي إيه دلوقتي ؟
مسحت أمل دموعها وبلعقت ريقها وقالت بحزم :-
محدش هيعرف نهائي ،، مش في مصلحتي حد يعرف
سميرة بدهشة :-
لو بتتكلمي على ابوكي واختك فمش هستغرب ،لكن لو بتتكلمي على هشام تبقي مجنونة !! لازم يصلح اللي عمله
أمل بأنفاس متسارعة قالت موضحة :-
هشام لو عرف مش هيعمل حاجة بالعكس ،،هيهرب
انا هستغل عِندّه مع اهله وهخليه يتجوزني وهكمل معاه عادي وبعد كدا هقوله على الحمل ، ولو بابا عرف بعد كدا مش هقلق لان هشام ساعتها هيبقى جوزي
سميرة بشك :-
إنتي متاكدة إنه هيعند مع أهله لدرجة إنه يتجوزك غصب عنهم!! ،، الناس دي إنتي مش هتقدري تقفي قصادهم يا أمل
إحنا غلابه ااوي
أمل بتأكيد :-
انا عارفة هعمل إيه يا سميرة وهمشي إزاي ،،لأني ما قداميش بديل تاني ،،
سميرة بسخرية :-
إسكتي ،مش بثينة أخت حسين خطيبك الأولاني قابلتني إمبارح وقالتلي إنه عايز يرجعلك !
رفعت أمل حاجبها بتعجب ودهشة وألم :-
يرجعلي ! ده بجح اووي
أكملت سميرة حديثها :-
قعدت تبررلي تصرفاته وليه عمل كدا وقالتلي إنه مصمم يرجعلك تاني وحاسس بالندم ،، بس أنا طبعا عشان عارفة موضوع هشام رفضت وقولتلها إنك نسيتيه ومش عايزاه نهائي ويستحسن هو كمان ينسى الموضوع ده
أمل بموافقة :-
أحسن إنك قولتي كدا ،،ده بني ادم ماعندوش دم ولا ضمير
وتابعت بحزن وألم .......
مش عارفة ازاي فضلت احبه ٤ سنين من عمري وغمضت عينيا عن أي حاجة وحشة فيه ،، واستحملته وصبرت عليه عشان ظروفه ،ولما الدنيا مشيت معاه أول حاجة رماها انا ،،
وراح خطب واحدة بنت أكابر ،كان فاكر إنه هيعلى اكتر
ردت سميرة مقاطعة حديثها وقالت بقوة :-
اهي بنت الأكابر دي بيعته اللي وراه واللي قدامه وبردوا ماكنش عاجبها وسابته ورميته كأنه حشرة ،، ده ذنبك يا أمل وبيخلص
بس إنتي ما صبرتيش ورميتي نفسك
هتفت أمل بغضب :- لا مارمتش نفسي ،هشام بيحبني
وانا كمان بحبه ،وهنتجوز ،، وهعرّف الدنيا بحالها إن أمل لما وقعت ،وقعت واقفة
سميرة بضيق :-
انا كنت عارفة إن أول شيء عجبك في هشام إنه غني ،، وإنك خدتي الموضوع عِند من البداية ،، ممكن تكوني حبتيه بعد كدا
بس......
اغلقت أمل سماعة الهاتف بقوة في وجه صديقتها وعلى وجهها الغضب ،، ثم ألقته على الفراش بعصبية
وهى تعترف بداخلها باعتراف أبى أن يتلفظ به لسانها وقالت لنفسها بصمت:-
أيوة ،كان لازم اوريله إنه ماكسرنيش وإني هتجوز اللي أحسن والاغنى منه ،، نفسي اشوف نظرة الحسرة والندم في عينيه لما يشوفني عايشة في قصر ومتهنية مع واحد ما يطولش حتى يمسحله عربيته ،، وده اللي لازم يحصل ..وهيحصل
****************************
"بعد ساعة "
انتهت ليالي من تحضير الطعام ،ونظمت المكان حولها مرة أخرى وغسلت يدها وجففتها بمنشفة صغيرة بالمطبخ والقتها على رف المناشف لتجف ،، ثم خرجت واتجهت لغرفتها ،،
فتحت الباب لترى أمل ممددة على الفراش وهى شاردة ،
رسمت ليالي بسمة خفيفة على وجهها وقالت :-
طب أنا خلصت الأكل ،هتاكلي ولا إيه؟!
لم تعلق أمل بسبب شرودها ونظرتها موجهه للأمام بتفكير ثم اردفت قائلة :-
_ لا مش جعانة ،لما اجوع هاكل
تعجبت ليالي وقالت بتذمر :-
_مانتي كنتي جعانة من شوية وجبتيني على ملا وشي
نهضت أمل بنفاذ صبر وقالت :-
_خلاص حضري الأكل وهاكل دلوقتي احسن ما اكل بليل
ابتسمت ليالي ثم ذهبت لترتب الاطباق على طاولة خشبية مستطيلة الشكل ،بعد دقائق كانت تنادي على شقيقتها وهي تجلس ،، اتت أمل بخطوات بطيئة متكاسلة وجلست أمام الطاولة وبدأت تأكل
شاركتها ليالي الطعام وبعد دقائق تذكرت الآمر الذي يخص أمل وقالت:-
_ بقولك إيه يا أمل ..بثينة قابلتني النهاردة وو....
قاطعتها أمل بسخرية :-
_ وعايزاني ارجع لحسين ..مش كدا !!
حملقت فيها ليالي بتعجب وقالت:-
_ عرفتي منين ؟؟ هي قابلتك وقالتلك ؟؟
نفت أمل وقالت باستهزاء :-
_ كلمت سميرة صحبتي واتحايلت عليها لكن سميرة اديتلها كلمتين صح ورفضت
تنهدت ليالي وهي تنظر لشقيقتها بتفحص :-
_ طب صلي صلاة استخارة يمكن ربنا هداه بجد وندم على اللي عمله
صاحت أمل بغضب:-
_شكلك اتهبلتي !! ،يعني سميرة صحبتي تدافع عني وإنتي اختي وتقولي كدا !!
اطرفت ليالي بضيق بعد أن شعرت بوخزة الم من جملة شقيقتها وقالت :-
_ انا فعلا دافعت عنك بس كان لازم اسيبلك حرية الاختيار والقرار وعشان اكون عملت اللي عليا وانتي كمان تكوني عملتي اللي عليكي وعموما انا شايفة فعلا إنك ماينفعش ترجعيله
رفعت أمل كوب الماء على فمها لتشرب ثم قالت وهي تضعه مكانه مجدداً بعد ان شربت مائه
_اقفلي الموضوع ده وما تتكلميش فيه تاني
هزت ليالي رأسها وقالت:-
_خلاص ماشي
اكملت طعامها ولم تدرك كيف ذهب بها الفكر حتى تتذكره وكأن هذا الموقف حدث منذ دقيقة وليس ساعات مضت ،،ابتسمت ولم تدرك إنها توقفت عن الطعام ونظرت بشرود واتسعت ابتسامتها حتى تدرجت لضحكة ذات صوت مسموع ، التفتت أمل ورفعت حاجبها باستغراب وشك ثم قالت:-
_ ماتضحكيني معاكي !!
لم تسمعها ليالي في هذا الشرود واستمرت على حالها وهي تتذكر وجهه القلق وغيظه من ردها المتمرد
هتفت أمل بحدة :-
_لياااالي ،،يااابت
انتفضت ليالي وهي تلتفت لشقيقتها وتلجلج صوتها وهي تجيب :-
_ايوة ،،ايه !! بتزعقي ليه !
لوت أمل فمها بنظرة مستهزئة ثم نهضت وتوجهت لغرفتها وهي تزفر بملل ....
قطبت ليالي حاجبيها ثم قامت لتأخذ الاطباق الفارغة تقريبا إلي المطبخ لغسيلهم وفي هذا الاثناء شردت مرة أخرى وكتمت ضحكتها وهي تقول
_ زمانه دلوقتي هيموت ويعرف انا مين 😂😝
*******************************
"في مقر الشركة"
اتى المساء وكانت الساعة ٧ مساءً تقريباً
دخل تامر إلى مكتب عمر وقال :-
_ انت لسه هنا يا عمر !! كل الناس مشيت حتى طنط فريدة مشيت من ساعتها
رد عمر بدون أن يرفع عينه من الملف الذي يفحصه بدقة وأجاب :-
_عارف ...هخلص الملف ده وهمشي عشان هروح الموقع بكرا ولازم اكون عارف كل ثغرات المشروع ده
جلس تامر أمامه ثم تابع :-
_ طب افضل معاك ولا إيه ؟
هز عمر رأسه بالنفي واضاف :-
_ لا ممكن تمشي طبعاً ،المفروض كنت مشيت من ساعتها
ابتسم تامر وقال بمزاح :-
_مستني هايدي يا سيدي ماهي أخر حد لازم يمشي !
رفع عمر رأسه وقال بتعجب :-
_ طب مانا قولتلك كتير ننقل خطيبتك من الاستعلامات!!
اجابه تامر وهو ينهض ويستعد للذهاب:-
_ مش راضية هعملها إيه بس !! عموما سلام هاخدها وامشي
مع السلامة
ردّ عمر بابتسامة :- مع السلامة
ورجع بنظره للملف مرة أخرى
**************************
في أحد السيارات الحديثة ذات الطابع الشبابي وتعلو بداخلها اصوات المسجل بشكل صاخب ومزعج
توقف شاب يبدو عليه الثراء وهو يجلس بمقعد القيادة واطفأ المسجل ،،
أمام ملهى ليلي تحاوطه أنوار مزعجة للعين ابتسم وتفحص هاتفه حتى ظهر على وجهه الضيق ونفاذ الصبر والملل الذي جعله يدفعه بحنق على المقعد ثم ترجل من السيارة وتوجه إلى حفلاته اليومية مع رفقاء السوء
استمرت أمل تدق على الهاتف بأحد الارقام ولكن تجده احياناً مشغول واحياناً أخرى لا تتلقى ردّ حتى دفعت الهاتف ووجهها يكسوه الغضب وقالت بتوعد :-
_ مش هحاسبك على عمايلك دي دلوقتي ..لأ
اعمل اللي عايزاه الأول وهتعرف انا هعمل إيه يا هشام
********************************
في ناحية أخرى بأحد الاحياء الراقية حيث يوجد قصر يبتعد عن الڤلل المجاورة بعدة مترات وتلتف حوله حديقة ذات مساحة واسعة وتطل جميع نوافذ القصر عليها بجميع اتجاهاتها ........
استلقت فريدة على فراشها بشكل مرهق وضاقت من كثرة اتصالاتها بأبنها ثم كررت الاتصال مرة أخرى عله يجيب ولكن فشلت المحاولة مرة أخرى ثم قالت
_ لازم اشوف حل للولد ده ،لو سكت عليه أكتر من كدا هيضيع
ثم فكرت قليلاً وكررت الاتصال ولكن على رقم أخرى
فُتح الاتصال ليقابلها صوت .....تامر
_ايوة يا طنط فريدة ..مع حضرتك
ردت فريدة بشكل محرج :-
_ انا اسفة يا تامر لو هزعجك ،بس هشام لسه ما رجعش لحد دلوقتي واكيد مع حد من صحابه دول وانا قلقانة عليه أووي
أجاب تامر بتفهم ماكر :-
_ خلاص يا طنط ما تقلقيش هعرف اجيبه واطمنك عليه
قالت فريدة بأمتنان :-
_ ميرسي يا تامر انت عارف انا بعتبرك زي ولادي وبكلمك بعشم
تابع تامر بطريقة تبدو وكأنه مقتنع :-
_ ايوة طبعا ،انا زي عمر وهشام واخاف عليكم ،ماتقلقيش انتي وانا هوصل لهشام واطمنك عليه بس هستاذن من حضرتك هقفل دلوقتي عشان انا في العربية وهوصل خطيبتي للبيت
اجابت فريدة بابتسامة :-
_خلاص ماشي ،مع السلامة
قفل تامر الخط وسمع صوت هايدي المتعجب !!
_ هو مش هشام ليه أخ والمفروض هو اللي يتولى الموضوع ده !! ليه بتكلمك انت !
اجاب تامر بخبث :-
_يا حبيبتي عمر جد اووووي وعنده الابيض ابيض والأسود اسود وهشام حياته قوس قزح
ضحك عاليا ثم تابع :-
_ أخر مرة عمر راح لهشام في سهرة من سهراته عشان ياخده هشام طبعاً اعترض وحس إنه اتحرج قدام صحابه وكمان بصراحة هشام بيغير من عمر والسبب في ده.... والده
القت هايدي نظرة ماكرة وهي تردد :- والده
اجاب تامر بحدة :- اه ،كان دايما بيفتخر بعمر واكنّ ماخلفش غيره ..الراجل ده كان سبب مشاكل كتير حتى لعياله
تأفتت هايدي ثم قالت :-
بقولك إيه مش طالبة دراما ،، عايزين نروح نشوف الشقة والتشطيبات بتاعتها
القى تامر بغمزة ثم ضحك وقال :-
_ من عينيا
************************
"في الشركة "
خرج عمر من مكتبه وتوجه كعادته للكافيتريا الذي يذهب إليها قبل أن يذهب لعلمه أن هذا الرجل الطيب لم يذهب كعادته قبل أن يذهب عمر
دخل عمر الغرفة ونظر لجمال الجالس بوجه مرهق وكأنه على وشك النوم
_ عمي جمال ..تقدر تمشي دلوقتي ،انا خلصت وهمشي
وقفت جمال لمجرد سماع صوته ثم قال بلطف :-
_ ماشي يا عمر بيه ..توصل بالسلامة
اقترب عمر منه وقال ببسمة محبة :-
_ انت ليه مابقتش تقولي يابني ،لما كان والدي موجود ماكنتش بتقولي غير يا عمر يابني
طأطأ جمال رأسه بحزن وقال :-
_ الله يرحمه ابوك ..عزّ عليا فراقه اوووي
ظهرت بعيون عمر لمعة حزينة وقال :-
_ الله يرحمه ،، بس انا عايزك ترجع تاني تقولي يابني بلاش عمر بيه دي ..دانت اللي مربيني
اومئ جمال رأسه وقال :-
_ ربنا يحميك لشبابك ياعمر يا ابني
ابتسم عمر ثم قال :-
خد بكرا اجازة عشان ترتاح شوية
والقى عليه السلام وذهب للخارج
حمد جمال ربه على هذه الاجازة لشدة ارهاقه بجانب مرضه ايضاً
****************************
دقت الساعة الثامنة حتى سمعت ليالي قرع على باب المنزل ،اسرعت حتى تفتحه وهي تعرف إن والدها من يدق
فتحت الباب وابتسمت حين وجدته قد اتى وقالت:-
_ اكيد جعان يابابا هوا والأكل يكون جاهز
وكادت أن تذهب حتى اوقفها اعتراضه
_ لا مش جعان ،انا عايز انام لأني تعبان من الشغل بتاع النهاردة
اجابت ليالي بلطف :-
_ ماشي
جلس جمال على أحد المقاعد وخلع حذائه وقال عندما تذكر :-
_ صحيح ،،انتي مشيتي ازاي !! وكسرتي الباب ازاي ؟!
بلعت ليالي ريقها بخجل وقالت بتلعثم :-
_ بصراحة حد فتحلي الباب وهو اللي كسره
تعجب جمال وقال :-
مين اللي فتحلك الب.....
قاطعهم صوت أمل الذي تصيح بغضب :-
_يااااليااالي
تفاجأت ليالي واسرعت إلى أمل ،دخلت الغرفة وقالت بقلق :-
_ ماالك بتصرخي كدا ليه ؟!
صاحت أمل وهي ترتجف على فراشها وقالت:-
_ الشتا داخل وانتي بتفتحي الشبابيك وتسيبيها مفتوحة وتولع بقى اللي قاعدة هنا
حملقت ليالي بها وقالت وهي تقترب منها وتتحسس جبينها :-
_ شكلك تعبانة يا أمل ،الجو مش برد للدرجة اللي تخليكي تترعشي كدا !!
صاحت أمل مجدداً وقالت :-
_ ما تروحي تقفلي الشباك بدل وقفتك اللي ملهاش لازمة دي !
توجت ليالي ألي النافذة حتى قفلتها وعادت بجانبها مجددا وقالت :-
_ هقول لبابا ونروح نكشف عليكي أو نجيبلك الدكتور لهنا
نهضت أمل بوجه يتصبب عرقاً وقالت بغضب :-
_ تبقي غلطانة وترمي غلطك على أي حاجة ..روحي شوفي بتعملي إيه بلاش دوشة
خرجت ليالي وعلى وجهها الضيق حتى التقت بنظرات والدها المتأسفة وقال:-
_ مش بقولك بنتي متغيرة ،بقى دي أمل !!
لم تستطع ليالي التفوه بأي حرف والتزمت بالصمت
*************************
وصل عمر إلى القصر وتوجه إلى غرفة والدته مباشرةً حتى يطمئنها بوصوله وسألها على شقيقه
_ هو هشام لسه برا بردوا ؟!
اجابت فريدة بتلعثم خوفا أن تخبره ويحدث مثل ما حدث آخر مرة وقالت :-
_لا هو كلمني وجاي في الطريق
قال عمر بهدوء ولم يشك للحظة أن والدته تكذب :-
_ طب انا هروح اوضتي
فريدة بتساءول:-
_اخلي زينب تحضر العشا ؟
اجاب عمر بالنفي :- لا مش جعان
ثم توجه لغرفته مباشرة وبدّل ملابسه ،فتح باب الشرفة المطل على المسبح في الأسفل وجعله بريق المياه في المسبح يتذكر تلك الفتاة وشعور يزداد بداخله بلهفة اللقاء مرة أخرى ولم يدرك لما هذا الشعور ثم ابتسم
_ اكيد هنتقابل تاني يا نجلاء فتحي ،حاسس إن دي مش هتبقى أول مقابلة ،بس يا ويلك لو شوفتك تاني
اتسعت ابتسامته عندما تردد صوت ضحكتها الشقية في ذاكرته وهمس :-
نفسي اسمع ضحكتك تاني !!
*******************************
دخل تامر من مدخل الملهى ومسح المكان بنظرة عينه حتى لمح هشام وهو في حلبة الرقص مع أحدى الفتايات الخليعات بزي فاضح ،اقترب منه وقال بضحكة
_ طب مش تقولي كنت جيت معاك يا اتش
التفت له هشام باستغراب وقال :-
_ واجيبك ليه مانت بتعرف مكاني حتى لو روحت فين !! نفسي اعرف بتعرف منين ؟؛
ضحك تامر وقال :-
لا دي عصافيري اللي بتقولي ،،بقولك إيه انا هستناك على ما تخلص
عاد هشام لرقصه مع الفتاة حتى انتهت الموسيقى الصاخبة وتوجه ناحية تامر على أحدى الطاولات وقال:-
_ امي اللي قالتلك صح ؟!
اجاب تامر بصراحة وقال :-
_ ايوة هي ، بس انا كمان كنت عايزة اشم هوا شوية وقولت فرصة ، صحيح انت عملت إيه مع البنت إياها
رفع هشام أحد خاجبيها بملل وقال :-
_شوف سيرة غيرها ،دي بت مملة وزنانة
استغرب تامر وقال :-
_ ماكنش كلامك في الأول ،دنا افتكرتك هتتجوزها بجد !
ضحك هشام عاليا بسخرية وقال :-
_ طب تصدق انا فعلا كنت واخد الموضوع جد لحد ما حصل اللي حصل
تامر بدهشة :-
_ هو حصل !
حرك هشام رأسه بالايجاب وقال:-
_ اه ،بس هي كمان ماكنتش صعبة ،طب تعرف لو كانت رفضت ولا حتى زعقت والله كنت احترمتها واتجوزتها بجد لكن زيها زي غيرها كلهم رخاص ومش بيشوفوا غير فلوسي !!!
يستاهلوا بقى
صمت تامر قليلا وهو يفكر بخبث ثم اردف قائلا:-
_ طب يلا عشان لو اتأخرت اكتر من كدا هتلاقي عمر طب عليك واكيد انت مش عايز كدا
نهض هشام وقال :-
من غير عمر ولا حاجة كنت همشي السهرة النهاردة مش لذيذة ومافيهاش جديد
تامر :- يلا بينا
**************************
لم تخلد فريدة للنوم إلا عندما وصل هشام واطمئنت عليها وتركت عتابها للصباح
واتى الصباح وخرجت الشمس بصباح نوره هادئ واستيقظت ليالي وخرجت لتأتي بطعام افطار من الخارج واغلقت الباب خلفها ،، راقبتها أمل واعتقدت أن والدها غادر ايضاً ولم تعلم إنه اجازة اليوم .......
دقت على نفس الرقم مرة أخرى عليه يرد على الأتصال ولكن هذه المرة أجاب بصوت كسول
_ ايوة يا أمل
حاولت أن تتمالك اعصابها وهى تعاتبه وقالت :-
_ رنيت عليك كتير امبارح وماعبرتنيش ولا مرة ،ينفع كدا ياهشام !! ماكنتش كدا معايا
تنهد بضيق وملل وقال :-
_معلش
اجابت بغيظ وقالت :-
_ معلش !!! هو ده ردك !!! هو مش انا ليا حقوق عليك ،مش ده كلامك!
اعتدل هشام في فراشه وصرخ عبر الهاتف :-
انتي هاتحسبيني ولا إيه ماتفوقي لنفسك ،لو فضلتي كدا يبقى فركش ....وكل واحد يروح لحاله
بلعت غصة مريرة وقالت برجاء ورعب :-
_ لا انا اسفة ،ماتقولش كدا عشان خاطري انا بس كنت قلقانة عليك
تمدد مرة أخرى وقال بسيطرة :-
_ أه ،اهو كدا أمل حبيبتي اللي اعرفها
امل وقد وجدت طريق الأمل بعد أن ضاع فجأة :-
_بجد انا حبيبتك يا هشام ؟؟ بتحبني بجد ؟
تنهد مرة أخرى بملل وقال :-
_ طب ينفع ارجع انام ونتكلم لما اصحى ...سلاااام
اغلق الخط بوجهها والقى الهاتف بعيدا بعد أن اغلقه تماما
نزلت الدموع الحارقة من عينيها حتى كتمت فمها كي لا تصرخ ولكن سمعت خطوات خلفها ..استدارت بخضة لتكتشف أن والدها يقف وعينيه تسكب دموع الحسرة والشرر الغاضب
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثاني من رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية قصر البارون بقلم دينا السيد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا