مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الخامس والأربعون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم.
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الخامس والأربعون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم |
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل الخامس والأربعون
_ احمد سليم ....اسمي الحقيقي ...
نظر له فهد وقد اضاء المكان بغض الشيء الضوء المنبعث من تلك الحفرة المتصلة بحديقة المشفى ...تسائل:-
_ طب أنا عارفك بعد ما دخلت الجنينة ودورت على المكان اللي شافك فيه محمود لحد ما لقيت أول الخيط اللي وصلني لهنا وبعد كدا دورت وراك وعرفت كل حاجة عنك وده اللي اكدلي أنك المقنّع .... بس انت عرفتني منين ؟! ....
اجاب نادر ببسمة بسيطة:-
_ قولتلك أني ليا عيون كتير ...ولأني راقبت البنت اللي بعتها هنا تاني ..عرفت أنك معاها ...أو بمعنى اصح خليت حد يراقبك وصورك عشان اعرف شكلك واخلي بالي ....أنا بعترفلك بسهولة واكيد ده شيء مخليك مستغرب صح ؟
فهد بتعجب:-
_ يعني ....مستغرب شوية فعلًا ...بس اكيد عارف أن مالوش داعي الانكار وانا في حالتك دي ممكن اقبض عليك بسهولة واكشفك ...ماتنساش المفروض أنك دلوقتي جوا المستشفى !!
هز نادر رأسه بسخرية وقال:-
_ لأ مش عشان كدا لأني ممكن اهرب منك ...ما أنا اتعودت على الضلمة والهروب فيها ....أنا عايزك لو جرالي حاجة تخلي الصحافة تكتب اسمي واني قتلت فاروق الالفي وانتقمت ....لو عشت هعمل كدا بنفسي بس لو مت اعتبر دي وصية ...
ضيق فهد عيناه بدهشة ليقل :-
_ لو قتلته هضيع حقك سواء عشت أو مت ...أنت ممكن تحط ايدك في ايدي وناخد حق كل اللي آذاهم ...انا مش محتاجلك في حاجة بس مش عايزك تخسر اللي باقي من حياتك في السجن ...على الأقل لو بقيت معايا هتبقى شاهد مش متهم ..
نادر بغضب:-
_ أنا لو ما قتلتهوش بإيدي عمري ما هحس أني انتقمت .....وأنت عارف أنك لو كشفتني هتخسر وجودي في المستشفى ...أنا هساعدك لكن هفضل ماشي في طريقي ...
فهد :-
_ هسبقك قبل ما تعمل كدا ....واكيد أنت حد مشترك معاك بيجي هنا والا مين الشبح اللي شافه د.محمود ؟
نادر بحدة:-
_ ان كنت كشفت نفسي بنفسي فده عشان أنا مرتاح للي بعمله وباخد حقي بإيدي ....لكن اللي معايا هيفضلوا ورا الستارة محدش هيعرفهم ...واطمن ..هما عين بتنقلي الاخبار وبس
فهد :-
_ خلاص ...كمل طريقك ولينا مقابلة تانية ...
نادر:-
_ هتكون النهاية ....نهاية وجعي
نظر له فهد بضيق قائلا:-
_ كنت على درجة كبيرة من الذكاء والحرص أن محدش كشفك لحد دلوقتي !!! شيء يتحسبلك
اطرف نادر عيناه شارداً :-
_ لأ في حد كشفني ...بالصدفة ..شايله رسالة ولو جرالي حاجة هيستلمها ...
فهد بدهشة:-
_ مين اللي كشفك ؟!
تاه نادر بتذكر .....وشرد في ذلك المشهد ...
________________________________________صلِ على النبي
بشقة طارق
تملمت ساندي بالفراش بعد أن اتمت خطتها واخبرت خطيبة طارق عبر الهاتف بوجودها في شقته .....
دلف طارق متأففا الى الشقة بعد أن رمقها بذلك الرداء القصير ويبدو أنها تنتظره ...قال بضيق وهو يلقي بمفاتيحه على احد المقاعد :-
_ مش قولتلك يومين وتمشي ؟!!!
وقفت ساندي واقتربت اليه بتلك النظرات المثيرة ووضعت يدها على صدره بدلال:-
_ بذمتك عايزني امشي ؟!
ابعد طرق يدها عنه وقال بحدة:-
_ كفاية كدا يا ساندي ....انا مش عارف ابص في وش خطيبتي من ساعة اللي حصل ....امشي من هنا وكفاية قذارة بقى !!
اقتربت منه أكثر وضاعفت دلالها:-
_ أنت عارف أني بموت فيك ومافيش واحد قربلي غيرك ...حتى خطيبي ماكنتش بخليه يقربلي ...لكن أنت حاجة تانية
ترك يدها هذه المرة وقد أرضاه مدحها فيه كرجل وقال بمكر وقد تمكن منه الشيطان :-
_ ازاي ؟
ابتسمت بإغراء وتركها تفعل ما يحلو لها ........
*************
انتظرت حتى صعد للمبنى وقد ظلت تراقبه لفترة طويلة حتى اتى ....منذ ذلك الاتصال وهي ستجنّ من الشك والغيرة القاتلة ... حفرت له فخاً وتمنت أن لا يقع به ....
صعدت الى شقته وتذكرت أن ساندي اخبرتها أن هناك نسخة من مفتاح الشقة اسفل دواسة صغيرة تفترش بشكل دائري أمام بابها ....أخذت النسخة وحركتها بهدوء بالمقبض ......فتحت الباب وهي تبتلع ريقها خوفاً من الآتي .....وقفت وهي لا تعرف أين تتجه حتى انتبهت لصوت ضحكة عالية بعض الشيء يأتي من احد الغرفة ....تجمدت للحظات بصدمة ونوفت عيناها دموعاً حارقة وهي تركض للغرفة وتفتحها لتجده مع فتاة بوضع مخل ومعيب.....تجمدت اطرافها بذهول حتى رمقتها ساندي بجانب عيناها وزادت في ضحكاتها معه وهو على غفلةٍ مما تنوي عليه فسار بخطاها مغيباً ....حتى هتفت خطيبته:-
_ يا حقير يا قذر
جحظ طارق عيناه لدقيقة وكانه اصبح تمثال حجري والتفت برأسه لها ليجدها تقف بنظرات نارية وباكية ....صدم من وجودها بشقته ..لتتابع:-
_ كنت بحسبك اتغيرت ونضفت بس اللي اتعود على القذارة مش هيسيبها ابدًا
خلعت دبلتها من يدها والقتها بوجهه صارخة:-
_ ادي دبلتك اهي ومش عايزة اشوف وشك تاني
لم يستطع النهوض الا عندما ركضت للخارج ولف حول جسده منشفة وركض خلفها ليلحقها عند باب الشقة قائلا بتوسل:-
_ عشان خاطري اسمعيني ....انا بحبك أنتي والله العظيم
صفعته حنين على وجهه بقوة وهي تبكي:-
_ ماتحلفش بالله يا كداب يا حيوان ....انا عنري ما هنسى اللي شوفته النهاردة وخيانتك ليا ...كل شيء انتهى ما بينا ولو هموت مش هكون ليك
ضيق طارق عيناه بحدة قائلا:-
_ انا مش بنكر أني ضعفت زي كتير من الرجالة ...بس مافيش غير واحدة بحبها وهي اللي هسلمها اسمي ...أنتي وبس
صرخت حنين بوجهه:-
_ ليك أنت؟!!! ده في احلامك وبس .....انت ما تستاهلنيش ولا أنا استاهل واحد بأخلاقك الزبالة دي ...كنت غلطانة يوم ما رفضت قريبي عشانك ...قريبي ده حج بيت الله وعمره حتى ما كلم بنت ...بس تعرف أنا بحمد ربنا أنك اتكشفت على حقيقتك قبل ما كنت ادبس فيك طول عمري ....هو لسه مستنيني وانا هوافق عليه
اغلق طارق الباب الذي فتحته حنين بغضب وهتف بتوعد:-
_ توافقي على مين انتي اتجننتي ؟! ده انا اقتله واقتلك
ضغطت حنين على مقبض الباب لتفتحه مرة أخرى وقالت بتوعد ووعد:-
_ لو تقدر يا طارق ابقى بصله ...لأني كرهتك ومش طايقة ابصلك وحاسة بقرف ....ولو بس قربت منه انا اللي هقتلك
خرجت من الشقة بعد أن رمته بنظرة احتقار اكدت ظنونه وقف ناظرا للباب بنظرة ضائعة فقد ابتعدت من كانت حبه الوحيد ....زم شفتيه بعصبية وتوجه الى ساندي التي كتمت ضحكاتها بالكاد وهي تستمع لحديثهم الثائر .....
دلف للغرفة مقترباً من الفراش التي تتمد عليه وكأنها على الشاطئ !! ليصفعها عدة صفعتها بعد أن جذبها لتنهض ....لم تبالي بصفعاته وقالت:-
_ طب وأنا مااالي ؟!!
ضيق نظرته بشراسة قائلا:-
_ حنين عمرها ماجت هنا مش زيك يا زبالة ....واللي حصل ده اكيد انتي اللي وراه .....
اقتربت ساندي منه قائلة:-
_ محدش هيحبك ادي صدقني ....سيبك منها انا اصلا مستغربة بتحب فيها ايه ؟!!! دي ماتجيش نص جمالي ؟!!!
ابعدها عنه بعنف وهتف:-
_ انضف منك ومن عينتك ، ولا انتي فاكرة ان وشك ده هو اللي هيكفيني !!! ....يمكن كنت بحسبها كدا زمان لحد ما قرفت منك ومن اللي زيك ...اللي ما اقدرش اثق فيها خطوة واحدة ...انتي عارفة لو حنين مارجعتليش هعمل فيكي ايه ياقذرة
رفعت ساندي كتفيها بعدم مبالاة وهي تجلس على الفراش وكأنها لم تفعل شيء ......ليتابع طارق:-
_ هعلمك درس عمرك ما هتنسيه ....
التفت واخذ بعضا من ثيابه بخزانة الملابس وتركها بالغرفة ......
لوت ساندي شفتيها بابتسامة منتصرة وقالت:-
_ هتعمل ايه يعني ؟! ما انت لو عايز كنت طردتني !!
ضحكت ضحكة عالية يملؤها الثقة .....
_______________________________________استغفر الله العظيم
بقصر الألفي ........
بعد أن طهرت شهيرة الجروح وتوقف النزف لحد كبير قالت له وهي تبدل مفرش السرير الذي لطخ ببقع الدماء :-
_ ايه اللي حصل ومين اللي عمل فيك كدا ؟!!!
كان يرتجف من الألم وهو ينظر ليداه وقال:-
_ حرامي دخل يسرقني ...لما لقاني صاحي عمل فيا كدا عشان ما اتكلمش
شهيرة بتعجب:-
_ حرامي هيعمل فيك كدا ؟!!! ما مان اسهل عليه يهددك بحاحة او يعمل اي حاجة تانية مش يعذبك بالطريقة دي !! ده زي ما يكون قاصد !!
هتف فاروق بعصبية وعنف:-
_ أنتي راجعة تفتحيلي محضر ؟!!
شهيرة بغيظ:-
_ ولا محضر ولا حاجة أنا غلطانة أني رجعت ...لو واحدة غيري ماكنتش رجعت هنا نهائي بعد ما سيبتني انا وبنتك وماعبرتنيش
فاروق بنفاذ صبر:-
_ يعني اسيب كل اللي ورايا عشان افضى لحضرتك !!! ورغم كدا كنت فعلا مسافرلك لكن ماعرفتش اسيب المستشفى ..هي دعاء رجعت معاكِ؟
شهيرة:-
_ لأ ...سيبتها مع خالتها تريح اعصابها ...اومال ارجعها للهم تاني بسرعة كدا !!
هتف فاروق بحدة:-
_ لو اتكلمتي تاني بكلمة اخرجي من هنا ....انا مش مستحمل حد اصلا ....وخلي بالك عز يعرف حاجة
شهيرة وهي ترفع حاجبيها بدعشة :-
_ يعني هتخبي عليه؟! هو مش ابنك ؟
فاروق بانفعال وهو يطرق بيده السليمة على الطاولة:-
_ مش لازم يعرف كل حاجة كدا .....ابنك عنيد زيك وهيشغل دماغه بالموضوع ده وهو اصلا هيخطب ...انا لفيت ايدي كلها عشان مايشوفش اللي حصل لحد ما اعالجها ....
شهيرة بتعجب:-
_ هو مش كان خطب اصلا ؟!!!
زفر فاروق بعصبية:-
_ ابقي اسأليه لأني مش طايق اتكلم دلوقتي خااالص
_________________________________________سبحان الله وبحمده
بالمركز الطبي ........
ظلت تبكي لفترة طويلة بعد أن استيقظت من غفوتها الاجبارية حتى اتت لها الممرضة "جنة" وقالت:-
_ هتفضلي تعيطي كدا يا حورية ؟! انتي مش عايزة تفوقي ولا ايه ؟!
نظرت لها حورية بتوسل:-
_ د.ياسين فين ؟
اجابت الممرضة بهدوء :-
_ مشي ....اكد عليا اخلي بالي منك على ما تقدري تقومي ....وبعدها مشي
حورية بلهفة:-
_ هيرجع امتى ؟
اجابت الممرضة وهي تفحص الضغط ك إجراء روتيني :-
_ هو قالي أنه مسافر
اتسعت عين حورية بصدمة لتعتدل من الفراش مع موجة هائلة من الدوار لتعود مستندة على حافته بألم لتقل الممرضة بتحذير:-
_ خلي بالك من نفسك عشان انتي ضعيفة اصلا ....يوم ولا اتنين وهتبقي كويسة بأذن الله ...
اجهشت حورية ببكاء مرير قائلة:-
_ لازم امشي من هنا بأسرع وقت ....لازم
______________________________________ الحمد لله
بمشفى الفاروق ________
اقطتف محمود عدة زهور من الحديقة وصعد لغرفتها ليهديها بهم سريعاً قبل أن يذهب لنادر ......دلف للغرفة ليتفاجئ بإختفائها !! وقف للحظات وعاد به الظن لذهابها الى نادر وبدأ يشتعل غيرة مرة أخرى ....اتت الممرضة "غادة" وقالت:-
_ دي مشيت يا دكتور
استدار محمود بذهول قائلا:-
_ مشيت!!! امتى ده ! وأزاي ؟!
اجابت الممرضة :-
_ اخوها جه خلص ورق خروجها وخدها من هنا
محمود بصدمة:-
_ يعني مش هترجع تاني !!!
لوت الممرضة شفتيها بعدم معرفة وقالت :-
_ مش عارفة والله
أخذت من درج النملية جهاز قياس السكر الذي تركته بغفلةٍ منها وسهواً وخرجت ......زفر محمود بعصبية وشعر بشيء من التيهة والألم ...قرر أن يذهب الى منزلها عله يجد شقيقها هذه المرة ويتقدم رسمياً بخطبتها .....
_________________________________________الله اكبر
بشقة قمر .......
انتبهت لصوت قرع على الباب ولم يكن من عين سحرية بالباب ففتحت بعد دقائق وهي تحكم حجابها حول رقبتها لتجد رجل كبيراً بالعمر ويبدو من هيئته وكأنه سائق أو حارس مبنى .....رفع الرجل ذو الملامح الهادئة مغلف بيده قائلاً :-
_ سامح بيه باعتلك الظرف ده
لم تدري كيف صعدت الابتسامة على وجهها والتقفت المغلف قائلة بشكر:-
_ بجد ؟ ....متشكرة جدًا يا حج
أشار لها الرجل بيده مودعاً ثم انصرف ....اتسعت ابتسامتها وهي ترى المغلف ثم اغلقت الباب ودقات قلبها تعلو بسعادة ......جلست على الاريكة قائلة وهي تهم بفتحه بشوق عنيف :-
_ طب كنت ابعتلي رسالة ما انت معاك رقم تليفوني !!
فتحت المغلف لتخرج بطاقة تهنئة لترفع حاجبيها بتعجب وذلك كان قبل أن تقرأها ....انتفضت من مقعدها بصدمة وهي ترى اسمه مدون على البطاقة بتهنئة بقرب الزفاف السعيد .....نفذ وعده وارسل اليها بطاقة دعوة لطوبته وما من شك أنها تلك الفتاة المنحلة ....
وقعت البطاقة من يدها بصدمة .....تباطئت دقات قلبها حد الموت ...الهذا الحد أراد أن ينتقم منها أم انه قد نساها بالفعل ليبدأ حياته مع غيرها !
اطرفت عيناها ببكاء وقلب يصرخ من الألم ......لم تصدق أنه فعل ذلك حقاً !!! لم تصدق أن الفراق كان جديًا هذه المرة ولم يأت مثلما كان يفعل دائماً !!! لم تصدق أنه سيكن مع إمرأة أخرى تنعم بحبه .....وضعت قمر يدها على وجهها وصرخت من الألم .......
_______________________________لا حول ولا قوة إلا بالله
بشقة سامح .......
خرجت داليا من شقته وتاه بالفكر في شرود .....ابتلع ريقه بمرارة وهو يتخيل على أي حال هي به الآن ؟! بعدما أرسل لها ذلك المغلف الذي كان به وعده لها .....كي تصدق أنها خسرته في سباق مع عنادها وظنها السيء به دون أن تستمع له .....
قرع باب الشقة فنهض متوجهاً بسرعة خاطفة له ليفتحه ...وجد بواب المبنى يقف حتى قال :-
_ عملت اللي قولتهولي بالضبط يا سامح بيه ...
سامح بلهفة:-
_ طب وهي عملت ايه ؟
اجاب الرجل بتذكر:-
_ خدت مني الظرف بس شكلها كان مبسوط
ابتلع سامح ريقه بصعوبة ثم اخرج من جيبه بعض النقود ووضعهم بيد الرجل ليشكر الآخر منصرفاً بعد ذلك ....وقف سامح للحظات بملامح متألمة واتى لحظة ندم على ما فعل ليأت محمود بذات الملامح الحزينة ورمق سامح بحيرة وقال:-
_ مالك واقف كدا ؟
نظر لها سامح بتنهيدة طويل واجاب:-
_ كويس أنك جيت يا محمود ...اكتر وقت محتاجك فيه
اشار له كي يدلف للداخل بعدما توجه للداخل ......اغلق محمود الباب وتوجهة لمقعد بجانب سامح وقال:-
_ حصل ايه قولي اصلها ناقصة النهاردة؟!
سامح بحزن وهم :-
_ بعتلها الدعوة بتاعت الخطوبة ....مش عارف هيكون رد فعلها ايه لما تشوف اللي فيها ....مش عارف ليه حاسس بالندم رغم أني كان لازم اعمل كدا عشان تبطل عناد
محمود بضيق:-
_ هتتصدم طبعاً ...ماكنش لازم تعمل كدا ...كان كفاية تعرف من بعيد وخلاص لكن أنت كدا هنتها وجرحتها جامد
نهض سامح بعصبية وقال :-
_ هي اللي طلبت كدا ....ماكنش ينفع اتنازل عن كرامتي اكتر من كدا ! ، كل ما كنت بتنازل اكتر كل ما كانت بتهربي مني اكتر وبتبعد ...يمكن المرادي تفوق ولما نرجع تعرف تسمعني وتتعلم ...
وقف محمود أمامه قائلا بحزم:-
_ روحلها دلوقتي ....روحلها يا سامح حتى لو ماسمعتكش بس على الاقل ممكن تسامح بعدين ....روحلها وشوف يمكن حاجات كتير تتصلح ...أنت باين عليك اللهفة والندم
نظر له سامح بعمق وقال بمحبة :-
_ مالقتش حد بيفهمني اكتر منك يا محمود ....انا هروحلها حالاً مش هسيبها تتكسر بسببي ...
اخذ مفاتيحه الخاصة ومعطفه بابتسامة سريعة لمحمود وخرج من الشقة .......
جلس محمود على الاريكة شارداً في حبيبته التي اختفت فجأة وحاول الاتصال برقم هاتفها عدة مرات ولكنها اغلقته تمامًا .......
_____________________________________سبحان الله العظيم
بفيلا ياسين .......
ظلت تتبادل النظرات مابين هاتفها الذي اغلقته عمداً لإدراكها رد فعل محمود عندما يكتشف رحيلها من المشفى وبين شقيقها الذي اجرى عدة اتصالات ومن بينهم فندق بالأقصر ....قالت :-
_ هنروح الاقصر نقعد هناك ؟!
تنهد ياسين بشيء من الألم واجاب :-
_ لحد ما ارتب سفرنا للندن ...مش عايز اقعد هنا في الڤيلا ...عايز ابعد بقدر الإمكان عن هنا
رمقته للحظات وقالت :-
_ أنت مش بتبعد يا ياسين ...أنت بتهرب وأنا ما اتعودتش عليك كدا
ظل شارداً لدقيقة ثم اجاب:-
_ حتى لو ده صحيح ....الهروب من الألم شجاعة ...وأنتي عارفة أني مش ببعد غير لما بقف على آخر باب من صبري ....مابعدتيش غير لما حسيت أن وجودي وقربي منها مش بيوجع حد غيري ....مابقتش قادر اتنازل اكتر من كدا ....المفروض أن الحب بيحافظ على كرامتنا مش بيضيعها !!
ضمت ميرنا شفتيها بملامح عابسة ....قالت بضيق:-
_ هتقدر تنساها ؟
اطرف عيناه بحزن ولم يجيبها لينهض من مقعده بعد لحظات وقال :-
_ ارتاحي شوية عشان هنسافر بدري ...
توجه لغرفته صعوداً للطابق الأعلى ليدلف بداخل الغرفة وخطا بإتجاه الشرفة متأملا الليل الذي يشبه عيناها .....شعور بشوق عاصف لرؤيتها الآن ....شعوره بالعشق يكاد يفتك بكل مقاومته ولكنه يأبى أن تتلاعب به أكثر من ذلك .....يأبى أن يصبح دمية بيدها تفعل بها ما تشاء .....عاد الى زاوية مكتبة صغيرة بغرفته الخاصة قد خصصها لقرائته ليخرج دفتر يومياته الخاصة ......جلس على المقعد لتضم يداه قلمه الحبري الذي اهدته به شقيقته يوماً ما .....وبدأ يكتب ما بداخله مثلما تعود مع جميع انفعالاته النفسية .....
( وأنكِ لمني لو تدركين ! وعشقتك رغماً عني بسبيلاً حزين .....وكل الطرق إلى عيناكِ مغلقةً ....هل قدري من عارض أم قلبي كان فدية لكِ وقربانًا ثمين .....هل احببتيني يوما ؟ً ....من بقلبك اجيبي ؟ ______ من تُحبين ؟!
اعلم أني ابتعد رغماً عن قلبي ..اعلم أن ظلك سيطاردني حتى الممات ...اعلم واشهد واعترف أنني لم احب كما احببتك...اربكتي بي حتى الثبات !! .....تستقرين بأعتق بقاع القلب يا غالية الروح ...تستقرين بأنفاسي ...تمتلكين بقلبي كل فتنة الإناث
مثل الذي يطلب القصاص على نفسه ..ابتعدت
مثل الغريق الذي استسلم للهبوط والموت
مثل كل الاحلام المؤجلة ونعلم أنها لن تأت
استحلفك بالله ....كوني بخير من دوني .....يا جنوني .....
نقطة والفراق بعدها يُكتب بحبراً من دماء الألم بي وبقلبي .....
اكان هذا عشقاً أم ابتلاء؟! ......بليلة رأيتها ..ليتني امحي من ذاكرتي هذه الليلة وتلك المساء ....عشقتها ولماذا كُتب على قلبي هذا الشقاء ! .....حوريتي ...احبك للأبد ....مع فراقي 💔
وضع القلم بقلب الدفتر ليفصل ما بيت ورقتيه ...مثلما فصل الفراق قلبه إلى شقين ....اغلق دفتره ووضعه بمكتبه مرة أخرى بعدما افرغ شحنة بسيطة من المه الذي يغمره
وقف بشرفة الغرفة مرة أخرى وهو يحمل من الضيق ما يجعله يسقط فقال بحزن والم يجتاح روحه بعدما ظن أنه سيشق طريقه للسعادة :-
_ حورية
كررها عدة مرات وكأنها بين ذراعيه ويهمس بأذنيها ....ولكنها الآن بعيدة تماماً ....بقلم رحاب إبراهيم
____________________________________لا حول ولا قوة إلا بالله
ظلت منكمشة بزاوية على الأرض وهي تبكي بقوة لفترة كبيرة حتى انتبهت لصوت دق على باب الشقة .....اتت حورية بفكرها لتنهض سريعاً ولهفة لترتمي بين ذراعيها ....فتحت باب الشقة وكادت أن تتوجه للأمام لتقف متجمدة وهي تراه يقف أمامها بنظرات كلها شوق وعشق فقال:-
_ قمر ...عايز اتكلم معاكِ
احتدت نظراتها الصارخة بالدموع وصرخت :-
_ عايز ايه تاني ؟ أنت جاي تثبتلي أنك نفذت كلامك وجرحتني ؟!
تحكم بأعصابه لرؤية دموعها هكذا فقال :-
_ لأ انا جاي اتكلم معاكِ ...يأما ننهي خلافنا أو ننهي حبنا للأبد ....
ابتلعت ريقها بغصة مريرة ....تابع:-
_ رغم كل اللي قلته جتلك بردو وماهنش عليا تتوجعي بسببي ...ماقدرتش اقسى عليكي للآخر ....
اسدلت نظرتها بألم وعين تنهمر الدموع منها .....قالت :-
_ هو في آخر بعد اللي أنت عملته ؟!
سامح وبدأ يغضب :-
_ بردو لسه عنيدة ومافيش فايدة فيكِ
استدار ليذهب بملامح تضج غضب وهبط على الدرج عدة درجات حتى هتفت باسمه بلهفة :-
_ سااامح
وقف مكانه لثوانٍ ثم استدار ليجدها قد جلست على احد الدرجات واجهشت بالبكاء ....شعر بشعور مجنون في ضمها ولكنه تماسك ورق ....قال وقد جلس بجانبها وعلى بُعد سنتمرات منها :-
_ هنتكلم ولا هتعيطي ؟!
اجابت وهي تكفكف عيناها من الدموع :-
_ اتكلم أنت وأنا هعيط
ظهرت ابتسامة على ثغره فقال :-
_ ماشي .....هبدأ بأني بموت فيكي ووحشتيني بغباوة يا اغبى مخلوقة شوفتها في حياتي ....أنا سيبت كل حاجة وجيتلك وعمري ما كنت هخطب غيرك
رفعت رأسها بحدة :-
_ أنت جاي تشتمني بقى ؟!
هز رأسه بابتسامة :-
_ صراحة أنتي تستاهلي ....بس اكيد مش جاي عشان كدا ...كان اسهل حاجة عندي أني اكمل اللي بدأته ووعدتك بيه ....بس ماقدرتش اجرحك اكتر من كدا وجيتلك لحد عندك ....هتصدقيني المرادي ولا امشي يا قمر ؟
اخفت ابتسامتها ونظرت بإتجاه آخر ...ثم قالت بتلعثم :-
_ وبعدين ؟
ضيق عيناه بتعجب :-
_ بعدين ايه ؟
نظرت له بابتسامة عيناها الحمراء من البكاء وقالت وهي تنهض :-
_ مش بكلم واحد مش خطيبي !!
رمضت لشقتها واغلقت الباب وهي تكتم ضحكتها ....
ضيق نظرته لتتسع ابتسامته ونهض مسرعا للباب وقال:-
_ طب آخر كلمة طيب ...افتحي
فتحت الباب قليلا واختبئت بعين واحدة والعين الآخرى تنظر له بمشاكسة .....قال بابتسامة واسعة :-
_ في مسافة شهر هتكوني في بيتي يا قمورتي ...بعشقك
اغلقت الباب بخجل ليقل بمشاكسة :-
_ اضحكي اضحكي ....سامع ضحكتك
وضعت يدها على فمها وهي تبتسم واصبح قلبها يحلق عاليًا ....الا نصيبا من القلق على شقيقتها ......
هبط سامح الدرج بسعاد وكان قراره بالمجيء صائباً ......
________________________________________صلِ على النبي
طل الصباح بيوم جديد ........بقلم رحاب إبراهيم
تحاملت على نفسها وخرجت من طابق المركز الطبي وتوجهت لشقته الخاصة ....اخذت المفتاح من زاوية مخصصة له بسرية قد اخبرها بها من قبل ثم دلفت وبعد دقائق بحث قد ظنت بأمل أنه ينتظرها ولكنها لم تجده .... ابدلت ثيابها سريعاً .....ثم خرجت بكل ما تحمله من قوة وتوجهت الى منزله ......
************
بتمام الساعة التاسعة صباحاً كانت تقف أمام بوابة الڤيلا ليمنعها الحارس قائلاً :-
_ الدكتور سافر
وضعت حورية يدها على رأسها بيأس ودموع وتسائلت :-
_ سافر فين ؟
اجاب الحارس سريعاً :-
_ ما اعرفش والله ما قاليش
ابتعدت حورية عنه واوقفت سيارة أجرة مرة أخرى لتقلها للمشفى ....وفي طريقها للمشفى شعرت بالغباء فكيف لم تسأل الحارس أن كانت ميرنا معه ام لا ؟! ......في جميع الأحوال هي كانت ستذهب للمشفى ....
****************
جلس عز أمام مكتبه بتفكير وحيرة ...قال محدثاً نفسه :-
_ هو خد ميرنا ليه ؟ في نفس اليوم اللي عرفت فيه كل شيء !! اكيد ياسين ناوي حاجة ....مش هسمحله يقرب منها مهما حصل
فتحت حورية باب مكتبه فجأة بوجه شاحب لتقل وهي تلهث:-
_ ميرنا فين ؟ انا روحتلها اوضتها ومالقيتهاش ؟ راحوا فين ؟
رمقها عز بغيرة وفضب ولكنها حاول أن يبدو هادئا ...قال:-
_ انا جيت من شوية ولسه عارف ...اظن لو جه وخدها محدش يقدر يمنعه دي اخته ؟! ....اقعدي يا ياسمين لازم نتكلم
هتفت حورية بغضب :-بقلم رحاب إبراهيم
_ قولي هما فين يا عز يأما مش هتشوف وشي تاني
نهض عز وققف اماما بنظرة قاتلة :-
_ أنتي بتحبيه ؟!
لم تستطع أن تجبيه فبكت رغماً عنها ليقل هو :-
_ جاوبيني ؟ بس على فكرة ...ياسين هيرجع لمراته اجلا أو عاجلاً ....ابعدي عنه يا ياسمين وماتفرقيش ما بينه وبين ابنه ....
ضيقت عيناها بذهول وقالت :-
_ انا ؟ انا هفرق بينه وبين ابنه ؟!
استدار عائدا لمكتبه ولكنه انتبه لصوت سقوطها مغشياً عليها بعدما تملكها نوبة كبيرة من الدوار فجأة ......
تفاجئ بصدمة من سقوطها واسرع اليها بقلق محاولا افاقتها .......
بعد مرور بعض الوقت ......
وكانما اصبح قدرها أن تغفو تارة من الزمن لتفيق على واقع مختلف .....راقبها وهي تفيق تدريجيًا وما استطاعت أن تكف عن مناشدته بأسمه تكرارا ومراراً ......زفر عز بشراسة وهو يسمعها تقل وتعترف انها تحبه ....كانت تردد ذلك مرارا ...وقف ناظرا لها بقوة واقترب منها بتوعد :-
_ انتي مش هتبقي لحد غيري ...حتى لو اضطريت اعمل حاجات عمري ما كنت اتخيل اعملها بس مش هسيبك تبعدي عني ......
ابتعد عندنا شعر بدخول احد الممرضات .....كتب اسم دواء سريع بورقة ثم اعطاه للمرضة لترمقه بذهول قائلة :-
_ بس يا دكتور ؟!!
قاطعها بحدة وتحذير :-
_ اسمعي الكلام من غير مناقشة ....واياكي حد يعرف حاجة ....الاقراص دي تاخد منها نص قرص يوميًا لحد ما اقولك بطليها .....
طاوعته الممرضة بقلق وتوجس وخوفا على عملها بالمشفى فبأستطاعته أن يطردها من هنا بإشارة من يده .....ولكنها تعجبت من الأمر ...نص قرص من هذا الدواء يعني أنه يريدها غائبة بشكل جزئي عن الوعي ....أو لا تسطيع الحركة الا بصعوبة حتى وأن كانت واعية .....
خرج من المشفى وتوجه للمركز الطبي ....لن يكتفي بمحادثته فهو لابد أن يواجهه.....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والأربعون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيمتابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا