مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب ابراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السابع والأربعون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم.
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السابع والأربعون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم |
رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم - الفصل السابع والأربعون
دلفت نسرين مع والدتها اسمهان وهي تدفع مقعد متحرك يجلس عليه والدها بعدما استفاق من غيبوبته ....توجهت نسرين بإتجاه الصالون وهي تجر المقعد بنفس الإتجاه حتى توقفت وجلست على اريكة أمامه بابتسامة وقالت :-
_ حمد الله على سلامتك يا بابا ...نورت بيتك يا حبيبي
نظر لها والدها بمحبة وندم على ما ضاع منه وهو مبتعداً عنها بزواجه الثانِ لتقف اسمهان ناظرة بمحبة الى زوجها لتقل بنظرة تتهرب من عيناه :-
_ أنا طالعة اوضتي اغير هدومي ...بعد اذنكم
راقبت نسرين أمها بنظرة سريعة لتلاحظ نظرة ابيها المتحسرة فقال بصوت حزين :-
_ أنا عارف أني ظلمتها وجرحتها ....يمكن اللي حصل ده ذنبها
قالت نسرين وهي تربت على يده بحنان :-
_ ننسى اللي فات ....حضرتك دلوقتي عرفت مين اللي باقي عليك من اللي باعك مجرد ما وقعت ....اللي فات مات خلاص ونبدأ من جديد
قال ابيها بندم :-
_ عرفت ....بس يمكن متأخر ...اللي فات لما بيموت يا نسرين بيموت حاجة فينا ما بترجعش ....نظرة اسمهان هي اللي مموتاني ...مش عتاب بس ، أنا ماكنتش فاكر أني جرحتها أوي كدا !
نسرين بلوم :-
_ يعني تتجوز واحدة تانية وتبعد عننا ومش عايزها تتجرح ؟! ماما طيبة ومع الوقت هتنسى بس المهم أن حضرتك تصبر عليها شوية وما تيأسش
اجابها بصدق :-
_ هصبر لو لآخر عمري ....هصبر لحد ما ترضى عني ...دي بنت اصول وانا خسرتها للأسف ....ياريتني كنت فكرت مليون مرة قبل ما اعمل في نفسي كدا !! كل ما افتكر أزاي عيلة صغيرة قدرت تضحك عليا وتنسيني مراتي اللي كانت حب عمري كله وحاربت الدنيا عشانها وتنسيني بنتي اللي ماليش غيرها ابقى هتجنن !!
قالت نسرين بتصميم :-
_ خلاص يا بابا أنا عن نفسي مش زعلانة منك ونسيت اللي فات كله ، المهم دلوقتي ماما ...بس أن شاء كله هيبقى تمام
رد ابيها برجاء :-
_ أن شاء الله
***************
دلفت لغرفتها لتخلع عنها معطفها بشعور قابض للنفس ....القت المعطف جانباً وجلست على فراشها بنظرة تائهة ....ادمعت عيناها بألم لتندرج الدموع على وجنتيها بعد لحظات .....قالت :-
_ بحبه ....بس كسرني وكرامتي مش سمحالي اسامحه .....وجوده هنا قريب مني عذاب انا مش حمله .....
في غمرة شرودها وحزنها قرعت نسرين على الباب لتدلف بعد دقيقة ولمحت امها وهي تمسح دموعها فأستشفت الأمر ....اقتربت ثم ضمتها بقوة قائلة :-
_ أنا مش عايزاكي تعيطي ابدًا
ابتعدت قليلاً لتنظر بعمق الى عين امها الباكية وتابعت :-
_ ربنا جمعنا تاني ، يمكن لو ماكنش حصل اللي حصل بابا ماكنش فاق وعرف كل اللي حواليه على حقيقتهم ...مش مهم اللي حصل كله المهم أنه دلوقتي ندمان بجد وعايز يرجعلنا ....
صمت اسمهان لبرهة من الزمن ...ثم قالت بألم :-
_ عدى وقت كبير على الندم يا نسرين ...تقريبًا عدى سنين ، كل يوم بعد فيه كان بيموت كل مشاعري من ناحيته ، صعب أن من مجرد اعتذار وندم ارجع تاني ...صدقيني أنا بتمنى اسامحه بس مش عارفة ...ماتفتكريش أني بكابر ..ابدًا ....بس صعب انسى اللي فات بسهولة ومجرد ما يعتذر اسامح !!
نسرين بتوسل :-
_ ماما انا محتاجة بابا جانبي ، ارجوكي حاولي أنا عارفة أن مش سهل عليكي ، وعارفة أنك لسه بتحبيه ، وعارفة أنك مجروحة منه بس اللي بطلبه منك تديله فرصة آخيرة ....عشاني
نظرت لها اسمهان واجابت :-
_ دخوله البيت ده تاني ...ده معناه أني اديتله فرصة تانية ...أو بالأصح آخيرة ....بس ما تجبرنيش ولا تضغطي عليا لأن دي اقصى حاجة ممكن اعملها على الأقل دلوقتي ....
قبلتها نسرين من جبينها وقالت بابتسامة :-
_ مش هطلب منك أكتر من كدا ...وأنا متأكدة زي ما ربنا جمعنا تاني رغم أن كان تقريبا ده شِبه مستحيل ...متأكدة بردو أنكم هتقربوا تاني وترجعوا زي الأول ....
قالت اسمهان وقد بدلت مجرى الحديث :-
_ بقالي يومين ما سألتكيش عن قمر ...هي بطلت تتصل بيكي ؟!
نفت نسرين ذلك واجابت :-
_ لأ بس من ساعة ما لقت اختها وحصلهم مشاكل كتير وبتحاول تحلها ...وعدتني انها لما تنهي كل الخلافات دي هاتيجي وتعرفها علينا وتحكيلنا كل حاجة ..وكمان سامح على تواصل معاهم وبيطمن عليهم ...
اسمهان بإرتياح :-
_ طب تمام ...روحي بقى شوفي بابا وخليكي جانبه ...هغير هدومي واحصلك
ابتسمت نسرين بمحبة واجابت :-
_ حاضر
________________________________________صلِ على النبي
سحب سوداء تماثل لون ردائها الأسود رثاء على والدها الذي لم يتحمل صدمته فيها ....ثقل عظيم على قلبها يجعلها تتخبط بممر مظلم من اليأس والحزن الذي يكاد يخنق قلبها ليجعله يودع الحياة .....
العبرات لم تفارق عيناها بصمت مطبق ...وكأنها بعالماً آخر ..تتمدد على فراشها مرتعبة من كل شيء ...ترتعب من الحياة ، ومن الموت ، ومن مواجهة البشر وهي تشعر بالذل والخزي بداخلها....دلفت امها التي تتشح بالسواد قائلة :-
_ هتفضلي في اوضتك كدا يا ساندي ؟ يابنتي الناس بتسأل عليكي عايزة تعزيكي ماينفعش تفضلي كدا !
ابتلعت ساندي ريقها الجاف ووجهها الشاحب وكأن لم تزوره الدماء يوماً ...اجابت بصوت مخنوق :-
_ مش عايزة اشوف حد
رمقتها امها بعصبية :-
_ خلاص خليكي مسجونة في اوضتك
اطرفت ساندي ببكائها الصامت وراقبت امها وهي تخرج من الغرفة ...وعلمت أن ابيها رغم قسوته وتعاليه على من حوله ولكنه كان ارحم عليها من والدتها التي لا يهمها بالمقام الأول سوى المظهر الاجتماعي ....يبدو أن الحزن لم يتعدى ردائها الأسود أيضاً !!
رفعت صورة ابيها أمام عيناها وقالت بحزن قاتل :-
_ ماكنش لازم ده يحصل ...ماكنش لازم تشوفني وأنا كدا ، أنا عمري ما هسامح نفسي على اللي عملته ، اوعدك أني هحرم نفسي من أي حاجة ممكن تفرحني كعقاب على اللي عملته ...أنا ما استاهلش اي حاجة حلوة تقربلي اصلا ...أنا وحشة أوي ...أوي
دفنت رأسها بوسادتها واجهشت بالبكاء وصرخت مكتومة ومتتالية ....
________________________________________استغفر الله العظيم
بالقطار .......
اجرى هشام اتصال هاتفي على رقم نعمة "خطيبته" لتجيب الأخرى وهي بعملها بالنادي .....قال:-
_ صباح نعم ربنا الجميلة
ابتسمت نعمة واجابت:-
_ صباح النور ....سامعة دوشة حواليك ؟!
هشام وهو يضغط على سماعة الاذن المتصلة بالهاتف واجاب :-
_ أنا مسافر شغل ....وحشتيني من امبارح وربنا
قال ذلك بنبرة ماكرة لتبتسم نعمة بخجل وقالت :-
_ بكرا ابقى في بيتك وابطل اوحشك ....هتزهق مني
انتبهت لضحكته ليقل :-
_ لا ما تقلقيش ....مش هتشوفيني زي ما أنتي فاكرة ...بدليل أني دلوقتي مسافر اهو ....وعلى ده الحال ، وكمان ما اظنش أني هبطل اشتاقلك ....ده أنا اخترتك في الزحمة مش في طريق خالِ !
قالت نعمة بعد أن فهمت مقصده ولكنها تصنعت بعكس ذلك :-
_ تقصد ايه ؟
اجاب موضحاً بنبرة تنم عن صدقه :-
_ يعني اخترتك من وسط كتير ...أنتي ومش حد غيرك
صمتت بسعادة لم يكشفها صوتها الصامت ....فقالت وقد غيرت مجرى الحديث :-
_ طب نخلي الكلام ده لبعد كتب الكتاب عشان أعرف ارد عليك ...المهم طمني على حورية وقمر ، أنا سمعت كلامك وما اتصلتش بيهم ولا روحتلهم لكن قلقانة عليهم
فهم هشام تهربها ولكنه تفهم شعورها فهو يعرف أنها على درجة كبيرة من الالتزام والحياء فأجاب:-
_ لازم دلوقتي مايكونش في أي تواصل مابينكوا ولا حتى بالتليفون عشان نكون في آمان اكتر وزيادة احتياط ...وبعدين ما انا بوصلك كل اخبارها !!
نعمة :-
_ أه بس بردو قلقانة عليهم ....
ابتسم هشام قائلا بمكر :-
_ لا ما تقلقيش ....اقلقي على نفسك أنتي
ارتبكت نعمة لتقل متظاهرة بفهم شيء آخر :-
_ شكل طبعك صعب وهتتعبني معاك !
اجابها بابتسامة خبيثة :-
_ لأ حبي هو اللي صعب .....لما بحب ببقى مجنون وبغير من الهوا ...خلي بالك بقى ....
نعمة بتوتر:-
_ في حد بيناديلي ...اقفل
اطلق ضحكة مرحة ثم انتهى الاتصال ......
__________________________________________الحمد لله
بفندق الأقصر .......
جلست ميرنا تتناول وجبة الافطار وهي تراقب شقيقها الذي يجلس بتيهة امامها ....يبدو بعالمًا آخر تائهاً به أيضاً !! ، أمامه فنجان قهوته التي ارسل لإعدادئها مع الافطار ...ولكنه الآن وكأنه زاهد بكل شيء ....قالت ميرنا بقلق :-
_ مش هتفطر ؟
لم يجيبها ياسين ولم يلاحظ حديثها حتى كررت جملتها بصوت اعلى لينتبه أخيراً واجاب سريعا :-
_ لأ ...افطري أنتي حبيبتي
ابتسمت ميرنا وقالت له بمحبة :-
_ تعرف يا ياسو ...انا بفكر يوم ما اتجوز واحد كدا يعني في المستقبل ....هل هيدلعني ويبقى حنين عليا زيك كدا ؟ انا خدت على الحنية والدلع للأسف
قابلها ياسين بنظرة حنونة:-
_ وتفتكري يوم ما اوافق على حد مش هكون متأكد انه هيصونك ؟! لو مش هيعرف قيمتك مش هوافق ...أنتي بنتي وامانة في رقبتي ولازم اسلمك للي يستاهلك ....
ابتسمت ميرنا بمرح وخبث :-
_ نفسي يبقى زيك ...ويا سلام بقى لو دكتور كمان
رسم ياسين ابتسامة على شفتيه ليرضي بها شقيقتها واجاب:-
_ مش لازم يكون دكتور ....المهم أنه يصونك ويحافظ عليكي ...يسمعك وانتي زعلانة ويصبر لو مش فاهمة وما يقساش لو غلطتي ....
شردت ميرنا بابتسامة في محمود وكأن شقيقها يصفه تمامًا حتى انتفضت بصدمة عندما قال ياسين شيء :-
_ مين محمود يا ميرنا ؟ هو ده هو نفسه د.محمود ولا ده حد تاني ؟
اتسعت عين ميرنا بصدمة لبعض الوقت وتوقفت عن الطعام ....ثم قالت بتلعثم :-
_ عرفت ...منين ؟!
لم تظهر اي ملامح قسوة او عصبية على وجه ياسين لينهض من مقعدها واخذها من يدها بإتجاه الشرفة ...وضع يده على كتفيها بحنان ابوي وقال :-
_ رددتي اسمه كتير وانتي بتفوقي من البنج بعد العملية ....استنيتك تقوليلي بس ما اتكلمتيش .....
ابتلعت ميرنا ريقها بحرج شديد ليقل ياسين بحنان :-
_ هو مش احنا صحاب ؟! على العموم مش هضغط عليكي طالما مش عايزة تقوليلي ....بس أنا مستني اسمعك
هزت ميرنا رأسها علامة الاعتراف وقالت :-
_ أنا طول الوقت نفسي اقولك والله ...بس دي أول مرة اخبي عليك حاجة ومش بقصد الكدب خالص ، بس كنت مكسوفة اقولك ....
صمت ياسين حتى تتابع لتقل ميرنا وهي تنظر للاسفل بخجل وقالت :-
_ هو د.محمود اللي كلمتك عنه كذا مرة ....وعلى فكرة هو راحلك الفيلا مرتين بس ماكنش بيلاقيك ....
ياسين بمكر :-
_ عايز يقابلني ليه ؟
اشتعل وجهها احمرارا وقالت بتلعثم :-
_ عشان ....عشان ....عايز يتقدملي
ياسين :-
_ وانتي عشان كدا كنتي مصممة تفضلي في المستشفى وبتتكلمي معاه ؟! مش كدا
نظرت له ميرنا بدموع ونفت :-
_ لأ ....انا فعلا كنت عايزة افضل في المستشفى بس والله ما عملت حاجة غلط وحتى كلامي معاه محترم جدًا مافيهوش أي تعدي ....وهو لو شايفني كدا ماكنش اتقدملي اصلا ....
ضمها ياسين بحنان وربت على رأسها قائلا :-
_ مش اقصد ....أنا عارف أنك ما اتعدتيش حدودك ...بس زعلان أنك ما حكتليش من الأول خالص ....عموماً خلاص
ميرنا بلهفة وهي تمسح عيناها :-
_ خلاص ايه ؟ مش هنسافر ؟
تنهد ياسين بعمق وصحح :-
_ خلاص معناه أني هأجل السفر كام يوم وهنفضل هنا على ما اشوف حكايتك لأنه اكيد هيحاول يوصلي ...بس بعد كدا هنسافر
اطرفت عيناها بتذمر ولكنها لم تتحدث ....
______________________________________سبحان الله العظيم
بمشفى الفاروق .......
دلف فاروق من مبنى المشفى ليمر من أمام الأستعلامات وصولاً للمصعد ليتوقف منتبهاً لصوت انثوي يتحدث مستفسراً عن شيء استوقفه ....التفت فاروق وتوجه لتلك المرأة التي يبدو أنها تخطت الثلاثين من عمرها وتسأل عن غرفة مريض ثم سألت عن مكتب د.محمود ...اقترب اليها متسائلا :-
_ صباح الخير ....اساعدك بشيء ؟
رمقته المرأة ببعض التوتر وقالت :-
_ لأ ...شكراً ، عرفت
تطلع اليها فاروق وقال :-
_ أنتي اخت نادر صح ؟
اكتفت بهزة من رأسها ليتابع فاروق :-
_ طب بعد اذنك تعالي معايا دقيقة ....لو ما تعرفنيش فأنا مدير المستشفى ...فاروق الألفي
ارتبكت المرآة وذهبت معه الى مكتبه ......
******************
جلس فاروق أمام مكتبه وترقبها وهي تجلس وتحكمت في اعصابها وتظاهرت بالثبات ليقل :-
_ حالة نادر تعتبر مستقرة لحد دلوقتي ، بس حالته محتاجة وقت عشان يتحسن .....
اجابت هند :-
_ المهم أنه بخير وحالته مش بتتأخر
أرجع فاروق ظهره للخلف مع مراعاة يداه الملفوفة بالشاش الأبيض وتوخزه ببعض الالم مع كل دقيقة ...قال :-
_ خطيبته كانت بتيجي هنا الايام اللي فاتت لو حضرتك عندك علم بده
نظرت له هند وقالت :-
_ أه عندي علم بده طبعاً ....بس من امبارح مش عارفة اوصلها خالص
تعجب فاروق من الأمر وقال :-
_ طب ممكن تديني رقم تليفونها عشان عايز اتكلم معاها شوية بخصوص حالة نادر ....
تلعثمت هند بقلق وتظاهرت بفتح حقيبتها ....القت نظرة سريعة ثم نظرت له :-
_ للأسف نسيت الفون بتاعي في البيت ....ومش حافظة الرقم
تطلع اليها بشك ثم قال :-
_ تمام ...مافيش مشكلة ..تقدري تتفضلي تطمني على اخوكي
نهضت هند من مقعدها وكأنها اخذت براءة من حكم قضائي لتستأذن بالانصراف .......خرجت من المكتب وتوجهت لغرفة نادر مباشرةٍ ....
دلف لمكتب فاروق الطبيب مراد قائلاً :-
_ اتصلت بحضرتك كتير النهاردة ماكنتش بترد !!
رمقه فاروق بتأفف:-
_ باخد استراحة شوية ....ما احنا كمان واقفين شغلنا اليومين دول ، ايه اللي يقلق ؟!!
جلس مراد امام مكتبه قائلا :-
_ لأ كنت عايز اتكلم في شيء تاني لسه عارفه النهاردة .....بالنسبة للبنت اللي كلمتك عنها .....البنت دي جت امبارح وعز حطها في اوضة خاصة
ضيق فاروق عيناه بدهشة :-
_ ده أزاي؟!!!
تابع مراد :-
_ مش دي المشكلة ....المصيبة أنه بيديلها نوع من انواع الادوية اللي فيها مخدر .....وده شيء غريب !!! سلمى اللي جابتلي الاخبار دي لأن الممرضة اللي وصاها عز على البنت دي صاحبة سلمي الانتيم وحكيتلها كل حاجة ....
نهض فاروق بغضب :-
_ أزاي يعمل كدا ده اكيد اتجنن ؟؟!!! ده اخت نادر جت النهاردة ولو عرفت حاجة زي دي ممكن تودينا كلنا في داهية !!
قرع باب المكتب لتدلف سلمى الممرضة الى المكتب قائلة بخوف :-
_ الحقني يا دكتور ...اخت نادر شافت خطيبته بالصدفة وهي في تقريبا في شبه غيبوبة وعمالة تزعق ....
اعتلى ملامح فاروق الخوف والقلق وشاركه مراد في ذلك ليركضوا خارج المكتب ...
*****************
تظاهرت هند بأنها تبحث عن غرفة نادر وقد ساعدها الحظ بأنه تم نقله منذ آخر مرة كانت تزوره بالمشفى .....حتى وجدت الغرفة التي توجد بها حورية وقد اخبرها بها احمد بالأمس موضحا خطة فهد كاملة لتنظر للفتاة الممددة بتيهة على فراشها حتى لمحت هند محمود من بعيد وهو يشير اليها بالايجاب وهذا ما جعلها تصيح بعصبية مستفسرة عن سبب وجود حورية هنا بشكل غامض وهذا بموجب أنها خطيبة شقيقها .....ركضت الممرضة المختصة بحورية بعدما ابتعدت عدة دقائق وتلهت بالحديث مع محمود الذي تعمد كثرة الحديث معها حتى تتم المهمة بنجاح .....
نظرت الممرضة بخوف الى هند التي تضع يدها على جبين حورية وتصيح :-
_ ايه اللي حصل لياسمين ؟ وأزاي تتحجز هنا ومحدش يعرف مننا ؟ ده انا هوديكم في داهية
اقتربت الممرضة بقلق ثم قالت :-
_ لأ حضرتك هي اغمى عليها واتنقلت هنا عشان يتعملها تحاليل ونشوف ايه السبب
رفعت هند حاجبيها بتعجب وصاحت اكثر :-
_ لأ بجد ؟!! ده على اساس أن مالهاش اهل يعرفوا اللي حصل وهما اللي يقرروا تبقى هنا ولا لأ ؟!
اتى فاروق للغرفة وتبعه مراد ليقل فاروق :-
_ في ايه ؟!
هتفت هند بغضب :-
_ في أن خطيبة اخويا الاقيها هنا بالحالة دي ليه ؟ دي متصلة بيا من يومين وكانت بتطمني على نادر ! ، لما هي بالحالة دي أزاي ماحدش يعرف ولا تتصلوا بينا ؟!
نظر فاروق لحورية بنظرة قوية ثم قال :-
_ اكيد محدش عرف يوصلكم والا هيكون ايه السبب يعني في وجودها هنا ؟ ولو سمحتي وطي صوتك مالهاش داعي العصبية لما ممكن نتكلم بالعقل !!
اشارت هند بعصبية وتحذير :-
_ عقل !!! يعني لما الاقي ياسمين بالمنظر ده في مستشفى المفروض يعني انهم يعرفوا حد من اهلها بما انها خطيبة نادر ...محدش كلف نفسه واتصل بيا أو بأي حد من العيلة ....يعني أنا لو ما جيتش النهاردة اشوف اخويا ماكنتش عرفت حاجة وكان ممكن تفضل كدا لاجل غير مسمى ...حضرتك اكيد عارف أنا لو بلغت عنكم هيحصل ايه ؟
اتسعت عين فاروق بذعر وقال سريعا :-
_ لو سمحتي نتكلم بالعقل واللي انتي عايزاه هيحصل واكيد دي غلطة مش مقصودة واخوكي هنا بقاله فترة واظن مافيش غلطة واحدة حصلت معاه .....
اتى محمود وكأنه اتى مصادفة بسبب الصوت وقال :-
_ اهلا مدام هند ، انا سمعت صوتك واستغربت من عصبيتك
تظاهرت هند ببعض الانفعال من جهته :-
_ ما انا لازم اتعصب يا دكتور ....اظن أنت عارف ياسمين خطيبة نادر ، لما فجأة الاقيها هنا ومحدش يعرف عنها حاجة وهي هنا من امبارح والمفروض انك انت كمان تعرفها !!
تاسف محمود متظاهرا وقال :-
_ طب أنا اسف الغلطة دي عندي ....بس امبارح أنا فضلت جنب نادر طول الليل عشان في تحسن لاحظته في حالته فحبيت اتأكد.....اكيد هي تعبت فجأة واتنقلت هنا ومحدش هنا يعرف عنها حاجة غيري أنا و دكتور عز ، ودكتور عز مش موجود اصلا ....
رمقته هند بمكر ثم قالت بلهفة زائفة :-
_ بجد نادر اتحسن ؟ يعني اتكلم ؟
تدخل فاروق الذي لأول مرة يرمق محمود بتشجيع وقال :-
_ شوفتي بقى أن الموضوع كله سوء تفاهم ؟ فيها ايه لو اتكلمنا بهدوء عن كدا ؟
قالت هند بنظرة ماكرة :-
_ اسفة يا دكتور انفعلت من غير ما افهم .....بس انا فرحانة أوي من الاخبار دي ....اخيرا اخويا هيرجعلي تاني
محمود :-
_ لسه قدامنا شوية على الكلام بس أن شاء الله قريب
هند بابتسامة :-
_ بأذن الله ...واسفة ليك يا دكتور محمود ...بس ممكن طلب ؟
فاروق سريعا :-
_ اتفضلي طبعاً ؟
قالت هند بخبث :-
_ عايزة ياسمين تتنقل هي ونادر في اوضة واحدة ....هما هيساعدوا بعض ويقوموا بالسلامة
اجاب فاروق وكان سيرضى باي اقتراح سوى مجيء الشرطة :-
_ مافيش مشكلة ....انا بنفسي هأمرهم بكدا في ظرف ربع ساعة هيكونوا مع بعض ......
قال محمود بنظرة متسلية :-
_ بس كدا ماينفعش بردو !! هي بنت وهو شاب وده مخالف لقوانين المستشفى !
رد فاروق سريعاً :-
_ مالكش دعوة يا دكتور انا هنقلهم وهبعت دكتور يتابع حالتها مخصوص ويشوف حصلها ايه بالضبط وتعبت من ايه ؟
هند بشكر :-
_ ميرسي لحضرتك جداً وبكرر اسفي ....
تنفس فاروق الصعداء ليخرج من الغرفة هاتفًا برجال الآمن واخبرهم شيء .......
*************
جلست هند تنظر لشقيقها تارة ثم تنظر لوجه ياسمين تارة أخرى ليأتي محمود كاتما ضحكته :-
_ بجد بشكرك جدًا أنك ساعدتينا ، مش قادر انسى وش فاروق !! أول مرة اشوفه خايف كدا !
نظرت هند لمحمود وهي تعرف أنه لم يكتشف حقيقة معرفتها بالأمر كملا فاكتفت بابتسامة بسيطة وقالت بعدها :-
_ حضرت الضابط فهمني كل حاجة ووافقت من غير تفكير ....المهم دلوقتي أن البنت بخير ....
نظر محمود لحورية واقترب لها عندما لمحها وهي تهز رأسها ببطء وقد بدأت تفيق ...قائلا بقلق :-
_ حورية ؟ انتي كويسة ؟ ايه اللي حصل ؟
نظرت حورية برؤية شبه ضبابية ولكنها تبينت الصوت واجابت ببطء :-
_ أنا كويسة ....بس ...مش قادرة افتح ...عيني
محمود بشك :-
_ حصل ايه بعد ما جيتي هنا ودخلتي لعز؟
وكأن لمستها صاعقة قالت وهي تفتح عيناها بخوف :-
_ عز ...عرف ..اني حورية ، بعدها اغمى عليا ولما فوقت شوية ... سمعته بيقول ..للمرضة على ..دوا مخدر ...كنت حاسة ..بكل حاجة بس مش قادرة اقوم ....
ضيق محمود عيناه بدهشة :-
_عرف أنك حورية ؟!!! لو بس عرف كدا وماوصلش للبداية ف مافيش قلق ...لكن مش عارف اللي اكتشفه بالضبط
انتبه محمود لهاتفه حتى وجد رقم فهد فاجاب سريعا.....فهد بقلق :-
_ طمني ؟
ابتسم محمود وطمأنه :-
_ كله تمام وهي كويسة الحمد لله ودلوقتي هي مع نادر في اوضة واحدة وتحت عنيا
تنهد فهد بإرتياح بعد فترة قلق كبيرة :-
_ الحمد لله ....دلوقتي بقى نكمل خطتنا الأصلية .....
محمود :-
_ عز اكتشف أنها حورية مش ياسمين
لم يصدم فهد من الأمر فقال :-
_ عرفت.....بعت حد وراه الاقصر وسمعه وهو بيتكلم مع ياسين ، بس هو كدب على ياسين وقاله انها اعترفتله وطبعا هو اكيد عرف ده لما راح المركز الطبي بتاع ياسين واكيد عرف وقتها .....الامر مايخاوفش لأن هو مايعرفش غير اسمها حورية وبس ....ماعندوش معلومة غير دي .....بس خلينا نتأكد اكتر ولازم حورية تفضل في المستشفى عشان نعرف آخر عز الدين ......
محمود بقلق :-
_ رغم أني لاول مرة اشوف القلق في عين فاروق بس بردو مش مطمن ، وكمان عز كان بيديلها مخدر واكيد ده عشان ماتعرفش تخرج من المستشفى
فهد بعصبية وتصميم :-
_ عز ده حقير زي ابوه ، ماهو أنا مش هقفل القضية دي غير وفاروق في السجن ، مش هخسرها
_______________________________________الله أكبر
بعد مرور ساعات طويلة وصل عز للقاهرة وتوجه الى المشفى مباشرةٍ حتى تفاجئ بعدم وجود حورية فالتهب غضبه ك البركان وهتف بفضب لتأت الممرضة واخبرته عن ما حدث ليقف متسمراً .....اتى احداً من أفراد الحراسة الخاصة بوالده واخبر عز بضرورة الذهاب لمكتب فاروق بشكل عاجل .....ارتبك عز وهو يتوقع مدى التعنيف الذي سيناله من والده ولكنه ذهب اليه .....
وقف أمام المكتب للحظات مترددا حتى دلف بداخل المكتب ليقابل نظرة فاروق الغاضبة ...هتف :-
_ اقفل باب المكتب
اغلق عز باب المكتب بإحمام ثم وقف امام فاروق الذي نهض ووقف امامه مباشرة ليصفعه بحدة ....تحسس عز موضع الصفعة بصدمة فلأول مرة يحدث هذا !!! نظر عز لوالده بلوم وصدمة حتى قال فاروق بغضب :-
_ بسببك النهاردة كان ممكن اللي بنيته في سنين يتهد في لحظة ، بسببك وقفت قدام واحدة واترجيتها تسكت لأن الشرطة لو وصلت لهنا وكشفت على البنت وعرفت انها بتاخد مخدر كنا هنروح في داهية ....اقدر أعرف بقى بتعمل ده ليه ؟ بقلم رحاب إبراهيم
ابتلع عز ريقها بصعوبة وقال دون أن يفصح عن الحقيقة :-
_ كانت عايزة تبعد فمنعتها ...احنا بنحب بعض بس هي صعبان عليها خطيبها والحالة اللي هو فيها ....
هزه فاروق بغضب من ياقة معطفه :-
_ غبي وتافه ....عشان سبب عبيط زي ده تودينا كلنا في داهية ؟!! انت حسبت ايه نتيجة اللي انت عملته ؟
اجاب عز بضيق :-
_ اه حسبت ...اولا اللي اعرفه أن اهلها مسافرين وعايشة لوحدها الفترة دي ، ثانيا المفروض أن اخت نادر كمان مسافرة برا مصر ومش بتيجي غير كل شهرين تدفع حساب المستشفى وتمشي ....هي بقالها اقل من شهر دافعة الحساب ....حسبت كويس كل حاجة بس اللي محسبتهوش ان اخته تيجي النهاردة والمفروض انها مسافرة ...
ضيق فاروق عيناه بدهشة وابتعد قليلا عن ابنه وبدأ يفكر بعمق :-
_ يبقى أزاي جت النهاردة وصدفة ؟!!! مجيتها النهاردة اكيد مش صدفة ؟! بس لو هي عارفة او شاكة ليه عملت نفسها ما تعرفش ؟!!!
في حاجة غلط ناحية البنت دي ؟!
عز بحدة :-
_ انا ماليش علاقة بأي شيء غيرها هي وبس ....انا هتجوزها يعني هتجوزها ومحدش هيقدر يوقف قصادي
احتظت نظرة فاروق بغضب وقال :-
_ افرض انا وقفت قصادك يا عز الدين ...هتقولي لأ وهتصمم بردو ؟
صمت عز بضيق ثم اجاب :-
_ حضرتك عارف أني عمؤي ما رفضتلك طلب ...بس اسف ، المرادي مستحيل اعمل اللي انت عايزه ...انا بحب ياسمين ومستحيل اقدر ابعد عنها ....مش عايز اقف قدامك
رمقه فاروق بعصبية ثم جلس أمام مكتبه واجرى مكالمة هاتفية سريعة بداخل المشفى وطلب بمجيء د.محمود في الحال ......بقلم رحاب إبراهيم
رنقه عز بتعجب وقال :-
_ ليه عايزه ؟!!!
رفع فاروق عيناه على عز بحدة واجاب :-
_ هتعرف
اتى محمود بعد دقائق وظن أنه سينال مكافئة بعدما ارسل له فاروق ليتفاجئ بأن فاروق يطلب منه تقديم استقالته بعصبية ...قال :-
_ أنت غلطت يا دكتور لما عرفت ان البنت خطيبة مريض عندك وما قولتش !
اتسعت عين محمود بصدمة ثم اجاب :-
_ أنا شرحت كنت فين بالضبط ثم أن دي مش غلطتي اصلا وأن كنت قلت كدا قدام اخت نادر فعشان اهدي من عصبيتها وجبت الغلط عندي ...مايكونش ده جزائي !!
هتف فاروق بنظرة عميقة بينما راقب عز تلك المحادثة :-
_ جزائك انا بديهولك دلوقتي ....انت غلطت ولازم تتحمل غلطك
تدخل عز بالأمر وقال :-
_ هلاص يا دكتور اعتبر نفسك واخد اجازة شهر وبعد الشهر ده اوعدك تيجي تلاقي مكانك لسه موجود ....وده وعد مني
هتف فاروق بعز ليقل عز برجاء خاص :-
_ عشان خاطري المرادي ....
رمقهم محمود بكره وخرج من المكتب بعصبية .....صمت فاروق للحظات وقال :-
_ ماكناش شاكك فيه ؟ بس هو الوحيد اللي على علاقة بأخت نادر ....اكيد اللي حصل ده لو مش صدفة يبقى هو اللي وراه
لم يفكر عز مثل والده فهو يعرف ما فعله ولماذا فعله لذلك اخفى شق كبير من الحقيقة على والده حتى يسير الزفاف دون عقبات .....
____________________________________________سبحان الله العظيم
مرت دقائق كثيرة ......
جلس محمود بمكتبه وهو يتطاير من مقلتيه الشرر الغاضب حتى ارتفع صوت هاتفه ليهتف فهد بعصبية :-
_ انت فين يا محمود ؟ حورية اتنقلت تاني
نهض محمود من مكتبه بصدمة :-
_ اتنقلت امتى ؟ هند اخت نادر لسه ماشية من شوية ورحت لدكتور فاروق المكاب وكنت هطرد من شغلي لولا تدخل عز ...
صاح فهد بغضب :-
_ ابن ال......هو اللي نقلها تاني في اوضة تانية وعرفت انه بيديلها مخدر تاني .....لازم تتصرف بأي شكل
زم محمود شفتيه بتوعد وقال :-
_ انا هعمل حاجة خليتها للآخر ....يمكن تجيب نتيجة
اغلق محمود الاتصال ليجري مكالمة على هاتف ميرنا ليجده كالعادة مغلق حتى ارسل لها برسالة نصية يخبرها فيها ما يحدث لحورية ......ثم ذهب من مكتبه يبحث عن غرفتها ليطمئن عليها غير معنيًا بعز أو والده وترك هاتفه بالمكتب ......
_________________________________________صلِ على النبي
بالأقصر ......
كانت تغلق هاتفها نظرا لوجود ياسين قربها اغلب الوقت ولشعورها بالضيق من فعل شيء بالخفاء ولكن عندما اخبرته كأنها خرجت من تلك الحفرة الضيقة لتفتح هاتفها عندما دلفت لغرفتها خصيصاً لذلك وابتسمت بمرح وهي تقل :-بقلم رحاب إبراهيم
_ اكيد هيتجنن
انتظرت الهاتف حتى فتح واخذت الاشعارات لعدد المكالمات الفائتة تتعاقب حتى اتت رسالة تصية ففتحتها وهي تكتم ضحكتها ظنا منها بأنه سيعنفها بطريقته التي تجعلها تبتسم ......لكنها لم تبتسم بل نهضت بذهول وهي تقرأ الرسالة .....وضعت ميرنا يدها على فمها بذهول عندما قرأت محتوى الرسالة ...وقفت لدقيقة تستعب الأمر ثم ركضت للخارج باحثة عن شقيقها ولكنها اذكرت أنه خرج من الفندق يستنشق بعض الهواء بمفرده ....لم تستطع أن تنتظره واجرت عدة اتصالات ولكن اكتشفت انه نسى هاتفه بالجناح .......
خرجت راكضة تبحث عنه بالخارج ......
***************
لم يبتعد من الفندق فأخذت خطواته بعض البطء وهو ينظر بنظرة ضائعة وحزينة من كم الالم الذي يشعر به حتى انتبه لصوت شيقته خلفه فألتفت لتأت ميرنا راكضة اليه بعين دامعة :-
_ ياسين ...عز حجز ياسمين في المستشفى وبيدلها مخدر ....الحقها يا ياسين ...هاتسيبها ؟!!!
تجمد عقله للحظات وهو يستعب ما قالته شقيقته حتى التهب البركان المشتعل بغضب قاتل .....
_________________________________________استغفر الله العظيم
وقف عز ناظرا لها بعشق وهي وحدها معه بالغرفة وتلقت جرعة أخرى من المخدر بعدما عادة لوعيها كاملا .....ابتسم وهو يتذكر محمود وهو يحاول رؤيتها ولكنه منعه مهددا بشكل مستتر بالطرد فلم يستطع محمود أن يثير شكه أكثر من ذلك وقال :-
_ اخت نادر هتيجي تاني ؟ وهتعمل مشكلة
اجاب عز بثبات :-
_ حالتها تستدعي عناية مركزة ومش معقول هخليها في اوضة نادر ...ما تقلقش عامل حسابي ...مع السلامة يا دكتور
ذهب محمود بغضب فقال عز لحورية وهو يتفحص وجهها الحبيب :-
_ عشقي الوحيد ....مش هبعدك لحظة عني ولو لزم الامر اخطفك ...هخطفك
وكأنه اصبح مهووساً بها أو ك مريض نفسي وجب علاجه من هذا المرض الذي اسمه "هوس الامتلاك " ربما رافقه الحب ولكنه لا يخلوا من الهوس في امتلاك من يحب ......
ظل عز هكذا لساعاتٍ طويلة حتى مرت ساعات النهار كاملة مرورا بساعات الفجر .........
_________________________________________صلِ على النبي
بمشفى الألفي
اقترب آذان الفجر والسكون يعم المكان ......
انتبه الحرس من وقوف سيارة بشكل حاد فجأة بالطريق ليترجل منها ياسين بكيان هائل من كتل غاضبة كالجحيم ولم يستطع ان يمنعه احد من الدخول نظرا للحالة التي يبدو بها ......
ولحقه محمود بالخارج الذي كان ينتظره واخبره سريعاً برقم الغرفة الذي تم حجز حورية بها ثم ابتعد عن طريقه .....فهو الوحيد الذي يستطع انقاذها من براثن هذا الحقير .......بقلم رحاب إبراهيم
كان يعرف المشفى جيدا فلم يحتاج لإرشاد من احدًا ليدلف الى غرفة حورية التي كانت تتلفظ بإسمه في غفوتها ....نهض عز مصدوما من ظهور ياسين ولكن ياسين لم يستمع اليه فقد لكمه في وجه بعنف حتى التصق عز بالحائط متأوها من قوة اللكمة المفاجئة ليجذبه ياسين من ياقته هاتفاً بغضب :-
_انا ما بعدتش عشان تعمل فيها كدا يا قذر ....وريني هتعمل ايه ؟
وقف عز امامه وهو يتحسس موضع اللكمة التي وكأنها فارت دماً وقال بجسد يترنح :-
_ وريني أنت هتاخدها أزاي ؟ على جثتي
لكمه ياسين بعنف وشراسة والقاه ارضاً ليبثق عليه بإحتقار :-
_ انا اللي غلطان اللي سيبتها عشان تقع في ايد قذر زيك ....
تطلع اليه بإحتقار ثم انتبه لصوت حورية وكأنها شعرت بوجوده وبدأ صوتها يعلو ببكاء حتى ركض اليها بقلق ومسحت يداه على رأسها قائلاً بأسف :-
_حورية . ...انا موجود ... محدش هيقربلك طول ما انا عايش ....
خطف نظرة سريعة على حجابها ثم خلع معطفه الطويل ودثرها به رغم انها لازالت ترتدي ثيابها ولم ترتدي ثياب المشفى ولكنه احتواها بمعطفه ثم حملها بين ذراعيه للخارج .......كانت تغمغم بأسمه مرارا وتكراراً بشبح ابتسامة
رمقه فاروق بحدة الذي اتى بعدما اخبره احد الأطباء بالمشاجرة ولكنه وقف مراقباً له ولم يستطع فعل شيء ......
خرج ياسين وحورية بين ذراعيه ليدخلها برفق الى سيارته ثم جلس بمقعد القيادة وسار بالطريق .....
راقب محمود المشهد من بعيد بابتسامة وانتصار .....
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السابع والأربعون من رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيمتابع من هنا: جميع حلقات رواية حورية وشيطان بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا أيضاً: جميع فصول رواية فرصة للحياة بقلم قسمة الشبيني
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا