مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل الخامس من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد، في هذه الحكاية العديد من الأحداث حيث جمعت بين الامل والموت فكان الامل اسمها والموت قاتله ،زهقت روحها على يد أقرب المقربين اليها وخسرت اغلي ما تملك ،بكت ظلما فقررت الانتقام علي الرغم من صغر سنها وفعلت وعاشت بعدها ذليلة .
.
.
تابعونا لقراءة جميع أجزاء حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد |
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد - الفصل الخامس
هذا ما قالته د.عالية بعد ان تركتني لأهدأ قليلا التفت اليها بعيني الباكية المليئة بالعبرات ووجهي الذي تكسوه ملامح الحزن والغضب والتمرد علي كل ما مررت به وقلت:
ـ حاسة اني ندمانة قوي اني ضعيفة مقدرتش احمي نفسي او احميها ،هي ماتت وراحت عند ربنا وانا مت وانا علي وش الدنيا في ظلم أكتر من كده !
مدت ذراعها لي في حنان وقالت:
ـ تعالي اقعدي انا سبتك تتكلمي وسمعتك اسمعيني إنتي بقي.
جلست امامها مرة اخري فقالت:
ـ إنتي مش ضعيفة ده إبتلاء من ربنا إختبار ليكي و انت إتحملتيه للأخر، بس ضغطي علي نفسك وكتمتي جواكي عشان كده وصلتي لحالتك دي ،خرجي الي جواكي وانا حساعدك وحدلك للطريق الصح، يعني أنا لو مكانك مش حخجل واخبي الجرح ده لأ اظهريه بصي في المراية وافتكري الوقت الجميل الي كنتي بتقضيه مع ماما قبل الحادثة ، خليكي فخورة بالأثر ده قوي في الوقت الي امهات كتير سابوا ولادهم محرومين من حنان الام مامتك كانت بتحارب عشانك ،انتي خجلانة من اثر حصل وقت ما كانت مامتك بتمارس اسمي معاني الامومة !
هبطت العبرات من مقلتي وتحدثت بنبرة شبيهة لنبرة صوت الاطفال الحزينة:
ـ عايزاني ابقي فخورة اني بابا كان بيضربني انا و ماما ؟
ـ لا عاوزاكي تبقي فخورة ان ماما كانت بتحميكي لأخر نفس ليها ومش بتفكر في عواقب حمايتها ليكي ،أمل عوزاكي تخلقي لنفسك امل من كل جرح جواكي ،في غيرك وصلوا نفسهم لأسوأ الظروف عشان يعاقبوا اهلهم انهم سابوهم انتي في نعمة بس مش مقدراها ربنا ابتلاكي بأب قاسي بس مامتك كانت ملاك مفروض تبقي فخورة بيها مش تستخبي هنا .
هذا ما دار بيننا في أول جلسة علاج لي دائما ما تتحدث كأن مشكلتي الوحيدة هي معاملة ابي السادية لأمي وقتله لها ،كم أنت ساذجة ايتها الصفراء ليكن سأجاريكي لأري ماذا سيحدث.
صوت الصراخ لم يتوقف ليلة واحدة في الليالي التالية يظل يصرخ ويصرخ وتتزايد شتائمه الي ان اسمع صوت باب غرفته يغلق؛ ومن ثم يعم الصمت المكان وهنا أعلم انهم حقنوه بما يجعله يغفوا بثبات ،لا أستطيع الانكار اتلذذ بشدة من صوت صراخه ونحيبه وستبقي أمنيتي أن اراه وهو يبكي ويتوسل اليهم قائمة إلي أن تتحقق ، عن جاري العزيز أتحدث.
توالت اللقاءات بيننا انا و ذات الشعر المجعد اتمني كثيرا التوقف عن اطلاق عليها هذا الاسم لكن حقا يروق لي ؛هي ذات بشرة بيضاء عيناها خضراء وشعرها اصفر مجعد ماذا سأطلق عليها سوي الصفراء ذات الشعر المجعد؟ دعكم من تبريراتي الغير مهمة تلك، اليوم بجلسة العلاج سألتني سؤال لم تطرحه علي من قبل ولم أفكر بإجابته لقد قلتها مسرعة كأنها كانت علي طرف لساني، لقد قالت لي"نفسك في أيه او ايه هو الهدف الي اتكلمتي عشانه؟" كانت اجابتي تلقائية للغاية فقلت دون تفكير"نفسي ارتاح"
***.
اليوم هو يوم الجمعة مر وقت طويل علي تواجدي هنا ويحي ايضا اعتقد هو بمنتصف الاسبوع الثاني له و للان لم يتوقف عن الجنون الذي يقوم به بغرفته ،المجنون طوال الليل يطرق علي الباب بشيء ثقيل اعتقد مقعد أو شيء من هذا القبيل ليس بيننا سوي جدار يفصل بين الغرفتان ويفصل ايضا بين النافذتان الزجاجيتان اسمعه احيانا يحاول تكسيرهم هذا الامر حقا بدأ يزعجني اكثر من ان يجعلني اتلذذ ، صوته يجعلني أتذكر صوت صراخي في تلك الليلة خصوصا انا اعلم انه يكون مكبل بالفراش، الصراخ، التقييد بالفراش ،التألم ،التوسل ؛سابقا كان يجعلني استمتع بالذل الذي يعيشه لكن الان اشعر بالحزن تجاهه انا اكثر من يفهم المه لقد عشت سابقا كل ما يعيشه .
يوم الجمعة هو مغامرة لي بكل المقاييس سابقا كنت اتواري خلف غطائي و اتدثر به جيدا و احاول الا انهض مطلقا ،الاعداد هنا تكون اضعاف مضاعفة عن اليوم الطبيعي ؛وهذا كان يجعلني اشعر بالخوف اكثر، لكن انا اليوم سأفعل شيء آخر سأعمل بنصيحة د.عالية وأحول الخوف الذي بداخلي لأي شيء آخر ،علي سبيل المثال انا اخاف النظر بأعين الغرباء والرجال خاصة لذلك سيبدأ انتقامي منهم سأراقبهم واكتشف الخداع بأعينهم ،اليوم استيقظت مبكرا مشط هذا المسكين الذي اهملته معي السنوات الماضية و عكصته علي شكل كعكة تأكدت من وجود وشاحي حول عنقي، نظرت لوجهي مطولا ،لعيني التي تكسوها غيمة سوداء من الحزن والاشتياق و إستمديت طاقتي من وسط دموعي كما قالت لي الصفراء ،وقررت لقد بدأ العقاب اليوم سأنتقم فأنا علي موعد لأول مرة مع الشياطين والحيوانات و اخيرا تجهزت توجهت إلي نافذتي اراقب ما يدور بالأسفل، اول من سقطت عيني عليه كان جاري العزيز كان يجلس مع شاب اسمر البشرة واضح عليه الهدوء ورزانة العقل لا يشبه المتواجدين هنا بخلاف انه رجل كباقي الرجال؛ لذلك ضعوا وصفي هذا له علي هامش استيعابكم ولا تكترثوا له ،علمت بعد ذلك انه سامر معالج يحي ، فجأة تعلقت انظاره بالباب الرئيسي للمصحة حدق به لبرهة ثم هب واقفا وظل يركض مسرعا حقا شبهته بطفل صغير اشتاق لوالدته وعادت اليه بعد سفر طويل، لا تتعجبوا من وصفي لشعوره هذا فأنا اكثر من يعرف هذا الشعور انا الطفلة التي فقدت والدتها في سن الثانية عشر، نعود لما كنت اخبركم به ،التفت بوجهي لأبحث بأنظاري في الجهة التي كان يركض ناحيتها يحي ،بدون مبالغة رأيت مشهد من أعظم ما رأيت ومن أحقر ما عاصرت ايضا ،يجعلك تبكي قهرا ،تبتسم للوفاء الذي تراه بعينك ،يجعل قلبك يتمزق حسرة علي ما وصل اليه حالنا نحن البشر ،لقد كان يركض يحي باتجاه شاب بعمره تقريبا وسيدة يغطي الشيب من رأسها الكثير ورجل اعتقد بعمر د. عالية او اكثر قليلا، العجيب في الامر يحي كان يركض باتجاههم لكن عندما تقلصت المسافة بينهم توجه بجسده نحو هذا الوفي الذي وبمجرد رؤيته ليحي يركض ركض هو الاخر وأصبح متحررا من القيود التي كانت بيد علي صديق يحي.
لقدر ركض كوبر ((كلب يحي الوفي صديقه المخلص ))نوعه هاسكي اللون الابيض يغلب علي فروه ظهره وزيله مزيج من اللون الاسود واللون الرمادي الفاتح والغامق ايضا كان ضخم البنية عيناه باللون الازرق الباهت كنت اقول ليحي عين كوبر تشبه عينك فكان يغضب مني .
كان يركض باتجاهه وعندما اقترب منه رفع ساقيه الامامية للأعلى ووثب ليعانق يحي بهم ،وهو بدوره جلس علي ركبتيها وبدا يمسد بيده علي رأس الكلب، وهو الأخر كان يمرر وجهه علي عنق يحي ووجهه ،ويحركهم ببطيء بين يديه ،دار بينهم عناق طويل و حقيقي يبرز ارتباطهم الشديد ،موقف يصعب وصفه وتقبله ايضا متي رأينا رجل يشتاق لكلبه اكثر من صديقه ووالده وجدته؟ انا كنت سعيدة الحظ ورأيت هذا الموقف لأعلم ان الوفاء والرحمة التي انتزعت من قلوب البشر وضعت في عقل الحيوانات،هل تتخيلوا تمنيت ان يكون لي كلب اعانقه اقضي معه الوقت و يكون وفي لي كما الحال بين يحي وكوبر ،ووقتها ادركت اني ظلمت الحيوانات حين شبهت الرجال بهم.
كان سلام يحي للرجل بارد للغاية علي عكس المرأة كان مليء بالحفاوة والحنان وقتها توقعتها والدته لكن لاحقا اكتشفت انها جدته خديجة (( ديجا)) كما يطلق عليها، يحي له حكاية خاصة مع الالقاب ستتعرفون عليها لاحقا وستضحكون عليه ايضا كثيرا ما حدث بيننا خلافات بسبب تلك الاسماء ، وأخيرا وصل اليه الشاب عانقه يحي عناق اخوي طويل حمل بطياته الكثير من الشكوى والتذمر ظننته شقيقه لكن بعد ذلك علمت انه صديقه علي ابو النجا((نوجا)) الم اقل لكم له حكاياته مع الالقاب ،بعد هذا المزيج من السلام البارد والمليء بالحفاوة في نفس الوقت ،توجه الجميع نحو طاولة موضوعة بوسط الحديقة تعانقها الزهور البديعة و الاشجار الخضراء صديقتي العزيزة التي ترسل لي رائحتها الجذابة ليلا لتذكرني اني مازلت علي قيد الحياة ،جلس يحي بجانب جدته وعامل كلبه كشخص مهم في حياته و اجلسه علي المقعد الاخر المجاور له ،يده لم تترك جسده ابدا دائما ما كان يمررها تارة علي ظهره وتارة اخري علي رأسه بحنان اعجبت كثيرا بالعلاقة بينهم الان لكن لاحقا لعنت صداقتهم وارتباطهم ببعض هذا ال"كوبر "جعلني اركض لمرات كالأطفال وجعل يحي يسخر مني ،لا اعلم لما رفضني هذا الرفض القاتل في البداية لكن لاحقا استفدت منه وكان جزء من حكاياتي .
المسافة كانت قصيرة مما جعلني المح العبرات التي تقف بمقلتي جدته وهي تنظر له بأسي، يحي بهذه الفترة كان فقد الوزن اكثر عن ذي قبل، ذقن طويلة وشعر مبعثر ،جسد مرتجف ،الهالات السوداء التي حول عينه ازداد محيطها بوجهه ،كل هذا جعل جدته تنهار باكية وتمسك مرفقة وتقول:
ـ ايه ياحبيبي خاسس ليه مش بتاكل هنا كويس ولا ايه؟
ابتسم لها وقال:
ـ باكل بس هما اول يومين كده ما انتي عارفة يا ديجا هي دي اول مرة!
قال والده وهو ينظر له من خلف نظارته الشمسية :
ـ وحتكون آخر مرة؟
ـ الله اعلم اربط كده كل انتكاسة ليا كانت امته ،حتعرف ان سبب ان دي مش اول مرة، مش انا لا انتو .
باتت نبرة صوته اكثر حدة وعصبية فقال علي:
ـ ايه يا باشا ياصغير مالك فك كده اول او آخر احنا معاك دايما.
استشعرت جدته غضبه من تواجد والده في المكان فقالت:
ـ اعتقد كنت حابب تتكلم مع د.عالية يا فؤاد
رمقته بنظرات تأكيدية ففهم مقصدها نهض وقال:
ـ يحي حرجعلك علي طول .
اومأ له برأسه دون ان ينظر له ومازالت يده علي رأس كوبر.
فؤاد الباشا صاحب أكبر شركة استيراد وتصدير بمحافظة الاسكندرية دائما وجهه متواجد علي شاشة التلفاز بالقناة الخامسة، فهو فخر لأهالي الاسكندرية جميعا لما يقوم به من إنجازات استثمارية وأعمال خيرية ،تزوج من ابنة احدي العائلات العريقة رحاب والده يحي في سن صغير لكن سرعان ما حدث الانفصال بينهم ؛بقي يحي فترة يعيش معها الي ان تزوجت و اعطته لجدته كي تقوم هي بتربيته وتبدأ معاناه يحي من فقدان حنان الام،هذه هي الحكاية التي كان يعلمها يحي لكن الحيقية مغايرة تماما، ب نقم هو دوما علي اخوته وعلي كونهمن يتمتعن بحنان والدته الذي حرم منه لذلك لم يقبلهم كإخوة مطلقا.
ساد الصمت للحظات بينهم فقال علي ممازحا كعادته :
ـ مفيش اي حاجة حلوة هنا خطفتك يا ابن الباشا؟
التفت يحي نحو نافذتي مسرعا عندما قال هذا فرآني اقف كعادتي وكان هذا ثاني لقاء بين أعيننا ،نظر لي مطولا وأنا فعلت نفس الشيء قطعت شروده جدته وقالت:
ـ لا تخطفه ايه انسي خالص هنا مفيش غير مدمنين ومجانين ،وانا بقي الي حتتجوز ابني حتكون فريدة من نوعها.
لأخبرك يا صديقي و انا تذكر هذا ابتسمت رغما عني، لقد أرادت لحفيدها زوجة فريدة من نوعها وحصلت عليها ليكن الله بعونها علي ما ستعيشه لاحقا من زوجته.
قال لها يحي معاتبا:
ـ احيانا المدمن ده بيكون أنضف من أي حد بس هي الدنيا الي جاية عليه.
ربتت علي كتفه وقالت :
ـ عارفة يا ابن الغالي .
استمر لقائهم أكثر لكن لم يعد تجذبني مراقبتهم فالتفت بأنظاري لأبحث عن شياطين آخرين لأكشف الخبث والخداع بأعينهم، لكن وكعادتي تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وقعت انظاري علي صديقتي الوحيدة بيرهان وهي تحمل بيدها كأسان من الشاي وتتجه بهم نحو أحدهم والابتسامة تعلو وجهها ،كان هناك لمعة بعينيها واضحة لم استطع تفسيرها لكن بعد ثواني فعلت، لقد كانت تتجه نحو الشاب الاسمر الذي كان يجلس مع يحي قبل لقائه بعائلته ،أعطته كأس الشاي خاصته وتحدثت معه لفترة بجميمية واضح هناك علاقة ما بينهم، لقد عقدت العزم عندما تأتي الي سأوبخها كيف تقترب منه هكذا كيف تثق به الا تخشي ان يؤذيها او يحرق روحها؟
امضيت اليوم في مراقبة المرضي والزائرين الي ان حل المساء وسئمت من كم النفاق الذي رأيته ،تناولت طعامي وبعض ادويتي وتوجهت الي سريري الوثير، سأخبركم بسر لكن لا تسخروا مني اشعر دائما اني مازلت تلك الطفلة التي لم تتم الإثني عشر عاما بعد لذلك اتدثر جيدا بالغطاء ليلا اعتقادا مني ان احمي جسدي من الشياطين هكذا.
ساءت حالتي كثيرا بمنزل خالي محمود الذي كنت اعيش به منذ وفاة امي و دخول والدي للسجن، وأصبحوا لا يتحملون لا أفعالي ولا وجودي بينهم لقد توالت الكوارث التي قمت بها في آخر فترة لي بمنزلهم؛ لذلك تواصلوا مع أبي وطالبوه بأخذي لكن رفضت و اصبحت عدوانية أكثر معهم ،جائتني عبير ابنة خالي وصديقتي الوحيدة ذات يوم و اخبرتني علي الاتفاق الذي دار بين ابي وخالي حول ارسالي لمصحة للأمراض النفسية والعصبية للتخلص مني ومن أفعالي، ساءت حالتي يومها حقا بكيت كثيرا اشتقت لامي كان هذا من اكثر الايام التي شعرت اني يتيمة بلا ام ،لكن لم يكن أكثرها كان هناك ايام اكثرسوءا، كنت بحاجتها لكن لم اجدها انا اخشي قرب الاخرين وهم يرسلوني للأغراب لذلك بحثت ليلا بهاتفي استمر بحثي طوال الليل، الي ان عثرت علي مركز د.عالية اعطيت اسمها لعبير وهي اقترحته عليهم فوافقوا وكالعلكة التي يريدون التخلص منها باليوم التالي تم انهاء اجراءات دخولي للمكان وكنت اقف امام تلك اللافتة التي وقف امامها يحي بمجرد دخوله .
هذا كان اجابة سؤال د.عالية لي عندما سألتني لماذا جئت الي هنا لكن اجابتي لم تروق لها فقالت:
ـ انا عاوزة اعرف ليه وافقتي تيجي هنا بإرادتك؟
شعرت انها تقرأ افكاري فقلت:
ـ عملت سيرش وعرفت ان اسلوبك كويس و بتهتمي اوي بالمرضي وحنونة قلت ليه لأ، اجي هنا استخبي من عيون الناس واهرب من وحشيتهم.
نظرت لي بمكر لفترة دققت النظر داخل عيني؛ شعرت وقتها اني عارية امامها فقالت:
ـ ليه حاسة ان مشكلتك الاساسية مش موت ماما ؟
ثم اشارت بقلمها نحو قلبي وقالت وهي ترمقني بنظرات واثقة:
ـ في حاجة هنا وجعاكي بتحاولي تخبيها هي سبب كل الي انتي فيه ،مش معقول تعيشي 7 سنين بعد حادثة ماما ايوة نفسيتك تعبانة وبتعاني بس كملتي !ايه جد عليكي خلاكي تنهاري كده والخوف يتملك منك كده اكيد في سبب ؟
لم أخطئ عندما قلت أنها تستخدم نظارتها اللعينة تلك لتراقبنا من خلف عدساتها ،اعترف هي تملك من الذكاء ما يؤهلها لتكتشف كل ما بداخلي لكن كما اخبرتكم سابقا لن ابوح إلا بما اود اخبارها و اخباركم به ،ليبقي ما بداخلي نار تحرق قلبي وروحي عقاب لي، اردت نزع تلك الشكوك من داخلها فقلت:
ـ في السبع سنين دول كنت صغيرة و طفلة لكن دلوقت كبرت فهمت كل الي بيحصل،فهمت في اوضة امي كان بيحصل فيها ايه ، بقي في تعامل بيني وبين الناس بقيت بشوف ابويا في كل راجل اعرفه بقذارته ووحشيته ،ضغطت علي نفسي كتير عشان كده مبقتش قادرة اتحمل اكتر.
زادت نظراتها الغير مصدقة لما أقوله وقالت:
ـ عشان كده حاولتي تقتلي أقرب الناس ليكي، ولما فشلتي حاولتي الانتحار .
في هذه اللحظة علمت لقد دار بينها وبين اهلي حديث ؛وقد كشف المستور فقلت بينما يدي زادت رجفتها وشعرت بألم حاد أسفل معدتي شبهته لألم تلك الليلة اللعينة:
ـ ومين قالك اني مقتلتش اقرب الناس ليا!
لم تفهم ما اقوله ونظرت لي بتوجس لذلك فهمت انها علمت اني حاولت قتله لكن لم تعلم سبب محاولتي تلك، هي لم تعلم ولن تعلم وانتم كذلك ايضا لذلك قررت انا اعاقبها علي تطرقها لهذه الفترة من حياتي وقلت:
ـ انتي قولتي قبل ما نبدأ علاج وقت ما أحب اوقف حنوقف وانا الي هختار نتكلم في ايه عشان كده كفاية النهاردة ،بس احب اقولك حاجة الي سألتيهم عني دول وحوش هيقولولك اني مجنونة وحاولت اقتلهم بس عمرهم ماهيعترفوا انهم دبحوني.
ابتسمت لي في ثقة و اسندت ظهرها علي المقعد وقالت:
ـ مين قالك اني سألت حد أنا مسألتش عنك انتي بنفسك الي قولتي، انا قولتلك قبل كده انتي مش بتشوفي نفسك وقت النوبة كل الي بتخبيه دلوقت عارفة مع اول مرة حتضعفي حتحكيه كله
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الخامس من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابع من هنا جميع فصول: حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا أيضاً: جميع حلقات رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا