مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع روايات مثيرة ورواية كاملة للكاتبة المميزة أسماء جمال, وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الثالث عشر من رواية مارد المخابرات بقلم أسماء جمال (ج1).
رواية مارد المخابرات بقلم أسماء جمال (ج1) - الفصل الثالث عشر
اقرأ أيضا: رواية صخر بقلم لولو الصياد
رواية مارد المخابرات بقلم أسماء جمال (ج1) |
رواية مارد المخابرات بقلم أسماء جمال (ج1) - الفصل الثالث عشر
اللوا سليم بصّله قوى و شرد كتير .. مش عارف ليه متفاجئش .. زى ما يكون مستنيه .. او كان مثلا متوقع ده منه ..
قبل ما ينطق سمع صوت هبد جامد ف الارض .. مراد اتنفض مكانه ع الصوت و اللوا سليم اتفزع و قعد لثوانى مش مستوعب
الاتنين بصّوا لبعض برعب و خرجوا على منظر همسه ع الارض اللى من وضعها بيقول انها سمعتهم !!
همسه كان قبلها بدقايق سمعت صوت مراد تحت .. الفضول خلّاها بتلقائيه نزلت تشوفه جاى ليه .. و قبل ما تتحرك سمعت كلامه اللى كان زى الصاعقه بالنسبالها ..
مره واحده حسّت الدنيا بتلف بيها و انسحبت وسط ضلمة اللاوعى ..
أبوها جرى بلهفه ميّل عليها و حطّ ايده على رقبتها يشوف نبضها و إيديها و الأيد التانيه بتخبط على وشها يحاول يفوّقها ..
بصّ وراه لمراد اللى زى المتلّجم و مش عارف يقرّب و لا يبعد و لا ينسحب .. مجرد انه مش عارف يعمل ايه ف تايه !
اللوا سليم اتنرفز : ما تقرّب يا بنى ادم انت .. شوف هنعمل ايه !
مراد باصصلها بتوهان و مش عارف ياخد رد فعل
اللوا سليم بعصبيه : هاتلى اى حاجه افوّقها .. هات ميه .. اى زفت ..
مراد انتبه : خلينا ننقلها مستشفى ..
اللوا سليم : لاء مستشفى لاء .. بلاش .. الدكتور هيقولها و هى حاليا حالتها متسمحش
مراد بقلق : عشان كده بقولك مستشفى .. خليها تعرف من الدكتور احسن .. هو هيشرحلها بشكل افضل .. هتستوعب منه ..
اللوا سليم سكت شويه بتوتر : طب يلاااا هتقف تتفرج عليا كده كتير ؟ اتحرك !
مراد قرّب منها بحذر شالها بلهفه و بسرعه خرج على برا ..
قابله مهاب بصّله بإستغراب و قبل ما ينطق لقى ابوها و امها محصّلينه بخوف و حالة دربكه ف البيت ..
اللوا سليم بحزن : مهاب كويس انك جيت
مهاب بصّ ناحية الباب على مراد اللى سبقهم للعربيه : هو فى ايه ؟! ايه اللى بيحصل بالظبط ؟ هما عاملبن ابونيه مع المستشفى ؟
اللوا سليم بغيظ منه : همسه تعبت و رايحين بيها ع المستشفى .. حصّلنى
و قبل ما يرد كان سليم خرج وراهم و هو حصّله ..
مراد أخد همسه بعربيته ع المستشفى و حصّله ابوها و امها ف عربيه مهاب اللى ركب و لحقه !
وصل للمستشفى اللى فيها الدكتور اللى متابعها ركن و لفّ فتح الباب ..
قرّب منه مهاب و قبل ما ينطق كان مراد ميّل عليها بحذر شالها قدام إستغرابه و دخل بيها ع المستشفى ..
اخدوها منه ع الطوارئ و دقايق و كان طالعلهم الدكتور بتاعها اللى بلّغوه بالوضع ف دخل يفحصها و يشوف وضعها ..
الكل واقف بقلق .. و مراد رايح جاى بتوتر و خوف قدام باب الغرفه بتاعتها تحت عيون سليم اللى ملاحظ قلقه و خوفه بس ساكت ..
مراد مع نفسه سرحان بيفتكر ياترى سمعت كلامه مع أبوها ؟ اكيد سمعت .. و اكيد ده من غضبها من طلبه ..
و لا تكون عرفت من ابوها بتحاليلها .. ياترى اللى عمله ده صح و لا غلط ؟
اتسرّع و لا دى فرصته اللى جاتله عشان يقرّبلها !؟
شويه و خرج الدكتور و الكل جرى عليه بقلق و كان مراد اسرعهم ..
مراد بصوت مهزوز : هى هتبقا كويسه صح ؟
الدكتور : عندها انهيار عصبى .. إديتها مهدئ و هى نايمه ..
اللوا سليم : هتحتاج تقعد هنا ؟ اقصد لو محتاجه تفضل شويه مفيش مشكله المهم تبقا كويسه
الدكتور هزّ راسه : لاء هى تعب نفسى اكتر ما هو جسمى .. عشان كده بعد ما تفوق تقدروا تاخدوها و تمشوا .. و بالنسبه لحالتها الصحيه زى ماهى ..
الدكتور سابهم و مشى .. مراد عينيه متعلّقه بالباب مش بتطرف حتى .. و ابوها مستنى تفوق بقلق و مهاب بينهم مش فاهم حاجه بس الوضع مش مناسب يسأل ..
شويه و همسه فاقت و دخلوا يتطمنوا عليها .. مراد اتردد كتير يدخل و لا يستنى ..
ابوها قام اول واحد يدخل و اما لاحظ تردده سكت شويه لإنه التانى مش عارف حتى يفكر ..
بعدها متكلمش بس فتح الباب لمراد و شاورله بعينيه كإنه بيديله أشارة المرور و مراد زى اللى كان مستنى حد يدفعه ان قراره صح ...
دخلوا حواليها و همسه ابتدت تفوق .. بتفوق و يرجع يغمى عليها من تانى و للإسف اسم عاصم مكنش مفارق لسانها بس محدش فاهم هى بتقول اييه ..
همسه بصوت مبحوح : عااصم .. ع .. عااصم .. سابنى .. انا متجوزه .. انا .. انا مش عايزه حد .. سيبونى ف حالى بقا
مراد غمض عينيه بوجع .. غمّضهم بعنف .. مش عارف يكرهه عشان سابها للوجع ده .. و لا يحمد ربنا انه سابهاله
بس كل اللى عارفوه إنه ف اللحظه دى بيحقد عليه جدااا ..
همسه فتّحت عيونها و كانت اول حد تلمحه مراد اللى كان قصادها بالظبط وابوها جنبها من ناحيه و امها من تانى ناحيه ..
بصّت لمراد كتيير بتوهاان .. شافت جواه عينيه حااجات كتيير لا عارفه تصدقها و لا قادره تكذّبها ..
لمحت جواهم صدق بيقول ان العيون دى عاشقه .. لاء ده بيقول إنهم مستحيل يكدبوا ..
إتلاقت عيونهم ف نظره طووييله كلها عتاب .. زى ما يكون كل واحد فيهم بيعاتب التانى على طريقته ..
هى بتعاتبه على تسرّعه .. على مشاعره اللى لسه لحد دلوقت مش عارفه سببها ..
و هو بيعاتبها على كتيير .. كتير اووى .. على رد فعلها .. على إسم عاصم اللى مبيفارقش عقلها الباطن كل ما تتوه .. بيعاتبها على إنه مالهوش حق حتى يعاتب !!
همسه مره واحده دخلت ف نوبة عياط و أبوها جنبها ضمّها عليه بحب و قلبه موجوع عليها
مراد انسحب بهدوء نادى الدكتور اللى رجع شافها و اداها مهدئ تانى و شويه و سمحلهم انها ممكن تخرج و اخدوها ..
مراد وصّلهم ع البيت من غير و لا كلمه لإن الوضع كله على بعضه مش مستحمل ..
ف البيت عند همسه هى ف اوضتها لوحدها بعد ما سابوها ترتاح .. دموعها مش راضيه تقف .. دماغها عمّاله تودى و تجيب .. مش لاقيه تفسير لموقف مراد ابداا
مش عارفه تفسره .. التفسير المنطقى الوحيد هو إنه جاى ينتقم .. او يخلّص حق .. و هى من جواها مش عارفه تقتنع بده .. ده حتى ابوها كان متقبّل الأمر كإنه عادى ..
مش فااهمه بس لازم تفهم .. طب تروح لمين ؟ قامت بهدوء راحت لأبوها اوضته يمكن تلاقى عنده حاجه تريّحها ..
ابوها و امها كانوا قاعدين لوحدهم ف اوضتهم ..
هدى بحزن : ايووه يعنى انا مش عارفه هى هتفضل كده لأمتى ؟
سليم بضيق : معرفش ادعيلها انتى بس
هدى : بدعيلها بس و بعدين يعنى ؟ لإمتى هتفضل مخبّى عليها ؟ ماهى لازم هتعرف .. انت بس كل اللى بتعمله انك بتضيّع ف الوقت اللى قدامها ..
سليم بحزن : مش عارف هقولها ايه و ازاى .. و هى هتتقبل ده ازاى ؟ هتتقبله اصلا و لا لاء ؟
هدى : ماهى لازم هتعرف .. طب ع الاقل معرفتش هتعمل ايه مع مراد ؟
سليم سكت و بصّلها بقلق و هى اتنهدت بقلق : مراد فرصه كويسه بالنسبالها و جاتها ف التوقيت الصح .. انا صحيح مكنتش طايقاه بس ده عشان كنت شاكه فيه ..
و اهو طلع برئ و اثبت كمان حسن نيته و متخلّاش عنها مع ان مش مطلوب منه ده
سليم بشرود : اهو حكايه التوقيت ده اللى قالقنى
هدى : ليه بس ؟
سليم بحيره : قضية الكلب عاصم لسه شغاله .. و انتى عارفه اللى عاصم عملوه مع مراد هو و مراته .. اضمن منين انه مش واخد بنتى تخليص حق ؟ مش يمكن
قاطعته هدى : لا مش يمكن .. مش يمكن ابدا .. مش هيتشطر على مَره يعنى ..
سليم بصّلها بتريقه : شوف مين اللى بتتكلم ؟
هدى بغيظ : زى ما قولتلك هو برّأ نفسه و بنتك كمان برّأته .. ده حتى عاصم نفسه باللى عمله برّأه .. بعدين لو عايز يعمل ده لو معملهوش بعد خلافه مع عاصم على طول او حتى مع طلاقها منه ؟
ليه لما عرف انها تعبانه و محتاجه فرصه حمل بسرعه قبل عمليتها ؟
سليم بشرود : معرفش
هدى بدفاع : انت اللى بتقول كده عن مراد ؟ انت طول عمرك بتشكر فيه و بتقول عنه تلميذك ..
انت ناسى عملت فيا ايه لما بس اتهمته و شكيت فيه .. و الاهم مفيش وقت لده كله ..
سليم بحزن : اهو حكايه مفيش وقت دى اللى تعبانى .. لو مفيش تعب همسه ده كنت قولت نستنى شويه لحد ما اتأكد منه و هى تاخد وقتها و جرحها يلم ..
لكن للاسف همسه وضعها سئ و بيسوء اكتر .. و محتاجه العمليه ف اقرب وقت ..
هدى بحزن : طب اما عرضت الاشعه و التحاليل بتاعتها ع الدكتور اللى برا مقالكش فى امل حتى لو ضعيف ؟
سليم : لاء بالعكس .. قالى الورم اللى عندها كبير و متشعّب و مفيش وقت .. لازم يتشال و بسرعه و حتى مدانيش فرصه انها تمشى بالعلاج شويه وقت يمكن تخلّف ..
و قال لازم من العمليه بسرعه .. و محطّش فيها احتمالات ده اجزم ان الرحم هيتشال ف العمليه ..
هدى بوجع : ياعينى عليكى يابنتى .. يعنى لازم من العمليه و لو عملت العمليه قبل ما تخلّف عمرها ما هتخلّف و لا يبقالها ضنا ..
و ده كان ف الوقت اللى للأسف وصلت فيه همسه .. اتسمّرت مكانها .. صحيح مسمعتش كل حاجه .. بس وصلت على اخر جمله اللى رنت ف جسمها كله زى الكهربا ..
أبوها سكت و امها كمان و محدش فيهم اخد باله من اللى واقفه برا مصدومه
همسه اخدت نَفس طويل و كتمته جواها و خبطت ع الباب بهدوء .. و عشان ابوها و امها عارفين ان مفيش غيرها معاهم فالبيت الاتنين قاموا بفزع
سليم فتح الباب بسرعه : حبيبتى انتى ايه اللى قوّمك من سريرك ؟
همسه بخفوت : مفيش لقيت نفسى زهقانه شويه قومت
ابوها ابتسم : طب تعالى اقعدى معانا شويه انا و هدى
همسه سكتت شويه : هو الدكتور قالك ايه ؟
ابوها لجلج ف الكلام : مفيش يا همسه .. يعنى هيقول ايه ؟ انتى نفسيتك تعبانه و اكيد ده اللى تاعبك
همسه : بس ؟
امها لسه هتتكلم ابوها قاطعها اما لمح همسه عيونها دمّعت : هو فى اكتر من كده يا حبيبتى ؟
همسه صحيح مسمعتش كل كلامهم بس كلام أبوها دلوقت و تلجلجته أكّدولها ظنها ان فى حاجه
و قبل ما تنهار سحبت نفسها بهدوء على اوضتها : خلاص انا شويه و خارجه
امها بإستغراب : تخرجى تروحى فين يا همسه ؟ انتى مش شايفه نفسك عامله ازاى ؟
همسه بضيق : زهقاانه يا ماما و عايزه اتنفس
امها : بس
قاطعها سليم : براحتك ياحبيبتى المهم عايزانى معاكى ؟
همسه ابتسمت ابتسامه خفيفه : مستغناش بس حابه ابقا لوحدى
سليم ابتسم : خلاص هكلم السواق يبقا معاكى و الحراسه
همسه بتلقائيه افتكرت عاصم و قضيته .. مكنتش متخيله ابداا يجى اليوم اللى يتخاف عليها منه .. بعد ما كانت أمانها ف بيته !!
همسه هزّت راسها و مشيت اتسنّدت لحد اوضتها و اول ما دخلت و قفلت وراها انهارت على الارض و انفجرت ف العياط ..
قامت لبست و خرجت بهدوء من غير كلام تانى !
هدى بضيق : انت ازاى توافق تخرج لوحدها و هى فالحاله دى؟؟
سليم اتنهد : عشان تقريبا عارف هى رايحه فيين !
هدى بصّتله بإستغراب و هو سكت شويه : اعتقد انها عرفت بحالتها و ده اللى مخلينى متوقع انها رايحه للدكتور تستفهم منه اكتر خاصة بعد ما سألتنى .. انا لاحظت ده ف عينيها
هدى بإستغراب : و اما انت لاحظتها ليه مقولتلهاش انت ؟
سليم : الدكتور هيجيبهالها بشكل افضل و يشرحلها الوضع من كل ناحيه .. همسه كان لازم تفوق و بسرعه عشان تعرف تخرج من دوامة عاصم .. و عشان تفوق كانت محتاجه خبطه قويه زى دى
امها بقلق : ربنا يستر
همسه خرجت راحت فعلا ع المستشفى اللى كانت فيها .. سألت ع الدكتور و دخلتله
همسه بهدوء : أنا عايزه افهم حالتى بالظبط و كل حاجه عنها
الدكتور سكت شويه : انا قولت لسليم بيه ان
همسه : و انا اللى جيالك دلوقت مش سليم بيه .. و عايزه اسمع كل حاجه و بالتفصيل
الدكتور ابتدى يشرحلها كل حاجه عن حالتها بالتفصيل ...انها عندها ورم و انها محتاجه عمليه لإستئصال الورم ده .. و الاحتمال ف شيل الرحم كبير جدا ده ان مكنش اكيد ..
و اى تأخير خطر عليها و هو وافق بس يديها شويه وقت ميزيدش عن سنه ممكن تحمل و تخلّف ف الوقت ده ..
و سواء ده حصل او لاء بعد السنه لازم من العمليه ..
همسه اتجمّدت مكانها .. كانت بتسمعه بشئ من الذهول .. هى سمعت من كلام أبوها عن عمليه و خلفه و كده بس مكنتش متخيله ابداا الوضع بالمنظر ده ..
تايهه لمجرد إن عقلها مش قادر يستوعب كمية الحاجات اللى عماله تقع ورا بعضها دى عليها ..
اخدت بعضها و مشيت من غير حتى ما تنطق ..
طول الطريق و عقلها عمّال يعرض قدامها لقطات و لقطات و مش راحمها و بين كل لقطه و لقطه بتغمض عينيها بعنف كإنها لسه عايشاها او عالاقل لسه شايفاها !!
افتكرت منظر عاصم و هو ف حضن واحده تانيه بيخونها ..
و افتكرت منظر ابنها و هو غرقان ف دمه ..
و افتكرت تعبها و رقدتها ف المستشفى و كلام ابوها و امها و دلوقت كلام الدكتور اللى وضّحه و اللى فهمت منه إنها يمكن عمرها ما هتعرف تعوّض ده كله !
افتكرت كلام مراد مع ابوها لحظة ما وقعت مغمى عليها و بكده فهمت الحوار كله !
هى كانت فاكراه جاى يكمّل انتقامه .. بس لاء هو جاى عشان حالتها .. عشان ينقذ الموقف . رأفة بيها مش اكتر ..
احساس بالذنب يمكن .. لكن مش .. مش .. مش ايه ؟!
طب مانا كمان مبحبهوش و مش عايزاه .. ف ليه لاء ؟!!
همسه روّحت و دخلت بهدوء .. امها كانت هتدخلها سليم منعها و سابها عشان تعرف تفكر بهدوء خاصة انه عرف من السواق انها راحت المستشفى ..
قضّت الليل كله بتعيط بصمت و وجع لحد ما طلع النهار عينيها غفّلت نوم متقطع و كوابيس مالهاش اخر ..
لحد ما طلع النهار صحيت ..
نزلت اخدت موبايل أبوها بهدوء من اوضته و خرجت .. اخدت من عليه رقم مراد و رجّعته تانى !!
فضلت كتير متردده بس خلاص حسمت امرها و كلّمته كان نايم رنّت كذا مره و قبل ما تقفل
مراد بصوت كله نوم : ممممم مين ؟
همسه بخوف : سلام عليكم
مراد برّق و قام اتنفض مره واحده مش عارف بيحلم و لا اتهيأله ..
لحظة صمت بين الاتنين قطعتها همسه بهدوء : طب عفوا بعتذر
و لسه هتقفل مراد بلهفه : همسه ؟!
همسه بكسره : ممكن تيجى عند بابا ع البيت و دلوقت اذا سمحت ؟
مراد بقلق : خير فى حاجه
همسه بنفاذ صبر : اذا سمحت .. هتيجى و لا لاء !؟
مراد كان اصلا قام و بيلبس و بسرعه : حاضر بس طمنينى .. انتى كويسه ؟
همسه و هى بتقفل : اه كويسه و لاء مفيش حاجه و هستناك دقايق و تكون هنا
و قفلت بسرعه من غير و لا كلمه زياده و من غير ما تديله فرصه لأى اسئله تانيه ..
مراد رفع الموبايل من على ودنه و بصّ فيه و رفع حاجبه : يا بنت المجنونه !!
مراد لبس بسرعه و نزل اخد عربيته و راح ع البيت و مش عارف ايه اللى هيحصل ..
اكيد قايله لأبوها .. طب اكيد فى جديد .. طب مالها ؟ معرفش يخمّن بالظبط بس توقّع الاسوأ ..
وصل و رن الجرس و اتفتحله و دخل .. انتظر شويه و بعدين نزله أبوها اللى باين من وشه انه ميعرفش حاجه لإنه ببساطه سأله بقلق : مرااد ! فى حاجه و لا ايه ؟!
مراد ارتبك : لالالا مفيش مفيش .. بس اصل
قاطعه دخول همسه اللى فاجئ الاتنين : انا اللى طلبته يا بابا !
سليم إستغرب : انتى ؟ ليه ؟ خير فى حاجه ؟
همسه بهدوء مصطنع : مش سياده المقدم عارض عرض و مستنى الرد عليه ؟ و ميصحّش يستنى اكتر من كده ..
مراد غمض عينيه و بتلقائيه خد نَفس بصوت عالى
و هى بصّت لأبوها : و لا ايه ؟!
تقريبا الاتنين فهموا الوضع ... فهموا انه سمعتهم اما مراد طلب ايديها و ده سبب تعبها و فهموا اكتر انها عرفت بكل حاجه اما كمّلت ..
همسه بوجع : ايه يا سياده المقدم مش عايز الرد و لا رجعت ف كلامك ؟
مراد بصّلها بوجع لإن شكلها يغنى عن اى كلام
و هى صوتها اترعش بدموع محبوسه بالعافيه ف عينيها : عموما انا موافقه !!
سليم سكت شويه : همسه انتى
قاطعته همسه بإختصار : بابا لو سمحت ده شئ يخصّنى و القرار فيه بتاعى مع احترامى ليك و انا موافقه !!
مراد كمان اتفاجئ بردها و زى اللى اتلّجم .. مش عارف يفرح لقرارها و لا يحزن بالوجع اللى شايفها فيه ..
مش عارف .. بس قبل ما يعرف و لا ينطق فاجئته ببقيه كلامها اللى كان زى الصدمه له !
همسه بهدوء : انا بس ليا شرط .. و مش هيتم اى حاجه الا بيه .. ف اتمنى انه يبقا مقبول من ناحيتك لإنى مش هتنازل عنه !
مراد إتنهد بإرتياح مدامش كتير : حاضر .. موافق ع اللى انتى عايزاه !
همسه : مش تسمعه الاول ؟!
مراد بتأكيد : اللى يريّحك هعمله
همسه بإصرار : لاء انا بقول تسمعه قبل ما ترد !
مراد سكت بيدّيها فرصه تكمّل كلامها و هى اترددت شويه :
مش هتلمس شعره واحده منى ! و هنتطلق بعد ما اخلّف ع طول !!
مراد فتح بوقه بذهول من الصدمه و كأنه مش فاهم حاجه او بمعنى اصح مش عايز يفهم ..
بصّ لأبوها جنبه اللى قعد ع الكرسى و حطّ راسه بين أيديه و سكت تماما لحد ما يشوف الحوار هيرسى على ايه ..
بس الاتنين فاهمين كلامها و فاهمين ليه .. لإنها تقريبا عرفت بحالتها و الوضع اللى هى فيه ..
دقايق صمت مرّت ع الكل
و هى بصّت لمراد و ضحكت بوجع : مش قولتلك اسمعنى الاول .. عموما اعتبر موافقتك مسحوبه و القرار لسه ف ايدك ..
قبل ما مراد يردّ هى كمّلت : متقاطعنيش ... خلينى اوضّحلك كل حاجه عشان متتفاجئش بالوضع ..
انا زى ما قولتلك مش هتلمسنى .. الجواز ده عشان الخلفه و بس .. فااهم ؟
ابوها بصّلها بحزن : ايه يابنتى اللى بتقوليه ده ؟ طب ع الاقل هتخلفوا ازاى ؟
ابوها بيسألها و هو فاهم و عارف ردّها .. بس بيكدّب نفسه او زى اللى بيدّيها فرصه تراجع اللى قالته ..
همسه بصّتله بغُلب : ايه يا بابا مسمعتش عن عمليات الحمل الصناعى ؟ حقن بقا انابيب تلقيح .. اى زفت اجيب منه عيل بدل اللى اتقتل بينهم ده ..
مراد بصّلها بصدمه انه بعد ده كله لسه متهم ف نظرها بقتل ابنها
و ابوها اتنهد بضيق : طب ادّى نفسك فرصه مش يمكن
قاطعته همسه بغضب و عنف : لاء مش يمكن .. انا مش هعيد القرف ده تانى .. مش هعيده تانى يا بابا .. و خاصة مع ده !مع واحد كان صاحب ( و سكتت شويه اما صوتها اترعش ) .. يعنى شبهه
سليم حاول يلحق الموقف خاصة بعد ما بصّ لمراد اللى منظره يغنى عن الكلام ..
سليم بضيق : ايه اللى بتقوليه ده ؟ لما هو شبه زفت خلاص بلاها بئا ؟ يبقا ليه بقا ؟ بلاش احسن !
همسه بضحكة وجع : ليه يا بابا مش عارف ليه ؟ مش عارف انى لو مخلّفتش ف ظرف سنه بالكتير مش هعرف اخلّف طول عمرى .. و لا هعرف ابقا ام .. و هتحرم من انى اعوّض ابنى ..
مراد بتلقائيه قعد ع الكرسى او بمعنى أصح رجله خانته و هى كمّلت بوجع و دموع نزلت غصب عنها : ابنى اللى حرمونى منه .. و اتقتل قدام عينى .. اهو ع الاقل يصلّح اللى عمله و اللى صاحبه عمله بالمرّه ..
سكتت و هى بتبصّ لمراد بترقُّب من تحت لتحت بهدوء و مش عارفه تخمّن رده لإنه ساكت ..
منطقش بحرف من لما قالت شرطها .. تايه .. مصدوم ..
مش عارف .. بس هو أخد قرار و لازم يستحمله للأخر !
مراد بحذر : و انا مواافق ...... موافق يا همسه !
سكتت شويه و هى بتبصّله بإستغراب و أبوها كمان بصّله وكأنه بيمتنُّه
و مراد اتنهد : ايوه موافق مستغربين ليه ؟ المهم تبقى كويسه و تقومى بالسلامه
همسه سكتت تماماً لمجرد ان ردّه مكنتش متوقعاه
سليم بتردد : يابنى انا مش هلومك ف لو محتاج وقت
قاطعه مراد بثقه : لاء مش محتاج و زى ما قولتلك موافق ..
و دلوقت نشوف بئا ايه اللى لازم يتعمل !
سليم : هى طلاقها يتحسب من شهرين يعنى لسه على شهور عدّتها ف حدود شهر ف
قاطعه مراد : خلاص نكلّم الدكتور .. و نشوف إجراءات العمليه .. و نبتدى باللى ممكن يتعمل لحد ما الوقت ده يعدّى ..
سليم : تمام و انا هكلّم الدكتور و اتفق على معاد و نروح كلنا ..
قاطعته همسه بغضب : لاء انا هروح لوحدى !
سليم اتنرفز : لاء انتى كده زودتيها قووى .. شروطك و وافق عليها عايزه ايه تانى ؟ غير كده يبقا كتير
همسه دوّرت وشها الناحيه التانيه بضيق و ابوها سكت ..
مراد بضيق : خلاص حضرتك تبقا معاها .. و خطوه بخطوه كمان .. و انا هبقا اتابع مع الدكتور لحد ما يحتاجنى و هبقا اتطمن منك ..
سكتوا شويه و محدش فيهم نطق .. و شويه و مراد استأذن و انسحب بهدوء و همسه قامت على اوضتها و سابت أبوها مصدوم من قرارهم ..
اسبوع عدّى عليهم ..
كل واحد فيهم منتظر التانى يتراجع و قلقان من رد فعله لحد ما أبوها كلّم الدكتور و اخد منه اسم دكتورة نسا كويسه و مختصّه ف الحالات اللى زى دى و كلّمها و حدد معاها معاد .. و تحت عِند همسه و إصرارها رفضت مرواح مراد معاهم ..
بس بلّغه بمقابلتهم للدكتوره اللى رغم من ضيق مراد إنه مش معاهم إلا إنه إرتاح كتير للخطوه دى ..
لإنها تُعتبر تصديق ع الإتفاق اللى تم و بكده مفيش فرصه للرجوع منها !
عدّى شهر و همسه مع أبوها متابعه مع الدكتوره اللى بتطمنها و ماشيه ف إجراءات العمليه و مراد متابعهم من بعيد خطوه بخطوه ..
و كل زياره للدكتوره بيروح ياخدهم يودّيهم و يرجّعهم من غير ما يدخل و يستناهم برا ..
و من غير ما حد منهم يعرف بعد ما تمشى يدخل يتطمن عليها من الدكتوره اللى طلبت منه هو كمان تحاليله و طلعت سليمه و جاهز هو كمان ..
مراد طول الوقت ده بيحاول يمهِّد لأهله الموضوع .. بس مش عارف هيقولهم ايه و لا هيجبهالهم ازاى ..
اه مش هيقولهم على شرطها و قرارهم و ظروف جوازهم ..
و لو حصل و انفصلوا مش هيبقوا اول حالة طلاق .. إتجوزوا ف متفقوش ف إنفصلوا .. زى اى حد بس ع الاقل هيعرّفهم كل حاجه عنها و هما هيسألوا عنها ..
هو ابنهم الوحيد و مش عارف ازاى يقنعهم ب مفيش فرح و لا زيارات و لا و لا و لا !
اهله من الصعيد من الاقصر و ليهم تقاليدهم و مش هيقبلوا ابدا بوضع زى ده مهما حاول يظهره طبيعى قدامهم !
مراد قرر يسافر الاقصر و فعلا راح لأهله اللى قابلوه بفرحه و لهفه ..
أبوه بضيق : هو انا كل ما هعوز اشوفك لازم اجيبك بقرار رسمى .. مفيش مره تنصفنى و تيجى لوحدك من غير ما اطلبك ؟
مراد باس أيده بحب : و الله الشغل و قرفه هما اللى واخدينى حتى من نفسى
أبوه : و الشغل ده شغل شغل و لا تنطيط و لف و سرمحه ؟
مراد ابتسم : لاء انت عارفنى كويس
أمه بلهفه و هى داخله عليهم : ماهو لو تسمع كلامى و تستقر و تعملك بيت و عيله ليك هما اللى هيخلوك تستقر
مراد ضحك لها : انا اللى جيبته لنفسى صح ؟
أمه : حبيبى يعنى مش مسيرك لكده .. بيت و زوجه و حبة عيال يكبروا ف ضهرك و يبقوا سندك
مراد افتكر همسه و ابتسم بحُب : طب بمناسبة العيال و كده ادعيلى بئا كتير جدا يعنى
أمه ضيّقت عنيها : اشمعنى يعنى يك
و قطعت كلمتها و كأنها افتكرت حاجه و ابتسمت قووى مره واحده : اوعى تكون جاى عشان كده ..
أبوه : اكيد فكّر ف كلامى معاه .. انا قولتله زينة بنات الصعيد ف عيلتنا .. و اللى تشاور عليها تتكسى و تجيلك تحت رجلك مين ما تكون
مراد بقلق : طب نتغدى الاول و نكمل كلامنا .. ايه مش هتغدونا و لا ايه ؟
أبوه قلق من تغييره للكلام بس عدّى الحوار اما يسمعه و امه الفرحه مش سيعاها
أمه بلهفه : حبيبى انت ثوانى و الاكل هيكون قدامك .. ده انا عملالك كل اللى بتحبه
اتغدّوا ف جو مشحون قلق و توتر وقاموا يشربوا الشاى و مراد مش عارف يبدأ ازاى او منين .. لإنه متنبأ برده فعلهم و نظرات ابوه مش مريحاه ..
طلع اوضته يغيّر هدومه و فاطمه أخته وراه دخلت بلهفه و قفلت الباب ..
فاطمه : هااا بقا .. قولى انا الاول مين دى اللى مبرجلاك من فتره و مطيّره النوم من عينك و جيباك على ملى وشك ؟
مراد ضحك بيتوّه الكلام : ع اساس انى مكنتش بجى .. ده الحاج كان يجبنى بقرار رسمى ..
فاطمه : بردوا هى مين ؟
مراد : ده انتى مصممه بقا
فاطمه : جدااا .. و يلا احكي عشان اساعدك
مراد حسّ فعلا انه محتاج يتكلم مع حد .. حتى لو مش قدامه فرصه يتراجع .. او بمعنى اصح مش عايز يتراجع .. بس محتاج حد يشجّعه .. او إنها ممكن تساعده لإنه حسّ انه داخل على عاصفه مع ابوه ..
مراد : بُصّى يا ستى
و اخد نَفس طويل و طلّعه على هيئة كلام ..
حكالها كل حاجه و بالتفصيل الممل من اول يوم شاف همسه لحد ما جاه دلوقت لأهله و ظروفها و اللى حصل !
فاطمه بخضه : يالهوى عليك يا مراد .. انت مجنون ؟
ازاى تورّط نفسك ف ليله زى دى ؟ ده جوازه يابنى مش سهره ف هتبقا ليله و تعدّى ..
مراد اتنهد : عارف
فاطمه اندفعت : لاء مش عارف .. لو عارف مكنتش دبّست نفسك بالشكل ده .. انت مش مُجبَر على فكره و لا مُلزَم ناحيتها ب اى حاجه .. انت مالكش ذنب اصلا !
مراد بدفاع : و لا هى ليها ذنب ف اللى بيحصلها ده
فاطمه : ع الاقل هى ذنبها إنها إختارت كلب زى ده يبقا جوزها ... لكن انت ذنبك ايه بس تخلّف من واحده مش هتكمّل معاك ؟
مراد ساكت لإنه عارف ان كلامها فيه شئ من الصح .. كلامها أصح من إنه يترد عليه
بس مش عارف يعترف بينه و بين نفسه إنه حبّها .. خطفته .. و انه عنده امل أما تخلّف منه تغيّر قرارها .. تحبه .. هو مستعد للمخاطره دى ..
فاطمه : يابنى عارف موافقتك دى معناها ايه ؟
انك بتوافق ابنك و لا بنتك يكبروا و يتربّوا بعيد عن حضنك !
افترض اخدتهم و سافرت .. منعتك منهم .. اى حاجه مثلا ... ماهى واحده بالجنان ده توقّع منها اى حاجه !
مراد اتنهد : خلاص يا فاطمه انا اخدت قرار و مش هتراجع .. هكتب الكتاب اخر الاسبوع الجاى .. و بعدين كلها كام اسبوع و يجيلى منها عيل .. و ساعتها ربنا هيسهّل
فاطمه بخوف : طب و ابوك
مراد بقلق : معرفش .. معرفش بس اللى اعرفه انى مش هتراجع مهما يكون التمن
فاطمه : ابوك لو
قطعت كلمتها مع دخول أبوه زى العاصفه ..
اللى من شكله انه سمعهم .. بس ياترى سمع ايه بالظبط ؟ و لا سمع الحوار كله ؟
أبوه بغضب : و هو ابوه ليه رأى ؟ رأى ايه بقا ؟
ما حضرة الظابط فكر و قرر و اتقدم و جاى يبلّغنى بمعاد كتب كتابه اللى بعد اسبوع اهو ..
مراد بقلق : أبويا لو سمحت
أبوه بغضب : ابوياا ؟ ابويا ؟ أبوك بأمارة ايه بقا بعد اللى سمعته ؟
لو كنت أبوك كنت جيت و اخدت مشورتى قبل ما تخطّى خطوه واحده .. كنت استأذنتنى حتى ف التفكير !
مراد : انا
أبوه غضبه بيزيد : قسماً بالله ده ما يحصل و لو حصل ما تدخل بيتى و لا تبقا ولدى ..
دخلت أمه على صوتهم اللى تقريبا بتجمَّع ف الحوار بينهم : فى ايه بس ؟ ايا كانت هى مين اقعد و اسمعه مش يمكن
قاطعها أبوه : لاء مش يمكن .. لا هرضى بحاجه بتتم من ورا ضهرى و غصب عنى .. و لا عمرى هرضى عنه لو تمّت ..
فاطمه : هو متكلمش مع الناس
قاطعها أبوه : مش لما تبقا بنت ناس الاول و ليها اهل ..
مراد حاول يكتم غضبه : لاء بنت ناس .. و ناس محترمين كمان .. ده ابوها لوا و
قاطعه أبوه بغضب : شالله يكون رئيس جمهوريه بردوا لاء ..
امه بلهفه : ليه بس ؟ براحه كده و صلّى على النبى
أبوه : لا راحه و لا زفت .. ابنك اتقدّم و اتفق و جاى يبلّغنا بكتب كتابه اللى اخر الاسبوع ..
أمه بصّت لمراد بخضه اللى دوّر وشه الناحيه التانيه : اخص عليك يا مراد .. طب ليه يابنى ؟
احنا كنا اعترضنا على جوازك من الاساس ؟ و لا كنت جيت قولتلنا عليها و رفضناها ؟ مشيت من دماغك ليه بس ؟
أبوه بغضب : ايوه اسألى البيه .. اسأليه الهانم معيوبه ف ايه و خاف يقولنا نرفض .. و توقّع ردّنا ف مشى من دماغه عشان يحطّنا قدام الامر الواقع .. و لا الله اعلم عمل ايه معاها !
مراد بغضب : قصد حضرتك ايه ؟! انا
أبوه بغضب : انت ايه ؟ انت تخرس خالص ..
اييه زعّلتك اوى عملت معاها ايه؟ امال متسربع على جوازك منها ليه ؟ و مخدتش رأى حد فينا ليه ؟ مورّتناش اهلها ليه لو لها اهل اصلا ؟
مراد ارتبك : الحكايه مش كده .. انا بس قولت اما اشوف رأيها و موافقة اهلها .. عشان محطّكوش ف موقف وحش
أبوه : و العيال اللى هيتربوا من غيرك ؟ و تتحرم منهم بمزاجك .. و لا دول كمان مستنى تاخد رأيهم ؟!
مراد سكت مش عارف يبرر و قبل ما ينطق
امه ردت بخوف : عيال ايه ؟ و عيال مين دول اللى يتربوا ؟
أبوه بغضب : ما تقلها و تفهمها ... اهو ع الاقل افهم انا كمان بالمره .. ما دُمت فاهم غلط فهمنى انت يا بيه ..
قولها إن ابنك و لا بنتك هيتربى من غيرك .. بعيد عنك .. هتتحرم منه .. ليه بئا ؟ الله اعلم !
أمه بزعل : بعد الشر يا حاج .. ليه كده بس ؟
أبوه : و هو انا اللى قولت ابنك اللى قال .. اسأليه ليه .. و هيجى ابنه و لا بنته بعد كام اسبوع ده ازاى اصلا و هو لسه هيكتب الكتاب اخر الاسبوع !!
أمه خبطت على صدرها و بصّت لمراد اللى خلاص وقع و مش عارف ينجد نفسه ..
ماهو لو حاول يشرح تفاصيل الوضع هيغرّق نفسه اكتر .. ساكت لمجرد مفيش منفذ يخرّجه من الموقف بحاله ..
أبوه بغضب : واحده مالهاش اهل و لا كبير يربّيها و لايسألها بتعمل ايه و تسوّى ايه ... مع واحد مش مِحترِم اهله .. هتبقى النتيجه ايه يعنى ؟
مراد بغضب : حضرتك بس
أبوه : انا سيبتك تختار مره و قولت معلش حياته و هو اللى هيعيشها و سمعت كلامك و كانت النتيجه ايه ؟
اعتقد انك عارف النتيجه .. بس متعلمتش ..
قولتلى على الزفته اللى اسمها مها غلبانه و يتيمه و مش عارف ايه و الاخر طلعت زفت على دماغك و دماغ اللى خلفوك ..
و بردوا انضحك عليك من حته عيّله و متعلمتش .. جاى ترمرم تانى عشان ينضحك عليك تانى !
مراد بغضب : و هى كمان ما انضحك عليها و بسببى كمان !
ابوه بغضب و صدمه : و مين بقا اللى ضحك عليها لما هو مش انت و بس بسببك ؟ هاا ؟
أمه بزعل : ليه كده بس يا مراد ؟ انت عملت معاها حاجه ؟ و لا غيرك و انضحك عليها زى ما بتقول ؟
و انت ذنبك ايه ؟
أبوه بغضب : لا هيقول و لا هيعيد و لا عايز اعرف .. و قسماً بالله لو الجوازه دى تمّت لا هو إبنى و لا أعرفه ..
و متبرّى منه و ورثه لا يتوزع على كل فرد ف البلد و يتحرم من خيرى !
خرج أبوه زى العاصفه و رزع الباب وراه و ساب مراد بين أمه اللى بتحاول تستفهم منه على كل حاجه و أخته اللى بتحاول تخلّيه يرجع عن قراره !
شويه و مراد قام من وسطهم و لبس و اخد مفاتيح عربيته و موبايله و خرج سافر القاهره ..
يومين عدّوا علي مراد بتوتر و مش عارف يقنع حد و لا عارف اللى هيعمله ده صح و لا غلط !
قابل اللوا سليم اللى بلّغه ان العمليه خلاص خلال ايام و كأنه بيبلغه بالمحسوس على ضرورة كتب الكتاب ..
مراد : تمام انا هكلم المحامى زى ما همسه عايزه و هنكتب ف المحكمه زى ما طلبت !
اللوا سليم بإحراج : ملكش دعوه بكلامها خليك معايا انا .. انا هكلّم المأذون و
قاطعه مراد : لالا بلاش احنا مش ناقصين تتضايق قبل العمليه و تزعل .. كده كده ان شاء الله هنكتب .. هى بس عايزه على أيد محامى عشان تلغى اى حقوق و يبقا عرض و طلب و نفضّها بعد ما تولد !
اللوا سليم بغيظ : بس
مراد : متقلقش محدش عارف بكره فيه ايه .. سيبها على الله
مراد شرد كتير و قلق مُبهم مسيطر عليه و سليم لاحظه
سليم بقلق : مالك يا مراد ؟
مراد انتبه : هاا ؟ لا مفيش
سليم : مفيش إزاى ؟ انت بقالك كام يوم مش مظبوط .. لو فى حاجه قولّى !
مراد بتتويه : انا بس مضغوط شويه .. الكلب اللى هرب ده و مش عارفلينه طريق واخد تفكيرى شويه ..
سليم بقلق : انا فعلا مخنوق .. بس مسيره هيقع متقلقش هيروح فين مننا ؟ و ساعتها مش هرحمه
مراد بشرود : ربنا يستر
سليم ضيّق عينه : بس ؟ هو ده اللى مضايقك بس ؟ و لا فى حاجه تانى ؟
مراد اتوتر : ها ؟ لا مفيش .. ضغط ظروف بس .. و كل حاجه جات ورا بعضها
سليم بصّله بغموض و هو دوّر وشه الناحيه التانيه .. فضل ساكت شويه بتوتر ..
عايز يقوله على موقف اهله .. عايز يحكيله زى ماهو متعود ياخده كأب ليه و يحكيله كل حاجه .. بس قلقان من انه يفهم غلط !
و مره واحد اخد نَفس طويل و خرّجه مره واحده بزهق و حدف القلم من ايده ع الترابيزه قدامه و قام وقف بص من القزاز و ادّى ضهره لسليم اللى اتردد شويه و بعدين قام وراه ..
فضلوا الاتنين ساكتين كتير كأن كل واحد فيهم خايف يتكلم .. سليم خايف مراد يتراجع عن قراره .. و مراد خايف من تفسيره الغلط !
لحد ما سليم قطع الصمت ده : مراد احنا لسه فيها .. لو حابب تتراجع او حاسس انك استعجلت
قاطعه مراد بخنقه : لااء ماقولتش كده .. و لا ده قصدى .. و اهو كنت خايف اتكلم معاك من كده
سليم : خايف من ايه ؟ و عايز تقول ايه و خايف ؟ انا سامعك .. بقالك يومين حاسك عايز تقول حاجه و مستنى .. ف انا اهو سامعك
مراد سكت بتردد شويه بعدين اتكلم و حكاله على موقف ابوه و اهله .. استثنى السبب و شال بعض الكلام .. بس تقريبا وصّلوه الفكره مش اكتر ..
و ده خلّى ابوها احترم صراحته و سكت لمجرد إنه مش عارف يقوله ايه ..
مراد بقلق : سكتت ليه ؟ قول اى حاجه !
سليم بحيره : و الله ما عارف اقولك ايه .. بس لو مكانه مش عارف هعمل ايه .. بس تقريبا هيبقا نفس رد الفعل .. عشان كده قولتلك فكر كويس .. و اديتك فرصه تتراجع و لسه قدامك الفرصه على فكره لدلوقت يعنى
قاطعه مراد بزهق : انا مبقولكش كده عشان تسمّعنى ده .. انا بقولك بس عشان يبقا الموقف كله على بعضه مفهوم بالنسبالك .. و مبقاش خبّيت حاجه
سليم اتردد شويه : و انت فِكرك انى هجوّزك بنتى من غير موافقة اهلك ؟ انا مرضهاش على نفسى و لا على بنتى و لا حتى على ابوك ..
مراد اتنرفز : ليه انا قدامك مش راجل ؟ بعدين انا اللى هتجوز مش ابويا .. و انت هتحطّ ايدك ف ايدى انا مش ف ايد اهلى ..
وافقوا بقا موافقوش ده قرارى و مش هتراجع عنه !
سليم : انا مقدّر موقف ابوك .. و زى ما قولتلك انت لو ابنى زى مانا بعتبرك و انا لو مكانه هتردد .. ع الاقل مش هوافق ع طول !
مراد اندفع بعصبيه : لييه ؟ هاا ؟ ينقصها ايه همسه ؟ و لا انا فيا ايه ؟
سليم : انتوا صعايده و انت عارف عادتكوا .. همسه ف نظر اهلك واحده كانت متجوزه يعنى مطلقه يعنى ( و سكت شويه )
و انت لسه متجوزتش خالص .. يعنى حتى لو مقولتلهومش عن اتفاقكم انت و هى و حاولت تظهره بشكل طبيعى ف بردوا الموضوع قدامهم مش راكب !
مراد دوّر وشه و سكت بضيق و
سليم بصّله قوى كأنه انتبه : قولى بصراحه يا مراد انت مصمم ليه ؟ متمسك ببنتى ليه و هى بايعاك و لولا الظروف أجبرتها مكنتش وافقت ؟ مستنى منها ايه ؟
مراد شرد : مش مستنى حاجه .. مش مستنى منها حاجه غير عيّل يخلينى اب و يشيل اسمى و ائتمنها عليه و على تربيته .. لإنها لو مكنتش هى امه مش هعرف اثق ف اى حد انه يبقا ام لولادى غيرها !
اللوا سليم بصّله بإستغراب و لأول مره يلمح حاجه غريبه ف عينيه إستغربها وشويه و بصّله بتردد : بس انت عارف شرط همسه و هى
قاطعه مراد بهدوء : عاارف .. و زى ما قولتلك انا مش مستنى منها حاجه .. و سايبها على ربنا .. واثق لمجرد إنى سايب كل حاجه ف ايد ربنا و اكيد هو هيختار الخير !
سليم اتنهد براحه : و نعم بالله
سليم وافق على مضض من موقف أبوه بس مضطر لظروف بنته .. لمجرد انه مش عارف لو رفض ايه اللى ممكن يحصل .. و هيعوّض فرصه زى دى ازاى .. ف وافق على مضض ..
و معرّفش همسه و لا أمها بحاجه من ده كله .. عشان الموقف مش اكتر لإنه مش ضامن رده فعل بنته ..
و قرر يسيبها للظروف و لمراد اللى وعده إن المسأله حكايه وقت مش اكتر و هيوافقوا .. بس ميعرفش إن ساعات بيبقا للقدر كلام تانى غصب عن الكل ..
و فعلا مراد كلّم المحامى و جاه و اللوا سليم و مهاب و محمد اللى حكاله كل حاجه و حاول يعترض بس معرفش !
كتبوا و مضوا و طلّعوا عقد مؤقت اللى اتختم من المحكمه و ورّوه للدكتور عشان العمليه !
عدّى كمان يومين و جاه يوم العمليه ف حالة قلق و توتر ع الكل .. و راحوا ع المستشفى و عملت ..
مراد استناهم برا كالعاده و اتطمن انها عملت و نتيجة العمليه بعد اسبوعين .. و قرروا هتقعدهم ف المستشفى لحد ما يشوفوا ايه اللى هيحصل !
عدّى الإسبوعين بقلق و همسه ف المستشفى .. مراد كل يوم بيروحلها تقريبا مش بيروّح .. بيروح شغله و يرجع عليها و من عندها على شغله رغم إنه مبيدخلهاش ..
و بعد الإسبوعين جات الدكتوره و اخدت منها عينة الدم اللى هيتعمل عليها تحليل الحمل و عمله و انتظر لتانى يوم النتيجه ..
مراد دخل اليوم ده لعندها و انتظر برا .. مش عارف ليه ..
بس يمكن عشان كان عشمان يسمع خبر حلو و عايز يشوف فرحتها ..
دخلت الدكتوره لعندهم و قلق سيطر ع الكل و الكل وقف بترقّب ..
الدكتوره سكتت كتيير : النتيجه بانت .. معرفش فى ايييه بس غير ما إحنا كنا متوقعينها تماما !!
إحنا صحيح عملنا كل حااجه ممكن تتعمل و إستعجلنا الوقت بس _______________
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث عشر من رواية مارد المخابرات بقلم أسماء جمال (ج1)
تابع من هنا: جميع حلقات الجزء الأول من رواية مارد المخابرات
تابع من هنا: جميع حلقات الجزء الأول من رواية مارد المخابرات
تابع أيضاً: جميع فصول رواية حبيب الروح بقلم لولو الصياد
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: تجميعة أفضل روايات رومانسية عربية
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا