مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية درامية جديدة للكاتبة المتألقة الهام رفعت علي موقعنا قصص 26 و موعدنا اليوم مع الفصل الرابع والخمسون من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1).
رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1) - الفصل الرابع والخمسون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت (ج1) - الفصل الرابع والخمسون
انتهي مالك ونـور من تجهيز اوراقهم الخاصه بسفرهم للخارج وسط هدوء زين الذي لم يصدر رده فعل تجاه الموضوع ، وألزمت نور نفسها في أثبات مدي تعلقها به وقررت السفر لتوحي له عدم ندمها في الإقتراب منه ، وموبقه تلك الفكره التي تحيل لمسه لها ، بينما سعد مالك بالأمر واضحت هناك فرصه للتقرب منها والتأثير عليها ، وابذال اقصي جهوده لجعله يتركها نهائيا ، وقف مالك في شرفه غرفته متوعدا وناظرا أمامه بحــقد كامن لم يبرز معالمه حتي الآن وحدث نفســه :
- أهم حاجه دلوقتي ..اني أخليه يطلقها قبل ما نسافر ..وبكده تبقي فرصتي معــاها....
_____________________
في شركه فــاضل .....
استدعي فاضل زين لمناقشته في ذلك الأمر خاصه بعد تحديد موعد سفرها في الأجل القريب ، وتوجه زين لمكتب والده وولج للداخل وجلس امامه بهدوء ظاهري قائــلا :
- خير يا بـابا ...كنت عايزني في ايه
فاضل بتروي ونبره متفهمه :
- خير يا زين ...انا بس مش عايزك تقلق علي نور لما تسافر ...هي هتبقي في أمان ...انا كلمت واحد أعرفه وخليته يشوف فيلا هناك علشان تقعـد فيها .
زين معترضا بإنفعـال :
- لأ طبعــا ....انت عايزها تقعد مع الواد ده لوحدهم .
فاضل بتردد : عادي يا زين ...دا ابن عمتهــا .
زين بنبره قـويه :
- أهو انا بقي مش خايف غير من الزفت ده ...أنا مش موافق يا بابا .
فاضل بحيــره : طيب قولي انت أعمل ايه .
زين بجـديه :
- تقعد مع أصحابها عادي ....زيها زي أي واحده متقدمه هناك ...كده هبقي مطمن عليها ..خصوصا لما الحيوان ده يبقي بعيد عنهـا .
فاضل متنهدا بقله حيله : خلاص يا زين اللي تشوفه ، تابع بتوتر:
- أنا كنت عايز أكلمك في حاجه كده
نظر له زين فتابع فاضل بتوتر شديد :
- انا بفكر اتجوز و....
قاطعه زين بمغزي : مبروك يا بابا ...فعلا ست كويسه ..وحضرتك حر في حياتك .
فاضل متنحنحا بخجل : هو انت تعرف انا هتجوز مين .
نهض زين قائلا بإستهزاء : أتجوزوا انتوا وانبسطوا وانا قاعد أهو
كاد فاضل ان يرد ولكن تركه زين ودلف للخارج متجهما في حالته الميؤس منها....
___________________
جلست بغرفتها مختليه بنفسها تفكر في خطوتها القادمه، ومدي رغبتها في أقصاء تلك الفكره تواقه في البقاء بجانبه ولكن أعهدت نفسها ان تبرهن له مدي حبها الذائع له بداخلها ، تنهدت نور بعمق متمنيه قربه منها خاصه بعد تركها له متعمده ذلك ، ثاورها شعور جم تخلل لمشاعرها الأنثويه في تمنيه ولهفتها عليه ، ولكنها ضغطت عليها بقسوه لعدم إظهارها رغم إنفعالات مشاعرها المختزنه له ....
ولجت لغرفتها صديقتها المقربه ، التي اتت لتجلس معها خاصه بعد سفرها القريب ، تقدمت ساره بحذر منها وجلست بهدوء بجانبها ، وأنتبهت لها نور ونظرت لها بأعين حزينه ، فإبتسمت ساره لها قائله :
- نانو ...عامله ايه
نور بهدوء زائف : كويسه الحمد لله .
ساره بحيره :
- فيكي ايه يا نور ....انا أفتكرتك هتبقي مبسوطه بعد جوازك من زين ...مش ده اللي كنتي عوزاه
نور بنبره حزينه : زين مش بيكلمني ومتخاصمين .
ساره بإستفهام :
- ليه بقي ...دا انتو لسه متجوزين وكنتي موافقه وكل حاجه كويسه .
نور بضيق : أتجوزنا علشان عمي مايزعلش
ساره بعدم إقتناع :
- بس أنتي بتحبيه يا نور ...وزعله أكيد علشان هتسافري وتسيبيه .
نور بإنزعاج جلي : انا كرهت السفر ده .
ساره بفرحه : يعني مش هتسافري
نور بتأفف : انا عمري ما سافرت يا ساره ...ولا روحت مكان ..انا حبيت أجرب واشوف الناس ...وطلبت منه يجي يشوفني ..تصدقي انه رفض .
ساره بتساؤل : بتحبيه يا نور
نور بجب صادق : بموت عليه ...بحبه من زمان قوي ...بس هو مفكر اني لما هبعد هتغير ...واني ممكن انساه ، ثم نظرت أمامها وتابعت بجديه :
- بس أنا هسافر ...علشان اعرفه اني مهما بعدت ...مافيش غيره في حياتي ........
______________________
في احدي العيادات الخاصه بالنساء والتوليد ، جلس وليد وميرا في مقابيل الطبيبه ، ثم ابتسم بفرحه قائلا :
- متأكده يا دكتوره .
الطبيبه بتأكيد : طبعا ...دا باين قوي
وليد بسعاده جليه : يعني أنا هيبقي عندي ولد .
ميرا بضيق : ولو كانت بنت ...كنت هتزعل .
وليد بتوتر مبررا :
- لا يا حبيبتي طبعا ...بس الولد حاجه كده تسند الواحد وتشيل اسمه .
لوت شفتيها بلامبالاه ثم حدثت الطبيبه بجديه :
- وهو صحته كويسه كده يا دكتوره .
وليد محتجا :
- دا سؤال تسأليه ..طبعا صحته كويسه ...دا ابني ...يعني صحته كويسه زي ابوه .
عضت ميرا علي شفتيها السفليه بخجل وغمزت له ، فابتسم لها وتابع ببلاهه موجها حديثه للطبيبه :
- والواد ده هيشرفنا امتي ................
______________________
قام بدعـوه الجميع لحضور عقد قرانه ، وفرح لتأجيل أخيه لرحله شهر العسل مع زوجته والتمام الجميـع حوله في ذلك اليـــوم .
وصل المأذون فجلس امير بجانبه، وكذلك ماجد الذي جلس علي الناحيه الأخري استعدادا لعقد قران أخته فهو الموكل لها ، ثم شرع المأذون في عقد القران ، وما ان أنتهي حتي صدح أمير بفــرحه مهلل بذراعيه :
- مبروك عليا يا جماعه ....انا بقيت راجل متجوز
معتز ساخرا منه : طول عمـرك أهبل .
حدجته سلمي مضيقه عينيها واردفت في نفسها :
- هو بس ...دا باين سلالـه .
اقترب ماجد من أمير قائلا :
- مبروك يا أمير ...مش هوصيك علي اختي .
امير غامزا : في عينيا ....عايزك تطمن عليها معايا .
ماجد زاممـا شفتيه : أما شوف .
تقــدم منهم الجميع لمباركتهم ، وسلم عليه حسام قائلا :
- مبروك يا أمير
امير بإمتنان : الله يبارك فيك ...معلش أخرناك علي شهر العسل انا بعتذر منك قوي .
حسام بإبتسامه زائفــه :
- متقولش كده يا راجل ، تابع في نفسه بتهكم :
- ما هي ناقصه عطله ...الواحد مش عارف ينفرد بجماعته .
ثم تقدمت مريم هي الآخري منهم ، واحتضنت ديما قائله :
- مبروك يا ديما .
ديما بإبتسامه : ميرسي ....اوعي تكوني زعلانه من الكلام اللي انا قولته .
مريم نافيـه :
- عادي محصلش حاجه ...انا وحسـام بنثق في بعض جدا .
ماجد من الخلف : أهلا يا مـريم .
وجه حسام بصره إليه ، واستدارت مريم نحوه قائله بثبات :
- اهلا يا ماجد ...مبروك .
ماجد بابتسامه مصطنعه :
- الله يبارك فيكي ، ثم وجه بصره للمرأه الممسك بيدها متابعا :
- احب اعرفك علي هانا خطيبتـي .
اعتلت السعاده وجه حسام ورقص قلبه فرحا ، فإبتسمت له مريم قائلــه :
- مبروك يا ماجد ...انا فرحتلك قوي .
بينما تقدم حسام منه وامسك يده مصافحا اياه بقوه ، قائــلا بفرحه عارمـه :
- ألف ألف ألف مبـروك يا ماجد ...فرحتي الكبيره يوم ما شوفك متجوز ان شاء الله .
ماجد بإستغراب : الله يبارك فيك .
~~~~~~
سلطت بصرها عليه كمن لا تري غيره امامها ، واعترضت علي عدم رغبته في الإقتراب منها ، وادركت مدي تعلقه بها وخوفه من بعدها ، وظنه ميلها لغيره بمجرد بعدها عنه ، حدقت فيه بنظرات تواقه للأقتراب منه ، ولم تشعر بنظرات مالك المسلطه عليها والغاضبه من نظراتها نحوه ، محتجا علي لهفتها عليه رغم ما يفعله معها ، ولم يتمالك نفسه حتي اقترب منها قائلا بضيق:
- سيبك منه يا نور ....بتبصيله كده ليه .
نور بتوتر مبرره :
- انا مش ببصله ....هو اللي بيبصلي
مالك بعدم إقتناع : ماشي يا نور ...تعالي نرقص سوا ...ولا تحطيه في دماغك .
اومأت برأسها ونهضت معه وسط نظرات زين المنزعجه .....
~~~~~~
انزعجت من تصرفات زوجها الهوجاء ، وقامت بسحبه بعيدا عن الحضور ، ليتسني لها تعنيفه وهتفت بضيق :
- ايه الكلام اللي بتقوله ده ...كده ممكن يفكر انك غيران ..وعايز تخلص منه .
تأفف حسام ورد بإمتعاض :
- كل ده يا مريم علشان بحبك ..ومش عايز حد غيري يفكر فيكي مريم بنفاذ صبر :
- يا حسام يا حبيبي ...قولتلك قبل كده اني مبحبش غيرك ...فمافيش داعي للغيره دي .
حسام زامما شفتيه : طيب
مريم وهي تداعب وجنته : حبيبي شاطر وبيسمع الكلام .
حسام بخبث غامزا بعينيه :
- طيب وشهر العسل المتأجل ده ..هنروحه امتي بقي .
مريم بجديه : طبعا بعد نور ما تسافر
حسام بحزن : يا عيني عليك يا زين ...والله ما كان له داعي السفر ده .
مريم بإعتراض : لا طبعا دي فكره هايله انها تختار حياتها بنفسها
حسام بعدم إقتناع :
- يعني عاجبك حال اخوكي ده ...انتي قاسيه عليه قوي يا مريم
مريم متأففه :
- حسام خلاص سيبك من الموضوع ده ...وقولتلك قبل كده لو نور رجعت وقالت عوزاه ...وقتها هعترف ان مافيش حد مأثر عليها ...بس انا دلوقتي شيفاها خايبه قوي وأي كلمه بتأثر عليها ...علشان كده بشجع انها تبعد وتحاول تختار من غير ضغط.....
___________________
علي إحدي الطاولات التي خصصها لهم زين للجلوس عليها بعيدا عن ضجه الحفل ، ولم تخلو مناقشاتهم حول الأمور الأسريه وما إلي ذلك ،وفتح فاضل موضوعه في الزواج لفايز ، ليبدي رأيه في تلك الخطوه التي اتخذها ، فهمس له فايز بجديه :
- عندك حق يا فاضل ...ست فعلا متتعوضش .
فايز بهمس ناظرا إليها : يارب الموضوع يمشي علي خير .
فايز بتعجب : مش قولت انها موافقه ..فين المشكله بقي .
فايز متنهدا بحيره : هي موافقه ...ويا تري حسام ممكن يوافق ...ولا هيعمل زي مالك كده .
فايز محتجا : حسام عاقل ...مش زي مالك ...وهي موافقه يبقي الموضوع خلص .
فاضل بتساؤل : يعني اتكل علي الله .
فايز مؤكدا : أتكل علي الله....وأن شاء الله خير ....
~~~~~~
سلطت بصرها علي أخيها منزعجه من تصرفاته الغير مسؤله وتودده لها المبالغ فيه ، غير عابئ بانها زوجه أقرب ما له ، جلست ميرا بصحبه زوجها الذي اتي دون رغبه في الحضور ، ونظر لها متعجبا وحدثها :
- بتبصي علي ايه يا ميرا ...كمان وافقت أجي معاكي ..ومشغوله عني .
اجابته بضيق شديد :
- اسفه يا وليد ..اصل مالك مزودها قوي..مش شايف بيعمل ايه
...حذرته أكتر من مره وبرضه مافيش فايده .
وليد متفهمـا :
- وانتي تزعلي نفسك ليه ...خلاص ما فيش في إيدك حاجه تعمليها ...بكره يكبر ويعقل ...ويعرف ان ده غلط .
نظرت ميرا امامها وقد لمعت في ذهنهـا فكره ما ، وألزمت نفسها علي تنفيذها بحمـاس وردت بمغـزي :
- لا هعمل ، ثم نهضت وسط نظرات وليد المتعجبـه متجهه نحوه
تقدمت ميرا منهـم وصعدت علي المسرح قائله بابتسامه مصطنعه :
- ممكن آخد مالك منك شويه يا نـور .
نور بلا مبالاه : اكيد طبعا
مالك بإنزعاج : عاوزه ايه يا ميرا ..سيبيني مع نـور .
ميرا بحــزن زائف :
- كده يا مالك ...وانا اللي عايزه افرجك علي صور البيبي علشان تشاركني فرحتي .
مالك بتأفف : يعني هي حبكت دلوقتي يا ميرا .
ميرا وهي تسحبه من يده : تعالي بس ..دا حتي شبهك قوي .
سار مالك معها علي مضض وتنهدت نور بإرتياح ، ووجهت بصرها لزين وتوجهت اليه سريعا ..
وقفت نور امامه واردفت بتوتر :
- تعالي نتكلم بره شويه
اومأ زين برأسه ونهض ذاهبا معها للخارج .
ثم وقفت نور قبالته وامسكت يده قائله :
- انا متضايقه قوي .
زين مدعي عدم الفهم : من ايه
نور بحزن : يعني مش عارف
زين بهدوء زائف : لأ .
أقتربت منه قائله بحب ونظرات عاشقه :
- انت وحشتني قوي ...وحشني حضنك....انا مبقتش بعرف انام
زين بضيق : اتعودي من دلوقتي علي بعدي .
طوقت عنقه بذراعيها مقتربه من وجهه ، وصارت انفاسها قريبه منه ويشعر بها ، وهمست :
- مبقتش عايز تبوسني يا زين .
نظر لها بتوتر شديد وقربها الذي أسري سخونه في جسده ، خاصه نظرتها الجريئه له ، ولم يلبث امامها حتي التهم شفتيها في قبله إشتياق ولهفه معبرا فيها عن عشقه الكامن والظاهر منه ، ولم تتواني هي في الاستجابه له ، وقربته منها متيمه للقرب اكتر ، ولمسات يدها عليه التي اججت احاسيس منكوده بداخله لم يغدقها منها بعد ..
~~~~~~
مل من ثرثرتها التي لم يتفهم منها شيئا ، ثم ادار راسه تجاهها ولم يجدها ، ثم وجه مالك بصره له هو الآخر ولاحظ اختفاءهم سويا ، واستنبط بحسه الذهني وجودها معه ، ولاحظته ميرا وحدثته بابتسامه زائفه :
- مقولتليش ايه رأيك يا مالك .
نهض مالك غير عابئا بها ، وحدجها بغضب ورد بإستياء جم :
- انتي قاصده تعملي كده ...انا فهمت لعبتك ...بس مش هيحصل ونور ليا انا .
ثم أسرع خطاه باحثا عنهما كالمغيب ، وتتبعته ميرا بإنزعاج ، فأردف وليد بجديه :
- اخوكي ده مش هيجبها البر ...حاسس انه هيعمل مصيبه .
ردت بقله حيله : انا تعبت من عمايله دي ...
~~~~~~
بحث عنهم في جميع الأماكن ولم يجد اثرا لهم ، تجهمت ملامح مالك ونظر حوله بغيظ شديد فطنا لوجودهم سويا وربما تلين امامه وتنفض فكره سفرها معه ، دار حوله لعله يري احدهم ، ثم هداه تفكيره للذهاب للخارج ، وجاب المكان ببصره سريعا وصدم حين رآهم سويا وبتلك الوضعيه وادرك تأثيره عليها .
استحوذ عليه غضب تشنجت علي أثره عروقه وتقدم منهم راغبا في الفتك به وصرخ :
- أبعد عنها .
ابتعد الإثنان فزعا من صوته العالي ، وتعجب زين من هيئته ونظر له بعدم فهم ، بينما حدجه الاخير بنظرات غاضبه ، ثم وجه بصره لنور قائلا بعتاب :
- ليه يا نور ...مش قولتي مخصماه ومش هتكلميه ..وخلاص اتفقنا .
زين بإنفعال بائن : انت أتجننت ...ازاي تكلم مراتي كده.
مالك بغضب : ملكش دعوه بيها ...انت بتضحك عليها ، ثم اقترب من نور وامسك يدها متابعا :
- تعالي معايا يا نور .
صدم زين وكاد ان يجن من افعال هذا الأحمق ، ثم اقترب زين منهم بشر مستطير علي محياه وأفلت يده بعنف وجذبها اليه ، ولكن المفاجئه الأكبر تلقاها زين في لكمه عنيفه باغته مالك بها ، فشهقت نور مصدومه وتراجعت لا إراديا خلف زين متشبثه بيده ومدركه لنشوب معركه بينهم ، ووضع زين يده الأخري موضع لكمته غير مستوعبا تطاوله عليه ، وحدجه بنظرات قاتله ، بينما نظر له الأخير بتحدي شرس وهتف في وجهه :
- متفكرش اني عيل ...انا ارجل منك .
دهشت نور من حديثه ، وحاولت سحب زين بعيدا ولكنه ترك يدها بعنف وتوجه صوبه بغضب عارم مكيلا له العديد من اللكمات القاتله ولم يدري زين بنفسه ولا بتلك الدماء التي تناثرت علي وجه الآخر ، فصرخت نور بصوت عالي وسقط الأخير علي الأرضيه ينزف الدماء ، ولم يكتف زين بذلك حتي سدد له العديد من الركلات منفسا عن غضبه ، واصبحت الرؤيه للآخر شبه معدومه وكاد ان يغشي عليه ..
هدج الجميع للخارج فزعين من صراخاتها العاليه ، وركض حسام ومعتز تجاههم مباشره غير مدركين لما يحدث ، وقام حسام عفويا بإبعاد زين وحدثه بإنزعاج :
- اتجننت يا زين...هيموت في إيدي .
صرخت ثريا وركضت نحو إبنها الذي حمله معتز وأجلسه علي إحدي المقاعد ، ودنت منه قائله ببكاء :
- ليه كده يا مالك ...قولتلك اللي بتعمله ده غلط ..وأدي النتيجه
مالك بصوت خفيض للغايه : مش هبعد ...نور دي بتاعتي .
اهتاج زين مما فعله ذلك الحقير معه وحاول الإفلات من حسام ليكمل تعنيفه القاسي معه وهتف بغضب :
- سيبني يا حسام ...الحيوان ده مد ايده عليا .
حسام بتعقل وهو يعيق طريقه :
- أهدي يا زين ...المواضيع دي ماتتحلش كده .
تدخل فاضل وحدثه بحده : بس يا زين كفايه فضايح .
زين بإنفعال جلي :
- الفضايح لسه جايه بعدين يا بابا...دي اللي عايزها تسافر معاه .نهض مالك بصعوبه ورد بعناد :
- أيوه هتسافر معايا ...لأني بحبها أكتر منك .
جن زين وامسكه حسام بقوه وهتف بضيق :
- سيبك منه يا زين ....دا عيل أهبل .
زين بعصبيه : الحيوان ده يبعد عن مراتي .
وقفت نور مشدوهه لما يحدث أمامها ، وزاغت عينيها في ردود افعالهم العنيفه ، وتطور الأمر لهذا السوء ، فضمتها مريم إليها متفهمه موقفها وحدثتها بنبره قلقه :
- نور انتي كويسه ...ساكته ليه...خليكي قويه ومتخليش حد يأثر عليكي .
سلمي بإنزعاج : دا وقته يا مريم ...انتي فاهمه الموضوع غلط
ساره وهي تملس علي شعرها : نور انتي كويسه .
اومأت برأسها ولم تتفوه بكلمه ، واردفت مريم بضيق :
- اهدي يا نور محصلش حاجه ...انا عارفه ان زين هيفضل طول عمره كده ...متخليهوش يأثر عليكي .
سلمي بضيق شديد :
- حرام عليكي يا مريم ..دا جوزها ...وباين الموضوع مالوش علاقه بالسفر .
مريم بإعتراض : لا يا سلمي ..دا ضربه علشان مش عايزها تسافر معاه...عايز يمتلكها ومفكرها زي اي بنت كان بيعرفها .
أثرت كلماتها عليها وعاد لمخيلتها ما فعله معها في السابق ، ومدي استخفافه بها ولم تشفع له تبريراته ، ونظرت امامها مجفله في مدي حبها له ، ومتيقنه حبه هو الآخر لها ، تنهدت نور بعمق محاوله تناسي ما حدث في السابق واخذ خطوه جديه في هذا الأمر .....
تشدق فاضل بنبره جاده : يلا علشان هنمشي ، تابع محدثا أخته:
- وأنتي يا ثريا خدي مالك عندك
ردت بصوت متحشرج مؤكده : ايوه هاخده عندي .
وجه فاضل بصره لزين قائلا بحده :
- هات مراتك وتعالي علشان هنمشي ..
وقف امير وزوجته متابعين ما يحدث أمامهم كالمتفرجين لفيلم ما في أحد العروض ، وزم شفتيه في ضيق ، فقد خربت ليله عرسه ، وانتبه امير لمن يضع يده علي كتفه فادار راسه وجده ماجد ، فحدثه ماجد بإستهزاء :
- خد مراتك وأمشوا ...ليلتكم باين عليها فل
امير لاويا شفتيه ساخرا :
- عندك حق ..كنا جبنا فشار بالمره علشان الفرجه تحلو..
~~~~~~
توجه حسام لزوجته واردف بضيق داخلي :
- يلا علشان هنمشي احنا كمان ...ملهاش لزوم القاعده .
اومأت مريم رأسها واصطحبت والدته وأخته التي قالت بحزن :
- شوفتو نور كان شكلها عامل إزاي ...يا حبيبتي يا نانو .
مريم بضيق : بصراحه زين مزودها قوي ..ازاي يضربه بالشكل ده ...أكيد طبعا متضايق انها هتسافر معاه .
حسام هاتفا بنفاذ صبر :
- حرام عليكي يا مريم ...مش هترتاحي غير لما أخوكي يدمر خالص ...وقولتلك قبل كده انه بيحبها ...وهو بنفسه أعترفلي بحبه ليها .
مريم بتهكم : نور صغيره وكل كلمه بتأثر عليها .
حسام مستهزءا : وانتي عارفه كده وشغاله تأثير عليها .
اشاحت بوجهها ، وحدجها بضيق ثم أدار سيارته .........
_____________________
بعد قليل وصلوا للفيلا ، ولج الجميع للداخل واستدار فاضل نحوه وحدثه بعصبيه مستنكرا لما رآه :
- اللي حصل ده لعب عيال يا زين ...ازاي تمد ايدك عليه بالشكل ده ...دا كان هيموت في ايدك ...عجبك فضايحنا دي .
كاد زين ان يرد ولكن فاضل قاطعه مستأنفا حديثه بجديه منزعجا:
- مش عايز أسمع حاجه ...خد مراتك وأطلع فوق ..ومش عايز الموضوع ده اسمعه تاني ، ثم تركهم فاضل وصعد لغرفته ، ونظرت له نور بغيظ وعنفته :
- ازاي تمد ايدك عليه وتضربه كده .
رد بإبتسامه مستهزءا لما تفوهت به :
- انتي خايفه عليا ولا عليه .
لم تجيبه ونكست بصرها للأسفل ، فزفر بقوه واقترب منها قائلا بهدوء زائف :
- فعلا هو عيل ومكانش ينفع أضربه كده ..وانتي كمان عيله ، تابع محاولا ضبط أنفعالاته :
- هو أهنيي ...ومد ايده علي اللي أكبر منه ...بس انا مش هحاسبه ...ولا هحاسبك انتي كمان ....علشان انتو بالنسبالي عيال ..وانتي حره يا نور ...وبراحتك خالص ، ثم رسم إبتسامه هادئه علي محياه وهو يطالعها بحب وأستطرد وهو يحاوط وجهها بكفيه :
- يوم سفرك عندي ليكي مفاجأه ..هتبسطك قوي ...وهتخليكي تعيشي حياتك من غير ما حد يتحكم فيكي .
نظرت له بعدم فهم فتابع بابتسامه عذبه :
- تصبحي علي خير يا حبيبتي ، يلا علشان تنامي ، ثم أنحني برأسه طابعا قبله علي شفتيها وابتعد ناظرا لها بابتسامه محببه وتركها صاعدا للأعلي .
استدارت ناظره اليه بعدم فهم لما تفوه به ،خاصه هيئته الجديده ، وشعرت بوغره في قلبها وتساءلت الي ما يرمي ..
_______________________
في يــوم السفـــر .....
جلست علي طرف الفـراش ناظره لحقائبها الموضوعه أمامهـا ، وفركت أصابع يدها متوجسه لتلك الخطوه التي قررت تنفيذها ، تنهدت نور بعمق وأخذت تهدأ إضطراباتها وتهيأت لما هو قـادم ، وولجت صديقتها عليها والدموع منسابه علي وجهها ، ثم نظرت لنور بأعين محتقنه من البكاء ، وابتسمت لها نـور بحنان وأردفت وهي تحتضنها بقوه :
- هتـوحشيني قوي يا ساره
ســاره بصوت باكي : وانتي كمان هتوحشيني قوي يا نـانـو .
ثم أبتعدت قليلا وتابعت بجديه مشيره بسبابتها :
- تكلميني كل يوم ...ولو فيه يوم مكلمتنيش هزعل .
نور بضحك : طبعا ...وانا ليا مين غيرك ، ثم ضمتها مره أخري وتحدثت ساره بجديه :
- الكل مستني تحت ..يلا علشان متتأخريش .
اومات نور برأسها ودلفن سويا للخارج .....
~~~~~~
سلط بصره علي صديقه قاطبا بين حاجبيه غير متفهما هدوءه الشديد وتلك الإبتسامه الظاهره علي محياه ، وما يثير ريبته عدم مبالاته بما يحدث حوله وبروده الزائد الذي كسا تعبيرات وجهه ، وزم حسام شفتيه متمنيا خيرا لهذا الوضع ..
هبطن الفتيات الدرج ، وتوجه لهم مالك قائلا بابتسامه فرحه :
- صباح الخير يا نانو .
نور بهدوء : أهلا يا مالك ، ثم حركت رأسها باحثه عنه ، وجدته جالس محدقا بها بابتسامه عذبه ، فأقتربت منه غير مباليه بما حولها ، ونهض زين لمقابلتها ، فأرتمت في أحضانه وضمها اليه بقوه واردفت بحزن :
- أنا هسافر يا زين .
زين بابتسامه محببه : تيجي بالسلامه يا حبيبتي .
سلط الجميع بصرهم عليهم وعلي الحديث الدارج بينهم ، وبدوا متعاطفين مع الموقف ، فتدخل فاضل قائلا بضيق زائف :
- هو زين بس اللي هيوحشك ...مش هتسلمي عليا .
ابتسمت له نور وهمت بإحتضانه هو الآخر واردف الأخير :
- خلي بالك من نغسك يا بنتي ...وأي حاجه عوزاها هتلاقيها علي طول .
نور بابتسامه : ميرسي يا انكل .
مالك متدخلا : متخافش عليها يا أنكل طول ما هي معايا .
لم يعلق زين ولم يصدر رده فعل وأستمر في رسم تلك الإبتسامه الغير مفهمومه ..
ثم أقتربن بنات عمها مودعين إياها بحراره ، ووجهت بصرها لزين مره أخري فمد لها ذراعيه فإبتسمت له وتقدمت منه وضمها بقوه اليه قائلا :
- هتوحشيني يا حبيبتي .
نور بنبره حزينه : انت اللي هتوحشني قوي ...اسفه ان كنت بزعلك مني .
تابع الجميع تلك اللحظه الموجعه ونظر حسام لمريم لائما علي ما كانت تفعله قائلا بضيق :
- زين النهارده متغير قوي ...انا خايف
مريم بعبوس :
- وانا كمان مستغرباه ، تابعت بمعني :
- يمكن عرف انه كان غلطان ورجع لعقله .
نظر حسام لها ورد بنفاذ صبر : عمرك ما هتتغيري .
بينما أغتاظ مالك الواقف يتابع الموقف بحقد دفين ، ووجه زين بصره اليه قائلا :
- مش هتسلم عليا يا مالك .
نظر له مالك مدهوشا ، بينما طالعته نور بنظرات غير متفهمه ، واقترب مالك منه وقام زين بإحتضانه متابعا :
- خلي بالك منها يا مالك .
نظر له مالك متعجبا حديثه معه ولكنه رد بهدوء زائف :
- أكيد هخلي بالي منها .
تولي زين توصيلهم واستقل ثلاثتهم السياره وسط توديع الجميع وبكاءهم وظلت نور ناظره اليه منتظره مفاجئته التي لم يعلن عنها حتي الآن .....
______________________
دلفت خارج المرحاض ممسكه بشئ ما بيدها والفرحه تكسو ملامحها وتقدمت من زوجها الجالس وهتفت بفرحه :
- ايمن ...تعالي بسرعه .
نهض الأخير وهرع نحوها مستفهما :
- خير يا لبني في ايه ؟
لبني بسعاده بائنه : أنا حامل .
أيمن بعدم تصديق : أكيد بتهزري
حركت رأسها نفيا ورفعت ذلك الأختبار الصغير امامه مؤكده :
- الإختبار قال اني حامل .
أمسكه بيده غير مستوعبا ولكنه تنهد بإرتياح واردف بإمتنان :
- الحمد لله ...اشكرك يا رب ، ثم اقترب منها وقام باحتصانها متابعا :
- ربنا بيحبنا قوي يا لبني .
لبني بفرحه : انا مبسوطه قوي يا ايمن ان ربنا كرمني بواحد بيحبني بالشكل ده ...فعلا ماما كان عندها حق لما قالت ..... اتجوزي اللي بيحبك وشاريكي .
ايمن مقبلا جبينها : هتفضلي طول عمري حبيبتي ...واغلي حاجه عندي .
لبني بحب صادق : ربنا ما يحرمنا من بعض ..بحبك قوي""""""
_______________________
بعد وقت وصل زين للمطار ووقف معهم في الخارج لتوديعه للمره الأخيره ، وحدث مالك بجديه :
- مش هوصيك يا مالك ..خلي بالك منها
مالك بابتسامه : نور دي في عنيا ...مش عايزك تقلق عليها وهي معايا .
تنهد زين بإرتياح وحدثها :
- خلي بالك من دراستك كويس .
نور بابتسامه مازحه :
- مش هتقولي خلي بالك من نفسك وملكيش دعوه بحد .
زين بضحكه خفيفه : خلي بالك من نفسك ...بس انتي حره تكلمي اللي انتي عوزاه .
مالك مشيرا بيده : انا هروح اشوف رحلتنا هتطلع امتي .
ثم تركهم وذهب واردفت نور بلهفه :
- مقولتليش بقي علي مفاجئتك ...انا مستنياها من زمان
زين بابتسامه باهته :
- كويس انك فاكره ، ثم اقترب منها وقبل جبينها وتابع :
- أنتـي طــالق ..........
______________________
- بجـد يا فاضل .
قالتها ثريـا بفرحه عندما اخبرها فاضل بنيتـه للزواج من السيده فاطمه
فاضل بضحك مؤكدا :
- بجد يا ثريا ..انا هتجوزها ...وطلبت ايدها من حسام ورحب جدا
فايز بابتسامه : مبروك يا فاضل ، تابع غامزا :
- أخيرا لقيت اللي هتاخد مكان ام زين .
فاضل بضحك مازحــا :
- صبــرت ونولت ...........
______________________
حدقت فيه بصدمه جليه غير مستوعبه لما تفوه به ، فأقترب منها مالك قائلا بلهفه :
- يلا يا نور ...رحلتنا هتطلع دلوقتي
لم تجب عليه ولكنه سحبها من يدها وتابع :
- باي يا زين ...يلا يا نور .
ابتسم زين لها وولج مالك بها داخل صاله السفر متهيأين لصعود الطائره ، ثم تقدم بها نحو الداخل ولاحظ هدوءها وتجهم ملامحها وتسائل :
- انتي كويسه يا نور ...زين قالك حاجه .
لم تجب عليه وظلت بوضعيتها ، فظن مالك انها تخشي ركوب الطائره فأستأنف مهدئا اياها :
- متخافيش يا نور ...ركوب الطياره لذيذ جدا وهتحبيها قوي ...
اومأت براسها وفضلت الصمت ، وتفهمت رغبته في عدم إجبارها في شئ.....
وقف زين بالخارج منتظرا إقلاع الطائره ، ليطمئن عليها وتنهد بارتياح قائلا :
- مــع السـلامه يا حبيبتــــي ............................
*********************
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والخمسون من رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابع من هنا: جميع حلقات رواية صغيرة ولكن بقلم إلهام رفعت
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات حب
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا