مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل الثانى و العشرون من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد، في هذه الحكاية العديد من الأحداث حيث جمعت بين الامل والموت فكان الامل اسمها والموت قاتله ،زهقت روحها على يد أقرب المقربين اليها وخسرت اغلي ما تملك ،بكت ظلما فقررت الانتقام علي الرغم من صغر سنها وفعلت وعاشت بعدها ذليلة .
.
.
تابعونا لقراءة جميع أجزاء حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد |
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد - الفصل الثانى و العشرون
انا محقة في تهربي ،انا الان في مأزق ولا استطيع الخروج منه كيف سأخرج من هنا صحيح لم اعد اخشي الناس ولا نظراتهم لكن هناك خوف كبير يتملكني، هناك جزء ما مظلم بقلبي ظلام دامس ،لم اقترب منه ولم ابوح بما بداخله لأحد،لم اعترف بجرائمه ،ذكرياته تمزقني تجعل من القاتل مقتول في آن واحد ،دائما ما تقول د.عالية ان هناك حلقة مفقودة بعلاجي اود الصراخ والقول نعم يوجد حلقتين وليس حلقة واحدة ،هناك ضجيج بداخل عقلي نيران قلبي لم تنطفئ بعد.
انه لجنون ان اوطد علاقتي هكذا بيحيى و انا اعلم جيدا لا يوجد لنا مستقبل سويا ،فأنا احارب للتداوي ولكن في ذات الوقت أنا من يعرقل شفائي ،احلم بالتخلص من قيودي ومن سجني احلم باليوم الذي سأسير علي الشاطئ بحرية لكن ارفض الخروج لعالم المتوحشين،حتى اني شعرت بعودتي الي نقطة الصفر ،نفضت كل هذا الجنون من عقلي وتدثرت بالغطاء في محاولة مني علي الهروب من افكاري ومخاوفي.
قضي يحيى ليلته علي الارجوحة بشرفة منزله الصغير "شاليه" بإحدي قري الساحل الشمالي اخبرني يوما انه تخلص من الثقل الذي كان بقلبه عندما تحدثنا سويا، شعر ان روحي بثت اليه طاقة ايجابية عندما تلاقت اجسادنا،نيرانه المتأججة اخمدتها همساتي له ،لكن لم يستطع مسامحة اهله بعد وفي ذات الوقت سيفي بوعده لي وقرر ان يذهب صباحا لزيارة جدته ليطمئنها عليه والعودة مرة اخري الى كهفه، فهو مازال يرفض تصديق حقيقة والده .
في الصباح
استيقظ يحيى بتكاسل قام بالاستحمام وارتداء ثيابه وظهر في ابهي حلته فهو كان يرفض ان يري الشفقة بأعينهم علي حاله ،اعتمد علي طقم كاجوال بسيط عبارة عن تي شيرت باللون الازرق الفاتح"يشبه السماء الصافية في يوم ربيعي مبهج"مع سروال جينز باللون الازرق وحذاء بنفس اللون كان يضع نظارته"اوليفر بيبلوز"علي عينيه ليغطي بهم هالة السواد التي تحيطهما من كثرة السهر.
وصل الي اسفل بنايته بسان ستيفانو نظر الي الاعلى بغضب ثم زفر بضيق وتمتم الي ذاته"لولا اني وعدتك يا امل مكنتش رجعت هنا... بس تمام هجمد واقوي واتخلص من مشاكلي علشانك"
صعد ببطء درجات السلم ،ثم استخدم المصعد للوصول الي شقته ،كان يتمني ان ينتهي هذا اللقاء بأسرع وقت وان تتم مهمته العصيبة .
دور المفتاح في الباب بتردد فهو مازال مكسور من اخفاء جدته الحقيقة عليه طوال السنوات السابقة ،لم يلبث طويلا حيث فوجئ بالباب يفتح وتظهر جدته منه تنظر اليه ودموعها تمتزج مع ابتسامتها وقالت:
_"كنت عارفة انك راجع"
اشاح بنظراته بعيدا عنها وقال:
_"بس انا مرجعتش "
اتسعت حدقتيها وقالت:
_"يعني ايه!"
دلف الي الداخل بهدوء ثم قال دون ينظر اليها:
_"تعالي وانا افهمك يا ناناه"
_"ناناه من امته يا يحي!"
رمقها بنظرات معاتبة ثم قال:
_ "من وقت ماخدتيني في حضنك وانا محروم من حضن امي وانتي عارفة انها مظلومة"
_"قولتلك كان غصب عني يعني اخسرك الاتنين... وبعدين رحاب كشفتلي وش ابوك التاني خفت عليكم ".
تنهد يحي وعدم التحمل اصبح بادي عليه وقال:
_" مش مهم انا جاي اطمنك اني كويس متقلقيش...هبعد شوية بس ...ومتخافيش عمري ما هضعف وارجع للهروين"
نظر الي الاسفل بخجل عندما نطق بأحرف المخدر امامها فقالت:
_"ربنا يريح بالك ويطمن قلبك يا حبيبي تعالي نفطر"
_لا مش عاوز مليش نفس"
جذبته من ذراعه وقالت:
_"تعالي بقي متتعبنيش معاك بقالي اسبوع متهنتش علي اكله"
تأثر بكلماتها واستشعر من بين حروفها بالوجع فقرر الاستسلام وقضاء بعض الوقت معها،اعدت اليهم الخادمة الافطار وتناولوه بالشرفة واستمتعوا بهواء البحر النقي ،وكانت انظار جدته معلقة به طوال الوقت،قال يحيى وهو ينظر في الطبق الذي امامه:
_"هتبصيلي كده كتير"
ابتسمت ثم وضعت يدها اعلي يده وقالت:
_"مين الي شقلبت حالك كده"
رفع وجهه ثم اتسعت حدقتاه وقال:
_"مين ايه؟"
_"مين الي شقلبت حالك كده وخلتك تتراجع عن كل حاجة علشانها"
فهم مقصد حديثها فتهرب منها قائلا:
_" مفيش حد طبعا انتي مش عارفاني ولا ايه!"
اقتربت بوجهها منه وقالت وابتسامة جلية تعلوا ثغرها:
_"ماهو علشان عارفاك بسأل انا سمعت ان في واحدة هزت عرش الباشا ،مش هتحكيلي"
ابتسم رغما عنه وتمتم "اوموت"
_"ايه مسمعتش"؟
هذا ما قالته جدته فاجابها:
_"وهو انتي حكتيلي علشان احكيلك"
تجمعت العبرات بمقلتيها فشهر بالذنب تجاهها فنهض وانحني لمستواها ثم عانق رأسها بذراعيه وقبل رأسها ثم قال" مبعرفش ازعل منك يا ديجا".
اخذت كف يده الموضوع علي صدرها فقبلته وتفاجئ من فعلتها فسحبه مسرعا فقال:
_" علي عيني زعلك بس ده قدر"
اعتدل في وقفته وقال:
_" قدر فعلا بس شكله هيعوضني يا ديجا"
ضمت كفي يدها وجعلتهم متلاصقين ثم قالت:
_"يعني حقيقي تعالي و...احكيلي بقي علي الموضوع من اوله"
نظر اليها مطولا ثم قرر ان يفضي لأحدهم بكل مايشعر به، فحكي اليها ملابسات تعرفنا علي بعضنا البعض لكن تغافل قاصدا عن بعض الخصوصيات المتعلقة بي فقط ذكر اني اعاني من مشكلة خاصة بمعاناتي بالصغر ايضا وضح لها جمالي الذي اثره فقال:
_ديجا شعرها فيه سحر..الحزن الي في عنيها لمس قلبي... هي قصيرة اه بس خطيرة عند الدنيا فيها... يمكن عندها ده بيخليها طفلة في نظري"
_ "بتحب مجنونة يا يحي"!
هذا ما قالته جدته فلامها قائلا:
_"لأهي مش مجنونة هي قلبها طيب اوي فمتحملتش قسوة البشر.... علي فكرة انا كمان بتعالج نفسيا ويمكن اسبابنا متشابة بس هي اتظلمت اكتر"
كان الرفض واضح عليها لكنها كانت تعلم لم تعد تحتمل غيابه ولا تقوي علي خسارته فلم تفصح عن ما تكنه له ،والتزمت الصمت لكنه لاحظ توترها ،هذا ماعلمته لاحقا.
_"ربنا معاك يا ابني مش وقته الكلام ده"
نهض يحي مرة اخري وقبل جبينها ثم قال:
_ "همشي انا بقي هغير رقمي واكلمك من رقمي الجديد"
حذرها مستخدما سبابته ثم قال"ديجا لو حد غيرك عرف الرقم هقفل الفون خالص"
نهض والحزن اعتلي ملامحها ثم قالت:
_"رايح فين ما كفاية هروب بقي"
ابتسم لها ثم قال :
_"ده مش هروب انا موقف حياتي والي في سني بيتمتعوا بشبابهم ...ان الاوان افوق
...هرتب ورق الكلية واظبط كام حاجة ... يحي القديم الي بيهرب للبيسا مات"
اختلج قلبها ثم وضعت يدها اعلي صدرها وقالت:
_" متقولش كده ياحبيبي بعد الشر عنك"
قبل جبينها ثم وعدها بالاتصال بها والمرور من وقت لأخر ثم رحل الي جامعته ليعرف ماهي الاجراءات المطلوب انهاءها ليلتحق هذه لسنة بالجامعة.
بعد عدة ساعات
كان فؤاد الباشا يقف بشرفة فيلته بشرود جاءت زوجته غادة من الخلف ووضعت يدها علي كتفه وقالت :
_ مالك يا فؤاد ؟"
_"الواد يحي مجنني ابني الوحيد حاله مايل مش عارف هسيب العز ده كله لمين؟
طأطأت رأسها الي الاسفل وتجمعت العبرات بمقلتيها وعلي الاغلب لاحظ هذا فقال:
_ مش قصدي والله ده انتي عندي كفاية يا حبيبتي.... كفاية اني محستش بالراحة الا معاكي انتي"
رفعت وجهها وتبدلت ملامحها من الحزن الي السعادة العارمة فغادة اسيرة عشق فؤاد منذ سنوات، حتى انه تغاضي كثيرا عن فكرة عدم انجابها فقط من اجل حبها له، قالت وهي تضع يدها علي وجنته:
_"انته اجمل حاجة حصلت في حياتي"
_عانقها وقال:
_"وانتي حياتي كلها .... بس عاوز اطمن عليه انا مخلي ناس تدور عليه في كل حته علله يوصلوا لحاجة مجنني الواد ده".
في المصحة
مرت الايام طويلة كئيبة ماعدا ساعات الليل تأتي بيريهان لي بالهاتف ليلا اقف بالشرفة انظر الي يحيى الذي يقف امام مبني المصحة ونتحدث كثيرا الى ان يغلب علي النعاس فيرحل،انا شبه متخاصمة مع د.عالية ، لا تأتي الي مطلقا منذ آخر لقاء لنا حتى عندما مر يحي اليها لموعد جلسته العلاجية التقينا بالحديقة ولم اراها ، حاول التطرق الي فكرة خروجي لكن تهربت من الموضوع وطلبت من ان يكف عن التحدث في هذه المواضيع وإلا نهضت،عانيت ارق شديد طوال الليل استطيع ان اجزم اني لم اغفو للان.
في غرفة د.عالية
كان يجلس يحي بمقابلها ينظر اليها بترقب فهو كان يتعجب من طلبها للقائه العاجل بهذا الوقت من الصباح قال وهو مازال جالسا بتوتر:
_" دكتورة مش فاهم ايه الي مخليكي تتصلي الساعة 6 الصبح وتطلب تقابليني!"
نظرت اليه مطولا ثم قالت:
_النهاردة النهاية يا يحي"
_"يعني ايه مش فاهم ؟"
_"هفهمك "......
بعد مرور وقت كنت بغرفتي ادور بها كالمجنونة ،هناك امر ما يحدث لم انم مطلقا اشعر ان قوتي تلاشت ،وجسدي متعب ،ايضا الم الرأس كان رفيقي منذ ليلة امس،سمعت طرقات علي الباب وكانت بيرهان اذنت لها بالدخول كان الارتباك واضح عليها ،و تهرب بنظراتها بعيدا عن عيني ، انا اصبحت اراقب افعال الاخرين و احاول كشف ما يخبئوه هذه مهارة اكتسبتها في الشهور التي التزمت الصمت بها ،قالت وهي تحيد بنظراتها بعيدا عني:
_"امل عاوزينك تحت"
_بيري مالك في ايه؟"
_"مفيش تعالي يلا دكتورة عالية مستنياكي تحت"
لم افهم شيء من حديثها ولا افعالها فقط الم رأسي تملك مني فقلت:
_"بيري انا تعبانة اوي منمتش طول الليل ،وعندي صداع خليها وقت تاني"
اغرورقت عينيها بالعبرات وقالت وهي تربت علي كتفي:
_"معلش حبيبتي استحملي بس مينفعش لازم تنزلي اجهزي انا مستنياكي"
فتحت فمي لأتحدث لكنها اومأت برأسها وقالت:
_"متحاوليش دي اوامر ولازم تتنفذ ،يلا اهو تشمي هوا يمكن ترتاحي بعدها مين عالم"
حديثها غامض كما الحال مع نظراتها، تركتها ودلفت الي المرحاض لأبدل ملابسي بسروال من الجينز مع بلوزة باللون الازرق الغامق ووشاح باللون الابيض،توجهنا الي الاسفل ومازال التوتر غالب عليها وعدم الفهم يتملكني،طرقت عدة طرقات علي الباب ثم دخلنا كان يحيى يجلس حاله من حال بيرهان ،متوتر وغاضب ويهرب بنظراته بعيدا عني ، اما د.عالية كانت تنظر لي بترقب، نهض يحيى وصافحني ،وعند توجهي الي المقعد شعرت بالدوار فقام بمساعدتي الي ان جلست انحني لمستواي ونظر لي بقلق وقال"انتي كويسة"اومأت برأسي فجلس بمقابلي وجهت انظاري الي د.عالية وقلت:
_ "غريبة تطلبيني الصبح كده !"
_"بس مش انا الي طلبت اقابلك "
_"امال مين !"
_"انا يا أمل"
هذا ما قاله يحيى ثم نهضت د.عالية وقال:
_ "انا هسيبكم شوية يلا يا بيري"
انحنت الي الاسفل قامت بفعل شيء لم استطع تفسيره لكنها حاولت اخفاء الامر عني قبل نهوضها تحركت ومعها بيريهان ثم توجهوا الي الخارج فنظرت اليه بتوجس وقلت:
_"في ايه يا يحي علي الصبح كده ده مش ميعاد ولا جلساتك ولا زيارتي"؟
مال بجسده نحوي وقال:
_"واخيرا د.عالية قررت انك تخرجي"
اللعنة علي خروجي ودخولي من اين اتي بخروجي الان شعرت بالغضب فقلت:
_"بس انا مش عاوزة اخرج ...ولسه مش جاهزة"
_"هي دكتورة وفاهمة اكتر شايفة انك بقيتي قادرة تكملي لوحدك"اعتلت بسمة ثغره وقال"مع انك مش هتبقي لوحدك طول ما انا موجود "
مد يده ليمسك بها يدي فسحبتها مسرعة رافضة قربه وقلت بصوت متلعثم:
_" اولا انا مش هخرج ثانيا انا اصلا لوحدي"
توتره والخوف في نظراته زاد من توتري وقال:
_"هتخرجي لو مش عاوزة اساعدك عندك بيت خالك ارجعي انا شايف انك تهميه"
وصل توتري الي الحد الغير محتمل تعالت انفاسي وتسارعت نبضات قلبي،شعرت بالاختناق عندما ذكر امر عودتي الي هذا المنزل اللعين فقلت:
_"انته بتقول ايه انا لسه تعبانة ومش هخرج ومش هروح البيت ده تاني"
_"خلاص يبقي تسيبي نفسك ليا سلميلي قلبك ومجرد ما تخرجي من هنا هروح لخالك واتكلم معاه ....ونحط اسم لعلاقتنا بقي"
نهضت واقفة و انا اضع يدي اسفل معدتي بموضع الالم المشئوم الذي عانيت منه من قبل وقلت:
_"انته اتجنننت ولا هروح عند خالي ولا هتتكلم معاه انا مش فاهماك يا يحيى مالك؟"
_"انا الي مش فاهمك اتحسنتي خلاص بقولك هتخرجي رافضة ليه ؟كمان بيت خالك ايه الي مخوفك منه انا مستغرب صراحة !وبعدين هو احنا هنفضل زي القط والفار كده لإمته انا تعبت عارف دوا جروحنا مع بعض...ليه رافضة تتقدمي دايما بتتراجعي الكل هنا ملاحظ ده حالتك مختلفة عن الكل ....المفروض انك اتحسنتي ليه متخطتيش خوفك من الخروج في ايه بره مخوفك"؟
وضعت يدي علي اذني وصحت به"اسكت يا يحيى اسكت"
بالأساس انا كنت مجهدة وحالتي النفسية سيئة للغاية لم اتحمل حديثه وجداله لكنه استمر فيما بدأ به:
_"مش ساكت مقدرش اشوفك بدمري نفسك واسكت ...انا بدأت من جديد وخلصت ورقي انا وانتي هنكمل جامعة يعني لازم تخرجي وتجمدي وملكيش مكان غير بيت خالك ....المشكلة انك سنك صغير لولا كده كنت مش هسمحلك تبعدي عني لكن القانون مقيدني.... علشان كده اسلم مكان بيت خالك وامان ليكي برده"
شعرت بالقشعريرة تدب في اوصالي وتحدثت بكلمات متقطعة:
_ اسكككت مشش هخرج ...اننا ببخخاف منهم مشش هروح ههنناك تتاني انتته متتعرففش حاججة"
قلص المسافة بيننا ثم قبض علي ذراعي وقال:
_" ايوة انا عاوز اعرف بقي الي لسه معرفتوش "نظر نحو قلبي وقال"في ايه هنا مخبياه في ايه مخوفك كده"؟
اومأت برأسي رافضة التحدث وحاولت التملص منه لكنه جذبني اليه فتلامست اجسادنا ارتجفت اوصالي من الخوف ثم قلت:
_ "يحيى ابعد انا بخاف انته مقرب كده ليه" ؟
_"ايه مخوفك من الرجالة غير قتل باباكي لمامتك، ليه بتخافي منننا"؟
رفعت عيني الخائفة ،الحزينة الباكية ،لأنظر له بكره، لأنظر له نظرة اليتيم الذي يذهب الى قبر امه يشكوا لها افعال الاحياء به، رأيت في عينيه الحزن ممزوج بالتحدي لمعرفة الحقيقة ،فقلت غير مدركة ما تفوهت به:
_ "عشان انتم حيوانات اوغاد بتنهشوا في جسم الضعيف ابعد بقي".
حاولت دفعه لكنه شدد من قبضته اكثر اغرورقت عينيه بالدموع وقال:
_ "جسم مين الي فيه وغد وحيوان نهشه"؟
_"مممففيش".
ابتعد عني ثم قال :
_"خلاص يبقي تعيشي عند خالك او ترجعي لباباكي انا شايف هو اولي بيكي ولما توصلي للسن القانوني هخلصك من كل ده " ؟
_ "لأ"
هبطت الدموع من عيني بغزارة بينما عادت يدي الي عادتها وعانقت جسدي بذراعي وقلت:
_" لأ مش هروح هناك تاني مش عاوزة افتكرهم ولا افتكره ماصدقت هربت".
اقترب مرة اخري مني وقال:
_" تفتكري مين ؟ مين الغامض الي دايما بتتكلمي عنه ...امل انا عاوز اساعدك اتكلمي بقي في ايه مخبياه عني ايه ....اقولك بلاش مخبية ايه ايه الي حصل في بيت خالك ...او من باباكي ومخوفك كده؟
رفعت وجهي واتسعت مقلتاي قوة تحملي تخطت الصفر عدم نومي و ألم الرأس ،توتري ورجفة جسدي ، ما يتفوه به، كل هذا كان كفيل لانهياري فقلت بدون وعي مستسلمة تماما لضعفي وللاحتماء به كنت اتحدث بصوت مرتجف بانهيار تام:
_ "دبحني يا يحيى وبقيت مجرمة حاولت اقتله واقتل نفسي بس فشلت... لكن قتلت حتة مني روح ملهاش ذنب" .
انتابته الصدمة حدق بي واكتسي وجهه بالحمرة من شدة الغضب ،وقال وهو يصوب انظاره نحو عيني:
_"انتي عملتي ايه يا امل"
هبطت الدموع بغزارة من عيني كانت كشلال يعلم مجراه مياهه حارقة تحرق كل انش بوجهي ،او عنقي عندما تلمسه ،اريد التحدث لكن لم يطاوعني لساني، اريد الهروب من عينيه لكن نظراتي المتعلقة به ابت، وددت الصراخ بأعلى صوت لكن خنق صوتي وتلاشي فقال:
_"انطقي يا امل عملتي ايه"؟
خارت قواي لم اعد اتحمل اكثر اغمضت عيني محاولة مني في الهروب منه فردد:
_"بقولك عملتي ايه"؟
_"قتلت ابني بايدي "
فتحت عيني ونظرت الي راحة يدي وقلت ومازلت ازرف دموعي:
_"قتلته وشيلته بايدي دي ...كانت غرقانة دم ...كل مكان كان مليان دم قتلت ابني بايدي"
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الثانى و العشرون من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابع من هنا جميع فصول: حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا أيضاً: جميع حلقات رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا