مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الخامس والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم.
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الخامس والثلاثون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم |
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الخامس والثلاثون
تبلدت أطرافها وهي تنظر له بصدمة ....منذ متى لم تره لم تعرف ولم تحسب ، لم تشعر لمرة واحدة أنها تريد رؤيته منذ غادرته..ولكن لماذا يجن شوقها لمن كان له النصيب الأكبر من خداعها !
لماذا لا تحمل بقلبها أي كراهية أو بُغض أو اي ثورة للانتقام المدمر تجاهه ...أما الذي يقف أمامها فلم تعد تبالي به مجرد شرارات مطفأة تحملها بداخلها وارادت بقوة أن تتخلص منها ربما حان الوقت ....
تلك القطرات الندية التي تبلل وجهها مثل العطر بالانفاس ..أنعشت تلك الثوان الذي اقترب فيها ببطء كي يتأمل هذه الفاتنة المبللة بمياه المطر ...يبدو أنها تلهو أو ربما كانت على اهبة الركض ..لم يستطيع أن يبعد نظره عنها منذ دقيقة تقريبًا...وكأنه يقترب بفعل تعويذة سحرية تجذبه إليها ...ذلك الحجاب الأسود المحكوم حول وجهها كأن به لمسة غرور في قتامته ....استطاع أن يأخذ انفاسه بالكاد وهي تنظر له بتلك القوة الغريبة بعيناها وكأنها أردت أن تهرب له أو منه ...لا يعلم تمامًا ماذا يدور بتلك العينان الشديدة اللمعان بإغراء لا يقاوم ...أو ربما تذكر ذات لحظة قد وصف فتاة احلامه فكأنما تجسدت أمامه الآن ...تلك الحورية
رقت عيناه بشيء من دقة القلب الخامل بمياه راكدة ....تردد في القول ولكنه تفوه بنبرة لو تفوه بمثلها ماضيا لكان قفز قلبها فرحا :-
_ جميلة ...أوي
ظن أنها ستبهى وتزهو من جملته القصيرة ولكن بدلا من ذلك ضيقت عيناها گ عين هرة تسكن قليلا قبل أن تنشب اظافرها بمن ايقظ العدائية بها.....توجست أن تجيب عليه وتظهر كرهها له فقد يعرفها من صوتها ...اخذت بعض الحيطة من ذلك فشاحت عيناها عنه بلافته غير مكترثه لأمره وكأنه لا يمثل شيء وعادت لمقعدها ....اطرف عيناه بمزيجا من الحيرة والضيق فلم تعامله إمرأة بمثل هذه اللامبالاة من قبل ! وقد مدحها أيضاً !! واستنكر تجاهلها له بضيق وذهب خلفها كأنما السحر ....قال وقد وقف أمامها :-
_ مساء الخير ...محتاجة أي مساعدة ، شكلك مستنية حد
قد رمق حقيبة ملابسها فأخذها مبررا لسؤاله .....ودت لو تصب غضبها وتصيح ليبتعد وتعجبت من هذا الشعور الجديد ...كم غريب أمر القلوب !!
لا تسرق نبضها الا الايادي الممتدة بالسلام ...
لم تجيبه وظلت صامته حتى بدأ يغضب من صمتها الذي أثاره بالحيرة والعصبية ....وقف ينظر لها لثوان ويفكر بفتح حديث حتى نهضت بعدما تبينت خططه في المراوغة .....ابتعدت عنه وهي تحمل حقيبتها وتخطو بخطوات مرتجفة تحت المطر .....
قطب جبينه بعصبية وهو يوبخ نفسه فكأنه قد عاد مراهقا اعجب بفتاة جميلة وأراد التحدث معها ....حتى في مراهقته لم يتعرض لذلك الموقف ، توجه لسيارته دون أن يلتفت اليها وكأنه أراد أن يعاقبها بذلك !!
********************
وقفت قمر تتأمل المشهد من بعيد وفضلت الابتعاد لشيء هام حتى لمحتها حورية واشارت لها فاقتربت قمر منها وهي تحمل كيس بلاستيكي يحمل بعض المأكولات السريعة والعصائر .....قالت :-
_ نروح دلوقتي أي فندق على الأد لحد ما نشوف هنعمل ايه ...تاكلي دلوقتي ولا لما نلاقي مكان للبيات ؟
رمقتها قمر بعتاب وقالت بانفعال :-
_ شوفتيه واقف وعايز يكلمني وسكتي ؟!!
تنهدت قمر بألم يملأ قلبها وقالت :-
_ كان لازم اسكت واشوفك هتعملي ايه ....لسه عز فارق معاكي يا حورية ؟!!
اتسعت عين حورية بغضب ودموع ونفت بشدة :-
_ ماحبتش غير ياسين ومش هحب غيره ...عز لو كان لسه حاجة بتفكرني بيه فهي انه ذلني وخلاني خايفة افرح وخايفة من كل اللي حواليا ...مش عارفة اكسر الحاجز ده جوايا
اوقفت قمر سيارة أجرة وقالت لحورية :-
_ تعالي ندور على اي فندق نقعد فيه ....
دخلت حورية السيارة بخطوات مرتجفة وتبعتها قمر ......
________________________________________صلِ على النبي
مرت أكثر من ساعة حتى ارهقه البحث .....
عاد مرة أخرى للمركز الطبي وقلبه يدق بعنف من القلق حتى ترجل من سيارته وتوجهه للأعلى .......
وقف يتأمل محتويات شقته بتيهة وعينان ترتجف قلقاً حتى لمح الهاتف الذي اجرى عليه عدة اتصالات فأخذه من على الطاولة ينظر له بحيرة حتى لمح باب غرفة النوم مفتوحا ويظهر من داخله ابواب الخزانة وهي على مصراعيها .....توجه للغرفة بخطوات سريعة وتأمل الخزانة فلم يجد بها أي شيء خاص بها فبدأ يتملكه الشك حتى بحث عن حقيبتها بالغرفة ولم يجدها أيضا ....وقف بمنتصف الغرفة الثابته ولكنه ضائعا بالفكر ويبدو واضحا أنها رحلت !!
اغراضها كانت تملأ الغرفة عندما حملها وهي بحالة اغماء انما الآن يبدو أن الغرفة عادت مثلما كانت ...بطابع ذكوري منظم
جلس تدريجيا على الفراش بنظرات متسعة مصدومة ...قال :-
_ مشيت !! ليه ؟! لأ مش معقول تكون مشيت ...حورية بتحبني ولا يمكن تمشي وتسيبني ...مستحيل لأ
وقع أمام فكره شيء جعله ينتفض واقفا برفض لمنحنى فكره ...امر القلادة المفقودة التي تقدر بثروة لا بأس بها ...عنف نفسه أن تفكيره طال هذه الخاطرة وظن بها ....هز رأسه نفيا للفكرة وامتلأت عيناه عذاب فقدانها .....توجه بإتجاه النافذة واسئلة كثيرة تضج بعقله ولم يجد لها اجابة ....
________________________________________استغفر الله العظيم
انتظرت بثينة سامح حتى تطمئن على قمر المختفية للآن ....حتى لمحت سيارته تقف أمام المبنى القديم فأسرعت اليه وقالت بقلق :-
_ ها ...لقيتها ؟
ترجل سامح من السيارة بوجه شاحب من القلق واجاب :-
_ روحت فيلا صاحبتها ومالقيتش حد هناك اصلا ...عمال الف في الشوارع زي التايه ومش لاقيها ولا لمحتها حتى ....خايف أوي عليها
بثينة بخوف :-
_ اكيد راحت اي مكان وجاية ، كل حجاتها موجودة فوق انا طلعت ودورت لقيت كل حاجة فوق ...اكيد زمانها راجعة ...ربنا يرجعها بالسلامة
آمنّ سامح على دعائها ثم صعد لغرفة قمر .....
دفع الباب بعصبية منها ومن نفسه ليجد محتويات الغرفة كما هي ...كل شيء كما هو إلا منها ! ....نظر لأحد لمعطفها الصوفي واخذه مقربا اياه من شفتيه ...قال بقلق :-
_ روحتي فين بس يا حبيبتي ...أنا عارف أنك سمعتي اللي ماكنش ينفع تسمعيه ، بس فهمتي اللي اتقال غلط ...بس غلطتي أني خبيت عنك الموضوع ده ...انا اللي غلطان واستاهل المرادي ...ارجعي وهعملك اللي عايزاه بس ارجعي وطمنيني عليكي .....
________________________________________سبحان الله وبحمده
دلف قمر وحورية لفندق بسيط قد ارشدهم له سائق التاكسي حتى تم حجز غرفة تسع لفردين وتوجهوا اليها الشقيقتان بخطوات متراخية من ثقل الهم والارهاق ......
وضعت حورية الحقيبة من يدها بداخل الغرفة على احد الآسرة البسيطة ثم جلست بجانبها بملامح شاردة وضائعة تغمر لمعات عيناها حتى جلست قمر قبالتها بذات التيهة وقالت وهي تخرج الطعام :-
_ يلا عشان تاكلي يا حورية ....
وضعت حورية يدها على وجهها وبدأت تجهش بالبكاء حتى اقتربت منها قمر وهي تكتم دموعها :-
_ حاسة بيكي ....أنا في نفس التوهة دي ...حتى قرارانا زي بعض ...نبعد
رفعت حورية رأسها بألم وقالت وهي تبكي :-
_ مش قادرة اكرهه يا قمر ...نفسي اكرهه ولو حاجة بسيطة لكن مش قادرة ...أنا بحبه أوي
قمر :-
_ عز ولا ياسين ؟
نظرت لها حورية بدهشة وهتفت :-
_ ياسين طبعا ...مش عارفة ليه أنتي مصممة أني ليه بفكر في عز ؟!
قمر بضيق :-
_ عشان احترتي لما وقف قدامك ...كنتي بتهربي ، احنا بنقدر نهرب من اللي بنحبهم في غيابهم بس مابنقدرش نبعد خطوة واحدة في قربهم ...أنا مصدقة أنك بتحبي ياسين بس لسه عز الدين معلم جواكي ....لازم تكتشفي العلامة دي ...انتقام ولا حب بتحاولي تهربي منه
غضبت حورية وصاحت بدموع تغرق عيناها :-
_ حب بعد اللي عمله فيا ؟!! لو جوايا حاجة ناحيته فهو احتقار ...
قمر وهي تربت على كتفيها :-
_ حورية ...أنا أول ما حكيتيلي كل اللي حصل كنت رافضة موضوع أنك ترجعي المستشفى ...بس دلوقتي بقولك أنك لازم ترجعي ...وتكتشفي كل الحقيقة ...حقيقية عز وحقيقة ياسين واولهم تكتشفي حقيقة مشاعرك...
حورية بألم :-
_ ياسين صاحب عز ....لو عرف اني هناك هيتصدم وهجرحه ...
قمر بنظرة حنونة :-
_ خايفة على ياسين حتى بعد ما عرفتي انه بيخدعك ؟!
حورية :-
_ رغم كل حاجة يا قمر ...بس جوايا احساس بيقولي انه مظلوم ...مش عارفة يمكن ببررله أو نفسي اصدق أنه مظلوم ...بس لا يمكن اتسببله بأي أذى حتى لو أذاني ....بس من ساعة ما عرفته ماشوفتش منه أي حاجة وحشة ...ساعدني واهتم بيا وخد باله مني لحد ما قدرت ابقى اللي واقفة قدامك دي بعد ما كنت انتهيت ..أزاي بعد ده كله يطلع بيخدعني !!
أزاي حد يكون بيحميني واكتشف أنه بيخدعني وبيكدب عليا ! وليه ؟!!
تنهدت قمر بحزن وقالت :-
_ دي لعنة عيلة الألفي ....ماهو سامح منهم ...اخو عز ، عشان كدا مش عايزة ارجع لسامح ولا اتكلم معاه ...كدا خلاص النهاية جت ، ماهو مش معقول هكمل مع واحد ابوه عمل كل ده في اختي واقبل ابقى منهم
حورية :-
_ كلهم كدابين ....عز وابوه واخوه ...زي ما يكون اتكتب علينا نتوجع بسببهم ....عشان كدا قبل ما ارجع البلد معاكي لازم انتقم منهم
قمر بتفكير :-
_ طب أنا عندي فكرة
مسحت حورية عيناها وقالت :-
_ قولي
نهضت قمر وبدأت تجول بالغرفة ذهابا وايابا ثم قالت :-
_ دلوقتي لازم ابويا يشوفك لأنه لو عرف اني لقيتك من فترة كبيرة قبل ما تتقابلوا هيزعل مني وانا مش عايزاه يزعل .....وكمان رجعوك للمستشفى يبقى تحت رعاية الضابط فهد ودي هتبقى خدمة منك لأنك مش مجبورة تعملي كدا ....يبقى زي ما هيستخدمك استخدميه أنتي كمان
حورية بحيرة :-
_ أزاي ؟
قمر :-
_ البلد عندنا صعب غريب يدخلها وما يتعرفش ....هنقول للضابط أنه يساعدنا ندخل من غير ما حد يعرف ، تروحي تشوفي ابوكي ونرجع في نفس اليوم .....
حورية :-
_ أزاي هنرجع ...اكيد هيتمسك بيا ومش هيخليني امشي
قمر :-
_ هنقوله مثلا أنك مضيت عقد شغل بسنة ولازم تكملي السنة ...وفاضل على انتهائها ٦شهور ولازم تفضلي في القاهرة
حورية بحيرة :-
_ وعمك هيوافق ؟!!
جلست قمر بضيق :-
_ بصراحة لأ ....بصي انا هتكلم مع الضابط ده وهشوفه هنقدر نحلها أزاي ....المهم دلوقتي أنا لازم اجيب هدومي ومش عارفة أزاي ومستحيل ارجع اوضة السطوح
تذكرت حورية صديقتها نعمة فقالت :-
_ عندي اللي هيجيبهملك ....بس هنتصل بيها أزاي ؟
قمر بتسائل :-
_ هي مين ؟
حورية :-
_ صاحبتي نعمة .....مافيش بت اجدع منها ممكن تقابليها
قمر بعجالة :-
_ هاتي رقمها انزل اتصل بيها بسرعة
اخرجت حورية قلم من حقيبتها ثم التقفت ورقة من ورق النتيجة السنوية ودونت الرقم التي حرصت على حفظه
وقفت قمر وقالت :-
_ هروح اتصل بيها ....رجعالك
______________________________________لا حول ولا قوة الا بالله
بغرفة نعمة ......
تململت في فراشها حتى انتبهت لصوت الهاتف ....رفعت الهاتف لتجد رقم هاتف حورية فأجابت بكسل :-
_ ايوة يا حورية معاكي
قال ياسين بتسائل ونبرة مرتجفة :-
_ حورية فين يا انسة نعمة ....قلبت الدنيا عليها ما لقيتهاش ...ارجوكي قوليلي هي فين
اعتدلت نعمة بأعين متسعة من الصدمة وهتفت :-
_ يعتي ايه حورية فين ؟ المفروض أنها عندك بتسألني أنا ؟!!!
ابتلع ريقه بصعوبة وقال :-
_ شنطتها وكل حاجة تخصها مش موجودة ....انا ما سبتش مكان غير لما دورت عليها فيه ....أنا هتجنن ...لازم اشوف حورية لازم ترجع
نعمة بعصبية :-
_ وأنا اعمل ايه بالكلام أن شاء الله ؟!! ، حورية لو راحت في أي مكان كانت اتصلت بيا تطمني لكن هي ما اتصلتش وده مش معناه غير انها ما اختفتش بمزاجها !
انتفض ياسين واقفا وبرزت عروق وجهه بغضب وقال :-
_ اللي هيمسها بسوء همحيه من على وجه الأرض ...
اتى اتصال على الانتظار بهاتف نعمة فقالت :-
_ طب في رقم بيرن عليا يمكن هي ...هقفل واشوف مين ....
تمنى ياسين ذلك ويطمئن عليها وانتظر بحرب من الاعصاب والقلق .....
اجابت نعمة بلهفة وقالت :-
_ ايوة مين ؟
اجابت قمر :-
_ أنا قمر اخت حورية يا نعمة ...أنتي ما تعرفنيش بس حورية معايا و
قاطعتها نعمة بغضب :-
_ قمر مين وحورية معاكي ليه ؟ وليه محدش يعرف هي فين ده دكتور ياسين قلب عليها الدنيا ؟!!
قالت قمر :-
_ ما تقوليش لياسين احنا فين لأن هي هربت منه ...لما نتقابل هتعرفي كل حاجة .....
نعمة بشك :-
_ مش مصدقاكي
قمر بنفاذ صبر :-
_ انا قمر اخت حورية يا نعمة ...حورية اللي كانت رحاب سابقا ود.ياسين عملها تجميل واتغيرت وروحتي قولتي لعز انها ماتت ....اقولك تاني ولا لسه شاكة ؟
نعمة بحيرة :-
_ طب هي سابت ياسين ليه وبعدت عنه ؟ ده محدش ساعده ادها
اجابت قمر بتوضيح :-
_ لأن حورية عرفت من الضابط فهد اللي طلع عارف كل حاجة ماعرفش منين أن ياسبن صاحب عز الدين ...وكمان ياسين طلع متجوز وعنده ابن
جحظت نعمة عيناها من الصدمة وتبعها شك بشيء....قالت :-
_ متجوز وعنده ابن وصاحب عز الدين ؟!! مستحيل
قمر :-
_ لما تشوفي حورية هتقولك بنفسها ، بس اوعي تقولي لياسين اي حاجة دلوقتي
نعمة :-
_ اديني العنوان
املتها قمر عنوان الفندق لتنهض نعمة واستعدت للخروج حتى تكرر اتصال ياسين ....نظرت نعمة للرقم المتصل وهي تلف حجابها وترددت قائلة :-
_ محدش يعرف كل ده غير اتنين ...حورية وهشام ...بس أزاي اخت حورية لسه عايشة اللي اعرفه أنها ماتت !! هروح العنوان ده واشوف اخرتها ...
____________________________________________الله اكبر
هبطت حورية من الغرفة حتى خرجت من الفندق ورمقت قمر وهي تنتظر بالخارج ...قالت قمر عندما وجدتها تقترب :-
_كنتي خليكي فوق ....كنت هجيبهالك لحد عندك
اجابت حورية :-
_ نعمة ماكنتش هتطلع معاكي طالما مش فاهمة حاجة عشان كدا نزلت
وقف الحديث بفم حورية عندما لمحت نعمة تترجل من احد الميكروباصات الشعبية أمام باب الفندق .....أشارت حورية لتتسع عين نعمة براحة عندما وجدتها سالمة ......اسرعت نعمة اليها بنظرات قلقة ومتسائلة :-
_ انتي فين يابنتي دكتور ياسين هيتجنن عليكي
ظهر الالم على وجه حورية لتقل قمر :-
_ طب نطلع فوق ونتكلم براحتنا ...يلا لينا
********************
بغرفة الفندق وبعد مرور أكثر من نصف ساعة ......
حملقت نعمة بوجه حورية بعدما اخبرتها ما حدث كاملا ...لتقل نعمة وقد بدأت تتأكد من شيء :-
_ والضابط ده عرف ده كله منين ؟!!
هتفت حورية ببكاء :-
_ مش ده المهم !! ....أنتي سيبتي كل حاجة ومسكتي هو عرف منين يا نعمة ؟! أنتي ناسية أنه ضابط !
شردت عين نعمة بحيرة وقالت :-
_ بالعكس ....مش ناسية انه ضابط وعشان كدا لازم اتأكد من حاجة
اخرجت نعمة هاتفها واجرت اتصال على رقم هشام الذي سجله بهاتفها حتى اجاب بعد دقيقة بنبرة متوترة :-
_أزيك يا ..حبيبتي
قالت نعمة دون مقدمات ونظرت لها حورية وقمر بدهشة :-
_ هشام ...أنت قلت لحد على اللي حكيتهولك اخر مرة اتقابلنا ؟
ضيقت حورية عيناها بصدمة ولكن قمر لم تفهم ما يحدث.....ابتلع هشام ريقه بصعوبة وقد تأكد من ظنه بأكتشافها الحقيقة ....غمغم وقال :-
_ بصراحة ....بصي يا نعمة احنا لازم نتقابل لأن الكلام مش هينفع في التليفون ...انا مش زي ما أنتي فاكرة والله
سفكت دموع بعين نعمة بخذلان وقالت بحسرة :-
_ كدا فهمت كل حاجة ....ما أنا بردو كنت مستغربة ...ضابط وحسب ونسب ...هيبصلي أنا ليه !!! بس ما ظنتش لحظة أنك بتضحك عليا وبتلعب بيا عشان توصل للي عايزه
زفر هشام بغضصب وقال :-
_ بس انا فعلا حبيتك وارتباطي بيكي ماكنش لعبة يا نعمة ...لما جيتلك لحد عندك كان عشان اتقدملك بجد .....اكيد مش هشرك امي في شغلي واجيبهالك لحد عندك !!
اجابت نعمة بألم :-
_ لأ ده عشان ما اشكش فيك وتسبكها عليا صح ....بس تعرف ...انا حبيتك وصدقتك بجد ....كل حاجة انتهت شكرا يا حضرت الضابط
اغلقت نعمة الهاتف وهي تبكي من صدمتها به فقالت حورية بصدمة :-
_ هي خطوبتك كانت لعبة عشان يعرف اللي حصل !! مش مصدقة ....أزاي قدروا يكدبوا علينا كلنا كدا !! كلهم طلعوا كدابين !!
قالت نعمة بأسف وهي تجهش بالبكاء :-
_ والله ما كنت هقوله مهما حصل ...بسيوم ما خرجت مع هشام ننقي فستان الخطوبة جالي واحد وعرفني انه تبع فاروق وهشام جه في الوقت ده وكان هيروح وراه وهيضربه لو ما اتكلمتش .....عرفته اللي حصل وكنت متأكدة انه هيصون السر .....ما شكتش لحظة فيه ....سامحيني يا حورية انا غلطانة وما استحقش تعرفيني تاني
مسحت حورية عيناها وهي تربت على يد نعمة :-
_ انتي ما ذنبكيش حاجة يا نعمة .....واللي حصل ده كشفلي حاجات كتير كانت مستخبية عني ....
نعمة :-
_ أزاي واحد بيدور عليكي بالشكل ده يكون بيكدب !!
حورية بألم :-
_ كلهم كدابين يا نعمة وبيعرفوا يمثلوا كويس أوي
اسدلت نعمة عيناها بطعنة وقد تلاشت فرحتها وانتهت للأبد ...فلن تصدقه مرة أخرى بعدما غدر بها ....
نظرت نعمة لقمر ببعض الحيرة حتى انتبهت حورية لذلك وقالت :-
_ دي اختي يا نعمة ...قمر ...اللي افتكرتها ماتت ، والغريبة ان اتقالها اني مت وابويا اللي افتكرت سنين انه باعني وكان عايز يموتني مطلعش كدا ....بيوم وليلة كل الموازين اتغيرت في حياتي ...الكداب ماطلعش كداب ....واللي كان امان وحب طلع خاين ...انا حاسة أني مش عارفة افكر
نعمة بوجع :-
_ مش اول الوقعات يا حورية ...احنا اتعودنا خلاص ....ناوية على ايه ؟
اجابت قمر بدلا من حورية :-
_ هقولك أنا هنعمل ايه ........
شرحت قمر الامر كاملا لتسكن نعمة قليلا ثم قالت :-
_ خايفة عليها ترجع .. فاروق مش سهل ده مجرم
حورية :-
_ الضابط فهد ودكتور محمود معايا
قالت قمر بقوة :-
_ وانا كمان معاكي مش هسيبك
نهضت نعمة عندما شعرت بتأخر الوقت وقالت :-
_ طب هروح دلوقتي الوقت اتأخر وهجيلكم بكرا وهكون جبت هدوم قمر كمان ..والعنوان عرفاه ...بيت حورية القديم ، بس لو ياسين سألني اقوله ايه ؟
حورية بدمعة في عيناها :-
_ قوليلي بعدت ومش عايزة ترجع وما فهمتنيش السبب
انصرفت نعمة من بينهم وخرجت من الغرفة لتقل قمر بقلق :-
_ خايفة عليكي أوي ....ما بلاها انتقام ونرجع البلد يا حورية ونعيش بسلام
حورية بتوعد :-
_ كنت نسيت كل حاجة ....بس رجعوا دمرو حياتي من تاني ...عز ماكنش يتزعل عليه وما اتوجعتش زي ما أنا موجوعة دلوقتي ... محدش عارف ياسين كان بالنسبالي ايه ...كنت وأنا معاه بحس أن حاجز الخوف لسه جوايا ولازم اكسره عشان اقدر اكمل مع اللي بحبه وارمي اللي فات للابد ....لكن دلوقتي لازم اكسر الحاجز ده عشان اشفي غليلي منهم وانتقم ....
_________________________________________الله اكبر
مر وقت حتى عادت نعمة للمنزل ولكن اوقفتها يد هشام معترضا طريقا وقال بنظرات بها من الاسف والغضب ما بها ...هتف :-
مش لما اتصل بيكي تردي ،مش لما نختلف نسمع بعض ونتناقش !!اومال هنكون اسرة أزاي وبيت واطفال !!
رمقته وخبأت الدموع بعيناها :-
_ أنا قلتلك أن كل شيء انتهى ....مش برجع في كلامي
هتف هشام مجددا :-
_ ده مش قرارك لوحدك على فكرة!! ، ده لازم يكون قرارنا احنا الاتنين ...
نظرت نعمة حولها ولبعض العيون التي لاحظ المشهد فقالت وهي تبتعد :-
_ لو ماكنتش قربتلي من البداية للسبب ده يمكن كنت اتكلمت معاك وناقشتك ....بس أنا ما اقبلش ابقى جسر تعدي عليه عشان هدفك ...أنت ضحكت عليا وعرفت اللي عايز تعرفه....سيبني بقى في حالي يابن الناس وروح للي تناسبك ....احنا اصلا مش شبه بعض
تطلع اليها بغضب ليهتف مصيحا بغضب وصوتٍ عالِ :-
_ يعني اعمل ايه عشان تصدقيني ...اقولك قدام الناس دي كلها اني بحبك ...طب بحببببببببك ، بحببببببببببك ،اقسم بالله بحبك
تمنت لو تستطيع ان تصدقه ولكنها لم تستطع ربما نال منها الألم والخذلان نيل الداء الخبيث من الجسد ...قالت بصوت متهدج بالدموع :-
_ يبقى في معلومة لسه ماعرفتهاش .....بس للأسف حكيتلك كل اللي عندي
ركضت الى منزلها باكية وتركته يتخبط في غضبه ......
فتحت نعمة باب شقتها ثم ركضت لغرفتها دون أن تحدث صوت حتى لا توقظ والدتها واشقائها الصغار ......
ارتمت على فراشسها ببكاء ودفنت رأسها بالوسادة لتكتم دموعها ثم انتبهت لصوت الهاتف فرفعت رأسها وعيناها المحمرة من الدموع لترى رقم ياسين .....ابتلعت ريقها ثم اجابت وهي تعتدل مرة أخرى...:-
_ الو ؟
هتف بصوت حاول أن لا يظهر فيه غضبه :-
_ عرفتي هي فين ؟
قالت نعمة وهي تجفف عيناها برفق :-
_ ما تسألش على حورية تاني يا دكتور
تجمد قلبه ليقل بعد أن استطاع أن يتحدث :-
_ ليه ؟ حورية مالها ؟
نعمة وقد اشفقت قليلا على حالته :-
_ اختارت انها تبعد عنك ....وصدقني ما اعرفش ايه السبب
ظهرت بعين ياسبن دمعة لأول مرة تنزلق من عينه بقهر من هول صدمته فمن عشقها عشقا لا يضاهيه شيء شعر به يوما ....قال بألم :-
_ اختارت تبعد عني ؟!! قوليلها أنها لو عاشت عمرين على عمرها ....مش هتلاقي حد يحبها ولا يعشقها بجنون ادي ....وقوليلها كمان أنها لو شافتني في يوم صدفة ...تهرب وما تخلنيش اشوفها ....
اغلق ياسين الهاتف والقاه بعيدا عنه وسقط رأسه بين يديه بحزن شديد لم يخطر بباله يوما .....
نظرت نعمة للهاتف المغلق لثوان وشعرت انه صادقا في انفعاله ...فذات الشيء تشعر به الآن ...وكأن للحب قوة سوداء تشع حين الفراق !!
____________________________________________صلِ على النبي
وقف بالغرفة التي كانت تسكنها منذ يوم مضى وبدأ يدفع كل ما حوله بغضب هيستيري ......لما جعلته عاشق مجنون وغاضب هكذا ....ود لو يقبض على عنقها الآن ....ولكنه يعلم أنها لو امامها الآن ما كان سبفعل سوى شيء واحد ....شيء يطعن كبريائه وقوته كرجل لم تهزمه إمرأة قبلا ....جعل المرآة لقطع منثورة على الأرض بعدما القى عليها ڤازة مليئة بزهور الأركيد التي ذكرته بها .....
لمح وجهه بقطعة من المرآة فأقترب ملتقفا تلك القطعة الزجاجية ونظر جيدا لعيناه الدامعة فضعت على القطعة بغصب وهو يرى نفسه بهذا الضعف والكسرة ولم يشعر أن يداه بدأت تنزف دماً
_________________________________________استغفر الله
باليوم التالي .........
توجهت قمر وحورية الى قسم الشرطة التي اخبرتها به نعمة بالأمس حتى وصلت اليه وبدأو بحثا عن مكتب الضابط فهد ليشير احد العساكر لباب المكتب .......تبادلت حورية وقمر النظرات ثم كاظت حورية أم تقرع على الباب لتجد د.محمود يقف وبدا انه كان على اهبة الخروج ....
نظرت حورية له بضيق ليشير اليها فهد بابتسامة ماكرة ...قال :-
_ اتفضلي ...مستنيكي
رمق محمود قمر بخيرة وشعر أنه رأها من قبل ولكنه لم يتذكر أين بالتحديد بينما هي لم تتعرف عليه مطلقا.....
قال فهد :-
_ تعالى يا دكتور .....هنعيد كلامنا تاني وكويس انك موجود
جلس محمود وانصت لفهد لتقل حورية :-
_ مش هطول على حضرتك ....بس أنا جيت النهاردة وموافقة على العرض اللي عرضته عليا بس في شرط واحد
نظر اليها فهد بسخرية :-
_ اتشرطي
اوضحت له حورية الأمر وانها لابد أن ترى اباها وروت له الأمر فقال فهد بعد تفكير :-
_ طب انا ليا رأي احسن من ده ...ايه رأيك لو اجيبلك والدك لحد عندك هنا في القاهرة ....لأ وادخله مستشفى الالفي كمان
جحظت قمر وحورين اعينهم لتقل قمر وقد عرفتها حورية بأنها شقيقتها دون أن تلفظ اسمها :-
_ده أزاي بقى ؟!!
فهد بابتسامة :-
_ لو رجعتوا البلد هتحصل مشاكل كتير ودوشة انتوا في غنى عنها مؤقتا ،لكن لو ابوكوا جه هنا هتقدروا تشوفوه زي ما انتوا عايزين ،وبما أن حورية هتدخل مستشفى الألفي على أنها خطيبة مريض عن د.محمود ودي هتكون الحجة اللي هتدخل بيها المستشفى كتير وطبعا د محمود هيساعدكم في ده وكمان حورية هتغير اسمها المرادي كمان ....
صدمت حورية وقالت بإعتراض :-
_ لأ طبعا
قال فهد موضحا :-
_ لازم ...والدك لما يدخل المستشفى اسمه هيتطابق مع اسمك وده مش عايزه ....هحضرلك انا الاوراق الجديدة مالكيش دعوة ....
حورية :-
_ طب هدخل اعمل ايه ؟
فهد :-
_ في مريض عند دكتور محمود اسمه نادر ...ده لا بيتكلم ولا بيتحرك ولا أي شيء يعني تقدري تقولي جثة حية .....هتدخلي تزوريه على انك خطيبته واللي هيسأل دكتور محمود هيأكد انه واخد الموافقة من اخت المريض بوجودك ...
قمر بتعجب :-
_ طب لما اخت نادر ده تظهر وتشوف حورية .. ماهو كدا حورية هتتكشف ؟
رد محمود قائلا :-
_ ما تقلقيش اخته مش بتيجي غير مرة واحدة كل شهرين لأنها مسافرة ،وكمان لنا بتيجي فعشان تدفع الحساب وبعدين بتجيلي تتكلم معايا وحتى لو اكتشفت فعندي كدبة صغيرة محضرها وهقدر اقنعها بيها بأذن الله ....يعني هي مالهاش علاقة بفاروق اصلا يمكن مايعرفهاش اساسا
حورية بحيرة :-
_ طب لما ان المريض كدا ...ليه فاروق ما حاولش يسرقه على الاقل مش هيقدر يشهد ضده ؟!
محمود بسخرية :-
_ فاروق لما بيعمل كدا فمع حد عارف انه غلبان ومالوش ضهر ، انما نادر اللي اعرفه عنه أن عيتله غنية جدا وطبعا لو اماشفوا حاجة زي دي ممكن يهدوا المستشفى على اللي فيها وغير كمان أن نادر بالذات انا مهتم بيه زيادة تقريبا مش بسيبه
تسائل فهد :-
_ انتي قاعدة فين دلوقتي ؟
اخبرته حورية ليقل فهد بإعتراض :-
_ مش آمان ماينفعش المكان ده خالص ....هحضرلكم مكان آمن عن ده
طرح محمود الأمر فقال :-
_ ممكن تقعدوا في شقتي وانا هروح عند واحد صاحبي لحد ما تشوفوا مكان اكتر أمان ....
اعترض فهد :-
_ لأ ....مش عايزهم يقعدوا في شقتك أنت بالذات
وقف محمود وأشار للضابط فهد أن يأت ويتحدث معه بعيدا عن الفتايات ....حتى اقترب فهد ليقل محمود موضحا :-
_ سامح الالفي اللي كلمتك عنه ....في شقة قصاد شقته فاضية ،كانت قاعدة فيها بنت ومشيت ...فاروق بعيد عن ابنه ده بالذات ومش بيفكر حتى يقربله بأي شكل من الاشكال بس طبعا انا مش عايز ادخله في الامر ده ولا اجيب اسمه وده طلبه ....ايه رأي حضرتك ؟
مرر فهد يده على ذقنه بتفكير ثم قال :-
_ تمام ....مافيش مشكلة
عاد فهد لمكتبه وقال :-
_ هتروحوا مع د.محمود
قالت قمر :-
_ لأ هنروح نجيب حاجتنا من الفندق الأول وبعدين نروح معاه
وافق محمود وقال :-
_ مافيش مشكلة حتى اكون اتفقت مع صاحب العمارة وهرجع اخدكم ...بس نتفق نتقابل في مكان .....
__________________________________________الحمد لله
توجهت نعمة بأعين منتفخة من كثرة البكاء طيلة الليل واسرعت الى منزل حورية القديم .....
تأملت البناية القديمة جيدأ قبل أن تدلف بداخلها ثم صعدت الدرجات للأعلى .....
كان يجلس بمقعده طيلة الليل بجانب باب الشقة عله يستمع لخطواتها عندما تعود ...انتفض من مقعده عندما انتبه لخطوات بالخارج فركض خارجا وعندما فتح الباب تفاجئ بفتاة لأول مرة يراها .....هتف بها عندما رأها تصعد :-
_ أنتي مين ورايحة فين ؟
خمنت نعمة انه هو من كانت تتحدث عن قمر بالأمس فقالت :-
_ مالكش دعوة
زم سامح شفتيه بغضب وشعر انها تابعة لقمر فصعد خلفها سريعا ....وقف هاتفا مرة أخرى :-
_ قمر فين ؟ أنا عارف انك تبعها
التفتت نعمة اليه :-
_ لا أعرفك ولا تعرفني ، يبقى لا ليك تسألني ولا ليا ارد عليك !!
اشتد غضبه قائلا :-
_ قوليلها انها هتفضل متسرعة وغبية طول عمرها لانها مش بتسمعني ولو كانت شجاعة كانت واجهتني بدل ما تهرب
رمقته نعمة بغيظ واجابت :-
_ طيب
دلفت نعمة للغرفة وبدأت تلملم الاغراض التي تظنها تابعة لقمر ثم اتى سامح قائلا مرة أخرى وقد هدأت نبرته قليلا :-
_ ارجوكي قوليلي هي فين ؟ انا ما كدبتش عليها زي ما هي فاكرة ، بس في سوء تفاهم حصل ....
اشارت له نعمة وقد بدأت تنتهي من جمع الأغراض الخاصة بقمر :-
_ لما اشوفها ابقى فهمها ...أنا ماليش دخل في الموضوع
تكلع اليها سامح بعصبية ثم خرج وصفق الباب خلفه بحدة لتقل نعمة بسخرية :-
_ كلهم كدابين ولما نكتشف نيتهم يتجننوا كدا .. بجاااحة
انتهت نعمة من الأمر وخرجت من الغرفة وتأكدت أنه سيراقبها فذهبت الى منزلها وانتظرت اتصال من حورية ......
___________________________________________سبحان الله العظيم
علم محمود أن داليا تركت الشقة من تميم لذلك اطمئن لمجيء قمر وحورية فورا انتهاء الاتفاق مع صاحب المبنى ......صعد معهم بالمصثعد ووقف أمام الشقة ثم فتح الباب ليتفاجئ بتهشم قطع زجاجية التي تملأ الأرض فزفر بغيظ :-
_ دي داليا اكيد ....حيواانة
نظرت قمر وحورية لقطع الزجاج المتناثرة وتغرق سجاد الشقة بصدمة حتى قال محمود :-
_ طب تعالوا معايا ، هقعدكوا في الشقة اللي في الوش دي على ما ارتب الدنيا دي وتعرفوا تقعدوا هنا .....
خرجوا من الشقة ليفتح لهم محمود شقة سامح بنسخة احتياطية ابقاها سامح معه ثم خرج مرة أخرى واجرى اتصال سريع عليه ولكن وجد هاتفه غير متاح .......
بهذا الوقت كان سامح يجلس بسيارته يأساً بعدما بحث عن قمر بالشارع التي تسكن به نعمة ....حتى اتت نعمة اليه وقد عادت اليه مرة أخرى لتجعله يذهب :-
_ما تدورش هنا لأن قمر مش موجودة هنا اصلا ....ما تتعبش نفسك
نظر سامح من نافذة سيارته بعصبية قائلا وهو يحرك السيارة :-
_ انا فعلا تعبت ....ابقي عرفيها أني تعبت من غبائها ومش هدور عليها تاني .....
ابتعد بسيارته لترمقه نعمة بضيق ثم عادت لمنزلها مرة أخرى .....
________________________________________سبحان الله العظيم
وقف بسيارته أمام المبنى التي تقطن به شقته الخاصة ثم ترجل من السيارة وهو يحمل معطفه بملامح غاضبة ومتألمة ......ثم صعد عبر المصعد الكهربائي حتى وقف أمام شقته ......
ولحسن حظه أنه لم يميل الى حب الصور الفوتغرافية المعلقة بوضوح فلم تكن شقته تحمل أي صورة تدل على صاحبها وحتى ادواته الموسيقية يحفظها بداخل غرفة بعيدة عن بقية الغرف.......
وبمجرد دخول قمر وحورية الى الشقة ذهبت قمر لتأخذ قسطا كافيا من النوم وحورية قررت أن تأخذ حماما سريعا ثم ذهبت للمطبخ المبتعد تماما عن باب الشقة لتعد أي مشروب دافئا ولكنها شردت للبعيد ولم تشعر بالذي دلف للشقة ......
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيمتابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا