مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة الهام رفعت علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل التاسع والثلاثون من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1).
رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1) - الفصل التاسع والثلاثون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1) - الفصل التاسع والثلاثون
تعمد فيهم زين تجـاهل الحديــث مع نور ، الأمر الذي لم تتفهمه حتي الآن ، ولكنه ظل مرابطا لغرفتهـا رغم قلـه حديثهم ، لعدم إختلاطها بذلك الأبله مـالك ، خاصه تودده لها الذي بات يزعجه ، وما يسكنه قليلا انه بمدرسه مغايره ، فقد دحره ما ابتغاه في الماضي لإبعـاده عنها ، وأعتزمت نور الإلتزام فيهم بدراستها خاصه مع قروب أختبارات منتصف العـام ، والتهاءها بتحديد مستقبلها هو شاغلها الأكبر ، ولم تنفر كثيرا من قله تعمده البعد عنها ، لكونه بجانبها في غرفه واحده وبالأصح في فراش واحد ......
وفيهم تحاشت ميرا قدر المستطـاع الخروج بصحبه وليد ، فدائما ما يثير جلستهم باستفزازه المعتـاد ،ومحادثاته الهاتفيه معها التي يتوعد لها فيها وتجبر نفسها علي التروي لعله يتغير فيما بعد ، ورسمت سعادتها أمام والدتها رغم أستهجانها لتلك العلاقه مجهوله المستقبل ، وما يطمأنها حب حماها لها وأهتمامـه لأسرتهــا ، وتركــت حاضرها يرسمه القـدر ...
وفيهم أيضــا تعاقد حسـام ومريــم علي أتمام عقد قرانهــم بعد إلحاحـه المستمــر لها ، وأضطرت للموافقه لحبها له رغم بعض العوارض التي تمـر في فتــره خطوبتهـم ، وتكهنت انها من الطبيعـي حدوثهـا ، وأهتمامه بهـا وبما تشتهيـه في بيتهـم الذي يسعي مجاهـدا ليتوافق مع مستــواها ، ما جعلهـا تقصي الأفكار الوخيمه من ذهنها وتنعـم بحاضر نقي .....
في صباح أحدي الأيام...
هبطت سلمي الدرج ذاهبه لعملها مبكـرا علي غير عادتها ، ففي تلك الفتره عاونها والدها علي تحديث مركزهـا الخاص بالنادي بأفضل المعدات الحديثـه كليا ، وألزمت نفسها علي إستلامها بنفسها والتوثيق علي أوراقها فرحه بتطـوير مركزها وبلوغـه لمستوي أرقي ، الذي طالما حلمـت به ، وقفت في ردهه الفيلا ممسكه بهاتفها تطالع تلك الرسائل بحين وصول الشحنه من الخارج ، وهمت بالخروج ولكن أستوقفتها عزيزه :
- صبـاح الخير يا بنتي ...أنتي مش هتفطري
رد سلمي بنبره متعجله :
- لا ..بعــدين هبقي أفطر يا داده ...أصلي مستعجله قوي وفيه ناس مستنيني..
ثم تركتها وخرجت لتستقل سيارتها ذاهبه الي مقر عملها داخل النادي .......
____________
أضحي أمير مواظبا في الفتره الماضيه علي ممارسه تدريباته الرياضيه داخل النادي ، وأستيقظ مبكرا كما أعتاد ، وتجهز كليا مستعدا للذهاب ثم دلف خارج غرفته وجد والدته ترتشف القهوه واقترب منها قائلا :
- صباح الخيــر يا ماما.
رد بابتسامه محببه : صباح الخير يا ابني ، تابعت بمعني :
- رايح النادي برضه زي كل يوم .
أجابه بتأكيـد : أيوه يا مـاما ، اردف بتساؤل :
- معتـز لسه نايم .
أومأت برأسها مجيبه اياه :
- أيوه نايم ، تابعت بحزن خفيف :
- زي ما انت عارف ...الفتره اللي فاتت دي حاله مش عاجبني ...ودايما سرحان .
مــط شفتيه متفهمـا وتنهد بعمق قائلا :
- خلاص يا ماما هانت .، ثم وجه بصره لساعه يده وأستطرد حديثه لها وهو يهم بالخروج :
- انا لازم أمشـي بقي يا ماما علشان متأخرش .
طالعته بابتسامه متمنيه ودعت بـ :
- روح يا ابني ...ربنا يوفقك ان شـاء الله انت وأخوك ...ومافيش حاجـه تفرق بينكم يــارب .
________________________
عجلت نور في جمع متعلقاتهــا داخل حقيبتهــا المدرسيه ، ثم تفقدت محتوياتها علي عجاله لتهم بالخروج قبل استيقاظه من نومه ، وأضحت تفيق مبكرا محجمه الإلتقـاء به خاصه بعدما تجاهلها وتعمد إهانتهـا ، وغدا ابراهيـم هو من يقلها مبكرا ثم يعود مره آخري ، فتحت الباب بهدوء وأوصدته خلفها بحـذر حتي لا يشعر بها ، وما ان خرجت حتي فتح عينيه متنهدا بقوه لما وصلت به حالتهـم ، فبيده تركها وسمح للآخرين التسلل داخل حياته كأنهم شيئا موروث فيها ، ثم نهض من علي الفراش ليتطلع عليها كما يفعل في الفتره السالفه ، توجه زين لشرفه غرفتهم ناظرا بحـذر منها عليها ..
في الأسفل قابلتها عزيزه ممسكه بعلبه الطعـام خاصتها قائله وهي تعطيها إياهـا :
- السندوتشات بتاعتك يا بنتي ...لسه عملاهم دلوقتـي .
أخذتهم نور من يدها وتسائلت :
- عم ابراهيـم صحي
ردت مؤكـده : صحي من بدري ومستنيكي تحت .
حركت رأسها ودلفت للخارج وجدته بالفعل منتظرها وأقتربت منه وحدثته غامزا بعينيها :
- صباح الخير يا هيما.....ايه الحلاوه دي
رد ابراهيم بنبره مضحكه :
- كول يا بيبي كول
ضحكت نور بصوت عالي قائله :
- تعجبني .......انا كده أخاف علي نفسي منك .
ابراهيم بضحك :
- حرام عليكي خليتيني أهطل علي آخر العمر
تابعها زين من شرفه غرفتهم مبتسما علي طريقتها العفويه ، وضحكاتها وطريقه حديثها التي أشتاق إليها ومزاحها المتواصل معه ، ولام نفسه علي فكره بعده عنها ، مقنعا نفسه انه أختار لها الأفضل....
______________________
أتسعت أبتسامتهــا فور رؤيه المعدات الحديثه تدخل المركز وحدقت فيها بإعجاب شديد ، ووقفت متتبعه دخولها متحفزه للمستوي المرموق الذي ستعلـو به وهتفت محدثه العمال بفرحه :
- براحه شويه وانتوا بتنزلوها ، ليحصلها حاجه .
عامل مـا : حاضر يا ست هانم ...بنزلها براحه ...أطمني انتي بس.
عبست بوجهها قائله :
- أطمن ايه بس ...شيل كويس الأول ...انت عارف الجهاز دا بـ ..لم تكمل جملتها حتي أختل توازن العامل بالفعل وكاد ان يسقط الجهاز عليها ، وشهقت بصوت عالي وتجمدت مكانها تلقائيا .
رآها أمير من بعيد وتعمد ألا يعيرها أهتمام ، ولكنه لاحظ ثياب هذا العامل عالقه بالسياره وسوف تعيق نزوله من عليها ، فركض نحوهم وصاح محــذرا :
- حـــاسب
ونجح أمير في الوصــول اليها وسحبها من الخلف من كلتا ذراعيها ، وبعدها سريعا ولم تبالي هي بما كان سيحدث لها فشاغلها الأكبر رؤيه الجهاز محطمـا أمامها وصاحت بــذعر:
- الجهــاز
ولكن أستطاع العامـل الآخر من التقاف الجهاز وانقاذه من الإرتطام بالأرضيه ، وتنفست هي الصعــداء غير واعيه للواقف خلفهـا ومازالا ممسكا بها ، وتنفست بارتياج وسرعان ما عبست بملامحها متذكره ما حدث واستدارت لا اراديا للخلف فوجدته أمامها وأردفـت :
- أنـــت .
أجابها بابتسامه هادئــه :
- ايوه ...انا آسف ...بس كان لازم ألحقك قبل الجهاز ما يقع عليكـي .
تنحنحت بخجل واسرعت في الابتعاد عنه وهندمت ملابسها قائله بإمتنــان :
- متشكـره قوي ....مش عارفه كان ممكن يحصلي ايه لو ملحقتنيش ..
انتهزها امير فرصه له وحاول أيضا الإعتذار منها قائلا :
- انا اللي متشكر قوي علي تنازلك عن القضيه ..وبعتذرلك عن قله ادبي معاكي .....أرجوكي سامحيني
أعجبت سلمي بأسلوبه المهذب معها والذي لم تسنح لها الفرصه من قبل لرؤيته جيدا وأردفت بمعني :
- انا اللي آسفه ...انا اللي زودتها معاك شويه .
امير بابتسامه : عادي محصلش حاجه ..المهم دلوقتي انك كويسه وبخير
رد ممتنــه : البركه فيك .
تنحنحا قائلا بتوتــر : طيب أستأذن أنا .
أومأت برأسها وأشارت بيدها قائله :
- آه طبعا أتفضل .
ذهب هو وتتبعته بعينيها حتي ابتعد واردفت في نفسهــا :
- قد ايه انا متسرعه ...دا طلع ذوق قــوي ..
_________________
مرت علي صديقتها لتصطحبها معها وسط تذمـر الأخيره من التبكير في الذهاب للمدرسـه وأردفت وهي تتثائب :
- أنا مش عارفه ايه موضوع بدري ده ...دا الباص مكنش بيجي بدري كده .
نـور بتهكــم : هنرجع للكلام بتاع كل يوم ده
سـاره بتأفف : انتي تزعلي معاه ..وانا اللي اتبهدل كده .
نور بضيق شديد : أوووف عليكي وعلي دمك التقيل ده ..مش الصديــق وقت الضيق برضه ...ولا هو كلام وخلاص .
أحست ساره بمدي ضيق صديقتها واردفت مازحا وهي تدغدغها :
- عندي أغلي منك يا نانو يا جميل .
نور بسخط : ناس مبتجيش غير بالسك....
_______________
في شركه فاضل ...
وصل زين مكتبه وأرتمي علي المقعــد بملامح حزينه ، فقد نبتت لحيته قليلا وأصبح مهملا بعض الشئ مستنكرا توتر العلاقه بينهم لهـذا الحد .
ثم أستند برأسه علي مقعـده ناظرا أمامه بأعين مجفله في علاقته القادمه معها واردف معترضــا :
- انا بحبهـا ....وهي كمان بتحبنــي ...دايما تقولي بحبك ....وأكيد هتختــار تبقي معايا علي طــول
صمتت قليلا ثم تابع بحســـره :
- ما يمكـن علشان دايما بتلاقيني جمبها .
تنهد بقوه وفرك رأسه من كثره التفكير المتربص بها ، وقطع خلوته طرق الباب وولوج السكرتيره :
- فاضل بيه طـالب يشوف حضرتك يا فندم .
رد بتساؤل : مقالش عاوزني في ايــه .
السكرتيره نافيه :
- مقالش يا فندم ...طلب مني ابلغ حضرتك بكده بس .
زين بتنهيــده : اوكيه يا سمر ...روحي انتي علي شغلك وانا هروحله دلوقتـي ....
_________________
وضعت أمام ابنتها بعض الملابس الجديده والمناسبه لزواجهــا الوشيك واردفت بنبره فرحـه :
- تعالي يا ميـرا أتفرجي ...المصممه جيبالك حاجات حلوه قوي .
أقتربت منها ميــرا وعلي وجهها ابتسامه زائفه موهمه إياها بانها تختار وأخذت تقلب فبي الملابس غير مكترثه بهيئتها فقالت ثريا :
- خدي دا يا ميرا ...هيبقي حلو عليكي قوي .
أمسكته ميرا واردفت باعجاب زائف :
- آه يا ماما ...فعلا حلــو قوي .
ثريا غامزه بعينيها : عيزاكي تلبس كده وتغريـه .
أدعت ميــرا الخجل قائله :
- خلاص يا مــاما متكسفينيش .
ثم اختارت لها والدتها العديد من الملابس وسعاده جليه علي هيئتهـا ، وهو ما يهون عليهــا الأمر الذي ستقترفــه في حق نفسهــا .
_________________
ولـج زين مكتب والده وأشار له الأخيــر بأن يجلس وأطاعه زين وجلس بهـدوء ، ونظر اليه والده متعجبـا من هيئته التي تغيرت عن ذي قبل وهم قائلا :
- زين انت الفتره اللي فاتت دي حالك مش عاجبني ، وتسهر وترجع متأخــر ، حتي نور مبقتش توصلها زي الأول ، ممكن أعرف ايه اللي غيركوا مره واحده كده .
برر زين ما يحدث مختلقـا عذرا مقنعـا :
- عادي يا بابا ...هي بس بتذاكر علشان أمتحاناتها قربت ...وبتخرج بدري .
حرك فاضل راسه بعدم تصديق قائلا :
- حتي لو ده السبب ..مش كافي علي اللي بشوفه بعنيا ، تابع بمعني :
- معاملتك ليها وكلامها معاك فيـن ....انا بقالي شهرين ملاحظ انكوا حتي مبتقولوش لبعض صباح الخيــر حتـي
توتر زين ولم يجد سببا يجيبه به وادرك فاضل حدوث شيئا ما قائلا بنبره متفهمـه :
- زين ..نور لسه صغيره ...وفيك تأثر عليها ....وهي لو زعلتك في حاجه ..فهي لسه صغيره ومتعرفش ايه اللي يزعل الراجل ....قربها منك يا زين ...أحسن ما تبعد عنك وده اللي مش هسمح انه يحصل أبدا .
رد بجمود : حاضـر يا بابا .
استأنف فاضل بمعني :
- انا عارف انها عنيده ...أستحملها شويه ، وهي حنينه وبكلمه واحـده منك ليها ..مش هتشوف غيرك قدامهــا .
زين بثبات :
- حاضر يا بابا
فاضل بسخط :
- حاضر يا بابا ...يعني هتعمل اللي قولتلك عليه
زين بنفاذ صبر :
- خلاص يا بابا ...قولت هشوف الموضوع ده .
فاضل بجديــه : زين أعمل اللي بقولك عليه ، مش هسمح لنور تروح لحد غيــرك
فاض به الكيل ونهض من مقعــده قائلا :
- أنا عندي شغل يا بابا ...تسمحلي امشي
نظر فاضل اليه واردف بقله حيله :
- روح يا زين ...وأعمل اللي انت عاوزه .
تركه زين متجهم الهيئه وقابل صديقه في الخارج ، الذي تعجب من تغيره هو الآخر وحدثه :
- صباح الخيـر يا زين .
رد بهدوء زائف : صباح النـور
حسـام بحذر : انت كويس ...شكلك مش عاجبني ، استأنف بتساؤل :
- وليه نور بتيجي لساره بدري ويروحوا المدرسه ..انتوا متخانقين
زين بجمود : حاجه زي كده .
نظر اليه حسام بتعجب وأردف ساخرا ومستنكرا ما يراه :
- حته عيله مش عارف تأثر عليها ، تابع مستهزءا :
- فين زين اللي مجريهم وراه
زين بضيق :
- ايه يا حسام ..انت هتشبه نور بالمقرفين دول
حسام مبررا : لا يا زين مش قصدي ...انا اقصد انها صغيره و...
قاطعه زين بعصبيه :
-يوووه صغيره ..صغيره ..انا زهقت من الكلمه دي وحفظتها
ثم تركه وذهب من امامه قبل ان ينفعل أكثر وتتبعه حسام بتعجب قائلا :
- شكلك وقعت يا زين
________________________
هاتف أمير أخيه بضروره حضوره للنادي للترفيه قليلا والتنفيس عن حالته ووافق الاخير وانه سينتظره بالكافتيريا الخاصه بالنادي.
ولجت سلمي النادي لتطلب مشروبا لها ، فوجدته جالس وابتسم لها ثم أشار بيده لها وتفهمت مقصده وتقدمت نحوه بخطوات رزينه ، وأقتربت قائله :
- شوفتك مرتين النهارده
أمير بابتسامه ذات مغزي : دا من حسن حظي
ابتسمت بخجل وتابع هو مشيرا بيده :
- هبقي مبسوط قوي لو قعدتي معايا
اومات رأسها بموافقه وجلست معه وتابع هو :
- مكنتش اعرف انك مؤدبه كده...انا بعتذرلك مره تانيه علي قله ادبي .
ردت بخجل : خلاص بقي ننسي الموضوع ده ...انا مبقتش افكر فيه .
بعد وقت وصل معتز لكافتيريا النادي وجاب المكان ببصره باحثا عن أخيه ، وسقطت عيناه عليه فوجده يتحدث مع فتاه ما وحين تمعن النظر أعتلت الدهشه ملامحه ، فما حدث بينهم ليس بالهين ، وتعجب من الأحاديث بأنسيابيه بينهم ...
_____________________
عاد من عمله منهكا ولم يستطع أكمال يومه ، ولج زين المرحاض ليغتسل عله يفيق مما هو فيه ، ويقوم بتهذيب لحيته التي نبتت الي حد ما معلنه مدي أكتئابه .
وجه بصره للمرآه ناظرا لنفسه وكاد ان يهذب لحيته ولكنه أقصي الفكره جانبا غير راغبا في ذلك ، بل وبالأخص محبطا ..
وتفاجا بها تدخل المرحاض وشهقت بخفه غير متوقعه وصوله في وقت مبكر علي غير العاده .
وجه زين بصره نحوها وقرر ترك المرحاض لها ولكنها وقفت قبالته فاصبح صدره يعلو ويهبط من قربها المباغت له ورفعت يده مملسه علي ذقنه بكف يدها قائله :
- شيلها ...مش عجباني
ازدرد ريقه وازاح يدها بهدوء وقرر تركها قبل ان ينهار امامها وأكمل طريقه للخارج ولكنها اوقفت بجمله غير متوقعه :
- مهما بعدت عني هترجعلي
تجمد زين مكانه غير مستوعبا ما تفوهت به، وزادت صدمته حين أكملت :
- فاكرني صغيره ومش عارفه انت عاوز مني ايه .
وجدته مازال موليها ظهره ولكنها أقتربت منه من الخلف وعلي ثغرها ابتسامه خبيثه وهمست في أذنه :
- بس انا هجننك يا زين .
ثم دفعت بقوه من ظهره واغلقت الباب سريعا خلفها وتسارعت انفاسها وكتمت ابتسامتها لحديثها معه بتلك الجراءه الغير معهوده منها ، وانتوت له لتخليه عنها وتفضيل هؤلاء الفتيات الحمقي عليها وهتفت بمغزي :
- فاكرني هسمحلك تقربلي وانت بتعرف غيري ، تابعت بخبث :
- بس الفتره اللي فاتت ظبطك
وقف زين بهيئته المصدومه ولم يحرك ساكنا مدهوشا مما هتفت به ، ومن لعبها به، ثم استدار ناظرا للباب من خلفه وتوعد لها وقرر ان يأخذ حقه منها ..
________________________
أشار له أمير بيده قائلا :
- معتز
تقدم منهم معتز بهدوء يعكس ما بداخله ، ووجه بصره اليها ونهضت سلمي ومدت يدها لتصافحه واردفت بابتسامه هادئه :
- اهلا يا معتز
رد بابتسامه باهته : اهلا يا سلمي. ...أخبارك ايه
امير بمغزي : ايه رأيك في المفاجئه دي ...تلاقيك مش مصدق ان أحنا أتصالحنا.
معتز بابتسامه مصطنعه : طيب الحمد لله ، تابع مستفهما :
- وأتصالحتوا ازاي بقا
اجابه امير وهو يتطلع علي سلمي بنظراته التي ازعجت معتز واردف :
- الحقيقه مكنتش أعرف ان الأنسه سلمي بالأدب ده ، ابتسمت سلمي بخجل فاستطرد حديثه :
- وهي تقبلت أعتذاري منها
ابتلع معتز ريقه وأشتعلت الغيره بداخله وكادت ان تنفجر ولكنه تماسك مجرد مدح اخيه في شخصها امامه ، ثم وجه بصره اليها، وجدها تبتسم له كمن بينهم شيئا ما ، ثم تنهد بضيق ، وانتبه لحديث أخيه :
- تشرب ايه يا معتز................
------------------------
مرت الأيام الماضيه بهدوء حيث جاءت أمتحانات منتصف العام ، وأصبحن الفتيات في غايه الإستعداد لها ، وانهمكت نور في دراستها طامحه في النجاح ، ولم تترك المجال بأن ينشغل تفكيرها بغيره ، ومرت أيام الإمتحانات بسلام وفي أخر يوم في أختبارتهن ، هتفت ساره بسعاده :
- الحمد لله يا رب ...الإمتحان مافيش أسهل منه
جلست نور بجانبها وتنهدت بارتياح قائله :
- الحمد لله ...انا كنت خايفه قوي ...بس عدا علي خير
انضمت لهن الفتيات وجلسن هن الأخريات واستانفت نور بفرحه:
- كده بقي نحضر الحفله وأحنا مرتاحين ...انكل فاضل ربنا يخليه ليا ...خلي الحفله بعد الإمتحانات.
ساره بضيق :
- مش زي أبيه حسام ...كان مستعجل قوي
نور بمعني : خلاص مش حصل اللي احنا عوزينه وامتحانا وخلصنا.
ملك بسعاده :
- ايه رأيكم نروح نشتري لبس جديد
ساره بإقتناع :
- ايوه ياريت...خلينا نروح النهارده
هند بموافقه : وانا موافقه ...النهارده أحسن
نور بصريخ : واووو...يلا نروح علشان نلحق
_____________________
أمسكت فستان ما بيدها ورفعته عاليا ونظرت له بإعجاب واردفت بانبهار:
- واووو يا مريم ....الفستان يجنن....ذوقك حلو قوي
مريم بابتسامه فرحه : حلو مش كده .
سلمي غامزه : يجنن يا مضروبه .
"كان الفستان من اللون الذهبي الطويل ، ذو اكمام طويله وفتحه صدر دائريه واسعه الي حد ما ابرزت جمال عنقها ، وضيق من الخصر ومنسدل للأسفل بإتساع واصلا لأطراف أقدامها"..
اردفت مريم بسعاده جليه :
- انا مبسوطه قوي .....مش مصدقه اني هتجوز .
أحتضنتها سلمي بحنان قائله بتمني :
- يا حبيبتي يا مريم ....يارب تبقي مبسوطه كده علي طول .
ضمتها مريم اليها قائله :
: وانتي يا كمان سلمي ...يارب أشوفك مع ابن الحلال
سلمي بتنهيده : ربنا يسهل
____________________
جلست تطالع الفستان المعلق امامها بنظرات زائغه فقد حان الوقت لحياه لم تعرف خباياها ، وزوج سيكون ملازما لها بطبعه الذي تبغضه ، ولكنها بثت في قلبها القوه متهيأه لمعاملته الوخيمه معها وسوف تستغل حماها في تأديبه كما وعدها من قبل ، واجبرت نفسها علي رسم السعاده علي وجهها من اجل والدتها .
وضعت ثريا يدها علي كتفها فادارت ميرا راسها نحوها منتبهه لها واردفت ثريا بمعني :
- عجبك .
ميرا بتردد : ايوه يا ماما حلو قوي
جلست بجانبها وهتفت بارتياح :
- الحمد لله اني هفرح بيكي ....وجه الوقت ده خلاص
جاهدت ميرا لرسم أبتسامه فرحه قائله :
- وانا كمان مبسوطه قوي يا ماما ....مش مصدقه اني خلاص هتجوز .
ضمتها ثريا من كتفها وربطت عليه قائله :
- ربنا يسعدك يا بنتي ....انا كده اطمنت عليكي .
______________________
ولج كرم مكتب زميله معتز فوجده جالسا علي مقعده وشاردا غير منتبها لما يحدث حوله ، فتعجب منه وصاح مناديا :
- معتز
انتفض معتز قائلا بإضطراب :
- ايه يا ابني ..براحه شويه .....حد يدخل كده
كرم بمرح : اللي واخد عقلك يا ميزو
اخرج تنهيده عميقه ورد بقله حيله :
- ما فيش حاجه .
ضيق كرم عينيه نحوه واردف بخبث :
- يبقي ما فيش غيره .
وجه معتز بصره اليه وتسائل : هو ايه ده
كرم غامزا بعينه : هيكون مين يعني ...الحب اللي مدوخ الناس
معتز بدهشه : ليه باين عليا قوي كده .
كرم بخبث : يبقي هو ....ودي مين بقي اللي مجننه الباشا.
ابتسم معتز له وأشاح بوجهه قائلا بتمني :
- ان شاء الله هتكون ليا........
_____________________
ذهبن الفتيات الي احد المولات لشراء ما يلزمهن ، وانتهين تقريبا وأردفت نور بتعب :
- مش خلاص بقي اشتريتوا لبسكم ....انا عايزه جزمه كعب عالي.
هند بحسد : ايوه طبعا فساتينك بتيجي لحد عندك
ساره بضيق : خلاص بقي يا هند ، تابعت محدثه نور :
- ليه يا نانو ..ما انتي عندك
نور بتافف : عايزه كعب عالي قوي ...حابه البسه .
ملك بإجهاد : طيب يلا نروح نجيب الجزم ...علشان انا جعانه قوي
ساره بسخط : طول عمرك جعانه ..ايه الجديد.
انطلقن الفتيات لشراء ما هو لازم وفجاه تسمرت نور مكانها ، فقد وجدت زوج ابنه عمتها ومعه فتاه ما واردفت في نفسها:
- آه هو وليد ....بس مين اللي معاه دي
تعجبت ساره منها وسحبتها من يدها قائله :
- واقفه كده ليه يا نانو هنتأخر...دا وقت هتقفي فيه.
ذهبت معها وهي مسلطه بصرها عليه لمعرفه ما علاقته بتلك الفتاه التي تتدلل عليه .....
جلس وليد بصحبه تلك الفتاه علي آحدي الطاولات وتدللت عليه الفتاه بحزن طفولي مصطنع :
- خلاص هتتجوز وتسيبني
وليد بنفي : مين قال كده ، تابع بمغزي :
- دا انا حتي عايزك معايا في شهر العسل
ريم بفرحه : بجد يا وليد هتاخدني معاك ...انا بحبك قوي
وليد وهو يربط علي كف يدها :
- حبيبتي يا ريمو ...وانا مقدرش استغني عنك .
ريم بدلال : يعني اجهز نفسي لشهر العسل .
وليد بخبث : جهزي يا قلبي ...خلينا نروقلنا يومين .
_______________________________
في يوم العرس......
اعجب فاضل بالمجهود المضني الذي بذله أبنه لذلك اليوم ، واردف وهو يملس علي كتفه :
- برافو عليك يا زين ....دايما مشرفني .
زين بابتسامه مبررا مجهوده :
- دول اخواتي يا بابا ....هتعب لمين يعني
تفحص فاضل هيئته قائلا بإعجاب :
- طول عمرك حلو يا مضروب ، تابع غامزا :
- لا وشلت الدقن ...دا ايه التغير ده
ضحك زين بشده : ولا تغير ولا حاجه ...انا بس طالعلك يا بابا.
فاضل بنبره هادئه :
- حبيبي يا زين ....انت ابني الوحيد والغالي علي قلبي ، تابع بضيق :
- بس لو تسيبك من البنات اللي تعرفهم دول ....انت مكنتش كده ايه اللي غيرك كده ، تابع بمعني :
- من وقت ما اتجوزت نور وانت كده
لوي زين ثغره للجانب بابتسامه ساخره ، مؤكدا انها من دفعته لذلك بسبب جهلها الزائف وما أكتشفه مؤخرا من لعبها عليه كل هذه الفتره وما فعلته مؤخرا معه ....
____________________
ارتدي ميرا فستانها ونظرت ثريا لها قائله باعجاب :
- قمر يا ميرا ...احلي عروسه يا بنتي ، تابعت بنبره حزينه لفرحتها الزائده :
- النهارده هيبقالك بيتك وهيبقي عندك أسره ...انا حاسه اني بحلم ...كبرتي خلاص وبقيتي عروسه .
أبتسمت لها ميرا ولكن ذهنها بعالم آخر غير مكترثه بأحاديثهم من حولها ، ولكنها تركت القادم بما سيمنحه لها وأخرجت تنهيده قويه فشاغلها الأكبر ما هو آت.....
في غرفه مريم ...
جثت سلمي علي ركبتيها امام اختها واخذت ترفع فستانها للأعلي ، فشهقت مريم متعجبه منها واردفت متسائله :
- ايه يا بنتي بتعملي ايه
سلمي وهي مازالت ترفع فستانها ومريم تمنعها :
- أسكتي يا مريم سيبيني
حركت راسها بعدم فهم وسألتها :
- أسيبك ....هتعملي ايه يا مجنونه .
سلمي بغمزه : هقرصك في رقبتك يا مريوم
ضحكت مريم عليها واردفت :
- يا مجنونه ....انتي بتصدقي الكلام ده برضه ..
انتهت سلمي مما هو مطلوب فعله ونهضت قائله بإنشراح :
- الحاجات دي مبروكه قوي .
مريم بضحك : هبله قوي .
ولجت نور للداخل مرتديه فستانها الأسود الحريري ، محددا لجسدها بطريقه ملفته مغريه ، عاري الأكتفاف وبدون فتحه صدر ، وتسريحه شعرها المنسقه وذلك الكعب العالي التي تعمدت إرتداءه تلك الليله ..
تجمدت انظار مريم وسلمي عليه ، فتقدمت نور منهم متسائله بتعجب :
- مالكوا ...واقفين كده ليه .
سلمي وهي تحرك رأسها بعدم تصديق :
- انتي مين .
تفهمت نور مقصدها ونظرت لنفسها بإعجاب وهتفت وهي تتغنج بجسدها :
- ايه رأيكوا فيا ....عجبتكم .
حدجتها مريم بضيق زائف واردفت مشيره عليها بإصبعها :
- خبوا البت دي ...لحد الفرح ما يخلص .
سلمي بضحك وهي تنظر اليها بإعجاب :
- حلاوتك يا قمر ....هتغطي علي الكل النهارده......
___________________
نهض فايز من مقعده متزمرا ، فقد حضر الجميع والمأذون أيضا ولم يتبقي سوا أبنه الذي لم يصل حتي الآن ، أضطربت اعضاءه من افعاله الجهوله وأخذ يتوعد له ، ثم ادار بصره في المكان باحثا عن شخص ما ، وجده فايز فأشار بيده ان يأتي وهرول الآخير اليه واردف فايز بلهفه :
- روح شوفلي الزفت وليد فين بسرعه ....متسبش مكان غير لما تدور فيه ....سامعني يا جابر .
جابر بنبره خشنه : أطمن يا بيه ...أعتبره وصل
فايز بضيق شديد : بسرعه يا جابر
هرع جابر لإتمام مهمته في البحث عنه ، وأغتاظ فايز من أفعال ابنه المشينه التي دائما ما تثير حنقه ، واردف بوعيد :
- يا تري انت فين دلوقتي ....آه لو عملت حاجه ومجتش ...يومك هيبقي اسود ......
قاطعه فاضل قائلا :
- يلا يا فايز ...هنكتب كتاب مريم وحسام ، تابع بمعني :
- ميرا ووليد متجوزين ..فمافيش داعي للعطله
فايز بموافقه :
- عندك حق ...هما دخله بس
فاضل بابتسامه : طيب يلا علشان تشهد علي العقد .
ذهب معه فايز وهو يدعو الله ان يأتي ابنه عاجلا .
_______________
ضجرت ثريا من كثره الإنتظار ، فلم يأتي زوج أبنتها بعد ، ولكنها انتظرت حين انتهاء عقد القران حتي تسنح لها الفرصه للحديث مع حمي ابنتها .
علمت ميرا هي الآخري بعدم حضوره ، وأنقبض قلبها فهو يتعمد فعل ذلك معها ، وظلت تفرك يدها في توتر شديد ، اذا تخلي عنها في يوم عرسها ، واغمضت عينيها محاوله تهدأه نفسها ..
دخلت عليها ثريا ورأتها بحالتها تلك ، ولكنها رسمت علي وجهها ابتسامه زائفه وأقتربت قائله :
- العريس اتأخر شويه ، عادي بتحصل كتير ، تلاقي حاجه مهمه أخرته .
ابتسمت ميرا بسخريه واردفت بسخط :
- عنده ايه اهم من يوم فرحه يا ماما .
زمت شفتيها فهي محقه في حديثها وأختلقت عذرا آخر :
- يمكن حاجه وحشه قابلته ....هو دا قصدي
اشاحت ميرا بوجهها بعيدا مستنكره تماما ما تفوهت به ولم تعلق.
________________
وجدها واقفه بمفردها فتوجه اليها علي الفور ، أبتسمت داخليا عندما وجدته يقترب منها، مستشعره مدي تأثير كلماتها عليه ،
أقترب زين منها ووقف بجانبها والتصق بها ، نظرت له بطرف عينيها وعلي ثغرها أبتسامه ثقه ، فأدار رأسه نحوها وتفحص هيئتها بنظرات غير مفهمومه نيتها ، فرفعت هي حاجبيها وزمت شفتيها مدعيه التفكير ، وبحركه منها خبطت بكف يدها علي بطنه ، وهمست بدلال لتأديبه عما يفعله معها :
- بتحلم ....اللي بتفكر فيه مش هيحصل .
ثم تركته مغتاظا منها ، واردف بأنفاس مضطربه :
- مش هسيبك الليله ....وهتشوفي.....
_______________
في احدي الشقق...
أستيقظ من نومه بتقاعس ، وحاول النهوض ، ثم ادار رأسه للنائمه بجواره وحدجها بتأفف ، ووجه بصره لساعه الحائط وجدها العاشره ، حاول وليد أستيعاب الوقت ، وتذكر عرسه ونهض سريعا من علي الفراش مهرولا حوله لأرتداء ملابسه ، وازدرد ريقه واردف بصدمه :
- يا نهار اسود ....يا تري عاملين ايه دلوقتي ..............
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والثلاثون من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع حلقات رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا