مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الخامس عشر من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم.
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الخامس عشر
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم |
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الخامس عشر
تحركت الى باب المكتب حتى ابتلعت غصة مرتجفة داخل حلقها وارتفاع دقات قلبها بعنف .....دون أن تقرع الباب فتحته لتتقابل عيناها بعينه في قسوة متبادلة وجحيم النظرات من الجهتين .....
زرع الآن بداخلها بذور قسوة مضاد لما يطل من عيناه ...مثلما احبته وافنت في ذلك ستكرهه حتى لو تدريجيًا ..تحركت للداخل بحركةةتبدو ثابته ومتحدية حتى نهض هو بكل قسوته وغضبه واطرق على مكتبه بحدة قائلا :-
_ هنعمل الفحص دلوقتي ....مش هتكلم قبل كدا يلا معايا من غير حرف واحد
اشارت له بتحذير وبالكاد اخرجت صوتها :-
_ اشوف صاحبتي الأول ...مش هتحرك غير لما اطمن عليها
اطرق على المكتب بعنف مرة أخرى وهو يزفر بحدة وهتف :-
_ احنا مش مجرمين ...أن كنت خلتها فلهدف واحد وهو أنتي ...لكن هي هنا في مكان تاني لحد ما نخلص الفحص وهبعتك ليها على ما اجيب التقارير ....موافقة ولا تمشي أو بالاصح تهربي ؟
صرت على اسنانها بحدة وهي تشعر أنها تريد صفعه :-
_ ابوك هددني أنه هيموتني كنت ها________
قاطعها ورفع يداه بكل شراسة ولكنه تمالك نفسه عند الثانية الآخيرة وابعد قبضته عنها واردف بغضب :-
_ لو نطقتي كلمة عنه ماتولميش غير نفسك ....ولا فاكرة أني هسيبك كدا بسهولة ؟!
أشار لها بأصابعه وانطبق الاحتقار بعيناه مع طريقة اشارته لها حتى ابتلعت ريقها بقوة وانتظرت قليلا ثم قالت :-
_ طب وايه عرفني أن الفحص ده مش هيكون مزيف ؟!
وقف عز قبل أن يخرج من الغرفة والتفت لها ناظرا لها باستحقار من اعلاها لأسفلها وقال :-
_ لما تاخدي التقرير وتغوري من هنا تقدري تروحي لأي دار اشعة وتتأكدي منه تاني ....أنا مش مضطر اشرحلك حاجة بس بعرفك قيمتك مش اكتر ...
لم يعد كلماته تغرز بقلبها مثل السابق فهي تلقت الصدمة وانتهى الأمر فتقدم الخطا وذهبت خلفه بقدمين لا تكاد تخطو خطوة واحدة ولكنها لابد أن تثبت صحة حديثها .....
**********************
جلست نعمة على مقعد بأحد الغرف وتتكرر جملة فاروق بعقلها ( مافيش حاجة اصلا تقدروا تثبتوها !) .....قالت بحيرة :-
_ قصده ايه ؟! يعني ايه اللي خلاه متأكد اننا مش هنقدر نثبت حاجة !!
في حاجة مش مفهومة في الموضوع ده !!
الساعة دلوقتي ٨.٥ص اكيد رحاب جت من ساعتها وممكن كمان تكون عملت اللي عز قالها عليه ...ربنا يستر
شعرت نعمة برجفة داخلها وهي تتذكر نظرات فاروق المهددة لها بصمت ...وتمنت أن تذهب من هنا مع صديقتها بعد ثبوت الحقيقة ولكن مع فاروق فالأمر ليس بهذه السهولة ...هناك اشياء ستكتشف اليوم بالتأكيد لأحد الطرفين ...
__________________________________صلِ على النبي الحبيب
انهى ياسين الوقت المخصص للرياضة الصباحية ثم اخذ حماما سريعا واستعد لتناول إفطاره .....
لم تذهب من مخيلته فتاة الطريق "ساحرة الليل " كما خطر بباله أمس ....فكلما ارتشف من كوب قهوته تذكر عيناها البنية ذات اللامعة اللافته للانتباه ...ايمكن لأنها كانت تبكي ؟!
لم يضع يده على سبب واضح لأنجذابه لها ...ولكن شعوره ممتع لقلبه ...لأول مرة بعمره يشعر هكذا ...يشعر أنه يريد أن يراها من جديد وبأقرب وقت أن امكن ذلك .....
انتبه لهاتفه الذي ينذر عن وجود اتصال ...اخذه من على الطاولة أمامه واجاب بلهفة :-
_ يزيد ...حبيب بابا
اجابه يزيد بصوت خافت وكأنه كان يبكي وقال :-
_ وحشتني يابابا ...
دق قلب ياسين بشوق يغمر القلب بفيض حنان :-
_ وأنت كمان يا حبيبي ..وحشتني أووووي أووووي ...ياريت الاجازة تخلص بقى عشان ترجع لحضن بابا تاني
قال يزيد وقد بدأ بالبكاء :-
_ ماما تعبانة يابابا ....ابقى تعالى شوفها
صمت ياسين لبرهة وهو يشك بقول ابنه ...فهو يعرف أن. يزيد لم يكن يقل ذلك من تلقاء نفسه مهما كان الامر صعب بالنسبة لوالدته ...وأيضا صغر سنه لم تتح له فرصة ادراك صعوبة هذا الامر فقال :-
_ حاضر يا حبيبي ...هاجي أن شاء الله
نظر يزيد لأمه التي كانت تلقنه الكلمات بحدة وبصمت حتى قال :-
_ ماشي
اطرف ياسين عيناه بقلق على ابنه وقال :-
_ هاجي عشان اطمن عليك انت الأول .....وهجبلك معايا لعب حلوة اوووي هتعجبك
لم يسمع صوت حماس ابنه كعادته فتملك الشك منه اكثر وانهى الاتصال بكلمات تهدأ الصغير ثم وضع الهاتف وهو يتنهد بعصبية :-
_ لو اللي في دماغي صح مش هسامحك يا ناريمان ...أنا عارف اسلوبك وطريقتك ....وعارف ابني لما يكون خايف من حد بيبقى عامل أزاي ..
********************
وضعت ناريمان الهاتف على المنضدة بقرب فراش الطفل ثم بدأ يزيد يبكي من خوفه منها بعد أن هددته بالصفعات لو ما قال ما قاله ....ربتت عليه وهي تبكي بندم قائلة :-
_ ما تزعلش مني حبيبي ....بس نفسي ارجع لبابا وهو مش راضي ...أنا ندمانه على كل شيء عملته معاه ....بس هو مش عايز ينسى وانا لو ما رجعتش لياسين ممكن يحصلي حاجة ....
حاولت أن تهدأ الطفل ولكن يزيد كان يبكي بحدة وبرائته جعلته يرق لدموعها قليلا ليبدأ يهدأ تدريجيًا ....
_____________________________________________الله اكبر
مر بعض الوقت وهي تجري فحص الاشعة في غرفة بها عدة اجهزة طبية كبيرة ويفصلها عن غرفة الشاشة التي تظهر نتيجة ما يقله الجهاز الاشعاعي ....وقف عز خلف الطبيب المختص بفحص الارقام والاشارات على الجهاز وترقب ما يحدث بأعين حادة ....حتى استقام ورمق الشاشة بنظرة حادة وشرسة قائلا بعض الشتائم بصوت يكاد لا يسمع ثم انبه الممرضة بالانتهاء حتى تخرج الحالة من الداخل .....
خرجت رحاب من الغرفة بنظرات ثابته وظنت انها ستجده يتصبب ندما ولكنها صدمت من نظرته القاسية بجنون .....أشار لها بغرفة جانبية قائلا لها :-
_ التقرير هيطلع بعد دقايق ...استنيني في المكتب اللي جنب اللي على اليمين على طول ...
كادت أن تتحدث بدموع كي تلومه وتتح.اه ولكنه قاطعها بعصبية :-
_ صاحبتك هناك ...استنيني ولو عندك الجرأة الكافية ماتهربيش
ضيقت عيناها بصدمة حتى فتح الباب واخرجها منه بعصبية ....وقفت لدقيقة تستعب الامر وهي بخارج غرفة الاشعة ثم نظرت للمكتب الملاحق للجهة اليمين وركضت اليه .....
نهضت نعمة عندما فتح باب المكتب لتركض رحاب اليها وتضمها بقوة قائلة :-
_ اسفة يا نعمة على اللي حصل بس ماكنتش عارفة انتي فين امبارح غير لما الحيوان اللي اسمه عز قالي ...انا جيت النهاردة عشانك انتي
مسحت نعمة دموع عين صديقتها وقالت بعتاب :-
_ مش مهم اللي حصل المهم دلوقتي فيكي انتي ....هو قالي انك هتعملي الفحص هيثبت انك كدابة ....شوفتي يارحاب مش قولتلك كتير أن ماينفعش نبص للعالي ....
هزت رحاب رأسها بندم :-
_ عرفت متأخر يا نعمة ....بعد ما حاجات كتير ضاعت مني ...أنا عملت الاشعة اللي قال عليها والمفروض أن موقفه يتغير بس حسيت أن قسوته زادت !! المفروض يحصل العكس !!....
اجابتها نعمة بحدة :-
_ عز ما يفرقش عنه ابوه كتير ....لو ماكنش في الاجرام يبقى في الانانية والقسوة ...لازم تتخلصي من أي مشاعر جواكي ليه ده لو لسه جواكي حاجة ....
نفت رحاب بشدة وقالت :-
_ لااا ...أنا كرهته كره ماكنتش اتخيل اني اكرهه لحد ....قلل مني وظلمني وذلني وضربني .....وده عشان قلت كلمة حق على ابوه ...نسي الظلم بس افتكر أن الظالم ابوه وظلمني ... أنا زعلانة من نفسي أني حبيت واحد زي ده في يوم من الايام ....مايستحقنيش
قالت نعمة بدموع :-
_ ما اتعلمتيش من تجربتي مع واحد ما يفرقش كتير عن عز ...كلهم كدا ..عمرهم ما هيبصولنا ...
قاطعها دخول عز وبيده عدة أوراق دفعها بوجهها بشراسة قائلا :-
_ ادي التقرير ...التقرير سليم مافيهوش اي حاجة ....اخرجي برا ما اشوفش وشك للأبد
جحظت رحاب عيناها بصدمة ولم تكن نعمة اقل منها ذهولا فخرجت رحاب عن صمتها وهي تقل ببطء وتلعثم :-
_ لا اكيد انتوا عملتوا حاجة في التقرير ده ....أنا لحد آخر لحظة ماكنتش اتوقع أنك زي ابوك ...مجرم ....رغم اللي عملته معايا بس ما اتوقعتش أنك تحميه على حساب حياة حد ...انتوا مجرمين ...مجرررمين
صفعها بقوة على وجهها وهزها بعنف قائلا باحتقار :-
_ أنا بكرهك وبحتقرك فاهمة يعني ايه ؟! اخرجي من هنا قبل ما اتجنن واقتلك ...أنا مش طايق اشوف وشك
امتلأت عين نعمة بالكره وهي تبعده عن صديقتها التي تجمدت من الصدمة حتى دفع نعمة بعيدا واخذ رحاب من معصم يدها وجرها للخارج على مرأى ومسمع الجميع .....
كانت تتلوى في يده وتلكمه بيدها ولكن ثورته الغاضبة جعلته كالاعمى حتى وقف على اعتاب البوابة الخارجية للمشفى والقاها بالخارج بعنف لتقع على الارض بسقطة تألم لها جسدها بكامله .....لحقته نعمة بعد أن اخذت التقرير الملقى على الارض ولكمته في كتفه وهي تلفظه بالكلمات ولكنه دفعها ايضا مشيرا للحرس بطردهم بالخارح ......
انسكبت دموعها وعيناها تنزف من ضعفها واهانتها أمام الجميع ...نهضت وهي تستند على يد نعمة وهتفت بوجهه بشراسة حواء وكأنها تبدأ طهو لعنتها :-
_ هوريك الويل يا عز ....هوريك اللي عمرك ماشوفته في حياتك وهثبت انكم مجرمين ... المستشفى اللي واقف فيها دي هدمرها على دماغكوا ....وأنت مش هطول مني حتى شعرة ....هخليك تعيش حياتك الباقية تتمنى بس تراب رجلي وبردو مش هتطوله ... أنا راجعة تاني
أشار للحرس بهتاف أن يلقوهم بالخارج بنظرة محتقرة ثم عاد للداخل من جديد ......
لم يكن البوابة التي القاها منها هي بوابة المبنى الرئيسية ولكنها بوابة أخرى لم يوجد بها غير الحرس فقط لذلك تعامل بحرية .....
اشارت نعمة للحرس بتحذير قائلة :-
_ احنا ماشيين محدش يقربلنا والا هصوت والم عليكوا الناس
اسندت صديقتها التي كانت تقف بجسد خائرة قواه حتى استدارت رحاب وكأنها اصبحت جسد بلا روح وخرجت مع نعمة من هذا المكان .....
******************
اخبره المرسال بالنتيجة فرفع هاتفه قائلا :-
_ اعمل اللي قولتلك عليه
اجاب الرجل الآخر على الهاتف :-
_ حاضر ياباشا ....بس موت ولا قرصة ودن ؟
ابتسم فاروق قائلا :-
_ قرصة ودن بس جامدة شوية ...هي خرجت برا خلاص خليك وراها
رد الرجل بالايجاب :-
_ أوامرك تنفذ
انهى فاروق الاتصال ثم نهض خارج المكتب .....
عاد عز لمكتبه وعلا وجهه الضيق والغضب من كل شيء ليدلف فاروق بابتسامة منتصرة بعد أن راقب ما حدث من نافذة مكتبه بعدما وصلته اخبار الاشعة بسرية ......قال بثبات وهو يجلس امامه :-
_ عملت معاها ايه ؟
رد عز بانفعال :-
_ رمتها برا المستشفى ....اظن ده كان اقل رد فعل اعمله بعد اللي قالته عليك وبعد كدبها ....أنا كان ممكن اوديها في داهية بس رحمتها من غضبي
اشار له والده أن يهدأ وقال :-
_ ما تعصبش نفسك ...عايزك تهدأ خالص ده موضوع هايف وأنا اعدائي كتير وطبيعي أن ده يحصل ....المهم دلوقتي أنك اثبتلك انها كدابة ...حرام ندخلها السجن دي مهما كان بنت واكيد حد زقها علينا ...
نظر عز لوالده وتعجب من هدوئه :-
_ بجد مش قادر اتخيل انك تتعرض لتهمة زي ده ومايكونش جواك النار اللي حاسس بيها ....انا عمري ما كنت اتخيل أني اعمل مع حد كدا بس ماقدرتش استحمل حد يتكلم عليك .....
تظاهر فاروق بالطيبة قائلا:-
_ كل ما كنت ناجح بمجهودك ونزاهتك كل ما كترت اعدائك ...ده العادي وانا خلاص اتعودت طالما ماشي تمام
قال عز وهو يزفر بحدة :-
_ هي عملت كدا مش عشان حد زاققها عليك ....هي عملت كدا عشان ....بتحبني ...ولما لقت أن مافيش امل حاولت تنتحر واللي بعد كدا حضرتك عارفه ....
رفع فاروق حاجبيه وفكر قليلا بابتسامة من هذا الشيء الذي تفاجئ به وسيساعده كثيرا في ادانتها فقال مؤكدا :-
_ ااااه قول كدا بقى ....كدا فهمت هي حاولت تنتحر ليه .....بس في حاجة عايز الفت نظرك ليها ....
أولا حافظ على خطيبتك لأنها بنت ناس وممكن البنت دي تظهر تاني وتسببلكوا مشاكل .. .ثانيًا وده الاهم ...اللي حصل النهاردة مافيش اي حد يعرفه نهائي ..
هز عز رأسه بتأكيد :-
_ طبعا ...اوعدك بده
________________________________________سبحان الله وبحمده
راقب محمود كل ما حدث بخفاء وصدم صدمة عمره عندما اكتشف أن الفتاة سليمة !!!
خرج من المشفى سريعا يبحث عنها ولكنه تخفي بسيارته بين سيارات الطريق عندما لمح أحد رجال فاروق وهو يراقبهم في خفاء .....رفع محمود هاتفه ليجري اتصال على رقم سامح ....اجاب سامح بصوت مخنوق وعصبي واعتدل في فراشه بعدما ظل مستيقظا طوال الليل بضيق مما آلت له الامور مع قمر ...قال:-
_ ايوة ...في ايه على الصبح ؟!
تجتب محمود نبرة سامح المتعصبة وقال سريعا :-
_ الحق يا سامح ...البنت اياها جت المستشفى لعز ...ودخلها لدور الاشعة وبعدها عملت نفسي بسأل عن تقرير لحالة عندي وسمعت عز بيزعق ويقول ان التقرير بتاعها سليم ...البنت سليمة يا سامح !!!
صدم سامح مما سمعه ونهض من فراشه قائلا :-
_ مش معقول !!! طالما وصلت لعز يبقى ابويا عرف بالموضوع ....بس أزاي سليمة ؟!! لو عز عملها الاشعة عشان يتأكد يبقى مش هيمشي غير لما يشوف النتيجة بعنيه وانا متأكد انه مش هيقول كدا كدب !!
هتف محمود بتعجب :-
_ ماهو ده اللي هيجنني ...ده كمان دكتور عبد العزيز هو اللي كان موجود النهاردة للاشعة وده مايختلفش على نزاهته اتنين يعني لو في حاجة كان ظهرها بالتاكيد مش هيخاف من حد .....أنا مابقتش فاهم حاجة
سامح بحيرة تملكت من تفكيره :-
_ طب وعز عمل معاها ايه؟ اكيد بهدلها
لوى محمود فمه واكد ذلك :-
_ طبعاااااا ...ده خدها ورماها برا المستشفى بمنتهى الاحتقار ...بس سمعت البنت قالتله كلام غريب .. شكلها كانت بتحبه ....عموما انا ماشي وراها بعربيتي هي قدامي اهي ماشية على الرصيف بس في حد ماشي وراها وتقريبا تبع فاروق الالفي ....
وضع سامح يده على شعره بقلق :-
_ طب خليك وراها يا محمود وانا جايلك ...انت فين ؟
رفض محمود بشدة :-
_ لاااا خليك أنت بعيد دلوقتي انا مستخبي عن عنين ابوك بالعافية ...انا هراقب من بعيد ولو عرفت اتكلم مع البنت ياريت ... بس حاسس ان ابوك قرر يتخلص منها وبعد التقرير اللي طلع طبعا محدش هيقدر يدينه
ضيق سامح عيناه بشك :-
_ لأ ....مش هيموتها بالذات النهاردة ....هو ممكن بس يهددها لكن هو اذكى من انه يموتها وهو خلاص اثبت برائته .. ..
اجابه محمود :-
_ لازم اوصل للبنت دي عشان اتأكد انها سليمة بنفسي وساعتها نقرر نعمل ايه لأن لو هي سليمة يبقى في لغز في الموضوع ده أنا شوفت الجرح بعيني وهو بينزف ....
لم يجيب سامح وظل صامتا بحيرة فقال محمود بعجالة :-
_ هقفل معاك دلوقتي وهبقى اكلمك واقولك على اللي حصل .....
انتهى الاتصال ليضع سامح الهاتف على المنضدة بجانب الفراش ثم جلس وبدأ يفكر في حل هذا اللغز .....
_________________________________________سبحان الله العظيم
انتبهت ميرنا لعقارب الساعة في مقت ....تنهدت بضيق وقالت للممرضة التي فحصت الضغط منذ قليل :-
_ مش المفروض دكتور محمود كان يجي من نص ساعة !! هو اتأخر كدا ليه ؟!
اجابتها الممرضة بلطف :-
_ هو امبارح سهر مع نادر لوقت متأخر كان بيتكلم معاه كتير ....ممكن تكون راحت عليه نومة ...بس شوية وهتلاقيه جاي بأذن الله هو بيعشق شغله بصراحة
ابتسمت ميرنا بلطف وقالت :-
_ هو حد محترم اوي فعلا ....هستناه عشان نروح لنادر
وتابعت بخجل وسألت الممرضة :-
_ هو ليه مافيش حد بيزور نادر ؟!
اجابتها الممرضة في شفقة :-
_ اخته كانت بتيجي تزوره اول ما جه هنا لكن بعد كدا مابقتش تزوره خالص ...بتيحي بس تدفع حساب المستشفى وتمشي
قالت ميرنا بوجوم :-
_ معقول في قسوة كدا !!! ....هو نادر هنا من زمان ؟!
نفت الممرضة واجابت :-
_ لأ ...قبل ما تيجي انتي ب ٣اسابيع ...بس دكتور محمود لما عرف سبب حالته اتعلق بيه أوووي ومابقاش يسيبه لانه مر بنفس الظروف تقريبًا
شعرت ميرنا بالفضول وتابعت :-
_ ظروف ايه ؟
تنهدة الممرضة بألم وقالت :-
_ الظروف اللي بتمر بأي حد لما بيفقد والده ....بس مش كلنا عندنا الشجاعة الكافية اننا نستحمل ...نادر رغم أنه مش طفل وشاب ناضج عنده ٢٩سنة يعني مش صغير ..بس ماقدرش يستحمل الخبر ودخل في الحالة دي .....
انتبهت الممرضة لدموع بعين ميرنا فقالت معتذرة :-
_ انا اسفة ....
جرت دموع على وجنتي ميرنا وقالت بحزن :-
_ حاسة بيه أووي ...لأني فقدت والدي ووالدتي بردو ....فراقهم صعب اوي وبيكسر حاجة جوانا ما بترجعش تاني ....
ربتت الممرضة بحنان على رأسها وقالت بابتسامة :-
_ بكرا تخفي وربنا يكرمك بزوج يعوضك يا ميرنا ....المهم دلوقتي تخلي بالك من صحتك وحالتك النفسية ....حالتك النفسية في مرضك مهمة جدااااا واحنا ما صدقنا انك بدأتي تتحسني وممكن كمان ما تحتاجيش لعملية لو قدرتي تتخطي المرحلة دي ....انتي لسه تحت الاستشارة والمراقبة الطبية ....
مسحت ميرنا دموعها بابتسامة وقالت :-
_ عندك حق .. بصي انا عروح لنادر على ما دكتور محمود يجي ...اكيد نادر مستنينا
اعترضت الممرضة ولكنها لم تستطع منع ميرنا وهي تنهض وتستعد بتصفيف شعرها الطويل سريعا وقالت وهي تشير للمرضة :-
_ ما تقلقيش عليا انا زي الحصان ....حتى اغير جو
استسلمت الممرضة للأمر وتركتها ترحل ....فهذه أوامر من دكتور عز شخصيا بتركها تفعل ما يحلو لها بكامل حريتها .....
_______________________________________استغفر الله العظيم
وضعت نعمة يدها بتوتر على يد رحاب وهي جالسة بجانبها داخل عربة ميكروباص شعبية متوجهة للمنزل فقالت :-
_ لسه ورانا يارحاب .....انا شوفته ركب عربية وجه ورانا ....وشوفته دلوقتي من الشباك كمان ....
قالت رحاب بعينيها الضائعة برفض تام :-
_ ما تقوليش رحاب تاني ....مش عايزة اسمع الاسم ده ....أنا مش هي ومش عايزة افتكرها
اجفلت نعمة عيناها بصدمة وقالت :-
_ اومال اقولك ايه ؟ حصلك اااايه فووقي !!
نظرت رحاب بعين دامعة وشرسة في آن واحد واستغلت أن الركاب خرجوا واحد تلو الآخر وتبقى هنا الاثنان فقط :-
_ اسمي حورية .....ده اسمي الحقيقي ....مش عايزة اسمع اسم رحاب تاني با نعمة ...مش عايزة ابقاها
ابتلعت نعمة ريقها وهي تتفهم صدمة صديقها فيما حدث :-
_ انا عارفة انك مصدومة .....بس لازم توقفي قصادهم
مسحت رحاب عيناها وهي تتنفس كالاسد الجريح :-
_ عملوا اللي هما عايزينه وعملوا تقرير مزور ...بس هثبتلهم أني مش ضعيفة ....ومن النهاردة أنا حورية مش عايزة اسمع اسم رحاب ده تاني (😒😏) بقلم رحاب إبراهيم
قالت نعمة تشجعها :-
_ اوعدك اني مش هقوله تاني ....المهم انك تحاربي وتاخدي حقك وانا معاكي ....بس دلوقتي هنعمل ايه في اللي ماشي ورانا ده ....
نظرت رحاب للطريق وتذكرت أنها بالأمس خرجت من سيارة احدهم بهذا المكان بالذات فأوقفت السائق لتترجل من العربة ...قالت نعمة بحيرة :-
_ هننزل هنا ؟!
اجابت رحاب :-
_ اومال ننزل عند البيت ويعرف احنا ساكنين فين !!
ننزل هنا ونتوه منه لحد ما نوصل للبيت ...في الزحمة محدش هيقدر يراقبنا ......
وافقت نعمة على اقتراح رحاب وقد بدأت تتأكد انها ستقوى بالفعل من القوة الظاهرة بعيناها .....
ترجلت رحاب من السيارة ومعها نعمة والتفتت قليلا لترى الرجل المراقب لهم وقف بسيارته وخرج منها أيضا وبدأ يسير خلفهم في ترقب .....
الآن قد غادرها الخوف وتستطيع فعل اي شيء ....بعض الصدمات تقتل بداخلنا الخوف حتى نصبح وكأننا اصبحنا بلا حياة ....
اخذها فكرها رغما عنها لتلك العينان المطمئنة التي رأتها بالأمس ...شيء بداخلها تمنى أن تراه الآن وتستمد منه تلك القوة التي استمدتها من بالأمس .....صدق ندائها فهو اتى لذلك المكان الذي تركها فيه بالأمس عله يلمحها من جديد ....الأمل لم ينفذ بداخله وهذا ما جعله يعود مرة أخرى بدعوة تمنى تحقيقها ......
اتى به قلبه الى هنا وقد كان في طريقه لشقيقته بالمشفى ....وقف لدقائق بسيارته في ذات الطريق وهو يلتفت حوله حتى لمحها ....دق قلبه كالطبل بسعادة وترجل من السيارة سريعا حتى يلحقها ولكنها لم تلمحه وسارت بطريق جانبي ....من شد ما كان سعيد برؤيتها وعيناه عليها لم يلمح ما كان يسير خلفها .......
كاد أن يذهب خلفها ولكنه توقف بحرج من نفسه :-
_ مالك يا ياسين انت رجعت مراهق ولا ايه !! هتقول عليك ايه لو كلمتها ! مش يمكن تحرجك ؟! ....
ظل واقفا في حيرة من امره ......
وشعر بذات الحيرة محمود أيضا وهو بداخل سيارته فقال :-
_ لو نزلت دلوقتي احتمال اللي بيراقبها يشوفني ويقول لفاروق ...مش عايز حد يكشفني ومش عايزها تتأذى اعمل ايه بس ....لو بس حد لمحني من رجالة فاروق كل حاجة هاتضيع ......ربنا يحلها
________________________________________صلِ على النبي
بذلك الزقاق الجانبي التي سارت فيه بدأت نعمة تتوتر اكثر وخوفها يزداد مع الوقت بينما رحاب وكأنها فقدت الشعور تماما بكل شيء ... وللعجب استدارت لذلك الرجل الغريب وهتفت به بغضب :-
_ انت ماشي ورانا ليه ؟!
لم يترك الرجل فرصة للحديث حتى دفعها بعنف من وجهها داخل نافذة احد السيارات ليغرق رأسها بالدماء وصرخت نعمة بذعر .....
التفت ياسين للطريق إثر انتباه للصرخة وركض الي مصدره ولكنه لم يرى غير ساحرته وهي غارقة بدمائها وصديقتها تصرخ مولولة وحولهم بعض الاشخاص المارين بالطريق وهرب ذلك الرجل المجرم بلمح البصر .....
ركض ياسين اليها بنظرة خائفة وازال غطاء وجهها بصعوبة حتى يزيل الزجاج من بشرة وجهها وكأنها كانت تلتقط انفاسها الآخيرة ......
كادت نعمة أن تنطق اسم رحاب ولكنها بكت وهي تتذكر ذلك الوعد الذي التزمت به منذ دقائق ......حملها ياسين بين ذراعيه لسيارته وهو يهتف لمن حوله بخلو الطريق ...وركضت خلفه نعمة .......
لمحهم محمود من سيارته بغضب ورأى ذلك الرجل الذي لم ينتبه لوجهه جيدا وهو يدخلها بسيارته وخلفه الفتاة التي رأها معها منذ خرجت من المشفى ......
تحرك ياسين بسيارته لمشفى خاص قريبة من ذلك المكان حتى يستطيع اسعافها باقرب وقت وشعر بخوف غريب يجتاحه من فقدانها .....
تحرك محمود خلف سيارت ياسين مراقبا وهو ينعت فاروق بأشد الشتائم .....
**********************
بعد نصف ساعة ترجل ياسين من سيارته ليقف أمام مشفى خاصة كان يعمل بها يومان في الاسبوع سابقا ولكنه الآن تفرغ لمركزه الخاص وبعض المستشفيات الحكومية ..وحملها مرة أخرى للداخل ولم يمنعه احد نظرا لمعرفتهم به ......وتم نقلها على سرير متحرك للداخل حتى عاد وعيها قليلا ونظرت له في مناجاة صامته ......رقت عين ياسين عليها بحنان فائق وربت على كتفيها برفق وهو يسرع بها لغرفة العمليات وقال :-
_ انا جانبك ما تقلقيش ....
لمعت بعينيها دموع ثم ذهبت في غيبوبة تامة .....ابتلع ياسين ريقه بخوف شديد حتى صرخت نعمة وهي تركض معهم :-
_ حورررررررية
لم يغفى قلبه عن هذا الاسم فهي حوريته منذ رأها .....شعر بذلك والآن تأكد ......
_______________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله
نهضت قمر من فراشها بفزع وهي تلتقط انفاسها وجبينها يتصبب عرقا حتى اتت اسمهان إثر سماعها الصرخة من الخارج ودلفت للغرفة وهي تركض الى قمر وضمتها بقلق :-
_ مالك يا حبيبتي بتصرخي ليه ؟
ابتلعت قمر ريقها بصعوبة وتشعر بدقات قلبها تعلو بشكل لا تستطيع مع اخذ انفاسها براحة ....قالت بتلعثم :-
_ حلمت بيها ....اختي ....كلب بيجري وراها لحد ما خطفها مني ...شكله مخيف مش قادرة افتكره ...
وضعت قمر يدها على وجهها ببكاء فضمتها اسمهان بحنان وهي ترتل بعض آيات الذكر الحكيم حتى استطاعت ان تهدأ قمر قليلا ثم قالت :-
_ استغفري الله وقومي صلي ركعتين الصبح ....ربنا هيحفظهالك أن شاء الله ....
نظرت لها قمر بخوف ثم اطاعت الأمر وقامت لتتوضأ ....
________________________________________الحمد لله
راقبت ميرنا ذلك الامير النائم بابتسامة وشعرت بلهفة غريبة أن تمرر يدها على شعره بحنان ...فنهضت بخجل وفعلت ما أرادته حتى فتح عيناه فجأة لتعود مقعدها في حرج شديد وصدمة وقالت بتلعثم :-
_ اسفة يا نادر ....بس بجد انا زعلانة عشانك اوي لما عرفت اللي حصلك ....انا عارفة أن الفقدان والفراق صعب أوي وانا مجرباه بس عشان خاطر كل اللي بيحبوك حاول تقوم عشانا ....
لاحظت أن دمعة تركض من عيناه فأقترب منه وعيناها تنزف دموعا ايضا وقالت وهي قريبة منه وتربت على رأسه بحنان :-
_ انا جانبك يا نادر وهفضل معاك ...ماتبكيش تاني عشان خاطري
عارف لو بدأت تتحرك حتى لو حركة بسيطة هقولك على اللي جوايا من ناحيتك ....يلا حارب بقى عشاني ...ولا أنا ما استاهلش ؟
نظر لها بصمت وملامحها لا تقل شيء بعكس عيناه التي انحصر بها كل ما يشعر به .....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس عشر من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيمتابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا