-->
U3F1ZWV6ZTMzNTg0ODE3NzI1X0FjdGl2YXRpb24zODA0Njk2NDgxODg=
recent
آخر القصص

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثالث والثلاثون

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الثالث والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثالث والثلاثون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الثالث والثلاثون

.أول شيء لمع بعقلها هو أن احد سارقي الليل اقتحم المكان ....فهل يصدق حدسها أم أن هناك سارق آخر ولكنه سارق للقلوب ؟

السكون يبدو مزعجا أكثر من أي شيء الآن لأنه يفصح المجال لأستماعها لصوت الخطوات المقتربة ...اطرفت جفونها بحركة عصبية من الخوف حتى التصقت بظهرها بحائط المكتب وبجانبها النافذة مفتوحة ...فتح باب المكتب لتضع يدها على وجهها بصرخة ليست عالية وانتفض جسدها من صوت الخطوات التي تقترب لتصرخ مجددا قائلة وهي على نفس حالتها :-
_ أنت مين ؟ ااابعد عني
نطق بصوت قلق عليها :-
_ ما اقدرش ابعد وأنتي عارفة
وكأن القلب ابتسم فجأة لساكنه ابتلعت ريقها بأطمئنان وابعدت يدها عن عيناها التي سربت دموع خائفة وتدرجت الابتسامة على ثغرها حتى نمت نظرة عيناه عن ضمة حنونة قال :-
_ أنا ياسين يا حورية ما تخافيش ....
اخذت انفاسها بروية وبدأت تهدأ من روعها ...قالت بتلعثم :-
_ الحمد لله ...أنك أنت
ابتسم وهو يضع يده بجيوب معطفه الطويل وقال :-
_ وهفضل أنا ....ايه اللي مخليكي هنا لحد دلوقتي ؟
اجابت بحيرة :-
_ الباب اللي برا اتقفل وانا في المكتب ، تقريبا افتكروني مشيت ، بس أنت عرفت منين أني هنا محبوسة ؟! مش عادتك تيجي بليل كدا ؟!
نظر لها بابتسامة ثم نظر للمطر المتساقط بنظرة سريعة واجاب :-
_ بصراحة اتصلت اطمن عليكي لقيت التليفون غير متاح فأتصلت بالتليفون الأرضي اللي في الشقة محدش رد ...قلقت عليكي ..لقتني جيت هنا ما اعرفش أزاي ، وكمان في حاجة المفروض كنت خدتها امبارح بس نسيتها هنا
رمقته بابتسامة خجولة وقد عادت الدماء لوجهها فقالت دون أن تسأله عما تركه :-
_ ...متشكرة أوي ...أنا هطلع فوق ...تصبح على خير
قال بلطف :-
_ وأنتٍ من اهلي ...بقلم رحاب إبراهيم
هربت عيناها المبتسمة منه ثم خرجت بخطوات سريعة للخارج واخذت حقيبتها وخرجت من الباب الذي كان مغلقا ....
ابتسم بحنان ليزفر متلهفا :-
_ امتى بقى تعدي الايام وتبقي معايا ....
عاد الى مكتبه وفتح أحد ادراجه ليخرج الهدية التي جهزها لشقيقته فور خروجها من العملية الجراحية ويهاديها بها ولكنه تفاجئ بعدم وجودها ...نظر للدرج الفارغ لدقيقة وشعر بالحيرة من الأمر ...قال :
_ مش موجودة !! راحت فين !....يمكن نسيتها في البيت !
زفر بحدة وبحث بعدة ادراج أخرى ولم يجد شيء فوقف يأسا من ايجادها وخرج من المكان.....
_________________________________________صلٍ على النغوايش المشفى ......
وقف محمود يتأملها مبتسما براحة ...كانت نائمة بوجهها الملائكي حتى فتحت عيناها فجأة لتجده أمامها ...ابتسمت ببطء بأعين نصف مفتوحة من أثار الغفوة ...قالت :-
_ انا كويسة ما تقلقش
جلس محمود وهو يتنهد بقوة وقال :-
_ الحمد لله ...فضلت اصلي وادعي ربنا أنه يشفيكي وتقوميلنا بالسلامة
قالت بفضول :-
_ أنت بتخاف من العمليات ليه ؟
ظهر الألم بعيناه فأجاب :-
_ والدتي توفت وأنا صغير ...كانت بتولد واتوفت هي والجنين اللي في بطنها ...ووالدي مات من سنتين في عملية ...بقيت بخاف منها ....مش عايزك تزعلي مني بجد ما قدرتش استنى ...خوفت
ابتسمت بتفهم وهي تهز رأسها بهزة بسيطة :-
_ مش زعلانة ...نادر عامل ايه ؟
انكمش حاجبية بتجعيدة تدل على غضبه الصامت ...اجاب :-
_ زي ماهو ...مافيش جديد ، حاولت بكل جهدي أني احسن من الوضع بس مافيش أي استجابة منه ...زي ما يكون رافض أنه يرجع طبيعي تاني
تأثرت من اجابته وظهر على عيناها اليأس فقالت :-
_ زعلانة أوي عشانه ...بس أن شاء الله مع الوقت هيتحسن وهنفضل معاه
نظر لها محمود بألم وقال :-
_ امتى هتفهمي أن مشاعرك ناحيته شفقة يا ميرنا !!
ضيقت عيناها بدهشة من جرأته في الحديث وصمتت ...تابع بحدة وهو ينهض غاضبا :-
_ أنا ماشي
ترقرقت عيناها بدموع وقالت :-
_ بقى هي دي حمد الله على سلامتك اللي جاي تقولهالي ؟ شكرا يا دكتور
رقت عيناها بعشق حتى جلس مرة أخرى ولم يطاوعه قلبه على تركها فقال معتذرا :-
_ أنا اسف ....ماتعيطيش عشان خاطري
ابتلعت ريقها وهي تمسح عيناها ورمقته بنظرة سريعة جعلته يبتسم :-
_ هتبصيلي كدا هضحك على فكرة
نظرت بإتجاه آخر واخفت ابتسامتها ....
_______________________________________استغفر الله العظيم

باليوم التالي .....وافق هذا اليوم صباح يوم الجمعة
استعدت نعمة لمجيء هشام مع والدته بالمساء وظهر التوتر على وجهها فقالت لها امها وهي تجلس على الاريكة بالمنزل البسيط :-
_ يابنتي حتى وأنتي المفروض تفرحي قلقانة !!
نظرت لها نعمة بقلق:-
_ مش عارفة ....حاجة مخوفاني مش عارفة ايه هي بالضبط
الام بمحبة :-
_ ارمي حمولك على الله ، وبعدين ما تقلقيش من حاجة ربك هييسرها وطالما الجدع شاريكي ما تخافيش
تابعت نعمة تنظيف المنزل وهي تقرأ بعض اذكار الصبح عل قلبها يهدأ قليلا ....
_______________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

بشقة هشام
تطلع هشام وهو يتناول إفطاره إلى والدته صباحا ......رمقته بصمت ثم قالت محذرة:-
_ أنت عارف لو ما طلعتش زي ما حكيتلي هعمل فيك ايه يا ولا !
توجس هشام وهو يضع يضع كوب النسكافيه من يده على الطاولة :-
_ وغلاوتك عندي ياست الكل زي ما قولتك وحكيتلك كدا ....بس زي مافهمتك دي بنت بسيطة جدا هي واهلها ....يعني انتي فاهمة بقى
لوت الام شفتيها وقالت :-
_ والله لو بياعة خضار ودخلت دماغي لجوزهالك ....مش بت من بتوع اليومين دول وبابي ومامي ....عارفة ذوقك المعفن يا معفن
شعر هشام بالغيظ وقال :-
_ لما تشوفيها هتتأكدي أن ذوقي مش معفن يا نازك هانم ....بس وحياة اكسسواراتك وفساتينك والكلب الجربان اللي مربياه في اوضتي ما تتكلميش معايا كدا قدامها ....برستيجي يا اماااه !!
اخذت نازك قطعة من عيش "الفينو" ودفعته بوجهه قائلة :-
_ برستيچك ده برا يا حيلة امك مش هنا ....واوعى تجيب سيرة دفينو تاني ده مش جربان ....الجرب ده بتاعك أنت...أنت اللي عديته
أخذ هشام قطعة الخبز وبدأ يقضمها بتلذذ:-
_ مسيري هخلص منه وادفنه بإيدي ...وغلاوتك عندي لعمله زفة عسكرية وارقص على قبره ....
شهقت الام بخضة :-
_ يااااااحيووووان ....هحلف ما اروح معاك واخلي ليتلك شبه وشك
نهض هشام واسىع لمقعده وهو يقبل يدها بتوسل :-
_ ابوس غوايش وتعابين ايدك دخلي الفرحة بيتنا بدل الكلاب بتوعك دول ....اعتبريني زي دفينو وراعيني ....حسي بيا يحس بيكي ربنا ده انا بخاف منك اكتر ما بخاف من وزير الداخلية !!
ناولته امه يدها الأخرى قائلة بثقة :-
_ بوس ايدي التانية يا حقير
نظر لها بغيظ وفعل ما قالته ....ثم قال :-
_ ها بقى زبادي ...هتيجي معايا وتخلصي من خلقتي واتلم واتجوز ....ولا افضل ملازمك كدا ومنكد على الكلب ابن الكلب القمور اللي جوا ده ؟
قالت وهي تنظر له بانتصار :-
_ هاجي معاك ....بس بشروطي
تحكم هشام بأعصابه قائلا :-
_ أؤمر يا عنب
قالت مؤكدة :-
_ لو ما عجبتنيش همشي ده اولا ....لأني هعرفها من أول بصة
هز رأسه موافقا :-
_ امشي ...حقك ، انتي مش غلطانة ابويا هو اللي عمل فيا كدا الله يرحمه
لكمته في كتفه وقالت :-
_ والله يا معفن ما تعرف تجيب واحدة نصي حتى ...مابقاش في زيي اساسا
غمغم هشام :-
_ الحمد لله ...انها نجدة السماء
هتفت :-
_ بتقول ااايه ؟!
اوضح بحذر :-
_ ما بقولش يا باشا ....اقصد أن ده طبعا من سوء حظ البشرية كلها ...بس بلاش معفن دي راعي أني بقيت شحط كبير وضابط وكمان هتجوز .. مش عاجبك ده كله !!
هزت الام رأسها بنفي :-
_ لأ مش عاجبني ....روح اكل دفينو مش قادرة اقوم وإلا أنت عارف
صاح هشام موافقا :-
_ حبيبي وانا اقدر اسيبه ....هحطله الأكل على سريري وادفيه بكل البطاطين بتاعتي ...يكش يولع
اتسعت عيناها بخضة ليصحح بقلق :-
_ يشبع ...يكش يشبع ...
________________________________________لا إله إلا الله

بالمركز الطبي ......
دلفت حورية بوجه مشرق والابتسامة توزعها على العاملين وتوجهت الى مكتبها حتى جلست عليه ولاحظت نظرات الممرضة ايمان الغريبة ....رمقتها سريعا بحيرة ثم بدأت في تشغيل الحاسوب وترتيب بعض الأوراق .....
وقفت الممرضة ايمان تراقبها بدهشة من بعيد وقالت :-
_ أنا سيباها جوا امبارح ومقفول عليها أزاي طلعت ؟!! ،مين اللي طلعها ؟ معقول يكون معاها نسخة من المفتاح !! لأ مش معقول ماكنتش فضلت تخبط عشان حد يفتحلها ، حاجة تحير !! ....بس في كل الاحوال لازم ارجع السلسة الالماظ بأي طريقة لدكتور ياسين ....طالما الخطة فشلت لازم السلسلة ترجع في الدرج تاني ...لأن كدا الشك والتهمة هيكون لينا كلنا الا هي ...
وقفت بحيرة من امرها حتى لمع بعقلها شيء ....ابتسمت ايمان بنظرة انتصار وقالت متابعة :-
لقيتها ....بس أزاي هقدر ادخل الشقة اللي فوق ؟

تأخر ياسين لمدة ساعة عن موعده حتى اتى وبيده حقيبة صغيرة من الورق الغليظ ......أشار لحورية أن تتبعه لداخل المكتب ......
دلف للداخل وهو يضع الحقيبة على المكتب وأخرج منها شيء....وقفت حورية تنظر له بحيرة حتى رأته وهو يخرج من المغلف زجاجة عطر من اشهر العطور بالعالم ...قال مبتسما :-
_ هديتك ...
رمقته بتسائل وابتسامة :-
_ بس أنا ما عملتش حاجة
نظر اليها بعمق :-
_ دي عشان اختي خرجت من العملية بالسلامة ....
ضيقت عيناها بذهول :-
_ كانت بتعمل عملية ؟ طب وليه ما قولتليش !! عشان كدا ماكنتش موجود امبارح ؟
هز رأسه بالايجاب :-
_ اه ، كانت بتعمل عملية امبارح ومارضيتش اقولك عشان ما اقلقيش ...وعموما قريب أوي هعرفكم على بعض وتكون بقت احسن وتبقى الفرحة فرحتين .....
ابتسمت بحياء :-
_ حمد الله على سلامتها ...
اشار اليها بالهدية قائلا :-
_ جبتلك حاجة على ذوقي.....
اخذتها حورية بحرج وذلك تحت نظراته المصممة فهي تعرفه. نظر ياسين للمكاب قائلا بحيرة :-
_ كنت جايب هدية ليها وسبتها في درج المكتب ونسيت اخدها وبفتح المكتب امبارح ما لقيتهاش !! حتى دورت في البيت وبردو مالقيتهاش !! اضطريت اجيب هدية تانية على ما الاقيها .....
نظرت حورية للمكتب بحيرة وقالت :-
_ محدش غريب بيدخل هنا !! حاجة غريبة !
زفر ياسين قائلا :-
_ عمرها ما حصلت ، كنت بسيب كل حاجة في مكتبي أول مرة احط حاجة وما الاقيهاش !!
تملك حورية الضيق والغضب فقد شعرت بالاهانة والاتهام في حديثه فهي من ظلت حبيسة المكان طيلة مساء الليلة الماضية .....امتقع وجهها بغضب وعتاب فوضعت زجاجة العهطر على المكتب وركضت للخارج .....
ترك ياسين امر البحث ونظر للهدية لوهلة دون أن يفهم شيء ثم اطرق بيده على رأسه ونعت نفسه بالغباء قائلا :-
_ اول مرة احس أني غبي .. اكيد فهمتني غلط ومن حقها .....اخذ الهدية وذهب خلفها ......
خرج من مكتبه ليجدها تضع رأسها على المكتب برجفة توضح انها تبكي ......
كاد أن يقترب ليجد أن اقترابه غير لائق وسط العالمين بخارج المكتب والممرضات ....قال بأمر :-
_ حورية ...تعالي لمكتبي
دلف للمكتب وانتظر بعبوس ولكنها لم تأت .....رفع سماعة الهاتف الداخلي واجري اتصال لهاتف مكتبها فرفعت السماعة وهي تبكي بحزن لتسمع صوته :-
_ تعالي لمكتبي يا حورية عشان ما اجيش لحد عندك واسببلك احراج ....
قالت وهي ترتجف من البكاء :-
_ هكتب حاجة واجيلك
اغلقت الهاتف وكتبت بعض الكلمات سريعا بورقة فارغة ....وكانت الاستقالة .....ثم نهضت وتوجهت لمكتبه لتجده مثبت عيناه على المدخل بوجه ضائق فنهض سريعا اليها معتذرا :-
_ أنتي فهمتي غلط أنا مش اقصد اللي فهمتيه ....
ذهبت الى مكتبه ووضعت الورقة ثم خرجت دون أن تتفوه بكلمة ....
قرأ ياسين الورقة بوجه يشتد غضبه من نفسه ليضعه بعصبية وخرج من مكتبه سريعا ......
جلست بمكتبها وهي تجهش بالبكاء حتى خرج ووقف أمامها مرة أخرى قائلا :-
_ مش عارف اعمل ايه عشان تصدقيني ....أنا ما اقصدش أي حاجة انتي اللي فهمتيني غلط والله
رفعت عيناها اليه بألم :-
_ أنت عارف مين اللي كان موجود امبارح ...وكلامك معناه أني انا اللي عملت كدا ....لو أنت مكاني هتفهم ايه غير كدا ؟
زفر بضيق وتأسف :-
_ انا اسف بس فعلا والله مش قصدي ...يعني شاكك فيكي وجايبلك هدية معايا !! ......وبعدين يا حورية أنتي برا أي شك ....ما تحطيش نفسك زي الغريب ....واستقالة ايه اللي كتبتيها دي !!
قالت دون أن تنظر له :-
_ مش هشتغل هنا تاني
اقترب من المكتب وانحنى قليلا هامسا بمكر :-
_ ماهو أنتي فعلا مش هتشتغلي هنا تاني ...يعني كام يوم وهتكوني في حته تانية خالص .....هتبقي مبسوطة أوي أنا متأكد
ابتلعت ريقها ونظرت له بعتاب قائلة :-
_ مش عايزة اروح
ضيق عيناها بنظرة مبتسمة خبيثة :-
_ حتى لو هتكوني معايا ؟
طافت بسمة بسيطة على ثغرها بحياء واخفتها سريعا وهي تنظر بخجل وتمسح عيناها .....قال بابتسامة :-
_ تعالي خدي هديتك ....
دلف للمكتب مرة أخرى وظلت هي للحظات مبتسمة بحياء بعد موجة البكاء حتى اتى الساعي بكوب من عصير الليمون لتقل له حورية بتعجب :-
_ انا ما طلبتش لمون يا عم عبده !!
قال الرجل بتوتر واضح على وجهه :-
_ شوفتك بتعيطي يابنتي جبتلك حاجة تروق دمك ....
ابتسمت له بامتنان وارتشفت من الكوب ثم قالت :-
_ تسلم ايدك
شعرت ببعض الامتنان وهي ترتشف من الكوب لتصل الى نصفه ثم وضعته ودلفت للمكتب بعد دقائق وقد بدأت تشعر ببعض الدوار !!
رمقت ايمان الساعي بنظرة ذات مغزى وابتسمت لبدء ظهور المخدر السريع المفعول ......
دلفت للمكتب وتحلت بالثبات ليقل ياسين وهو يرجع ظهره للخلف بنظرة محبة :-
_ خدي الهدية بتاعتك ...بس على فكرة أنتي متهمة بالسرقة بردوا
اسودت الرؤية امامها لتقع مغشيا عليها ......

كان مبتسما وهو يقل ذلك حتى نهض بصدمة مما حدث وركض بنظرات مرتعبة عليها ......
___________________________________________سبحان الله وبحمده

انتبهت قمر لقرع على باب غرفتها ...تأكدت من رباط رأسها ثم فتحت لتراه سامح وقد اعد بغض المأكولات الجاهزة على طاولة خشبية قديمة بالخارج وأشار اليها مبتسما :-
_ هتسبيني امل لوحدي ؟ حرام عليكي على فكرة
تطلعت قمر اليه للحظات والى وضعها الذي اصبح مفروض عليها رغم سعادتها بذلك ...وقالت له :-
_ سامح ...أنت هتفضل تضغط عليا كدا كتير ؟ أنا من حقي ابعد فترة عشان حتى اتأكد من مشاعري !!
احتدت عيناه بغضب :-
_ تتأكدي من مشاعرك ؟!! يعني أنتي ده كله ماكنتيش متأكدة !!
قالت بعصبية :-
_ ما تنساش اللي عملته واللي بعدت بسببه ...لحد دلوقتي أنت ما جبتليش دليل عشان اصدقك !! المفروض أني اتعامل معاك أزاي !
زفر بحدة ثم قال :-
_ ما اعرفش أنتي شوفتي ايه بالضبط ولما سألتك عن الصور ما ردتيش ، وقولتلك أني ما بعتلكيش أي رسالة تضايقك وما اعرفش رسالة ايه اللي وصلتك بس اكيد اللي حصل ده كله لعبة من واحدة مش في دماغها غير انها توقع ما بينا ......
اجابت بحدة :-
_ الصور ماكنتش على تليفوني ...اتبعتت على تليفون نسرين عشان تليفوني كان بايظ وقتها وصلحته ونسرين مش موجودة في الفيلا عشان اخد التليفون منها واثبتلك .....والرسالة انا مسحتها ماهو مش معقول هسيب رسالة زي دي على تليفوني !! .....اكيد أنت مش فاكرني كدابة ؟!!
نظر اليها بعصبية قائلا :-
_ أنا عارف أنك مش كدابة بس عصبية ومش بتدي نفسك فرصة تفكري في كل الاحتمالات .....فكري كدا أنا هستفاد ايه لما اسيب كل حاجة ورايا واجي اقعد هنا عشان افضل جانبك ؟ فكري أنا ليه مستحمل معاملتك وكلامك الدبش معايا عشان ما تبعديش عني ؟
لو تفتكري يوم الحفلة سيبت كل اللي حواليا وجيت وراكي عشان اصالحك ! .....أنتي تعرفي أن أول مرة في حياتي اقول لبنت أني بحبها وكانت أنتي ......يوم ما سمعت صوتك بتصرخي جتلك زي المجنون وكنت مستعد ارتكب جريمة عشان خاطرك ،كام مرة قلت مش عايز اشوفك وبلاقيني قدامك ما اعرفش أزاي ! ....أنتي تعرفي اللي شالك يوم ما جاتلك حمى وانتي قاعدة في جنينة الفيلا هو انا ؟
اتسعت عيناها بذهول :-
_ أنت ؟!!
اكد بغضب :-
_ ايوة أنا ....كنت براقبك عشان وحشتيني لقيتك بالحالة دي ....لو تفتكري قبلها انا قلتلك ايه وما نفذتش حرف من كلامي وجيتلك !! اظن لو بعد ده كله وتظني أني بلعب بيكي تبقي غبية فعلا .....انا مش في ايدي دليل غير حبي ليكي وده اللي جابني وراكي لحد هنا ....ماقدرتش اسيبك لوحدك وانا عارف أن ابن عمك بيدور عليكي وممن يلاقيكي وانتي لوحدك ...مجرد الفكرة دي كانت كفيلة تخليني اتجنن .....
نظرت للأسفل وهي تبتسم وقد بدأت تشعر بصدقه وبوجود مؤامرة من فتاة مجهولة .....قالت وهي تشير للطعام :-
_ سندوتشات الشاورما دي تلزمك في حاجة ؟
ابتسم بمكر :-
_ طماعة أوي
اخذت منهم واحدا وقالت :-
_ عفونا عنك
قال بسخرية ضاحكا :-
_ شكرا لكرم اخلاقك .....
اشارت له بتحذير :-
_بس ده ما يمنعش أني لسه محتاجة اعرف الحقيقة ومين اللي عمل كدا ....بس اعتبر أني اقمت الهدنة يا ريتشارد
قال بابتسامة واسعة :-
_ قلب الاسد يا قمر حياتي ....
دلفت لغرفتها وهي تبتسم بمرح واغلقت الباب بقوة في وجهه حتى قال بضحكة :-
_ غبية ....بس عسل
_______________________________________الحمد لله

فتحت عيناها تدريجيا لتجد نفسها بالفراش ...نزرت حولها بتيهة ورددت :-
_ حصل ايه ؟!
اقترب عليها بوجه شاحب وقال بخوف :-
_ حرام عليكي ......انا قلبي كان هيوقف يا حورية لنا شوفتك بتقعي
نظرت له بتيهة وقالت وهي تضع يدها على رأسها :-
_ مش عارفة ...فجأة ماحستش بحاجة ووقعت
دلفت الممرضة ايمان للغرفة وبيدها احد الاقراص وقالت :-
_ الدوا اللي حضرتك قلت عليه يا دكتور
اخذ ياسين الدواء وقال لحورية :-
_ خدي الدوا ده لأن شكلك تعبان دلوقتي ...لحد ما نعمل شوية تحاليل ونشوف السبب للأغماء ده ...
ابتلعت ايمان ريقها بتوتر من فضح الامر ولم تعتقد أنه سيفعل ذلك حتى قالت حورية :-
_ يمكن ضعف ...مالوش داعي نعمل تحاليل بقيت كويسة
قالت ايمان بخبث :-
_ في كتير بيسألوا عليك يا دكتور تحت ...اتفضل انت وانا هفضل جنبها لحد ما تبقى تمام ....يمكن كمان اجيبها معايا
تعمدت المرح في حديقها ليقل ياسين برفض :-
_ لأ ....حورية مش هتشتغل تاني ...هتفضل هنا
نهض من مقعده بملامح توضح عشقه الدفين :-
_ أنتي مسؤولة مني ...هتفضلي هنا لحد ما ربنا يأذن باللي جاي
فهمت ما يلمح اليه فابتسمت بسعادة وهي تهرب بعيناها .... لاحظ ابتسامتها ليتطلع اليها بمحبة وحنان وقال :-
_ شوية وهرجعلك تاني ....
تماسكت ايمان حتى لا تغرز اظافرها برقبة حورية غيرة منها .. فهي منذ مجيئها للعمل بهذا المركز الطبي وهي متيمة بعشق هذا الطبيب الوسيم ......بقلم رحاب إبراهيم
جلست ايمان بجانبها واعطتها الدواء ثم قالت وبخاطرها شيء :-
_ هقوم اعملك اكلة سريعة تاكليها عشان الدوا
حورية :-
_ لا ما تتعبيش نفسك مش جعانة
صممت ايمان وذهبت من الغرفة لتشعر حورية بالندم على ظنها السيء بهذه الممرضة سابقاً ......
خرجت ايمان من الغرفة ورفعت بعض ثيابها حتى اخرجت من جيب داخلي القلادة المفقودة ...نظرت حولها جيدًا لتجد احد الغرف امامها فدلفت اليها بتسلل واخفت القلادة تحت احد الوسائد ثم خرجت ....
ابتسمت وهي تنفض يدها قائلة :-
_ هو حد قاعد هنا غيرها !!! هي وبس
________________________________________سبحان الله وبحمده

مر اليوم ليأت المساء .......
كانت تسري بداخلها رجفة متوترة وهي تنتظره ....حتى دق باب منزلها لتنظر لمرآة صغيرة بغرفتها تتفحص حجابها سريعا ......خرجت من الغرفة لتجد امها قد فتحت الباب فاشتعل وجهها احمرارا .....
دلف هشام بابتسامة واسعة وهو يحمل علبة كبيرة من الشيكولا ذات ماركة شهيرة ووضعها على الطاولة الخشبية ......
تطلعت نازك حولها بتفحص ثم ابتسمت لوالدة نعمة ابتسامة بسيطة لترحب بهد والدةةنعمة بترحاب شديد واشارت لنعمة بالاقتراب ....
جلست نازك بعيدا عن هشام واشارت لنعمة أن تأتِ :-
_ تعالي يا نعمة ...قربي مني اسلم عليكي
شعر هشام وهو يرمق نعمة بتوترها وخجلها الشديد فقال ملطفا الاجواء :-
_ امي ...نازج هانم السلحدار ...ناظرة مدرسة مفصولة 😎👏
رمقته نازك بنظرة محذرة وقالت له :-
_ ولد ؟
ابتسم لها هشام بمرح وغمزة ....لتقل نعمة وهي ترحب بها :-
_ اهلا بحضرتك ...شرفتينا
قالت امها بابتسامة :-
_ روحي يا نعمة حضري العشا
اتسعت ابتسامة هشام بسعادة لتقل نازك :-
_ ما تتعبيش نفسك يا حبيبتي احنا مش اغراب ....
صممت الام قائلة :-
_ لا أزاي ...روحي اعملي اللي قولتلك عليه يا نعمة
نهضت نعمة متوجهة الى المطبخ وشعرت بالارتياح من ذهابها بهذا الموقف المحرج ......
تابعت الام قائلة بود :-
_ نتعشى الأول وبعدين نتكلم ياام هشام زي ما احنا عايزين
رمقتها نازك باعجاب من ضيافتها الكريمة رغم بساطتهم .....

تجاذبوا اطراف الحديث حتى انهت نعمة تحضير الطاولة الخشبية ثم التف حولها الافراد.....تذوقت نازك الطعام بابتسامة ونظرت لهشام الذي انغمس بالطعام وكأنه يجلس بمنزله ثم قال :-
_ تسلم ايد اللي طبخت
قالت نازك بضحكة :-
_ بيعشق الطبيخ من صغره
ابتسمت نعمة بخفاء لتقل امها :-
_ بالهنا والشفا على قلبكم ....دي بنتي اللي عملاه كله ...أنا ما بعملش حاجة في البيت خالص والله. ..مابقدرش اقوم غير بسيط
قالت نازك :-
_ ربنا يديكي الصحة يا ام نعمة ...وبعدين فرفشي كدا اومال مين اللي يوقف جنب نعمة في فرحها ؟
ابتسمت نعمة وهشام لبعضهما ليقل هشام :-
_ انتوا الاتنين طبعا
نظرت له نازك مبتسمة :-
_ لأ انا هكون معاك وانت بتحلق مش هسيبك
كتمت نعمة ضحكتها ليقل هشام مبتسما من مرح والدته :-
_ ان شاء الله
انتهوا من الطعام لتأت نعمة بالمشروب الطازج ثم قالت نازج وهي تجذب نعمة لتجلس بجانبها :-
_ من ساعة ما جيت وانتي ما قعدتيش خالص يا نعمة ....انا جاية اشوفكم واتكلم معاكم ...انا عايزاكي للواد ابني ده إيه رأيك ؟
اشتد احمرار وجهها ليضيق هشام عيناه بمكر عليها قائلا بخفوت :-
_ يؤبرني المكسوف
بالكاد استطاعت أن تكتم ضحكتها بعدما انتبهت لجملته ...ليقل هشام بجدية :-
_ بصراحة كدا ....أنا جاي اتقدم للآنسة نعمة واطلب ايدها ....واللي تطلبوه انا جاهز
قالت الام مبتسمة بسعادة :-
_ اللي طلباه أن بنتي تبقى مرتاحة ومبسوطة مع واحد صاينها وبيتقي ربنا فيها ....
قال هشام بتأكيد :-
_ اوعدك أني اخاف عليها واصونها يا امي .....
قالت نازك بابتسامة :-
_ هتبقى بنتي يا ام نعنة ما تخافيش عليها ...طب والله العظيم أنا اول مرة اروح لحد وقلبي يتفتحله وابقى مبسوطة كدا
نظرت نعمة لهشام بنظرة جعلته يقل سريعا :-
_ وانا والله ...أول مرة ادخل بيت وانا مبسوط واتمنى أن ربنا يتمم بخير ...اه والله والله
هربت بعيناه كي لا تنفجر ضحكا من طريقته .....قالت الأم :-
_ من القلب للقلب والله ...
قال هشام :-
_ مالناش طلبات ...انا هجيب كل حاجة ...تقريبا شقتي جاهزة من كله مش ناقصها حاجة ....
نظرت له ام نعمة بحزن وقالت :-
_ لا يابني أزاي ؟ بنتي هجهزها زي كل البنات ....ما تحملش نفسك فوق طاقتك ....
رمقته نازك كي يصمت فقالت :-
_ بقولك ايه يا ام نعمة ...بعد اذنك خليهم يتكلموا شوية وتعالي معايا عايزاكي نتكلم لوحدنا ....
وافقت الام على مضض .....لتتركهم جالسين بصالة المنزل ودلفت الام مع نازك لغرفة جانبية ......

اقترب هشام بابتسامة ماكرة الى نعمة وقال :-
_ عروستي ....ابت ؟
نظرت له مبتسمة وقالت متصنعة الضيق :-
_ واضح أوي انك دخلت بيوت كتير
قالت مدافعا :-
_ زي اي شاب بيروح يشوف عروسة ....بس والله أنا فعلا أول مرة اروح لبنت وانا عايزاها ....انتي يابت ههههههههه
ابتسمت قائلة :-
_ بت كدا من اولها ؟
قال بمكر :-
_ اصل بموت في البلدي ....بيملا العين والقلب كدا
قالت بضحكة بسيطة :-
_ مامتك عسل أوي ....دمها خفيف زيك
اجابها بمرح :-
_ بقولها يا زبادي ....هقولك انتي يا نعناع ...بيتنا هيكون مانع للحموضة ههههههههه

خرجت الامهات بعد مناقشة ليست طويلة وقالت نازك وهي تجلس بجوار نعمة :-
_ نقرأ الفاتحة يا عرااايس
رفع الجنيع يدها بالقراءة ولاحظت نعمة عين امها الحمراء ويبدو انها من البكاء ......انتهت قراءة الفاتحة ليغمز هشام لنعمة بخبث .....
قالت نازك :-
_ انا ومامتك يا نعمة اتفقنا الحمد لله ....الخطوبة هتفضل سنة واللي ما تقدريش تجبيه قبل الفرح جبيه بعده مافيش مشكلة ....الشقة جاهزة من كل حاجة والله مافي داعي للمصاريف الزيادة احنا بقينا اهل ...بس مامتك مصممة وماعرفتش اقنعها ......والخطوبة بعد اسبوعين بأذن الله
نظرت نعمة لأمها بمحبة وركضت اليخا عندما وجدتها بدأت تجهش بالبكاء ....قالت وهي تضمها وتقبلها من رأسها :-
_ ما تقلقيش والله
رمقتها نازك بدمعة اخفتها ثم استأذنت بالانصراف ...... قال هشام الى نعمة :-
_ بعد اذن مامتك هاجي بكرا عشان نروح ننقي فستان الخطوبة
وافقت الام بحرج من الرفض ثم خرج هشام متأففا مع والدته وقال لها بضيق :-
_ كنا نقعد شوية
فتحت نازك باب السيارة وقالت :-
_ يا غبي مش شايف امها عاملة أزاي ...
قال بعصبية :-
_ وبعدين سنة ايه احنا اتفقنا على كدا ؟
نازك بحدة :-
_ امها اللي صممت عشان تلحق تجهزها ....احترمتها لأنها ما استغلتش انك جاهز وعززت بنتها ....انت بقى بشطارتك وواحدة واحدة تغير موضوع السنة وتقنعهم انهم ما يصرفوش على جهاز انت مش هتحتاجه اصلا ....لما تقعد معاهم كتير وياخدو عليك هتعرف تقنعهم ...ناس غلابة وطيبين والبنت دي ممتازة .....هي دي اللي هتستحملك وتربي عيالك صح ....بنت جدعة ومتربية ....
ابتسم هشام قائلا :-
_ مش قولتلك انها هتعجبك
قالت بسخرية :-
_ أول مرة احس أنك بتفهم يا معفن
تذمر بغيظ :-
_ رجعنا تاني !!
ضحكت نازك :-
_ جرعة مكثفة
_______________________________________سبحان الله العظيم

باليوم التالي .......
استيقظت حورية وتذكرت أنه لم يأت مثلما وعدها بالأمس ....شعرت بالضيق حتى رمقت هاتفها فتذمرت نعمة ....اخذت الهاتف وهمت بالاتصال بها لتجد رسالة نصية من هاتف ياسين :-
(على ما خلصت شغلي لقيتك نايمة ، ما رضيتش ازعجك ، هتوحشيني لحد ما اشوفك بكرا ....)
ابتسمت برضا من كلماته وهمت بالاتصال على نعمة التي التصت عدة مرات ايضا ولم تنتبه حورية للهاتف بسبب ما حدث ......
احابت نعمة بتذمر :-
_ ندلة ...يااااا ندلة
اتسعت ابتسامة حورية وقالت معتذرة :-
_ والله ابدا بس تعبت امبارح فجأة ونمت كتير وماصحيتش غير دلوقتي ...والله ما غسلت حتى وشي واتصلت بيكي على طول ....احكيلي بقى ياننوسة على اللي حصل .....
ابتسمت نعمة بسعادة وروت لها ما حدث لترتفع ضحكة حورية :-
_ لأ ده واقع بالقوي ...الف مبروك يا قلبي ربنا يكمل فرحتنا على خير
نعمة :-
_ ايه التطورات معاكي ؟
حورية بمكر :-
_ هحصلك في جمعتك
نعمة بسعادة :-
_ بجد ....ههههههههه والله كنت حاسة اننا هنتجوز ورا بعض ، امتى وأزاي وفين ده حصل ؟
حورية بابتسامة :-
_ يوم الاتنين الجاي هنتقابل وهنتكلم .....كل حاجة هعرفها اليوم ده ، انا ببات احلم بيه اصلا
نعمة :-
_ الحمد لله ...احنا ربنا عوضنا خير ....
حورية بتنهيدة :-
_ ماحستش أني فرحانة اكتر من دلوقتي .....ياسين حاجة تانية ....خطفني
نعمة بهيام :-
_ زي هشام بالضبط ...خطفني بردو
حورية بمرح :-
_ احنا اتخطفنا يا نعمة ههههههههه
ابتسمت نعمة بسعادة ......
****************

اخذ هشام نعمة ظهرا وبدأ البحث عن الرداء المطلوب لتجد نعمة رداء مناسب لها تمتما وتم اختياره .....اخذها هشام بعد ذلك لمطعم لتناول الغداء ليأت اليه اتصال هام فابتعد واجاب .....
جلست نعمة بأنتظاره حتى وقف امامها ذلك الرجل الذي يراقبها منذ فترة وقال :-
_ فاروق بيه بيسلم عليكي
اتسع عين نعمة وهي تطلع لعين هشام الذي اتى ورى ذلك الرجل ويبدو أنه سمعه أيضا ....قال هشام بنظرة حادة :-
_ في ايه ؟
تطلع اليه الرجل قائلا :-
_ اسألها
رمقته نعمة بخوف لتهتف بالرجل :-
_ ابعدوا عني بقى يا مجرمين
ذهب الرجل سريعا بعد أن اتمم مهمته ليقل هشام بصوت غاضب :-
_ هتقوليلي كل حاجة ولا تعتبري كل اللي ما بينا انتهى ؟
بدأت نعمة تبكي وهي تدافع عن نفسها :-
_ هقولك كل حاجة لأنك واضح انك فهمت الموضوع غلط .....
جلس هشام وقد نسى بالفعل أي مهمة قد وكل بها سابقا واستمع اليها بعين غاضبة .........
______________________________________الحمد لله

دق هاتف فهد بمكتبه فأجاب :-
_ تمام ياباشا ....اللي عايزه حصل
ابتسم فهد قائلا :-
_ خلاص ...ابعد أنت بقى ووقف مراقبة لما اشوف النتيجة ......
الرجل :-
_ اوامرك
انتهى الاتصال لينتظر فهد هشام على عجالة .........
مر ساعتين ليأت هشام الى مكتبه بوجه غاضب ....نظر اليه فهد بمكر :-
_ ايه الجديد ؟ ولا لسه مافيش ؟
جلس هشام بعصبية وقال :-
_ لأ عرفت كل حاجة ومش مصدق اللي حصل .....
انتبه فهد لحديث هشام وهو يروي له كل ما حدث لينهض فهد قائلا بعصبية :-
_ لسه في حلقة مفقودة ، أزاي طلعت سليمة بعد كل ده ؟
هشام بعدم فهم :-
_ مش عارف ....وكمان ليه فاروق بعت وراها حد ؟
استدار فهد قائلا :-
_ لأ ده تبعي ما تقلقش ....
اتسعت عين هشام وقال :-
_ وأنا ما اعرفش ؟!!!
رمقها فهد مجيبا :-
_ لو ماكنتش عملت كدا كنا هنفضل محلك سر وحضرتك تهت في الحب وايامه ...مهمتك معايا انتهت يا هشام ....دورك خلص واظن ده اتفاقنا
هشام بضيق :-
_ تمام ......بس لو نعمة اكتشفت اني عرفتها للسبب ده مش هترضى تبص في خلقتي تاني
فهد بثبات :-
_ هتزعل شوية منك بس لو بتحبك هتسامحك ...ولو بتفكر صح تعترفلها قبل ما تعرف هي .....
نهض هشام قائلا :-
_ صح ....اقولها أنا الأول واحاول افهمها اني ما استغليتهاش ......
فهد بتوضيح :-
_ بس اصبر شوية عشان ما تبوظش اللي عملته لان الخطوة التانية هبدائها .......
________________________________________استغفر الله العظيم

مر يومان واتى اليوم المنتظر ......يوم الاثنين ....
انتبه سامح لقرع على الباب فتوجه اليه ليفتحه .....تفاجئ بوجود تميم صديقه أمام باب الشقة .......تعجب سامح ولكنه رحب به ولمح الطفل اسامة وهو يركض خلف كورة تقفز على الدرجات .....
قال سامح :-
_ تميم ؟!!! ازيك عامل ايه !
وكزه تميم بصيق وقال :-
_ بقى تبقى تعبان وتمشي من شقتك وما تقوليش يا ندل !
دلف سامح للداخل ومعه تميم فأجاب سامح دون أن ينفي شيء :-
_ مين اللي قالك أني هنا ؟
لوى تميم شفتيه بضيق وقال :-
_ قعدت ٣ساعات اتحايل على محمود لحد ما ادالي العنوان بصعوبة ......
هبطت في ذلك الوقت قمر لتتبضع بعض الأشياء حتى انتبهت لصوت غريب صادر من شقة سامح فوقفت ترى ماذا يحدث .....

تابع تميم بانفعال :-
_ يعني طلعت بتحب داليا وخطبتها من ورانا كلنا وحددت خطوبتك كمان من غير ما تقول لحد ولا كأني صاحبك !! بقى يا مفتري سايبها في شقتك قاعدة ليل نهار تعيط ومش عارفة أنت فين ؟
زفر سامح بغضب ولم يستطع أن يخبر تميم بشيء من خطته فقال :-
_ وايه اللي مقعدها لحد دلوقتي خليها تمشي ....أنا سيبتلها البيت كله ومشيت لأني زهقت
تميم بعصبية :-
_ اومال خطبتها ليه تاني ؟
سامح بعصبية :-
_ دي حاجة ما بينا يا تميم
تميم :-
_ أنا مش فاهم أنت خطبتها ولا لأ....ولا كدا وكدا زي المرة اللي فاتت عشان تنقذ نفسك من البت اياها ؟
سامح :-
_ فعلا أنا خطبتها المرادي وبمزاجي ولأسباب خاصة ......

استندت قمر على الحائط كي لا تسقط من الصدمة ....لم تسقط ولكن ما سقط دموعها المصدومة مما سمعته بما تفوه به معترفا بخيانته ....كرهت قلبها الذي صدقه وهو اتى ليخدعها فقط .....
ركضت على الدرجات وهي تبكي بشدة وعمدت أن لايراها مجددا ......
________________________________________صلِ على النبي

عزمت حورية أن تخرج لاستنشاق بعض الهواء قبل مقابلتها معه بأحد المطاعم القريبة من المركز الطبي .....
خرجت من الشقة والمبنة بكامله وهي تنظر للطريق حولها مبتسمة لتقف سيارة بجانبها فجأة ......وخرج منها محمود وقد قرر أن يتحدث معها بعدما راقبها وعلم بما حدث لها منذ اتت الى هنا ......
نظرت له بريبة ليقل هو :-
_ رحاب وحورية ....نفس الاسم لبنت واحدة ....أنا عارف عنك كل حاجة واستنيتك كتير تبقي لوحدك
اتسعت عيناها بصدمة وابتلعت ريقها بصعوبة وخوف :-
_ أنت مين وعايز مني ايه ؟ ومين رحاب دي ؟
ابتسم محمود وحاول يطمئنها :-
_ ما تخافيش أنا معاكي على فكرة ....حاولت انقذك كتير وانتي في مستشفى الالفي بس ما عرفتش ....ممكن نتكلم شوية
حاولت ان تبعد عنه بحركة سريعة ليوقفها محمود بحدة :-
_ احلفلك أني مش هأذيكي بالعكس ، وعلى فكرة أنا عذرك في خوفك بس بالعقل كدا لو أنا تبع فاروق كنتي هتفضلي واقفة مكانك ! كان زمانه خلص عليكي زي ما حاول قبل كدا ماكنش هيبعت حد يتكلم معاكي !!
تجمعت الدموع بعيناها حتى قال لها :-
_ اقسم بالله اني مش معاه وعايز مصلحتك ......
اشار محمود لكافيه قريب منهم قائلا :-
_ تعالي نقعد في الكافيه ده ونتكلم براحتنا ... اسمعيني واحكمي
ظهر فردا ثالث فجأة وقال :-
_ طب ينفع نتكلم احنا التلاته ولا ما ينفعش !
نظر محمود لفهد بصدمة وتبعت حورية وقد شعرت انها بكابوس ليتابع فهد :-
_ الرائد فهد الشريف ......هنتكلم ولا استخدم اسلوب تاني ؟

جلس الثلاثة حول طاولة لتنظر حورية بتيهة بينهم ليقل فهد :-
_ طبعا أنا عارف كل حاجة عنها بس اللي مستغربله تدخلك يا دكتور
نظر اليه محمود وقال موضحا :-
_ لأني عايز اظهر الحق وبما أنك عارف حكايتها فاكيد شاكك في فاروق ومش لاقي عليه دليل ....تابعتها هي في المستشفى عشان اقدر امسك عليه حاجة وما عرفتش ....ده سبب مجيتي ليها
ابتسم فهد وقال :-
_ مش ده اللي هيثبتلي صدق كلامك .....ليا طريقتي عشان اعرف أن كنت صادق ولا كداب .....
حورية ببكاء :-
_ انتوا عايزين مني ايه ؟
فهد :-
_ ترجعي المستشفى بس مش انك رحاب ....ترجعي المستشفى بشخصيتك الجديدة اللي انتي بنفسك اخترتيها .....
ضيق محمود عيناه بدهشة لتقل حورية بصدمة :-
_ ارجع المستشفى !! مستحيل ....ده من رابع المستحيلات كمان
فهد بحدة :-
_ على الاقل عشان تنتقمي لنفسك مش بس تساعدينا نقبض على مجرم وتاجر اعضاء زي فاروق
قال محمود بتفكير :-
_ انا اقدر ادخلها المستشفى ....
رمقه فهد بابتسامة :-
_حلو
حورية برفض وخوف :-
_ مش راجعة المستشفى عن فاروق الالفي ...كفاية ي حرام عليكوا

فهد بعصبية :-
_ مش بردو انتي قولتي لعز انك هترجعي وتنتقمي ؟! فين بقى !!
حورية بألم :-
_ أنا نسيت اللي فات وبدأت حياتي من جديد مع واحد قدر يحبني بكل وجعي وحالتي اللي كنت فيها ....ارجع ليه لواحد مجرم وابنه اللي ذلني ؟! بتطلب مني المستحيل !!
فهد بسخرية :-
_ تقصدي ياسين فاضل ؟!!
اللي اعرفه انه متجوز وعنده ابن لو ماكنتيش عارفة ....وصلي خبر أنك ماعندكيش خلفية عن الموضوع ده
اتسعت عين حورية بذهول وهي تردد برفض :-
_ لا ...لأ ...انت بتكدب عليا عشان اسمع كلامك
اخرج فهد هاتفه وفتحه بحثا عن شيء ثم اعطى هاتفه لها قائلا :-
_ شوفي ابصور دي كدا ؟ الصور دي على النت احسن تقولي أني مفبركها وجايبهملك مخصوص !!
نظرت حورية للصور بصدمة وهي ترى ياسين بصور الزفاف ثم صور أخرى لطفل صغير يشبه ياسبن لحد كبير ....انسابت دموعها وكاد أن يتوقف قلبها من الصدمة .....ليتابع فهد :-
_ اللي كمان ما تعرفيهوش أن ياسين يبقى صاحب عز الدين .. صديق الطفولة ...بصي للصور الباقية وأنتي تتأكدي .....
بقلم رحاب إبراهيم
تطلع محمود بصدمة مما يقوله فهد حتى جحظت حورية عيناها للصور التي تجمع عز بياسين ببغض الحفلات والاماكن ....هزت رأسها برفض وبكاء :-
_ مستحيل ...لأ ...ياسين مش ممكن يكون بيضحك عليا لأ
وضعت الهاتف واجهشت في بكاء يحرق قلبها ....نهض فهد قائلا :-
_ اظن مكاني معروف ...يوم ما تقرري تنتقمي من اللي خدعوكي وضحكوا عليكي هتعرفي مكاني وهتجيلي عشان اساعدك تاخدي حقك وحق كل اللي اتسرق اعضائهم ....انتي في ايدك توديهم كلهم في داهية بس انتي ضعيفة ومش هتعملي كدا ....
نهض محمود قائلا :-
_ عندك حق ...انا جيتلها لنفس السبب وتساعدني عشان نكشف فاروق بس اظاهر انها معمية بحب دكتور ياسين اللي هو اكتر واحد ضحك عليها ....
نهضت حورية باكية من بينهم وخرجت راكضة بالطريق .....
_________________________________________الحمد لله

بالمقابر
وقعت قمر امام قبر امها باكية بحرقة وقالت وهي تستند برأسها على المدفن :-
_ ياريتك جانبي واترمي في حضنك وتلحقيني ....ااااه
ظلت تبكي كثيرا وتتحدث بألم حتى اتت فتاة وارتمت بجانبها باكية ولم تكن اقل منها قهر .....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا

الاسمبريد إلكترونيرسالة