مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الخامس والعشرون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم.
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الخامس والعشرون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم |
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الخامس والعشرون
_ لأ ....ياسين بس
ابتسمت له بين دموعها ورمقتهم نعمة بنظرة خبيثة وابتسامة سعيدة تخفيها عنهم .....
رمقته بدهشة ولحلته السوداء الذي تناسب كثيرا لون عيناه وشعره ، كانت تناسبه تمامًا ليصبح وكأنه ذاهب الى عرسه وليس سفرًا ، ترى من ستمتلك قلب هذا الآمير ؟
كانت عيناها تائهة قليلاً من تأثير المخدر الطبي ولكنّ قلبها لن يتوه عن دقاته ، بعنفٍ من نظرات الاشتياق بعيناه قال :-
_ هكلمك في نفس الوقت اللي شوفتك فيه أول مرة ...الساعة ٩بليل ...خليكي فكراني وأنا بعيد
اطرفت عيناها وهي لا تفهم لماذا تشعر بهذا الاشتياق والهجر بقلبها الآن وهي من تعهدت أن لا تثق بأحد مجددًا ...صمتت ، أو فضلت الصمت بدلاً أن تقل شيء تندم عليه لاحقًا ، تابع متفهما ما يجول بخاطرها :-
_ طب على الاقل في الوقت ده بالذات بصي للسما ، وكل اللي هتقوليه هحس بيه ....بقلم رحاب إبراهيم
كان ابتعاد نعمة عنهم حتى تجعله يتحدث معها لم يجعلها تنتبه للحديث تماما ولكنها تبينت من نظراتهم المتشابكة أن هناك عشقا يلوح في الأفق ....تسللت للخارج وترحتهم للحظات حتى يتثنى له الحديث معها بإنفرادية أكثر ....
ضاقت نظراته من صمتها الذي طال وهو من أراد أن يسرق كلمات منها تروي شوقه بهذه الفترة من البُعد ....ابتعد قليلا عنها ولم تهاجر نظراته الملتهفة عيناه ولكن اتضح من صوته أنه يأس من الأمر ...قال :-
_ مع السلامة يا حورية
ابتلعت غصة خانقة بحلقها وانسكبت الدموع من عينيها وكم كرهت جملته الآخيرة لتقل بنبرة ترتجف :-
_ هستناك تكلمني أول ما توصل ....تطمني
قالت ما قالته بلهفة وتركت امر الندم لاحقا واكتفت بتهرب عيناها خجلا مثلما تفعل دائمًا لترق عيناه أيضًا عند هذه اللحظة وتلتمع عيناه القاتمة بعبق حنين بدأ قبل الفراق المؤقت ....تمنى لو أنه سافر وعاد بهذه اللحظة ، بقلم رحاب إبراهيم ، تمنى أن يحتويها بين ذراعيه ولكنّ كيف هذا ؟!! مهما كانت مشاعره فلن يسمح بذلك أن يحدث إلا حلالا يرضاه الله ...
وضع يداه على الوسادة بجانب وجهها قائلا بنظرة تشتعل لهفة :-
_ سفري المرادي كأنه بينهي مرحلة من حياتي ...عشان تبدأ مرحلة اتمنتها طول عمري ....افهمي كلامي زي ما تحبي ...بس الغريب مش بيلاقي نفسه غير وهو في حضن ارضه ....وأنا طول عمري غريب ...أو بالأصح ..قلبي هو اللي كان متغرب ...بس خلاص لقى وطنه ...ونفسه يقرب
رمقته بنظرة طويلة واجابت :-
_ الغريب ارضه مستنياه ....وهتفضل مستنياه
ابتسم بنظرة ملؤها السعادة قائلا :-
_ الغريب راجع ...لأنه ما بيموتش غير فيها
استقام وهو يرمقها بابتسامة ماكرة من غزو الخجل بعيناها واشار مودعًا :-
_ اشوفك قريب بأذن الله
هزت رأسها قليلا حتى ابتعد ولم تبتعد عيناه ليختفي من الغرفة وكأنها كانت تحلم !! ......
دلفت نعمة مرة أخرى اليها قائلة بخبث :-
_ افهم بقى ايه اللي بيحصل ؟!! بقلم رحاب إبراهيم
لم تكترث إليها حورية فكانت بعالمًا آخر من التيهة لتضيف نعمة بتعجب :-
_ أول مرة ما الومكيش على اختيار انتي اخترتيه ...أنا شوفت ال
قاطعتها حورية بضيق وتهرب :-
_ ما تفهميش غلط يا نعمة ...أنا ...أنا ..بس كنت قلقانة عليه ، ماتنسيش اللي عمله معايا
نفت نعمة الأمر :-
_ انا عرفاكي كويس اوي ، أنت مابقتيش تبطلي كلام عليه كل ما تشوفيني ، لمعة عنيكي دي ما شوفتهاش ابدًا حتى وانتي بتحبي عز الدين الالفي ...ماكنتش عنيكي كدا ابدًا ولا مان باين عليكي اللهفة كدا ، أنتي هتخبي عليا ؟!!
امتلأ الألم بعين حورية وبدأت تبكي :-
_ انا حاسة أني مش فاهمة حاجة ، معاه بحس اني مبسوطة ولما بيمشي بحس اني خايفة ،بلوم نفسي أني بحس بكدا ، أنا مش عايزة اكرر اللي حصلي تاني المرادي انا ممكن اموت من القهر لو طلع احساسي مش في محله .....
نظرت لها نعمة بتفهم واجابت :-
_ وانا عايزاكي تفكري بعقلك وقلبك ما تتسرعيش ، اللي انتي حساه ده شيء طبيعي بعد اللي حصل ، عارفة أنك حاسة بس تايهة وخايفة ،بس اللي اقدر اقولهولك ....إنه يستاهل ...عز ما كانش بيعاملك كدا حتى لما كان حاسس بالشفقة من ناحيتك ...اللهفة والخوف والرعاية والاهتمام دول بدل على حاجة اكتر من انه معجب بيكي ...ده زي ما يكون ابوكي !!
تنهدت حورية بألم على ذكر والدها وقالت بحدة :-
_ ابويا كان عايز يموتني وانا لسه ما فتحتش عيني للدنيا ...في حاجات كتير مش مخلياني عارفة اصدق احساسي أو حتى اصدقه
قالت نعمة بتصريح واضح :-
_ بس أنتي في حاجة من ناحيتك ليه ، انتي ما شوفتيش نفسك كنتي بتسألي عليه أزاي !! ، ولا شوفتي نفسك لما شوفتيه عنيكي نورت أزاي !!
تطلعت حورية بحيرة فيها :-
_ أنتي مش كنتي بتقوليلي دايمًا ما تبصيش لفوق ، دول مش زينا ؟!! ، إيه اللي غير رأيك دلوقتي ؟! بقلم رحاب إبراهيم
اجابت نعمة :-
_ لكل قاعدة شواذ زي ما بيقولوا ، واللي شوفته منه يقول أنه حاجة تانية غير عز الدين ، وماتنسيش حاجة أن عز ما قبلكيش وانتي سليمة لكن ياسين قبلك وهو حتى ماكنش يعرف شكلك وساعدك وجابك هنا ، وقف قدام الضابط وقال انك خطيبته عشان ماحدش يزعجك ولا يدايقك ، عملك عمليات لو دكتور تاني كان طلب رقم يخض ، بقلم رحاب إبراهيم ، اهتمامه ورعايته وخوفه عليكي ده مش شفقة !!
اوقفتها حورية بدموع :-
_ خايفة اصدق ...ايوة حاسة بس خايفة ، ياريت تفهميني بقى ، اللي حصلي مش مخليني عارفة اصدق حاجة ولا اثق بحد ، مرعوبة اصدقه واكتشف حاجة تانية غير ظني فيه ، أنا مش حمل صدمة تانية
اقتربت منها نعمة قائلة :-
_ عايزة اقولك انك لو حبيتي عز الدين ولو للحظة واحدة بجد عمرك ما كنتي هتحسي بياسين .....احساسك لعز كان اعجاب أو انبهار أنه حلم لبنات كتير ...احنا ساعات بندور على الحب في أي حد وخلاص وده اللي حصلك مع عز ....في عز اللي انتي فيه واللي حصلك كان لا يمكن تقي بحد بسرعة بس انا عارفة انك وثقتي في ياسين وخايفة يطلع كداب ....هو ده الحاجز اللي بينك وبينه ...الخوف
اعترفت حورية :-
_ الخوف ....منه ومن نفسي ، لسه احساسي بالتوهة ما فارقنيش ، يوم ما يفارقني هكون اتأكدت من كل حاجة ....
تابعوني على صفحتي الشخصية... سندريلا الابداع_رحاب إبراهيم
__________________________________________صلِ على النبي
بفيلا الجمّال
ظلت قمر جالسة وهي تقضم اظافرها بحركة عصبية حتى قررت شيء بشكل جنوني ....اخذت هاتفها وبحثت عن رقمه حتى تخبره بما حدث واجرت الاتصال بالفعل ....
خرج محمود من شقة سامح بعدما يأس من رحيل داليا وهي جالسة بمقعد قريبة من شرفة الغرفة الخاصة بسامح .....تظاهر سامح بالغفوة حتى تاه بها بالفعل ولم ينتبه لصوت هاتفه الذي تركه على اريكة الصالون ....
تسللت داليا حتى لا توقظه وترى من المتصل .....
خرج متوجهة للصالون ثم رفعت الهاتف لتتسع عيناها بغيظ وهي ترمق رقم قمر التي حفظته عن ظهر قلب ...رمت نظرة جانبية على الباب الذي تركته مفتوح فكتمت صوت الهاتف ب زر جانبي وتسللت مسرعة الى الباب واغلقته بهدوء دون أن يشعر ......
ابتعدت قدر المستطاع عن الغرفة ثم فتحت الاتصال وهي تتوعد فقالت بنعومة ودلال زائد :-
_ الو .....ثواني كدا بس
تظاهرت أنها تتحدث مع سامح قائلة بغنج مفتعل :-
(سامح ...هرد على الفون واجيلك )
اخرجت ضحكة مثيرة من شفتيها لتتسع حدقتي قمر بصدمة وتسربت دموع الصدمة من عينيها .....تابعت داليا :-
_مين معايا ؟ بقلم رحاب إبراهيم
لم تستطع قمر النطق وكاد أن يتوقف قلبها حتى وقعت يداها بالهاتف على قدميها.....كررت داليا تساؤلها مع اظهار بعض الضحكات المفتعلة كي تؤكد أن احدا بجانبها لتقل قبل أن تغلق الخط :-
_خلاص يا بيبي هقفل محدش بيرد
نظرت قمر لشاشة هاتفها التي اضاءت بانتهاء المكالمة وبدأ صوتها يهرج ببكاء والم حتى تلقت رسالة من هاتف سامح وقد كانت داليا المرسلة
(ما تتصليش بيا تاني أنا قرفت منك ...وانا اصلا خطبت واحدة ضفرها برقبتك ....لو عندك دم ما تتصليش بيا تاني )
حدقت قمر بالرسالة بصدمة اكبر من سابقتها ولم تصدق أنه هو من كتب تلك الكلمات .....انسحب من قلبها الامل إلى الأبد ...وضعت يدها على وجهها واجهشت في بكاء اغرق عيناها ندما على حبها لهذا المخادع ...
ابتسمت داليا ابتسامة واسعة وهي تمسح الرسالة من الهاتف ثم وضعت الرقم على قائمة الحظر ....قالت :-
_ انتي اللي اتصلتي يا قمر والقدر وقعك معايا ....سوري
وضعت الهاتف بابتسامة منتصرة ثم ذهبت له مجددًا بعد أن وضعت الهاتف مكانه مرة أخرى ...
تململ سامح قليلا فاستيقظ على هذه الحركة ليرمقها وهي تدلف من الخارج بتعجب ...قال بدهشة :-
_ أنتي لسه هنا يا داليا؟ !! أنا بحسبك مشيتي !!
قالت بمكر :-
_ لأ موجودة ...كنت بعدل الميكب بس عشان همشي بعد شوية قبل ما الليل يدخل ...
ابعد عيناه عنها بضيق وقال :-
_ اصل ما ينفعش نبقى احنا الاتنين هنا لوحدنا ...مش اصول !!
اجابته بمرح :-
_ ايه يا سامح ما احنا في الاستوديو ساعات كتير كنا بنقعد لوحدنا وعادي ، وبعدين ما تنساش أني خطيبتك دلوقتي وماينفعش اسيبك في الحالة دي
التفت اليها بشك :-
_ قصدك إيه ؟
ابتسم وتحركت اتجاهه وجلست على مقعد وثير بجانب فراشه واجابت بنظرة خبيثة :-
_ هأجر الشقة اللي قصادك ، أنا عارفة أنها فاضية ، هأجرها وابقى جانبك على طول ،لا تشغل بالك بالناس ولا بحد ، لو حبيت اجيلك الساعة ٣بليل هجيلك واطمن عليك ومحدش هياخد باله ، وكمان عشان اراعيك في الظروف دي ...
ضيق عيناه بغضب من لعبتها التي يتأكد لحظة بعد أخرى إنها سبب ما حدث ....قال برفض اتضح على ملامحه :-
_ أنا ما بخافش من حد ومش هاممني الناس ، لكن الصح يتعمل ، أنتي ما ينفعش تبقي معايا هنا لوحدك
تساءلت بخبث:-
_ ليه ؟!!
راوغ في اجابته واعلن تحديه مع مكرها :-
_ عشان الشيطان شاطر يا حبي ، ما اقدرش اشوفك وانتي جانبي ونبقى لوحدنا كمان وهفضل كدا !!! ، مش عايز اتهور ، خلينا بعيد احسن لحد ما يجمعنا بيت واحد بالحلال ....
رفعت حاجبيها بضحكة :-
_ ما تخافش عليا يا قلبي ، حتى لو أنت اتهورت أنا مش هسمحلك ، وقراري ده عشان الظروف اللي انت فيها مش كدا وخلاص ...أنت مكبر الأمور
سامح بغيظ :-
_ يعني قررتي خلاص ؟!!
هزت رأسها بالايجاب ليصمت هو بشعور كريه لتلك الفتاة التي لم يظن سابقا إنها بتلك المكر والشر !!
نهضت ورفعت حقيبتها على كتفيها وقالت بابتسامة :-
_ من بكرا بأذن الله هكون جانبك للأبد ....
اشارت له بمرح وخرجت من الغرفة ....راقبها حتى تأكد من خروجها من الشقة بالكامل حتى تنفس الصعداء .....قال بعصبية :-
_ كل ما اخلص منك الاقيكي بتقربي اكتر !!! ، بس عمرك ما هتكوني مراتي حتى في احلامك يا داليا ...بدأت اتأكد أنك انتي اللي ورا كل اللي حصل ، والغبية التانية حتى ما فهمتنيش حاجة عشان اقدر اتصرف .....
وقف بنصف الغرفة يزفر بغضب ورغم عصبية قمر ولكنه يشتاق لسماع صوتها بجنون .....
بحث عن هاتفه في الغرفة ولم يجده فخرج الى الصالون وبحث عنه على المقاعد ليجده أخيرًا على الطاولة الزجاجية فتذكر أنه تركه هنا قبل مجيء صديقه محمود .....
بحث عن اسمها واجري اتصال من رقم خاص به لا يعرفه احد حتى لا تغضب ولا يهدر كرامته امامها أكثر من ذلك .....
رفعت قمر رأسها بعين قد بدأت تنتفخ من البكاء ورمقت الهاتف الذي يعلن عن اتصال مفاجئ ....نظرت للرقم الغريب وشعرت بضيق شديد وقررت أن تغلق الهاتف ولكنها تراجعت عندما تذكرت تلك السيدة بمنزل امها القديم ...اجابت وتمنت أن تكون هي ....تحدثت ولكنها لم تلقي اجابة :-
_ الو ؟ ......الو ؟
شعر سامح من نبرتها أنها تبكي فكاد أن يتحدث ولكنه ارتبك من النتيجة فصمت واكتفى بسماع صوتها. فقط ....
عاودت التحدث بعصبية لتهتف بغضب ثم اغلقت الخط ....
ظل شاردا لدقيقة بقلق ثم قال :-
_ هي قمر مالها حاسس انها كانت بتعيط !! معقول اكون وحشتها ولا في سبب تاني ؟
وضع الهاتف وبدأ يتزايد بداخله شعور القلق ......
___________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله
اتى الى غرفتها فور وصوله .....لم يمتنع من قطف بعض الورود لأجلها حتى وقف على عتبة الغرفة متلهفا لرؤيتها :-
_ صباح الخير
كانت تنقش بعض الرسومات البسيطة بتقطيبة على ملامحها لتلتف اليه بنظرة متذمرة :-
_ اتأخرت النهاردة على فكرة ، ولا أنت ناوي فعلا توقف الدروس ، ارجوك لأ
اقترب إليها ببطء حتى وقف امامها وقال بإختصار :-
_ لأ مش هوقفها بس مش عشان نادر ، عشانك أنتي ، بس هقلل الحصص شوية ، بس هبدلها بحاجة هتعجبك أوي
تعجب ثم تساءلت بفضول ولمعة ضائقة بعيناها :-
_ ايه ؟
جلس محمود على مقعد امامها قائلا :-
_ زي ما حبيتي تساعدي نادر ، أنا كمان محتاج مساعدة منك ، محتاجك تسمعيني ، أو محتاج حد يسمعني
اجابت مباشرة :-
_ مافيش مانع طبعا ، تقدر تبدأ من دلوقتي لو حبيت
نظر اليها بعذاب :-
_ حبيت اوي
اعتدل بحديثه عندما رمقته بتعجب وقال :-
_ هبدأ من ساعة ما ولدي توفى ....
تركت ميرنا ما بيدها وانصتت له بهدوء....
________________________________________الله اكبر
وقف ياسين بالسيارة أمام منزل ناريمان "طليقته" ونظر نظرة طويلة لذات المبنى التي اهين فيه سابقا من والدها ....تنهد تنهيدة طويلة قبل أن يترجل من السيارة واخبر الحارس بشيء ......
وقف منتظرا لحظات حتى خرجت ناريمان راكضة بمجرد معرفتها بوجودها امام فيلة والدها ....ابتسمت له بسعادة وقالت وهعي تشير للداخل :-
_ ادخل ماينفعش تقف كدا !!
رفض ياسين بهدوء وقال :-
_ أنا عايز اشوفه قبل ما اسافر ، مش لازم ادخل
نظرت له وهي تقترب مع كل خطوة اليه وقالت متمعنة بوجهه ذات الملامح الرجولية البارزة بوسامة شديدة :-
_ مستعدة اعتذرلك تاني ومليون ،ومستعدة اخلي بابي يعتذرلك ، بس تنسى اللي فات يا ياسين
لم يريد أن يغضبها أو ينفعل دون الحاجة لذلك فقال :-
_انا فعلا نسيت اللي فات يا ناريمان ومسامحك ، لكن ما ينفعش نرجع لبعض
تاهت ابتسامتها التي اتسعت من جملته الأولى فقالت بلوم ودموع :-
_ ليه ...كرهتني ؟!
نفى ذلك بصدق :-
_ ما كرهتكيش لأني ماحبتكيش اصلا ، لو بحبك كنا رجعنا لبعض من زمان وماكنتش هستنى لما انتي تكلميني ، مش هينفع نرجع عشان مافيش بينا أي مشاعر وهنعيش زي ما كنا عايشين قبل كدا ....انا مش هقبل بالحياة دي تاني مهما حصل
هتفت ببكاء :-
_ مافيش حب ولا مشاعر !!! ، يعني وهمتني انك حبتني قبل كدا ؟!!
اجابها موضحا :-
_ انا فعلا كنت معجب بيكي بس ما وصلتش لمرحلة أني احب ابدًا وده كان واضح من البداية ماكدبتش عليكي ، أنا عمري ما كدبت عليكي ولا على حد ....ولا كان بينا قصة حب يا ناريمان عشان تعاتبيني كدا !! شوفتك مناسبة ليا وبينا اعجاب وفي لحظة تسرع قررت اتجوز لأني ما بحبش اللف والدوران .....
نظرت باتجاه آخر ولم تستطع أن تجيبه فهو محقا ...قالت بنظرة مترجية :-
_ طب وابننا ؟ هيفضل مشتت كدا بينا !!
ياسين وقد بدأ ينفذ صبره :-
_ ابني مش مشتت ، بس بطلي تجبريه يتصل بيا ويخليني اجي هنا، أنا عارف ابني وحافظه لما بيكون مجبور على شيء ، ولو أنا مش بحترمك كنت حيت اخده وماكنتش خليتك تشوفيه تاني واقدر اعمل كدا لكن عمري ما هعمل كدا واحرمك منه ، لو فعلا يهمك مصلحته يبقى خلي علاقتنا اخوة وصداقة واحترام ....عشان يحترمنا
ظهر الصغير راكضا بضحكة عالية وهو يركض على والده بلهفة وشوق ..رفعه ياسين اليه بابتسامة حنونة محبة لذلك الصغير الذي يمثل قطعة منه ....لف الصغير يداه الرقيقة حول رقبة والدها بابتسامة ....
عادت ناريمان للداخل وهي تبكي بصمت وتركتهم .....
قال ياسين بمرح :-
_ هسافر كام يوم واجيلك تاني ، اجيبلك معايا ايه يا بطل ؟
فكر الصغير بنصف عين مما جعل ياسين تتسع ابتسامته ليبدأ الصغير بتعداد الاشياء التي يريدها ....ضمه ياسين لفترة طويلة ثم ودعه بابتسامة .....
دلف الصغير للداخل مرة أخرى وقد راقبه ياسين بمحبة فائقة ثم توجه بسيارته للمشفى الموجودة بها شقيقته .....
__________________________________________صلِ على النبي
توقف محمود عن الحديث لتدلف الممرضة بموعد الغداء اليومي ....نهض بابتسامة قائلا :-
_ هجيلك تاني ، بس ممكن بليل بقى على ما اشوف نادر وبقية الحالات
اشارت له ميرنا بنظرة حنونة وراقبته وهو يخرج بألم مما اخبرها به ....ناولتها الممرضة دواء ما قبل الطعام مع كوب ماء ......
بدأت في تناول الطعام الذي يأتيها من فندق قريب اتفق معه شقيقها ياسين على ذلك ....انتبه لصوته فجأة فنظرت بابتسامة قائلة :-
_ خلاص مسافر يا ياسو ؟
اقترب اليها ضامما اياها بين ذراعيه بقوة حنونة ثم اخذ الطعام وبدأ يطعمها ببيده .....قال :-
_ وحشتيني يا بنوتي
تذمرت بمرح :-
_ من امبارح !!
مرر يده على شعرها برقة قائلا بصدق :-
_ وهو في اب بيكتفي من ولاده !! انتي بنتي زي يزيد بالضبط
ابعدت الطعام من يده ثم ارتمت على صدره بدموع قائلة :-
_ هتوحشني اوي يا حبيبي لحد ما توصل ، ربنا ما يحرمنيش منك يارب
ضمها بقوة مبتسما وقال :-
_ طلعي بقى اللستة بتاعت كل مرة عشان اجيبلك كل اللي نفسك فيه ، اوعي تقولي نسيتي تكتبيها ؟!!
ابتعدت بنظرات مرحة ثم اخرجت ورقة اسفل وسادتها ووضعتها بجيب جاكته بضحكة .....اخرجها ياسين من جيبه ونظر فيها لتتسع ضحكته بالتدريج ....قال مبتسما :-
_ طفلة !! وهتفضلي طفلة
اخرت لسانها له لترتفع ضحكته عاليًا واخذها مرة أخرى لذراعيه ....
__________________________________________لا إله إلا الله
نسم الليل ضياء نجومه على الكون ....واتى هبوب الرياح عاصفاً لهذه الليلة ...تاهت بعد مدة بكاء طويلة في النوم ، تاهت وهي على مقعدها بالحديقة ....لم تأمن غدر الطقس حتى هطلت السماء بالمطر ....ارتجفت بجسد متيبس ولم تستطع النهوض من حرارة جسدها...وكأن العالم تركها بمفردها فجأة .....
لم يستطع أن يستمع لصوتها على هذه الحالة ويقف عاجزا ...اتى اليها وقد لاحظ خلو البوابة الخارجية من وجود الحارس ، فأدرك أنه بسبب الامطار ....ولكنه لاحظ شيء اربكه ...
لمحها وهي نائمة على مقعد من الخشب والامطار تضرب وجهها دون أن تكترث لذلك ....ادرك أنها نائمة من سكونها واغلاق عيناها ولكنه تعجب من سوء حالة الطقس وعدم شعورها بلفح البرد الشديد ....
اقترب رغمًا عنه ونسى كل شيء يمنعه من الاقتراب ، ورغم تنكره بعض الشيء بأشياء كان يستعملها بحفلاته الليلية حتى لا احد يلمحه وهو يراقب ظهورها من الخارج إلا انه على يقين لو استيقظت ستتعرف عليه في الحال ....
وقف متأملات تلك النائمة بعشق ليلاحظ تمتمتها وارتجاف الذي اوضح حالتها الصحية ....قال محاولا افاقتها :-
_ قمر ؟ قمر فوقي ؟
لم تستجب لأي صوت بل زاد ارتجافها والعرق يتصبب من جبينها بشدة ، تحسس جبينها فأدرك أنها تتعرض لنوبة عنيفة من الحمى ....جف ريقه بخوف .....حتى حملها بين ذراعيه للداخل واستقبلته احد الخدم التي لم تتعرف عليه قائلة :-
_ ااانت مين ؟
هتف بها بعصبية :-
_ اتصلي بدكتور بسرررعة
رمقت الخادمة قمر التي بدأت تتحدث ببعض الكلمات التائهة فأدركت أن الامر يخصها فأسرعت الى الهاتف بالجوار واتصلت بالطبيبة التي اعتادوا الاتصال بها بهذه الاوقات ......
وضععها على الفراش جالسا بجانبها بنظرات مرتعبة من وضعها وحاول افاقتها كثيرا حتى اتت الخادمة :-
_ لو شمحت يا استاذ اطلع برا عشان اغيرلها هدومها المبلولة دي قبل ما الدكتورة تيجي ، ده المطر غرقها
خرج سامح رغما عنه من الغرفة وقلبه يدق بسرعة جنونية خوفا عليها ، اتت الطبيبة بعد نصف ساعة ودلفت اليها مباشرة ......
استمر خارج الغرفة حتى انتهاء الفحص ، خرجت الطبيبة وهي تعطي روشسته الدواء للخادمة وقالت :-
_ نزلة برد جامدة وحرارتها عالية ، بس أن شاء الله هتتحسن بعد يومين بالضبط
اخذت الخادمة الروشته حتى اوقفها سامح متسائلا :-
_ هي فاقت ؟
اجابت الخادمة :-
_ شوية ، دايخة كدا ، بس انت مين وازاي دخلت الفيلا اصلا ؟
اجابها وقد قرر الذهاب قبل أن تعرف قمر انه هو :-
_ الباب كان مفتوح ومحدش موجود برا فدخلت اسأل على عنوان قريب من هنا وشوفتها .....
شكرته الخادمة ثم توجه ذاهبًا من الفيلا بأسرع وقت .....
جلس بسيارته وهو يتنهد بألم فلو كان الامر استمر بينهم مثلما خطط لكان اختلف وضعه الآن ...حرك المقود وابتعد في الطريق ....
___________________________________ سبحان الله وبحمده
بدأ وعيها يعود تدريجيًا حتى بعد أكثر من ساعتين انتبهت لما حدث لها وآخر شيء تتذكره انه حملت على يد رجل بلحية طويلة ، ويرتدي نظرات سوداء ملفته بغموض لم تنتبه لصوته فهو كأنه يتحدث من خلف الزجاج ...سألت الخادمة :-
_ مين االي جابني هنا ؟!!
اجابتها الخادمة التي اخذت على عاتقها رعايتها حتى تفيق :-
_ واحد كان بيسأل على عنوان وشافك وانتي نايمة في الجنينة والمطرة نازلة عليكي وانتي في دنيا تانية .....
تشبثت قمر بدثارها الثقيل وشعرت بالبرد أكثر ....تعجبت بريبة من امر هذا الغريب الذي لولاه لكان الأمر اسوء من ذلك بكثير
تلقت بعد ذلك مكالمة هاتفية من نسرين كي واخبرتها بمدى سوء الحالة الصحية التي اصبح فيها .....ولكن قمر لم تخبرها بما حدث لها ولم تثقل عليها الهموم فتظاهرت أنها على ما يرام .......
انتهى الاتصال وقد عزمت قمر على شيء .....بات هذا المكان يذكرها بأشياء مؤلمة ، كلما توجهت به تراه فيها .....
__________________________________________سبحان الله العظيم
لم يزر النوم عيناه طيلة الليل حتى اصبح باليوم التالي ويبدو عليه الارهاق بقوة ، احكم الرباط الطبي على قدميه مرة أخرى ليتفاجئ بوجود داليا وهي تدلف لغرفته فجأة ...كاد أن يصب غضبه عليها حتى استقبلته بنظرة مبتسمة :-
_ عملت اللي قولتلك عليه يا قلبي ....من النهاردة أنا جارتك ومش هتغيب عن عيني لحظة .....
اغمض عيناه بقوة حتى لا يكيل عليها الشتائم فقال بعصبية :-
_ في واحدة تدخل اوضة واحد عازب كدا ؟ مالك يا داليا في ايه ؟!!
لوت شفتيها بنفاذ صبر :-
_بطل بقى يا سامح التفكير ده !! احنا في عصر ايه احنا !! في ناس بقوا يعيشوا مع بعض كمان ومع ذلك انت عارف سبب وجودي هنا ايه !!
دفن رأسه بالوسادة متمسكا بلجام اعصابه :-
_ لو سمحتي اطلعي واقفلي النور ، عايز اناااام
رمقته بغيظ ولكنها اطاعت الامر ، رفع رأسه ثم القى الوسادة على الارض بغضب .....
__________________________________________سبحان الله العظيم
التزمت قمر الفراش حتى تستطع التحرك دون أن تدور رأسها ثم اجرت اتصال على نسرين فأجابت الأخرى :-
_ الو ؟
قمر :-
_ ايوة يا نسرين اخبار بابا ايه ؟
اجلبت نسرين بحزن :-
_ مافيش جديد ربنا يستر ، انتي اخبارك ايه
قالت قمر :-
_ بصراحة كدا نفسيتي تعبانة اوي ، هروح اقعد في بيت امي القديم لحد ما تيجو بالسلامة
رفضت نسرين الامر فطمئنتها قمر :-
_ ما تخافيش ده آخر مكان ممكن يدورو عليا فيه ، انا بس كنت متردد اروحه عشان قديم اوي ، لكن دلوقتي غيرت رايي ....
صممت نسرين على رفضها فتابعت قمر :-
_ عشان خاطري ما تزعليش ،بمجرد ما ترجعي هرجع انا كمان وما تخافيش عليا هما ما يعرفوش العنوان اصلا
قالت نسرين وقد ضاقت من صميم قمر :-
_ خلاص روحي وخلي بالك من نفسك يا قمر
قمر :-
_ ما تقلقيش ، بس عايزة عنوان المستشفى عشان ازور والدك
نسرين :-
_ لا يا قمر ده سفر وهتتعبي ، لما يقوم بالسلامة ويجي القاهرة ابقي تعالي زوريه براحتك ، لكن دلوقتي مافيش داعي هو كمان مش حاسس بأي حد حواليه ...
قالت ذلك ثم بكت بألم .....واستها قمر حتى هدأت ثم انتهى الاتصال على انتظار الرحيل من مكمن الذكريات حولها .....
__________________________________________صلِ على النبي
مر اليوم ليأت مسائه .....ويأت الشوق الملتهف لسماع صوته ...حرصت على أن تترك النافذة قبالتها مفتوحة حتى ظلام الليل الدامس ...دقت الساعة ال ٩ ولكنها تعلم أن هناك فارق توقيت وهو يدرك أيضا .... انتظرت بلهفة كبيرة حتى دق هاتفه الذي لم يفارق عيناها وكأنها تنظر له هو ....كادت أن تهب من مقعدها ولكنها عجزت عن ذلك بسبب حالة الدوران التي تصيبها .....اجابت :-
_ ايوة معاك ؟
سمعت صوته عبر الهاتف مثلما تسمعه وهو امامها ، ولكنه الآن كان أكثر دفء ...قال برقة :-
_ الارض وحشها الغريب ولا الغربة كانت احن عليه من وطنه ؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والعشرون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيمتابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا