مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثالث من رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم.
رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثالث
اقرأ أيضا: رواية فارس عشقي بقلم سحر فرج
رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثالث
ثم هتف بحدة :-
_ إنتي كنتي بتكلمي مين ؟!! بتكلمي واحد يا أمل من ورايا ، هي دي تربيتي ليكي !!
حركت رأسها بنفي وهي تحاول أن تقنعه بخلاف ذلك حتى لو بالكذب ....أجابت بتلعثم وخوف :-
_ اهدأ بس يا بابا وانا هفهمك
صاح بوجهها بغضب :-
_إنتي كدابة ،انا سامعك بودني وسمعت كل كلامك ،،مين ده انطقي ..
بلعت ريقها برعب وهي تحاول أن تختلق أي عذر للنفاد من هذا المأزق ولكن لم يساعدها عقلها الآن
اشتعل غضبه من صمتها ،رفع يده وصفعها بشدة على وجهها حتى تعترف بشيء بدأ يشك به بسبب الخوف والرعب الذي يملأ وجهها ..صرخ بها :-
_ من فترة وانا حاسس إنك مخبية شيء وكنت بكدب نفسي بس بعد اللي سمعته دلوقتي اتأكدت من شكي ..تعرفيه من امتى واتقابلتوا فين ؟؟
هتفت بين دموعها وقالت:-
_ ده زميلي يابابا وكنت بتكلم معاه عادي ،انت فهمت غلط
صفعها مرة أخرى بوجه يعتصر الم وغضب وارتطمت إثر الصفعة على حافة السرير الخشبية مما جعلها تصرخ عالياً ووضعت يدها على بطنها وهي تتألم ...
اقترب منها والدها بخوف وقال بذعر :-
_ استني هجيب دكتور يشوفك
وركض إلى الخارج مع محاولة اعتراضها برعب وكشف أمرها ولكن كان والدها ذهب واستمرت تتألم وتبكي
*******************************
في "القصر "
تجمعت العائلة المكونة من ثلاثة أفراد ..الأم وولديها حول مائدة الافطار ،انتهى عمر من فطوره وقال وهو يوجّه الحديث لشقيقه هشام بجدية :-
_ ياريت بقى يا هشام نعقل شوية ونتجه لمصلحتنا مش كل يوم سهر كدا !!
زفر هشام بضيق من نصائح شقيقه التي لا تنتهي :-
_ هو انت كل ما تشوفني لازم تديني محاضرة ،انا كدا وهفضل كدا ومابحبش امشي على مزاج حد
صاحت به فريدة بحدة :-
_ هشاام ،اتكلم مع اخوك الكبير بطريقة احسن من كدا ،يعني ده جزاته إنه عايز مصلحتك !!
نهض عمر وهو يلتقط هاتفه المحمول ومفاتيح سيارته من على المائدة وقال بعزم :-
_خلاص سيبيه يا امي ،اما شوية العيال اللي مالقوش اهل يربوهم اللي هو ماشي معاهم دول ..انا ليا تصرف تاني معاهم
ثم خرج من القصر وإتجه الي الموقع الذي درس مشروعه بالآمس ......
اكمل هشام فطوره بلا اكتراث ونظرت له فريدة بقوة ولم تتابع مجرى الحديث الذي بات ممل من كثرة التحدث فيه واكتفت بنظراتها الرافضة لطريقة حياته ....
**************************
وصلت ليالي إلى المخبز لتأتي ب حصة الخبز اليومي من "بطاقة التموين " ( شعبي شعبي يعني 😂)
ولكن تفاجئت بطابور طويل بشكل جعلها تشهق بذهول وقالت بحنق :-
_ يانهااار ،دنا على ما اجيب عيش هقضي النهار كله هنا
فكرت قليلاً ثم اتجهت للسوق كي تشتري بعض الخضروات اللازمة ثم عادت إلى المخبز ثانية ولم يقل العدد بل زاد ،، وقفت في الصف حتى عدى بعض الوقت،، و قد تملّك منها الصداع الشديد بسبب وقوفها في الشمس الذي كانت شديدة اليوم رغم قرب دخول الشتاء وبسبب صوت معدات البناء لمبني بدأ يتأثث منذ فترة قريبة بالجوار
مسحت حبيبات العرق من جبينها ثم انتبهت ليد على كتفها ،التفتت لترى صديقتها "هبة"
ضمتها هبة باشتياق وقالت مبتسمة :-
_ اه يا ندلة ولا بقيت بشوفك زي الأول
ردت ليالي ببسمة واسعة وبمزاج :-
_ يعني انا اللي بشوفه مانتي كمان نادلة 😝
استمروا بعض الوقت يتشاركوا المزاج والضحكات حتى لاحظت هبة شحوب وجه ليالي وقالت :-
_ شكلك تعبتي من الواقفة ،،روحي اقعدي وانا هجيبلك العيش
قالت ليالي بحيرة :-
_ انا فعلا مش قادرة اقف بس هروح اقعد فين ؟!
جالت نظرة هبة حولها حتى لاحظت زاوية من المبني الجديد الذي يمتلئ بعمال البناء وقالت :-
_ بصي في ركن هناك اهو بعيد عن العمال روحي اقعدي فيه على ما اخلص واجيلك ...
اومئت ليالي بشكر :-
_ ربنا يكرمك يا هبة والله انقذتيني انا حاسة اني هقع من طولي
دفعتها هبة للذهاب بمرح ثم ذهبت ليالي لذلك المكان وجلست قليلاً حتى تسحبت اشعة الشمس لها ولم تستطع الجلوس أكثر من ذلك نهضت مرة أخرى ونظرت حولها لتجد مكان وحيد لم تصل إليه الشمس وخالي من العمال ايضاً بشارع جانبي وخالي تماما ،،ذهبت إليه
وقفت ولم ترى شيء تجلس عليه ..زفرت بحنق وقالت :-
_ مافيش حاجة كاملة ،هفضل واقفة كدا ؟
ثم وقع نظرها على صندوق خشبي مربوط باحبال لأعلى ويبدو أن العمال يستخدموا كمصعد ،، سندت على حافته كي تستريح قليلا من الوقوف ومسكت أحد الاحبال وشعرت فجأة بالدوار الخبيث ،، فتحت عينيها بحدة حتى لا تستسلم لهذا الدوار اللعين
وصل عمر أمام الموقع وترجل من سيارته بهيبة مذهلة جعلت العمال يتسمرون اماكنهم واتي المسؤول عنهم إليه وهو يركض وقال :-
_ اهلا يا عمر بيه نورت الموقع
اجاب عمر بهدوء :-
_ اهلا يا حامد ،،ها الشغل اخباره إيه ؟؟ فريق المهندسين هنا ؟!
ردّ حامد بقلق وقال :-
_ لا لسه ماوصلوش ،بس اكيد في الطريق ،تقدر حضرتك تعاين المكان على ما يوصلوا
نظر عمر لساعته وقالت باستغراب :-
_ الساعة ٩ ولسه ما وصلوش ،ده إيه الكسل ده !!
أخذ حامد عمر وارشده لبعض التعديلات الآخيرة في البناء ثم دخل المبنى ..
قال عمر باعجاب :-
_ تمام ، شغلكم مافيهوش غلطة عشان كدا هتغاضي عن تأخير المهندسين النهاردة بس دي آخر مرة ..ده شغل !
هتف حامد بحماس وقال :-
_ ولسه يا عمر بيه لما تشوف الأدوار اللي فوق ،كل الشغل الصح فوق مش هنا
توجه عمر إلى الطوابق العلوية واحداً تلو الآخر وهو يعاين كل شبر في المبنى وآخرج بعض الاخطاء البسيطة الذي يسهل تعديلها ...
في آخر طابق من المبنى صاح أحد العمال المسؤولين وقال :-
_ همتكم يا رجالة عمر بيه هنا وعايزين المكان يبقى خالي من المعدات دي عشان يعرف يعاين المكان ومايطلعش غلطة علينا ...
انتشر العمال في الطابق وهم يجمعوا المعدات الصغيرة حتى يخلوا الطريق وذهب عامل صغير منهم ذات سن الخامسة عشر سنة وجذب احبال صندوق المصعد حتى يلقي فيه هذه الادوات وهذه اسرع طريقة للتخلص منها ...
ولم ينظر للاسفل بل جذب الاحبال مثل ما تعود دائما ،
شعرت ليالي بحركة غير طبيعية وكادت أن تبتعد عن الصندوق حتى وقعت به من الحركة المفاجئة للصندوق ،،
وصعد بها للطوابق العلوية ......
"بعد أن شعر العامل بثقل الاحبال ادار المحرك الكهربائي للمصعد الخشبي مما جعل ليالي يختل اتزانها حتى تقع به"
صرخت ولكن لم يسمعها أحد من شدة الاصوات حولها حتى وصل المصعد إلى الطابق الذي به عمر ،،وكادت أن تصرخ ولكن صدمت به وهو يقف وينظر للمكان جيداً ولم يلمحها ، اختبأت بداخل الصندوق ولكن مع الاهتزاز القوي صرخت مرة أخرى
التفت عمر لمصدر الصوت القريب منه ليرى يد تشير بداخل الصندوق ،اسرع اليه وتفاجئ بها ....
لم يدري إلا وهو يبتسم ابتسامة واسعة عندما رأها ثم قفز بداخل الصندوق الخشبي القريب من ارضية الطابق الذي يقف به عمر وتفاجئت ليالي بالذي يقف أمامها وبعينيه نظرة واثقة مبتسمة ثم قال :-
_ اهلا وسهلا 😁
ثم أشار للريس "حامد" أن يوقف حركة الصندوق ويجعله معلق هكذا وقد ذهب حامد لتنفيذ الآمر ثم تابع حديثه:-
_هاتقوليلي انتي مين ولا نخلينا كدا
وقفت وهى تحاول الاتزان وهتفت بوجه :-
_ انت مجنون ده بدل ما تنزلني من هنا !!
ابتسم ثم تابع وهو يلف ساعديه أمام صدره :-
_ هنزلك بس أعرف الأول إنتي مين
ضيقت نظرتها بغيظ وقالت :-
_ وعايز تعرف اسمي ليه ؟! هتستفاد إيه ؟
سؤال لم يعرف اجابته حقاً وهذا التصميم على معرفتها لم يجد له سبب أم يوجد سبب ولم يدركه إلى الآن ؟!
ردّ بثبات :-
_ انتي كنتي في شركتي ومحبوسة اظن من حقي أعرف السبب ومين اللي حبسك ؟
هتفت بتذمر :-
_ نزلني من هنا يأما هنط وأوديك في داهية
أجاب بتحدي :-
_ لو تقدري نطي 😊
نظرت ليالي بخوف للأسفل وبلعت ريقها وتظاهرت إنها ستسقط فعلياً ولكن كانت يده تمنعها بقوة غاضبة وصاح بها
_ انتي مجنونة ..كنتي هتعملي إيه ؟ !!
دفعت يده من يدها وصرخت به :-
_ لو ما نزلتنيش دلوقتي هنط من هنا بجد ومش بهزر
أشار عمر لحامد بالنزول ثم نظر لها بغيظ وقال :-
_ انتي خايفة تقولي اسمك ليه ..شكلك هربانة من حد
فغرت فمها بصدمة وقالت :-
_ انااااااا هربانة !!!
تابع باستفزاز :-
_ ايوة انتي ،شكلك عاملة مصيبة وخايفة تقولي اسمك
زمت فمها بغضب وهي تسمعه وشهقت عندما قال :-
_ لازم اجيب الشرطة هنا يمكن تكوني هربانة من السجن ولا حاجة 😄
أشارت له بسبابتها كي توقفه عن الحديث باعتراض غاضب :-
_ اوعي تقول كلمة زيادة عليا انا بحذرك ..وانا مش خايفة اقولك اسمي ...انا ليالي
اجفل عندما سمع اسمها ثم اتسعت ابتسامته وقد نال مراده من استفزازها ونطق اسمها وكأنه يحلم به
وصل الصندوق على الأرض ومن شدة غيظها لم تلاحظ ذلك إلا عندما شاهدت الأرض أمامها ،خرجت سريعا من الصندوق وأخذت اكياس الخضروات بيدها وخرج خلفها واوقفها مرة أخرى بصوته القوي
_ ليااالي
وقفت ليالي وتسمرت عندما هتف بأسمها واستدارت للخلف
_عايز إيه ؟
وقف أمامها وقال بابتسامة :-
_ انتي مين ؟ انا عايز أعرف ؟
توترت نظرتها من طريقته الهادئة وركضت من أمامه ولم يستطع أن يمنعها لأنها كانت ابتعدت في زحام الطريق
زفر بضيق وتمنى أن يقابلها مرة أخرى وضاق أكثر لأنه لم يعرف سبب هذا الشعور ،وكل ما يعرفه إنه يريد أن يراها مرة أخرى فقط .....
**********************
انتهى الطبيب من فحص أمل الذي تتأوه من التعب ثم خرج من الغرفة وخرج خلفه جمال
تحدث الطبيب بقوة وقال :-
_ الواقعة اللي وقعتها دي كان ممكن تسقطها لو سمحت خلي بالكوا بعد كدا
تسمر جمال مكانه ولم يستطع النطق من الصدمة حتى شك الطبيب وقال
_هو زوجها موجود هنا ؟
بالكاد نطق جمال وقال بتهتهة :-
_ مس ..مساف...مسافر
وبعد دقائق أخذ جمال الروشته وخرج الطبيب من المنزل ،وتوجه مباشرة إلى غرفة ابنته
عندما رأته يقترب منها اعتدلت وهى ترتجف من الرعب وقالت راجية :-
_عشان خاطري اسمعني الأول ،هحكيلك كل حاجة بس اسمعني الأول
وقف أمامها عاجز أن يفعل أي شيء سقط على مقعد قديم بجانب الفراش ووضعه يده على رأسه وصرخ
_ يا فضحتك يا جمال ، بنتك حطت راسك في الطين
نظر إليها بكره وهتف :-
_ عمري ما هسامحك ابداً ..منك لله ..منك لله
لو عليا كنت موتك دلوقتي لكن اختك
اختك عندها سرطان ومحتاجة عملية وإلا هتموت ، هي يجيلها وانتي اللي عملتي كدا بصحتك ..ربنا ياخدك ويخلصني من عارك ....
صدمت أمل من حقيقة مرض ليالي ثم قالت مدافعة :-
_ انا متجوزة بس عرفي وهو وعدني يبقى رسمي قريب ..ارجوك صدقني
اقترب منها بعيون باكية تريد الانتقام وهتف :-
_ مين ...قوليلي مين يأما مش هخليكي عايشة ليوم واحد كمان
اجابت بقلة حيلة :-
_ هشام ....هشام كامل الشريف
ابن صاحب الشركة اللي بتشتغل فيها
سقط جمال من الصدمة مرة أخرى على المقعد حيث تابعت هي ...
_من اربع شهور كنت مرة بجيبلك الدواء بتاعك ورحتلك الشغل وبالصدفة شوفت هشام هناك وحاول يكلمني بس انا سيبته ومشيت ،مشي ورايا وشافني وانا رايحة الشغل وعرف العنوان وبقى يستناني كل يوم لحد ما علقني بيه وحبيته ومش عارفة ضحك عليا ازاي ...انا كنت في الفترة دي مجروحة اوي من حسين واللي عمله فيا
قاطعها والدها بغضب :-
_انتي بتبرري اااااايه ،، بتبرري جريمة عملتيها ،مافيش أي حاجة في العالم تنفع تبقى مبرر للي عملتيه ومع مين !!
منك لله ...انا مش اد الناس دي هقف قصادهم ازاي
..حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ...الواطي ده لازم يصلح غلطته ....... لاززم
واستمر يبكي وهو يجلس على المقعد مطأطأ رأسه للاسفل
*****************************
وصلت ليالي إلي بيت صديقتها هبة وانتظرتها حتى أتت واخذت منها حصة الخبز وذهبت مسرعة دون أن تفتح النقاش لصديقتها لمعرفة سبب اختفائها ....
و اقتربت من المنزل وعلى وجهها ابتسامة ابت أن ترحل ويتكرر ما حدث أمامها كل دقيقة
حتى وصلت للمنزل ودقت على الباب ......
انتبه جمال لصوت الدق وقال بتحذير موجه الحديث لأمل :-
_ أوعي بوقك يتفتح قدام اختك ،الدكتور مانع أي حاجة تزعلها والنهاردة لازم اشوف حل للمصيبة دي
ثم خرج وهو يمسح عينيه الباكية حتى لا تلاحظ ليالي وفتح الباب ...
انكمش حاجبي ليالي وهي تنظر لوجه والدها ولعينيه الحمراء وقالت بقلق :-
_ مالك يا بابا ،عينيك حمرا كدا ليه؟
استدار ليدخل غرفته سريعا وقال :-
_ لسه صاحي بس ،انا داخل انام تاني
قالت بتذمر :-
_ مش هتفطر !!!
رد بعصبية :-
_ مش عايز ،،مش عايز
*********************
وضعت ليالي الأكياس بالمطبع وذهبت إلى غرفتها لتبدل ملابسها وتعجبت عندما شاهدت أمل وكأنها كانت تبكي هي الأخرى !!
تساءلت بتعجب :-
_ مالكوا في إيه ؟
صاحت بها أمل وقالت :-
_ انتي كل ما تشوفي وشي تقولي مالك مالك
ضاقت ليالي من ردها وقالت بحدة :-
_ امل انا مستحملاكي اولا عشان انتي اختي الكبيرة وكمان عشان عارفة ظروفك الفترة الآخيرة لكن مش معنى كدا إنك تزعقيلي عمال على بطال بالطريقة دي..كل انسان وليه طاقة
سكتت أمل واستدارت على أحد جانبيها ودخلت في عالم احزانها مرة أخرى ،،اقتربت لها ليالي وقالت :-
_ معلش يا أمل ما تزعليش مني ،بس بجد وحشني أمل بتاعت زمان ،دانتي كنتي ما بتبطليش ضحك وكنتي بتقولي عليا كئيبة ...انا زعلانة انك بقيتي كدا
بكت أمل بصوت عالي ونهضت والقت بنفسها بين ذراعي شقيقتها ليالي وقالت :-
_ انا مخنوقة اوووي ،،ادعيلي اخرج من اللي أنا فيه
ربتت ليالي على كتفها وتفاجئت من ضعف شقيقتها لهذا الحد وهمست بحنان :-
_ بأذن الله ربنا هيريح قلبك ما تقلقيش
****************************
عاد عمر إلى مقر الشركة ولم تفارق خياله ،دخل مكتبه مباشرةً
ثم جلس على مقعده وتنفس بعمق وردد اسمها
_ ليالي ..ليالي ....اسمك جميل زي عنيكي
اتسعت ابتسامته وتمنى من كل قلبه أن يراها مرة أخرى ولكن في هذه المرة لن تفلت منه إلا وهو يعرف عنها كل شيء
وبدأ روتين العمل اليومي .......
ومضى بعض الوقت ثم
فتحت فتاة المكتب تدعى ريهام ،نظرت حولها جيدا قبل أن تلمحه يقف منحني للأمام بعض الشيء وينظر للأوراق أمامه على طاولة خاصة بتنفيذ التصاميم الورقية ،،
تنهدت وهى تقترب له ،، شعر بانزعاج من دقة كعب حذائها على السيراميك ،،ازعجته وقللت تركيزه قليلا
وقفت بجانبه وهى تقول :-
_الشغل عامل ايه ؟
رد عمر ولم يحرك عيناه من على الاوراق ،، واعتدل فى وقفته ، ثم عقد ساعديه أمام صدره ، وقال بهدوء :-
_تمام ،،كله ماشى تمام
تنحنحت ريهام وشعرت بالتردد وهى تقول:-
طب ممكن اتكلم معاك شوية ؟
استدار ووقف أمامها مباشرة وهو يضع يده بداخل جيوب بنطاله ،، وقال :-
_ممكن طبعاّ ،،فى ايه؟
هربت بعينيها يميناً ويساراً پاستحياء وقالت :-
عايزة اتكلم معاك بصراحة يا عمر ،،فى حاجات عايزة افهمها
عقد حاجبيه بتعجب وقال :-
_حاجات ايه ؟
نظرت ريهام بأتجاه مقاعد الزوار فى زواية ما فى المكتب وقالت :-
_طب هنفضل وافقين كدا ؟
ابتسم وقال :-
_لا طبعا
وتحرك ناحية المقاعد وجلس على احداهما ،، وجلست قبالته بتوتر ، وقالت:-
علاقتنا يا عمر ،، هتفضل كدا ؟
رجع عمر بظهره للمقعد وزفر بضيق وقال:-
ريهام ،اظن انا قولتلك يوم قراية الفاتحة تصبرى عليا شوية ،،
انا مش بعرف اقول كلام رومانسى ولا كلام الافلام ده
ريهام بحزن :-
_كلام افلام ! ،، اليوم اللى بتتكلم عنه ده من شهرين يا عمر ،، واحنا نعرف بعض من زمان والمشاعر الصادقة عمرها ما كانت كلام افلام
نهض وهو يمط شفتيه وتنهد بعمق ،، وتحرك باتجاه النافذة ،،ازاح الستارة من عليها ،، واستنشق الهواء جيدا
تتبعت حركته وهى تعابير وجهها تزداد ضيق ،، وتنتظر منه أي رد ،، ولكن هيهات ، ردوده قليلة لدرجة مستفزة ..
نهضت من مكانها ،،وهى تصر على اسنانها بضيق ،،
وخطت بضع خطوات ووقفت بالقرب منه ،،وقالت :-
_مش معقول انا بس اللى هفضل استحمل ، وانا بس اللى اصبر ،، وسكتت قليلا ، وقالت :-
_وانا بس اللى احب !!
وترقبت تعابير وجهه حتى تستشف منه أي اجابة ،، ولكن يبدو ان لا طائلة من وجودها اكثر من ذلك ،
تصريحها لم يحرك بداخله شيء سوا الحرج ،،بأى رد سيجيبها
واخيرا قال:-
_انا عايز اسألك سؤال
قاطعته ريهام وقالت :-
انا اللى عايزة اسألك ، انت مجبور على الخطوبة دي ؟
عمر .... انا مش بتجبر على حاجة بس بحب ادي لنفسي فرصة
ريهام بقوة ....نفسي تحبني زي ما بحبك
حدق عمر أمامه مجدداً بضيق ،وقال:-
ايوة ،،انتي مناسبة جدا ليا بس انا مش عايز اجرحك يا ريهام
اجابته المتها اكثر ،،ليست هذه ما كانت تريدها
وتابع حديثه :-
انا مش عايز اظلمك معايا لو انتي مش مرتاحة اعتبري الخطوبة دي ملغية
حاول بحديثه أن يجعلها تفهم بطريقة غير مباشرة وتتركه هي حتى لا يبدأ هو ويجرحها أمام الجميع ولكن هي لم تفهم ذلك أو لا تريد أن تفهم
بلعت ريقها بألم ،،فهى تحبه ولا تريد ان تتركه بل ترتعب عندما يخيل لها من عدم اهتمامه بها انه سيتركها يوماً ما ،،
وقالت بخفوت وهى تنظر له ،،
انا ما زهقتش منك ،،انا نفسي تحبني ، نفسي احس اني مخطوبة وعايشة اجمل فترة ممكن اعيشها ،، هو ده مش من حقي يا عمر ؟
رد بلطف ،وقال:-
طبعا من حقك ،، بس انتي عارفاني احنا ما نعرفش بعض من شهرين بس ،احنا طول عمرنا اهلي واهلك زى عيلة واحدة
انا ماليش فى حركات شباب اليومين دول و......
قاطعته مبتسمة وقالت :-
_ماهو ده اللى عاجبنى فيك ،، انسان جد ومحترم
وتبدلت نظرتها الى اللوم وقالت :-
بس ساعات بحس انك قاسي أووي ومش بتعرف تحب
عمر :-
_انا اسف لو كنت جرحتك فى مرة غصب عني من غير قصد
بس هى دي شخصيتي ،، دماغي دي مش بتفكر غير فى الشغل وبس ،
رفعت نظرها إليه بألم ،، جرحا آخر دون أن يقصد ..
تدارك ما قاله وتوقف وهو يتنهد بأستياء وقال :-
اسف بس
سبقته ريهام بضيق وقالت :-
_لا خلاص ما تتأسفش ،، المهم
هى طنط فريدة اتأخرت ليه ؟ روحتلها مكتبها مالقيتهاش فيه
عمر:-
ممكن ما تجيش النهاردة ،، فضلت امبارح مستنية هشام على مارجع من برا متأخر
ريهام باستغراب ....متأخر !!! بيعمل ايه ده كله برا؟
تحرك عمر الى مكتبه وجلس أمامه ،، وقال بأنزعاج :-
بيقول بيقعد مع صحابه على كافيهات وبيتسلوا ،،بس انا حاسس ان فى حاجة انا ما اعرفهاش وصحابه مش تمام
ريهام بلطف :-
ان شاء الله مافيش حاجة ،، ماتقلقش نفسك ،، وهو بس طيش شباب وشوية وهيعقل
عمر :- اتمنى ذلك
ريهام :-
_طب انا همشى بقى عشان هعدي على ماما فى النادي
عمر :-
_خلاص ماشي ،،وسلميلي عليها
ريهام ...تمام
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث من رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية قصر البارون بقلم دينا السيد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا