مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السابع عشر من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم.
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السابع عشر
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم |
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السابع عشر
_ يا ترى اللي عملته ده صح ؟ مش عارف هيكون رد فعل احمد إيه لما يعرف اللي عملته .....اكيد هيضايق أني بلغت القسم ....كل اللي عايزه أني ابعده عن الانتقام اللي ملى حياته لحد ما بقاش شايف غيره ...كلنا عايزين ننتقم وكلنا حاولنا بس ماعرفناش ....ربنا ينتقم من الظالم ... واشفي غليلي منه.
هتف احد الرجال حتى يستلم امجد الاوردر القادم ويذهب بإيصاله لينهض ملبيًا الآمر ...
_____________________________________صلِ على النبي الحبيب
فاق محمود رويدًا من شروده بوجهها عندما لاحظ أنها بدأت في الانتهاء من رسوماتها مستعينة بيد نادر الجالس على مقعد بجانبها ...حتى قالت ميرنا بمرح :-
_ شوفت بقى يا نادر انا اشطر منك في الرسم أزاي ، رغم أنك اكبر مني بعشر سنين بس انا اشطر منك بردو هههههههه
قالت جملتها بمرح حتى تعجب محمود من الأمر ليقل بتسائل :-
_ عرفتي سِنُه منين ؟!!!
ابتلعت ميرنا ريقها بتلعثم وخجل وترددت في الاجابة لدقيقة لتجيبه بصدق :-
_ الممرضة قالتلي ....كنت بسألها عليك لأنك اتأخرت النهاردة وده مش عادتك ...فقالتلي أنك سهرت مع نادر امبارح ويمكن راحت عليك نومة ، ومن هنا جه الكلام أنا ما اتعمدتش اسأل يعني
ابتسم محمود ببريق أمل وقال مردفا :-
_ طب عشان أنتي سألتي عليا وقلقتي أنا هقولك الحقيقة ...أنتي بتقولي أن نادر اكبر منك بعشر سنين وأنتي في مرة قولتي انك عندك ١٩ سنة ...بس نادر ماعندوش ٢٩ نادر سِنه ٣٢ سنة ، اخته قالتلي كدا ، تلاقي الممرضة بتجود من عندها عادي يعني احسن ما تقول ما اعرفش
تعجبت ميرنا لبعض الوقت ثم تابعت بابتسامة :-
_ ماتفرقش كتير ... اللي زعلني بجد أني عرفت سبب الحالة اللي هو فيها ...شيء صعب وأنا جربته
نظر لها محمود لبرهة وشعر بسعادة بداخله لشيء قد طل به عقله من اجابتها فقال وهو ينهض :-
_ الحصة خلصت ، يلا عشان اوصلك لأوضتك
رمقت ميرنا نادر بنظرة حنونة ثم اخذت ادواتها ونهضت قائلة :-
_ راجعة تاني يا نادر والمرة الجاية بقى عايزاك أنت اللي ترسم مش هساعدك تاني ومش هغششك
توجهت للباب وذهب معها محمود ولا تزال الابتسامة على شفتيه ....اغلق الباب ورمى ابتسامة لنادر قبل أن يغلق الباب تمامًا ....
**********
في الممر المؤدي لغرفتها بالمشفى خطت بجانبه خطوات هادئة وهي تحمل اسكتش رسم وتقربه لقلبها مثل التلميذة ....قال محمود فجأة :-
_ ممكن اسألك سؤال ؟
هزت رأسها بموافقة ليضع بسؤاله أول الطريق لتكتشف حقيقة مشاعرها :-
_ إيه اكتر حاجة بتوجعك ؟
اطرفت ميرنا عيناها عدة مرات بتفاجئ من هذا السؤال لتتفاجئ ايضا انها تقف أمام غرفتها ولم تدرك ذلك ....فتح محمود الباب وأشار لها كالاميرة لكي تدخل لتبادله ابتسامة بسيطة ....لم يستطع الذهاب دون التحدث معها فتابع :-
_ للدرجة دي السؤال صعب ؟!
جلست ميرنا على مقعد وقد فضلت ذلك بوجوده ولم تذهب لفراشها ...اجابت شاردة قليلا :-
_ مش صعب ....بس اللي بيفكر في اللي بيوجعه بيتوجع اكتر ..وأنا اتوجعت كتير
جلس قبالها على مقعد مردفا بلهفة لاحتواء الامها بحب :-
_ احكيلي ...مش هتندمي
تنهدت ميرنا تنهيدة عميقة ثم قالت :-
_ عدت عليا فترة في حياتي كان عندي ١٢سنة وماما اتجوزت واحد عاملنا انا واخويا اسوء معاملة وهي ماكنتش بدافع عننا خوف منه ، كنت حاسة أني متكتفة ومش عارفة اعمل إيه .. حسيت بالعجز مابين حبي لأمي ومابين كرهي لجوزها ...ماكنش ينفع نبعد عنها ولما عشنا معاها شوفنا الويل ....صحيح كنا عايشين في بيت كبير ومش ناقصنا حاجة بس ماكنتش ببطل عياط
اجفل محمود بهذه الكلمة "متكتفة" فقال :-
_ عشان كدا لما شوفتي نادر وهو بالحالة دي عقلك افتكر اللي اتعرضله زمان فأشفقتي عليه ....صح ؟
ضيقت ميرنا عيناها بضيق وقالت بنفي :-
_ لأ ...ظروف نادر غير ظروفي تمامًا ، وحالته غير حالتي وبعدين انا مش بشفق عليه !!!!
ابتسم محمود برقة وقال موضحا :-
_ هقولك حاجة وياريت تفهميني ....لو أي حد غير نادر في نفس الحالة كان هيبقى ده احساسك بردو من ناحيته ، فكري في كلامي بس اللي بطلبه منك تحسيه قبل ما تفهميه ....
نهضت ميرنا بقوة مما جعل توازنها يختل قليلا وتشعر بالدوار مما جعل اناملها ترتفع على رأسها لا إراديًا ..تحرك محمود اليها بقلق وقال :-
_ ميرنا مااالك ؟
ابتلعت غصة بحلقها ونظرت له بترقرق دمعة عاتبة وقالت:-
_ مافيش ...سيبني ارتاح بعد اذنك
قال بغموض :-
_ هتعرفي بعدين اني لما اسيبك مش هترتاحي ، أنا همشي دلوقتي وهبعتلك ممرضة ، خلي بالك من نفسك عشانا
اطرفت عيناها بحيرة من حديثه وشعرت بوجود شيء غامض لما قاله الآن ولم تشعر بخروجه من الغرفة الا عندما رأت الممرضة تدلف بقلق :-
_ مش قلتلك ما ترهقيش نفسك ، دكتور محمود قالي أنك دوختي دلوقتي ، لو دكتور عز عرف هتبقى مشكلة
اسرعت ميرنا برجاء :-
_ لاااا اوعي تقوليله انا بقيت كويسة جدًا والله ، وبعدين هو فين دكتور عز مش شيفاه بقاله فترة !!!
اجابتها الممرضة بابتسامة :-
_ هو دكتور محمود ما قالكيش !!! ، ده كان امبارح معزوم في حفلة الخطوبة وبعدها جه تاني على المستشفى عشان نادر
اتسعت ابتسامة ميرنا :-
_ محدش قالي ؟!..ماشي يا عز أنت وياسو لما اشوف حد فيكم بس
اشارت الممرضة لكي تتمدد على الفراش وقالت بأمر :-
_ طب يلا بقى عشان اشوف الضغط والنبض ....
اطاعتها ميرنا على الفور ......
_________________________________________استغفر الله العظيم
اغلق ياسين هاتفه من كثرة الاتصالات بسبب تأخره على عيادته الخاصة المرفقة بالمركز الطبي ....لينهض رغما عن ارداته بالبقاء قائلا :-
_ هرجعلها بليل على ما اخلص شغلي ، ناس كتير مستنياني ، أنا مش عايز امشي بس مضطر للأسف ..
تفهمت نعمة الامر بتعجب من هذا الرجل الذي اخذ على كاهله حمايتهم لهذا الدرجة التي تثير الشك ...ليمرق بإتجاه الباب حتى توقف متسنرا عندما انتبه لصوتها ويبدو أنها بدأت تفيق :-
_ ن ...نع....نعمة
تحركت نعمة بحركة سريعة اليها وحسست على راسها بحنان واجابت :-
_ ايوة يا حبيبتي أنا جانبك ، ما تقلقيش انتي كويسة
تحركت جفونها الثقيلة بوجه قد التف بالشاش مجددًا ليرتسم امامها ضباب يرحل ببطء شديد ...لم يشعر الا وهو ييستدير ويركض اليها متلهفا للاطمئنان عليها وقال :-
_ حورية
صوته انطبع بداخلها سابقا بمنطقة آمان ليغمرها مجددا بشعور غريب أرادته بسبب ضعفها هذا :-
_ ا...أنت !!
هز ياسين رأسه بابتسامة :-
_ ايوة أنا
تطلعت نعمة اليهم بدهشة فقالت متسائلة :-
_ انتوا تعرفوا بعض ؟!!!
لم يكن مجال للاجابة حتى بدأت حورية تنتبه لما حولها من حوائط تشبه تلك الحوائط التي شهدت اقسى ايام رأتها بحياتها ليقل ياسين بتصميم :-
_ هاخدك من هنا للمركز بتاعي ،معايا هتبقي في آمان اكتر وهبقى مطمن عليكي وانتي جانبي
لم تنتبه لحديثه مثلما انتفض جسدها لهذا المكان فهزت رأسها وبدأت الدموع تشف مقلتيها :-
_ خدوني من هنا ....عايزة ...امشي
استقام ياسين بابتسامة وقال :-
_ هروح اجهز الاسعاف عشان اخدك من هنا يا حورية ...
توجه الى الباب سريعا حتى اقتربت نعمة بدهشة وقالت بلوم :-
_ واحد ما نعرفهوش ليه نثق فيه بالسرعة دي ولا انتي لسه ما اتعلمتيش من اللي حصل ؟!!!!
بكت حورية وهي تنتفض وقد بدأ صوته يعلو ويستعيد قوته :-
_ مش عايزة ابقى هنا ، بقيت بخاف من المستشفيات ، هروح اي مكان بس هنا لأ
قالت نعمة بتسائل :-
_ تعرفيه منين وامتى ؟ وليه كان موجود في المكان ده بالذات اكيد مش صدفة !!!
نظرت حورية لها بخوف وقالت :-
_ قصدك ايه ؟ لأ ..هحكيلك عرفته أمتى وأزاي بس امشي من هنا الأول
قالت نعمة بشك :-
_ ماتروحيش معاه انا شاكه فيه ليكون تبع عز ، ماهو كلهم دكاترة وممكن يكون ليهم صلة ببعض
دلف ياسين الى الغرفة حتى يتم نقلها لتقل حورية بصوت مرتعش قليلا :-
_ لأ ...مش هقدر اقوم ، سيبني هنا يومين على ما اقدر اتحرك
ضيق ياسين عيناه وهو يرمق نعمة بضيق ثم نظر لحورية قائلا :-
_ عربية الاسعاف مجهزة ، مش هتحسي بحاجة بمسافة الطريق ما تقلقيش
قالت نعمة :-
_ معلش يا دكتور هي عايزة كدا ، ولا هتنقلها غصب عنها ؟!!
كظم ياسين غضبه من نعمة ثم استسلم للامر رغما عنه فقال بيأس :-
_ اوك ...بس لازم انقلك يا حورية عندي ، صدقيني أنا مايهمنيش غير مصلحتك ، وخليكي فاكرة أنك انقذتي حياتي امبارح ولازم اردلك الجميل ده ، بعد اليومين أن شاء الله هنقلك ومش هسيبك غير لما ضحكتك ترجع لعنيكي تاني بدل الدموع دي ...انا مضطر امشي دلوقتي وصاحبتك هتقولك أنا مين بالضبط ...هجيلك بليل أن شاء الله عشان اطمن عليكي
الصدق بعيناه جعلها تصدقه بشيء غير قابل للشك فيه ليخرج من الغرفة ورمقته نعمة في تعجب :-
_ انسان غريب !!! بس قوليلي بقى جميل ايه اللي بيتكلم عنه وانقذتي حياته ازاي ؟!!!
روت لها حورية ما حدث بليلة الأمس التي كانت تحمل كثيرًا من المفاجآت فقالت نعمة بارتياح :-
_ انا كدا فهمت ، رغم أن بردو قلقه بالطريقة دي محير شوية بس على الاقل في مبرر ...عشان كدا قال للضابط اللي جه يسأل في تحقيق الحادثة انك خطيبته ...أنتي دلوقتي قدام كل اللي هنا خطيبة دكتور ياسين ...
حدقت حورية بذهول في عين نعمة لتتلعثم بالقول :-
_ خطيبته !!!
اوضحت نعمة الأمر :-
_ لما لقى ان الضابط جه وهندخل في سين وجيم ومش هنخلص قال كدا ...عشان يبرر اهتمامه بيكي ودفاعه عنك ...
قالت حورية بسخرية نمت عنها نظرة عيناها وصوتها :-
_ بقى دكتور يذلني ويهيني عشان بس حبيته ودكتور تاني وانا في نفس الحالة يخليني خطيبته حتى لو بالكدب !! ...حياتي اتقلبت فجأة من يوم ما شوفت عز ...كل حاجة اتغيرت واتصدمت في اكتر واحدة كنت فكراها في مكانة امي الله يرحمها ...
ربتت نعمة على يدها وقالت :-
_ خلاص ...كل اللي فات مات ، ودكتور ياسين عرفت انه دكتور تجميل يعني اتفتحلك امل جديد لو ما طلعش وراه حاجة ...
رددت حورية الاسم بشك :-
_ اسمه ياسين ؟!!!
ردت نعمة بالايجاب لتتابع حورية بخوف :-
_ اسمه ياسين فاضل ؟
رمقتها نعمة بدهشة وردت :-
_ ايوة ، عرفتي منين هو قالك ؟!!!
ابتلعت حوريةغصة مرفة بحلقها وقالت :-
_ جالي المستشفى بتاعت فاروق عشان يشوف حالتي ، الممرضة قالتلي كدا ...اكيد ده تبع عز
اطرفت نعمة في قلق وتوتر وقالت محذرة :-
_ انا ما قلتش قدامه اسم رحاب خالص ، ومافيش حاجة تدل أنك رحاب غير لما عز نفسه يشوفك وده لو عرفك اصلا في حال لو عملتي عملية ...
قررت حورية شيء فقالت :-
_ طريقته واحساسي بيقولي انه صادق ، بس أن الصدف تجمعنا كدا ده شيء محير ...أنا دلوقتي حورية قدام الكل ، رحاب من النهاردة ماتت ولازم عز يعرف كدا ..وساعتها هعرف لو ياسين معاه ولا لأ ، روحيله يا نعمة وقوليله كدا
تاهت نعمة في حيرة وعجب من الحديث فقالت مستفسرة :-
_ يعني ازاي مش فاهمة ...أزاي هتكوني موتي ؟!
نظرت حورية لنعمة وشرحت الامر مرة أخرى :-
_ روحي قولي لعز اني انتحرت بعد اللي حصل وحمليه نتيجة انتحاري وانه السبب هو وابوه ، قوليله أن ابوه بعتلي حد يقتلني بس ما موتش فأنتحرت عشان اخلص منهم وابعد عنهم للأبد ، ولو ياسين معاه هيبان ، أنا دلوقتي حورية ومافيش أي وجود لرحاب ، لأول مرة احمد الصدف اللي خلت ماما امينة تغير اسمي قدام الناس وسابته بس في شهادة ميلادي .... بس احساسي بيقول أن ياسين صادق ، هو حاجة وعز حاجة تانية خالص
فكرت نعمة بالأمر وقالت منصاعة لإرادتها :-
_ ماشي ...هروح دلوقتي احضر نفسي بقى عشان اروح لعز ....وهرجعلك تاني ....
قالت حورية بتوسل :-
_ ما تتأخريش عليا ، أنا مش عايزة افضل لوحدي هنا لوحدي
التفتت نعمة بتسائل اخير :-
_ طب كدا مش هينفع ترجعي البيت لازم تروحي لأي مكان تاني
صمتت حورية لبرهة ثم اجابت :-
_ زي ما رجعت لأسمي ، هرجع لبيتي القديم ...هروح البيت اللي امي كانت عايشة فيه ، هو ده المكان الوحيد اللي محتاجاه دلوقتي
فهمت نعمة الامر ثم اكملت طريقها للخارج ......
________________________________________الله اكبر
بفيلا فاروق الالفي ....
لم يستطع المكوث بالمشفى عقب ما حدث فقد اختنق من هذه الاجواء التي تذكره بذلك الوجه المشوه وما فعلته ....انتبه لصوت هاتفه وهو داخل غرفة مكتبه بالفيلا :-
_ ايوة يا ساندي ...عاملة ايه يا حبيبتي ؟
اظهرت نبرتها ضيقا واضحا وعصبية فقالت :-
_ ناوي تجيلي النهاردة ولا لأ ، مش المفروض تجيلنا النهاردة يا عز وتقضي اليوم معايا ؟!!
تنهد بحدة واجاب :-
_ حاضر ...هجيلك بعد ساعتين كدا أنا لسه راجع من المستشفى ومصدع ، وكنت ناوي اروح العيادة بس خلاص هكنسل النهاردة كل الشغل ...
شعرت ساندي بشيء في صوته فتساءلت :-
_ مالك يا عز صوتك فيه حاجة غريبة ، أنت تعبان للدرجة دي ولا بسبب موضوع امبارح ؟
نفى عز كاذبا:-
_ لأ ...أنا فعلا مصدع
ساندي :-
_ خلاص يا قلبي هقفل دلوقتي وهستناك النهاردة بعد ما ترتاح شوية ...باي
انهى عز الاتصال بمقت فقال مغمغا:-
_ مش مشكلة اني تعبان المهم أني اروح ونتفسح وتتبسط !!!
دفع هاتفه على المكتب بعصبية ثم توجه لغرفته ليأخذ قسطا من الراحة ....
_____________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله
جلست نسرين بجانب قمر على الفراش بعد أن سردت قمر ما حدث فقالت نسرين بعتاب :-
_ يابنتي اشمعنى سامح بالذات اللي كل ما بتشوفيه لسانك بيطول ؟!!! ماكنتيش عارفة تهدي شوية !!
نظرت قمر لهاتفها الملقى على الكمود بعصبية واجابت :-
_ مش عارفة أنا اتوترت لما رنيت عليه وماكنتش عايزاه يفهمني غلط ، وكمان هو بيعصبني يعني هو بيسكت ؟! ده قالي يا غبية ويا بيئة
قالت نسرين بسخرية :-
_ وانتي بقى ؟!!! مانتي هزأتيه بدل المرة تلاته ، وكل مرة كان بيبقى مظلوم ....مابتعرفيش تمسكي لسانك معاه ...مش عارفة بقى بعد اللي حصل هيفكر حتى يسمع صوتك ولا لأ
لوت قمر شفتيها بتعجب قائلة :-
_ يفكر ايه ده انا رنيت نص رنة بس لقيته تن تن تن وكأنه مصدق !!!
والمرة اللي فاتت حسيت انه بيقصد يستفزني وده اللي نرفزني ، والله ببقى عايزة ابقى كويسة بس ما بعرفش
كتمت نسرين ابتسامتها وقالت :-
_ خلاص اللي حصل حصل ، ويمكن الصدف تجمعكوا زي صدفة الفون كدا ....
مطت قمر شفتيها برفض ظاهري ولكنها تريد رؤيته ولكنها لا تريد الافصاح بذلك ....
_________________________________________سبحان الله العظيم
قد حل المساء 🌑
تململ عز في فراشه ولم يستطع ينام ولو قليلا حتى انتبه لقرع على الباب وسمح بالدخول :-
دلف احد الخدم وقال :-
_ في بنت بتسأل على حضرتك يا عز بيه ؟
اجفلت عين عز وتفكيره ذهب لتلك الفتاة فصر على اسنانه بغضب وقال :-
_ مش ناوية تسيبني في حالي .
نهض من الفراش بحركات منفعلة وهبط للاسفل وقد عزم على طردها من منزله أيضا ....ولكنه تفاجئ بصديقتها وهي تقف بمنتصف الردهة أمام الدرج الرخامي الواسع للفيلا .....
ضيق عيناه على نعمة وهو يخطو خطوة بعد أخرى للاسفل .. رمته نعمة المتشحة بالسواد بنظرات كريهة وقالت وهو يقترب :-
_ طبعا أنت كنت فاكر أن رحاب هي اللي جاتلك ، واكيد كنت ناوي تطردها زي ما عملت في المستشفى ، بس عايزة افرحك أنت وابوك واقولك انها انتحرت ....
فغر عز فاه من الصدمة وتبلد في مكانه دون حراك لتتابع نعمة وتظاهرت بالبكاء :-
_ اه انتحرت ، مشيت من الدنيا بحالها وريحتكوا ، بعد ما ابوك بعت وراها اللي يخلص عليها لكن ما حصلش فريحت نفسها وريحتكوا ....بس صدقني أنتوا مش هتشوفوا يوم حلو من النهاردة ...ذنبها في رقبتكوا وفي رقبتك أنت بالذات ....
استطاع عز أن يخرج من صدمته فقال :-
_أنتي بتقولي اااايه ؟ انتحرت أزاي .. أزاي تعمل كدا اصلا ؟! وابويا هيبعت حد يخلص عليها ليه وهو بريء ؟!!
اجابت بسخرية :-
_ بريء ؟!!! أنا مش هجادلك كتير أنت هتتصدم فيه لوحدك ، بس ساعتها افتكر اللي ظلمتوها ، ابوك باللي عملوا فيها وانت بمعايرتك وذلك ليها لمجرد انها حبيتك وانت الاستاذ الدكتور ابن الحسب والنسب وهي البنت البسيطة !!....وساندي هتعرف عنها حاجات كتير يا عز بيه ، هتفتكر كل ده ،ومالكش عندي. كلام اكتر من كدا
استدارت نعمة وتركته مصدوما فيما قالته .....
************************
دلف لغرفته بعد ما استطاع أن يفق قليلا من صدمته وبدأ شعور الذنب يعود له ...لم يتذكر أي شيء بنا فيه موعده مع خطيبته فقد تاه عن فكره تمامًا .....
________________________________________صلِ على النبي الحبيب
انهى ياسين يوم عمله المرهق كعادته وذهب لرؤية شقيقته واطمئن عليها ثم ذهب لحورية بالمشفى والقلب هو من يأمر ليس الضمير فقط ....
وصل أمام باب المشفى ودلف بداخلها سريعا حتى وقف أمام باب غرفتها وفتح الباب بشوق لرؤيتها ......وجدها نائمة فأحب ذلك ، لكنها تظاهرت بالغفوة عندما شعرت بخطوات تقترب ....
جلس على مقعد قريب منها وتأمل وجهها رغم عدم اظهار منه شيء ...ارتجفت جفونها فقال مبتسما :-
_ أنتي زعلانة مني ولا ايه ؟
انعقدت حاجبيها بدهشة وتعجبت كيف قرأ افكارها بهذه الطريقة وبدأت تفتح عيناها ببطء لتجده ينظر لها بنظرة لم ترى احدا ينظر لها بهذه الطريقة سوى أمينة !!! فتابع بلطف :-
_ هقعد معاكي النهاردة لحد الفجر مش هسيبك
ابتلعت ريقها ووجهت سؤال ربما كان الأمل لها :-
_ انا عرفت انك دكتور تجميل ،هو ممكن اللي في وشي ده يروح وارجع زي الأول ؟ بقلم رحاب إبراهيم
صمت ياسين لدقيقة واجاب بصدق :-
_ هو ممكن جدا يروح بس مش هترجعي زي الأول
قطبت حوؤية حاجبيها بحزن فقال مطمئنا :-
_ اللي اقصده أن حصل كسور وده عشان يتصلح بيغير الملامح ،لكن بالنسبة للتشوه فبأذن الله هيروح ، بصي يا حورية انا هبسطلك الامر ، عارفة نجوم السينما بيبقوا عاديين جدا ومع ذلك بيجوا عشان يعملوا تجميل وملامحهم بتتغير تمامًا ، وده اللي هيحصلك ، شكلك هيتغير وأن شاء الله للأحسن ....انا متفائل وعايزك تطمني
حديثه طمأنها ولم تعرف لما ارتاحت لهذا الامر فقد ارغمت على تغيير ملامحها ورحبت بذلك رغم قلقها من ياسين أيضا وكل شيء اصبح امامها دون ملامح مثلها تمامًا ...
قال لها باعتذار :-
_اكيد صاحبتك قالتلك على _______أني قلت أنك خطيبتي ، ياريت ماتكونيش زعلتي أنا عملت كدا لأن حسيت أنك مسؤليتي وكنت خايف عليكي ....زعلانة ؟
هز رأسها نفيا وقالت :-
_ مش زعلانة ...مستغربة !!!
تحير من اجابتها بعض الشيء :-
_ مستغربة ليه ؟ عشان يعني أنا ما اعرفكيش وكدا
ردت بالايجاب لكي لا تتناقش بهذا الامر المهين لها فقال:-
_أنا ما اعرفكيش ، بس يمكن ______عايز اعرفك
هربت بعيناها من نبرته الظافئة وكذلك نظراته لها لتأت نعمة فجأة وقد بدلت ملابسها ورمقت حورية بنظرة ذات مغزى لتفهم حورية أن الامر قد تم مثلما أرادت ......
_________________________________________استغفر الله العظيم
نهض فهد من فراشه وارتدى روبه الثقيل ووقف أمام باب الشرفة ثم فتحه ووقف شاردا في شيء ...قال بتفكير :-
_ اسمر وليه حسنة جنب مناخيره وصوباعه الصغير في ايده الشمال مقطوع ....
انتبهت فاطمة لصوته فقالت بصوت كسول وهي تتثائب :-
_ معقول يا فهد لسه بتفكر في الموضوع ده ؟!!
استدار فهد بنظرة متعجبة من قولها فقال :-
_ موضوع ايه ؟!
اعتدلت فاطمة بفراشها وارتدت ثوبها الثقيل ايضا نظرا لبرودة الهواء الصادر من اتجاه الشرفة وقامت وهي تتجه اليه وقالت بتذمر :-
_ موضوع الراجل ده اللي عاكس مريم لما دافعت عنها ، ماهيو ده شكلخ مش قلتلك عليه ؟
تطلع فهد للحظات مدهوشا لفاطمة فقال سريعا :-
_ لأ ما قولتليش ....اوصفهولي كدا ؟
قالت فاطمة بضيق :-
_ لأ ، واقفل باب البلكونة الدنيا ساقعة
جذبها من يدها عندما كادت أن تعود للفراش وتخلد للنوم مجددا وقال بقوة :-
_ قلتلك اوصفهولي مش بهزر
رمقته فاطمة بعتاب وقالت :-
_ مالك يا فهد في ايه !!! مواصفاته هي اللي أنت قلتها ، انا فكراه
قال فهد معتذرا :-
_ معلش يا فاطمة بس الموضوع يخص قضية عندي ودي مواصفات نفس المجرم ، لو هو اللي انتي ضربتيه يبقى ممكن اقدر اوصله ....
اطرفت فاطمة بفهم وقالت بجدية :-
_ طب استنى هوصفهولك بالضبط لأني كمان شوفته بعدها قاعد على قهوة وبصتله بقرف عشان كدا فكراه اوي
اتسعت عين فهد وقال مبتسما :-
_ الله عليكي ...قولتيلي بقى اسم القهوة ايه يا بطتي ؟
ابتسمت بمشاكسة واجابت :-
_ عد الجمايل بقى ... العنوان هو قهوة (_______)
فهد :-
_ تمام ....هتصل بيكي بكرا عشان توصفهولي بالضبط واخلي رسام يرسمه ....
فاطمة بتعجب :-
_ طب ما اروح معاك اسهل ؟!!!
تبدلت ملامح فهد للعصبية وهتف:-
_ تروحي فين يابت ؟!! انتي عايزاني اقعدك مع واحد وتتكلمي معاه كمااااان !!!! ليه متجوزة سوسو ؟!!! ده انا مش هنطق اسمك قدامه اصلا !!!
ابتسمت ابتسامة واسعة وهي ترى لهيب الغيرة يقدح بعيناه وقالت :-
_ بتغير عليا يا فوووفووو
جذبها اليه مجيبا بنظرة حادة وتملكية :-
_ دي مش غيرة ...ده جنون
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع عشر من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيمتابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا