مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل الثامن و العشرون من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد، في هذه الحكاية العديد من الأحداث حيث جمعت بين الامل والموت فكان الامل اسمها والموت قاتله ،زهقت روحها على يد أقرب المقربين اليها وخسرت اغلي ما تملك ،بكت ظلما فقررت الانتقام علي الرغم من صغر سنها وفعلت وعاشت بعدها ذليلة .
.
.
تابعونا لقراءة جميع أجزاء حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد |
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد - الفصل الثامن و العشرون
وها أنا اقوم بأول خطوة بهذا الطريق ،غادرنا المشفي تحت حماية حراسة والد يحى الذي لم يعلم للان حقيقتي ، كنا نسير جميعا ،يحيى، بيريهان، سامر كانت تنتابهم سعادة عارمة وراحة اما د.عالية كانت تنظر لي بقلق، وصلت اخيرا الي العربة بخارج المشفي علي مقعد متحرك يقوم يحى بدفعه ،رفعت وجهي لأنظر الى د.عالية رأيتها غاضبة فابتسمت قائلة:
_" زعلانة انك هتبقي لوحدك"؟
_"لأ زعلانة ان تعب سنة كاملة هيروح هدر"
طأطأت رأسي للأسفل اعلم لديها الحق بخوفها ،فتكفل يحى بالإجابة عليها وقال:
_" احنا متعبناش كل الشهور دي عشان نضيع التعب ده ،كل الحكاية افضل لأمل انها تكون معايا "
زفرت بضيق ثم قالت:
_" انتم عارفين ان ده مش قصدي، فبطل تلف وتدور يا يحى انا فهماكوا كويس اوي، زي ماانتو فاهمني علشان كده خليك فاكر امل بنتي ،وبنتي امانة في رقبتك فحافظ علي الامانة خسرت بنت ومش ناوية اخسر التانية "
حرك يحى يده ليضعها علي كتفي ويمررها بحنو ثم قال:
_" بتوصيني علي روحي"!
وهكذا تم الوداع بيننا صعدت الى العربة بمساعدة بيرهان ود.عالية بعد ان رفضت مساعدة يحى لي مما اغضبه مني بشدة.
توجه كل منا الي وجهته المعلومة ،هم ذهبوا الى المركز و انا ويحى الي منزله ، كنا نستمع طوال الطريق الي اغنية واحدة لم نبدلها فقط تنتهي ويقوم يحى بتشغيلها مرة اخري "في جوة قلبي حاجة مستخبية كل اما اجي اقولها فجأة مش بقدر...قدام عنيك بقف وبنسي ايه يتقال"
كان بين اللجظة و الاخرى يلتفت لي ،و انا اكون اسرق النظرات اليه فتتلاقي اعيننا فيبتسم بينما اسرع بالنظر امامي، لأشعر بوجنتي تحترق من شدة خجلي ،تنتابني الكثير من المشاعر الخجل والسعادة و الامان معه والخوف من المجهول والقلق من ما سيحدث بمنزله، ترى كيف سأتعامل مع من به ، ماذا ستفعل بي جدته ؟كل هذه التساؤلات كانت تدور بعقلي ،وعلي الاغلب فهم سبب توتري فقال:
_" متفكريش كتير انا مرتب كل حاجة متقلقيش"
_"من يوم ما دخلت حياتي وانا بطمن بيك ومسلمالك من غير تفكير"
ابعد يحى المجنون يده من علي المقود ثم رفعها وصفق وقال بصوت مرتفع ممزوج بضحكته الواضح منها سعادته:
_" ايوة كده يا شيخة ده لو ابو الهول كان هينطق من زمان"
خجلت منه ونظرت الى الاسفل، فوضع يده فوق يدي التي كنت اضعها على ركبتي وقال:
_" اوعي تخافي وانا جمبك الي انتي عاوزاه هيتنفذ ده وعد بس الدنيا تهدى "
و اخيرا وصلنا للبناية التي يقيم بها يحى، انه مبني مرتفع للغاية ورائع ،مطل علي البحر مباشرة، فقط يفصل بينهم الطريق"الكورنيش"
اوقف السيارة ثم التفت ليبتسم لي قائلا:
_" متخيلتش اول مرة تيجي هنا هتبقي وانتي تعبانة كده، بس تمام انا وعدتك هكون دوا لجروحك حتي الجرح ده هداويه بس في بيتي"
اغرورقت عيني بالعبرات حقا مهما كان الذي يجمعني انا ويحى، فانا الان في اشد حالاتي قهرا، لا منزل لي ابقي فيه و سأذهب لأبقي بمنزل الغرباء، ابي و اقربائي يشكلون خطر علي واحتمي تحت جناحي رجل لم يعلم بحقيقتي بعد، فقط ابنه يستغل سلطته كي لا يقوم أحد بأذيتي، اتي الى منزل كان من المفترض ان ادخله لأول مرة بطريقة مختلفة تماما عن طريقتي تلك،حتى يحى كان من المفترض ان نعش سويا الكثير، لكن فقط منذ ان تعرفنا ونحن نعاني، نعاني فقط لاحظ يحى شرودي فتابع:
_"يلا يا أمل زمان ديجا قلقت عليكي "
اوقف محرك السيارة ثم ترجل منها بحماس و اعطى مفتاحها لحارس البناية وطلب منه احضار حقائبي ،ثم وقف امام الباب فتحه بلطف ثم انحني لداخلها فتعجبت من شدة قربه مني فقلت:
_"هتعمل ايه"
نظر لي بلا مبالاة وقال"
_" ايه هتطلعي بالبراشوت "
ضممت يدي الى صدري وقلت محذرة اياه:
_" لأ طبعا انته ناوي على ايه ابعد كده"
اعتدل بوقفته وقال:
_" يا سلام امال هتطلعي ازاي"!
_"همشي "
_"مجنونة انتي صح"
_ايوة"
باغتني علي غفلة ليقترب مني مرة اخري ووضع احدي يده اسفل ظهري و الاخرى خلف ركبتي وحملني بين ذراعيه، توترت من قربه الشديد فوضعت يدي على صدره لأبعده وقلت و انا انظر اليه بغضب:
"يحى نزلني"
ركل باب السيارة بقدمه ليغلقه وقال:
_" عاوزاني انزلك يا رابونزل"
اومأت بوجهي له فقام برخي يديه التي تحيط بظهري فشعرت اني سأسقط ؛لففت يدي حول عنقه وقلت بعد ان تشبثت به:
_" لألأ هقع انته نسيت جرحي"
_" خلاص يبقي اسكتي ،وبتقولي انزلك وانته حاضناني كده"؟
خجلت منه فأبعدت يدي من حول عنقه ،وزفرت بضيق وغيظ منه فابتسم و اعلن انتصاره علي ،وكنا في تلك اللحظة وصلنا الى باب المصعد ،دلفنا بهدوء الى الداخل ونظرا لرهبتي الشديدة من الوهلة الاولي لتحرك المصعد كما يحدث مع الجميع ،تشبثت به مرة اخري فابتسم.
و اخيرا وصلنا الي وجهتنا، شقة يحى وقف امام الباب فقلت بنبرة تحذيرية :
_" يحى اوعي تفكر اننا هندخل كده نزلني يلا"
_" والله انا كنت مرتب ان اول مرة هتدخلي بيتي هتكوني كده ،بس هنزلك عشان خاطرك بس"
انزلني لأستند علي الجدران بينما قام بوضع المفتاح بالباب ليفتحه وتظهر جدته وعلي وجهها ابتسامة مشرقة حنونة وهي تفتح ذراعيها وتقول:
_" يا أهلا يا أهلا اتفضلوا"
ابتسم لها يحى بينما خجلت انا وطأطأت رأسي للأسفل فربت علي ظهري وقال:
_" دي ديجا يا أمل اطيب قلب في الدنيا ،ديجا اعرفك املي ومستقبلي سبب كل الي انا فيه دلوقت"
_"عارفة يا حبيبي"
رفعت وجهي لأنظر اليها فوجدتها مازالت تبتسم لي ،لف يحي يده حول خصري وامسك كف يدي وقال :
_" يلا الوقوف الكتير غلط"
حاولت السير فكان الامر صعب للغاية فوجدتها تقترب مني وتفعل نفس ما يفعله يحي ،وابتسمت مرة اخري وقالت:
_" ارمي حملك كله علينا "
تشبثت بأيديهم جيدا وانهمرت الدموع من عيني ففهم يحى تأثري مما قالت، فقال اثناء سيرنا اعتقد ليلطف الموقف:
_"بصي يا ديجا امل بتفرح تعيط ...بتزعل تعيط ...تخضيها تعيط فاتعودي منها علي العياط"
نظرت اليه بغيظ فقالت جدته:
_" بس متقولش عليها كده دي ست البنات"
كانت الشقة مكونة من طابقين غرفة يحي بالأعلى بينما غرفة جدته بالأسفل و انا كانوا قد جهزوا لي غرفة بجانب غرف جدته، الجدران رائعة و الاثاث ايضا لهم طابع ملكي ، النوافذ الزجاجية المطلة علي البحر جذبتني فانا كنت اشتقت الي الوقوف امام البحر ،كنا نسير باتجاه الغرفة و انا افكر لما كل ها العدد من الغرف وهم اثنان فقط ،وغالبا لاحظوا هما وضعي فقالت جدته:
_" بصي يا ستي بيتنا كبير حبتين ..علشان يحى هيملاهولي ولاد واربيهم زي ما اربيته"
نظرت له فرأيته يبتسم وعلي الفور تذكرت صغيري الذي قتلته بيدي ؛ فارتجف جسدي متذكرة الم تلك الليلة؛ اختل توازني فتمسك يحي بي وقال:
_" انتي كويسة"
اومأت برأسي و اكملنا سيرنا حتى وصلنا الى الغرفة كانت مطلة علي البحر بها شرفة زجاجية استطيع رؤية البحر منها ، أثاثها يشبه الاثاث الموجود بالقصور ،انبهرت به حقا لكن آلام ركبتي كانت اشتدت علي فكان الالم ظاهر على ملامحي ،ساعدني يحيى لأجلس علي الفراش ،وابتسم لي مرحب بي مرة اخرى، وفعلت جدته نفس الشيء ،و اخبرتني انها سترسل لي حقائبي مع احدي الخادمات لأبدل ملابسي ،تخيلتها ستتركني أفعل بمفردي لكن فوجئت بها تأتي ومعها كوبا من عصير البرتقال، وخادمتها تحمل حقائبي طلبت مني احتساء العصير بينما تخرج لي ما سأقوم بارتدائه وبالفعل ساعدتني في ذلك .
جاء يحى الي اخبرني انه سيذهب للبقاء بمنزل علي، لكني شعرت بالخوف من مجيء خالد الى هنا فأخبرته انه لا يوجد داعي ،فنحن لم نكن بمفردنا بالمنزل هناك الخدم وجدته و انا بطابق ،وهو بطابق ،سعد كثيرا بحديثي واطمئناني بوجوده ،تناولت طعامي و اغدقتني جدته بالحنان المفرط الذي لم اعتاد عليه للآن من احد سوى امي ود.عالية ،حل المساء وشعرت بالنعاس لكن تذكرت شيء فقمت بمهاتفة يحى:
"املي ينفع كده نبقى في بيت واحد ومبقاش قادر اشوفك"
" بس اسكت و اوعي تيجي انا بقولك اهو "
"ماشي ياستي اصلا كل ده فترة مؤقتة"
"اووف اسمعني بقي وبطل تلمحياتك دي"
شعرت به لقد ابتسم فتابعت"عاوزة اسألك جدتك تعرف عني ايه بالظبط"؟
سمعت صوت تنهيداته بالهاتف وقال:
_" اولا هي مش بتحب الالقاب قولي ديجا زينا... ثانيا عادي لو تعرف كل حاجة انتي مفكيش لاعيب ولا ارتكبتي ذنب... وثالثا بقي انا قولت انك اتعرضتي لازمة بعد وفاة ماما... وده مش عشان خجلي من الي حصل لأ احتراما لخصوصياتك مش اكتر"
ابتسمت في سعادة وقلت بصوت هامس" تصبح على خير يا اجمل حاجة في حياتي "
و أغلقت الهاتف بوجهه وغفيت و انا معانقة هاتفي لأشعر بالسعادة حقا ،فانا الان ابقى تحت سقف واحد معه ،واشعر بالأمان حقا لتواجدي معه،وهكذا كانت نهاية اول يوم وليلة بمنزل يحى.
في الصباح استيقظت علي عدة طرقات علي الباب لأجدها جدته ومعها الخادمة التي علمت اسمها اخيرا وكان "نوال "، دلفوا الى الداخل ونوال تحمل صينية الافطار ابتسمت لهم وقلت "صباح الخير"
_" صباح الورد يا جميلة الجميلات انتي... حطي يا نوال الصينية "
ابتسمت لي نوال ايضا وقالت:
_" صباح الخير يا بنتي"
ردت اليها التحية ورحلت جلست بجانبي ومررت يدها على كتفي وقالت:
_" انتي كويسة"
_" الحمد لله"
جاء الى انفي رائحة عطره المميز فعلمت انه قادم امتلأ صدري بتلك الرائحة فأغمضت عيني وابتسمت رغما عني فسمعتها تقول:
_ واقف عندك ليه تعالى يا يحى"
فتحت عيني لأجده يأتي باتجاهي ،وقف امامي وقال:
_" صباح الورد"
_"صباح النور"
_" واضح ديجا هتاكل الجو مني"
كنت سأجيبه او ستفعل هي، لكن فجأة باغتنا هذا اللعين ومر الى الغرفة مندفعا لأصرخ وانا اضم يدي امام صدري، التفت يحى مسرعا ليخرجه من الغرفة وفزعت جدته من خوفي بهذه الطريقة ،كان قلبي كاد يتوقف من شدة الخوف جاء يحى وجلس بجانبي مرر يده على وجنتي وقال :
_" خلاص اهدي هو كان داخل ورايا بس لكن مش هيعملك حاجة ..هو انتي مش هتبطلي خوف منه"؟
اغرورقت عيني بالدموع مثل الاطفال كما يشبهني هو ، و اومأت برأسي نافية ما يقوله فابتسم لي، خرجت جدته من الغرفة تاركة باباها مفتوحا اعجبت بهم حقا كونهم عائلة محافظة جدا ، لا تنظروا الى يحى كونه مدمن حقا ادمانه نقطة واحد سوداء في الكثير من الورود البيضاء بقلبه ، جلسنا لنتناول الافطار سويا .
وهكذا مر الحال لعدة اسابيع بالمنزل اهتمام بالغ وحنان لا حدود له و امان لم اشعر به سابقا ، اما خالد فلقد خرج من السجن بعد سحبي للشكوى ،
حدثت ازمة بالغة بمنزل خالي بعد خروجه، حيث انكر تماما هو ووالدته كل ما حدث سابقا ،انكر ذبحه لي انكر انه كان يستغل ضعفي دوما ،وكان مبررهم اني مجنونة وهل يصدق احدهم حديث مجنونة قضت ما يقارب العام بمصحة نفسية؟
اقتنع خالى بهذه الاكاذيب بفضل ما املاه ابي عليه من انى اعاني من الجنون منذ الصغر، وان امر اغتصابي عار تماما عن الصحة .
توترت عبير من كل هذا وابتعدت عن الامر تماما، ولم تبدي رأيها في اي شيء فقط توترت وارتجف جسدها فلاحظت والدتها هذا.
وفي احدي المرات ذهبت الي غرفتها لتفهم منها ما سبب تبدل حالها منذ جدال خالد و ابيه.
_" عبير مالك ساكته كده ليه ....ومش راضية تطلعي من اوضتك من يوم خروج اخوكي"؟
انهمرت العبرات علي وجنتيها وقالت بعد ان فقدت السيطرة علي افعالها:
_" ماما انا مصدقة ان خالد عمل كده في امل"
اتسعت حدقتي والدتها وقالت:
_"انتي بتقولي ايه يا غبية انتي... عاوزة تلبسي اخوكي تهمة ما صدقنا ابوكي نسى"
_" نسى ان ابنه اغتصب بنت اخته"
كان ضمير عبير مازال حيا ،اما سميحة لقد مات خاصتها منذ زمن، علي الرغم من اعتراف ابنها علي الرغم من ذهابها معنا للمشفى ،ومعاصرتها للأمر برمته، الا انها انكرت فعلة ابنها الحقيرة، لكزت ابنتها بشدة علي صدرها وقالت:
_" حسك عينك اسمعك تقولي كده ...والا اقطم رقبتك انتي مالك بده كله اصلا"
نظرت اليها ابنتها بغل وغيظ وقالت:
_" عارفة يا ماما كل واحد عمل حاجة في امل هيتعاقب عليها... حتي خالد ذنبه ده هيدفع تمنه... اقولك مش هيدفعه لوحده... كلنا هندفعه حتي يمكن نكون دفعناه من زمان صدقيني دفعناه "
لم تفهم والدتها مقصد حديثها ولم يهمها الامر او يعنيها ،على الرغم من خطورته كل ما يهمها هو تهديدها لعبير بالسكوت ،ففعلت وخرجت تاركة عبير في بحر همومها.
***
كنت جالسة على مائدة الطعام مع يحى وجدته التي اصبحت اناديها بديجا فقط بعد طلبها لهذا ،سمعنا طرقات عنيفة علي باب المنزل هب يحى واقفا ومن خلفه جدته، كانت الخادمة متوجهة نحو الباب لكن يحى صاح بها " استني انا الي هفتح"
شعرت قلبي سيتوقف من فرط الخوف و انفاسي ستنقطع ،فانا اعلم جيدا اصحاب تلك الطرقات ،جربتهم سابقا انهم الوحوش جاءوا ليحولوا حياتي الى جحيم ،كان سيتوجه الى الباب مارا بجانبي ،فتمسكت بذراعه وقلت"يحى انا خايفة"
وضع يده علي رأسي ومررها بحنو بين متخللا بأصابعه خصلات شعري وقال:
_" متخافيش انا هنا... وكمان انتي ناسية الي واقفين بره"
توجه نحو الباب ليفتحه فوجد ابي يقف ومعه خالى وذلك اللعين صاح بهم يحى:
_" نعم جايين ليه"!
قال خالد:
_" امل فين"؟
اندفع يحى اليه وجذبه من ملابسه وقال:
"اخرس اوعي تنطق اسمها علي لسانك"
ابعده خالي عن خالد فقال ابي:
_" بنتي فين يا بني ادم انته"
قهقه يحى عاليا وقال:
_"بنتك لا يا راجل ضحكتني هو انته ليك بنات اصلا"
كنت استمع الى حديثهم وانا ابكي بصمت واثقة تمام الثقة انهم سيأخذونني منه، قال ابي
" فين أمل ؟يا أمااااال"
"انتو واقفين ليه اطلبوا الامن ومتسمحوش للناس دي يقربوا من هنا ،مين سمح لهم اصلا بالدخول"
جاء صوت رجلا من الخارج يقول:
_" انا"
_" انته يا بابا"!
"بابا" هل والد يحى من سمح لهم بالاقتراب ،هل خسرت اقوي داعم لي الان؟ اللعنة علي وعلى حظي، قال والده:
_" انته اتجننت يا يحى تخبي عليا كل ده ..انته ازاي مصدق كلام بنت مجنونة زي دي"!
هنا انتفض جسدي ووقفت رغما عني ، حاولت السير ففشلت كدت اسقط لولا مساعدة ديجا لي جاء صوت ابي يقول:
_" لو مخدتش بنتي حالا هبلغ انك خاطفها"
_" لا لا بلاش شوشرة بنتكم وهتاخدوها"
هذا ما قاله والد يحى .
روحي تحترق علي من يريدون سلب كل جميل مني ،عن من تخلى عني، بكيت فربتت ديجا على كتفي وسمعت يحى يقول :
_" على جثتي امل تخرج من هنا، وانته يابابا احب اقولك امل مش مجنونة امل مظلومة انا بنفسي قايلك ده .. مش هتكذب ابنك وتصدق حيوان زي الكلب ده"
قال والده:
_" وايه دليلك"؟
دليلي انا هحتفظ بيه لنفسي بس انته علمتني ان الراجل بكلمته. و انا وعدتها احميها منهم انته متعرفش هما عملوا فيها ايه "
صاح خالد :
_" لا عملنا و لازفت احنا عاوزينها"
ساد الصمت للحظات فسمعت والد يحى يقول:
_"انا لو محطوط في موقف اصدق الدنيا بحالها ولا ابني هصدق ابني طبعا "
شعرت بالراحة فور سماعي الى حديثه و ايقنت ان خروجي من هنا مستحيلا ،فتعالى صوت الجميع بين الاتهام والسب والصياح ليقول ابي:
_" هشتكيكم بخطف بنتي"
لحظات ساد بها الصمت مجددا ليقول يحى :
_"محدش بيخطف مراته"
هذا ما تفوه به يحى ليصيب الجميع بالدهشة، حتى انا حدث معي هذا، عن اي زوجة يتحدث هذا المجنون؟
حدقت بجدته وسمعت ابي يقول:
_" مراتك ازاي انته اتجننت"
قال يحى:
_" عندك اوعي الغلط، وبلاش بقى تنسوا نفسكم وتنسوا ايه حصلكم الشهور الي فاتت انتم الاتنين، واعرفوا ان الجاي صعب"
قال خالد:
_" انته بتهددنا ولا أيه"؟
_"لا مش بهددك انا بعرفك الي ممكن يحصل ،سجنك ده مكنش صدفة وانته يا حسن بيه شغلك الي باظ والدنيا الي خربت عندك دى مكنتش صدفة، كل ده مترتب على فكرة كان قرصة ودن ،عشان أمل لكن الي جاي اصعب"
ساد الصمت للحظات فقال خالي مستسلما لسلطة والد يحى:
_" يلا يابني نمشي من هنا انته كسرت ضهري خلاص"
_"ولا كسر ضهرك ولا حاجة ....بكرة اكسرله دماغة وبعدها ولا كأنه جه على الدنيا اصلا"
هذا ما قاله يحى مهددا الجميع بحديثه.
قام والده بالطلب من الجميع الرحيل فرحلوا بعد علمهم ان معاناتهم الشهور الماضية كانت بسبب انتقامي منهم ،حتى انه طلب ذات الشيء من يحى وفعل وعاد يحى بعد ساعات بحال مختلف تماما عن حاله اثناء ذهابه .
مرت ايام و انا ويحي لا نتحدث كثيرا ،فقد حدث الكثير سأوريه اليكم لاحقا عندما اعلم ماذا دار بين يحى و والده في ذلك اليوم .
كان هذا اليوم هو يوم معاينتي توجهنا الى المشفي ،وقمت بعمل الفحوصات المطلوبة وفي طريق العودة قال يحى:
_"تيجي نبشر د.عالية بالخبر الحلو "؟
_"تفتكر احنا اتسرعنا في الي عملناه يا يحي "؟
_"لأ احنا اتاخرنا فيه اصلا يلا بينا"
ابتسمت له وقلت:
_" يلا يا باشا هو انا بعرف اغير حاجة قررتها"
_" لأ"
توجهنا الى المصحة مستعمين الى اغنيتنا المفضلة وعندما وصلنا
ابتسم لي وقال :
_"جاهزة ؟
عانقت يده الموضوعة علي مقود السيارة بيدي وقلت:
بينما كنت شاردة بالنظر الي تقاسيم وجهه التي كنت اعشقها ، أوقف السيارة ونظر لي وابتسم ثم قال:
ـ طبعا جاهزة وعمري ما كنت جاهزة قد النهاردة.
ترجل من السيارة ثم توجه الي وساعدني ؛نظرا لحالتي المزرية الان كان صعب ان افعل بمفردي.
وقفنا أمام المبني الذي أعشق تفاصيله ،وكل شيء به ،بعد أن كنت ابغضه ،وابغض الهواء الذي كنت اتنفسه به.
شردت للحظة وأنا أنظر الى النافذة التي كنت أقف بها لساعات طويلة ،وتمتمت بصوت خفيض " يا لسخرية القدر هل كان مقدر ان يحدث لي كل هذا "شعرت به يقف خلفي، و يديه تحيط بخصري وعانقني،اقترب بوجهه من أذني وقال:
ـ فاكرة اخر يوم سبتي فيه هنا ؟
ارخيت جسدي بين يديه لأميل نحو صدره وأسند رأسي عليه ،فسمعت نبضات قلبه، وشعرت بأنفاسه الدافئة الحنونة تغمر عنقي ووجهي ،وتنفست بعد كل ما مررت به معه بارتياح وقلت:
ـ لا فاكرة أول يوم جيت في انته هنا.
ضم جسدي أكثر اليه ولم يعبأ كوننا نقف بمنتصف الطريق وقال:
ـ انتي اول حاجة حلوة شافتها عيني هنا.
وضعت يدي فوق يده وقلت:
ـ انته اول حد قلبي شافه اصلا هنا.
ابتسمت بسعادة وحمدت ربي لوصولي معه الي هذا الحال ،لقد تخطيت الكثير والكثير بمساعدته ،بكيت فكفكف دموعي بلمساته وحنانه، خفت هدأ من روعي وعانقني، توترت وساءت حالتي ابتسم لي وطمئنني واخبرني انه دوما معي، يئست شجعني وحثني علي التماسك ،أخطأت اعادني الي صوابي ، حتى عندما تعرضت للخطر فعل اجمل شيء حدث لي بحياتي .
وهكذا اكون عشت معكم قصة تعرفي علي يحيى لننتهي من هذه المرحلة وتبدأ مرحلة جديدة تماما ،تري ماذا سيحدث بها وماذا حدث بالأيام الماضية؟
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الثامن و العشرون من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابع من هنا جميع فصول: حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا أيضاً: جميع حلقات رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا