قصص رومانسية جريئة ممنوع دخول الأطفال

مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السابع والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم. 

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السابع والثلاثون

تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السابع والثلاثون

بمكتب فهد .....
اغلق هاتفه بعد اتصاله بحورية ليدلف هشام وملامح الضيق مرسومة على وجهه....فحص فهد تعبيراته ليقل :-
_ شكلها عرفت .....حصل ايه ؟
جلس هشام أمامه واجاب :-
_ عرفت ومش عايزة تصدقني ...عشان كدا كنت مستعجل على الخطوبة لأني لو بكدب ماكنتش مضطر اخطبها بس مالحقتش للأسف
رد فهد :-
_ ما تقلقش ...بما أنها صاحبة حورية فهقدر اوصلها كذا معلومة تتأكد منها أنك مش كداب ...
رمقه هشام بتعجب :-
_ بمناسبة حورية ...أنا عايز افهم حاجة ، أنت ليه بترتب أنها ترجع المستشفى وكل اللعبة دي ؟ على فكرة ممكن فاروق يكشفها والخطة كلها تبوظ وكمان مستغرب أنك وثقت بمحمود وسامح ابن فاروق بسرعة كدا !!
ابتسم فهد وهو يرجع بظهره للخلف وقال :-
_ أنا ما بثقش في حد ...
هشام بحيرة :-
_ اومال ايه ؟
صمت فهد قليلا ثم اجاب بغموض :-
_ لو قدامك شخصين وفي جريمة حصلت وكل واحد عنده مبرر يقنعك أنه بريء ، بس الأكيد أن واحد فيهم مجرم ...هتعمل ايه ؟
اجاب هشام سريعا :-
_ هعمل تحرياتي عنهم لحد ما اوصل للحقيقة اكيد
فهد :-
_ عملت التحريات ومالقتش دليل هتعمل ايه ؟
اخذ هشام برهة يفكر ليقل :-
_ تقصد ايه ؟ مش فاهمك !
اجاب فهد بنظرة ماكرة :-
_ أنا ما رضيتش اقول لحورية أن ياسين مطلق عشان متأكد أنها لو عرفت هتتراجع شوية عن تنفيذ المهمة وكمان هيبان وهعرف أنها اتكلمت مع ياسين ولا لأ ....ومارضيتش اقول لأي حد أن اخت ياسين بتتعالج في المستشفى ...كنت عايز أعرف هما عارفين ولا لأ ؟ ....أنا مش واثق في أي حد فيهم ومنهم حورية نفسها
رفع هشام حاجبيه بدهشة :-
_ اومال هتشغلها معاك أزاي ؟
اجاب فهد بتفكير :-
_ هجاوب على السؤال اللي سألتهولك ....أنا مش معايا دليل أن فاروق مجرم رغم أني عارف ده ، ومش معايا دليل على صدق أو كدب أي حد في المجموعة دي ....هدخلهم كلهم دايرة واحدة واقفل عليهم واسيبهم لبعض ....بقلم رحاب إبراهيم ، وهبعت اللي هثق فيه يراقبهم جوا المستشفى ....ياسين هيروح عشان اخته وعز وفاروق موجودين ...حورية ومحمود هيشتغلوا مع بعض ...خليني كدا اراقبهم من بعيد واشوف اللي هيحصل واكيد هطلع بالحقيقة
انكمش ما بين حاحبي هشام وقال :-
_ طب افرض فاروق اكتشف حورية وحاول يقتلها زي ما جرب قبل كدا ؟
فهد :-
_ على كلامها أنها خلت نعمة خطيبتك تقول لعز انها انتحرت وبالتالي فاروق اكيد عرف ...ده هيساعدنا أوي ، ولو اللي بتقول عليه حصل وفاروق كشفها ف بردو عامل حسابي ومراقبها ...يعني محدش هيتأذي وكله هيتحاسب بالقانون ....بس اللي برة الدايرة هو المقنّع ده ...لازم أعرف هو مين وعايز يقتل فاروق ليه ؟ بقلم رحاب إبراهيم
تسائل هشام بتعجب :-
_ أنت ليه ربطت بين اللي عايز يقتل فاروق وبين اللي محمود شافه مع حورية ؟
رد فهد بنظرة ضيقة :-
_ محمود شاف المقنّع ده والتاني ما عملهوش أي حاجة ده حتى ما هددهوش بسلاح عشان يهرب !! ، لو ده مجرم بجد كان هيعمل كدا ده غير أن حورية طلعت سليمة ومستحيل تقع تحت ايدهم ويسيبوها اذن هنا في حلقة مفقودة وهو أزاي هي سليمة وما اتخدش منها حاجة بعد ما خدوها ؟!
تحرياتي بتقول أن فاروق اتعرض لمحاولة قتل ووصف اللي عايز يقتله بأنه كان ملثم ...تقريبا المواصفات واحدة ...لو هربط الامور ببعضها يبقى هو اللي انقذ حورية من ايدين رجالة فاروق اليوم ده وهو بيراقبه ....مالهاش تفسير تاني
ابتسم هشام بإعجاب :-
_ برافوا ....تحليل مقنع ومنطقي
تابع فهد :-
_ بس محمود قالي معلومة لازم اشتغل عليها الفترة الجاية ....هو شاف خيال المقنّع ده من اوضة المريض اللي اسمه نادر ....الاوضة دي بتطل على الجنينة مباشرة وصعب أن حد على البوابة سواء الخارجية أو الداخلية ان يلمح أي حد نازل على المواسير المرفوعة وخصوصا لو بليل ....المقنّع ده ذكي جدًا ولازم احرص منه ...مختار الوقت والمكان المناسب عشان يهرب منه ....مريض لا بيتكلم ولا حتى هيعرف يكتب أو يشاور ...يعني مش هيكون دليل عليه ....
هشام بتفكير :-
_ تعرف أن جه في بالي أنه يكون المريض ده اصلا هو المقنّع !!
رمقه فهد وقال :-
_ جت في دماغي بردو بس أزاي محمود شاف المقنّع بيهرب من الشباك وفي نفس اللحظة نادر ده نايم على سريره وخايف !!
هشام بحيرة :-
_ الموضوع محير بصراحة !! ، بس المفروض أن عز مش مع ابوه وده بكلام د.محمود ....ليه بتبعد حورية عن ياسين كونه أنه صاحب عز ؟
صمت فهد لبرهة ليقل بعد ذلك :-
_ حورية شاكة أن عز مع ابوه وكون أن ياسين صاحبه ووقعت في طريقه ده هيخليها بالتأكيد تشك في ياسين كمان ...أنا مش عايزها تثق في حد ، أنا عايزهم كلهم يشكوا في بعض ويدوروا ورا بعض وانا بقى هراقبهم كلهم
هشام :-
_ يبقى لازم نعرف مين هو شخصية المقنّع ده ...يمكن توضحلنا حاجات كتير ...

نهض فهد وقال وهو يضع هاتفه بجيب معطفه :-
_ مافيش حاجة مالهاش حل ....وانا عارف هكشفه أزاي
___________________________________________صلِ على النبي

بڤيلا الألفي ......
وقف عز مراقبًا للطبيب الذي اتصل به فاروق ليأت حتى يسعفه ويطهر جروحه ويقم بعمل الإجراءات الطبية اللازمة .....
تحركت عروق عنقه بعصبية ليهتف غاضبًا :-
_ أشوفه بس وهموته بإيدي ....أزاي قدر الحيوان ده يعمل فيك كدا ؟ والحرس كانوا فين ؟!!
رمقه فاروق بحدة وقال وهو ممددا على فراشه تاركا جسده للطبيب ليطهر جروحه المنتشرة بأجزاءّ من جسده :-
_ زهقت منهم وعصبوني ومخليتهمش يرجعوا معايا ....بس لقيته قدامي ، لو السواق ما فاقش من الضربة كنت فضلت انزف طول الليل ...
احمر وجه عز بشراسه ليصيح :-
_ لازم ابلغ الشرطة المرادي مش هسكت ...ماينفعش نسكت اكتر من كدا !
تأوه فاروق بألم عندما ضغط الطبيب بقطنية مبللة بالمطهر على جرح عميق بقدمه ...ليصرخ بغضب :-بقلم رحاب إبراهيم
_ امشي يا عز من قدامي مش عايز اشوف حد ....
تبدلت ملامح عز واقترب منه معتذراً:-
_ اسف يا بابا مش اقصد اعصبك بس الموضوع ده ما ينفعش ينسكت عليه اكتر من كدا ....
قال فاروق بألم من جروحه :-
_ هنتكلم بعدين في الموضوع ده ....رجلي مش قادر اقف عليها
عز بتسائل غاضب :-
_ هو خبط على رجلك ؟!
نفى فاروق بملامح تتألم وعرق متصبب بغزارة من جبينه:-
_ لأ ...أنا اللي وقعت لما جيت ادخل العربية ...وقعت على حجر كبير في الطريق .....
عز بقلق :-
_ خلاص هجيبلك فريق دكاترة لحد هنا وهنجهز كل حاجة وكأنك في مستشفى .....ولا تحب انقلك المستشفى ؟
هز فاروق رأسه نفيًا :-
_ لأ ...هتعالج هنا في بيتي ...مش عايز حد يشوفني كدا
رفع عز هاتفه وبدأ يجري بعض الاتصالات لينتهي بعد دقائق ......انتهى الطبيب من عمله الذي دام لأكثر من ساعتين ليقل لعز :-
_ هو عايز رعاية لفترة عشان الجروح دي ما تتفتحش تاني ورجله عايزة اشعة عشان نشوف فيها إيه ....
اجابه عز :-
_انا رتبت كل حاجة يا دكتور ...بشكرك جدا
خرج الطبيب مع عز ليترك فاروق يتنفس بحدة وغضب يتقلى بداخل مقلتيه :-
_يابن ال_______ بقى فاروق الالفي يتعمل فيه كدا ؟! المرة الجاية هتبقى ليا مش عليا وساعتها مش هرحمك ...هدبحك على الحيا ..وهقطع من جسمك حته حته ...
_________________________________________استغفر الله العظيم

وقف محمود يتأمل النائم بسكون وابتسم مقترباً له بأعتذار :-
_ نادر ....صاحبي ، اسف أني اهملتك الكام يوم اللي فاتوا بس ميرنا كانت بتعمل عملية وكان لازم اخد بالي منها ....
تنهد محمود قائلا :-
_ مش هكدب عليك ، أنا بحبها ...بحبها أوي ، بس هي لسه ما اكتشفتش أنها بتحبني ...أنا متأكد انها بتحبني ....
تابع بابتسامة ساخرة :-
_ المفروض أنا اللي اسمع المرضى بس معاك باجي واشتكيلك زي ما يكون بكلم نفسي ....أنت اللي بتسمعنى مش العكس ...
فتح باب الغرفة لتأت ميرنا مستندة على يد الممرضة وعلى وجهها ابتسامة واسعة ......قالت :-
_ صباح الخير يا دكتور محمود
انتفض محمود من مقعده وصدم لمجيئها وهي بحالتها هذه فقال هاتفا بعصبية :-
_ أنتي أزي جيتي هنا وانتي لسه تعبانة ؟!!
قالت الممرضة :-
_ والله يا دكتور حاولت افهمها بس ما سمعتنيش !!
ضاعت البسمة على وجه ميرنا الذي شابه بعض الاصفرار ...فقالت بعبرة مرت على خديها :-
_ أنا اسفة ...خلاص همشي
تابعت قائلة للمرضة بدموع وصوت متهدج :-
_ تعالى نرجع تاني
صر محمود على اسنانه من رؤية دموعها ولكنه تركها تذهب ...الهذا الدرجة كانت قلقة عليه حتى تأت غير معنية بحالتها الصحية ؟! هكذا ما تردد في نفسه بألم ....
التفت وهو يزفر بغضب من نفسه حتى تفاجئ بنادر الذي فتح عيناه بصمت ....ضيق محمود عيناه بألم واقترب منه بصوت متوسل :-
_ لا يا نادر ....لأ ، الا دي ، ما تحبهاااااش .... ما تخونش صاحبك ...أنا اللي جبتهالك هنا عشان تبقى جانبي أنا مش عشان تحبها أنت ...عينك فيها لهفة واضحة ....لو غالي عندك ....بلاش هي ، دي الفرحة اللي بتمناها ....
كاد أن يتبع حديثه حتى صدم بأنزلاق دمعة من عين نادر ثم اغلق عيناه مرة أخرى ...ولأول مرة لم يفهم محمود إذا كانت هذه إشارة الموافقة أو الرفض ! ....ابتلع محمود ريقه بعذاب ليقل :-
_ اعتبرني ما قولتش حاجة ....أنا اللي هبعد ..وصدقني فرحتي هتبقى اكبر لو قدرت تقوم عشانها ...ساعتها هبعد عنكم انتوا الاتنين
اغمض محمود عيناه بدمعة خبأها بعيناه ثم ابتعد متحكماً بأنفعال عواطفه وخرج من غرفة نادر ......
____________________________________________الله أكبر

بالمركز الطبي ......
جهزت الممرضة "ايمان" كوب كبير من العصير الطازج وصعدت للطابق الأعلى وهي على علم بأن ياسين ذهب لشقته الخاصة ....دخلت المصعد صعودا للأعلى ليفتح المصعد وتخرج هي وبيدها الكوب .....دقت على باب الشقة .....

كان ممدداً على الفراش التي كانت تستخدمه هي قبل رحيلها ودق قلبه بعنف مطالبًا لرؤيتها وقربها الذي اصبح ك الادمان بالنسبة له حتى رمق الوسادة الأخرى بالفراش ....تنفس عطرها بها فرقبها له بضمة قوية قائلا بألم :-
_ وحشتيني ...أوي
ابتلع ريقه بصعوبة وعيناه تلتمع من الخذلان التي تسببت به لينتبه لقرع على باب الشقة ...قطب جبينه لبرهة لينتفض راكضا ظنا منه أنها هي ...فلم يكن احد يعلم بوجوده هنا ....بقلم رحاب إبراهيم ،فتح باب الشقة بنظرات يملأها جنون الشوق ليتفاجئ بإيمان تقف مبتسمة وبيدها كوب العصير التي كانت تعده حورية له بالسابق ......ضاع الامل من عيناه ليقل بعصبية :-
_ في ايه ؟!
اشارت ايمان للكوب بيدها برمشة من عيناها ثم قصدت التحدث بنظرات مغرية وصوت ناعم :-
_ عملت لحضرت العصير اللي بتحبه وبتشربه في الوقت ده ، أنا شوفتك وأنت طالع هنا ....هتكسفني يا دكتور ؟
بعد عيناه بنفاذ صبر واخذ منها الكوب دون أن ينظر لها وشكرها سريعا ثم اغلق الباب بحدة .....وقفت تتأمل الباب المغلق بغيظ وعادت للمصعد بوجه يضج غضب .....قالت وكأنها تتوعد :-
_ كويس أني نقلت السلسلة لشنطتها بعد ما نامت ....اكيد اختفائها وحالته دي بسبب خطتي ....حتى وهي مش موجودة فارقة معاه !!

********************
نظر ياسين للكوب متذكراً آخر مشهد مماثل .....فلاش باك ....
(وضعت حورية الكوب بابتسامة خجولة بعد أن خرج من غرفة العمليات وتوجه لمكتبه ....قالت مبتسمة :-
_ المرادي عملتهولك بنفسي ....يارب يعجبك
جلس وقد بادلها ابتسامة ماكرة :-
_ عاجبني من زمان
اخفضت عيناها بخجل وقد فهمت مغزى جملته ليرتشف بضعا من الكوب قائلا بتلذذ:-
_ مافيش احلى من كدا
ابتسمت بسعادة لأعجابه بالعصير الذي حرصت أن تعده بيدها ليقل :-
_ اظاهر د.سارة شايفة شغلها معاكِ تمام ....
تعجبت :-
_ ليه ؟
رمقها بخبث وعشق :-
_ اصلك بقيتي زي القمر ....حتى لو شبهتك بيه هبقى ظلمتك وانصفته ...أنتي عديتي المرحلة دي
توهج وجهها من الاحمرار لتقل وحاولت أن تبدو ثابته رغم رجفتها الشديدة :-
_ آه هي متبعاني لسه ....ومعايا و____
قطع حديثه نهوضه من مقعده وتحرك اليها ليقف بقامته الطويلة امامها مبتسماً ابتسامة تجبرها أن تحب ويدق قلبها له ...قال بنبرة حنونة:-
_ أنتي جميلة حتى من قبل العملية ....
ماذا يعني العاشق بنظرته المتفحصة لعين محبوبه ؟
ماذا تعني رفة الأهداب في القرب ؟ ...هناك حروفٍ متقطعة تجمع بالكاد اسمها ،تنسحب من صوته بنعومة محببة وهو ينطق اسمها بعشق ..
كانت تنظر له متنعمة بنظرة لم ترى مثلها قط ...نظرة عاشقة لروحها قبل أي شيء ، قال برقة وكأنه يهمس لأذناها ويربت على روحها بحنان :-
_ لو كنتِ كل يوم بشكل جديد ...أنتي في عنيا هتفضلي أنتي ...
رفعت عيناها بتلألأ دمعة تنم عن فرحتها بحبها له ...قالت :-
_ ميعادنا يوم الاتنين
تنهد بعمق قائلاً بعشق :-
_ خلاص الغريب جيّ.. نص قلبه في الغربة مات ، والنص التاني بعشقه حي
قالت بلهفة :-
_ سلامة قلبك
اجابها بمحبة :-
_ سلامة اللي عايشين فيه

♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
عاد لواقعه المؤلم ...جلس على فراشه مجدده وارتفع صدره صعودا وهبوطا من انفاسه المتسارعة وقد ايقن أن الحب لا يمكن اقتلاعه بعدما حفر قواعده بداخل القلب.. اغمض عيناه بألم لا يشعر به يوماً ......
____________________________________________الحمد لله

بشقة سامح .......
اعدت قمر مشروب ساخن ثم خرجت للشرفة وهي تتأكد من رباط رأسها ...وقفت تنظر للطريق ثم وضعت الكوب على سور الشرفة لتنبه لصوت يأتي من خلف الفاصل المغلف بالزهور ويفصل شرفتها عن شرفة الشقة المجاورة......قال سامح مبتسما بمرح :-
_ هاتي مج النسكافيه ده
اخفت ابتسامتها ثم قربته له فأخذه واضعا شفتيه بموضع شفتيها على الكوب وارتشف بتلذذ:-
_ لذيذ
قالت بسخرية :-
_ أنت طماع ليه ؟ أي حاجة بعملها بتأخدها !
اجابها بمكر :-
_ انا هاخدك أنتي شخصياً وبصراحة بحب ذوقك في أي حاجة ونفسيتي بترتاح وانا بعكنن عليكي

رغم ابتسامتها ولكنها التفتت وقالت بثقة :-
_ ومين قالك أني موافقة ؟!!
ارتشف سامح من الكوب بابتسامة ماكرة ثم قال :-
_ مش مهم ....المهم أنا موافق
تطلعت به بدهشة :-
_ يعني ايه ؟
اتسعت ابتسامته بخبث :-
_ يعني أنا شايف أننا نحدد اسامي عيالنا يا حبي من دلوقتي
كتمت ضحكتها واجابت :-
_ بقلوظ وهباب ومخلل ....مخلل سامح وااااوههههههههههه ، هتعزف في البرطمان هههههههه
اجابها بأستخفاف :-
_ هه دمك خفيف !!
قالت وهي تستند على السور وأرادت استفزازه :-
_ كلها يوم أو اتنين ونمشي من هنا ...يا عالم هنتقابل تاني ولا لأ
قطب جبينه بتعبير شرس ثم القى الكوب بغيظ من يده ليقع الكوب بالطريق وهتف:-
_ قصدك ايه ؟
انتبهت قمر للكوب الذي وقع بالاسفل حتى راقبته وهو يقع منثوراً بما فيه على سيارته ...ارتفعت ضحكتها لينظر باتجاه نظرتها واتسعت عيناه بغيظ وقالت وهي تنفجر ضحكا :-
_ بهدلت عربيتك .....شوفت ده ذنبي
زم شفتيه بغيظ ولكنه لم يستطع أن يستمر طويلا مع ضحكتها الذي يعشقها ....ابتسم رغماً عنه
______________________________________سبحان الله وبحمده

مسحت ميرنا عيناها بعد أن استمرت تبكي طويلاً لتأت الممرضة اليها بنظرة متعجبة :-
_ لسه بتعيطي يا ميرنا ؟ ليه ده كله !!
اجابت ميرنا بحزن :-
_ ما أنتي شوفتي د.محمود كلمني أزاي
الممرضة بلوم :-
_ على فكرة هو عنده حق ...المفروض ما تجهديش نفسك الفترة دي ولو كنتي عايزة حاجة هتجيلك لحد عندك ...
التزمت ميرنا الصمت فلن تظهر مشاعرها لأي احداً ...اعطتها الممرضة الدواء ثم خرجت ....نظرت ميرنا للباب واجهشت بالبكاء مجددا وقالت :-
_ زعقلي وانا اللي كنت قلقانة عليه عشان ماجاليش امبارح يطمن عليا ...روحتله عند نادر عشان عارفه أنه هناك ...انا غلطانة اني عملت كدا ومش عايزة اكلمه تاني ....

دق باب غرفتها ليفتح محمود الباب بعد دقيقة بنظرة معتذرة ...قال :-
_ اعتذر ولا أمشي
نظرت لجهة أخرى بضيق واجابت :-
_ مالوش لزوم الاعتذار يا دكتور ...
قال بألم :-
_ يعني أمشي ؟
ودت لو تصيح به وتخبره أن ينتظر ولكن كبريائها منعها أن تنطق فصمتت طويلا فقال بنظرة معذبة :-
_ أسف ....مش هضايقك تاني
خرج من الغرفة سريعاً لتنظر لمكانه بصدمة ...لم تتوقع أن يتركها بهذه السرعة ولم تعتاد منه على هذا الهروب والابتعاد !! اطرفت عيناها بحزن وبكت في صمتٍ مطبق .....
_________________________________________سبحان الله وبحمده

مساءّ ........
فتحت حورية الحقيبة لتأخذ منها رداء آخر لتتسع عيناها بدهشة عندما لمحت شيء......رفعت حرية القلادة اللامعة أمام عيناها بعدم فهم :-
_ بتاعت مين دي وايه اللي جابها في شنطتي ؟!!
دلفت قمر اليها حتى لاتحظت القلادة بيدها فتسائلت بإعجاب :-
_ الله ....ايه السلسلة الروعة دي جبتيها منين دي شكلها غالية أوي ؟!!
هزت حورية رأسها بعدم معرفة بالأمر :-
_ ما اعرفش يا قمر ...أنا لقيتها في شنطتي وماعرفش جت منين ولا بتاعت مين !!
شعرت قمر بالحيرة حتى رمقت رداء اسود يبدو فخماً فرفعت من الحقيبة قائلة :-
_ والفستان الاسود ده تحفة أوي ...ذوقك جميل
رمقت حورية الرداء بصدمة واتسعت عيناها على وسعهما :-
_ ده هدية ياسين أزاي نسيت اسيبهوله !! كنت مستعجلة وخايفة ليرجع ويلاقيني مابقتش عارفة بعمل ايه ....هيقول عليا ايه دلوقتي ؟
قمر :-
_ هو انتي خدتيه من غير معرفته ده هدية يابنتي ...
وضعت حورية القلادة من يدها وهي تأخذ الرداء وتمرر يدها عليه بنظرة مشتاقة ....قالت بألم :-
_ ياسين جابهولي هدية وكنت مستغربة لأنه مش للمحجبات ....بس بعد كدا عرفت هو قصده ايه
قمر بفضول :-
_ طب وقصده كان ايه ؟
حورية :-
_ قالي ده لمناسبات خاصة ....محدش هيشوفك بيه غير واحد بس
قمر وقد فهمت معنى الحديث :-
_ اه فهمت ....والله احساسي أنه مش وحش زي ما احنا فاكرين
حورية :-
_ ولا أنا حاسة أنه وحش ....بس اللي مريت بيه خلاني اخاف ، خصوصا أنه كدب عليا وطلع متجوز ...كل ما اتخيل أنه كان بيعاملني كدا وآخر اليوم يبقى مع واحدة تانية بحس اني مش قادرة اتنفس وهموت ، كدبه عليا مالوش غير تفسير واحد وهو انه صاحب عز ....بس ايه الاتفاق اللي بينهم مش عارفة
قمر بحيرة :-
_ انتي شاكة أن عز زي ابوه ..مجرم ؟
هزت حورية رأسها بشيء من الحيرة :-
_ مش عارفة ...عشان كدا وافقت على رجوعي المستشفى
ربتت قمر على يدها وقالت :-
_ أن شاء الله كله هيكون خير وربنا هيريح قلبك باللي يرضاه ...
آمنت حورية على ذلك لتنظر الى القلادة مجددا وقالت :-
_ طب هعمل ايه في السلسلة دي ؟ أنا لازم أعرف بتاعت مين وأزاي جت في شنطتي ؟!
قمر :-
_ سبيها دلوقتي مش فايقين ليها ....لحد ما نشوف بتاعت مين ، حافظي عليها لحد ما نشوف صاحبتها ....
شعرت حورية بالريبة فجأة ثم وضعت القلادة بالحقيبة مرة أخرى ...
______________________________________صلِ على النبي

في صباح اليوم التالي ........
عاد عز للمشفى بعد اصرار فاروق بذلك وطمأنته أنه بخير وعلى ما يرام ....ذهب عز للمشفى ليتفاجئ بظهور ياسين يخرج من سيارته متوجها للداخل حتى يطمئن على شقيقته .....بقلم رحاب إبراهيم ،أشار عز له وحاول أن يبدو هادئا بعد إثارة اعصابه بالأمس ......توجه له ياسين وقد تكونت بعد الهلات القاتمة حول عينيه من ندرة غفوته بالايام الماضية ....قال عز :-
_ صباح الخير ....كويس أني شوفتك عايز اتكلم معاك
ياسين :-
_ هطمن على ميرنا وهجيلك المكتب يا عز ...
وافق عز بلطف ثم دلفوا سوياً للمشفى وتفرق كلا منهما في جهته .....
***********
دلف ياسين لغرفة شقيقته ليجدها غارقة بالفكر ...رسم ابتسامة بسبطة على وجهه لم تصل لعيناه وهو يقترب منها :-
_ حبيبتي بتفكر وسرحانة كدا في ايه ؟
التفتت ميرنا اليه وابتسمت هي الاخرى ذات الابتسامة المتظاهرة واجابت :-
_ مافيش يا حبيبي ....وحشتني من يومين مش شوفتك
مرر ياسين يده على شعرها بأسف واعتذار :-
_ حقك عليا انا غلطان ....
تطلعت ميرنا بشقيقها ولوجهه الذي يبدو عليه الارهاق والضيق ...قالت تتحسس خده :-
_ مالك ؟ ..شكلك تعبان أو مضايق من حاجة
هرب ياسين بعيناه فتابعت ميرنا بإصرار بعدما تأكدت بأنه يخفي شيء :-
_ عز قالك حاجة عني ؟
نظر لها ونفى سريعا :-
_ لا والله أنتي بخير الحمد لله ...انا جتلك بعد ما فوقت شوية
ميرنا بقلق :-
_ طمني عشان خاطري انا خوفت
ياسين بحزن :-
_ الموضوع اللي حكيتلك عنه ....خلاص
امتلأت عيناها بالدموع لعلمها بحزن من هذا الامر وقالت :-
_ يعني ايه خلاص ....طب ليه ؟!
ياسين :-
_ ما اعرفش ....كل اللي وصلني أنها اختارت أنها تبعد
راقبت ميرنا عيناه وهو يتحدث فعلمت أنه يخبئ حزنًا لم تراه بعيناه الا نادرا .....قالت :-
_ربنا هيعوضك أن شاء الله بالأحسن ...لو كان خيرا لبقى
تنهد ياسين بألم واجاب :-
_ عندك حق .....
رسم ابتسامة بسبطة حتى يقنعها أنه خير فقال :-
_ أنا كويس يا حبيبتي ما تقلقيش ...مش أول مرة اتوجع على حد غالي
ربتت على يده وحاولت أن تسيطر على دموعها امامه بالكاد استطاعت ذلك .......
بعد مرور وقتًا ليس قليلاً ذهب ياسين لمكتب عز ......
_________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

بعد أن مر عز بعدة حالات مرضية ...عاد لمكتبه واحرى اتصال سريع على والده واخبره فاروق بنفاذ صبر أنه بخير شرطاً الا يعلم احدا بالأمر ويعلن عن سفره لعدة ايام قد تصل لأسابيع ......
انهى عز الاتصال ليدلف ياسين للمكتب وجلس بتنهيدة مرت من فمه كأنه استراح من عناء مجهود قاتل .....قال عز :-
_ حاسس أنك برا المود ....شكلك مش طبيعي
لم يستطع ياسين فتح هذا الأمر مجدداً حتى لا يتجدد المه في ذلك فقال مبدلا مجرى الحديث :-
_ مرهق بس .....أنت اللي شكلك عندك كتير تقوله
عز بسخرية :-
_ غريب أننا مش عارفين ناخد وقت لنفسنا شوية حتى نتقابل كأي اتنين صحاب !! بقلم رحاب إبراهيم
اجاب ياسين :-
_ معلش يا عز انت عارف شغلي عامل أزاي ....يا دوب بقدر اجي اطمن على ميرنا وامشي ....لولا كمان الحاحها انها تفضل هنا تريح نفسيتها ماكنتش عرفت اجي اصلا ...
عز :-
_ انا عذرك مش بلومك .....وفي موضوع معين كدا كنت عايز اتكلم معاك فيه ...أنت الوحيد اللي بتفهمني وبتعرف تفسر اللي بيحصلي صح ...
عز بتعجب :-
_ قول اللي عايزه يا عز انا سامعك ....ومعاك النهاردة ...عندي اجازة
ابتسم عز بلطف وامتنان وقال :-
_ بص أنا عارف أنك ممكن تستغرب من اللي هقوله بس بجد انا محتار ....في بنت شوفتها من كام يوم ومن يومها صورتها مش مفارقة خيالي ....قدامي طول الوقت
ياسين :-
_ يبقى اكيد جميلة !!
ابتسم عز وهو يعرف انها سخرية ولكنه تقبلها ...قال :-
_ هي من جهة جميلة فتقدر تقول قمر اتنين تلاته ...حاجة كدا كأنها حورية
ضيق ياسين عيناه ووضع يده على شعره بعصبية من لفظ اسمها وتذكره بها وهو يحاول أن يهرب بفكره بأي شيء .....تابع عز بشرود :-
_ بس مش ده بردو كل اللي جذبني ليها ...طب ما ساندي زي القمر ومع ذلك ما عملتش فيا كدا !! دي بقى حاجة تانية ...دي جاذبية مدمرة مع جمال مش طبيعي .... ليها طلة زي القمر في ليلة شتا وهو بيستخبى ورا السحاب ...حواليها هالة مسحورة بتجذب العيون ليها وفي نفس الوقت بتحذر من القرب... أول لما شوفتها تحت المطر اتمنيت بشكل غريب أنها تجري عليا واحضنها ...نجري ونضحك ونتكلم ....حسيت أن بينا كلام ما اتقلش ، وأن قلبي عارفها ، حسيت أننا هنتقابل تاني ...بينا حكاية هتبتدي رغم أني ما اعرفش اسمها ولا شوفتها من وقتها ..فاهمني يا ياسين ؟
شرد ياسين مرة أخرى وكأن عز يشرح ما يشعر هو به ....فقال مجيبا :-
_ فاهمك ....فاهمك جدًا ، بس مستغرب
عز بتعجب :-
_ ليه ؟!!
نظر اليه ياسين وقال :-
_ اللي حاولت تقربلك وكانت هتتجنن عليك ما حبتهاش ، واللي خطبتها وجانبك في اي وقت تطلبها ما حبتهاش ...ويوم ما تحب ..تحب واحدة حتى ما تعرفش اسمها !! شوفتها مرة واحدة
اتسعت عين عز ليبتسم تدريجياً :-
_ معقول اكون حبيتها من مرة واحدة شوفتها ؟
اطرف ياسين عيناه بألم وقال :-
_ نوع الحوريات ده يا عز ...مش محتاج غير مرة واحدة عشان تعشقه ..

*********************

إلي هنا ينتهي الفصل السابع والثلاثون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم

تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها

تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم