مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الشيقة والممتعة مع رواية رومانسية إجتماعية جديدة للكاتبة المتألقة سمر محمدعلي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثالث والعشرون من رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد.
رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد - الفصل الثالث والعشرون
رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد - الفصل الثالث والعشرون
لم تجيبه ولم يكرر ندائه بل ترك لها القدر الكاف من الخصوصية خاصة بعدما لمح لمعان الدموع بمقليتيها
لقد لعبت الظنون بعقله حينما خرجت من المنزل وحيدة وتأكد من حدسه عندما طلب عدي منه ايصالها هو لم يترك أبدا مهام استرته لغيره منذ أن تزوج من تسعة أعوام ، ما الذي تغير الآن ؟
تثاءب بارهاق وهو ينظر إلي ساعة يده ثم إلي ايثار الثابتة علي حالها من ساعة إلا عشر دقائق تنحنح بخفوت ، سعل بصوت عالٍ ، ضغطت علي بوق السيارة ثلاث مرات متتالية ولم تشعر به بتاتا فلم يكن أمامه سوي الصراخ : ايثار بقالي ساعة واقف
انتفاضة جسدها لا تناسب التفاتها البطئ وقولها الهادئ : نعم
أبتسم بخفة وقال بلطف : أنعم الله عليكي بس حاجه بسيطة كده إحنا وصلنا
وتابع وهو يخرج يده من الزجاج مشيرا لمدخل البناية : مش ده العمارة ولا أنا غلطان
هزت رأسها نافية وقالت بايجاز وهي تعلق حقيبتها علي كتفها : أيوه هي
و
قبل أن تترجل عاجلها بسؤال بدي لها صارم رغم فضوله : ايثار سبتي البيت ليه
رفعت كتفيها بمحاذاة رأسها وقالت بلامبالاة : اتخانقت مع عدي
لم تشبع فضوله فتساءل : ومن أمته عدي لما بتخانقوا بيخليكي تسيبي البيت
وبضجر أردف : تسع سنين بتتخانقوا ودلوقت بس تسيبي البيت
ولترفع الحمل عن كاهلها قالت : هو اللي طلب مني
ابتسامة هادئة ارتسمت علي ثغره لثوان معدودة وكأنه بدأ تنازليا فتلاشت ببطء شديد وحل مكانها الصراخ الحاد : اللي أعرفه أن أبني هو اللي بيسيب البيت لكن انتي ولوحدك جديدة وكله كوم وأنه يطلب أني اوصلك كوم تاني خالص
ادمت اسنانها شفتيها تلك العادة التي اكتسبتها بعد عدد لا يحصي من الجلسات ولم تفلح عان علي وهو يهذب انفعلاتها وردود افعالها واتي فارس بلحظه وفر عناء سنوات
لو صرخت به الآن وعرت الحيه أمامه ربما تتخلص منها نهائياً لطن بالجهة الآخري ستحصل علي كلمه واحده لا أكثر وتلك الكلمة كفيلة بتمزيق نياط قلبها واحد تلو الآخر
: اسأل ابنك
أجابه دقيقة مختصره وتركت له السيارة يضغط علي بوقها بعصبية شديدة ويلقي كلمات حانقة مثل : أنا اللي بجيب لنفسي التهزيئ
والأشخاص الحمقي لا يأتون سوي بالوقت الخاطئ كان اتصال سلمي يمثل قشه ظهرت من العدم لغريق غلبه اليأس ولم يفكر كما اعتاد بل أجاب ببرود : يا اهلا مدام سلمي اللي بتعرف تتصرف لوحدها ربه المنزل المدبرة وحضره الأم المثالية
واتاه صوتها المتحشرج : انا في مشكلة ومحدش هيساعدني غيرك وسام تليفونها مقفول وأنا مرعوبه
رغم القلق التي نهش احشائه إلا انه قال ببرود : خير يا مدام سلمي
اختنق صوتها وهي تقول بهمس أشعل الدماء بعروقه : رؤوف واقفلي تحت وخايفة يطلع يعمل فيا حاجه او ياخد مني الولاد ما هو عرف ان وسام اتجوزت وأنا هنا لوحدي
وقبل أن يصيح بانفعال لا يأتي بنفعه فكر للحظات لما لا يستغل الوضع لصالحه لم يكن يوماً بالشخص الانتهازي المستبد لكن حينما تغلق الأبواب أمامك فالحل الوحيد تسلق الجدران : سلمي أنا عندي الحل اللي هيخلصك منه
وصوتها الشغوف أصابه بالانتشاء رغم ضميره الذي أستيقظ بعد غفوة : إيه هو
: تتجوزيني
........................................
مره ، مرتين ، ثلاث مرات
وان وصل للمئه لن يهدأ حتي تجيبه جلس علي مقعد خشبي صغير في الشرفة المطله علي البحر الذي ابتهج بسقوط إحدي اشعه الشمس الامعه عليه واعطي مزيج رائع لثلاث ألوان تسلب القلب قبل العين
يهز ارجله الممدوده أمامه بعصبيه شديدة تنهد براحة فقط حينما إجابته بهمس هادئ : نعم يا حمزة
استشاط غضبا من برودها المبالغ به فصرخ : بلا حمزه بلا زفت ساعة كل ده عشان تردي علي أمي
: عايز إيه يا حمزة
وأردفت ساخرة : شكلك زهقت من العروسة
أبتسم بخبث وهو يلقي نظره سريعة علي وسام التي تأكل بنهم شديد غافله عن فعلته ثم عاد بنظرة اللي البحر يزفر براحة ويقول باستمتاع : العروسة خلاص يوم اتنين لأ ساعة ساعتين وصلاحيتها تنتهي سيبك منها المهم
همست بضجر : إيه
: وحشتيني
: أممممممم وده بجد
هز رأسه موافقا وقال : قلتها كتير ميه مره بحبك ميتين وحشتيني وهفضل اعيد فيها لحد ما تقتنعي
صوتها الشبه نادم أصابه بقلق عاصف : أنا مش عايزة الحب وبس يا حمزة
حاول التبرير او بالمعني الصحيح إعطاء مؤشرات بوجود الأفضل فقال : تمارا كل حاجه اتغيرت من وقت الحمل وأنا وعدتك أني هتغير عشانكوا أنا صليت النهاردة لأ ومش كده وبس صليت كل الأيام اللي فاتت ديه وحده وحده وهتغير أنا مش زيك هتغير من يوم وليله هفشل
: بتصلي كل يوم
تدلي كتفيه بخذي لا تطلب منه شيئ واتممه عادة ما يخالف نصفه : هو مش كل يوم كل يوم وأردف مبرراً : أصل أنا نمت يومين
بدي وكأنها استمعت للمقطع الأول لذا صرخت بعصبية اعتادها : طبعا ما هو مافيش حاجه اطلبها وتعملها خلاص ياحمزة انت حر اولع
أغلقت بوجهه غير عابئه بفوران دمائه ولا باسنانه التي تحطمت من شدة يأسه ، لقد تعمدت الأبعاد وتلقينه درساً تريده خالص من ماضية تريده شخص آدمي يعيش علي الهواء وليس الشهوة تريده أبا ًلطفل لم يأتي بعد تريد أشياء لن تحدث بيوم وليله
زفر بحنق وهو يقوم متجهاً إلي الداخل حيث وسام التي اضطجعت علي الأرض مبتسمة بسخرية شديدة مشيرة إلي صقف الغرفة متخيلة أشياء لا تتواجد بالحقيقة
أقترب منها والاستمتاع يرقص بعيناه ومع قولها المائع : حمزة
أتقن بأن وقتها حان فحملها بخفة وساعدته حينما تعلقت بعنقه غير واعية واتجه إلي الفراش قائلا بخبث : يااااه يا وساويسو ليله ابوكي سوده
....................................
تثاءبت سميه بارهاق وهي تفرك عيناها الناعسة ، تململت علي الفراش بأرق ، حتي اصطدمت قدميها بعدي الجالس علي طرف الفراش ، رفعت رأسها الثقيل ببطء تلقي عليه نظره سريعة مستغربا وارتمت مره اخري تفرك جبهتها بتعب قائلة : عدي انت بتعمل ايه هنا
اقترب منها وهمس : تعبانة
اومأت برأسها إيجابا ًوقالت وهي تضع الوسادة خلف رأسها : أنت شايف إيه ياعدي مش قادرة سيبني أنام أرجوك وارتاح
أبتسم بخفة وابتعد عنها بضعة خطوات فاغمضت عيناها بارهاق لكن قوله الغامض : وأنتي ريحتي مين عشان ترتاحي
جعلها تنتفض كمن لدغه عقرب صارخة : نعم أريح وارتاح وأنت من أمته بتكلمني كده أكيد ما هي معاشره بنت الخدامين بتعمل أكتر من كده تنسيك اصلك واحترامك لذاتك وتخليك تكلم أمك بالشكل ده
هز رأسه باسف وقال بشفقة : أمك أنتي مش أم أنتي مومس
وفحيح اردف : بس خلاص محدش هيقفلك غيري يوم واحد وبس
استدار مغادر تارك للصدمة مطلق الحرية كي تتشكل علي وجهها بهدوء شديد
لكن متي استسلم الشيطان ، بيد مرتعشه تناولت الهاتف وبعد عدة محاولات استمعت إلي أنفاس متسارعة فصرخت بلا وعي : مش أنا يا ايثار واقدر ادمرك أصل ماقلتش ان الفيديوهات لسه معايا يعني بكل سهولة اقدر اجرسك
: فيديوهات إيه بقي
ألقت الهاتف بفزع فمن أجاب لم يكن سوي فارس الذي وجد هاتف ايثار ملقي علي الأريكة الخلفية للسيارة فاحتفظ به حتي يعود لها بعد أن عقد قرانه
واتصال سميه اللحوح ولايثار تحديدا جعله يخترق مبدأ الخصوصية .... وربما حصل علي حلقه اخري فقدتها الدائرة
ولأنها لم تجيب أغلق الهاتف والتفت إلي سلمي التي تلقيه من حينا لاخره بنظرات نارية قائلا : سلمي أنا عرضت وأنتي وافقتي ومحدش كان ضربك علي إيدك وقالك وقعي تمام فبلاش نظراتك ديه عشان ماعلمكيش الأدب
التوي ثغرها بتهكم وقالت بتهديد اعجبه كثيراً : لا مش بتعلم وغيرك خرج من غير صف كامل ومناخيرين
أمسك يدها التي تلوح بعده اتجاهات كعادتها حينما لا تجد مبرر وقربها منه حتي التصقت به تحسس بيده الاخري خصلات شعرها السوداء التي تخيلها باحلامه وقال باستمتاع : يا سلمي انتي هبلة وأنا عارف اخرك واخرك ده اللي خلاكي توافقي علي جوازك مني فبلاش عشان والله ايدي غبية وهخرجك بعاهة ومش هتكوني نافعة بعدها
صكت علي اسنانها بغيظ وهي تبعد يداه الذي شددت علي معصمها أكثر ونظرة الاستمتاع بعينه جعلت يداها تأخد وضع الاستعداد فعينه اللئيمة ستصاب لا محالة
: سبني احسنك
تركتها وابتعد أعقد ذراعيه أمام صدرها والقاها بنظرة شاملة معينة وببرود أردف : هسيبك عشان حاجتين الأول عشان ابنك اللي واقف ده ثانيا بقي عشان مش فاضي جهزي نفسك ساعة والسواق هيجي ياخدك انتي والفوميليا الكريمة
وقبله صغير طائرة بلحظة وداع جعلتها تصرخ بغل : سافل
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والعشرون من رواية أرض الشهوات بقلم سمر محمد
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض الشهوات
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض الشهوات
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا