مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والحكايات الخلابة في موقعنا قصص 26 مع الفصل السادس من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد، في هذه الحكاية العديد من الأحداث حيث جمعت بين الامل والموت فكان الامل اسمها والموت قاتله ،زهقت روحها على يد أقرب المقربين اليها وخسرت اغلي ما تملك ،بكت ظلما فقررت الانتقام علي الرغم من صغر سنها وفعلت وعاشت بعدها ذليلة .
.
.
تابعونا لقراءة جميع أجزاء حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد |
حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد - الفصل السادس
نحن الان في نهاية الاسبوع الثاني يحي حالته تحسنت كثيرا عن ذي قبل آلامه الجسدية بدأت تقل ، دموعه التي تسيل من عينه بكثرة توقفت و افرازاته التي كان انفه يفرزها بطريقة تثير جنونه قلت الي حد ما،و الم الرأس ايضا يكاد يكون اختفي وبدأ ينام لساعات اطول وبالتالي حالته المزاجية تحسنت كثيرا وبدأ شعوره بالثقة في التعافي يزيد ،وهذا ما يسمي بفترة "شهر العسل" في علاج الادمان الفترة التي يتوهم المريض انه قد شفي تماما ،كان يحي يعلم انها فترة مؤقتة وستسوء حالته بعد ذلك ، حاول التعافي كثيرا فهو بالأساس مدمن شره منتكس، هذا ما اخبرني به في وقت سابق.
توالت لقاءاتي مع د.عالية جميعها كانت مليئة بالذكريات والدموع البكاء احيانا والرفض والكره لها ؛لأنها مؤخرا كانت تنبش في الاشياء التي ماتت بداخلي وتتحدث بمواضيع ارفض التحدث بها ،كالثقة في الجنس الاخر ،وإمكانية ارتباطي بأحدهم يوما ما، لكن جلسة اليوم كانت مختلفة تماما انتهت نهاية مأساوية وكانت نقطة البداية والنهاية في نفس الوقت .
"عارفة لو مهتمتيش بشعرك شوية ولبسك حتصحي في يوم تلاقيني قاصاه و انت نايمة"
هذا ما قالته الصفراء وهي تمزح معي عندما دخلت غرفتي ورأتني بحالة مذرية ،عينان متورمتان، منامة قطنية بيضاء لم أفكر بتبديلها منذ ثلاثة أيام ،اظافري اقسم لكم لا يوجد بهم اثنان بنفس الطول ،والاهم من كل هذا شعري منظره يوحي اني خرجت من معركة تشابك بالأيدي للتو؛ لذلك غضبت مني وقامت بتهديدي بقص شعري، لكن اقسم ان فعلها احدهم مرة اخري سأذبحه ،هو يشبه شعر أمي اعتز به وبطوله.
ـ اولا انا كده مرتاحة بلبس الي يناسبني وميقيدش حريتي، ثانيا شعري متعب جدا معنديش طاقة افضل طول الوقت ماسكة الفرشة وواقفة قدام المراية .
ضربت كف بكف وهي تبتسم وقالت:
ـ عارفة لما تتجوزي ،لو جوزك شافك زي الساحرة الشريرة كده اول ما يصحي من النوم حيموت بالسكتة القلبية.
عقدت حاجبي ونظرت لها بغيظ عن اي زواج تتحدث هذه من هذا الزوج اللعين؟ امتلأت عيني بالدموع وقلت ،بينما تذكرت ان امي فقدت حياتها لأنها اصبحت زوجة لأحدهم :
ـ بس انا مش حتجوز ،ولو شكلي كده حيجيب سكتة قلبية للرجالة ويموتهم حطلع اجري في كل مكان عشان يموتوا والدنيا تنضف.
اومأت برأسها بيأس وقالت:
ـ عارفة يا أمل حييجي يوم و أواجهك بكل كلامك ده بعد ما تكوني نفذتي عكسه تماما ساعتها ححس اني انتصرت عليكي.
هبطت الدموع من عيني رغما عني وكررت ما قلته:
ـ انا مش حتجوز ولا حثق في حد انا بخاف منهم ،من ابوايا وخالي وزمايلي ومنه هو حتي ،الناس الي بشوفهم في الجنينة، بخاف من صوت الزفت الي بيفضل يصرخ طول الليل ده، بقيت بترعب منه عارفة كنت بفرح فيه قوي وبستمتع بصوته وهو بيتذل عشان ترحموه لكن دلوقت بدأت اكره صوته.
امتعض وجهها وقالت بنبرة معاتبة :
ـ بتفرحي في واحد كان مفتقد حنان الام من وهو طفل صغير عشان كده بيعاقب الدنيا كلها ،وبيدخل السموم دي جسمه وبقي هو الضحية .
اتسعت حدقتي ونظرت بعدم فهم وقلت:
ـ مش فاهمة؟
ـ مش من حقي اسرب معلومات عن مريض عندي ،بس حقولك حاجة انتي متخيلة كل الرجالة وحوش، عندك اهو طفل اتحرم من مامته ،حب يعاقبها بقي مدمن هي عايشة حياتها وهو بيعاني هنا ،هل بقي عنده فوبيا من البنات وكره الامهات لا معملش كده ،هو اخطأ في حق نفسه بس.
ماذا تقول هذه هل تحاول اظهار رجل بعيني ضحية رفضت حديثها وقلت:
ـ الضحية مش هو، الضحية اكيد مامته اكيد اطلقت عشان تهرب من ظلم جوزها.
لم يعجبها حديثي فقالت:
ـ تمام انتي بتقولي انها هربت من ظلم جوزها ،انتي عارفة انها اتجوزت بعديه وخلفت بنتين وعايشة سعيدة من سنين طويلة معاه ،مرت بتجربة فاشلة بس موقفتش عندها لا جربت تتجوز تاني ونجحت وعاشت بسعادة يعني معممتش فكرة واحدة اخدتها عن جوزها علي كل الرجالة ،زي ما عملتي، انتي باباكي كان حالة واحدة مش كل الرجالة زيه.
كأنها ضغطت علي جرحي تلفت اعصابي ولم افكر بما اقوله وقلت:
ـ مين قالك اني عممت فكرتي عن بابا بس، مين قالك ان هو الي جرحني بس ،مين قالك انه هو الي غدر بيا؟
اكتست ملامح وجهها بالقلق ونظرت لي متفحصة تقاسيم وجهي وقالت:
ـ مش اول مرة تلمحي لده من شوية قولتي كلمة منه هو حتي هو مين ده في ايه انا معرفوش؟
هل تعلموا ذلة اللسان انا الان سقطت بين يديها بسبب ذلة لساني ،ما هذا الهراء الذي أتفوه به انا ،حقا تيقنت اصبح ضعيفة جدا امامها تجعلني افعل ما اقسمت علي عدم فعله نظرت لها بتوجس وضيق وقلت:
ـ ليه متخيلة اني اتظلمت من بابا بس ،كل تصورك عني اني بخاف من الرجالة لا انا بخاف من الكل .
وضعت يدي علي صدري بموضع قلبي تحديدا ونظرت لها بأسي وتابعت:
ـ ده مش مجروح من بابا بس ده زعلان من ماما عشان استحملت ومخدتنيش وبعدت عن ظلمه، مين يعرف مش يمكن كنت ابقي قاعدة معاها هي دلوقت ،انسانة سوية ومعنديش مشاكل، قلبي ده مجروح قوي من كل زمايلي الي كانوا بيتريقوا علي خوفي منهم، انا موجوعة قوي من الي وثقت فيهم وخانوا الثقة ومتبصليش كده مش كل الوجع بييجي من الرجالة عمري ما كان في حد في حياتي، ده انا وثقت في الي كنت بعتبرها زي امي وخانت الثقة دي .
اصبحت دموعي تتسابق في الهبوط علي وجنتي وتابعت بصوت مرتجف وشفاه لا تتحكم بالسائل المتجمع علي طرفها ينتظر لحظة انهياري ليسيل كما يحدث مع الاطفال :
ـ شعري ده الي بتهدديني تقصيه لو مهتمتش بيه، انتي عارفة بعد ماما ما ماتت حصل مشاكل كتير قوي خصوصا اني شهدت ضد بابا وقولت كل الي كان بيعمله فيها، اخدتني تيتة ماما مامتي، اول حاجة عملتها بعد اسبوع من قعدتي معاها اخدت مني اجمل ذكري من ماما.
نظرت لي بعدم فهم ، فكلماتي لم تكن مرتبة او سوية ،ثم اعتدلت في جلستها اظنها الان تيقنت انها اوصلتني للحالة التي تجعلني اتحدث بكل شيء و قالت:
ـ مش فاهمة وضحي بس من فضلك متعيطيش احنا اتفقنا انتي بتتكلمي عشان تشيلي هموم من علي قلبك ،مفروض ترتاحي اكتر.
وضعت كفي يدي علي وجهي ثم استندت بمرفقي علي المنضدة محاولة التحكم برجفة جسدي ،ورفض الواقع الاليم الذي سأرويه الان وقلت :
ـ ماما كانت ماتت دفنوها وعملوا عزا كل ده و انا مش بنطق ، نمت طول الليل جمبها وهي ميتة منعوني كتير بس سبحان الله كان عندي قوة رهيبة يومها بالرغم اني منطقتش بحرف بس فضلت جمبها ، اعتقد هي كمان كانت عاوزة ده ،فضلت انا وتيتة في الاوضة بابا محاولش مرة يوريني وشه،كان بيهرب مني ومن مواجهتي، فجاة ملقيتهاش في البيت ولا لقيت بابا او خالي، بس وشوش حزينة، و هدوم سودة ،وصوت قرأن الي لدلوقت بيفكرني باليوم الاسود ده، عرفت بعد كده انهم كانوا بيدفنوها ويسيبوها ترتاح هناك من قسوته واتعذب انا، كنت حاسة اني خايفة قوي ضعيفة طفلة من غير أم، مهما اقولك مفيش كلام يوصف يعني ايه تبصي في وشوش الناس وتدوري علي اهلك مش تلاقيهم،من غير ام يعني تفضلي طول عمرك بردانة ومفيش حاجة تخليكي تحسي بالدفا ابدا،من غير ام يعني تفضلي محرومة من الكلمة الحلوة والحنان طول عمرك ، من غير ام يعني اي ابتسامة لوشك هتكون بهتانة كدابة،كنت بجري افتح الببان، المطبخ، اوضتي، الحمام، كل مكان في الشقة ، اخر حاجة كانت الاوضة الملعونة سجن امي ومكان تعذيبها ،كنت بتمني تكون هناك حتي لو مضروبة او بتعيط او عريانة وبتحاول تغطي جسمها زي ما كانت بتعمل دايما لما ادخل اطمن عليها بعد ما يمشي من البيت، معرفش كانت بتخبي جسمها لاني طفلة ولا بتخبي الجروح الي ملياه ، علي الرغم من اني كنت راضية الاقيها هناك بأي حال بس ملقتهاش، بصيت في كل ركن في الاوضة وجيت عند المراية جه في عيني منظره وهو رافع السكينة ،وهي بتحط ايدها علي قلبها وبتقع علي الارض، فضلت فترة المنظر يتكرر قدام عيني معرفش وقت قد ايه، صوت القرأن وقف هدوء فظيع حواليا عاوزة اخرج اعرف في ايه ؟بس كأن الدنيا وقفت في اللحظة الي وقعت فيها ماما علي الارض، فجأة حسيت حد واقف ورايا رفعت عيني وبصيت في المراية كان هو واقف بعنيه الحمرا وجسمه الي بكره كل حته فيه وبتمني اجيب نفس السكينة واقطعه بيها ،لو مكاني كنت حتعملي ايه حتسكتي لا طبعا انا مسكتش واخيرا خرج صوتي وصرخت وحكيت لخالي كل حاجة ومن هنا بدأت المحاضر والقضايا ؛خدتني تيتة عشت معاها في بيت خالي، بنت يتيمة وشعرها طويل وبعيط كتير مستحملتنيش ولا هي ولا سميحة مرات خالي قرروا ياخدوا الحاجة الحلوة الي بتفكرني بماما شعري قصوه لحد كده.
انهمرت الدموع علي وجهي و انا اضع يدي علي عنقي لأشير لها الي الجزء الذي سرقوه من طول شعري، لأتابع بعدها وصف موقف وحشي آخر مررت به و انا طفلة :
ـ كانت سميحة مكتفاني بين ايدها وتيتة ماسكة المقص وبتقص فيه، خالد وعبير كانوا متأثرين بصريخي وكلامي الي بقوله"لا لا سيبوا شعر ماما ده شعر ماما مش شعري انا "
لم يستطع لساني التحدث او وصف الموقف اكثر ، لم يستطع عقلي تذكر ما عشته بهذه اللحظة،ـلم يتحمل قلبي الالم الذي كنت اشعر به ؛فنهضت واقفة وانا اكفكف دموعي بكم بلوزتي وقلت مستسلمة لأحزاني:
ـ كفاية للنهاردة مش عاوزة اتكلم مش قادرة.
ابتسمت لي ونهضت هي الاخرى، اقتربت مني ونظرت لي بحنان متمثل في عاطفة الام ،وقالت وهي تمسح دموعي بيدها الاثنان كأنها تحتضن وجهي بكفيها:
ـ وبتقولي انك ضعيفة انتي قوية جدا ، دم ماما مرحش هدر هو مقتلهاش بالسكينة بس عذبها كتير وانتي عاقبتيه وواجهتيه، والشعر الي اتقص ده بقي عندك طوله الضعف ،كمان كل حاجة بتتعوض زي ما ربنا عوضك شعرك رجع اطول من الاول ، حييجي اليوم الي يعوضك فيه عن كل الي عشتيه.
هبطتت يديها للأسفل ووضعتها حول ظهري ،عانقتني بحنان ، بثت بداخلي الامان الذي كنت احتاجه وقتها وهمست بأذني قائلة:
ـ ليكي جايزة حلوة عشان بدأتي تتجاوبي معايا من النهاردة الشباك حيتفتح هوا اسكندرية وبحرها حيفيدوكي قوي.
قالت هذا ورحلت وبيدها جهاز التسجيل الخاص بها ودفترها الوردي.
ابتسمت انا بسخرية لأمرين الاول حتى وان فتحت هذه النافذة ماذا سيفرق هناك حاجز حديدي خلفها يضعوه خشية ان نحاول الهروب أو نأذى انفسنا منه ؛ مما يجعلني اشعر اني حقا بمحبسي وليس غرفة ،و الامر الثاني بماذا تكافئني هذه انسيت اني في اول مرة جئت الي هنا انا من طلب ان تغلق تلك النافذة ولا تفتح ابدا.
ما رأيكم بما كشفته للتو هل مؤلم هل شعرتم بالأسى من اجلي ،هل تخيلتم كم عاملوني بوحشية كوني طفلة صغيرة؟ لأقول لكم ادخروا كل تلك المشاعر لوقت اخر لذكري اخري مؤلمة وحشية اكثر .
***
في غرفة يحي المجاورة والمقابلة لغرفتي بنفس الوقت .
بدأ مزاج يحي بالتحسن كثيرا عن ذي قبل ؛فطلب من سامر التوجه الى الحديقة ليغير جو لقد بدأ يشتاق لعائلته الصغيرة، وسيارته الباهظة الثمن والتي كان يقوم بها بسباقات عدة، لا تؤدي لشيء سوي للموت، السبب الرئيس لحب يحي لتلك السباقات كان غضب والده منها ومنعه لممارستها فكان يشترك بها ليغضبه فقط.
توجه يحي الى الحديقة رفقة سامر جلسوا علي الطاولة التي اعتاد الجلوس عليها بمقابل غرفتي؛ حتى تلتقي اعيننا و انا اقف خلف النافذة عادتنا المفضلة التي استمرينا عليها لوقت سواء كان هو بالأسفل او بغرفته، قبل ان تقرر الصفراء عقابي اشد عقاب سأخبركم عنه لاحقا في وقته.
اول شيء قام به يحي هو النظر نحو نافذتي وقال :
ـ هي رابونزل دي حكايتها ايه؟ من اول ما جيت هنا وهي واقفة كده(رابونزل شخصية وهمية اميرة من اميرات ديزني شعرها طويل كشعري وعيناها تشبه عيني قليلا ))
وهكذا تعرفنا علي اللقب الذي اطلقه يحي علي وبهذا اكون " اوموت ، امل ، رابونزل "
قهقه سامر عاليا وقال:
ـ ايه الاسم ده؟
ابتسم يحي هو الاخر وقال:
بزمتك مش شبهها!
قال سامر وهو ينظر هو الاخر لي :
ـ هي شبهها بس علي ابيض شوية ،ولون شعرها مختلف بس تمشي عادي ،و متحاولش تبص عليها كتير عشان مترعبهاش.
تعجب يحي من ما تفوه به سامر فالتفت له وسأله محاولا ان يفهم:
ـ ارعبها !
نظر سامر نحوي بأسي وقال:
ـ اوموت ضحية عنف اسري ، باباها كان بيعذب مامتها من يوم ما جات بتنام وتقوم تقف تبص للبحر وتحضن نفسها كده، مش من حقي اتكلم و اقول اسرار مرضي بس هي حاولت تقتل حد قبل كده.
نظر يحي نحوي وقال:
ـ تخيل اب ظالم حول ملاك بريء زي دي لمجرم حاول يقتل.
قال سامر مواجها له بنفس اسلوبه:
ـ زي ما انته حولت نفسك من طفل عادي لمتمرد بيحاول يأذي نفسه بكل الطرق عشان يعاقب اهله.
ـ بس هما يستاهلوا العقاب ،علي الرغم اني اكتشفت اني بعاقب نفسي علي ذنب معملتوش.
امتعض وجه سامر وقال:
ـ والله انته غريب عندك كل المقومات الي تخليك بني ادم سوي ،عمرك ما كلمت بنت بار بجدتك جدا، والي حيجنني انك بتصلي بس مدمن للملعون ده تركيبة غريبة قوي انته!
ـ ولا غريبة ولا حاجة مش حابب أكون علاقة و احب بنت و اتخلي عنها لاني مش حتجوز، اما ديجا دي كل عمري مش حبقي بار بيها ازاي دي هي الي مربياني ،و الصلاة ايه علاقة الهروين بيها انا مدمن اه بس عمري ما ارتكبت الكبائر .
قهقه سامر مرة اخري وقال:
ـ انته غريب قوي اشم هروين اه لكن اغضب ربنا لا.
شاركه يحي الضحك و اغضبني هذا اغتظت منه بشدة ؛طوال الليل يصرخ فوق رأسي ويرعبني وبالنهار يجلس بالحديقة يستمتع يا لك من غليظ.
قال سامر وهو ينظر له بجدية :
ـ يحي ليه رافض الجواز ؟
استمر في الضحك وقال :
ـ والله مش حابب اتجوز واحدة وبعدين نزهق من بعض فنطلق ونسيب ضحايا يتعذبوا في الدنيا بعدينا ،اوعي تفكر زي دكتورة عليا اني الزفت ده الي بتعاطاه أثر عليا والكلام ده .
تحولت نظرات سامر للجدية اكثر وقال له:
ـ هو الزفت ده اكيد بياثر عليك بس انا مصدقك مع ان تفكيرك غلط ،ماهو مش كل اتنين بيتجوزوا بيطلقوا ،عندك انا اهو طافح الكوتة عشان اجمع قرشين واتجوز البنت الي سيادتك كنت حتكسرلها دراعها من كام يوم.
حدق به يحي وقال:
ـ انا!
ـ ايوة انته، د. بيرهان خطيبتي مش رسمي بس ادعيلنا ،وخف ايدك عليها شوية ايه ياعم كل شوية جيالي تشتكي منك.
تحولت نظرات يحي للحزن وقال:
ـ انا اسف والله غصب عني مش ببقي في وعي .
ربت سامر علي كتفه وعامله كصديق محب وقال:
ـ ولا يهمك عارف، متنساش كنت مكانك هنا في يوم من الايام واديك شايف اهو بقيت من مدمن "كوكا "لمعالج وخرج من هنا مئات انا الي ساعدتهم، وكل فترة بنتجمع ونحتفل ،ان شاء الله اول ما تخرج حتكون معانا ، مش يلا بقي علي اوضتك ؟
التفت يحي نحوي وقال :
ـ خلينا شوية.
حدق به سامر وقال:
ـ هي الحكاية كده بقي ،وانا الي مفكر انك نازل عشان تغير جو اتاريك بتراقب اوموت او رابونزل بتاعتك بلاش اوموت بيقولوا بتتغاظ من الاسم ده.
ـ ليه دايما تقولوا وموت ؟
ـ ده الاسم الي بتناديها بيه د.عالية، بس بدل ما تتعب نفسك ما الشباك موجود روح اقف قصادها.
تنهد يحي بضيق وقال:
ـ مش عاوز احس اني في سجن مش عاوز اظهر قدامها كده.
جذبه سامر من ذراعه وقال محذرا اياه:
ـ بلاش تتعلق بيها دي قنبلة موقوتة حتنفجر مرة واحدة ،الله اعلم حتحرق مين ،وانته مش ناقص انته صاحبي ومن واجبي عليك بحذرك بلاش، دي مريضة عندها مشكلة كبيرة مش سهل تتخطاها ،وبعدين انته في مرحلة حرجة مش صح انك تختار فيها.
ـ ايه ياعم انا لسه بقولك مش ناوي اتجوز محسسني اني بقولك يلا نروح نخطبها!
سامر معالج جيد يراقب افعال مرضاه ويحاول فهمهم؛ لذلك لاحظ نظرات يحي لي يوم زيارة عائلته هذا ما علمته لاحقا فقال:
ـ تنكر ان فيها حاجة بتشدك؟
ابتسم يحي ودار بوجهه ناحيتي وقال:
ـ لا منكرش ،شعرها ده اول مرة شفته حسيت الدم بيجري في دماغي عملي دوخة كده شبهتها للدوخة الي بحس بيها لما ضغطي بيعلي، كمان دراعتها الي حاضنة نفسها بيهم منظرهم بيوجعني قوي، دايما حاسس اني عاوزة اخدها في حضني واخبيها من الدنيا كلها ،انا معرفهاش ولا اعرف اي حاجة عنها بس حاسس بيها فيها سحر غريب بيشدك.
ابتسم سامر ولكزه بسخرية متناسيا تماما ظروف مرضي وعلاج يحي وقال:
ـ ده انته واقع بقي.
صدق يحي فيما قال ، حقا لم اشعر بالأمان يوما في حياتي إلا بين ذراعيه الحانية التي عوضتني علي كل ما عانيته في حياتي.
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل السادس من حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد
تابع من هنا: جميع حلقات رواية عشق ووجع بقلم شيماء رضوان
تابع من هنا جميع فصول: حكاية أمل أو موت بقلم صفية محمد.
تابع من هنا أيضاً: جميع حلقات رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا