مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع مقدمة حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد، في هذه الحكاية العديد من الأحداث حيث جمعت بين الامل والموت فكان الامل اسمها والموت قاتله ،زهقت روحها على يد أقرب المقربين اليها وخسرت اغلي ما تملك ،بكت ظلما فقررت الانتقام علي الرغم من صغر سنها وفعلت وعاشت بعدها ذليلة .
.
.
تابعونا لقراءة جميع أجزاء حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد |
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد - المقدمة
سقطت بين براثن الشيطان فأصبحت القاتل والمقتول وقررت السكوت ومعاقبة ذاتها بالرحيل عن عالمهم ،وسجنت في عالمها الخاص ،تعرفت عليه في اكثر اوقاته ضعفا ،كرهته ثم خشيت قربه ،قاومته مرارا لكنه لم ييئس وكان الصديق والسند ،تري هل ستسلم له ام لا ،هل سيعاونها في رحلتها ام سترفض مساعدته ؟
هل ستسمح له لتكون أمله بعد ان فقد الامل في الحياة هو الاخر ؟
من سيكون الصديق ،من سيكون العدو ومن سيسقط ضحية الانتقام ؟
كل هذا سنكتشفه معا في حكاية امل اوموت .
........................................................
كنت انا وجاري العاشق بالسيارة متجهين الي مكان بداية حبنا ،وميلادنا من جديد، وأحمل معي أجمل هدية الي سكانه .،
كان اغلب الوقت يخرج ذراعه من النافذة ليبدو كطير حر يحلق بالسماء بسعادة، وكنت افعل نفس الشيء ونحن نستمع الي تلك الكلمات ونرددها معا"في جوة قلبي حاجة مستخبية كل اما باجي اقولها فجأة مش بقدر،
قدام عنيك بقف وبستني ايه يتقال ،ليه كل مرة يجري فيها كده ليا ودي هي كلمة واحدة مش اكتر، والكلمة ديا عندي فيها راحة البال ،حبيييتك يوم ما تلاقينا لما حكينا اول كلام ،حبييتك واحلف علي ده تسمع زيادة ده انا مش بنام ،
الناس في عيني حاجة وانته حاجة تانية، عندك مشاعري حتى خدها واسألها ،انا صعب اعيش حياتي وانته لحظة بعيد، احساسي بيك وقت ضعفي قواني، كانت حياتي ناقصة جيت تكملها ،فرحة لقايا بيك بتبقي زي العيد"
أنا أعشق هذه الاغنية كثيرا ، دائما ما أجلس معه ونستمع اليها ،حتى اننا رقصنا علي انغامها ذات مرة ،أشعر أن كلماتها كتبت خصيصا لنا ،
إنها تصف مشاعري تجاهه ،وتقول له كل ما تمنيت دوما ان يسمعه مني، وكل حرف بها يحمل الكثير والكثير من معاناتنا معا.
بينما كنت شاردة بالنظر الي تقاسيم وجهه التي كنت اعشقها ، أوقف السيارة ونظر لي وابتسم ثم قال:
ـ جاهزة ؟
عانقت يده الموضوعة علي مقود السيارة بيدي وقلت:
ـ طبعا جاهزة وعمري ما كنت جاهزة قد النهاردة.
ترجل من السيارة ثم توجه الي وساعدني ؛نظرا لحالتي المزرية الان كان صعب ان افعل بمفردي.
وقفنا أمام المبني الذي أعشق تفاصيله ،وكل شيء به ،بعد أن كنت ابغضه ،وابغض الهواء الذي كنت اتنفسه به.
شردت للحظة وأنا أنظر الى النافذة التي كنت أقف بها لساعات طويلة ،وتمتمت بصوت خفيض " يا لسخرية القدر هل كان مقدر ان يحدث لي كل هذا "شعرت به يقف خلفي، و يديه تحيط بخصري وعانقني،اقترب بوجهه من أذني وقال:
ـ فاكرة اخر يوم سبتي فيه هنا ؟
ارخيت جسدي بين يديه لأميل نحو صدره وأسند رأسي عليه ،فسمعت نبضات قلبه، وشعرت بأنفاسه الدافئة الحنونة تغمر عنقي ووجهي ،وتنفست بعد كل ما مررت به معه بارتياح وقلت:
ـ لا فاكرة أول يوم جيت في انته هنا.
ضم جسدي أكثر اليه ولم يعبأ كوننا نقف بمنتصف الطريق وقال:
ـ انتي اول حاجة حلوة شافتها عيني هنا.
وضعت يدي فوق يده وقلت:
ـ انته اول حد قلبي شافه اصلا هنا.
ابتسمت بسعادة وحمدت ربي لوصولي معه الي هذا الحال ،لقد تخطيت الكثير والكثير بمساعدته ،بكيت فكفكف دموعي بلمساته وحنانه، خفت هدأ من روعي وعانقني، توترت وساءت حالتي ابتسم لي وطمئنني واخبرني انه دوما معي،
يئست شجعني وحثني علي التماسك ،أخطأت اعادني الي صوابي ، حتى عندما تعرضت للخطر فعل اجمل شيء حدث لي بحياتي .
سرحت بخيالي لأعود بذاكرتي الى اكثر من عام مضي حمل بين طياته الكثير ،
الفرح والحزن ،البكاء والصراخ ،الخوف والشوق والكره ،الموت والذل عدت الي يوم بداية كل شيء لي وله .
"نحن الان في الساعات الأولي من الصباح, الساعة تقريبا شرفت علي التاسعة أو أكثر، أود كثيرا أن ارفع رأسي والنظر الى الساعة الموضوعة علي الحائط لأعرف كم الوقت تحديدا ،
في مثل هذا اليوم في الشهر الماضي الساعة التاسعة صباحا كنت أخطو أولي خطواتي في هذه الغرفة ،لكن لن افعل أنا غاضبة جدا من هذا البندول اللعين لقد أصاب رأسي بألم شديد ، وجعل جفون عيني تنقبض لا إراديا ،
كلما سمعت ذلك الصوت المزعج {تك تك تك تك } انه يثير جنوني حقا هو يتسابق مع نبضات قلبي ولا أعلم أي منهم سيتوقف أولا.
اتساءل ماذا كان ينوي أبو السعد ابن يونس الصدفي أن يفعل بي عندما عند ما اخترع هذا اللعين ؟ هل كان ينوي إصابتي بالجنون؟ يا ليته اقتصر علي معاناتي مع هذا الصوت المزعج ،
أنا بالأصل مجنونة لا لست مجنونة أنا لست علي قيد الحياة لأصبح مجنونة . اتخذت قراري لن انظر إلي ساعة الحائط ، فأنا أخاصمها لما تفعله هي وبندولها برأسي .
نهضت بكسل عارم من فراشي ،لأتوجه إلي النافذة الشيء الوحيد الذي يجعلني أشعر بالراحة ، هذا إن كان هناك شيء يجعلني أشعر بهذا الإحساس مرة أخري ،وكعادتي وقفت بينما تأكدت أن وشاحي يغطي عنقي جيدا ،ونظرت إلي امواج البحر العاتية الغاضبة التي تشبه النيران التي تتأجج بداخل صدري؛
شعرت بالرجفة تجتاح جسدي ؛فرفعت ذراعي لتحيط بصدري ،وعانقت جسدي كما لم أجد احد يفعل لي هذا بعدها هي، كم اشتقت اليها وإلي عناقها ورائحتها الجميلة التي كنت اسحبها إلي داخل صدري لأشعر بالراحة والسعادة،
كم أود الآن أن أختبئ بين أضلعها من قسوتهم وجشعهم، باغتتني في غفلة مني عبرة وتجمعت بداخل عيني، لا هي سالت وتخلصت من عبئها وجعلتني أرتاح ،ولا توقفت عن إيلامي،
إنها كسكين حاد يوخز عيني ؛فأشعر بالألم داخل قلبي .
زاد صوت هذا البندول إزعاجا ؛فالتفت برأسي له كنت أنوي الصراخ عليه وتوبيخه بشدة ،لكن تذكرت أنا لا أتحدث ولن أفعل كما صمت وقتها سأفعل الآن ولاحقا وطوال حياتي ليكن هذا عقابي . أنا الآن أقف بمنتصف غرفتي عالمي الجديد الذي اخترته لأختبئ به من قسوتهم، لقد اكتفيت من معاشرة الحيوانات وذقت المر منهم ،وفقدت القلب الحنون ؛لذلك أفضل حل لي أن آتخذ هذه الغرفة ملجئ وملاذ لي ، عندما خطوت أول خطوة لي بهذه الغرفة ، لم أتخيل أنها ستكون محبسي المليء بالآهات والصرخات المكتومة . أتساءل لما عندما أرفع رأسي؛ لأنظر لسقف غرفتي لا أراه أبيض مسطح كما يجب أن يكون ؟
لما أراه علي شكل قبة تشبه قبب قبور الموتى؟ هل لأني لست علي قيد الحياة ؟انه في عيني اصفر اللون و متهالك، إن قرر أن يفعل بى مثل من بالخارج، سيسقط فوق رأسي ليحطمني كما فعلوا هم . هل ترون هذا الفراش الأبيض الذي يتوسط الغرفة ،المختار مكانه بعناية بحيث تداعب أشعة الشمس جفوني بمجرد استيقاظي ، وتتكرر معاناتي يوميا وأنا أحاول أن أعتاد عليها، وأقوم بتحريك جفني مرارا إلي أن أعتاد علي الضوء .
انظروا هل رأيتم هذه الملاءة البيضاء المزينة بالورود الخضراء والزهرية، وعليها وسادة وغطاء بنفس اللون؟ المفترض أني أتدثر به جيدا لأشعر بالدفء، أتساءل لما لا أفعل لما لا أشعر اشعر بالدفء إطلاقا علي مدار السبع سنوات الماضية ؟ لما لا أراه أنا بهذا الجمال أين ذهب غطائه وأين اختفت وروده هل سرقت كما سرق كل شيء جميل بحياتي ؟
أنا الآن أراه سرير فولاذي بأعمدة تكسوها طبقة بشعة من الصدأ ،وقد أخذ منه الزمن أكثر مما أعطي ، لحظة ما هذا !لما أصبح الآن فراش واثنان وخمسة وستة، لما تتزايد أعدادهم هكذا بعيني ،لما يصطفون هكذا فوق بعضهم البعض ،لما أصبحوا مثل الهموم التي تملأ صدري . هل تعلمون متى تزداد همومي ؟ إنها تزداد حين اذهب آخر اليوم لأغفو علي هذا الفراش ، ما يؤلمني هو أني أغفو بتلك الغرفة الباردة ،وعلي ذلك الفراش الذي لا أعلم كم شخص قبلي اتخذه ملاذ له ،الكثير فعل هذا أعلم، لقد ترك كل منهم عطره الذي يخنقني أثناء نومي ،آلامهم أشعر بها دائما بقلبي وروحي، حتى صرخاتهم دائما ما تؤرق نومي وأسمعها باستمرار.
تلك الخزانة البيضاء التي تقف شامخة بالقرب من المنضدة الصغيرة الموضوع عليها مزهرية وتتبدل الزهور بداخلها يوميا بزهور مقطوفة لتوها من الحديقة ،في الواقع هي مليئة بملابسي ،لكني لا أحتاج منها سوي ما يستر جسدي ، ويجعلني أشعر بالدفء ،ووشاح غامق اللون لأخفي به حقيقتي المرة . حتى أرضية غرفتي رمادية اللون التي تزيد من حالة الغرفة برودة ،أنا لا أراها بهذا اللون ،لما أراها كأرضية كهف قديم يتوسط الجبال ،عفي عليه الزمن ،وإن لم آخذ حذري سأسقط بداخل تجويف من تجاويفه وما أكثر سقطاتي أنا . هل ترون الباب الذي يحمل نفس لون طلاء الحوائط الثلاث، أنا الآن لا أعلم ما إن كان موصد من الخارج أم لا ، تتساءلون الآن لما هذا ؟حسنا سأخبركم ببساطة لأني لم أجرب فتحه طوال الشهر ومغادرة غرفتي طبعا لن أفعل أنا هنا بأمان بعيدا عن قسوتهم . مؤكد الآن تتساءلون لما أقول ثلاث حوائط وليس أربعة ،لأنهم هكذا فعلا الحائط الرابع لوح زجاجي بطول وعرض الغرفة، صمموه غالبا ليجعلونا نشعر بالسعادة ،لكنهم لم يدركون بعد أن من ينام علي هذا الفراش ،ويدخل هذه الغرفة لا تعلم له السعادة عنوان . أنا الآن أقف أعانق جسدي كما أفعل دائما ،وأنا أنظر لما وراء هذا الحائط الزجاجي الضخم ،وهل هناك أجمل من أن يقف المرء أمام نافذة زجاجية تطل علي البحر، وأسفلها حديقة مليئة بالزهور الجميلة ،والأشجار التي تفوح رائحتها "مسك الليل " لا أعلم شكلها لكن يتناثر عبيرها ليلا ويزورني بغرفتي. لكن العجيب أنا لا أري النافذة بهذا الكبر، لما أراها كوة صغيرة لا تتعدي السنتيمترات !و مليئة بالكثير من الأعمدة الحديدية الرقيقة ؛التي تزيد شعوري أني بداخل محبسي وليس غرفتي، في الواقع ليس هناك فرق بينهم ،لكن لا بأس هذه الغرفة أفضل الخيارات المتاحة لي ، وصحيح لا أغادرها منذ يومي الأول، لكني أحلق بخيالي فور نظري عبر هذه النافذة ،و لو تعلمون كم وإلي أين أعود بالسنوات لبكيتم علي حالي . أعتقد أنا أصبت بالجنون لا أري فراشي كما هو ،ولا أعلم ما إن كان باب غرفتي موصد من الخارج أم لا، ولا أهتم بملابسي سوي بوشاح عنقي فقط ،وغالبا إن استمررتم في قراءة كلماتي ستصابون حتما بالجنون مثلي . هل شعرتم يوم كما أشعر أنا الآن ،عندما نظرت الى أشعة الشمس المنبثقة عبر نافذتي، إنها دافئة جدا أشعر وكأن الشمس تدعوني لأحلق بالسماء وأذهب إليها لأشعر بالدفء تحت أشعتها .
تخيلوا عندما سقطت أنظاري علي مياه البحر؛ شعرت أنها تفتح ذراعيها لي لأحتمي بها من غدرهم .
هل أخبركم بسر في ليلة الرابع عشر من هذا الشهر، كنت أنظر الي السماء ليلا؛ فجأة شعرت أن القمر يبتسم ويهمس لي "لا تخافي أنا معك وإن تخلي عنك الجميع"لكنه كاذب مثلهم متى استمر القمر بالسطوع طوال الشهر! حتى القمر خلف وعده وتخلي عني .
كنت أود كثيرا تلبية طلباتهم والهروب إليهم، لكن كيف أفعل هذا و أنا بالأصل لست علي قيد الحياة، لكن أقسم لو كانت روحي ما زالت بجسدي؛ لفعلت لهربت وعانقت أشعة الشمس و أخذت دفئها ،وعند عودتي كنت سألقي بجسدي بين أحضان مياه البحر الزرقاء واستمعت طوال الليل الي همسات القمر الكاذبة لي .
تنهدت بضيق ثم نفضت الأفكار الجنونية هذه من داخل رأسي يكفي جنون إلي هذا الحد ،ذات الشعر المجعد ستأتي الآن وتنظر لي من أسفل نظارتها وتقول "أمل لسه عندي فيك أمل "
رفعت رأسي للأعلى؛ لألقي نظرة علي الملصق المستفز للغاية الموضوع علي الحائط، وضعته ذات الشعر المجعد لتجعلني أتحدث لكني لن أفعل، واستخدمت معني اسمي بالتركية التي تجيدها جيدا ،ويا للصدف وسخرية القدر مني حتى اسمي بالتركي يعني اوموت إن نظرنا لكتابته وليس لنطقه، غالبا أنا والموت رفقاء درب .
كانت ورقة بيضاء موضوعة علي مسافة مرتفعة من الحائط ؛كي لا أتمكن من نزعها ,كان مكتوب عليها "امل معناه اوموت هل ستكون أمل أو موت لأحلامك "
أي موت وأي عيش وأي أمل، ماتت أمل ومات أملها وسقط بين يديها في تلك الليلة الملعونة ،فقطع أملها من الحياة .
بينما كنت أنتظر الصفراء ذات الشعر المجعد كانت هي تستقبل تعيس حظ جديد
******
في الأسفل تحديدا الحديقة التي كنت أشاهدها طوال الشهر من الأعلى،
اتجهت المعالجة النفسية د . عالية أيوب ,المرأة الجميلة صاحبة الوجه البشوش، التي تبث طاقة
إيجايية لكل من ينظر إليها، علي الرغم من أني رفضت التحدث إليها إلا أني أشعر بالراحة بجانبها ،شعرها باللون الأصفر مجعد "كيرلي"وعيناها خضراء كأوراق الشجر التي تقف بجانبها ، هي طويلة القامة قليلا وقوامها إلى حد ما متناسق، ترتدي بلوزة بيضاء اللون ، مع سروال قصير من اللون الأسود ،وترتدي حذاء زو كعب عالي رفيع جدا ؛مما زادها أناقة، وضعت علي عينيها نظارتها الطبية ذات العدسات الملونة ،التي كانت لا تفارق عينيها أبدا ،الجميع يتخيلها تقو بارتدائها لضعف نظرها، لكنها كانت تفعل هذا لتنظر لداخل أعيننا، وتراقب ردود أفعالنا بدقة ،هي شارفت أن تتخطي الخمسون لكنها بنظري لم تصل للعقد الرابع من عمرها بعد ،عاشت طوال حياتها بتركيا، وعادت إلي وطنها منذ عدة سنوات لتساعد تعساء الحظ أمثالي .
كانت د.عالية تقف وتبتسم برقة وسعادة لهذا الوسيم الذي أتم بعد عدة شهور من تواجده هنا عامه الخامس والعشرون .
كان شاب بدرجة عالية من الوسامة والذكاء أيضا وقد استفدت من ذكائه كثيرا في حكايتي،بشرته تميل الى اللون الأبيض لكن أرهقها المخدر بشدة ،وعيناه رمادية اللون تسحر كل من ينظر إليها، لكنها ذبلت من السهر لليالي عدة بحثا عن الهروين ،أو بسبب النوم الطويل عندما يحصل جسده علي ما يحتاجه ،تزين وجهه لحية مهذبة بعناية تزيده وسامة ، من يراها يظن أنها نبتت لتوها ،شعره ناعم ومصفف بعناية لكنه دائما متناثر بشكل عشوائي من كثرة نعومته ،لونه بني وهو الشيء الوحيد بجسده الذي لم يترك المخدر آثره به ، طويل القامة إن قارناه بجسدي سأصبح قزمة بجانبه ، لكن جسده ظاهر عليه التعب بشدة واضح خسر الكثير من الوزن وكل هذا علمت انه بسبب المخدر بعد أن اكتشفت انه اسير للهروين.
ترجل يحي من العربة التي كانت تقله خصيصا لتتأكد من وصوله إلي وجهته المعلومة ،التي وافق علي اللجوء إليها بعد محاولات عدة باءت بالفشل للإقلاع عن الإدمان،وكانت هذه المرة سيكون مصيرها كالمرات السابقة لولا تواجدنا معا كان يحي يرتدي سروال من الجينز باللون الأزرق الفاتح ، مع قميص باللون الأبيض، وحذاء رياضي بنفس لون القميص أيضا من ماركة "activ "وساعة يد سوداء من ماركة "rolex" كان سائقه يسير خلفه ويجر حقيبة سفره المليئة بالملابس من اغلي وأشهر الماركات العالمية،نعم يحي طالما يهتم بمظهره، كانت جدته خديجة تحدثت مع د. عالية وتعرفت عليها سابقا ؛لذلك فور رؤيته لها ابتسم بشفتيه المرتجفة من تأثير تملك المخدر من جسده،لكن هذا لم يدم طويلا ، دار يحي بأنظاره حول المكان بعينه التي كانت تحيطها هالة شديدة السواد أسود من الليالي التي عشتها أنا و هو هنا.
اقتربت منه وقالت وهي تبتسم له :
_يحي فؤاد الباشا وأخيرا اقتنعت وشرفتنا .
بادلها الابتسام وقال بسخرية:
ـ اقتنعت لما فضلت في العناية المركزة يومين وضغطي عالي مش راضي يتظبط .
مدت يدها لتصافحه فقالت قاصدة ممازحته:
ـ لما تبقي انته مظبوط ضغطك حيتظبط .
قال بعد أن دبت القشعريرة بجسده ،ولم يعلم السبب هل من برودة الجو،أم بسبب قلقه مما سيعيشه بهذا المكان لا تتعجبوا من هذا المسافة بيننا قصيرة ،كما اني اكتسبت مهارة ملاحظة ادق التفاصيل بسبب مراقبتي الدائمة لكل من حولي :
ـ أنا جيتلك أهو اظبطيني أنا وضغطي .
ربتت بيدها علي ظهره بحنان وقالت :
ـ إن شاء الله متقلقش, أنا معاك للآخر حتخرج من هنا يحي تانى خالص ,اتفضل علي فوق علشان ترتاح في وضتك
اعتدل يحي في وقفته لكي يتحرك بجانبها لكن لفت نظره وجودي بنافذة غرفتي، شيء ما جذبه لي ،وازداد خفقان قلبه وغالبا ارتفع ضغط دمه تأثرا بطول شعري الأسود اخبرني ذات ليلة بكل هذا بينما كنا نجلس علي الشاطئ ، لم يعلم حينها السبب في هذا هل ما أصابه كان بسبب وقفتي الغير المعهودة، أم لسبب ما غير معلوم كشفه لي لاحقا ، لاحظت د.عالية شروده فنظرت نحو الاتجاه الذي كان ينظر إليه فابتسمت وقالت وهي تشير له بيدها :
_ دي اوموت تعالي ومتشغلش بالك بيها .
حدق بها يحي بعدم فهم وتمتم لذاته :
ـ اوموت مين دي ايه ده ؟ هو في كده ايه الشعر ده !
كان من السهل علي يحي
أن يري تفاصل وجهي ،المبني هنا مكون من طابقين فقط ،يطل علي حديقة كبيرة ومزروعة بعناية ،ومليئة بالطاولات والمقاعد، تطل علي شاطئ البحر بمنطقة العجمي بمحافظة الإسكندرية.
تحرك يحي من خلفها ووصل إلي المبنى الذي سيقيم به وعند مروره الي الداخل ؛سقطت أنظاره علي لافتة كبيرة جدا موضوعة بحيث يتمكن كل من يدخل المكان من رؤيتها ، الغريب في الأمر ليس اللافتة، وإنما ما هو مكتوب عليها لقد كان مكتوب
"مرحبا بك في مركز د.عالية أيوب للصحة النفسية وعلاج الإدمان ،إن كنت تأتي وتنوي الإقامة معنا مرحبا بك بالتأكيد ستتغير حياتك في هذه اللحظة ،أما إن كنت زائر لأحد أفراد عائلتنا أنصحك أرحل بسرعة نحن نتمسك بكل زوارنا ،ونكتشف بهم ما لا يعلموه عن أنفسهم بعد "
*********************
جميع فصول رواية حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون (الأخير)
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون (الأخير)
*********************
إلي هنا تنتهى مقدمة حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابع من هنا أيضاً: جميع حلقات رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا