مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل التاسع من رواية وحوش لا تعشق رحاب إبراهيم.
رواية وحوش لا تعشق رحاب إبراهيم - الفصل التاسع
تابع الجزء الأول من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
رواية وحوش لا تعشق رحاب إبراهيم - الفصل التاسع
وقف أمام شرفته التي كانت تطل على الحديقة ..ابتسم وهو يتذكر صوته الساحر الذي داعب قلبه حتى دلف لبقاعه ...صوتها عذب بشكل رائع ولم يخفي عنه ذلك بل اكتشف هذا عندما رتلت بعض آيات الذكر الحكيم وهو يأخذها لمغفر الشرطة ذلك اليوم ....
عاد إلى فراشه وتمدد عليه ثم سبحت عيناه بشرود وهو يتذكر كل شيء حدث بالأمس ...وجهها الذي برزه بشكل مغري بعض مستحضرات التجميل التي لم تناسب عمرها تماما .....ردائها الذي ذكره بأحد الافلام التي كانت تدندن عليها بالأمس مما جعل شبح ابتسامة تجول على قسماته ، وأخذه مجرى تفكيره لصوتها مجددا ....وهي تردد كلمات المقطوعة الغنائية ...ضم قلبه شيء دافيء عندما تخيل انها من سترتدي له الفستان الابيض وستصبح ملكه !!
____________________________استغفر الله العظيم
ابتسمت مريم وهي تنظر للحقائب الذي جهزتهم امها من قبل وعلى صوت القلب بدعوات خافته لهذه الليالي المنيرة التي تطل على حياتهم جميعاً....انتبهت لقرع على الباب وفتح آدم دون ان تسمح له بالدخول :-
_ لسه ما جهزتيش !!
جحظت عيناها بغيظ ثم هتفت وقد ركضت القطة حتى وقفت عند قدميها وكأنها تستعد لخدشه مرة أخرى ...قالت :-
_ ما تدخلش كدا تاني !! ، لما اسمحلك تدخل الأول تبقى تدخل !
اخذ رداء معلق من خزانة ملابسه وكأنه يقتلعه بعصبية حتى التفت لها بإشارة من سبابته :-
_ هنا انا اللي اقول المفروض والعكس مش انتي ، وبعدين ما تنسيش ان فرحنا كان امبارح ! ، اظن أنك مش صغيرة كفاية لدرجة أنك مش فاهمة أني دلوقتي جوزك !!
وضعت يداها بخاصرها وهي تعترض :-
_ احنا اتكلمنا واتفقنا في الموضوع وانتهينا من النقاش فيه ...
اقترب منها وقد القى ملابسه على الفراش بغضب ثم جذبها من يدها إليه بعصبية وصاح :-
_ وانا مش ناسي ، لكن مش كل حاجة هعملها هأخد امرك فيها ، وانا اصلا مش بطيق أشوفك وانتي عارفة كدا...
مش عارف أزاي انتي فاكرة نفسك حلوة اصلا !! ، اومال لو تشوفي البنات في الجامعة عندي عاملين أزاي وبيتمنوا بس نظرة مني ...اظن هتعرفي ساعتها انا شايفك أزاي !
لم يلاحظ أن عيناها امتلئت بالدموع وقوة قبضته على يدها قد المتها أكثر ...تراجع غضبه قليلا وهو يترك يدها حتى رمته بنظرة لوم وألم ثم خرجت من الغرفة وقد شعرت أن قدماها أزدادت ألم عن زي قبل...بعكس الأمس الذي كانت تركض به بمرح وكأن قدميها لكمت العرج حتى هاجر غاضبا ....
شعر ببعض التسرع في حديثه ثم تنهد بضيق وخرج خلفها ، حاول أن يتحدث عندما رأها تجلس محتضنة قطتها التي ركضت خلفها على أحد المقاعد ....قال بنبرة متوترة قليلا :-
_ مريم ؟
وأخيرا قد انزلقت الغصة المريرة التي كانت بحلقها ثم قالت هي :-
_ما تقولش حاجة ، خلص لبس عشان ادخل اجهز انا كمان
انسدلت نظرته للأسفل بضيق عندما كشفت نبرتها عن عدم إرادتها عن الاستماع للمزيد .
دلف للداخل مرة أخرى بوجه عابس وبدأ يستعد للذهاب ...
جففت عيناها ثم قالت بتحدي :-
_ انا بردوا مش اقل منهم في حاجة وهتشوف يا آدم
خرج آدم بعد دقائق وآشار لها لتستعد ....
دلف للغرفة ونظرت لثوبها التي اعدته بالأمس حتى ترتديه خلال السفر ثم مالت نظرتها على الحقائب بمكر ....
وقف أمام النافذة في الانتظار حتى بدأ يشعر بالملل بعد أن مر أكثر من خمسة عشر دقيقة ! ، التفت حتى يتوجه إليها ويقرع الباب في استعجالها حتى خرجت بذات الرداء الذي جعله يتجمد في مكانه....
لم يكن ثمة عدم حشمة بالرداء لأنه مغلق تماما وطويل ولكن قماشته المخملية باللون الموڤ الملفوفة بتقاسيم ظاهرة عليها جعلته يضيق عينيه بنظرة ماكرة وتأكد أنها لم ترتديه صدفه ...
رمقته وكأنها انتصرت عندما رأت بعض الغضب بعيناه وهو يقترب منها ثم تلاشى الغضب وتبدل مكانه شيء آخر وهو يدلف للداخل ...
خرج بعد قليل وبيده معطف جلد طويل أخرجه من حقائبها بعد بعض البحث خصيصا لذلك ...
رفعت حاجبيها تعجبا وهو يدس ذراعيها بالمعطف ثم اقترب لعيناها وتعمق بلونهما الازرق الماكر وابتسم ...
قال بنبرة تملكية :-
_ ماينفعش تطلعي كدا ، مش عايز مخلوق يبصلك
بلعت ريقها بإترباك من قربه الشديد وحديثه هذا ثم قالت بعفوية :-
_ بس الفستان محترم وطويل
عقد حاجبيه بشدة واقترب أكثر وهو يقول :-
_ بس مُلفت جداا ، ده ما يتلبسش غير في البيت وانا اللي أشوفه بس ، غير كدا مش مسموح
لاحت ابتسامة على شفتيها وقالت بتساءل دون أن تشعر :-
_ بتغير ؟
ابتعد عنها بقوة وهو يطرف عيناه بعصبية ولم تعتقد أنه سيغضب من كلمتها بهذا الحد حتى رأت ارتباك عيناه بحيرة وهو يتحاشى النظر إليها ...بدأت تخطو أولى خطواتها في فهمه ..فيبدو أنه يحارب شيء بداخله حتى لا يظهر أو يعترف به ...
قال بنبرة متهدجة :-
_ يلا عشان نسافر ، هبعت حد ياخد الشنط أو هنزلهم انا
توجهت للباب وهي تضع يدها في جيوب المعطف الذي حجب رؤية ردائها المخملي وأخرج آدم الحقائب من الغرفة وهبط الدرج وعيناه شاردة في الفراغ .. .
بقلم رحاب إبراهيم
خرج فهد من غرفته ايضا بعد أن طال انتظاره ومرت هذه الفترة وكأنها دهرا ثم صافحهم وما أن ابتعدوا بالسيارة حتى دخل سيارته هو أيضاً وذهب لمكانٍ ما ...
_________________________صلّ على الحبيب
لم تغفو من الاساس حتى تستيقظ ، فظلت طيلة الليل تبكي على ما حدث بالأمس وما سيحدث اليوم حتى ادت فرضها وهي تتضرع إلى الله كي ينقذها من براثن هولاء النسوة....
ارتدت ملابسها وهي تقدم خطوة وتأخر أخرى ولكن أن تغيب اليوم فهذا سيعلن تهمتها أكثر بشكل صريح وكأنها تقدم دليل على ذنبها وليس براءتها ...لابد أن تدافع عن نفسها حتى تثبت براءتها لذلك خرجت سريعا من المنزل وتوجهت إلى العمل الذي لم يبعد كثيرا عن منزلها ...
لفحتها برودة الهواء بالخارج حتى سرت قشعريرة شديدة بجسدها ولم يحجب ذلك المعطف الخفيف شدة البرودة بالخارج عن جسدها ...تزاحمت بين الركاب بأحد الاتوبيسات العامة وسار بها في الطريق حتى اوقفها على بُعد خطوات من الرصيف الذي يقرب لمحل العمل ...
لم تترك شفتيها اذكار الصباح وهي تدلف للداخل وتفاجئت أن نايا متواجدة رغم انها لا تأتي مبكرا هكذا فبدأت تستشف من ملامحها أن المعركة ستبدأ باكرا ...
بمجرد أن دلفت فاطمة نهضت نايا من مقعدها وعقدت ساعديها بضيق وملامح غاضبة ثم هتفت عندما رأت ترمي عليها تحية الصباح :-
_ صباح الخير يا مدام
زمت نايا شفتيها بضيق ثم صرخت بها :-
_ صباحك زفت على دماغك يا حرامية
سرى الغضب بداخل فاطمة وهي تصيح بدفاع :-
_ انا مش حرامية ومش هسمح لحد يقول كدا
اقتربت نايا بخطوات غاضبة ثم هتفت بها :-
_ اومال مدام بثينة بتكدب يعني ، دي متصلة بيا امبارح بليل وقالتلي اللي عملتيه ، وانا شوفت البنت اللي فرحها كان امبارح وهي بتعزمك هنا ...يعني كدابة وحرامية
اشارت فاطمة بيدها بتحذير وهتفت بها بغضب :-
_ ما تقوليش عليت كدا تاني ، انتي اللي اديتيني القماش ارميه ، انا ماخدتش حاجة من نفسي ، ولا لو كان اترمى في الزبالة كان هيبقى احسن !
اطرفت عين نايا ثم قالت وهي تلقي بالتهمة عليها وهي على علم بالحقيقة وهي من اخطأت ثم قالت :-
_ انا ما خدتش بالي أن القماشة دي في الكيس اللي ادتهولك ، كان المفروض يا ترميه زي ما قولتلك يا تستأذني الأول قبل ما تاخديه ....
ضيقت فاطمة عيناها بغضب ثم قالت :-
_ انا شيفاكي وانتي بتحطي القماش كله في الكيسة ، انتي ما بترميش حاجة غير لما تفرزيها وانا عارفة ده ، ولو كان على الحته اللي انا خدتها فهدفع تمنها من مرتبي وما اسمعش حد يقول عليا كلمة واحدة لأني مش هسكت ..
ضحكت نايا بسخرية وصوتٍ عالٍ ثم قالت :-
_ ليه هو انتي فاكرة أن بعد اللي حصل هشغلك عندي تاني !! ، انتي هتشتغلي اليومين اللي خدتي حقهم في مرتب الشهر اللي اشتغلتيه ومش عايزة اشوف خلقتك تاني يا حرامية. .....
اتسعت عين فاطمة بغضب حتى اقتربت منها وقالت محذرة :-
_ لو نطقتي الكلمة دي تاني ماتلوميش غير نفسك ، انا سكتلك كتير لكن مش معناه اني خايفة منك ، انا ما بخافش غير من ربنا وبس ...
تطاير الشرر من عين نايا وكانت على وشك أن تهبط يداها على وجه فاطمة بصفعة غادرة حتى لحقتها يداه بنظرته النارية التي حاول أن يضبطها فلو ثار غضبه عليها فسيحدث ما لا يُحمد عقباه .. أعترف القلب الآن أن تلك الفاطمة تخصه ...اصبحت هوسه وجنونه دون أن يشعر ...خرجت فاطمة من صدمتها مما حدث لتغرق بصدمة أخرى لوجوده ! ، حتى صرخ بصوتٍ شرس نطق به العنف ...قائلاً :-
_ لو كنتي مديتي إيدك عليها كنت كسرتهالك
دفع يداها بعصبية مما جعل توازنها يختل قليلا وكانت على وشك السقوط أرضاً...
أطرفت فاطمة عيناها بشيء من الآمان قد دب بأوصالها المرتجفة فأحيانا يصبح كالقيد وما هي إلا ثوانٍ ويصبح الملاذ ...
صغيرتي انتِ وجنوني ...
ستكوني معي ..ستكوني
فأنتي بضي القلب نائمة ...اقسم وأعترف أني
أعشقك يا فاطمة....
صرخت به نايا بشراسه وهي تتمسك بحافة مكتبها كي لا تسقط :-
_ انت مين وايه اللي دخلك هنا ، انا هتصل بالشرطة حالا يابلطجي ...
رمقها بنظرة نارية من الغضب الذي يقدح بها ثم قال :-
_ قوليلهم الضابط فهد الشريف ..
وضعت نايا هاتفها بصدمة وهي تمتمت بصدمة حتى اخرج كارت خاص به ووضعه أمام عيناه مما جعل عيناها تتسع بخوف وقالت وهي تشير لفاطمة :-
_ البنت دي سرقتني ، سرقت قماشة كانت فاضلة لعميلة هنا من فستانها والعميلة اشتكتلي ...
أخرج فهد بعض النقود من جيبه والقها على وجهها بنظرة احتقار وقال :-
_ انا سمعت كلامكوا كله ولو ماكنتيش واحدة ست كان هيبقى ليا تصرف تاني ، لأن مش فهد الشريف اللي يمد ايده على واحدة وخصوصا لو ما تستاهلش زيك ....
اشتعل غضب نايا ثم قالت :-
_ وحضرتك بقى يا حضرت الضابط بدافع عنها ليها ؟!
ولا تكون عارفها ؟
اتسعت عين فاطمة بهذه التهمة الجديدة وبعد أن شعرت بالآمان تمنت عدم ظهوره حتى يلا تظن بها هذه السيدة بهذا الظن السيء ....هتفت فاطمة بها :-
_ انا ما اعرفش حد ، ده قريب العروسة اللي كنت في فرحها امبارح ، كفاية ظلم بقى ..كفااااية
ركضت من المكان وهي تبكي حتى رمى فهد بنظرة احتقار أخرى لنايا جعلها تشتعل أكثر من الغضب وذهب خلف فاطمة بالخارج ....
اوقفها في الطريق ونظر بعيناها الباكيتان طويلا ثم قال :-
_ ما تعيطيش ، اظن انا خدتلك حقك
ضيقت عيناها بعصبية ثم قالت :-
_ خدتلي حقي ! ، بعد ظنها فيا اني اعرفك ومش هسلم من لسانها وخدتلي حقي ، انا مش هنكر اني قويت اكتر لما انت جيت ودافعت عني بس وجودك حطني في وضع اتهام اكتر ، وانا غلبانة وماليش غير سمعتي ... انا قولتهالك كتير ...سيبني في حالي
لم يستطع أن يصمت أكثر من ذلك حتى هتف بها وعيناه تقدح شررا :-
_ وانا ما مسكتش فيكي ولا تكوني مفكرة انك حاجة ، انتي اللي جيتي امبارح في فرح اختي مش انا اللي جيت وراكي
تفاجئت من حديثه وانه شقيق مريم فحتى الآن كانت تعتقد أنه من اقربائها وليس شقيق ....وجرحتها جملته الأخيرة كثيراً ...
هزت رأسها وهي ترتجف من البكاء والبرودة في أنٍ واحد ثم قالت وهي تجذب يداه حتى يصفعها وقالت بحدة :-
_ مش القلم اللي اديتهولك هو اللي مخليك عايز تنتقم مني ، خلاص اضربني وخلص حقك طالما مش عارف تنساه كدا وبتلاحقني في كل مكان اروحه ...
دفع يداه عنها بعنف وشعر أنه يريد أن يصفعها حقا لأنه لأول مرة يأتي دون أي شيء سيء بداخله ولأول مرة يفكر في فتاة هكذا ....صاح بغضب :-
_ انا لو عايز اردهولك كنت رديتهولك من زمان
قاطعته ببكاء وصريخ :-
_ اومال ليه عايز تحبسني ، هو انت لو حد مد ايده على والدك كنت سكت !؟ ، لو حد زقه ووقعه على الارض كنت فضلت واقف تتفرج عليه ؟!
هتف فهد وقد ثار حقا من الغضب :-
_ كنت قتلته
بلعت ريقها بحدة ثم قالت :-
_ اومال بتلومني ليه ! وكل ما تشوفني في مكان بتجري ورايا ليه ؟!
ارتبكت عيناه ولم يجد اجابة يرد بها حتى قالت فاطمة بحدة مرة أخرى :-
_ ابعد عني وسيبني في حالي ، والفلوس اللي انت دفعتها اول ما اشتغل هبعتهالك على بيتكوا ، ده دين عليا ، غير كدا مش عايزة اشوفك تاني ....
لم تهدأ من قولها هذا بل تألم قلبها كثيرا ، ابتعدت عنه متوجهة لمكان وقوف السيارات حتى راقب ابتعادها والغضب يزداد بداخله أكثر وهتف :-
_ انا مش هلاحقك تاني ، بس المرة الجاية يا فاطمة لو شوفتك مش هسيبك ، ويستحسن انك انتي اللي تبعدي عني وماتخلينيش اشوفك في اي مكان تاني ....
لم تلتفت له حتى توقف احد الاتوبيسات العامة وصعدت به....
بلع فهد ريقه بصعوبة وهو يراها تختار الابتعاد عنه حتى سمح للألم يطل من عيناه ولم يجد تفسيرا لذلك غير أنه يتألم فقط .....
____________________________ صلّ على النبي الحبيب
وضعت يدها على فمها حتى تكتم صوت بكائها وقالت بخفوت :-
_ اتهنت قدامك واتهنت قدام والدتك امبارح عشان كدا مش عايزة اشوفكوا تاني رغم أن ده ...
صمتت قليلا ثم هتفت بداخلها بذعر :-
_ ده إيه يا فاطمة ؟
عقدت حاجبيها بخوف لأول مرة تشعر به يجتاحها إلى هذا الحد حتى نظرت من النافذة بجانبها ورأت سيارته وهي تسير بجانبها حتى رمقها بنظرة حادة ثم ضيق عينيه بحيرة وهو يراه عيناها التائهة التي وكأنها لا تريد أن يرحل أو يبتعد خطوة واحدة ....انعطفت سيارته بإتجاه آخر وابتعدت بالفعل حتى نزفت عيناها دموع حارقة على وجنتيها .....
____________________سبحان الله وبحمده
دلفت ياسمين إلى النادي بعد عطلتها الطويلة ثم توجهت للكافيتريا حتى تأخذ وجبة افطارها التي لم تتناولها بالمنزل....اتى النادل ببعض الاطعمة السريعة ومشروبها الخاص ثم ذهب ...
وبعد الانتهاء وضعت حساب الطعام على الطاولة وكادت أن تنهض حتى جلس مالك أمامها بنفس ابتسامته وقال :-
_ صباح الخير
اجابته بنبرة تعمدت أن تكون هادئة وهي تنهض حتى أخرج مالك من جيبه علبة صغيرة وقام بفتحها حتى اتسعت عين ياسمين بصدمة وهي تأخذها بلهفة :-
_ السلسلة بتاعتي .
نظر لها واتسعت ابتسامته من فرحتها وقال :-
_ طب ممكن تقعدي عشان اقولك لقيتها أزاي ؟
نظرت له بحرج عندما شعرت بأنه اكتشف انها خلف ما حدث لسيارته ..جلست ببطء وقررت الاعتذار :-
_انا عارفة أنك اكتشفت أن انا اللي بوظت عجل عربيتك ، بس بصراحة كنت متغاظة منك
ضحك مالك حتى ظهرت اسنانه البيضاء ثم قال :-
_ مافيش مشكلة ، حصل خير ، لو انتي اللي هتعملي كدا في عربيتي انا موافق ومبسوط كمان ..
أشار للقلادة وقال :-
_ انا لقيتها واقعة جنب العربية وكانت مقطوعة ، فصلحتهالك ..
توترت عيناها وقد ندمت حقا لكرهها له ثم قالت :-
_ ميرسي جدا ..متشكرة
احتار بعض الشيء في طرح سؤاله حتى قال :-
_ دي حاجة بسيطة مافيش داعي للشكر ، بس ممكن اسألك مين اللي صورته في السلسلة ده ؟
نظرت له بدهشة فيبدو أنه لا يعرف شيء عن الماضي ..نظرت للقلادة وبالأخص إلى صورة والدها وسقطت عبرة بعيناها وهي تقول :-
_ ده بابا...الله يرحمه
توترت ملامحه بأسف وأراد أن يضمها وكأنها طفلته ولكن هذا ليس من الأدب وليس من طباعه ايضا ...قال معتذرا :-
_ انا آسف ...الله يرحمه
نهضت مرة أخرى ثم قالت بأسف حقيقي وهي تجفف دموعها :-
_ أنا اللي اسفة على اللي حصل ومتشكرة جدا انك رجعتلي السلسلة بتاعتي لأنها غالية عندي أووي ، ممكن أعرف صلحتها بكام ؟
نهض غاضبا ثم قال بعصبية :-
_ شكرا لذوقك
خرج من الكافيتريا بوجه غاضب واحتارت هي بماذا اخطأت !!
دخل سيارته وذهب من المكان بأكمله بعصبية ....
_____________________لا حول ولا قوة إلا بالله
وضعت مريم قطتها بالسيارة دون أن يشعر آدم الذي دخل السيارة ولم يلتفت للمقعد الخلفي ، وكانت تنظر له بخبث من الحين للآخر حتى استيقظت القطة واندفعت فجأة للأمام ...اتسعت عين آدم بحدة وقال :-
_ انتي جبتيها معانا لييييه ؟
كتمت مريم ضحكتها ثم قالت بهدوء :-
_ مابروحش مكان غير وهي معايا
ثم ضغطت على احد ازرار مسجل السيارة الخاص بإشارة الراديو وبدأت تسمع بعض المقطوعات الغنائية حتى ضحكت عاليا عندما بدأت الاغنية الشهيرة ...على عش الحب ..وبدأت تقرب القطة منه حتى تستفزه وهو يبتعد عن القطة بنظرة محتقرة ....
صاح بها بإنفعال :-
_ ما تبعدي الشيء ده عني بقى !!
رفعت مريم حاجبيها بمكر واجابته :-
_ ليه ، دي حتى كيتي بدأت تاخد عليك ....
رمق القطة التي كانت تنظر له بشكل غامض وقال :-
_ أه واضح ، بس لو ما بعدتيهاش عني فأحنا رايحين اسكندرية ولو رميتها في البحر مش هتعرف تخرج منه ...
شهقت مريم بصدمة وضمت القطة بقوة ثم قالت :-
_ يبقى ترميني معاها ✋😢
هز رأسه بتأكيد :-
_ حاضر ، من عنيا الاتنين ، نوصل بس
ضيقت عيناها بغيظ منه ثم تجاهلته تماما وبدأت تلهو مع قطتها حتى تغيظه ....
______________________اذكروا الله
في خلال الايام التي تغيب بها فهد عن العمل بسبب زفاف شقيقته تم اطلاق سراح حداد بشكل قد لفت نظر البعض وتحجج اسلام أنه لم يثبت عليه شيء للآن وتم قيده للأعتراف فقط دون تهمة واضحة ....
اتى فهد إلى عمله ليطرق غاضبا عندما اعلمه آحد الضابط الأمر حتى ذهب لإسلام معنفا :-
_ انت كدا بتتعدى حدودك يا اسلام ، ده مش شغلك !
نهض إسلام وشمت بالغضب التي يتصارع على وجه فهد ثم قال :-
_ انت قبضت عليه عشان يعترف باللي وراه لكن ما اعترفش وما قالش حاجة وبقاله ايام هنا من غير دليل أو تهمة ، اظن مافيش قانون يسمحلك بده !
اسودت عين فهد وهو يقترب منه محذرا ثم قال :-
_ انا ما تعديتش القانون ، واللي وراه هوصلهم في اقرب وقت سواء كان الحيوان ده في إيدي أو لأ ، وانت ركز في شغلك أكتر من كدا عشان بقى شكلك وحش أوووي
زم إسلام شفتيه بغيظ وكره لهذا الفهد حتى تركه فهد بإحتقار وعاد إلى مكتبه وقد بدأ القلق يتملكه على فاطمة ...لا يعرف لها عنوانا ولا اي شيء فكيف يجدها الآن ؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع من رواية وحوش لا تعشق رحاب إبراهيمتابع من هنا: جميع فصول رواية وحوش لا تعشق بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية قصر البارون بقلم دينا السيد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا