مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل السادس و العشرون من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد، في هذه الحكاية العديد من الأحداث حيث جمعت بين الامل والموت فكان الامل اسمها والموت قاتله ،زهقت روحها على يد أقرب المقربين اليها وخسرت اغلي ما تملك ،بكت ظلما فقررت الانتقام علي الرغم من صغر سنها وفعلت وعاشت بعدها ذليلة .
.
.
تابعونا لقراءة جميع أجزاء حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد |
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد - الفصل السادس و العشرون
و اخيرا وصلت الى نهاية الدرج وخرجت من الباب الرئيس لتسقط عيني علي وجه خالي محمود مكفهر الملامح عابث لأقصي الحدود، توجهت اليه بخطوات متثاقلة، لا اريد مواجهته اخشي ان تخبره د.عالية بما فعله ابنه سابقا ،نهض عندما تلاقت نظراتنا واتجه نحوي عانقني فبادلته العناق ثم قبل جبيني، ونظر لي بحنو مبتسما وقال:
"رديتيلي روحي النهاردة يا بنت الغالية "
اغرورقت عيني بالدموع وهو كذلك علي اثر ذكر غاليتي و غاليته وقلت:
_"بس هي عمرها ما كانت غالية عند حد، كلنا سبناها مرمية في النار "
شددت د.عالية من قبضة يدها علي ذراعي فأومأت برأسي وتابعت:
_"تمام ملوش لازمة الكلام ده دلوقت "
نظر خالي الي د.عالية ثم قال:
_" ليه يا بنتي رافضة ترجعي معايا ده بيتي هو بيتك ...ما انتي متربية فيه وان كان علي الي عملته سميحة انا هعرف اربيها كويس... ومش هخليها تقرب منك"
_"لألأ مش هرجع البيت ده تاني"
تدخلت د.عالية بالحديث قائلة:
_"معلش حضرتك انا ادري بحالتها هيكون صعب جدا انها ترجع معاك ...هي زي بنتي وانا هحطها في عيني متقلقش عليها"
و اخيرا استسلم خالي وقبل بالوضع فقال:
_"الي تشوفيه يا بنتي خلاص "
وضع يده بجيب سترته ليخرج الكثير من الاموال ويضعها بيدي وقال:
_" خدي دول متخليش نفسك في حاجة وانا هجيلك كل اسبوع "
سحبت يدي مسرعة وضممتهم الي صدري وقلت :
_"لأ مش عاوزة حاجة من حد "
_"يابنتي هتعيشي ازاي بس"
_"عيب ياحج متقولش كده امل في عنيا"
هذا ما قالته د.عالية ليعانقني مرة اخري بعدها وبعد توصيات كثيرة من قبله الى د.عالية رحل مطأطأ رأسه وكأن اثقال الدنيا فوق اكتافه .
التفت اليها لأقول" هنعمل ايه دلوقت"
جلست علي المقعد الذي كان يجلس خالي عليه وقالت:
_"ولا حاجة هنستني الباشا ييجي"
اعتلت ثغري بسمة بمجرد سماعي لأسمه فقالت:
_"والله ما بتضحكي غير في وجوده او علي سيرته "
وضعت يدي علي وجهي لأحتضنه بهم و اتوارى بعيدا عن نظراتها من كثرة خجلي ،جاء صوت همس سامر وبيرهان من الخلف:
"والله وعملتيها يا دكتورة ونفذتي كلامك"
هذا ما قاله سامر فأجابته:
_"عيب عليك انا قولت هتخرج يعني هتخرج "
_"وقولتيلي في يوم اننا هنكون دوا لجروح بعض وحصل يادكتورة "
هذا ما قاله يحيى عندما سمعت صوته فالتفت لأجده يسير نحونا حاملا بيده باقة ورد باللون الاحمر كانت هناك ابتسامة ساحرة علي وجهه،و لم استطع رؤية لمعة عينيه نظرا لارتدائه نظارته الشمسية ،وكالعادة كانت نسمات الهواء تداعب خصلات شعره كما الحال مع شعري ،اقترب مني وابتسم لي اكثر ثم مد يده لي ليعطيني باقة الورد ،ثم مال الى اذني وهمس:
_"ايه ده هما القمر والشمس طلعوا مع بعض النهاردة ولا ايه "
طأطأت رأسي الي الاسفل وجمعت خصلات شعري المتطايرة لأضعها خلف اذني ثم قلت بصوت خفيض لم يسمعه غيره "اتلم يا يحي "
رد بكلمة مقتضبة وكأنه غضب من مقاومتي المستمرة له وقال"حاضر"
التقط باقة الورد منه ثم ضممتها الي صدري، في حين ذهب هو والقي التحية علي الجميع وقال:
_"ايه مش يلا بينا بقي "
اختلج قلب بيرهان وتبدلت نظراتها وقالت:
_"هتمشي خلاص يا اوموت"
مازال هذا الاسم يزعجني لكن لا اظهر هذا حتى لا اغضب د.عالية رمقتها بنظرات تحذيرية وقلت:
_" همشي ايوة..مش عارفة ايه مشكلتكم مع اسمي! رابونزل واوموت هو امل وحش"؟
_"ده اجمل اسم في الدنيا "
هذا ما قاله يحيى لأصوب نظراتي الغاضبة اليه ايضا بجانب بيرهان ،فقالت الاخيرة وهي تقترب مني لتعانقني :
_"احلي امل و اجمل اسم هتوحشيني اووي "
تبادلنا العناق لوقت ثم صافحني سامر وقال"مبسوط اوي بيكي فخور جدا بصداقتنا الي هتستمر العمر كله"ابتسمت له وقلت"طبعا عمري ما هنسي وقفتكم جمبي".
وهكذا تم وداعي لأصدقائي وعندما شعرت ان لحظة المغادرة قد حانت ، نظرت الي نافذتي وابتسمت لأتذكر كم وقفت بها وقفتي المعهودة ،فلاحظ يحيى هذا وهمس بالقرب من اذني"طبعا بتفكري في الوقفة الي كانت سبب بداية كل حاجة "
التفت اليه لأقول"اول مرة شفتك كنت واقف هنا "
_"وانا اول مرة شفتك كنتي واقفة في الشباك وقفتك المشهورة...بس خلاص انا موجود وقفة زي دي بقت مستحيلة في وجودي"
خجلت منه ومن تلميحاته المستمرة فقلت"مش يلا"
مد يده لي وقال"يلا"
نظرت الي د.عالية ثم اليه مرة اخري ،فحرك يده طالبا وضع يدي بها وقال"جاهزة نبدأ حياتنا من جديد سوا"
كان لابتسامته سحرها الخاص ،فتجرأت وفعلت شيء لأول مرة اقوم به امام الجميع ،حيث لليوم دائما ما كنت ابني الحواجز بيننا و اي تقارب كان يحدث كان فقط اثناء انهياري وبدون وعي مني، اما انا الان اعانق يده بيدي و انا بكامل قواي و بإرادتي الكاملة، و امام الجميع ازاح نظارته الشمسية من على عينه لأري و اخيرا لمعتها التي دوما ما اسرتني فقلت"جاهزة"
درت حولي لأري سعادة الجميع واضحة بأعينهم ،ثم تحركنا الي الخارج وقفت امام عربته وعندما وضع يده علي مقبض الباب ليفتحه لي كي اصعد بها ،التفت مرة اخيرة نحو المبني وقلت"عمري ما هنسي كل الي عشته هنا... ولا هنسي وقوفكم جمبي "
وضع يده فوق يدي الموضوعة علي زجاج العربةوقال:
_" والمكان هنا عمره ما هينساكي ولا هينسي اطيب وارق قلب عاش فيه "
جاء صوت د.عالية من الخلف تقول"والله هرجع المصحة تاني... واسيبكم وريني بقي ياست امل هتروحي تعيشي فين"
قهقه يحي عاليا وقال:
" ياريت تعمليها والله كنت اخطفها ساعتها... ومحدش يقدر يوصل لمكانها "
اتسعت حدقتي وقلت بنبرة غاضبة :
_"يحيى "
رفع كف يده وقال "خلاص خلاص ..اركبوا هحط الشنط "
انطلقنا متوجهين الي منزل د.عالية انا اجلس بالمقعد الخلفي وهي بجانب يحيى ،لا داعي ان اقول لكم كم مرة اوشكنا ان نتعرض لحادث بسبب نظر يحيى لصورتي المنعكسة في المرآه ، كان يقود بسعادة وهو يردد كلمات الاغاني مع المذياع، التفتت لي د.عالية وقالت:
"عارفين في اغنية كل ما اسمعها تفكرني بيكم انتم الاتنين"
حدقت بها فقال يحي "اغنية ايه"
التقطت هاتفها وقالت " SARIL BANA""عانقني لاويكو غورمان
لحظة هشغلها"
بدايتها كانت موسيقي اختلج لها قلبي لمست جزء ما بداخلي بكلماتها التي كانت:
SARIL BANA Tenim sende sogumadan
عانقني قبل ان تبرد بشرتي لديك
Saril bana yuregim kurumadan
عانقني قبل ان يجف قلبي
Saril bana gozlerim kapanmadan
عانقني قبل ان تغمض عيني
Saril bana saril da
عانقني وعانقني ايضا
Gani gana katsan da
اذا وضعت روحا فوق روحي
Askin ile yaksan da
واذا حرقت مع حبك
Vasgecmedum sevmek ten
لم اتخلي عن الحب
Korkmam inan olmekten
صدقني انا لا اخاف من الموت .
وهكذا استمر حالنا طوال الطريق غناء ونظرات وحب متناثر بالأجواء ،اما د.عالية مالت برأسها علي زجاج النافذة متظاهرة بالنوم، غالبا حتى تعطينا مساحة من الحرية .
المنطقة التي تعيش بها د.عالية هادئة للغاية بها الكثير من السيارات المصطافة علي الجانبين ،والكثير من الابنية مع القليل من المحال مما يعطي المكان هدوءا رائعا.
صعدنا الي الاعلى وقام حارس البناء بحمل حقائبي الي الاعلى بمساعدة يحيى.
وصلنا الي باب الشقة كان العرق يتصبب من جبيني، لا اعلم بفعل حرارة نهاية الصيف، ام بسبب توتري؟ وضعت د.عالية المفتاح في الباب و ادارته ببطء وهي تنظر لي مبتسمة وقالت:
_" نورتي بيتك مرة تانية يا اوموت"
اتسعت حدقتي وسمعت خطوات يحيى فالتفت اجده يقف يحدق بها هو الاخر،اغرورقت عيني بالدموع وشعرت انها تواسيني وتخبرني انها تحتاجني كإبنه كما انا احتاج حمايتها ومنزلها كمأوى لي، قال يحيى في محاولة لتدارك الموقف:
"يلا علشان ندخل الشنط "
دلفنا بهدوء الى الداخل، للوهلة الاولي شعرت بالرهبة لكن كان للمكان سحره الخاص ما ان تطأ قدمك به تعلم انه لمعالجة نفسية،
فكل شيء به باللون الابيض والرمادي، حتي الستائر ، الارضية ،التحف ، الاثاث كل شيء باللونين الابيض والرمادي"
فتحت ذراعيها ناثرة الامل بالأرجاء وقالت:
_" ده بقي يا ستي بيتي انا وانتي المتواضع "
تدخل يحيى بالحديث وقال:
_"لا عندك كلام حضرتك محتاج تصحيح يا دكتورة"نظرت اليه متفحصة لأفهم ما يتفوه به فتابع"بيتها المؤقت زي اي بنت ....لكن بيتها الي بجد هو بيتي انا"
كعاصفة ضربت جسدي و احدثت به انهيار،شلال مياه سال علي وجهي من شدة التعرق ، كان هذا رد فعلي بعد ما تفوه به يحيى جف حلقي كدت اسقط من شدة توتري، اما وجنتاي اشعر انهم يكادوا يحترقوا من شدة الخجل كنت انظر حولي لأكتشف اي شيء ابدل به مجري الحديث فلاحظ هو ذلك وقال:
_"بس هسكت احسن رابونزل تطب واقعة مننا"
_" انا هدخل اشوف في ايه موجود علشان اطلب الغدا مجعتوش ولا ايه"
هذا ما قالته د.عالية لترحل بعدها الى الداخل، تاركة اياي مع هذا المنحرف الذي لم تفارق ابتسامته وجهه منذ الصباح.
مد يده لي بحقيبة هدايا باللون الوردي الرقيق فتعجبت من ماهيتها وقلت:
_"ايه ده يا يحيى"؟
_"افتحيها وانتي تعرفي"
التقطها بين يدي لأقوم بفتحها واكتشف ان ما بها هاتف ذكي من اغلي و احدث الانواع ،فردتها له مرة اخرى وقلت:
_"لمين دي يا يحيى"؟
_"ليكي يا قلب يايحيى"
تراجعت خطوتين الي الخلف وقلت :
_"اسفة مش هقدر اقبله"
اتسعت حدقتيه وقال بعدم فهم:
_"ليه ان شاء الله"
_"مقدرش اقبلها لاني مش هقدر ارد تمنها "تبدلت ملامحه للغضب وقال:
_"ومين قالك اني مستنيكي ترديها ... اي واحد بيجيب لحبيبته او خطيبته هدايا ...وبصراحة انا مش جايبة ليكي انا جايبة لنفسي... علشان لم احب اكلم حبيبتى اي وقت... واخر حاجة اشوفها قبل ما انام هي عيونها"
خجلت فنظر الي الاسفل ؛فوضع اصابعه اسفل ذقني ليرفع وجهي كي انظر اليه ، وقال وهو يمد لي علبة الهاتف مرة اخري:
_" خديه يا امل انا و انتي واحد ...كلها فترة قصيرة والوضع ده كله هيتغير "
في منزل خالي محمود
كانت عبير وزوجة خالي جالستان بغرفة نوم الاخيرة، والتي كانت تستلقي علي الفراش تبكي قهرا علي ما حدث لابنها ،فهو الان يقضي عقوبة لمدة ثلاث اشهر لتقاضيه رشوة مالية من احد العملاء، والفضل في هذا لوالد يحيى لقد لقنه درسا حتى ان لم تبرد ناري بعد لكن انا تركته لعقاب ربه، خالد كان له مكانة خاصة لدي امه ومنذ علمها بخبر سجنه وهي منقطعة عن الحياة تماما،قالت عبير وهي تعانق كف يدي امها:
_" كفاية بقي يا ماما عدي نص المدة اهو... كلها شهر وكام يوم ويكون خالد هنا وتبقي ازمة وعدت"
كانت سميحة ستتحدث لكن دخول خالي الغرفة بطريقة هوجاء للغاية منعها حيث صاح بها:
_"سميحة انتي روحتي لعبير وضربتيها وعايرتيها بالفلوس الي بنصرفها عليها "؟
هبت عبير واقفة في حين حملقت سميحة به فصاح:
_"ردي عليا يا سميحة انتي روحتي عند امل في المصحة"؟
تحدثت بلا مبالاة وقالت:
_" ايوة رحت حد ليه حاجة عندي ...تعب وشقي ابني المتمرمط في السجون"
اقترب منها كان سيرفع يده ليهوى بها علي صدغها ، لكن حاولت عبير ان تكون حائلا بينهم وترجته قائلة:
_" لا يا بابا ابوس ايديك احنا مش ناقصين"
_" بتروحي للغلبانة وتعايريها وانتي عارفة ان ملهاش حد غيرنا"
نهضت واقفة وقالت:
_" الغلبانة الي بتقول عليها دي دايرة علي حل شعرها هناك.... وبعتتلي واد بلطجي هنا يتهجم عليا انا وبنتك ....ولو مش مصدقني اهي عندك اسالها"
دار بجسده نحو ابنته وقال:
_" الي بتقوله امك ده صحيح ياعبير "؟
تلعثمت بالحديث ،ونظرت الي والدتها التي رفعت حاجبيها محذرة اياها فأومأت برأسها لمرات متتالية وقالت بصوت مرتجف:
_" ايوة ايوة"
لم يصدق ما يخبروه به فقال:
_" ازاي يعني ومين الكلب ده"
اجابته سميحة معلنة عن حقارتها المعتادة:
_" انا اعرف يا خويا عيل شكله مش ولابد اسمه يحيى فؤاد الباشا "
قال فاغرا فاه :
_" مين ابن فؤاد الباشا بذات نفسه"
غرفتي الجديدة كانت مريحة اكثرمن غرفتي بالمصحة، صحيح تفتقر الي النافذة المطلة علي البحر لكن ليست مشكلة بعد وقت قصير كان لدي غرفة بنافذة كبيرة تطل علي بحر مدينتي الساحر ،الوان الاثاث بالغرفة هادئة باللوني الابيض والوردي، واكتشفت لاحقا ان هذه الغرفة هي غرفة "اوموت" كانت تبقي بها عندما يعودوا الي الاسكندرية.
مر يومي في افراغ محتويات حقائبي ،وترتيب ملابسي بالخزانة ومحادثة يحيى في آن واحد، لقد جعلني اندم علي قبولي للهاتف طوال اليوم نتحدث وفي المساء ايضا .
في صباح اليوم التالي كانت امامي ازمة حقيقية د.عالية تود الذهاب الي العمل اذن ماذا سأفعل، هل ستصطحبني معها كالطفل الصغير، ام ماذا ؟وقفت بمقابلها افرك كفي يدي ببعضهم البعض وقلت:
_"طيب وانا هعمل ايه"؟
_"ولا حاجة هتفضلي هنا ،تنامي... تسمعي ميوزيك.. تكلمي الباشا ،تحلمي ...احلمي يا امل"
_"ها لا طبعا انا بخاف"
تبدلت ملامحها وقالت:
_"اوعي اسمعك تقولي الكلمة دي تاني ...انتي قتلتي الخوف جواكي اوعي تحييه تاني ..انا همشي و انتي هتقفلي علي نفسك... في جهاز انزار وامن تحت ..الدنيا هنا امان "
_"بس"
_"مفيش بس متخليش خوفك يتملك منك تاني "
فكرت قليلا لأفهم ان معها كل الحق فيما تقول، فوافقت علي الفور و اصبحت تذهب كل يوم الي العمل وان اغلق الباب من خلفها.
مرت الايام هكذا اعمال ابي توقفت تماما نتيجة لشن والد يحي الحرب عليه ،وخالد يقضي عقوبته لنفس السبب ،علاقتي بيحي تطورت للغاية، لكن للآن لم افصح له عن ما بداخلي ، علي الرغم من وضوح مشاعري لكن اخجل من قولها ، يأتي كل يوم صباحا يصطحبني للجامعة ،يقوم بإيصالي لمحاضرتي ويذهب بعدها ، لم يعد احد يجرؤ علي مضايقتي ،فانا اسير داخل الحرم الجامعي في حماية يحيى الباشا،نقضي معظم اليوم معا حتى اننا نستذكر دروسنا سويا،و يبدوا ان يحيى سيجتاز سنته الاخيرة ،اصبحنا علامة مميزة في مقهي كلية تجارة جامعة الاسكندرية ،لا داعي ان اخبركم ان كوبر يغار مني كما لو كان زوجة يحيى، لا يسمح لي بالجلوس في العربة بجانبه الا بعد محاولات، حتى انه ينظر لي كأنه سيفترسني بعينيه ، كنت اخشاه لكن بعد ذلك اعتدت عليه و اصبحنا رفقه حتى انه سدد لي معروف كبير بعد ذلك ،قام خالي وعبير بزيارتي لمرات عدة لكن عبير تغيرت كثيرا اشعر وكأن شيء بها قد كسر ،اما والدة يحيى فاستمر الامر كما هو عليه قطيعة تامة.
هذا كان حالنا في الشهرين التابعين لخروجي من المصحة، وفي احد الايام كنت انتهيت من تجهيز ذاتي حيث قامت د.عالية بدعوة يحيى وسامر وبيرهان لنتناول الطعام جميعا معا،كنت بانتظارها وادعوا ربي ان تأتي هي اولا قبل وصول يحيى ،رن جرس الباب فعلمت انه هو ،فهي لديها مفتاح المنزل ،ارتجف جسدي وتوترت للغاية ،شعرت بغصة في حلقي والم شديد اسفل معدتي ،فانا لست معتادة علي التواجد معه بمفردنا،توجهت نحو الباب لأضع يدي المرتجفة على المقبض وحركته للأسفل ففتح ،قلت بابتسامة مشرقة تعلوا وجهي دون ان اتأكد من هوية الواقف امامي:
_"قاصد تيجي بدري طبعا "
رفعت وجهي لتتلاقي اعيننا ،وتتغير حياتي بأكملها بعدها ،الم يقولوا تأتي لحظة علي الانسان ويتغير بها كل شيء وكانت تلك اللحظة هي هذه اللحظة ،تغير بعدها قدري وحياتي وكل معتقداتي وماتت امل وولدت امل جديدة تماما.
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل السادس و العشرون من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابع من هنا جميع فصول: حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا أيضاً: جميع حلقات رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا