مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل السادس عشر من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد، في هذه الحكاية العديد من الأحداث حيث جمعت بين الامل والموت فكان الامل اسمها والموت قاتله ،زهقت روحها على يد أقرب المقربين اليها وخسرت اغلي ما تملك ،بكت ظلما فقررت الانتقام علي الرغم من صغر سنها وفعلت وعاشت بعدها ذليلة .
.
.
تابعونا لقراءة جميع أجزاء حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد |
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد - الفصل السادس عشر
كنت اجلس علي السرير واحني جسدي واثني قدمي و اعانقهم بيدي واضع ذقني علي ركبتي بينما انظر للفراغ امامي ، لا اري شيء او اسمع شيء لاحظت وقوف احدهم بالقرب مني فرفعت وجهي للأعلى لأكتشف انها د.عالية، خفضت وجهي مرة اخري فجلست بجانبي ومررت يدها علي يدي المعانقة لقدمي وقالت:
_ "مالك يا أمل ما كنتي اتحسنتي ...رجعتي قافلة علي نفسك ليه ؟بقالي ايام مش قادرة اكسر الحاجز الي بنتيه بينا ".
لم انبس ببنت شفة، فقط استمررت بالنظر الي الفراغ امامي فقالت:
_" لما وجوده كان بيفرق معاكي كده كنتي بتبعدي عنه ليه"!
رفعت رأسي وحدقت بها رافضة ما تفوهت به فتابعت:
_" لو كذبتي علي العالم كله مش هتعرفي تكذبي عليا.. عنيكي بقت فضحاكي وافعالك كمان... من يوم ما مشي ولا بتنزلي تحت ولا بتقفي في الشباك وبقيتي منطوية زي زمان" .
كفكفت دموعي بيدي وقلت محذرة اياها:
_" متخلقيش حاجات مش موجودة اصلا... ايه علاقة يحي بيا ؟ انا تعبانة شوية الفترة دي مش اكتر".
ابتسمت بتهكم وقالت:
_" وهو انا جبت سيرة يحي! مين قالك اني بتكلم عنه"؟
اردت وضع يدي حول عنقها وخنقها ،لقد اوقعتني بفخ ذكائها كالعادة ، لذلك افضل شيء افعله الان هو الهروب منها فقلت:
_" بعد اذنك محتاجة انام شوية".
كنت سأستلقي لكنها جذبتني من ذراعي ونظرت لي بحنان وقالت:
_" متهربيش... اتكلمي خلاص مبقتيش ضعيفة ومش عيب علي فكرة ده زميلك هنا طبيعي تزعلي انه خرج".
هبطت دمعة من عيني وقررت البوح بما بداخلي فقلت:
_"من وقت ما مشي وانا خايفة اوي حاسة اني لوحدي ".
مدت ذراعيها وقلصت المسافة بيننا وعانقتني وقالت:
_ "متخافيش انا جمبك ...وبعدين هو هيجي 3 ايام في الاسبوع ...ومسيرك انتي تخرجي زيه".
ابتعدت عنها وقلت متحدثة بنبرة شبيهة الي نبرة الاطفال:
_"انا مش همشي من هنا".
_ "هتفضلي هنا طول العمر ولاايه" ؟
اومأت برأسي علامة علي الموافقة فقالت:
_ "لا هتخرجي وتكوني حياة جميلة من جديد ...هتكملي تعليمك وهتقابلي الي يشاركك حياتك ويقف جمبك .."مش هتفضلي طول عمرك لوحدك.
اخر ما قالته لم يروق لي البتة ابتعدت عنها وقلت بنبرة غاضبة :
_"محدش هيشاركني حياتي ...انا لوحدي وهفضل لوحدي".
ابتسمت ثم قالت :
_" انتي من كام يوم مكنتيش لوحدك ...كان في حد بيقف هنا بالساعات تقدري تفسر ده بايه"؟
ثم اشارت نحو النافذة فقلت مدافعة عن ذاتي:
_" عادي من قبل ما ييجي وانا بقف كده".
_" بس عمرك ما اتكلمتي غير معاه هو من بين زمايلك ؟؟؟عمرك ما ابتسمتي غير ليه ..كتير خرج منهرتيش غير بعد خروجه هو... امل فوقي انا كنت بشوفكم بالليل اه مش بتتكلموا بس عيونكم بتقول كتير" .
حركت رأسي يمينا ويسارا نافية ما تقوله فتابعت:
_" ليه عاوزة تظلمي نفسك ..يحي فرصة جميلة و جاتلك علشان تعيشي حياتك... ليه عاوزة تضيعيها "؟
وضعت يدي علي وجهي لأتوارى خلفهم، وقلت بينما علمت دموعي طريقها:
_ "متجيبيش سيرته ...مش عاوزة اتكلم عنه ... مت حياة ايه الي عاوزاني اعيشها بس"!
شعرت بيدها فوق يدي فجذبتها من أعلي وجهي، لتنظر لي وعينيها ممتلئة بالدموع وقالت:
_" انتي ممتيش لسه في عز شبابك ..قومي بصي في المراية شوفي الجمال الي انتي دافناه جوه البكي والحزن ...وبقولك تاني علاجك مش بإيدي انا ..علاجك بإيد ربنا وبعدين انتي ويحي... انتي قادرة تتخطي ازمتك بس افتحي باب قلبك" .
نهضت ثم قبلت جبيني، وتوجهت الي الخارج ،وتركتني احترق بحديثها ،في حيرة من امري هل استسلم لمشاعري الدفينة بصدري منذ مجيئه الي هنا ،ام اتمسك بمخاوفي واطرد كل ما قالته وافكر به من عقلي ، انهمرت الدموع علي وجهي اكثر لكن تذكرت وجهه وابتسامته فابتسمت انا الاخرى ، نهضت ثم توجهت الي المرآه وتفحصت ملامحي وهيئتي،كانت هناك هالة بسيطة من السواد عادت مرة اخري تتكون حول عيني، التقطت الفرشاة وبدأت بتمشيط شعري، ثم نظرت الي ملابسي اكتشفت انها لا تشبه ملابس رفيقات سني مطلقا ،دائما ارتدي المنامات القطنية المرسوم عليها الشخصيات الكرتونية،، وهناك وشاح اخفي به عنقي.... وجهي بائس كحياتي ،عن اي جمال تتحدث !شعرت بالاختناق كنت اود الذهاب الي النافذة واستنشاق الهواء والنظر الي امواج البحر، لكن تذكرت اني لن اري يحي بنافذته فعدت الي فراشي .
في منزل خالي محمود
كانت زوجة خالي تبحث بعصبية بين الاوراق التي يضعها خالي بإحدى ادراج مكتبه، لاحظت عبير هذا فاتجهت نحو الغرفة ووقفت تسترق النظر اليها فلاحظت عبثها بالأوراق فدخلت وقالت:
_" بدوري علي حاجة ياماما"؟
رفعت وجهها لتنظر اليها بغضب ثم قالت وهي تبعثر الاوراق:
_"فين عنوان مستشفي المجانين الي فيها مقصوفة الرقبة دي" ؟
اقتربت منها عبير وقالت:
_ "عاوزاه ليه يا ماما بس"؟
_ "عاوزاه انا حرة ايه هتستجوبيني"؟
قلصت عبير المسافة بينهم وقالت:
_"ياماما امل ملهاش ذنب في الي بابا عمله" .
لكمتها والدتها علي صدرها وقالت:
_"ليها ولا ملهاش. فين كروت الزفتة المستشفي والا قسم بالله هخليكي تحصليها" ؟
هبطت دمعة من عين عبير فكفكفتها وقالت:
_ "بابا شال الورق كلها امبارح".
ثم دارت بجسدها وتحركت لترحل مسرعة من الغرفة، وهي تبكي حزنا من معاملة والدتها الجافة معها.
واظب يحي علي الذهاب الي النادي الرياضي وممارسة التمارين الرياضية ،مع تناول الغذاء الصحي، وبعد كل البعد عن اصدقائه القدامى ، فقط يقضي كل وقته بين الرياضة والجلوس بالمنزل.
كان يجلس يتناول الطعام رفقة جدته وكوبر الذي لم يفارق يحي لحظة منذ رحيله عنا ،كانت جدته ترتدي اسدال صلاة ، اما يحي كان يرتدي تي شيرت باللون الجنزاري، واسفله بنطلون باللون الاسود مع حذاء رياضي باللون الاسود ،قال مداعبا جدته:
_ "علي اساس ان النهاردة الجمعة بقي وكده يا ديجا لابسة الاسدال "
مررت يدها برفق وحنان علي ذراعه وقالت:
_" هخلص فطار واقري سورة الكهف وادعيلك يا قلب ديجاعشان كده مغيرتش "
نهض وهو يبتسم اليها وقال:
_" ادعيلي ربنا يحققلي منايا ".
رفعت كف يدها ونظرت للسقف قائلة :
_" ربنا ينولك مرادك يا ابني" .
تحرك ليذهب فقالت:
_ "علي فين" ؟
ابتسم وقد اصبح يشبه في سعادته الطفل الذي يذهب لشراء لعبته المفضلة:
_"النهاردة الجمعة رايح اقعد شوية مع اصحابي في المركز" .
اومأت له برأسها وقالت:
_"تروح وتيجي بالسلامة".
في المركز
استيقظت اليوم نشيطة وقمت بالاستحمام، وارتديت فستان باللون الابيض به دوائر باللون الاسود طويل وفضفاض ،مع حذاء صيفي باللون الاسود، ووشاح بنفس اللون جمعت شعري علي شكل كعكة مبعثرة نظرت الي المرآه لاحظت شحوب وجهي؛ فزفرت بضيق هذا شيء لا يمكن فعل شيء لأجله، لم اضع اي من مساحيق التجميل بحياتي، لذلك مضطرة ان اخرج الي الناس بعين الباندا هذه ،سمعت عدة طرقات علي الباب وكان الطارق د.عالية التي ابتسمت فور دخولها وقالت:
_" الله ايه الجمال ده" !
فركت كفي يدي ببعضهم البعض ونظرت الي الاسفل بخجل فقالت:
_ "وبنتكسف كمان مانتي طول الاسبوع بتتعاملي معايا علي انك حنفي.. والله كنت فقد الامل فيكي".
رفعت وجهي وقلت بنبرة طفولية معاتبة اياها:
_ "انا حنفي" !
فلصت المسافة بيننا وقالت:
_" ايوة ببجامات ميكي وكيتي الي بتلبسيهم دول ..وشعرك المنكوش... ده انتي فتحي مش حنفي".
ابتسمت رغما عني فقالت:
_" هتجنني كل الموجودين" .
حدقت بي وتابعت:
_" بس قوليلي الشياكة دي كلها ليه"؟
حدقت بها ببلاهة وعلمت انها تكشف ما افكر به وقلت:
_"ها، لا عادي اصل احنا يعني في الصيف وكده".
اومأت برأسها وقالت :
_ "اه مانا فاهمة يلا احسن الصيف مستني تحت من بدري".
تظاهرت باللامبالاه وعدم الفهم ،ومشيت معها متوجهين الي الاسفل و انا اعلم ان الربيع المبهج ينتظرني بالأسفل وليس الصيف الحار المزعج.
كنت اسير بجانبها وقلبي يكاد يخرج من مكانه من فرط التوتر، منذ رحيله لم اراه لا استطيع القول باني اشتقت له، لكن حقا اشتقت لوجوده للشعور بالأمان بجانبه هنا، لابتسامته، للحديث معه ،حتى العبرات المتجمعة دوما بعينه افتقدتها ،لا استطيع البوح لأحد بكل هذا لكن ان لم افكر بالأمر سأختنق.
اقتربنا منهم كان يجلس مع سامر وكلبه معه كالعادة ،بمجرد رؤيته لنا نهض واقفا وتوجه الينا وابتسامة ساحرة تعلو ثغره وقال:
_" صباح الخير يا دكتورة ".
ثم صافحها
_"صباح النور يا يحي".
وقف امامي و اعطاني باقة الورد التي كان يجملها بيده وقال:
_"صباح الورد".
اعتقد هو تعمد اعطائي باقة الورد بدل عن مصافحتي حتى لا اشعر بالتوتر منه ،خجلت من نظراته فنظرت الي الاسفل وقلت:
_" صباح النور" .
اخذت من يده الباقة دون تفكير، وتوجهنا الي الطاولة ، كان دائم التحذير الي كوبر حتى لا يقترب مني ، و انا طوال الوقت كنت امسك بذراع د.عالية خوفا منه فقال سامر قاصدا مزاحي:
_"الي يشوفك ماسكة في دكتورة عالية كده يفكر كوبر هيموتك بجد ده كلب" !
نظرت له بعيني المليئة بخوف وقلت:
_ "ماهو علشان كلب انا خايفة".
وضع يحي يده علي رأس كوبر وقال:
_"متخافيش عمره هيأذيكي" .
قال تلك الكلمات ،ونظر الي داخل عيني وفعلت انا نفس الشيء ،فتذكرت خطابه والسوار الذي ارسله لي، لاحظت انه ينظر الي معصمي ففهمت انه يبحث عنه ،فرفعت يدي حتى اؤكد له اني لم اقم بارتدائه ، لا افهم سبب هذه التناقضات التي امر بها،اود قربه،ومحادثته ،اشتاق لوجوده ،للأمان الذي اشعر به الي جانبه لكن في ذات الوقت انكر اي شيء اشعر به تجاهه.
قطع سيل النظرات بيننا حديث د.عالية عندما قالت:
_" اخبارك ايه يا يحي ماشي.. علي النظام ولا الدنيا اتلخبطت بعد خروجك"؟
لم يبعد عينه من عيني وقال وقد رسم ابتسامة صافية علي ثغره:
_" بس انا هنا مش بصفتي يحي المتعافي الي لسه خارج من اسبوع عشان تسأليه الاسئلة دي".
عقدت ذراعيها ووضعتهم علي الطاولة امامها ،وقالت وهي تنظر له بغيظ:
_ "والله امال انته هنا بصفتك ايه!
زادت ابتسامته وقال:
_ "بصفتي صديق امل جاي اطمن عليها" .
ما يحدث معي الان شيء امر به لأول مرة، مشاعري هذه هي مرتي الاولي بتجربتها ،احدهم يتودد لي و انا لا اخشاه ،ارتبكت من خجلي وشعرت ان وجنتي تحترق من شدة توردها ،حثثت جسدي مرارا علي النهوض لكنه تمرد علي وعصاني ،وقرر البقاء بجانب صاحب العين الرمادية،فنظرت الي الاسفل بعيني كي اتحاشى النظر بأعين الجميع فقال سامر:
_" والله، امل بس الي صديقتك وجاي تزورها" !
_"لا جاي ازوركم كلكم لأنكم عيلتي التانية فعلا... بس لو حطمن انا جاي اطمن عليها هي" .
طرق بأصابعه عدة طرقات علي الطاولة وتابع:
_ "امل عاملة ايه يارب تكوني بخير" ؟
رفعت وجهي لأنظر له بتوجس، لم اعتاد علي فكرة الاسترسال هكذا بالحديث بيننا ،ولم اجيبه فهضت د.عالي وهي تشير الي سامر بيدها وقالت:
_" سامر تعالي محتاجة اظبط معاك شوية شغل" .
حدجت بها بخوف و انا احرك رأسي رافضة ذهابها فقالت:
_" انا جمبك هنا حرتب معاه شوية شغل ...متخافيش يحي موجود اهو" .
بمجرد ان قالت جملتها الاخيرة نظرت له قاصدة اتأكد من صحة ما تقوله، فابتسم لي وكأنه يخبرني انا لا اقلق سيحميني من الجميع هذا ما شعرت به من نظراته.
رحلت متوجهة الي طاولة قريبة من الطاولة التي كنا نجلس عليها ،فعقد ذراعيه واستند بهم علي الطاولة ونظر لي مبتسما وقال:
_ "ها مجاوبتنيش عاملة ايه"؟
ابتلعت ريقي بصعوبة بالغة وشعرت ان العرق يتصبب من جميع اجزاء جسدي كأني سأغرق به فقال:
_" ايه خايفة تتكلمي لكوبر يعضك؟ متخافيش ياستي اصلا الي يسمع صوتك او يشوفك مستحيل يأذيكي" .
كلماته هذه لمست وتر حساس بقلبي، وذكرتني ان كل من قام بأذيتي كان قريب مني؛ فتجمعت العبرات بمقلتي وقلت:
_ "بس كل الي اذوني شافوني وسمعوا صوتي" .
نظر لي نظر حانية بعينيه الدامعة وقال:
_" لا دول لا كانوا بيسمعوا ولا بيشوفوا علي فكرة" .
_" امال كانوا ايه"؟
اعتدل في جلسته وتمسك بابتسامته مشرقة وقال :
_" كانوا سبب انك تيجي هنا و اتعرف عليكي" .
حدجت به بغيظ عارم وقلت قاصدة معاتبته:
_" يعني كل الي عشته في حياتي كان عشان اتعرف عليك "؟
اومأ برأسه مؤكدا ما اقوله وتابع:
_" ايوة فعلا انا بحسبها كده ...كل الي عشته في حياتي كان عشان اجي المركز هنا واتعرف عليكي... وانتي كمان فكري كده كل الي عشتيه السنين الي فاتت وكل الي المعاناة دي كانت عشان تيجي هنا واشوفك واتعرف عليكي... وتبقي املي الي اتماسك عشانه ".
فهمت ان الحديث سيتطرق الي نقطة لا اريدها ابدا ؛فقلت محاولة التهرب منه :
_" انا تعبانة محتاجة اطلع اوضتي" .
شارفت علي النهوض فحاول وضع يده علي يدي التي كنت استند بها علي الطاولة،لكن نظرت له محذرة اياه فرفع يده للأعلى وقال:
_" متخافيش" .
_" مش خايفة" .
هذا ما قلته و انا انظر اليه بثقة غير معهودة مني، فاخفض يده وقال بعد ان ابتسم مرة اخري:
_ "عارف انك مش خايفة مني" .
مال بجسده نحوي وقال وقد تغيرت نظرته لنظرة لم اعتادها منه :
_ "امل بعد كل شر بيجي الخير و انتي الخير الي جالي بعد كل الشر الي شفته في حياتي ..وربنا يقدرني و اكون الخير الي ربنا رزقك بيه بعد كمية الظلم والشر الي اتعرضتي ليهم" .
لو قلت لكم ان هذه الكلمات هي كل ما كنت احتاجه بالحياة هل ستصدقوني ام لا؟ وليس ضروري اني كنت اود سماعهم من رجل او يحي بالأخص، لا انا كنت اتمني سماعهم من اي شخص لأشعر ان بعد كل ما عانيته سأجد الراحة والسعادة او الامان .
تسابقت دموعي في الهبوط علي وجهي علي الرغم من محاولتي في كبحهم ،لكن مشاعري في هذه اللحظة كانت اقوي من اي قوة لدي، ابتسم لي و اعطاني منشفة ورقية لأجفف بها دموعي وقال:
_" متعيطيش انا قولتلك ايه قبل كده؟ دموعك غالية عليا اوي".
لا مجال لإيقاف يحي، وحديثه ومشاعره الان ‘سوي الهروب منه وإلا سيتمادى فيما يفعل، و انا لا اود ذلك فنهضت قائلة:
_" ميرسي انك جيت تسأل عني بس انا لازم امشي".
نهض هو الاخر وهذه المرة مد يده ليصافحني وقال:
_" لا انا الي همشي".
ترددت كثيرا هل اصافحه ام لا ؟نظرت الى يده مطولا ثم الي عينه ولاحظت هذه المرة لم يسحب يده كأنه مصر علي مصافحتي ،وان كان هو يتسم بالعناد فلا يستطيع احد مجاراتي بالعناد،التقطت باقة الورد بيدي كأني اخبره اني اتحداه ولن ينول مراده ، تحول التوتر بداخلي الي ضحكة حاولت كتمها بعد ان قلت:
_" مع السلامة يا يحي".
رحل يحي بعد ان القي التحية علي اصدقاءنا و الاطباء، وشعرت انه كان يشعر بالغيظ من ما فعلته به، لكنه استحقها من هو ليتحداني ،
ابتسمت ولا اعلم هل من سعادتي بلقائه ام من الافعال الطفولية التي قمت بها للتو معه ، طلبت من د.عالية ان اتمشى قليلا بالحديقة فسمحت لي .
كنا بمنتصف النهار اشعة الشمس ليست حارقة لكنها مزعجة انها شمس يوليو ، هواء ورائحة البحر مع عبير الزهور شكل بأنفي عطر رائع اعتقد انه علق بملابسي وسأنعم برائحته طوال الليل هذه الليلة ، ساعدني هذا الجو علي الشرود وتذكر كلمات يحي، نظراته ،ابتسامته لي، يده وهي ممدودة كي اصافحه، نظرته لي بتحدي كأنه يقول سنتصافح كثيرا لاحقا ومداعبته بحنو لكوبر، كل هذا جعلني اتنهد براحة ولأول مرة منذ وقت اشعر اني بحال افضل .
عدت بأدراجي بعد ان قررت الصعود الي غرفتي مرة اخري ، بحثت بعيني كثيرا عن د.عالية فلم اجدها هي او سامر ،لكن كانت هناك ممرضة تنظر لي وتتقدم نحوي ، علي الاغلب اوصتها د.عالية ان تبقي بجانبي وبعد ان اقتربت مني قالت الاتي:
_" امل في زيارة عشانك" .
وضعت يدي علي صدري وقلت بتعجب:
_ "عشاني انا "!
اومأت برأسها وقالت :
_" ايوة عشانك انتي بتقول مرات خالك" .
"زوجة خالي"
هذا الاسم جعلني اشعر بالتوتر والخوف العارم بداخلي، كنت اعلم لم يكتب لي ان تكتمل سعادتي يوما، بعد لقاء يحي جاءت تلك القاسية لتعكر صفو حياتي ،ولأني ابغضها و لا اود لقاءها رفضت هذا اللقاء قائلة :
_"بس انا مش عاوزة اقابلها طلعوني اوضتي" .
تحركت مسرعة هربا من مواجهتها وبينما اقتربت من الوصول الي المبني فوجئت بها تقف مع بيرهان وتتحدث معها بغضب ،وعلي الاغلب بيرهان تطلب منها الرحيل، اردت ان اتوارى خلف اي شيء لكني لم اجد اي شيء ينقذني منها، وبمجرد ان تلاقت اعيننا تحركت نحوي بوجهها الذي اكرهه ،وعيناها التي اخشاها ،فقالت بصوتها البغيض:
_ مش عاوزة تشوفيني ليه يابنت تقي ،ولا خايفاني احاسبك علي رزق ولادي الي حاطة عينك عليه ؟
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل السادس عشر من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابع من هنا جميع فصول: حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا أيضاً: جميع حلقات رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا