مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل التاسع والخمسون من رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم.
رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل التاسع والخمسون
اقرأ أيضا: رواية فارس عشقي بقلم سحر فرج
رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم - الفصل التاسع والخمسون
_ لااااااااااالي
اتسعت عينيها واخفى غطاء وجهها الشحوب والصدمة التي جالت على ملامحها حتى شعرت أن على وشك فقدان الوعي..
ضيق عمر عينيه ونظر بعمق لفهد الذي يصرخ ثم اقترب وحمله وقال ببطء :-
_ عايز مين ؟
هز فهد رأسه بأعتراض وصريخ وأشار لها بيده وكرر اسمها مرة أخرى :-
_ لااااااالي
بلعت غصة بحلقها وحاولت أن تنطق عدة مرات وأخيرًا تمكنت من ذلك وقالت بنبرة مرتعشة قد اوضحت مدى خوفها واضطرابها :-
_ لي...لين...ليندا ........تابعت بنفس الاضطراب :-
_ هو قصده ليندا
نظر لها عمر نظرة طويلة ثم قال بشك قد بدأ يصبح حقيقة:-
_ انا مسألتكيش هو بيقول إيه !! ، متوترة كدا ليه ؟
احمرت عيناها من التوتر واخذت فهد منه بعصبية وحاولت تهدأته بربته من يدها ولكن تتظاهر بذلك حتى لا يلمح ارتجاف اناملها
قالت بعصبية ظاهرة :-
_ انا ماشية بعد اذنك
تعمق في عيناها التي كانت تهرب من نظرته خوفا من أن يعري حقيقتها
قال بتصميم :-
_ اتفضلي عشان اوصلك
اعترضت وهي تخرج من بوابة الروضة ولكن لحقها وهتف بغضب:-
_ انا قلت هوصلك يعني هوصلك ، مش عايز كلام كتير
نظر له فهد بتذمر وقطب حاجبيه بطفولية وهو يلف يديه الصغيرة حول رقبة ليالي ورمقه بنظرة ضيقه غاضبة
أراد عمر ان يبتسم لنظرة الصغير ولكن ثبت على موقفه حتى لا تتشبث بقرارها ، نظرت حولها ولعيون المارة التي بدأت تراقب الموقف ....انصاعت قائلة :-
_ اتفضل
دخلت السيارة التي كانت على بُعد خطوات بسيطة وجلس هو بمقعد القيادة ورماها بنظرة غامضة من خلال المرآة العلوية للسيارة ثم تحركت السيارة في الطريق ......قال بتساؤل :-
_ عنوانك إيه ؟
اجابته وأخبرته بعنوان الفندق مما جعله يتعجب من ذلك وتعمد السير بسرعة بطيئة ....
قال فهد وهو يضم والدته بقوة :-
_ مامي ، احكيلي حدوته 😊
هتفت به بضيق :-
_ مش وقته يا فهد
قال عمر وهو يردد اسمه بحب وكأن غريزة الأبوة تحركت بداخله ميلاً بحنو لهذا الصغير الذي منذ رأها اول مرة ولم يترك فكره
قال بعد أن فاق من شروده ورمق الصغير ينظر لليالي بإستياء :-
_ هحكيلك انا حدوته يا فهد
وافق فهد بكلمات انجليزية متقطعة مما جعل عمر يبتسم ثم بدأ يسرد رغم تركيزه في قيادة السيارة :-
_ كان في مرة بنت جميلة ، ماكنتش عايزة حد يعرفها وخصوصا واحد معين ، فضلت تستخبى كتير منه ، بس هو عشان بيحبها حاسس انها هي البنت اللي كان بيحبها زمان ، رغم انها بتحاول تنكر ........فهمت حاجة يا فهد ؟
وجهه هذا السؤال وهو ينظر لعيناها المضطربة من خلال المرآة حتى يؤكد أنه يقصد هي ......قال فهد بصياح :-
_ لأ مش ..فاهم ، صاح بقوة :-
_ مامي احكيلي قصة الأسد 😭
ربتت ليالي على رأس فهد وقالت بمكر وهي ترد على سؤال عمر الخفي :-
_ كان في أسد بيحب يدخل في حياة الناس وياريت يخليه في حاله عشان الناس بدأت تتختق ...
هتف فهد بإعتراض :-
_ مش دي 😫
أشارت له ليالي أن يصمت فصمت متذمرا بغضب
رفع عمر عينيه بالمرآة اليها بغيظ وزفر بضيق وهو يواصل القيادة في الطريق حتى وصل بعد مضي فترة قاربت الساعة ..
ترجلت من السيارة وأحذت حقيبتها على كتفها وحملت الصغير ثم شكرته برسمية وكادت أن تدلف للداخل أوقفها ...
_ استني
استدارت له بقلق واتسعت عيناها وهي تراه يأخذ فهد من يدها وقد بدأ الصغير يتيه في غفوة ...
حمله عمر وضمه بقوة أمام عينيها المذهولة وقبّله من رأسه عدة مرات ثم نظر له وشمل وجه وملامحه بنظرة قوية ومتفحصه وقال بمكر :-
_ عينيه زرقا مشاء الله ، اعتقد أن شبه والده
اطرفت ليالي عيناها ولم تنطق وراقبته وهو ينظر لفهد بنظرة دافئة حنونة نظرة وكأنها تضم الصغير بقوة ...حتى قال :-
_ تعرفي أن ابنك ...في شبه كبير مني وانا صغير ....
ورماها بجملة جعلتها ترتجف :-
_ زي ما يكون ابني انا
تفحص عيناها جيدًا وقصد ذلك ولاحظ القلق ولمعة الدموع التي بدأت تظهر في عمق عيناها
أخذت فهد بعصبية ثم دلفت للداخل لتأخذ مفتاح غرفتها من موظف الاستقبال لتتفاجئ أن عمر يحجز غرفة ولحظها العسر علم برقم غرفتها واختار الغرفة التي بجوارها ورمقها بنظرة متسلية يلهو بها المرح ويطوف .....
حدقت به بغيظ وصعدت إلى غرفتها بخطوات سريعة تحت نظراته المبتسمة .......
**************************
اغلقت الغرفة جيدًا وهي تتنفس الصعداء ووضعت فهد في فراشه حتى لا تزعج غفوته .....
بدلت ثيابها ثم جلست أمام الصغير تتأمله وابتسمت عندما تذكرت جملة عمر "في شبه مني وانا صغير ..زي مايكون ابني انا "
اقتربت من الصغير وقبلته في جبينه بقوة وقالت بهمس حنون:-
_ ايوة ابنك يا عمر ، ابنك من دمك ، وانا عارفة انك حسيت بده ، بس ماينفعش تعرف دلوقتي قبل ما انهي اللي رجعت مصر عشانه وإلا كل شيء هيضيع ......
دق هاتفها المحمول برقم دولي واجابت لتبتسم ابتسامة واسعة :-
_ جميلة ،وحشتيني أوووووي
ضحكت جميلة بصوت عالٍ وقالت :-
_ وانتي اكتر يا روحي ، انا اسفة بجد ماعرفتش اكلمك في الايام اللي فاتت عشان كنت بجهز كل حاجة قبل ما اسافر وحسين اخويا استناني في المطار امبارح وجيت على البلد ، هقعد يومين وهاجي القاهرة اقعد في شقتي
تنهدت ليالي براحة وقالت :-
_ الحمد لله ، عشان انتي وحشتيني أوووي ، وكمان عايزة اسيب الفندق
تعجبت جميلة وقالت بقلق :-
_ حصل حاجة ؟؟
روت لها ليالي كل ما حدث حتى الآن مما جعل جميلة تقهقه من الضحك وقالت :-
_ انتي لو استخبيتي من الدنيا بحالها صعب تستخبي من عمر ، انتي مراته يابنتي ! ، وبعدين هو كدا كدا كان هيعرف
اجابتها ليالي بضيق :-
_ معرفته دلوقتي غلط ، أسلوبه بدأ يتغير معايا من ساعة ما شك فيا وده هيخلي تامر ياخد باله مني ، انا كنت عايزة تامر يشك فيا بس بحاجة تانية بعيدة عن عمر....
قالت جميلة بعد دقيقة من التفكير :-
_ طب هتعملي إيه ؟
تنهدت ليالي بحيرة :-
_ مش عارفة ، انا باجي عنده وتفكيري بيقف ، مابعرفش افكر
ابتسمت جميلة وقالت بخبث:-
_ عشان بتحبيه ، وبتموتي فيه 😁
ردت ليالي بعصبية وقالت وقد انتبهت لرنين هاتف الغرفة :-
_ طب اقفلي ياختي اما أشوف الريسيبشن بيتصلوا ليه !
اغلقت الهاتف المحمول وذهبت لتجيب على هاتف الغرفة :-
_ الو ؟
اجاب عليها موظف الريسيبشن مهبرًا إياها أن السيد \ اكمل مراد ينتظرها في مطعم الفندق .....
تذكرت بقية أوراق الملف التي لم يكتمل واجابت :-
_ اوك ، دقايق ونازلة ..."اغلقت الهاتف "
استعدت للنزول وارتدت النقاب مرة أخرى وذهب تفكيرها لعمر الذي يقيم الآن في الغرفة المجاورة ....ابتسمت وقد شعرت بالمرح رغم بعض القلق من العواقب وذلك في حين لو رأها مع شخص غريب .....
دثرت فهد جيدًا وهي تعلم أنه لن يستيقظ بهذه السهولة إلا بعد وقت أطول من ذلك ثم خرجت من الغرفة وما كادت أن تغلقها حتى رأته يفتح باب غرفته ونظر لها بغضب وقال متسائلا:-
_ انتي رايحة فين ؟!!
ابتسمت بخفاء وأرادت بقوة أن ترد له صفعة الغيرة التي شعرت بها منذ ساعات بسبب تلك الشقراء ....قالت :-
_ نازلة ، في حاجة ؟!
تقدم خطوات للخارج وقد بدا اضخم بعض الشيء أم الغضب المطل من عينيه يزيد هيبته ؟!
هتف:-
_نازلة رايحة فين يعني !
لفت يديها حولها وقالت بثقة واستفزاز :-
_ اظن احنا مش في الشركة ، ولا ده يخصك اصلا !!!
ذهبت وقد ارتعبت حقًا من نظرته النارية الشرسة التي تلقتها فور اجابتها عليه .....صفق الباب بغضب
********************************
هبطت للمطعم واتجهت لطاولة اكمل التي لمحته فور دخولها لقاعة المطعم ذات المساحة الواسعة .....
مثل المرة السابقة ....يجلس شاردًا كأنه في عالم آخر وأمامه بعض الأوراق المغلفة بمغلف محكم .....
قالت عندما اقتربت :-
_مساء الخير
أشار لها اكمل بالجلوس بعد أن نهض بلياقة وأجابها :-
_ مساء النور
جلست أمامه وقالت بجدية :-
_ هي دي الاوراق الناقصة في الفايل ؟
اجاب اكمل بموافقة وغموض :-
_ آه
فحصت الأوراق ثم وضعتها بالمغلف مرة أخرى وذلك مع وضع النادل بعض مشروبات الفواكه
قال اكمل بشكل مفاجئ :-
_ أشكرك
شعرت بالاستغراب وتساءلت بحيرة :-
_ على إيه ؟ ، ده شغلي !
هز رأسه بالنفي واجاب وهو يتحدث بكلمات مرتبة :-
_ لأني حسيت أن والدي بدأ يصرف نظر عن جوازي منك ، مش عارف إيه السبب بس المهم أنه بدأ ينسى الموضوع
حملقت فيه بصدمة ورددت بعض الكلمات :-
_ جوازك مني ، انت بتقول إيه ؟!!!
ارتشف اكمل بعضا من مشروبه وتابع :-
_ والدي كان مرشحك ليا وده انا فهمته من طريقة كلامه بس النهاردة وهو بيكلمني حسيت انه نسى الموضوع تمامًا ، ورفضي مش لعيب فيكي ...لا ابدًا .....بس لسبب تاني
لم تصدق ما يقوله واستمرت على حيرتها حتى قال اكمل بنظرة عميقة :-
_ مش هكدب عليكي انك لفتي نظري ، بس وجود ظل واحد في عنيكي ده كفيل أنه يخليني عمري ما افكر ارتبط بيكي ولو يوم واحد
رددت وقالت بصدمة أخرى :-
_ ظل واحد في عنيا
وما لبثت أن قالت هذا حتى لمحت عمر وهو يدخل المطعم بزجهه عابس وغاضب وقد رمقها بنظرات شرسة وعنيفة عندما رأها تجلس مع غريب ...
قال اكمل موضحًا :-
_ انا دكتور نفسي ، سافرت تقريبًا كل دول العالم ، درست كل حاجة تخص مجالي ، اقدر أعرف من طريقتك لو كان في واحد جواكي ولا لأ ، خصوصًا أني عارف أن ليكي ابن
قالت بدهشة :-
للدرجادي باين عليا !!
نفى اكمل بابتسامة :-
_ لأ ، مش أي حد يقدر يعرف ، انا حسيت ده لما شوفتك
الحزن اللي مالي عنيكي ماينفعش ما يبقاش وراه حب كبير وعذاب شوفتيه ...
قالت بتمني :-
_ بأذن الله تلاقي الانسانة اللي بتدور عليها
شرد اكمل قليلا ثم اجاب :-
_ يوم ما اقابل بنت تكون ليا لوحدي ....هكون لها لوحدها
رغما عنها ابتسمت وحمدت ربها أنها ترتدي نقاب يخفي تعابير وجهها ولكن هذا الشاب الجالس أمامها يستحق الخير بحق ...
جلس عمر بالقرب منهم على طاولة ووجهه يقدح شررا وقد لاحظ اكمل ذلك وقال بتساؤل :-
_ اعتقد انه هو اللي بيبصلنا ده لو ماكنتش غلطان
اتسعت عين ليالي وهو تنظر للاوراق وقالت بخفوت :-
_ انت أزاي بتعرف كل حاجة كدا !!
ابتسم اكمل واجابها بإيضاح :-
_ منا لو مافهمتش من نظرتك ليه أول ما دخل ونظرته ليكي اللي ما اتشالتش من عليكي ابقى غبي !
أخذت الأوراق ونهضت ثم قالت :-
_ طب استأذن انا بقى ، تصبح على خير
رد اكمل وهو ينهض ايضًا :-
_ وانتي من اهله
لاحظ عمر ابتسامة اكمل من بعيد وهو يكاد أن ينقض عليه ويلكمه حتى لا يجعل سبيل لتلك الابتسامة أن تظهر مرة أخرى حتى مرت ليالي من أمامه سريعًا بمزيج من القلق والمرح في أنٍ واحد ....
دخلت المصعد وكاد أن يُغلق باب المصعد اتوماتيكًا حتى دخل عمر وهو يقبض قبضته بغضب وكأنه على وشك أن يلكمها .....
لمح اكمل ذلك من بعيد وابتسم بتسلية وتمنى لها حقًا السعادة
*************************
أطرق عمر على الحائط بجانبه بشكل غاضب وقد ارتجف جسدها لذلك ...تنفس بحدة ولم يتمالك نفسه وهتف بعنف :-
_ مين ده ؟
بلعت ريقها بخوف من غضبه وهي ترتجف ثم تظاهرت ببعض القوة حتى لا يشعر بقلقها :-
_ وانت ماااالك !!!
اتضحت نبرتها وهي تهتف حتى ضيق عينيه عليها بعمق ولاحظت ذلك حتى عدلت نبرتها وكررتها بذلك التغير .....
نظر للاوراق بيدها وكاد أن يأخذها حتى لاحظت ذلك وارجعت يدها خلف ظهرها تخبئ الاوراق منه ولكن كان اقترب منها بشكل غير مقصود وتواجهت عيناها بعينيه حتى ساد الصمت لفترة والنظرات كانت هي من تتحدث ...احداهما بلوم وعتاب والآخرى بخوف وارتباك ......
فُتح باب المصعد المصعد فجأة وانتشلها ذلك من موجة هذه المشاعر الذي تبثها النظرات المتبادلة حتى ركضت من أمامه وظل هو يقف لثواني ثم خرج .....
فتحت بابها وسمعته يفتح باب غرفته ثم قال بنبرة متسلية ومرحة :-
_ تصبحي على خير يا ام فهد 😉😂
تحت باب الغرفة ودلفت للداخل سريعًا ولم تجيبه حتى ابتسم ابتسامة عريضة ودخل غرفته ايضًا
*****************************
استندت على الباب وهي تتنفس بصعوبة وتحسست بشرة وجهها الدافئة من الارتباك والقلق ثم توجهت لتطمئن على الصغير الذي ما زال في غفوته كالملاك ......
دق جرس الهاتف بقوة واجابت سريًعا :-
_ قال بمرح :-
_ مساء الخير 😊
فغرت فاها من الدهشة ثم قالت بغيظ :-
_ بتتصل عليا ليه !!
أجابها سريعًا بنفس النبرة المرحة :-
_ كنت عايزة احكي حدوته لفهد حبيبي 😂
كتمت ضحكتها وهي تغلق الهاتف بوجهه ثم ضحكت بصوتٍ عالي
قال بمرح وهو في شرفة الغرفة التي بجانب غرفتها ...
_ بطلي ضحك لو سمحتي صوتك وصلي هنا
ركضت إلى باب الشرفة واغلقته بقوة ثم ضحكت وقالت :-
_ عمر اجنن😂😂😄
*************************
في صباح اليوم التالي
استيقظت مبكرًا بقصد أن تذهب لروضة فهد حتى تفاجئت به ينتظرها في سيارته وأشار لها بأمر أن تدخل سيارته ....
لم تطع أمره مما جعله يستشيط غضبًا وجلست في السيارة الخاصة التي استأجرتها وتنتظرها كل صباح ....وذهب السائق إلى روضة فهد ، وذهب عمر إلى العمل بغضب ....
دعت ليالي فهد في الروضة واكدت على المديرة أن لا تخبر أي آحد على بيانات فهد مهما قال لها وذلك تفاديًا أن ياتي عمر ويستعلم عن بياناته الاصلية ...
ثم ذهبت إلى الشركة بعد ذلك لتستقبل غضبه فور وصولها بعد أن استدعاها الى مكتبه لتأتي :-
_ انا مش قولتلك تركبي عربيتي؟!
ردت بثبات :-
_ ركبت مع حضرتك مرة بس مش معنى كدا انها هتبقى كل مرة ، انت غريب عني
قطب حاجبيه بضيق ثم جلس أمام مكتبه ووضع يده على جبينه بشكل يوحي أنه أصاب بصداع شديد وقال :-
_غريب !!.......تابع بغضب
روحي لمكتبك دلوقتي وخلصي شغلك لو سمحتي
توقفت قليلا ثم ذهبت بقلق .....
انتظرته حتى يستعديها مرة أخرى ولم يفعل ويبدو أنه غضب من جملتها الآخيرة ....ومر وقت ما بعد الغدا ولم يظهر قط مما جعل خوفها عليه يتصاعد أكثر ....
هي تعلم أنه سيشك بها بسبب هذا التصرف ولكن لم تحتمل أن تراه هكذا ، أخذت اقراص الصداع الذي أرسلت لشرائهم واعدت فنجان قهوة وبعض الاطعمة وذهبت له ....
غاصت قدميها في السجادة وهي تخطو عليها بإرتباك ، قلبها يدق بقوة من نظرته الطويلة هذه الذي تفتت مقاومتها قالت بصوت بدأت تعتاد على تغييره عن الحقيقة بعض الشيء :-
_ غدا حضرتك
انتقلت نظرته من القهوة ثم رفعها إليها محاولا اكتشاف شيء من تصرفها هذا وحتى يتأكد من شيء ..رفع كوب القهوة إلى فمه ليتوقف بعض أن أرتشف منه قليلا ونظر اليها بغموض
اشاحت نظرها عنه بتوتر وقالت وهي تخرج وكأنها تهرب من شبح يطاردها :-
_ هروح اخلص الشغل اللي حضرتك طلبته مني يا مستر عمر
نهض من مقعده بحدة ووقف وهو يأمرها أن تقف :-
_ استني
ثار القلق بداخلها بشكل عنيف حتى رأته يقف أمامها مباشرة بنظرة غارقة بعيناها التي بالكاد تظهر من بين غطاء الوجه المحتشم .....
قال ببطء وكأنه يقرأ الكلمات حرف حرف :-
_ قولي اللي انتي قولتيه تاني كدا
بلعت ريقها بصعوبة واضطربت أكثر بسبب نظراته القوية ثم تظاهرت بالصلابة وقررت جملتها :-
_ هروح اخلص الشغل اللي حضرتك طلبته مني
اكمل عنها :-
_ يا.......
اشاحت نظرها عنه وقال بعد صمت استمر دقيقة :-
_ يا مستر عمر
اشار لها بيده كي تعيد تكرارها حتى قالت بحدة :-
_ مستر عمر ، في ايه ؟
ضيق عينيه عليها وقال بشكل غامض ومريب :-
_ لو طلعت توقعاتي وشكي في الشغل صح ، ساعتها مش هرحم حد
لمع بعينيها الغضب ثم اتجهت إلى الباب وخرجت من المكتب لترفرف بسمة على وجهه وقال بتسلية ومرح قد اخفاهم من نبرته وهو يتحدث معها :-
_ لازم اتأكد من شكي ، وساعتها ....
تنهد تنهيدة عميقة وتابع :-
_ ياااارب يطلع ظني صح ، بس لازم أتأكد بأسرع وقت
********************************
تنفست بقوة وارتباك وهي تجلس على مقعدها أمام الحاسوب حتى خرج عمر بعد دقائق ونظر لها بمكر وهو يمر من امامها حتى تظاهرت انها تعمل وذلك جعله يبتسم أكثر حتى خرج من المكتب بأكمله .....شعرت بالحيرة لذهائبه وكادت أن تعود للعمل ولكن اتصلت برقم مازن ...
اجابها :-
_ معاكي
قالت له سريعًا :-
_ استاذ مازن ، لو سمحت راقب تامر كويس أوووي ، ولما تلاقيه جاي هنا اتصل بيا فورا ...
وافق مازن ثم انتهى الاتصال وعاودت العمل .....
دق هاتفها بعد مرور ٣٠دقيقة برقم مازن وفهمت هي المراد من ذلك ...تظاهرت انها تتحدث بالهاتف ووالت لباب المكتب ظهرها وقالت وكأنها لم تلاحظ الذي دلف إلى المكتب :-
_ خلاص ماشي هجيب الاوراق لمستر فرانسيس دايمون وهنتقابل لما يوصل مصر على طول ، لازم الشغل يخلص بأسرع وقت
انتظرت قليلا ثم قالت :-
_ خلاص ماشي ، مع السلامة وأن شاء الله اشوفكم قريب في الفرع الرئيسي
انتهت المكالمة واستدارت لترسم في عينيها الصدمة من رؤية تامر الذي كان ينظر لها بنظرات ماكرة ضيقة لفترة طويلة ثم قال :-
_ عمر جوا؟
تهتهت قليلا بشكل تمثيلي وقالت :-
لأ، خرج ...من ..شوية
رمقها بنظرة عميقة ثم خرج ......
جلست على مقعدها بابتسامة وانتصار وذلك بسبب نظراته المتشككة ...إذا بدأ الشك يداعب عقله وستكون قيد المراقبة ...
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والخمسون من رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية قصر البارون بقلم دينا السيد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا