مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الشيقة والممتعة مع رواية رومانسية إجتماعية جديدة للكاتبة المتألقة سمر محمدعلي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الحادي والعشرون من رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد.
رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد - الفصل الحادي والعشرون
رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد - الفصل الحادي والعشرون
أوقف سيارته بغته أسفل البناية القاطنة بها ، ترجل وأغلق باب السيارة خلفه واستند عليه بنفاذ صبر ، حاقد علي مشاعره السخيفة التي اجبرته علي المجئ للاطمئنان عليها ، فقد انهكه القلق ، هي انثي لا تعرف عن التفكير شيئ ويومان بمفردها أي ذهبت حيث التهلكه ، نظر إلي ساعة يده بضجر فوجدها قاربت علي الثالثة فعاد بنظر إلي مدخل البناية يفكر ملياً قبل أن يأخد خطوة يندم عليها ، لا يريد التوبيخ من منعدمة الذوق ، عند هذه النقطة عاد بمخيلته إلي آخر مناقشتهم وآخر ماتوصلوا إليه حينما كانت بسيارته واصطدمت بالزجاج ، أقسم علي تركها وعدم التدخل بأي أمر يعنيها كي يرى عقل الأم المدبر هذا وأن كانت تملكه من الأساس لمحها قادمة من نهاية الشارع ، فاستقل سيارته سريعاً محاولة للفرار لكنه أوقفته بندائها المستغيث ، فتوقف مرغماً ارتسمت علي محياه بسمه مستفزة فبادلته بآخري سمجة وبداخلها اطلقت العنان للسانها المنطلق كعادته بدون تفكير ليذكره بسباب لا حصر له ، ترجل من السيارة وقال بضجر : عايزة إيه
تغاضت عن أسلوبه الفج وأشارت إلي نهاية الشارع قائلة : كويس أنك جيت عايزاك تاخدي بعربيتك وتطلع نهاية الشارع ده هنلف نو ترن وهندخل الشارع اللي في اللفه عند مكتب الصحة هنمشي في الشارع ده علطول وهكملك ولا في العربية
: نو ترن
كررها بأسلوب ساخر وبسمة استهزاء ارتسمت للحظات وتابع بعدما غز البرود ملامحه : ومين قالك أني جاي عاشنك هااه وكمان عايزاني اودينكي مشاويرك كنت السواق بتاع اللي جابوكي مثلا والسؤال المهم بقي مين قالك اني فاضيلك
كزت علي اسنانها بغيظ وصل إلي عنان السماء لكن الصدمة أكبر منذ متي وهو يعاملها بتلك الأسلوب البغيض
رفعت إحدي حاجبيها وهي تقول بتساءل : اومال بتعمل ايه هنا تحت بيتنا لو ماكنتش جاي لينا
انعقد لسانه لثوان وقد تفاجأ من تلك السؤال الدال علي التفكير العميق لكنه تدارك الموقف سريعاً وقال ببرود : وهو البيت مافهوش غيركوا مثلا وأصلا أنا كنت عند واحد صاحبي وراكن هنا عشان مفيش مكان في شارعكوا المتر في متر ده
ابتعدت من أمام السيارة لتفسح له المجال وقالت : يعني حضرتك خلصت طب اتفضل من شارعنا المتر في المتر
انقباض عضله صغيرة بجانب الفك أوحت بأنه يطحن أسنانه من شدة الغيظ فتراجعت خطوتين إلي الخلف بتوتر لتسمع إلي صوته الأجش وهو يقول من أسفل أسنانه : مش قاعد في شارع اللي جابوكي أنا
وتابع بعدما قبض علي معصمها بصورة مفاجأة : وماتعمليش ذكية عليا وتفكري عشان أصلا أصلا أنتي غبية وماعندكيش عقل وأنا غلطان أني جيت اطمن عليكي ياغبيه
ترك معصمها بغل واستقل سيارته ، والشارع الذي سخر من ضيقه أصبح ساحة لسيارة سباق انطلق بسرعة مخيفة افزعت الحي بأكمله فقالت بضجر وهي تتحسس معصمها بألم : ما بالراحة الله
..................................
خطوة ثابتة وخطوتين مرتعشتين وتلك المره الرهبة تزداد ، هو ساعدها كثيرا فقد نام فور خروجه من الحمام لكن بالمرة السابقة كان الانهاك الجسدي بلغ حده فلم يشعر بها والآن هو بكامل طاقته بل اتفق مع إثنين لاهدار تلك الطاقة
جاورته علي الفراش وبهدوء شديد شمرت ساعديه حتي يظهر بأنه الفاعل وخاصة أنه من المحتمل أن يشعر بها ويستيقظ ، أخرجت الهواء من الحقنة واعطتها له بحذر ، كان الوضع هادئ وقد بدي لها بأنه من مقدسين النوم لا يستيقظ بسهولة ، لكن باللحظة التالية تململ بضجر فاتسعت عيناها حتي كادت أن تخرج من محجريهما وسقطت قلبها عند قدميها ، قامت من جواره سريعاً تمسح وجهها بظهر يدها بتوتر ملحوظ وقد ازداد الأمر تعقيداً حينما قام متحسس ذراعه بالألم فقالت بتلعثم : نا نا مو سه ناموسه كانت علي دراعك وكنت بنشها
زفر بحنق وهو يتكأ عاي مرفقة ثم مال قليلاً يلتقط محرمه ورقية يجفف الدماء التي سالت آثر إخراج الحقنة بطريقة سريعة متهوره ، نظر إلها شزرا وقال بحنق : ده نزف
عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت ببرود : قلت ناموسه وغلطانه أني هشتها كنت سبتها تاكلك
اومأ رأسه إيجابا ًفحديثها منطقي وقال : أيوه فعلا لما قرصة وعملت كده
صمت لبرهة وأردف بتساءل : بس الناموسة ديه دخلت منين الازاز مقفول ولو دخلت الصاعق شغال والتكيف شغال
: أبقى اسألها
قالتها بجمود وتوارت خلف باب الحمام المرفق بالغرفة ، أخذت نفساَ مطولا زفرته علي مرات متقطعة ، وتساءلت هل صدق بالفعل أم كشف خدعتها ، لن تعيدها أبدا ً، قبل إنتهاء مفعولها ستعطيه الأخري ، ليست بحاجة لتكرار الموقف أو توقع العقائب
دارت بعيناها في الحمام بحثاً عن سلة المهملات ولم تجدها فقالت باستهزاء : في الآخر مافيش صندوق زبالة أخص علي ديه لوكانده
تحركت اتجاه المغطس ، وقفت علي حرفة حتي تصل إلي الشرفة أعلاه ، ألقت الحقنه وهبطت بسلام غير عابئة بالضجة التي حدثت بالاسفل بسبب وقوع الحقنة بمنتصف كعكة عيد ميلاد
خلعت وشاحها واسندته علي طرف المغطس ثم تناولت طبق فواكة صناعية اخرجت ما بداخله ووضعته أرضا ً، خلعت باقي ثيابها ووضعتهم به فلا يوجد ولو دلو واحد
تناولت منشفه قصيرة لفتها حول جسدها بأحكام ثم مالت بجسدها قليلا تحمل الطبق ، وضعته أسفل صنبور صغير بجانب المرحاض منعدم القاعدة ، وفتحت المياة عليهم وافرغت نصف علبة سائل الاستحمام تقريباً
وضعت يداها بالمياه تنفصل الثياب عن بعضهما قائلاً : أحلي حاجة ان كل واحد بيعمل حاجته بنفسه وأبقى قابلني يا ديك البرابر لو غسلتلك حاجتك
تركتهم كي تستحم وتعود لتكمله المسيرة لكن الفاجعة الكبري كانت بعدم وجود صنبور بالمغطس ، هي والتكنولوجيا يتنافران لكن متي وصلت التكنولوجيا إلي حد التجاهل مغطس بدون صنبور ، بحثت جيداً ولا فائدة ،
جلست علي طرفة بيأس ربما ينتهي اليوم وهي بتلك المنشفة
: أنا أغبى خلق الله إيه اللي خلاني اقلع وكمان اسيب عليهم المايه طب استحمي إزاي الحنفية اللي هناك واطيه اوي مش هعرف
..................................
آخر ما استقرت عليه هو الخروج بالمنشفة فعلي كلاً حمزة بعالم الاموات وسيستيقط بعد إثني عشر ساعة لا أكثر
خرجت بثقة انعدمت عقب صوته العابث التي آتي من خلفها : أنا وأنتي والباشكير والناموسه والباب مقفول علينا والشيطان بيرمح في دماغي من الصبح ويومي لسه ماكملش يعني من الآخر اخترتي التوقيت الصح
اقترب أكثر ولم تتحرك قيد انملة ، حاوط كتفيها بذراعه وادارها ناحيته ، لف يده حول خصرها وقربها حتي أصبح مايفصلهم بضعة سنتيمترات ، بسبابته رفع فكها التي تدلي بصدمة قائلاً : مالك يا وساويسو متنحه ليه
أبتسم بعبث وهو يتابع بمكر شديد : بس حلوه الفوطه ديه
ابتلعت ريقاً كالعلقم وهي تبعد يداه المتشبثه بخصرها قائلة بهمس متذمر : أبعد احسنلك
اتسعت ابتسامته وهو يضغطت أكثر علي خصرها وقال بتساءل : ولو مابعدتش هتعملي إيه حقيقي متشوق
: عايز تعرف هعمل إيه
اومأ رأسه إيجابا ًفاردفت بطاعة : حاضر من عنيا
لم تبالي بالمنشفة التي تكومت علي الأرض بجانبه ولا بجسدها التي ظهر للعينان بل به وهو ينعي حظه علي الأرض بعدما تلقي ضربة أسفل الحزام أنينه أشفي غليلها واتسعت ابتسامتها حينما قال بقهر : يا بنت ال *** ضربتيلي اليوم
.......................................
: المامي بتاعتك اتقصفت
لم يتمالك عدي نفسه وانفجر ضاحكاً حتي رامي التي أصر علي مرافقتهم أبتسم بتحفظ
اقترب فارس أكتر كي يستمع بوضوح إلي هذيان سميه التي تفرك عيناها تارة ورأسها تارة بارهاق بدي جليلا علي وجهها الخالي من مساحيق التجميل ، لم يفهم ولو حرفاً واحداً فالتفت إلي عدي متساءل : أمك مالها وانت مش كنت رايح توصلها المطار إيه اللي يوديكوا القسم
نظر عدي إلي رامي الذي تنحنح بحرج وقال موجهاً حديثة لعدي : ألف سلامة علي الوالده وهستني منك تليفون
هز عدي رأسه إيجابا فاستدار الأخير مغادر بعدما القي عليهما تحية صامته برأسه
ألتفت عدي إلي أبيه المنتظر وقال بهدوء : وإحنا في الطريق اتصل بيا رامي وطلب مني نروح القسم عشان نشوف المشتبه فيهم والطيارة كان فاضل عليها تلت ساعات فقلت أروح بسرعة كده واصلا القسم في طريقي يعني عشان ماخرهش وخدت ماما معايا
: وبعدين
قالها فارس بترقب فاردف عدي بتوتر : أول ما روحنا ماما رفضت تنزل معايا بس أنا اصريت نزلت في الآخر ودخلنا استنينا بس ماما كانت مرهقة شوية وقبل ما المشتبه فيهم يدخلوا كانت اترمت علي الأرض مغمي عليها فجينا بيها علي هنا وكلمت حضرتك بس هو ده كل اللي حصل
كان أول سؤال خطر ببال الفارس لما أبنائه يعاملانه كغر صغير ساذج
مشتبه به لقد تناسي عدي نقطة هامة بتلك اللعبة
هو بالأصل لم يري مغتصبون ايثار فكيف يذهب للتعرف عليهم أو الأكثر سذاجة هو العصور علي المغتصبون بعد تلك السنوات
هناك سر متعلق بسميه ، متورطه بشكلا ما ، من المحتمل أن يختلف منظوره ، لكن عدي لم يفعلها من فراغ ، إصراره علي توصيلها واخذها معه يدل علي صدق رؤيته ، لو كان يفعل من أجل ايثار لكان فعلها سراً
نظر إلي عدي ملياً قبل أن يردف بتشتت : عارف ياعدي أنا بدفع تمن غيابي عنكوا
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الحادي والعشرون من رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض الشهوات
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض الشهوات
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا