مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثالث والعشرون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم.
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثالث والعشرون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم |
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثالث والعشرون
_ أول مرة اكون خايف وانا بعمل عملية ، لو تعرفي حاربت اعصابي أزاي عشان اثبت مش هتصدقي ...ونسيت أنك انتي غصب عني ...
عارفة يا حورية ، أول مرة اكره مهنتي ، عشان وجعتك حتى لو بقصد الشفا ، كل خطوة عملتها قيستها بخيالي ...هل هتكون لايقة مع عنيكي ولا لأ ....سبحان من خلى عيونك هي اللي تفرض جمال ملامحك على كل اللي اتعلمته
تطلعت إليه للحظات ورفات مجهولة تحوم بداخل قلبها ، يبدو أن هناك شيء يحدث بدقاتها وتقاومه ...تقاومه حتى لا تتألم مثل ما تألمت من قبل فثبتت ملامحها على الجمود ، تعابير لا تقل شيء وهربت في خاطرة بشرود حتى رمقها وفهم أنها حائرة فقال :-
_ مش عايزك تخافي من اليوم اللي هتشوفيه فيه النتيجة النهائية ، كل حاجة بتبشر بالخير ...بصراحة أنا اللي خايف
تعجبت من كلماته التي دائمًا غامضة وقالت بعتاب:-
_ بتطلب مني ما اخافش وأنت نفسك خايف !!
انتبه لفهمها الخاطئ لحديثه ولكنّ تصحيح الخطأ سيكشف عن شيء لم يفضل أن يكشف الستار عنه في الوقت الحالي ...قال متطرقا لحديث آخر :-
_ انتي خايفة من النتيجة وأنا بطمنك أنها أن شاء الله هتكون احسن ما توقعتي كمان ...خوفي مالوش أي علاقة بخوفك ....هقولك في يومها ..بس بطلب منك حاجة ...
صمت لدقيقة ضائقا من لألأت الدموع بعينيها كلنا رأها وقال :-
_ ارحمي عنيكي من الدموع ، حاسس انك مخبية شيء أنا مش عارفه وخانق الراحة جواكي ....جربي تحكيلي
تحركت اهدابها بنفضة لم تكن متوقعة ولكنها رغماً بكت بألم تنفض ما بداخلها من حزن وخذلان من جميع من احبتهم ...اجابت :-
_ يمكن عشان دايمًا حاسة أني لوحدي وماليش حد ، ما افتكرش أني في يوم نسيت أني ابكي ....الفرحة دايمًا كانت نسياني بس البكا كان وفي زيادة عن اللزوم ....مالقتش اللي يقولي ما تعيطيش ! ، مالقتش الحاجة اللي اعيش عشانها واعيشلها ، الضحكة عمرها ما زارت قلبي
لولا التزامه واخلاقه لكان نهض واخذها بين ذراعيه خانقا ضلوعها من الضمة ولكنّ كيف ذلك وهي غير محللة له !!
قرب مقعده أكثر وتمسك بثبات مشاعره إتجاهها وقال مؤكدا بنظرة عميقة:-
_حورية ______خلي الدموع مشهد في فيلم ، خلي مشاعرك هي جمهورك اللي بيدعمك ، انتي قصة جميلة نهايتها ضحكة من القلب
قالت له بحيرة متعجبة من وصفه الدقيق:-
_على ما الضحكة تيجي هكون بكيت كتير
تطلع فيها بنظراته الحنونة وأردف بتأكيد :-
_ هكون جانبك طول الرحلة ......ارمي حمولك عليا
اخذ قلبها في دقاته السريعة وهي تبتلع ريقها بتلعثم هاربة من سيل نظراته المارقة لعيناها بصوب عاشق لم تحسب أنه سيجعلها تمر على سحابة الألم بهذه السرعة .....في طريقا جديدًا وقعت به برقة ربما كان استجابة دعوتها تلك الليلة الحزينة ... ربما اعطاها الله العوض بنفس اللحظة الشديدة الألم واليأس التي عاشتها بظلمًا لم تكن تتوقعه
______________________________________صلِ على النبي
بمنزل داليا ...
ذهبت الخادمة لتفتح باب الشقة التي للتو رن جرسه معلنًا زائر مسائي ، فتحت مقبض الباب ليظهر سامح بقامته اليافعة بنظرات متساءلة :-
_ داليا هنا ؟
رمقته الخادمة بقلق وتذكرت ذلك اليوم وفكرت أن تخبره عما حدث ولكنها ستوقع نفسها بمشكلة كبيرة مع سيدتها ...قالت بتلعثم وهي تشير للداخل :-
_ اه ...جوا
قطب سامح حاجبيه بتعجب من نظرات الخادمة الغريبة له ليسمع صوت داليا وهي تهتف :-
_ مين يا حنااان ؟
ثوانٍ قليلة وكانت داليا تقف خلف الخادمة ترمقه بدهشة من مجيئه بهذا الوقت فقالت ببطء :-
_ سامح !! ...اتفضل
ابتعدت الخادمة ولفت للداخل تاركة سامح متعجبا من نظراتهم الغريبة له وكأنه سيضبطهم بجريمةٍ ما حتى اشارت له داليا لكي يدخل :-
_ تعالى ادخل ...في الصالون
دلف للداخل ماسحاً المكان بنظرة متفحصة ومثل ما ظنّ لم يكن من ساعة حائط فرمقته داليا بريبة من تطلعه هكذا للحوائط واشارت له كي يجلس على احد الارائك ...جلس متظاهرة بابتسامة ودودة :-
_ عاملة إيه يا دولي ؟ كنت قلقان عليكي من آخر مرة
اجفلت من طريقته وحاولت أن تبدو لا مبالية بالأمر :-
_ الحمد لله ، بس مش قادرة انسى اللي حصل
قال مترقبا قلقها الواضح على وجهها وحاول أن يكاشف هل سببه ما حدث أم شيء آخر :-
_ ما حصلش حاجة صدقيني ، هو مش الخدامة بتاعتك كانت موجودة يومها ؟
ابتلعت داليا ريقها بتوتر وحاولت أن تفكر بإجابتها فقالت :-
_ اه ، بس كانت نايمة ، ودي لو مولد جنبها مش هتحس بيه ، نومها تقيل أوي
تعجب من تعثرها بالحديث فأردف قائلا :-
_ ما حصلش حاجة مالك قلقانة كدا !!
نهضت بعصبية وضمت يدها على جانبيها :-
_ ماليش يا سامح ، المفروض ابقى أزاي بعد اللي حصل يعني !! ، اكيد لازم ابقى متوترة وعصبية وبفكر في مليون سبب !
نهض بهدوء ووقف أمامها ورسم نظرة محبة بعيناه وقال :-
_ صدقيني يا داليا أنتي ما اتأذتيش بأي حال من الاحوال واظن في طريقة تتأكدي منها اني ما عملتش اي حاجة
نظرة له بحب ونست توترها قليلا :-
_ أنا دايمًا بصدقك يا سامح ، ومش مضطرة اتأكد لأني عرفاك وواثقة فيك
ابتسم لها مراوغا في تحقيق هدفه :-
_ ايوة كدا هي دي دولي حبيبتي اللي اعرفها
اتسعت عيناها بذهول متمتمة:-
_ ح ب ...حبيبتك ؟!!
تابع بخبث :-
_ تعرفي يا داليا أنا مش عارف ليه كل ما اقع في مشكلة لازم اجيلك ، لما انجح في حاجة لازم تكوني اول واحدة عارفة ، اي حاجة بتحصلي بتكوني أنتي أول اللي بجري عليهم .....
ابتسمت بعدم تصديق مما يقوله فتابع هو :-
_ انا حاسس أن اللي عمل كدا البنت إياها اللي اتخطبنا بالكدب بسببها ، إيه رأيك نكررها تاني
حدقت فيه بصدمة وهي تتسائل عن قمر وسر علاقته بها فقال هو :-
_ أي واحدة عرفتها عمرها ما فهمتني ادك ، ولو عرفت كل يوم واحدة أنتي حاجة تانية ...عشان كدا أنا قررت أننا نتخطب تاني .....
وضعت داليا اناملها على شعرها المائل للحمرة وهي تكاد يغشى عليها من الصدمة والفرحة ...وراقب سامح انفعالاتها فبدأ يتأكد انها خلف ما حدث ...قالت هي :-
_ انا ما اقدرش ازعلك يا سامح ولا ارفضلك طلب ....بس عندي طلب
قال بغموض :-
_ اطلبي اللي انتي عايزاه
تطلعت اليه بابتسامة وقالت :-
_ المرة اللي فاتت اتخطبتنا سوكيتي ، كانت خطوبة عشان البنت دي تعرف وتبعد عنك ، بس اظاهر إنها ما اقتنعتش ، المرادي لازم نعمل حفلة خطوبة كبيرة ونعزم فيها كل اصحابنا
ضيق عيناه عليها بصدمة فهو لم يحسب هذا الشيء ولو رفض ستكتشف خداعه ...قال بموافقة ومرغمًا :-
_ مافيش مانع ....حددي الوقت عشان ننفذ
اخذت داليا تنهيدة عميقة وقالت :-
_ يوم الخميس الجاي ....على ما نرتب نفسنا ونرتب الحفلة
وافق على مضض وتأكد أنها حية على شكل إمرأة ...ربحت الضربة الأولى ولكنّ المتبقي من الضربات لن تربحها ....هكذا توعد لها
خرج من شقتها بعد دقائق لتجلس داليا على الاريكة بابتسامة منتصرة ....تحدثت بنظرة خبيثة:-
_ شكيت فيا يا سامح وباين عليك ، افتكرت أني مش هاخد بالي بس أنا اكتر واحدة عرفاك ، خلينا نلعب اللعبة دي وبصراحة جت لمصلحتي ...أنت اللي جتلي برجلك
________________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله
عاصفة افكار تضج برأسه بين الندم والتصميم ، شعر برغم سعادتها الظاهرة أنها تخفي بعض المكر برأسها ....رن هاتفه برقم صديقه فأوقف سامح السيارة بجانب الطريق من ضيقه :-
_ ايوة يا محمود ، ينفع تجيلي دلوقتي ؟
اجابها محمود بأسف :-
_ للأسف مش هينفع يا سامح انا في المستشفى النهاردة طول الليل مش هينفع اخرج ، في حاجة ولا إيه ؟
تنهد سامح بقوة معبرا عن صراع غاضب بداخله وقال :-
_ مش هينفع في التليفون ، لما اشوفك بقى ، انت كنت عايزني في حاجة ؟
اردف محمود شارحا بوضوح وهو ينظر لنادر المستلقي على فراشه تائها بغفوة عميقة :-
_ البنت اللي اسمها حورية دي ، خطيبها خدها على عيادته الخاصة وطبعا مستحيل اعرف عنها شيء طول ماهي هناك ، العيادة مش زي المستشفى ، بس أنا مراقب صحبتها
قال سامح بتأفف ونفاذ صبر :-
_ انسى الموضوع ده يا محمود شكله مافيش منه فايدة ، خليك بس واخد بالك من المستشفى ليكون في ضحية جديدة
نفى محمود الأمر :-
_ لأ يا ذكي ، ابوك اذكي من كدا بكتير ، هو دلوقتي مهدي الموضوع في المستشفى خالص تحسبًا لأي شيء مفاجئ ويبقى عامل حسابه ، اكيد ليه مكان برا بيخلص فيه شغله ، ما اعتقدش أنه هيفكر هيعمل عمليات من دي في المستشفى الفترة دي على الاقل خالص ٣أو اربع شهور على ما الموضوع يتنسى خالص ...وممكن يبعد عن المستشفى اصلا ويخلص شغله برا ودي تبقى مصيبة لأني كدا مش هعرف اراقبه تاني
تسائل سامح بتعجب:-
_ طب واللي حاول يقتله ده ما ظهرش تاني ؟!!
محمود :-
_ لأ ما ظهرش ، لأن فاروق الالفي جاب طقم حرس كبير ليه ، معاه طول الوقت وصعب حد يوصله مابينهم ....
شرد سامح قليلا ثم تحدث قائلا :-
_ يبقى ما قدمناش غير حورية ، هي أول الخيط
اكد محمود على حديثه:-
_ بالضبط ، ده اللي فكرت فيه ، عشان كدا مركز معاها ، ولازم اتكلم معاها في أقرب وقت ونتفق عشان نوصل لدليل وكمان أعرف هي اتسرقت كليتها بجد ولا لأ .....
حرك سامح السيارة مرة أخرى وقال :-
_ بأذن الله هنوصل لحل ، المهم لما تفضى كلمني عشان نتقابل محتاج اتكلم معاك ضروري
رد محمود بموافقة:-
_ خلاص ماشي هخلص شغلي واجيلك الصبح بأذن الله اول ما اخلص شغلي
سامح :- تمام أوي ...سلام
انتهى الاتصال ووضع سامح الهاتف وجمع تركيزه على القيادة ....
__________________________________________استغفر الله العظيم
مر اكثر من نصف الليل وصوت الرياح يعلو بالخارج مع حركة النوافذ ، يبدو الأمر أكثر رهبة ، نهض محمود من مقعده بجوار فراش نادر وشعر بشوق لحبيبته ....ابتسم بخاطرة لطيفة ثم اخذ القرار وخرج من الغرفة متوجها للحديقة لأخذ بضعة زهور ....بقلم رحاب إبراهيم
هبط بالمصعد للأسفل وتوجهة لحديقة المشفى الواسعة ولفح وجهه رحيق الازهار العطرة مع نسمات الهواء الباردة حتى اقتطف ثلاث ورود منهم واحدة بيضاء والآخران زهور حمراء جميلة .... استنشقهم بعمق ونظرة مبتسمة وتخيل ردة فعلها عندما تراه بهذا الوقت ..
ارتقى الدرجات هذه المرة لأنشغال المصعد حتى دلف للدور التي توجد به غرفتها وشعر ببعض التردد ولكنّ شوقه سبق كل شيء ...
اقترب من غرفتها ليجدها مفتوحة قليلاً وتفاجئ بتسللها وهي تتحرك على أطراف اصابعها وتخرج من الغرفة ...وقف يتأملها بدهشة حتى قال :-
_ ميرنا ؟!!!
استدارت بصدمة تملأ ملامحها وابتلعت ريقها بخوف وحرج من الموقف الذي وضعت نفسها به فبأي شيء ستبرر خروجه بهذا الوقت !!
قالت بتلعثم :-
_ كنت.... هتمشى ...في الجنينة اللي تحت ، كنت مخنوقة شوية
تبدلت ملامحه للجمود وقد لاحظ من ارتجاف نبرتها بريق كذب فقال بثبات وقد ادرك إلى أين كانت ذاهبة :-
_ هتتمشي في الجنينة الساعة ٤ الفجر !!!
ارتجف جسدها فهي لم تعتاد الكذب على احد وقد لاحظ ذلك بقوة حتى قال متظاهرا بابتسامة لم تصل لعيناه من فرط ضيقه وغيرته عليها :-
_ تعالي نتمشى سوى ....
تطلعت به بوجه متورد من الخجل والحنق من وجوده المفاجئ فرفضت الأمر ليقل بحدة :-
_ مش كنتي طالعة تتمشي ومخنوقة ، بترفضي ليه ؟
ضيقت عيناها بغيظ من نبرة السيطرة بصوته وقالت :-
_ عايزة اتمشى لوحدي ، مش معاك !!
افسح لها الطريق مشيرا اليها بالذهاب وقال بنظرة غاضبة :-
_ اتفضلي اتمشي لوحدك
انتبهت للورود بين يديه وتعجبت من الأمر ولكنها لم تكن بمحل اسئلة بهذا الوقت فذهبت مرغمة بإتجاه الحديقة وهي من كانت ستتوجه لغرفة نادر بخفية ....
**********************
لفحتها برودة الهواء بالخارج وقد دلفت بفسحة واسعة تحاوطها الاشجار والزهور القصيرة ، نقيق الضفادع يبدو مؤنسا لصمت الليل فشعرت أن الامر لم يكن بهذا السوء مثلما توقعت ...نظرت للمقعد الخشبي الطويل المقطوع من شجرة يبدو انها كانت ضخمة ...واغراها رحيق الازهار العطر فذهبت لأقرب زهرة وكادت أن تقطفها حتى اوقفها شيء قد مر على جانب وجهها برقة ...اطرفت بدهشة حتى رمقته وقد اتى اليها لم تعرف من أين !! وبيده احد الزهور الثلاث وهو يمررها على وجهها بنظرة عاشقة قائلا بهمس :-
_ ويلا لقلبي إذا اتى بلهفة الاشواق ...ولما العتاب وأنا غارق بجنون العشاق ...إذا اردتِ أن تعاتبيني فأقتليني عشقا هذه الليلة
فعشقك اقسى من آلامي .وقربك كجائزة السباق
ابتسم وهو يرى شرود نظرتها تحت تأثير سحر القمر فتابع :-
_ جاية في نص الليل تسأل القمر عن اسمه ، بقى في حد يسأل نفسه عن نفسه !!!
إيه رأيك ؟
حركت اهدابها بحركة مرتجفة من ذات الشيء الغامض الذي يرتجف بداخلها كلما تحدث برقة وقالت ببطء :-
_ حلو
رمقها بخبث وهو على علم إنه وصل لشيء بداخلها ولكنها لم تكتشفه بعد ، يبدو أن طريقه طويل معها ولكنه سيصل في النهاية ، مرر وردة اخرى على الجانب الآخر من وجهها ليصبح جانبي وجهها مزين بالورود وقال مبتسما بشرود :-
_ الورد كدا هيغير منك ، مش كفاية القمر ، ولا أنتي مصممة توجعي كل اللي حواليكي !!
رفهت حاجبيها بدهشة وهمهمت بحروف متقطعة لم تصل لكلمة واضحة فاتسعت ابتسامة أكثر :-
_ الورد طلعلك بس أنتي نزلتيله ، كنت جايبلك الورد ده لحد عندك
اسدلت نظرتها لأسفل بلوم وبدت كالطفلة التي تتجاهل ابيها بعتاب طفولي وقالت :-
_ لما بتشخط فيا بزعل ، ساعات مش بفهم أيه السبب اللي بيعصبك مني !!
جمع الزهور الثلاث واعطاها إياهم برقة ثم قال :-
_ نتكلم في الموضوع ده بعدين ، الفرصة دي مش هتتعوض تاني ...ممكن تسمعيني النهاردة ؟
عزت رأسها بنظرة فضولية :-
_ اتفضل
تنهدة براحة وقال بلمعات امل بعينيه وكأنه نال من قلبها مراده فقال:-
_ بصراحة أنا بحب واحدة وماعنديش الجراءة الكافية أني اتكلم معاها ، هتكلم معاكي قبل ما اروحلها كتمرين يعني ، موافقة ؟
تحرك الشيء الغامض بداخل قلبها وكاد أن يجعلها ترفض ولكنها لاحظت ترقبه للموافقة فاستشعرت الحرج من الرفض فقالت :-
_ ماشي ...بقلم رحاب إبراهيم
بعدها ترددت لحظات قبل أن تسأله وشعر بذلك فأنتظر حديثها بشوق ...قالت بتردد :-
_ هو ...الشِعر اللي قولته من شوية ...كان من ضمن التمرين ده ؟
تراقصت ابتسامة ماكرة ومرحة بعيناه وجاهد كي لا تظهر على شفتيه فأجاب:-
_ بصراحة آه
ضمت شفتيها بقوة ونظرت بإتجاه آخر فأنفجر ضاحكا رغما عنه ...أشار لها بأعتذر عندما رمقته بغضب وقال :-
_ ااااسف معلش ، المهم عجبك ؟
خجلت من اجابته وحركت رأسها بالايجاب :-
_ اه عجبني ، يظهر أنك بتحبها أوي
اجابها بصدق :-
_ بعشقها
ابتلعت ريقها بتوتر وشعرت بحيرة فقد ظهر وكأنه يقصدها هي !! حتى أضاف:-
_ هي عنيدة شوية ، لأ شويتين تلاته ، بس أنا مش بيأس وهتحبني يعني هتحبني
تعجبت من اصرارها وقالت :-
_ بس الحب مش بالعافية !!
وقف امامها ووضع يده في جيوبه بحركة واثقة ونظرات تتمايل مكرا:-
_ هو مش بالعافية فعلا ، بس حظها وقع في واحد قلبه عنيد ، هي بس تقرب وهتعرف انها مش هتحب حد غيري ....
ابتسمت بدهشة :-
_ واثق من نفسك بزيادة !
بادلها الابتسامة بمكر:-
_ واثق من حبي بزيادة
حركت كتفيها بعدم معرفة وقالت :-
_ انا ما اعرفش يعني إيه حب عشان أعرف يعني إيه عشق
ابتسم بأمل وضمة عيناه كانت واضحة إليها واجاب:-
_ عارف ، وده اللي مطمني
اتسع بؤبؤ عينيها كالقطة فاتسعت ابتسامته قائلا:-
_ نفسي مرة ما اشوفكيش وما احسش انك قطة بتتكلم !! ببتسم غصب عني
ابتسمت بمرح وقالت :-
_ اخويا بردو بيقولي كدا
تساءل:- اخوكي ؟ ما شوفتهوش قبل كدا
التمعت عيناها بحب وقالت بفخر :-
_ مالوش زي ، لو شوفته واتكلمت معاه شخصيته هتبهرك ، انا دايمًا ببقى فخورة بيه وبأخلاقه وطيبته مع كل الناس ....
كاد ان يتابع اسئلة حتى اتت الممرضة بعصبية وقالت :-
_ بقى كدا يا ميرنا ؟ ده انا اتخضيت خضة لما ما لقتكيش موجودة في اوضتك !!
ونزرت لمحمود بلوم فقال محمود باعتذار :-
_ معلش هي كانت مخنوقة شوية ونزلت وانا لقيتها هنا ففضلت معاها عشان ما تبقاش لوحدها
تطلعت ميرنا بنظرة طفولية باعتذار :-
_ سوووري
اخذت الممرضة شهيقا قويًا وقالت بعد أن اطمئنت :-
_ خلاص مافيش مشكلة بس ما تنزليش تاني غير لما تقوليلي
وافقت ميرنا بحركة بسيطة من رأسها وارتقت للأعلى مع الممرضة وتركت محمود يراقبها بابتسامة شاردة ....
_________________________________________صلِ على النبي
طل نور الصباح من زجاج النافذة بالغرفة .....تململت بحركة بسيطة حتى سمعت حركة النافذة وهي تُفتح ، اشرقت عيناها بنور الصبح الذي تأثر بأول درب الشتاء ، بقلم رحاب إبراهيم ، فتبسم الأمل بقلبها ونال منها الأمل بزهوره الجورية ورياحين الأمل تطرف اهدابها بخفة ....
تشاركت ابتسامته مع نور الصباح الحنون وقال :-
_ صباح الخير
اجابته بصوت كسول وهي تتذكر كيف غفت بالأمس امامه وشعرت ببعض الحرج والضيق في ذلك :-
_ صباح النور
استند بظهره على الحائط ومال الضياء على جانب وجهه بإشراقة وبدا اوسم بكثير من ذي قبل فأردف :-
_ طاقة امل جديدة مع كل يوم يطل فيه الصبح ، صباحك تفائل
ابتسمت برقة رغما :-
_بأذن الله متفائلة
ضيق عيناه بنظرة تحمل من المكر والمرح وهو يقترب إليها حتى جلس على مقعده بقربها ولم تختفي اشراقته مع هجر ضياء الصباح من وجهه بداخل الغرفة قال :-
_ امبارح جبتلك وانا جاي هدية ...اللي وعدتك بيها
التفت وأخرج من الكمود صندوق مغلف بورق هدايا قد اخفاه بالأمس حتى يعطيه لها بهذا الصباح بالتحديد لتبدأ به يومها ....راقبته وهو يزيل الشريط الفضي ولم تفارقه ابتسامته وقد شردت قليلا به حتى اخرجها صوته بابتسامة من شرودها وقال وهو يعطيها احد الكتب :-
_ ده كتاب للأطفال ، حاجة مسلية ممكن تبدأي بيها
واخرج مجلدين آخرين قائلا :-
_ دول قصتين ...قصة اذكريني هي ممكن تكون قديمة شوية بس هتعجبك أوي ، والقصة التانية قصة عالمية مترجمة اسمها طائر بلا جناح
تبقى مجلد واحد فرفعه قائلا:-
_ ودي قصة اسمها لفت نظري فجبتها نقراها سوا لأني ما قريتهاش بصراحة
قالت متسائلة :- قصة إيه دي ؟
اجابها وهو ينظر للمجلد بيده :- اسمها سُكناي لكاتبة كدا مش معروفة اسمها رحاب إبراهيم
( يا قلب قلبي 😂قلبي اهو مش عايزاه 😂😂🌺 بس انا مش معروفة يا ياسو 😒😒💔 ما تقراش قصتي حبيبتي أنت والزفته بتاعتك 😑💔)
نظرت للكتاب بيده ورمقت الفتاة المرسومة على الغلاف بتمعن وقالت :-
_ الغلاف مُلفت ، نظرة البنت بتقول إنها اتعذبت
ابتسم لها قائلا :- والاسم حسيت بيه ...سُكناي ...اي واحد بيحب واحدة بتبقى بالنسباله السكن عن العالم
لمحت حورية اسم الكاتبة (اللي هو انا يعني 😂) واطرفت بألم فكان اسمها بالماضي ...تعجب من نفسها ، هكذا عدة أيام فقط اصبحت في طي سجلات الماضي ...ولأول مرة لم تشعر بالأسف لذلك ، ترى ما السبب!!
تسائل عندما لمح شرودها :-
_ روحتي فين ؟
قالت بنبرة مفعمة بالحيرة :-
_ لا ماروحتش ، معاك..
اكد ياسين بقوة غريبة على صوته :- وهتفضلي معايا
تشاركوا بنظرة طويلة انعمت على قلبها بالسكينة وكأن وجوده المفاجئ بحياتها كان ك زورق النجاة ....
___________________________________الله اكبر
دلف فهد ملامح تبث الثقة لمهنته ووقف أمام العميد قائلا بعد الترحيب :-
_ أنا جيت استأذن حضرتك أني ادخل هشام معايا في المهمة لأني محتاجله
تطلع اليه العميد متعجبًا :-
_ فهمني
شرح فهد خطته كاملة فقال العميد مفكرا :-
_ مافيش مانع وهشام كويس جدًا وعنده حماس عالي للشغل ، بص يا فهد المهة دي بتاعتك انا يهمني النتيجة اللي عايزها وبس ...
اجابه فهد بتأكيد :-
_ انا راقبت البنت دي يا فندم ، مالقيتش اي شيء يثير الشك ناحيتها ، بس اللي قدرت اوصله هو اسم الواد اللي ضرب صاحبتها ولسه بدور عليه ، البنات دول لو بقوا معانا وادونا كل معلوماتهم ده هيساعدنا كتير ، وعشان ده يحصل لازم يطمنوا لينا ، لأن لو خافوا مش هيتكلموا بأي طريقة من الطرق حتى لو العنف ، في خطط بديلة طبعا هنفذها لو فشلت في دي
وكان رد العميد :-
_ تمام بقلم رحاب إبراهيم
خرج فهد من مكتب العميد متوجها لمكتبه بالدور الارضي ودلف مباشرةٍ ليجد هشام يشعل سيجارة وينفث دخانها عاليًا ...قال فهد وقد أشار له ليجلس :-
_ كويس أنك هنا عشان ما ادورش عليك ، عايزك في طلعة
ابتسم هشام بثقة :-
_ اديني التفاصيل وسيبني
بدأ فهد بالشرح لتتسع ابتسامة هشام بخبث وشردت عيناه لثوانٍ ليقل فهد وقد شعر أن الامر راقه :-
_ ده ايه الانبساط اللي باين علي وشك ده !!
اطفأ هشام عقب سيجارته في المطفأة وقال ببسمة خفية :-
_ هنتقم منها
رفع فهد حاجبيه بتحذير :-
_ لا بقولك إيه ، ما تغوطش !! ، انا ما وضحتش للعميد الخطة بالضبط عشان عارفك ، دي مهما كان بنت ولو اذيتها يا هشام محدش هيتصدرلك غيري ، احنا متفقين انك بس تميل دماغها عشان تعرف منها اللي محتاجين اكتر من كدا محدش هيسجنك غيري
قطب هشام جبينه بضيق وقال :-
_ وهو أنت شايفني وحش للدرجادي !! اي نعم بتاع بنات بس مش للدرجة اللي في دماغك يعني !! ، هو بس عايز اشوف رد فعلها لما تعرف أنه اهتميت بيها كدب
ضيق فهد عيناه بنفاذ صبر وقال :-
_ مابكرهش اد أني اعمل كدا لكن ماقداميش حل تاني وهي بغبائها ما رضيتش تتكلم كانت وفرت على نفسها حاجات كتير ، وبعدين ما تثقش اوي كدا يا اتش ممكن تيجي تصيده يصيدك
ابتسم هشام بثقة ومكر قائلا :-
_ لا ما تخافش ، أنا مش بتاع حب ولا الكلام ده ، مش فاضي اساسا ، وبعدين بقى عايز اعرف حاجة ..أنت ما نفذتش الموضوع ده بنفسك ليه ؟!!!
نهض فهد مبتسما وطاف وجه فاطمة امامه لترق نظرته الى العشق وقال :-
_ مش هبقى مُقنع في الدور ده بالذات ، وبعدين انا شوفتها مرتين والدبلة منورة في ايدي الشمال اكيد لاحظت وماينفعش بعد طريقتي معاها ابان الحبيب فجأة !! ...مش هعرف اخون مراتي حتى لو بالكدب
اقتنع هشام بالاجابة فنهض هو الآخر وقال :-
_ هنبدأ امتى
رمقه فهد ببسمة ماكرة وهو يتخيل انقلاب الأمر على صديقه فقال :-
_ استنى شوية كدا ، بلاش اللهفة دي !!
لوى هشام شفتيه بضيق ليقل فهد بضحكة عالية :-
_خايف عليك يا اتش
________________________________________سبحان الله وبحمده
فيلا الجمّال .....
اعلن هاتف اسمهان وهي تجلس بالصالون عن اتصال هاتفي ...رفعت الهاتف لتتسع عيناها عندما لمحت رقم زوجها الذي هاجرهم منذ أن تزوج بأخرى ...ارتعشت اناملها وقد شعرت بحنين وشوق اليه ولكن كبريائها يمنعها بحدة حتى اغلقت الهاتف نهائيًا وقد بدأت عينيها تترقرق بدموع تعاتب حبيبها الوحيد الذي تركها وذهب مع أخرى ....
ظلت على حالها لدقائق حتى هرعت ابنتها نسرين اليها هبوطا من الدرج الرخامي وهي تصرخ ....
_ مااامااا ، بابا عمل حادثة
انتفضت اسمهان من مقعدها بذعر :-
_ بتقولي ايه ؟!!!
ركضت نسرين اليها وهي تبكي بانهيار على والدها :-
_ مراته اتصلت بيا وقالتلي إنه عمل حادثة وهو راجع من الشغل امبارح
وضعت اسمهان يدها المرتجفة على وجهها وبدأت تجهش باكية حتى هتفت نسرين :-
_ انا هروحله دلوقتي حالا
هبطت قمر عند سماعها صوت الصراخ لتقل لها نسرين وهي تركض للخارج مع اسمهان :-
_ بابا عمل حادثة يا قمر ، انا هروحله مع ماما خليكي انتي هنا على ما نيجي ....
لم تستطع قمر التحدث معهم وفهم ما حدث فقد خرجوا سريعا مهرولين للخارج ...
وقفت قمر بمنتصف الردهة بحيرة ولم تعرف ماذا تفعل ....فدعت رب العالمين أن ينجيه من الاذى الذي لحق به ..
________________________________________سبحان الله العظيم
بشقة سامح .....
ذهب ليفتح الباب ليجد محمود يحمل معطفه باصبعه على كتفيه قائلا :-
_ عندك فطار ولا اروح افطر في بيتنا
أشار له سامح بعيون منتفخة من قلة النوم حتى يأتي خلفه بإتجاه المطبخ واكاع محمود الأمر وهو يفرك عينيه من سهر ليلة الأمس ...
دلف سامح اولا وتبعه محمود ليجلس محمود على مقعد خشبي وبدا شاردا ...اعد سامح وجبة سريعة وكوبين من القهوة ثم وضعهم على الطاولة أمام محمود ...تفاجئ سامح بعين محمود الشاردة للبعيد فتسائل :-
_ تايه في ايه كدا على الصبح ؟!! اوعى تكون في ذات العيون الساحرة !!
نفى محمود ذلك وقال :-
_ لأ يا سامح ...امبارح بليل ....
فلاش باك لعدة ساعات ماضية ....
راقب سامح خطوات ميرنا مع الممرضة بابتسامة واسعة ثم عاد ادراجه لغرفة نادر ليدلف للغرفة وما كاد أن يدخل حتى انتبه لظل يهرب من النافذة فتسمر بمكانه للحظات من الصدمة واعقب ذلك نظرات هلعة بعين نادر الذي ينظر للنافذة بنفس نظرته الخائفة التي رأها محمود سابقا بعيناه ....فاق محمود من صدمته وركض للنافذة ليجد ظل بسيط قد تاه وسط الاشجار الذي يحاوطها الظلام ، تتبع حركة الاغصان المائلة حتى اختفى ذلك الشبخ تمامًا ...ظن محمود أنه سيقفز من على سور الحديقة ولكنه لم يفعل !! ، هل سيظل طيلة الليل بين الاشجار في هذا البرد القارس !!
استدار محمود وركض للخارج حتى هبط مرة أخرى للحديقة وتتبع الطريق ليتفاجئ بذهول أن المكان خالٍ تمامًا ....كيف حدث هذا !!!
وقف مصدوما من خلو المكان من أي روح بشرية فكيف اختفى ذلك الشبح الذي لم يرى منه أي شيء سوى ظل ، كيف استطاع أن يختفي ورجال الأمن منتشرين حول المشفى بالكامل !!
عاد مرة أخرى لغرفة نادر وهو مشغولا بهذا الامر بحيرة كبيرة ليجد نادر يحدق بنظرة متسعة تبدو نرعوبة فأقترب محمود اليه وقال ليطمئنه :-
_ انا محمود يا نادر ما تخافش ، أنا آسف اني سيبتك وعرضتك للموقف ده ، بس انا مابقتش فاهم اللي بيحصل !!
تابعوا الرواية على صفحتي الشخصية باسم ...سندريلا الإبداع \رحاب إبراهيم ***************************
عاد محمود للواقع وهو بشقة سامح واستمع سامح لحديثه بدهشة فقال :-
_ هو ده المقنّع اللي أنت شوفته قبل كدا ؟!!
امتلأت الحيرة بعين محمود :-
_ مش عارف ، انا ماشوفتش وشه اصلا ، شوفت خياله بس
تعجب سامح وقال :-
_ اشمعنى اوضة نادر بالذات اللي بيحصل فيها كدا ؟ ماهو يأما هو المقنّع يأما الاوضة دي فيها حاجة غريبة ومميزة
اشار محمود وقد لاحظ شيء :-
_ اوضة نادر هي آخر اوضة في الممر وجنبها عمود حاجز الرؤية عن بقية الاوض اللي جنبها يعني لو حد نط من الشباك محدش هيشوفه غير اللي واقف في الجنينة ...بقلم رحاب إبراهيم ،.بس كمان المسافة من الشباك للجنينة دي مسافة ضلمة وبعيدة عن الحرس من الصعب أن حد ينتبه لها ....بس اللي هيجنني أني روحت اشوفه مالقيتهوش بين الشجر وشفته بعيني استخبى فيه !!!
اجابه سامح باستغراب :-
_ اكيد على ما نزلت كان هرب !!
نفى محمود الأمر :-
_ لأ ، مستحيل يعرف يهرب من العدد الكبير من حرس البوابة ده لو نط من على السور ، لو هو ما نطش يبقى راح فين ؟!!!
رمقه سامح بحيرة وتجاهل وجبة الطعام وظل مفكرا :-
_ اكيد في مكان بيستخبى فيه وعلى ما نزلت كان راحله ، وبما أن محدش عارف شكله فممكن يطلع ويخرج من المستشفى بسهولة من غير ما حد يشك فيه ولا يعرفه ....
اقتنع محمود بهذا الاقتراح بعض الشيء فقال :-
_ ممكن يكون صح ، انا كنت قربت انسى موضوع المقنّع ده بس طلعلي الشبح كمان ، مش عارف إذا كانوا اتنين ولا واحد
قرب سامح وجبة الافطار له وقال بنفاذ صبر :-
_ كل الأول ، وياريت تقفل الموضوع ده لأني فقدت الأمل أني افهم حاجة فيه
ارتشف محمود من كوب القهوة رشفة بسيطة وعيناه لا زالت شاردة حتى قال :-
_ عندي فضول مميت أني ادور على الحقيقة واكشفها
زفر سامح بحنق وقال :-
_ أنا لا فايق لا لمقنّع ولا لشبح ولا فايق لحد اصلا
وضع محمود الكوب من يده وتسائل :-
_عرفت مين اللي عمل فيك المقلب ولا لسه ؟
حرك سامح رأسه بالنفي وقال :-
_ لأ ، بل بالعكس اتعقدت اكتر
تنهد تنهيدة عميقة قبل أن يسرد ما حدث بالكامل لمحمود ليضيق محمود عينيه بحدة قائلا بإنفعال :-
_ بذمتك في حد عاقل يورط نفسه الورطة السودة دي !! هتخطبها يا مجنوون !! ، بقلم رحاب إبراهيم افرض بقى قمر عرفت اهو كدا عمرها ما هتبص في وشك تاني يا فالح !!
رد سامح بعصبية :-
_ اومال عايزني اعمل ايه !! وبعدين قمر مش هتعرف اصلا هتعرف منين يعني وهي بعيدة عني ، انا حبيت ارمي موضوع الخطوبة لداليا عشان اعرف هي بتفكر فيا ولا لأ ، واتصدمت لما حسيت إنها فرحت بجد !!
سخر محمود من حديثه :-
_ ممكن تكون بتلعب عليك عادي جدًا ما تستغربش
ترك سامح طعامه ونظر لمحمود مليًا وقال :-
_ عارف ...بس كمان انا عارف هقنعها أزاي اني بحبها وهوقعها بعد كدا ، واللي لاحظته أن الخدامة بتاعتها لما شافتني شكلها كان خايف مع اني أول مرة اشوفها والمفروض بردو أنها اول مرة تشوفني لأني ما دخلتش بيت داليا قبل كدا ودايما كنت بوصلها قدام البيت وامشي .....
رد محمود مسرعا :-
_ خلاص كلم الشغالة دي وحاول تعرف منها اللي حصل بالضبط
رفض سامح الأمر وقال :-
_ لأ طبعا مش عايز اكشف نفسي دلوقتي وممكن تروح تقول لداليا وتخاف منها ، هختار الوقت المناسب واتكلم معاها بس الوقت المناسب ده مش دلوقتي
محمود بقلق :-
_ ربنا يستر
________________________________________سبحان الله وبحمده
باليوم التالي ....اتى عز بملامح لم تتعود أن تراه بها ميرنا وبمجرد أن دلف لغرفتها رمقته بتذمر :-
_ ماشي ماشي
ابتسم لطفوليتها المعتادة وقال :-
_ مالك يا شقية ؟
قالت بلوم وهي تشير اليه ليبتعد :-
_ بقى تخطب وما تعزمش اختك الصغيرة !!! ولا عشان أنا تعبانة شوية
جلس عز وهو يزفر بحدة ثم اجاب :-
_ جت بسرعة مالحقتش اعزم كل اصحابي معلش عديها المرادي
انتبهت ميرنا للضيق بنبرته فقالت متسائلة :-
_ مالك يا عز شكلك مش مبسوط ؟
صمت للحظات وقد احتاج كثيرا أن يتحدث مع احدًا فقال :-
_ بصراحة لأ ، مش عارف ، كنت فاكر أني هبقى مبسوط اكتر من كدا ، بس ظنوني كل طلعت غلط ، بالعكس أنا طول الوقت زهقان واحس بملل بمجرد ما افتكرها
اندهشت ميرنا من الامر كثيرا وقالت :-
_ يظهر خدتوا عين ولا حاجة ، أنت اكيد خطبتها وانت مقتنع ومبسوط ، فترة وهتعدي
نظر لها مبتسما وقال :-
_ كبرنا اهو وبقينا بنعرف ننصح
اتسعت ابتسامة ميرنا بثقة ليقل عز مستغلا الفرصة :-
_ شايفك مشاء الله كويسة وصحتك بتتحسن وكمان اتأكدت من التقارير اللي استلمتها لما رجعت المستشفى ، أنا عمري ما خيرت مريض على عملية ده امر واقع ولازم يحصل بس أنتي حاجة تانية ومش عايزك تدخلي عملية وانتي خايفة لأن ده خطر عليكي ...أنا سيبتك تريحي نفسيتك فترة عشان كانت اعصابك تعبانة لكن انا شايف أن كدا خلاص بقى وكفاية دلع
ابتلعت ميرنا ريقها بصعوبة وتذكرت نادر وصعوبة رؤيته إذا خرجت من هنا فقالت :-
_ طب ممكن اطلب منك طلب آخير
وافق عز لتتابع هي :-
_ ياسين مسافر بعد كام يوم ، وأنا مستحيل اعمل عملية وهو مش موجود ، فخليها لما يرجع وانا محتاجة كام يوم كمان لأن نفسيتي لسه تعبانة جدا حتى اسأل دكتور محمود ..... هو متابع معايا على فكرة
رمقها عز بنظرة متفهمة واجاب :-
_ خلاص ماشي ، آخر فرصة
هزت رأسها بابتسامة واسعة وكأنها نالت جائزة كبرى ....
________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله
كانت تقف أمام النافذة ونجوم الليل غائبة حتى دلف لغرفته فأستدارت وفجأة ركضت اليه وارتمت بين ذراعيه وهي تبكي .....
لم يريد ذلك ولكنه شدد يده بقوة محاوطا كتفيها في حنان ...قال بإعتراف :-
_ بحبك يا حورية
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والعشرون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيمتابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا