مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثامن والعشرون من رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم.
رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثامن والعشرون
اقرأ أيضا: رواية فارس عشقي بقلم سحر فرج
رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثامن والعشرون
هزت رأسها بضحكة عذبة وخجولة وقالت :-
_ اه عرفت ، انتقلت للمكتب هنا تاني
كاد أن يتحدث حتى دلف هشام وقال :-
_ لأ ، اتنقلتي لمكتبي انا
علت الصدمة وجهها بعد أن غابت بسمتها وهاجرتها ونظرت لعمر الذي يجلس أمامها يراقب رد فعلها الغاضب بصمت ثم أشاح عينيه عنها وقال :-
_ هتبقي سكرتيرة هشام وهو هيفهمك هتعملي إيه
دلفت هشام أكثر للداخل ووقف جانبها يتأملها في صمت ومكر وابتسامته لا تفارقه كعادته وتأمل صدمتها ورفضها الذي يطل من عينيها بقوة حتى قالت بصوت مرتعش :-
_ انا ما انفعش سكرتيرة ، دي مش شغلتي ولا هنفع فيها
نظر هشام لها وقال بسخرية وبنفس النظرة الماكرة :-
_ ولا انا على فكرة في الشغل ، بس اديني هتعلم انا كمان ، يعني احنا الاتنين انسب ثنائي مع بعض
رمته بنظرة جانبية فهمها ثم عادت تنظر لعمر بلوم وهو قد نهض ونظر للنافذة حتى لا تشاهد حيرة عيناه وقال بحسم :-
_ انتي اتنقلتي يا آنسة وده قرار إداري ومش قابل للتغيير ولا النقاش ، ياريت تتفضلي على شغلك
جف ريقها من أسلوب الجاف معها ولا يكشف صوته عن أي شيء إلا الجمود والتبلد
تحركت خطوات للخلف وخرجت من الغرفة ولم ترى مكان تستطيع أن تذهب له إلا "الكافيتريا " ، عمل اباها من قبل
جرى الدمع من عينيها حتى بدأت أن تشعر بالدوار مثل عادتها وكان من الغريب أن المرض كان أكثر صبراً عليها من قلب هذا القاسي الذي وعدها سابقا إنه لن يجعلها تبكي ...
********************
أستدار عندما شعر بخروج وهي تركض وشعر بالقلق عليها فخرج سريعا خلفها وبحث عنها حتى سمع صوت بكائها بالجوار ....
تقدم بالخطوات حتى دلف إلى غرفة الكافيتريا ونظر لها بقلق وقال :-
_ هو مش ده إختيارك ؟ مش إنتي عايزة ماتشتغليش معايا !!
التفتت له بغضب وقالت :-
_ انا هشتغل هنا ،مكان بابا الله يرحمه ، هو ده أنسب مكان ليا ، لو أنت رضيت إني ابقى سكرتيرة وانا لسه مش فاهمة الشغل ولسه بتعلم يبقى إنت عايزني أبقى اضحوكة كل اللي حواليا ، حرام عليك
وقف أمامها وقال بقوة وحدة :-
_ انا مابقتش فاهمك ، إزاي بتفكري كدا ، وإزاي عايزاني اسيبك تشتغلي هنا وتبقي .....
تهدج صوتها وجرى بريقها مرارة وهي تتذكر أنه عمل والدها من الاساس ووالدها يبدو إنه كان يعامل هكذا ...قالت :-
_ قصدك خدامة ، مش مهم ، بس على الأقل محدش هيقعد يزعقلي على أقل غلطة ، انا كنت في مكتبك وحسيت بكدا ولا أنت ناسي ازاي زعقتلي ، وازاي كنت عايزني اتقبل عصبيتك عليا وكأني مش انسانة مش المفروض تزعل
زفر بغضب ثم هتف بها :-
_ عمرك ما فهمتي سبب عصبيتي ، عمرك مافهمتيني ولو مرة واحدة ، حتى دلوقتي مش فاهمة سبب رفضي إنك تشتغل هنا ، ومش كل حاجة هينفع تتشرح ، انتي لازم تش ....
وقفت أمامه وقالت ببكاء :-
_ لأ مش لازم على فكرة ، عمر ...انا مش عايزة اشتغل مع حد ، لا ريهام ولا أخوك ، ادام أنت نقلتني من عندك مش عايزة اشتغل مع حد تاني ، لو ليا خاطر عندك بلاش تشغلني عند اخوك
تصارعت الاسئلة والحيرة بمقلتيه وهو يسأل بعدم فهم :-
_ اشمعنى أخويا يعني ، هو ضايقك في حاجة
دلف هشام الذي كان يستمع للحوار من الخارج وأردف بنظرة عين غاضبة :-
_ احنا هنسأل الموظفين بتوعنا يا عمر هما عايزين يشتغلوا فين !!! ،، ده أمر وياتنفذيه يأما برا
استادر عمر لأخاه بشراسة وهتف بغضب :-
_ هشاااام ، مالكش علاقة بالموضوع ده ، واذا كنت امرت بانها تتنقل عندك فأنا بأمرها إنها تفضل هنا ، ومابحبش حد يراجع كلامي ولا حتى أنت
وقف هشان قريبا من أخاه متحديا بعنف :-
_ هو مش ده مالي زي ماهو مالك ولا إيه ؟!!
رمقها عمر بنظرة متعجبة من مدى اصراره وغضبه :-
_ انا مش بتكلم في المال يا هشام ، انا هنا المسؤول الأول عن الشغل لحد ما تتعلم إنت كمان وتبقى مسؤول معايا لكن دلوقتي إنت زيك زيها ، ولازم تسمعوا كلامي انتوا الاتنين
إنت هتبقى في شغلك وهي هتفضل هنا وللعلم شغلها هنا مقتصر لمكتبي فقط
رفع هشام حاجبيه وقال بعنف :-
_ اللي انا شايفه إنها مشت كلامها عليك وانت بتنفذلها رغبتها ، لكن رغبتي انا في ستين داهية
صرخت ليالي ببكاء وقالت :-
_ كفاية بقى ، مش عايزة مشاكل بسببي
القى هشام عليهم نظرات غاضبة ثم ذهب الى مكتبه متوعدا
وشعرت أنها يجب أن تتأسف لعمر عما بدر منها ورغم ذلك واجه أخاه لأجلها ولكن عمر تركها وذهب إلى مكتبه صافقا الباب خلفه بعنف ......
*********************
في مكتب هشام الذي تجهز في وقت قياسي استمر يجوب الغرفة ذهابا وايابا حتى دخل تامر بتلصص حتى لا يراه عمر وقال لهشام :-
_ انتوا كنتوا بتزعقوا على إيه ده كله ، اوعى تقول عشان البنت اياها
أشار له هشام أن يخرج وقال :-
_ امشي من قدامي يا تامر عشان مش طايق اشوف حد
قبل أن يخرج تامر رمى بحديثه الشيطاني حتى بحدث وقيعة :-
_ انا شايف إن عمر مهتم بالبنت دي بشكل غريب
زمجر هشام وصرخ به :-
_ قلتلك أخرج يا تاااامر
خرج تامر وقد فعل ما يريده ......
أطرق هشام بغضب على حافة المكتب وقال :-
_ مش هعديها بالساهل يا عمر ، انت طول عمرك كنت المميز والمفضل عند ابويا ، لكن مش في دي كمان
ليالي بتاعتي انا وبس ..........
***********************
جلس أمام مكتبه وهو يزفر بضيق شديد ، وضاق أكثر كلما تذكر إنه عنف أخاه بهذا الشكل ، سمع دقات على الباب وسمح بالدخول
دخلت ليالي وبيدها فنجان قهوة ووضعته أمامه على المكتب ثم قالت :-
_ قهوتك
لم ينظر لها واستمر على وضعه وينظر لاتجاه آخر حتى قالت مجددًا :-
_ أنا اس.....
قاطعها بحدة ثم قال :-
_ لو سمحتي ما تكمليش ، شكرا على القهوة ، وياريت تاخدي الباب وراكي وانتي خارجة
غلف الألم وجهها ثم خرجت ولم تغضب منه بل غضبت لأجله....
********************
عند عودتها هذا المساء روت لشقيقتها كل شيء مما جعل أمل تشتعل من الغضب وهتفت مجددا :-
_ لازم تسيبي الشغل يا ليالي بأسرع وقت ، هشام ده شيطان
تنهدت ليالي بهم وقالت :-
_ هسيبه وانا قررت كدا ، بس مش قبل ما عمر يفهم سوء الفهم اللي حصل ، مش هقدر امشي وهو كدا هيفهم اني ببعد ومش عايزاه
هتفت بها أمل :-
_ طب ما تفهميه الحقيقة وتخلصي
نظرت لها ليالي بضيق :-
_ مش مديني فرصة خالص ، كل ما اجي اتكلم يقفل كلام معايا ، انا كنت هقوله النهاردة على كل حاجة حتى موضوع مرضي بس ما عرفتش وهو في الحالة اللي كان فيها دي ، انتي ما شوفتيش زعق في اخوه ازاي
امتلى عين أمل ببريق أمل ملا عينيها وقالت :-
_ طب وهشام ده عمل ايه ، قدر يقف قصاده
نفت ليالي وقالت :-
_ هو انا حسيت انه بيخاف من اخوه شوية ،ماقدرش يمشي كلامه رغم ان عينه كانت هطق شرار بس ماقدرش يمشي كلامه على عمر ، انتي ما شوفتيش عمر في غضبه بيبقى عامل ازاي يتخاف منه بجد
لاح طيف بسمة على وجه أمل واجابت بمرح يبدو غريب في ظل هذا الظرف المليء بالقلق وقالت :-
_ بس أكيد معاكي انتي بيتحول
نظرت لها ليالي بدهشة ثم تدرجت دهشتها لابتسامة خجولة وقالت :-
_ بتهزري يا أمل ..صح
ابتسمت لها وهي تجلس بجانبها وقالت :-
_ ربنا عالم انا فرحانة عشانك اد ايه ومطمنة عليكي مع عمر لانه فعلا راجل ، ومبسوطة أكتر انك خليتيه يحترمك لدرجة انه يقف قدام الكل عشانك ، وده اهم من الحب يا ليالي
لو الراجل احترم الواحدة قبل ما يحبها عمره ما هيبهدلها وهتعلى في عينيه أكتر
تابعت بمرارة :- والعكس بردو صحيح
*******************
في القصر
انتظر عمر شقيقه هشام حتى يأتي ولكن طال انتظاره ، قالت فريدة الجالسة بجانبه
__ يعني حتى وهو بيشتغل بيخرج يسهر ، دنا قلت انه خلاص نسي السهر بعد ما فضل يومين ما بيسهرش
ضغط عمر على رقم هاتف هشام للمرة العشرين ولم يتلقى أي اجابة وضاق من نفسه كلما تذكر عصبيته على أخاه اليوم ...
قال لوالدته مطمئنا :-
_ اطلعي انتي استريحي يا أمي وانا سهران لحد ما يجي
رفضت فريدة بقوة ولكن عمر أصر على ذلك حتى استسلمت للآمر وخصوصا أن الوقت تآخر .......
بعد مضي أكثر من ساعتين دخل هشام ويبدو أنه يحاول استعادة اتزانه ولمحه عمر وذهب اليه مسرعا ...قال بقلق :-
_ مالك يا هشام ، أول مرة اشوفك كدا
نفض هشام بعصبية يد عمر المقبضة على كتفه ثم قال :-
_ وانت مالك ، ولا ده شغلك كمان
قطب عمر حاجبيها وقال بلوم :-
_ يعني بلاش اقلق على اخويا الصغير
صاح به هشام بغضب :-
_ ما تلبسش قناع الكدب ده ، ولا هو هنا حاجة وفي الشركة بتقلب. لواحد تاني !!
ثم تحرك وذهب إلى غرفته وكاد أن يسقط ولكن تمسك في التماثيل المثبته على الجانب الأيمن من السلم الذي يتوسط البهو الواسع للقصر .....
اخفض عمر رأسه بضيق ثم خرج كعادته للمسبح .....
*********************
في اليوم التالي
رفض هشام ان يذهب مع عمر بسيارة واحدة وذهب خلفه بسيارته الخاصة ، وتأخر بعض الوقت متعمدا ذلك
ووافق ذلك الوقت وصول ليالي أمام الشركة متأخرة كعادتها بسبب زحام الطرق الذي تسير بها السيارة في شوارع منطقتها السكنية ، وهمت بالذهاب إلى مبنى الشركة بعد أن ترجلت من السيارة ولكن اوقفها باب سيارة قد فتح للتو وخرج منه هشام الذي لمحها من خلال المرآة وانتظرها اقترابها ....
ترجل من سيارته ونظر لها بابتسامة ماكر وقال :-
_ صباح الخير يا ليالي
شعرت بالغيظ من ازالته أي رسميات بينهم واجابته وهي تحاول أن تتحكم في غضبها :-
_ صباح الخير يا استاذ هشام ، بعد اذنك
كان عمر ينتظر وصول هشام بقلق حتى اقترب من النافذة ونظر للطريق ليتفاجئ بوقوف شقيقه مع ليالي وعلى وجهه ابتسامة غريبة ولم يلاحظ وجه ليالي لانها كانت تواليه ظهرها وتنظر لهشام........
سبقها هشام وقال بخبث :-
_ لو زعلانة من اللي حصل امبارح فأنا أسف ، اكيد مش قصدي ازعلك ، بس يمكن قصدي على حاجة تانية
نظرت له ليالي بريبة وقال :-
_ حاجة تانية !!
هز هشام راسه وتظاهر بالصدق :-
_ في حاجات عمر مش بيعرف يقولها بس تصرفاته بتبينها فأنا دايما كنت بستفزه عشان يعترف بيها ، فهمتي حاجة
اطرفت بعيناها بحيرة وقد بدأت تفهم مقصده ولبرائتها لم تشك في إنه يكذب ، حتى تابع هو
_ انا اسف لو كنت زعلتك ، بس انتي هديتي اللي كنت هعمله على آخر لحظة ، عموما مش عايز اعطلك ، اتفضلي
عاملها بتهذيب جعلها قد بدأت تغير فكرتها عنه ثم قالت متساءلة :-
_ هو انت قولتله على موضوع ال...قلم
قالتها بحرج وناقضها بابتسامة :-
_ لأ ما قولتلوش ، انا فعلا كنت غلطان ساعتها واتمنى انك ما تقولوش
هزت راسها ثم ابتسمت ابتسامة بسيطة وقال :-
_ بعد اذنك
ذهبت واستمر هو يتابع ذهابها بعينيه الجريئة ........
غضب عمر من هذا المشهد ولكن لم يشك في احدا منهم رغم انه احتار لسبب حديثهم الصباحي ببعض الابتسامات هذا .، ولكن ارجع الأمر الى انه من الممكن ان هشام احس بانه لابد ان يعتذر منها ،
ونهشته الغيرة ولم لم يكن هذا اخاه لركض وابرحه ضربا ، وضاق منها بشكل مضاعف وأعنف
***********************
كادت ليالي أن تدلف بداخل الطابق الاداري حتى اصطدمت بعمر الذي كانت عيناه غاضبة بشكل خطر وقال وهو يريد أن يغيظها:-
_ انا طالع عند ريهام
اشاحت وجهها بعصبية وهتفت :-
_ طب وانا مالي بتقولي ليه
ضيق عينيه عليها وقال :-
_ على ما انزل تكون القهوة جاهزة ، أو اقولك خليها لما انزل يمكن اتأخر والكلام ياخدنا ، اصلي بنسى الوقت مع ريهام
التفتت له بغضب جعل لمعة تسلية تظهر بعيناه ثم ذهبت مبتعدة دون أن تجيبه ...ظهرت ابتسامة طفيفة على وجهه من تذمرها
*******************
وضعت حقيبتها بعنف على الطاولة وتنفست بحدة وغيظ ...
حتى مر طويل انتظرته أن يأتي ولم تستطع الانتظار ، خرجت تتفقد المكان وهي تقنع نفسها انه اتى دون ان تراه ولكن مكتبه مغلق .....
خرج تامر وبيده بعض الاوراق واتجه لمكتب عمر حيث قالت هي :-
_ مش جوا ، طلع لمكتب البشمهندسة ريهام
زفر تامر بحدة وقال :-
_ ده وقته ، لازم اخد امضته بسرعة على الورق ده ومش هينفع اطلع
اسرعت قائلة :-
_ طب هات الورق وانا هطلع واخليه يمضي عليه ، انا فاضية ومش ورايا حاجة
رمقها تامر بشك واعطاها الاوراق ثم اشار لها على موقع الامضاء وقال :-
_ خليه يمضي هنا
هزت راسها بفهم ثم أسرعت لمكتب ريهام لاهثة وفي مخيلتها انها ستراه مع ريهام في مشهد غرامي مخجل ودلفت متعمدة عدم الاستأذان حتى صدمها الواقع
تجولت بنظرها في انحاء الغرفة ولم ترى الا ريهام جالسة خلف مكتبها تنظر لها بشراسة وقالت بعصبية :-
_ اوعي تدخلي مكتبي بالطريقة دي تاني انتي فاهمة ، عايزة ايه ؟
وعكس ما توقعت ريهام ابتسمت ليالي وقالت :-
_ كنت بدور على استاذ عمر عشان الاوراق دي
نظرت ريهام للأوراق وقالت بغضب :-
_ عمر مش هنا ، انا شوفته داخل مكتب طنط فريدة
اتسعت ابتسامة ليالي وقالت :-
_ يعني هو ما جاش هنا؟
صاحت ريهام بانفعال :-
_ لا ماجاش ، ولو سمحتي عندي شغلي ومش فاضية !!
خرجت ليالي مبتسمة ونظرت للمكتب المجاور ودقت عليه بخفوت وسمعت صوته الرخيم .....
فتحت الباب وهي تنظر للأسفل بخجل ولم تجرؤ أن تواجهه وتفاجئ هو من مجيئها وانفعل أكثر حيث قال :-
_ ايه اللي جابك هنا ؟ !!
اقتربت ليالي من المكتب وغاصت قدميها في السجادة الشرقية الطراز ثم وضعت الاوراق على مكتبه وقالت :-
_ استاذ تامر كان بيدور عليك عشان تمضي الاوراق دي
نظر للاوراق ثم هتف :-
_ ومجاش هو ليه ؟ ، انتي اللي اخدتيهم منه صح ؟
تورد وجهها من الخجل وثبتت نظرها على الارض واخفى هو ابتسامته وهو يوقع الأوراق ثم اعطاها الورق وقد عبس وجهه من جديد .....
اخذتهم منه واسرعت ناحية الباب لتخرج وتلتقط انفاسها المتسارعة .........
بعد أن اغلقت الباب ، ظهر طيف بسمته وقال بعشف :-
_ مهما حاولت ما بعرفش افضل زعلان منك ، بس لازم استحمل شوية لحد ما تفهميني أكتر من كدا
*******************
قد مر عدة أيام أخرى تظاهر فيها عمر بكل ما يحمل من قوة إنه استطاع الابتعاد عنها وهدأ الانفعال الذي كان يدب عندما تجتمع ليالي مع هشام ولكن الآخير كان له حسابات اخرى .....
كانت في ذلك اليوم تجلس ريهام تشتعل من الغيظ من لهفة عمر الذي يحاول أن يخفيها ولكن هي دائما كانت تكشفه بنظراتها حتى تحججت بشيء تافه أثناء تواجدها بمكتب عمر وكانت تنتظره وأمرت ليالي أن تعدّ لها فنجان قهوة ......
احضرته ليالي بعد قليل لتفاجئها عصبية ريهام وتعنفيها
_ ايه ده !!! ، دي قهوة تتشرب !!
نظرت لها ليالي باستياء وقالت :-
_ انا عملتها زي ما طلبتيها والقهوة ما فيهاش حاجة ، انا مش اول مرة أعمل قهوة !
نهضت ريهام بغضب ورمقتها بحقد وغضب :-
_ يعني انا ما بفهمش مثلا ولا هتبلى عليكي ! ، انا ما بتفهميش في أي شيء هنا ومش عارفة عمر ساكت وصابر عليكي ليه ، بس اظاهر إن بتعرفي تمثلي انك مسكينة عشان كدا بتصعبي عليه
بلعت ليالي ريقها بصعوبة وقالت بحزن :-
_ لو سمحتي ما تكلمنيش بالطريقة دي ، وانا مش بتمسكن على حد ، واي كلام تاني هقول لاستاذ عمر لما يجي وهو هيتصرف
اتسعت عين ريهام بغل وقالت بصريخ :-
_ دانتي بجحة بجاحة ، تبقى وراكي كوارث وليكي عين تتكلمي بس الحق عليا ، انا بقى اللي هقول لعمر على كل حاجة
تحدثت ليالي بعدم فهم وغضب :-
_ اللي عندك اعمليه ، انا ما عملتش حاجة عشان اخاف منها
دخل هشام فجأة وقال وهو ينظر لهم :-
_ مالكم في ايه ؟! صوتكوا وصلي المكتب
تنقلت نظرة ريهام من ليالي الى هشام ثم نظرت لليالي بنظرة ذات مغزى وأردف بخبث :-
_ بس المفروض تخافي ، ولا ايه يا هشام ؟
صوب هشام عينيه على ريهام بعدم فهم ولم يجيبها
خرجت ريهام من مكتب عمر والغضب يغلي في عينيها
قالت ليالي بقلق :-
_ انا مش فاهمة هي بتتكلم على ايه ؟!، وليه اتغيرت معايا كدا
شرد هشام قليلا ثم قال :-
_ انالازم أعرف هي قصدها ايه
هو عمر لسه ما جاش صح ؟
اجابت ليالي بنفي :-
_ لا لسه
ثم خرجت للكافيتريا وهي غارقة في بئرا من القلق حتى اتت ريهام مرة اخرى بعد فترة وبيدها اوراق استقالة ووضعتها أمام ليالي .....
_ هتمضي على الاستقالة دي ، ولا أعرف عمر كل حاجة
نهضت ليالي مصدومة وهي تنظر للاوراق ولم تستطع اكمال قرائتها حيث أخذتها يد أخرى بغضب ......
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والعشرون من رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية قصر البارون بقلم دينا السيد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا