مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثاني والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم.
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثاني والثلاثون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم |
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثاني والثلاثون
_ شايف اجمل عيون شوفتها في حياتي ، عيون وحشاني طول اليوم ..
تورد وجهها الشاحب من البكاء وارتعشت شفتيها بابتسامة مترددة وخجولة ...بادلها بنظرة عاشقة حتى اخفضت عيناها خجلا ثم قالت بتلعثم:-
_ بعد أذنك
لم يتركها تذهب هذه المرة أيضًا وقال :-
_ ممكن نتكلم شوية ؟
مرت عيناها سريعا بنظرة على وجهه ثم اسدلتها مجددا وفهم موافقتها الصامته ،ابتعد بنظرات متسلية وعاد الى مكتبه جالساً وأشار إليها كي تجلس أمامه .....توجهت الى مكتبه بخطوات خجولة وكأنها عادت مراهقة صغيرة ...جلست وتجنبت نظرته الثاقبة التي يرمقها بها ثم رفع كوب العصير التي اتت به إليه ورفضه منذ دقيقة وبدأ يرتشف منه ولم تبعد نظرته الماكرة عنها ...ابتسمت وهي تزيل دموعها بأناملها واحبت تلك اللافته منه ....وضع الكوب أمامه متلذذا بمذاقه :-
_ جميل أوي
ابتلعت ريقها بخجل ثم قالت :-
_ مش أنا اللي عملته ، أنا بس جبته ليك
ابتسم بدفء :-
_ بإمكانك تخلي حتى الوجع له طعم معاكي ....على فكرة عجبني كلامك
تعرقت يدها من التوتر الذي يضعها به وكلامته التي تشبه عيناه في تعرية افكارها بسهولة .....تابع وهو ينهض من مقعده متوجهًا ليجلس أمامها مباشرةٍ :-
_ فعلا الغريق وهو في الدوامة مش بيعرف يستنجد بأي حد ، اقصى حاجة ممكن يعملها أنه يرفع إيده للنجدة ....بس في حاجة هنا ....مين اللي كان سبب غرقه من البداية ؟
وقفت غصة بحلقها من صدمة هذا السؤال ورفعت عيناها له بعتاب ليقل ياسين مضيفاً بعد أن لاحظ الدموع بعيناها :-
_ هسألك السؤال تاني ....حبيتي قبل كدا ؟
صمتت وامتلأت الدموع بعيناها مع رجفة ظهرت بأنامل يدها المضمومة ببعضها ...راقب انفعال ملامحها وكأنها تخوض معركة تعرف أنها خاسرة .....ابتلع شيء من المرارة بحلقه أن قلبها كان لرجلا قبله ، وأن دقاتها نشدت حروف اسما آخر ....نهض من مقعده بصوب نافذة المكتب الزجاجية .....شعر بغيرة قاتله لم تهجم على قلبه من قبل ....رفعت عيناها بحيرة من إخباره وعذابها من نظرته الحزينة بغضب صامت ....
وقف أمام النافذة مراقبًا المطرة الخفيفة وهي تتساقط وتمنى ان يتساقط حزنه مثلها .....قال فجأة بنبرة تحمل من الألم والغضب شيء كالاعصار :-
_ لسه بتحبيه ؟
نطقت سريعا وكأنها تهمة وجهت لها ،قالت بملأ فمها :-
_ لأ ....صدقني ما حبتهوش
تابعت بنبرة باكية وقلقة من صمته :-
_ كان مجرد احساس لفترة بس والله ما حبيته ....
قال بصوت لا يعبر عن شيء وهو مواليا لها ظهره :-
_ طب بتعيطي ليه ؟!
اجابت بحزن ودموع :-
_ عشان مش عايزاك تفهمني غلط ، أنا مالحقتش افرح اننا اتصالحنا ، هو أنا لو حبيته كنت ________بقلم رحاب إبراهيم
قالت ذلك بإندفاع دون أن تدري فقطعت جملتها الآخيرة بحذر
استدار إليها مبتسما وتبينت أنه كان يختبرها :-
_و أنا ما اقدرش اسيبك زعلانة ...انسي اللي فات .....اللي فات مايهمنيش ومش عايز أعرفه ، صابر وهصبر معاكِ ...لآخر نفس فيا
وتابع بنظرة متسلية ومبتسمة :-
_ لو أعرف أنك هتفرحي للدرجة دي اننا اتصالحنا ماكنتش زعلتك ابدًا ...
توجه إليها خاطفا زهرة اوركيد من ڤازة صغيرة على مكتبه ووقف أمامها قائلا بابتسامة يملأها العشق وهو يوجهها لها :-
_ حقك عليا
انتقلت عيناها الدامعة من الزهرة بيده إلى عيناه بصمت عميقٍ منها ...تشعر إنه استجابة كل الدعوات ....وإنه قارب النجاة الذي أرساها للبر بأمل الحياة ...وإن كانت هي الغريق فهو البحر الذي تاهت به وذابت بأمواجه ....لم تتمنى افضل من ذلك المشهد بأفضل احلامها ...وكيف تتمنى افضل من هذا ؟! رفعت اناملها المرتجفة لتأخذ الزهرة البيضاء حتى لامست رغما عنها أطراف اصابعه وسرت رجفة صاعقة بكامل جسدها حتى سقطت الزهرة من يدها دون قصد ....نظرت اليها لثوانٍ حتى جثت لتلتقطها سريعاً فشاركها في ذلك ....بقلم رحاب إبراهيم
سحبت يدها سريعا من على ساق الزهرة الملقاة أرضا بعد أن شعرت بأنامله مصادفةٍ على بشرة يدها وتشابكت نظراتهم بمحبة فائقة ...وقفت مرتبكة برجفة حتى نهض مرة أخرى مبتسما بخبث قائلا :-
_ في ابجدية في المشاعر ...لازم تتقرأ حرف حرف عشان لما نوصل للنهاية نعرف نجمع الكلمات ....نبدأ بأول حرف ....الألف
ابتلعت ريقها بصعوبة ودقات عالية وهي تشعر أنه سيقل كلمة يتمناها القلب .....اضاف بمكر :-
_ أوركيد ....زهرة الأوركيد
اعطاها الزهرة مرة أخرى واخذتها بأرتباك واضح على وجهها حتى قالت بتلعثم :-
_ جميلة
قال متعمداً:-
_ بحبها
اتسعت عيناها بحمرة شديدة على وجنتيها لتتسع ابتسامته :-
_ الأوركيد
اطرفت عيناها عدة مرات بابتسامة ودت لو استطاعت أن تخفيها لتظهر أكثر ثبات ....قالت :-
_ بعد أذنك ...تصبح على خير
في ظرف دقيقة كانت خرجت من المكتب ملتقطة انفاسها المتسارعة بجنون مع ابتسامة متوردة زينت خديها لتأخذ حقيبتها الصغيرة وبيدها الوردة البيضاء تعبق انفاسها بعطر ك عطر الملوك ثم اسرعت للطابق الأعلى ......
لمحتها الممرضة إيمان بحقد يتغلغل بقلبها وتوعد يستعر بعقلها الذي قرر الانتقام ....
********
ارتدى معطفه الشتوي مبتسماً بسعادة ثم تقلصت فرحته ليتذكر امر يخفيه عنها إلى الآن .....أمر زواجه السابق ، بقلم رحاب إبراهيم ،وقف مستندا بيداه على حافة المقعد وقال :-
_ مش عارف هيكون رد فعلك إيه بس قبل ما اقولك على أي حاجة لازم اتأكد أنك بتحبيني زي ما بحبك ....مش عايز أي حاجة تبعدك عن الطريق ده وانا بحاول اقربك مني ....خايف تبعدي زي ما أي عاشق بيخاف من فراق اللي بيحبه ....
_______________________________________صلِ على النبي الحبيب
بهذا اليوم انتقل سامح بالشقة المتفق عليها من صاحب المبنى وقد علمت قمر بذلك فأرتاحت بعض الشيء من ابتعادها عنها قليلا ....فهي اتت لتجمع شتات فكرها وقوتها حتى تستطع مواجته ...بقلم رحاب إبراهيم ،وهو إلى الآن لم يثبت أنه صادق !! ....اعدت فنجان من القهوة وخرجت تستنشق بعض الهواء بخارج الغرفة .....وقفت تتأمل مساحة الفراغ بين المباني القديمة حتى فجائها صوته وهي تضع الفنجان على حافة السور المصفوف بالطوب بالأحمر .....
_ مشتاق لعينيك مشتاقلك ، مشتاق وأنا لسه مقابلك ...
اخفت ابتسامتها لتقف بثبات دون تعابير حتى وقف بجانبها متأملا ما تنظر هي اليه ثم رمقها بنظرة جانبية ....قال :-
_ القمر ندالي ولبيت الندا .....
لوت فمها بسخرية وقالت :-
_ بقى القمر ندالك ؟!!
هز رأسه بالايجاب بابتسامة :-
_ اه ...قالي الحق في قمرين في السما ....اوعى النيزك يضرب السطح يا سامح ، لأ هتستظرفي هبهدلك ألش هههههههههه
حاولت أن تقاوم ولكنها لم تستطع فاتسعت ضحكتها رغما ...تطلع اليها بابتسامة واسعة وقال :-
_ القمر بيضحك عليا ليه .....بم تفسر ؟
استطاعت أن تعود لثباتها وقالت :-
_ ج....عشان اسلوبك قديم أوي
ضيق عيناه بسخرية وأخذ فنجان القهوة الذي اعدته قائلا بعد أن ارتشف منه رشفة سريعة :-
_ هروح اعمله updat ، القهوة دي تلزمك في حاجة ؟
قالت بثبات وعلامات المرح بعيناها ظاهرة :-
_ لأ خدها
قال بضحكة ماكرة :-
_ طب ما أنا جاي عشان اخدها ....Good Night Baby
ذهب من أمامها بنظراته الماكرة ليأت بعد دقيقة قائلا بهمس :-
_ يعني تصبحي على خير يا حبي ....يا جاهلة
ارتشف رشفتين من القهوة بابتسامة واسعة ثم ذهب لشقته بالأسفل ...اطلقت ضحكتها المكبوته وقالت :-
_ فظيع !!
_____________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله
بغرفة تكاد تكون شِبه مظلمة ،رفع فهد غطاء اسود من رأس مجرم مقيد بالاحبال السميكة ....حرك المجرم رأسه كأنه يحاول أن يفيق وترتعش جفونه من الضوء المفاجئ ...وضع فهد مقعد ووجه ظهر المقعد لهذا المجرم وجلس عليه مستندا بيده على ظهر المقعد بنظرة حادة ......
اطرف المقيد عيناه عدت مرات حتى نظر لفهد بنظرة مصدومة وخائفة ....قال بعد أن استطاع أن يخرج صوته :-
_ فهد باشا !!
رفع فهد حاجبيه بتعجب وقال :-
_ ده أنت تعرفني بقى !!
ابتسم المقيد بسخرية واجاب:-
_ وهل يخفى القمر !! .....محدش مايعرفش فهد الشريف ، صيتك مسمع ياباشا .....طلباتك ؟
ابتسم فهد ابتسامة سخرية :-
_ على طول كدا ؟!! مش لما نرحب بيك الأول ...ده أنت ضيفي يا راجل وأول مرة تشرفني .....واجبك عندي
نهض فهد وزمجر بصوته وقد استعد ليهتف المقيد بحركة خائفة من كتفيه :-
_ لا ياباشا استنى ....صدقني مش هتستفاد حاجة ...أنا كلمتك بصراحة من الأول وقلتلك طلباتك لأني عارف الداخلة عندك هي النهاية ....بس أنا مش عايز اتصفى زي غيري ، أنا عندي ابني بإعاقة ومالوش غيري ...عايز اربيه
ضيق فهد عيناه بغضب وهو يخرج سلاحه غاضبا :-
_ ولما أنت عندك ابن وخايف عليه ليه بتموت ولاد الناس بالسم والسلاح اللي بدخله للبلد ؟!! ، ولا فاكر اللي بتزرعه مش هتحصده !! أنت فاكرني هصدق الكلام الهابط اللي بتقوله ده !! أنا هربيك وهطلعك من هنا وهخلي اللي معاك هما اللي يقتلوك عشان تبقى عبرة لغيرك .....
هتف الرجل بخوف حقيقي بعيناه :-
_ وأنت فاكر ياباشا أني ما حاولتش ابعد عنهم واسيبهم !! ، تفتكر أني عايش مرتاح وكل يوم ممكن اموت بطلقة من واحد ما يستاهلش حتى أنه يكون بني ادم !! ، أنا عارف أن عندك حق في كل اللي بتقوله وعارف أني غلطان ....بس طالب منك تسمعني ولو عرفت تحميني منهم اوعدك هبقى مرشد مخلص ليك ...أنت ماتعرفهمش ...أنا اللي عارفهم
وقف فهد وتأمله للحظات وقال بعد دقيقة :-
_ قول اللي عندك ....بس خليك عارف انا مابديش الفرصة مرتين ، يعني أي حوار منك هعرفه وهفرزه وساعتها أنت عارف هيجرالك ايه ....
امتلأت عين الرجل بأسى وقال :-
_ لفة الشوارع والنشل في العربيات ودتني في طريق الموت ...وقعت في ايدين ناس رسمولي الحلم اللي كل فقير بيحلمه يوماتي ...ما افتكرش يا فهد بيه أنك جربت أن ابنك يصرخ من الجوع وانت مافيش في جيبك جنيه تقدر تسد جوعه ....البشوات اللي المفروض بيعطفوا على الغلابة كنت لما بروح اشتغل عندهم بيمصوا دمي في الشغل وفي الآخر شوية فتافيت مابتكملش لآخر الشهر .....لما قررت اتصلح اشتغلت في مصنع وعرفت أن بتحصل عمليات مشبوهة فيه ....سكت خوف على لقمة عيشي بس لما عرفوا أني كشفتهم ما سكتوش ....٣سنين سجن ظلم خدتهم بين مجرمين ماطلعتش من وسطيهم غير لما بقيت العن منهم .....رجعت للشارع تاني وساعتها قررت اني ما ابقاش غلبان ....دخلت سكة الجحيم اللي بترفض الغلابة وفاتحة دراعها للشياطين بس ....دخلت جهنم برجلي والنتيجة هي اللي أنا فيه دلوقتي .....الموت مستنيني يأما على ايدك أو ايدهم .....يارتني فضلت غلبان ...
صفق فهد بيديه معجبا وقال :-
_ حلو أوي الفيلم العربي القديم ده ....انسى ...كله بيقول زيك واكتر منك وهما كلاب ومجرمين .....مافيش مبرر أنك تبقى مجرم !! ، الفقر مش هيجبرك ...
قال المقيد بلمعة منكسرة :-
_ مش الفقر لوحده اللي اجبرني يا باشا ....الخوف هو اللي اجبرني .... ياريت الخوف يموت جوانا بس ما بيموتش ده بيموتنا يأما فوق التراب ويعجزنا بأما تحت التراب مدفونين ....أنا مش بقنعك أني مظلوم لأني مش مظلوم ...بس مش عايز اموت
تحدث فهد مؤكدا :-
_ لو قولتلي الحقيقة وكل اللي تعرفه هعتبرك شاهد في القضية دي وهنقذك من حبل المشنقة ده غير كمان أن اللي خايف منهم دول هيتسجنوا ومحدش فيهم هيطولك ولا هيعرف أنك شاهد من الاساس ....
ابتسم المقيد بيأس :-
_ أنت بتمتحني ياباشا !! ، أنت عارف كويس أوي أن مجيتي هنا هتتعرف وهتوصلهم ..وعارف أن اللي ماسكين طرف الخيط من بدايته بيفضلوا بعيد ...الصغار اللي زيي هما اللي بيروحوا في الرجلين .....
صوب فهد نظرة ثاقبة للمقيد وتأكد من ذكائه فقال :-
_ قولي اللي تعرفه ومالكش دعوة ....
صمت المقيد لفترة وقال :-
_ قبل ما انطق بأي كلمة...اوعدني أن لو جرالي حاجة تاخد بالك من ابني واختي الصغيرة ....انا باعدهم عن كل حاجة بس مش هيبقوا في آمان لو مت .....
هز فهد رأسه قائلا بوعد صادق :-
_ اوعدك ...في حالة أنك طلعت صادق معايا ...غير كدا أنا اللي _____
قال المقيد مقاطعا بألم :-
_ مالوش لزوم تشك فيا ....أنا تعبت وعايز انضف منهم واعيش اربي ابني واجوز اختي لحد محترم ما يعايرهاش أن اخوها مجرم .....
اللي أعرفه هقولهولك حتى لو مش كتير بس اكيد هيفيدك وربنا معاك ....
سأله فهد :-
_ نبدأ بالتنازلي ......مين الكبير ؟
أجاب المقيد :-
_ ما اعرفهوش
وقف فهد بغضب وكاد أن ينقض عليه ليقل المقيد سريعا :-
_ بس أعرف اللي يعرفه ....وعايز اقولك أن اللي أنت بدور عليه وعايز تعرفه مش هطوله
جعد فهد حاجبيه بتعجب :-
_ ليه ؟!!
ابتلع المقيد ريقه بصعوبة قائلا :-
_ لأنه برا ....دول شبكة دولية اكبر مما تتخيل بيتجاروا في كل حاجة ...سلاح ،اعضاء، مخدرات ،أثار ...كل حاجة بيتجاروا فيها ...اللي بيديروا شغلهم هنا في منهم رجال اعمال ....انا ما اعرفهمش بس أعرف واحد يعرف واحد من الكبار دول ....لو قدرت توقع واحد فيهم يبقى هتجيب الباقي ....
وضع فهد سلاحه بحوزته مرة أخرى وتابع اسئلته ......
________________________________________سبحان الله وبحمده
وضع محمود الازهار بغرفة ميرنا قائلا بابتسامة :-
_ جبتلك ورد قبل ما امشي ....تصبحي على خير
ابتسمت ميرنا وهي تنظر للزهور الجميلة وقالت :-
_ خلاص هعمل العملية يا د.محمود ....بعد يومين
تبدلت ابتسامة محمود للقلق حتى هرب بعيناه لتقل هي بعدما لاحظت شروده :-
_ بس بأذن الله هفضل بعد العملية هنا ، مش همشي غير لما تزهقوا مني
لم يتبدل ضيقه وهو يقف ناظرا لها بخوف ....بقلم رحاب إبراهيم قال :-
_ مش هقعد اليوم ده في المستشفى
ضيقت عيناها بتفاجئ وقالت بعتاب :-
_ بقى كدا !!
حاول أن يبتسم قليلا لها ...جلس على مقعد قريب منها قائلا :-
_ ليا ذكرى حزينة مع العمليات ...بخاف منها خصوصا لو لغالي
اجفلت من حديثه قائلة بتسائل :-
_ غالي ! انا غالية عندك يا دكتور ؟!
ابتسم لها برقة قائلا :-
_لسه بتسألي !!
نهض من مقعده وأردف :-
_ هفضل جانبك قبل العملية طول الليل بس مش هقدر اكون موجود غير لما العملية تخلص ....غصب عني
تعجب :-
_ غريبة وأنت دكتور نفساني بتقدر تخلص الناس من مشاعرهم السلبية أنك تقع في التوهة دي !!
قال بألم :-
_ أنا انسان يا ميرنا مش ملاك ، بعاني زي أي حد يمكن اكتر من كل اللي حواليا كمان ....بس احنا ما بنوتهش في شيء غير لما نحسه أوي ....التوهة بتبقى للقلب مش للعقل ...لو بنقدر نحكّم عقلنا بس في كل خطواتنا ماكنش حد اتوجع ....
ابتسمت قائلة باعجاب :-
_ مش بعرف اسبق تفكيرك ....عموما انا مش زعلانة وهعذرك طالما هتيجي تطمن عليا ....
بادلها ابتسامتها كي يطمئنها أكثر :-
_ هتخرجي بالسلامة أن شاء الله
تابعوا الرواية على صفحاي الشخصية باسم ..سندريلا الأبداع _رحاب إبراهيم ___________________________________سبحان الله العظيم
تمددت حورية على الفراش بعد أن بدلت ثيابها وهي تتشمم عطر الزهرة البيضاء الأنيقة ....كل ما مر كان يتكرر أمام عيناها عدة مرات ...اضاء هاتفها برقمه فاتسعت ابتسامتها واجابت بصوت خجول :-
_ الو ؟
تنهد بعمق ثم قال بمكر :-
_ ايه ده حورية ؟! .....كنت بتصل برقم تاني طلعتي انتي !
اتسعت ابتسامتها دون صوت ثم قالت مراوغة بمكر :-
_ حصل خير ...مع السلامة
ارتفع صوته سريعا :-
_ لأ استني ......يوم الاتنين الجاي هيكون يوم اجازتك ....ممكن نتقابل نتكلم فيه في حاجة ضرورية ؟
تسارعت دقات قلبها بسعادة ....ابتلعت ريقها الذي جف فجأة ...وقالت :-
_ طب ما ممكن نتكلم في الشغل عادي
اجابها موضحاً بابتسامة ماكرة :-
_ طب بذمتك ينفع اتكلم وحواليا كل الشغل ده ؟! ، يعني ابقى طالع من عملية أو كشف واقعد اتكلم ! ، دي مسألة عايزة روقان وورد وعصير وحاجات كدا يعني .......وعشان افهمك أكتر أنا قررت اصبر بس وأنتي معايا .....كل حاجة هقولهالك في المقابلة دي مش هينفع في التليفون ...عايز اشوف عنيكي وأنا بتكلم
التقطت بعض من انفاسها التي تركض بعنف وقالت :-
_ بأذن الله
انتهى الاتصال لتضع الهاتف من يديها بعدم تصديق ...نهضت من فراشها سريعا وركضت للوضوء وانتهت بعد دقائق لتسجد بين يدي الله عز وجل وهي تبكي بشدة من السعادة الذي ارسلها لها تعويضا عن ما عانته ...
_____________________________________________الله أكبر
طل الصباح بابتسامة دامعة بسعادة على قلب الشقيقتان ......
وقفت قمر بالغرفة تنظر يمينا وشمالا بنظرات قلقة بعض الشيء وبيدها المكنسة اليدوية ذات الذراع الخشبي الطويل ....
حتى انتبهت لصوت بالخارج يبدو مزعج ....استنتجت المصدر وحاولت تجاهله لعدة دقائق ولكنها لم تستطع تجنبه أكثر من ذلك بقلم رحاب إبراهيم فخرجت بعصبية لتجد سامح يركض مرورا بقوالب الطوب وبعض الصفائح المعدنية ......وقفت متحكم رباط حجابها ومستندة على ذراع المكتسة بتذمر :-
_ اصطبحنا على الصبح !! أنت فاكر نفسك في نادي الجياد !!
وقف وهو يفرد ذراعيه يمينا وشمالا بقصد استفزازها وقال مبتسما بغيظ :-
_أنا متعود اشيل حديد والعب رياضة كل يوم الصبح
هتفت قمر بغيظ : خلاص عندك براميل على السطح روح شيلها وبطل ازعاج دماغي وجعتني
سامح بمكر : لا براميل ايه أنا عايز اشيل حاجة اخف من كدا .....
قمر وهي تبتعد واستنتجت ما يقصده ...ركضت الى غرفتها وبيدها المكنسة حتى ارتفع صوته بضحكة عالية ......
دلفت للغرفة وهي تلهث حتى شعرت بذات الحركة الغريبة التي اقلقتها طيلة الليل أسفل السرير ....اطرقت على حافته بذراع المكنسة حتى انتبه سامح للطرق من الخارج واقترب بحذر من الغرفة ليجدها تطرق على الفراش ....
وقف يتأملها بتعجب وقال :-
_ أيه ده أنتي اتجننتي !!
هتفت به بتهديد :-
_ ما تشتمش !!
اتسعت عيناها فجأة ونظرت له لينظر حوله ثم نظر لها بتساؤل لتصيح :-
_ اطلع برااااا أنت أزاي تدخل اوضتي !!
لوى فمه بغيظ :-
_ يعني هي اوضة علي بابا !! ، أنا لقيتك عمالة تخبطي قلت اطمن عليكي يمكن وقعتي على وشك ولا حاجة ..... عقبال ما تجمعنا اوضة واحدة يا قمورة
جحظت عيناها بحدة حتى اطرقت بالمكنسة على بطنه ليتأوه بألم :-
_ ياااااااغبية ......اااااه
هتفت بحدة وهي تشير للخارج :-
_ اطلع برا قبل ما الم عليك الناس ...هي حصلت تكلمني كدا !!
نظر لها بغيظ وعصبية وهو يتحسس معدته بألم :-
_ يااااغبية مش قصدي اللي جه في دماغك ...قصدي بيت واحد بس انتي طور بينطح على طول .....
رفعت المكنسة لتكرر الضربة حتى هتف وهو يخرج سريعا قائلا بغيظ :-
_ لو مش بت كان زماني مكسر نفوخها دلوقتي .....بطنااااي 😥
انزلت ذراع المكنسة وحاولت السيطرة على ضحكاتها وهي تراه يركض متأوها ....
_____________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله
ظلت حورية طيلة اليوم تقابل نظرات ياسين بخجل ولم يكن متسع من الوقت ليتم الحديث بينهم سوى بضع كلمات .....بقل رحاب إبراهيم ،انهى يوم عمله مبكرا لهذا اليوم نظرا لذهابه الى شقيقته في الصباح الباكر لإجراء العملية .....
تعجبت حورية من ذهابه باكرا عن موعد انتهاء الدوام ولكنها خجلت أن تسأله ....ودعها بنظرات عاشقة قائلا :-
_ في شوية أوراق على مكتبي يا حورية عايزك ترتبيهم عشان ورايا مشوار ضروري ...مش بحب حد غريب يرتب أوراقي
اجابته بابتسامة :-
_ خلاص ماشي ...هدخل دلوقتي
شاركها بابتسامة طويلة ثم ذهب حتى دلفت حورية الى مكتبه لتبدأ بترتيب الأوراق ولكنها وجدت أن كل شيء منظم سوى ورقة صغيرة تعلوها زهرة الاوركيد المفضلة لديه ...رفعت الورقة بتدرج ابتسامة لتجد مكتوب عليها :-
(ينفع اقولك بتوحشيني أوي حتى وأنتي معايا )
أخذت الورقة وخرجت من المكتب بابتسامة واسعة وأخذت حقيبتها واستعدت للذهاب .......
رمقتها الممرضة ايمان الذي اخذت على هاتقها مراقبتها جيدا وبدأت تدبر لها امرا ما ....دلفت للمكتب وتفحصت محتوياته عن كسب ...ثم
_____________________________________اللهم أنك عفو تحب العفو
لم يكتفي ياسين أن يزور شقيقته صباح هذا اليوم ولكنه قرر زيارتها قبل الصباح ليطمئن قلبه عليها ........
خرج محمود من غرفتها للتو بوعد مجيئه بعد مروره على بقية المرضى ليأت ياسين اليها ليجد وجهها شاحبا بعض الشيء ....قال :-
_ مالوش لزوم القلق على فكرة
ابتسمت مرغمة وقالت :-
_ ماكنتش خايفة بس حسيت بالخوف فجأة مش عارفة ليه !
ربت على كتفيها بحنان وتحدث كثيرا ليطنئنها ثم نهض قائلا :-
_٤ساعات وهرجعلك تاني ...محضرلك مفاجأة
رمقته بفضول :-
_ قووووول ماليش دعوة
ابتسم لها برقة :-
_ ايدي اللي بتقعدي تلعبي بيها دي تقريبا كدا هتنورها دبلة قريب
فتحت ميرنا فمها بدهشة ثم هتفت بسعادة :-
_ الله .....مش مصدقة يا حبيبي الف مبرووووك ...ده مين دي بقى اللي حظها حلو أوي كدا عشان تخلي احلى شاب في الدنيا يتجوزها
مرر يده على شعرها بحنان قائلا :-
_ تشبهك في برائتك وحنيتك ....أنا ما رضيتش اقولها أنك هتعملي عملية خليتك مقابلتكم وانتي بكامل صحتك ...اومال مين اللي هيقف معايا في فرحي ؟
ارتمت ميرنا على صدره بضحكة واسعة وقالت :-
_ يابختها بجد يا ياسووو ، والله محظوظة وامها دعيالها
تنهد ياسين بقلق وقال معترفا :-
_ بس خايف
ابتعدت ميرنا بحيرة وقالت :-
_ ليه ؟!
اطرف عيناه بقلق واجاب:-
_ لسه ماتعرفش أني كنت متجوز وعندي ولد .. مش عارف هيكون ردها ايه ، قلقان أن حاجة زي دي تفرق معاها ....عشان كدا اجلت الموضوع ده لحد ما أعرف مشاعرها من ناحيتي ....خوفت تبعد عني
رفعت ميرنا وجهه لينظر لها بعدما كان ينظر للأسفل بحيرة ...قالت مبتسمة :-
_ لو بتحبك زي ما بتحبها كدا مش هيفرق معاها أي حاجة ....ولو بعدت يبقى ماكنتش بتحبك ....بس مش عارفة ليه حاسة أنها بتحبك رغم أني ما اعرفهاش ولا شوفتها قبل كدا ....بس انا عارفة أنك المرادي مش هتختار اي حد ....خصوصا بعد تجربتك الأولى اللي عمري ما حسيت أنك فرحان بيها ولا عنيك بتلمع زي دلوقتي ....
ضمها ياسين بقوة وقد طمأنته هذه الصغيرة ببراءتها وقال :-
_ تعرفي لو اتجوزتها وجبنا بنوته ...هسميها ميرنا ...على اسم بنوتي الأولى ...
ابتسم له ابتسامة واسعة لينهض مودعا مؤقتا ........
ذهب ياسين ليأت محمود بعده بنصف ساعة وجلس بجانبها وتحدث بأحاديث عدة ثم تركها وقد غفت ......نظر لها نظرة طويلة قلقة ثم ذهب من غرفتها وقلبه تركه معها ........
_________________________________________سبحان الله
دلفت ميرنا لغرفة العمليات ووقف ياسين ينتظرها بالخارج وبعيناه دمعة لم يستطع التحكم في وقفها .....حتى مر عدة ساعات ليخرج عز بملامح هادئة قائلا :-
_ بخير اطمن ....حمد الله على سلامتها
اخذ ياسين نفسه بعمق ثم شكر عز وركض لظاخل الغرفة وسمح له الممرضات لمعرفتهم به ......نظر لشقيقته التي لا زالت تائهة من تأثير البنج .....ربت على رأسها بحنان قائلا :-
_ حمدالله على سلامتك يا عيوني ....أنتي بخير
نظرت له بتيهة ثم دخلت بنوبة بكاء فجأة فقالت احد الممرضات :-
_ ده من البنج يا دكتور ...خصوصا لو أول مرة تعمل عملية
هز رأسه مدركا ما يحدث فهو طبيب ويعلم ذلك ....ثم اخذوها لغرفة العناية حتى بدأت تستعيد وعيها كاملا بمرور الوقت ....انتظرها ياسين وهو جالس بجانبها يستمع لبعض الكلمات التي تتحدث بها في تيهتها حتى عاد وعيها بالكامل ........
ابتسمت له ليقترب اليها مقبلاً رأسها بحنان وقال :-
_ حبيبتي الشقية فاقت .....الحمد لله عدت على خير
قالت بصوت واهن :-
_ ياه انا ...ماحستش ...كأني نمت ثانية وصحيت !!
ربت على رأسها برفق وقال :-
_ خلاص الصعب عدى يا حبيبتي ....والحمد لله عز طمني
ابتسمت له بأطمئنان والتمعت عيناها بأمل الحياة ......
__________________________________________الحمد لله
انتظرته حورية أن يأتي طيلة اليوم ولكنه لم يأت ...حاولت الاتصال به ولكن هاتفه مغلق فشحب وجهها من القلق عليه .....حاولت أن تجد احدًا يعرف شيء عنه ولكن الجميع مثلها لا يعرف شيء سوى د.سارة ...قالت :-
_ هو قالي أنه هيتأخر النهاردة ...ممكن يكون نسي يقولك
ضاقت حورية من الأمر فكيف لم يخبرها بذلك !!
انتهى الدوام ولم يأت بعد واصبح المكان خاليًا .....دلفت لمكتبه علها تجد شيء يروي شوقها له لتنتبه حورية بصوت غلق الباب الخارجي فركضت للخارج وطرقت على الباب .....بقلم رحاب إبراهيم
_ مين اللي قفل الباب!! افتحوووووا
وقفت ايمان مبتسمة بشمااته وهي تضم المفاتيح الذي رشت الساعي كي يعطيها نسخة منهم وذهب مبكرا بحجة مرض زوجته .....
ظلت حورية تطرق بقلق على الباب ولكن يبدو أن الساعي لم ينتبه لها .....
دلفت للمكتب مرة أخرى بعد أن وجدت جميع المخارج مغلقة وفحصت هاتفها أيضا فوجدته انقطع شحنه الكهربائي فجأة ولم تستطع التواصل مع أي شخص .......
زفرت بحدة وهي تقف امام نافذة مكتبه وكان هذا المساء ذات مساء شتائي
السماء رحبت بموسم الشتاء الموسمي ...والسحب احتوت البرق واصبحوا متناغمين لينتج الضوء العظيم الذي كان يضيء نافذة هذه الغرفة ....لا يوجد غطاء ولا أي شيء يدفئ جسدها المرتجف من البرد .....وقفت أمام النافذة الزجاجية للغرفة وهي ترفع ياقة ردائها كي تزيد دفء عنقها ..والحوائط البيضاء لهذا السرح الطبي لم تحميها من هذا الكم الهائل من البرودة ....هبطت دمعة بشعور غريب من عيناها حتى شعرت بأن مقبض الباب يصدر صوتًا منذرا بوجود احدًا بالمكان الخالِ من الجميع الا منها ....أول شيء لمع بعقلها هو أن احد سارقي الليل اقتحم المكان ....فهل يصدق حدسها أم أن هناك سارق آخر ولكنه سارق للقلوب ؟
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثاني والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيمتابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا