مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة رحاب إبراهيم علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل السادس والثلاثون من رواية وحوش لا تعشق رحاب إبراهيم.
رواية وحوش لا تعشق رحاب إبراهيم - الفصل السادس والثلاثون
تابع الجزء الأول من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
رواية وحوش لا تعشق رحاب إبراهيم - الفصل السادس والثلاثون
صعدت ليالي مباشرة إلى غرفة ابنتها مريم بعد أن اخبرتها كريمة بصعودها منذ دقائق ليست ببعيدة ....فصعدت ولحقها عمر بالأعلى ....
دلفت ليالي للغرفة ووقفت تتأمل مريم الذي كان شحوب وجهها موضع ذهول لليالي وهي من ظنت عكس ذلك فقالت بخفوف عندما لمحت دموعها :-
_ مريم !!
رفعت مريم رأسها بصدمة وهي من تمنت أن ترتمي بين ذراعي أمها الآن لكي تحتمي بأمانها من هذا الحزن الذي يسفك دماء قلبها بلا رحمة ...ظنت أنها تحلم ريثما نظرت لها وتأكدت أن وجودها حقيقة لا شك فيه ...هبت واقفة وبقدر سرعتها ذهبت اليها واجهشت ببكاء عاصف وقالت :-
_ انا مش مصدقة انك جيتي يا ماما .... يارب ما اكنش بحلم
ربتت ليالي على كتفيها بحنان ثم دلفت لداخل الغرفة وقالت بقلق :-
_ لا يا روحي انا هنا ...بس قوليلي بتعيطي كدا ليه ؟!
قطع الحديث وجود عمر فرمقهم بقلق ثم تحدث بتساءل :-
_ في ايه ؟!
نظرت مريم لأباها بألم حتى اقترب منها عمر ومرر يده على شعرها بحنو أبوي وتابع :-
_ مالك يا مريم بتعيطي كدا ليه ؟! .....انتي شوفتي اللي حصل في الجنينة ؟!
رغم تعجب من نهاية السؤال ولكن هزت رأسها نفيا وقالت مشيرة للاجندة بيدها وقالت :-
_ لأ ما شوفتش حاجة ، أقرأ الاجندة دي كدا واتأكد أن ده خط آدم ....
تطلعت ليالي بتوتر وقالت :-
_ فيها ايه الاجندة وخط ايه ؟!
أخذ عمر منها الاجندة وبدأ يفحصها بعيناه حتى صدم
________________________صلّ على الحبيب
وبعد آخر ضيف ذهب صعد آدم سريعا للأعلى ولم يجد ابواه في غرفتهم فذهب لغرفته سريعا .....
دلف ليجد أزواج من العيون تحملق فيه بحدة وما ظنه ما حدث ولكن ظن أنه يخص شقيقه فهد فقال معاتبا :-
_ أمي ، انا زعلان منك جدا انتي عمرك ما كنتي كدا ، بس بردو مقدر موقفك وهعذرك بس ارجوكي اديني فرصة افهمك بهدوء ..... واللي هقوله ده مش تهديد مني لكن لو فهد ما رجعش هو ومراته للڤيلا انا همشي ومريم كمان هتيجي معايا احنا اتفقنا على كدا ...مش هنسيب فهد
وقال بتساءل ليثبت صدق حديثه :-
_ صح يا مريم ؟
كاد عمر أن يجيب بغضب ولكنه صمت وهو يرى ابنته تنهض ببطء ودموعها التي لم تتوقف حتى وقفت أمام آدم مباشرة واجابت وهي تضع بيده دبلة وخاتم زواجهم :-
_ طلقني
جحظت عين آدم بذهول وكأن الزمن توقف عند كلمتها هذه بصدى يتردد داخل آذناه بترنيمة مرعبة ....غمغم بصدمة :-
_ بتقولي ..ايه ؟!
بلعت ريقها المر بصعوبة وكلمتها تشق قلبها قبل أن تخرج من شفتيها فكررت :-
_ طلقني ..... أنت مش رديت الجميل واتجوزتني .... وجيت على نفسك وانت بتحب واحدة تانية عشان ترد الجميل لأهلي ....دلوقتي بس فهمت ... فهمت اد ايه كنت ابتلاء في حياتك ....فهمت أنت شايفين أزاي يا آدم ....
شهقت ببكاء ثم قالت :-
_ انا وجودي في البيت ده من يوم ما اتولدت كان مصدر حزن للجميع ... ماكنتش حاسة اد ايه انا عبئ عليكم كلكم ... بابا وماما وافقوا على جوازي منك بسبب عرجي وأن محدش هيستحملني غيرك .....وانت وافقت عشان ترد الجميل .... وفهد كان دايما بيجي عليا عشانك ...وتيته ماتت يوم ما اتولدت كمان ..... انا ما كرهتش نفسي اد النهاردة ..
انتفضت ليالي من البكاء الصامت ونهضت سريعا وقالت معترضة :-
_ لا يا مريم ده انتي روحي ... الهواء اللي بتنفسه ..اوعي تقولي كدا تاني
تحرك عمر بغضب لم يشعر به منذ سنوات وأخذ ابنته لصدره بضمة قوية تبث لها الآمان والمحبة وقال :-
_ ما اسمعش منك الكلام ده تاني ، انا ما حبتش حد في حياتي ادك انتي ...
ونظر لآدم بعنف وقال :-
_ انا امنتك عليها بس ما صونتش الامانة ...أول مرة يا آدم اصدق أنك طالع لأبوك هشام
صعق آدم واختلجت عيناه عبرات لم تنزف بعد حتى قال بصدمة :-
_ انا مش فاهم حاجة !!
أخذت ليالي الاجندة وأشارت له بها وقالت :-
_ مش ده خطك وده كلامك ....انا عارفة خطك كويس أوي ما تحاولش تنكر .... انا ممكن اسكتلك على أي حاجة إلا مريم ...
ضيق نظرته بألم وهو يستمع أو بالاصح يشعر بمرارة قسوتهم حتى أخذ الاجندة واتسعت عيناه بذهول .... بحث عنها كثيرا ظنا منه انها بمكتبه ولم يجدها فكيف أتت إلى هنا !! ...... راقبت مريم نظراته وتأملت منه الدفاع ..أن يقل لا .....أن يستند بحبه لها ولكنه لم يفعل فقالت متساءلة :-
_ انت اللي كتبت الكلام ده صح ؟
بلع غصة بحلقه ولعن كذبه ذلك اليوم الذي ادى به لتلك العاصفة فقال بصدق :-
_ اه
ابرح رده قلبها ضربا حتى عادت لصدر ابيها وكأنها تحتمي من قسوة زوجه بحنان ابيها ......
الصمت حل بمحل الحديث حتى تبين ذنبه أمامهم فهتف عمر بصرامة وحدة لم يعدها آدم منه :-
_ طلق بنتي ....وده اقل شيء اقدر ارجعلها بيه كرامتها ، بنتي لا هي قليلة ولا كانت بدل تربيتي فيك عشان تفكر ترد الجميل بيها ..... لو كان عندي شك ١٪ أنك بتفكر كدا عمري ما كنت هسمحلك تتجوزها وزي ما جوزتهالك هطلقها منك .....
رد آدم بقوة وقد بدأ الغضب يتأكله من هذا الظلم :-
_ لا مش هطلقها ، مريم مراتي وهتفضل مراتي
ضيق عمر عيناه بشراسة وقد بدأت ليالي تقلق حقا من غضبه حتى جذبته من يداه عندما ترك مريم واتجه لادم بنظرة عنيفة وقالت :-
_ لا يا عمر ، ان كان هو ما صانش الامانة مانعملش زيه احنا ....
فهم آدم بمرارة مقصد ليالي ولأول مرة تفر الدموع من عيناه وقال بألم وحزن شديد :-
_ ربنا عالم انا صونت الامانة ولا لأ ، ربنا عالم بكل اللي جوايا .... كنت عارف أن اليوم ده هيجي ، اللي هتحسسوني فيه أني يتيم ...ماكنتش عايز اتعشم بحنيتكوا عليا ..... الكلام ده انا كتبته فعلا ...كتبته قبل الجواز لأني كنت خايف عليها مني .....انا لا بحب واحدة تانية ولا أي حاجة .....كنت ناوي اسيبلها الجواب ده قبل الجواز عشان تبقى حجة مقنعة ونسيب بعض لكن ده مش حقيقة ....ومع ذلك نسيت كل حاجة وسيبت كل حاجة وجيت ..انا حتى نسيت انا كتبت ايه وجيت لأني ما قدرتش ابعد عنها ....... محدش عارف انا عشت ازاي طول السنين اللي فاتت دي وانا حاسس أني ابن حرام .... أني دمي حرام ..... وجع غرقان فيه لسنين ومحدش حاسس بيا ..هل كان سهل عليا وانا طفل عنده ١١ سنة أن يعرف انه ابن حرام ...وأن اللي كبر معاهم على انهم اهله ماطلعوش كدا ..... ماكنتش عايزاها معايا وانا موجوع لأني هوجعها .... بس خلاص طالما دي رغبتكوا
كانت مريم تنتفض من الالم لأجله ومنه حتى قالت ليالي بضيق ودموع :-
_ عقلك صورلك ان محدش حاسس بيك !!، بس أنت اللي ماكنتش حاسس بيا وانا بنام دموعي على خدي كل ما تروح تزور امل اختي ... ماحستش بعمر اللي كان بيتحجج قبلها انه مشغول عشان يجي متأخر وما يشوفاكش وأنت في الحالة دي ..... ماحستش بالنار اللي جوانا من يوم مع عملت حاجز بينا وبعدت برغبتك ....انا عمري ما حسيت أنك مش ابني ..... انت غصب عنك ابني اللي قلبي حس بيه وهو لسه ما شافش الدنيا وامل حامل فيك .... انا اللي ربيت وكبرت وسهرت ، انا اللي حاربت الدنيا كلها واولهم عمر عشانك انت ..... انت ازاي ما حستش أني ساعات كنت بغير من أمل وقلبي بيبقى قايد نار وانت شايل صورتها أزاااي ...... وبعد ده كله بتقول بنحسس بيتمك !!
تابعت بانهيار :-
_ يوم ما اموت هتعرف معنى اليتم الحقيقي يا آدم
وساعتها بدل ما هتبكي على قبر واحد هيبقى اتنين ....
وكأنه عاد طفل يبكي بصمت لتعنيف والدته .. بكى ...بعين ترسل الدموع بملامح جامدة صامته ......
وخرج من الغرفة قبل أن ينهار أكثر من ذلك ......
______________________________سبحان الله وبحمده
وقفت سيارة فهد أمام المبنى الذي يحتوى شقته ولم يترجل منها فقط ظل صامتا للحظات حتى ربتت فاطمة على كتفه بعد أن التزمت الصمت أثناء الطريق حتى لا تثير اعصابه أكثر من ذلك ...قالت بحنان :-
_ سوء فهم وهيتصلح ما تقلقش ...
نظر لها بنظرة عميقة ثم خرج من السيارة بعصبية وخرجت خلفه تترقبه بقلق .....
دلف للشقة بنظرات تائهة وكأن ما حدث كابوس ليس إلا ..وقفت فاطمة وقد رسمت ابتسامة بسيطة تظاهرت بها حتى تبث له الهدوء :-
_ احضرلك العشا ؟ ، انت ما اكلتش في الحفلة دادة كريمة قالتلي
أغلق فهد الباب وحاوط كتفيها بأسف وقال :-
_ انا اسف يا فاطمة على اللي سمعتيه ، بس ده
قاطعته فاطمة بمرح لم تشعر به ولكن تظاهرت بمجريات حتى لا تقلقه :-
_ من غير بس ...ما تكملش يا فهد انا مش زعلانة وفاهمة ومقدرة اللي حصل ...أن كنت زعلانة ..فزعلانة أنك مكشر كدا ....
تابعت بقفزة مرحة :-
_ انا عارفة ايه اللي هيعدل مزاجك ، هروح اعملك كيكة ،نص ساعة وتكون جاهزة ....
ذهبت دون أن تسمع اجابته المعترضة وحقا أراد الاختلاء بنفسه بعض الوقت فأغلق هاتفه الخاص ورفع سماعة الهاتف الأرضي أيضا ......
ثم جلس على أحد المقاعد أمام شاشة التلفاز وشرد بحزن فيما حدث ......
لم تبدل ملابسها بل دلفت الى المطبخ وبدأت تعد الحلوى ودمع سائلة على وجنتيها حتى اصبحت عيناها بلون الدماء دون أن تشعر ..... ومر الوقت عليها وهي على هذه الحالة حتى انتهت ووضعت الحلوى بطبقها لتبرد ثم اسرعت لتبدل ملابسها التي عكرها مسحوق الدقيق الأبيض ...
**************
تاه بالفكر كثيرا حتى تفاجئ وهي تجلس بجانبه مبتسمة وقد بدأت تطعمه قائلة بمرح:-
_ حبيبي من خمس حروف يبقى هتاكل خمس قطع ...يلا أول حرف ح
قربت الحلوى من فمه لينظر اليها متفحصا عيناها الحمراء من البكاء ثم وضع خصلة متمرد خلف اذناها بحنان وقال :-
_ طب مش لما تبطلي عياط الأول يا فاطمة
فهمت أنه لاحظ الدموع بمقلتيها المنتفخة من البكاء فقالت بألم اعترف بملامحها :-
_ انا فعلا كنت بعيط يا فهد بس مش عشاني ...عشانك انت .... ماكنتش حابة تتحط في الموقف ده بسببي ... والدتك معذورة في اللي عملته وانا ما زعلتش منها ومش عايزاك انت كمان تزعل منها ، لما تهدى وتفهم اللي حصل هتسامحك وكله والله هيبقى تمام وهفكرك .....لو كنت غالية عندك فك بقى 😊
اجابها بتسلية ونظرة عاشقة :-
_ ماعييش فكة 😂
اتسعت ابتسامتها وقالت وهي تطعمه مجددا :-
_ هتاكل بقى الكيكة ولا اخدها واكلها لوحدي 😃
رد سريعا :-
_ لو تقدري اعمليها وهتشوفي
قالت بمحبة وهي تطعمه :-
_ لأ ما تهونش عليا انا هأكلك بنفسي ......
تذوق فهد الحلوى بتلذذ ثم قال :-
_ تسلم ايدك يا فاطمة .... جميلة زيك
ابتسمت له بخجل ثم قالت ما أرادت التحدث به وحرصت أن تقتني الوقت المناسب :-
_ امبارح بعد ما رجعت من الكلية اتصلت بأمي اطمن عليها على الرقم بتاع دار جدي لكن محدش رد عليا .....انا نفسي اشوف امي يا فهد وحشتني أوووي ...... وخايفة يكون حد من عمامي زعلها بحاجة لأن اخر مرة كلمتها كانوا مصرين انهم يشوفوك ......
جعد فهد حاجبيه بتعجب وقال :-
_ ليه ؟
ارتبكت فاطمة وقالت :-
_ احنا صعايدة يا فهد وانت عارف ظروف جوازنا كانت عاملة ازاي ....واهلي في البلد ما اتعزاموش وده عندنا عيبة كبيرة عشان كدا طلبوا انهم يشوفوك ويتأكدواا من كلام امي .....
ردد فهد كلمتها الاخيرة بذهول :-
_ يتأكدوا !! ، هما شاكين انك اتجوزتي ولا ايه ؟!
هزت رأسها نفيا وقالت بنبرة راجية :-
_ مش بالضبط ، بس ده تفكيرهم .... عشان كدا لو بس تيجي معايا كام يوم هناك و
نهض فهد واجاب بحدة :-
_ قومي جهزي نفسك يا فاطمة وحضري شنطتنا ، انا لا يمكن اسمح أن حد يظن فيكي كدا وانا على وش الدنيا
نهضت مبتسمة وقد اصابت الهدف ..قالت وهي تنظر لعيناه بعمق :-
_ اللي تتسند على راجل زيك عمرها ما تقع ابدا .... تعرف أني ساعات بحس أنك حسين فهمي وانا زوزو بجد 😇
رفع حاجبيه بتعجب ثم اتسعت ابتسامته وقال :-
_ يخربيت ده فيلم اللي كل مخك كدا 😂 كنتي ماشية كويس ايه اللي جاب زوزو دلوقتي 😒
ابتسمت بمكر وقالت :-
_ احنا هنسافر بكرا صح ؟
اجاب بتاكيد وتعجب :-
_ اه
هتفت بضحكة :-
_ طب خلي باااالك من بطووووط 😂💃
ركض خلفها بضحكة على وجهه حتى دلفت للغرفة واغلقت الباب ثم قالت بمرح :-
_ خلاااااص ما تتعصبش هخلي بالي نفسي 😝😂 عنيف أوي انت 😂😄
جلس والضحكة تملأ وجهه ثم قال بخفوت :-
_ مجنونة ....بس بموت فيها 💝
( ايه يا فهد 😓😧💔 انا روبا 😭😭)
__________________________سبحان الله وبحمده
ربتت ليالي على ابنتها التي بالكاد غفت أو تظاهرت بذلك حتى تنفرد بالصمت وتفكر جيدا بما قاله ...هناك شيء يكذبه وشيء آخر يصدقه بشدة .... ويقف عمر أمام الشرفة مواليا ظهره لهم بشرود وصمت .....
نهضت ليالي واتجهت اليه بخطوات بطيئة حتى لا تزعج ابنتها وقالت له بهمس :-
_ ارتاح شوية يا عمر مش معقول هتفضل واقف كدا طول الليل !! احنا راجعين من سفر ....
اجاب بعد برهة وقد اوضحت نبرته أنه يتألم بحزن عميق كعادته وقال :-بقلم رحاب إبراهيم
_ ارتاح ! ، ارتاح أزاي وولادي كلكم قلبهم مكسور
بلعت ليالي غصة بحلقها وقالت وهي تنظر لمريم بقلق :-
_ طب تعالى لأوضتنا نتكلم عشان انا ما صدقت أن مريم نامت شوية ...
جذبته من يده بلطف حتى خرجوا سويا من الغرفة لتعلن مريم يقظتها وبدأت بنوبة جديدة من البكاء ثم قالت بصوتٍ متهدج من الحزن والألم :-
_ مش عارفة اصدقك ولا اكدبك انت وجعتني أوي ، وجرحتني كتير .... ومش معقول ندى هتكتبلك الكلام ده صدفة ! .....مش معقول
دفنت رأسها بالوسادة حتى تكتم شهقاتها المتتابعة واعلن القلب الحداد ....
___________________لا حول ولا قوة إلا بالله
منذ أن خرج من الڤيلا وهو يقود بشكل عشوائي في الطريق .... وهل إذا انحرف المسار عن اتجاهه سيجد الاستقامة ؟!! .... وقف بسيارته أمام احد الفنادق الشهيرة وحجز غرفة به .....
دلف لغرفة الفندق بعد قضاء دقائق في الحجز ثم خلع حلته البيضاء وكرافته المحكم بضيق ثم تمدد على الفراش بعينان حمراء من الدمع والخذلان ....لماذا عندما يكاد يقترب من سعادته تبعد عنه اميالا وكأنها تقسم على جراحها ؟!!!
الصمت سيد الموقف على الجميع ولا احد رحب بالحديث بعد تلك المواجهة ......
*****************
جلست ليالي أمام عمر بحزن وقالت :-
_ هون على نفسك يا عمر ، احنا ما قصرناش في حاجة من ناحيته .... صعبانة عليا مريم أوووي وهموت عشانها
تنهد عمر بحزن شديد قد اشتعل بداخله منذ ساعات وقال :-
_ انا صعبان عليا كل حاجة ....سنين عمري كل اللي قضتيها وانا فاكر انه بدأ ينسى ، لما وافقت على جوازه من بنتي وهو لسه من جواه ما نسيش وما ارتاحش ....هو شايل فوق طاقته وانا عذره لكن بنتي ذنبها ااايه ... انا متأكد انه ما بيحبش واحدة تانية على فكرة ...
تعجبت ليالي وقالت :-
_ هو بنفسه اعترف ومكدبش .....ومش مقتنعة أنه كتب كدا لمجرد أنه يلاقي حجة يهرب بيها من الجوازة لأنه هو اللي ااقدم لمريم بنفسه محدش جبره !!
نظر عمر لها وقال بصدق :-
_ الغلط اللي انا عملته في حقهم هما الاتنين أني وافقت على قراره ....هو بيحبها بس آدم ما نساش اللي فات ومش بسهولة كدا ينساه ... ومش عارفة يتعايش معاه ...مش لاقي نفسه ...انا خليت بنتي تستحمل وضع اكبر من سنها وفهمها وطلبت منها تصبر وتستحمل ......مش هما اللي غلطوا انا اللي غلطت في حقهم .... انتي لو تعرفي انا من جوايا عامل أزاي لما شوفت دموع ولادي التلاته في ساعة واحدة هصعب عليكي ......
هزت رأسها نفيا وقالت :-
_ بس فهد هو اللي غلط في حقنا مش العكس ....
انا عارفة أني قسيت عليه بس .... كان نفسي افرح بيه واشوفك عريس جنب عروسته وافرح معاه ....لو كان استنى لما نرجع وقالنا ماكنتش هعترض والله العظيم لكن ده حرمني من فرحتي اللي مستنياها طول عمري ....وكمان متجوز عرفي .....أنس قالنا كدا لما كلمنا
احتدت نظرة عمر وهتف :-
_ لا ماكنش ينفع نسمع من الغريب وما نسمعش من ابننا ، انا حاولت اهديكي لكن أنتي ماكنتيش شايفة حاجة قدامك غير فهد ومراته ..... وعايز اقولك حاجة عن البنت دي وده اللي خلاني ما اظنش فيها شيء وحش ....
فاكرة لما جت في فرح مريم ..... ماكنش بسبب انها اختارت فستان الخطوبة لمريم وخلاص ...
انتاب ليالي القلق وقالت :-
_ اومال بسبب ايه ؟
قال لها عمر ما حدث ذلك اليوم عندما دافعت عنها فاطمة وابرحت ذلك المتحرش ضربا وهي لا تعرف عنها شيء
اتسعت عين ليالي برجفة وهتفت :-
_ مريم حصلها كدا ؟! ..... وفاطمة عملت كدا !!
اكد عمر ذلك وتابع :-
_ ما خليتش مريم تقولك ساعتها عشان الموقف عدى بخير وكانت هتقلق وخلاص ، لكن البنت دي دافعت عن مريم وهي ما تعرفهاش اصلا ...ولما عرضت عليها مقابل رفضت وزعلت لدرجة انها خلتني احس بالذنب .....اظن لو هي انسانة مش كويسة كان ممكن تقبل الفرصة دي بكل سهولة ، ولما مريم قابلتها بعد كدا وهي بتشتري فستان الخطوبة عزمتها ......
قطبت ليالي حاجبيها بضيق ولم تجد كلمات تجيب بها حتى قال عمر :-
_ انا عارف ان ماكنش قصدك انك تقسي عليه لكن غلطتي لما ما سمعتيهوش ......
وضعت يدها على فمها ببكاء ثم قالت :-
_ ولادي بيضيعوا من حضني يا عمر ...ولو حد فيهم بعد عني انا هموووت
جذبها الى صدره وقال مطمئنا :-
_ ما تقلقيش يا حبيبتي ، انا هتصرف وارجعهملك تاني ، وعلى فكرة هما مش هيقدرو يبعدوا اصلا وهيجولك بنفسهم .....
مسحت دموعها ثم بدأت تردد بعض الادعية التي تعودت عليها حتى تهدأ......
قبل رأسها وقال :-
_ هنتلم تاني كلنا في بيت واحد ...اوعدك بكدا بس اللي اقول عليه تنفذيه بالحرف ...
هزت رأسها سريعا بالموافقة حتى ابتسم لها بحنان ...
____________________________استغفروا الله
في صباح اليوم التالي ........
حجز فهد تذاكر على القطار السريع ثم جلس ومعه فاطمة بالمقاعد المحجوزة داخل القطار .......
تنفست الصعداء حتى القت رأسها على كتفه لينظر لها ببسمة حانية وحاوط كتفيها بيده بلمسة دافئة وقال :-
_ لو عايزة تنامي ...نامي ...انا عارف أنك صاحية من بدري
ابتسمت بمرح وقالت :-
_ هنام ويارب احلم بيك
مرر يده على وجهها بعشق وقال :-
_ مش مكفيكي الحقيقة عايزة كمان في الحلم !! ....أنتي طماعة يا فاطمة
اجابت وقد رفعت عيناها ونظرت له مبتسمة :-
_ ولا هيكفيني حقيقة ولا حتى حلم ولا هكتفي ....واه طماعة بقى .....الطمع في الحب عشق ....وانا بعشقك
نظر حوله بترقب وقال :-
_ نامي يا فاطمة نامي ...الله يخربيتك احنا في القطر مش في جنينة وبنشرب لمون 😂
شاركته مرحه بابتسامة واسعة غمرته عشقا على عشقه ولم تعلم تلك الفاطمة ......أن كل ما تشعر به يشعر اضعافه
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والثلاثون من رواية وحوش لا تعشق رحاب إبراهيمتابع من هنا: جميع فصول رواية وحوش لا تعشق بقلم رحاب ابراهيم
تابع من هنا: جميع فصول رواية ليالي بقلم رحاب ابراهيم
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
اقرأ أيضا: رواية قصر البارون بقلم دينا السيد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا